روايه بنت السيل
الفجر بالجنوب وكالعاده بغرفه وقدام الشباك امل قطعت الصمت وقالت : مهند
مهند : عيوني؟
امل : يخليها لي نتفق؟
مهند ابتسم : بوش؟
امل : ترضي غروري ؟
عض شفايفه : وانا م ذبحني الا غرورك!
امل : وم تذوقني غيابك؟
مهند : م ياخذني من منك غير الموت!
امل : م تسرقك مني النساء؟
مهند سكت وعيونه احتارت فيها.
امل : م ياخذونك سواً انا معاك ولا ماني معاك.
مهند بأستغراب همس : كل الي تبيه يصير!
امل : واذا حصل “بغصه نطقت” وقلت لك ابعّد وطلبت فرقاك لا تسمع حكيي ارفض وخلك قريب!
مهند : ليش هالحكي الحين ؟ امل فيه شيء؟
امل هزّت راسها بمعنى لا وعيونها تمتلي دموع.
.
.
بعد مرور اسبوع عند اسيل ورسيل البيت فاضي وهادئ مافيه غير هالثنتين والصمت والحزن ثالثهم
قطعت الصمت رسيل : اقول اسيل؟
اسيل ناظرتها بدون م تقول شيء
رسيل : امس كنت نايمه معاك بالغرفه “سكتت بتردد”
اسيل : ايه ادري؟
رسيل : وانتي نايمه كنتي تبكين وتنادين على مناف!
ابتسمت بحزن اسيل ومسحت دمعتها قبل تنزل : انا متأكده لو انه كان معاي بهالفتره كانت بتعدي بدون م احس عليها لكن للاسف خسارتين بوقت واحد امي وابوي ومناف.
رسيل : معقول يحبك لدرجه يقدر يطلعك من حزنك؟
اسيل : انا احبه يكفيني هالشيء
رسيل : اذا تحبينه ليش تركتيه؟
اسيل : م اقدر اجبره على قربي!
رسيل : تغيرتي ي اسيل م كنتي تتنازلين بسهوله.
اسيل : هو غيرني.
سكتت رسيل وظلوا ساكتين شوي لين همست اسيل بضحكة فيها رجفه بكاء : طموح وفيلسوف وحنون و يروح مني لدوامه اذا سمع اذآن الفجر ويرجع وانا بموت من شوقي له “سكتت شوي” عيونه من كثر هيبتها ترعبني تصدقين لو اقولك اني اهابه ؟ ولا يخليني اطمع في هالهيبه غير ضحكته انا م كنت احبه اذا تبين الصراحه “سكتت شوي” انا كنت اشوفه زي الجنه وواجب عليّ اطمح لها.
رسيل بغصه : عظيم حبك له.
اسيل بغصه وضحكة : هو العظيم وعظمت حبي له ماخذتها من عظمته لكن تصدقين م اقدر ازعل عليه؟ ضحكته غصب عني تراضيني عيونه اذا ناظرني والله تنسيني الزعل اصلا وعدني وقال مارح ادخن وانتي بقلبي تهقين دخّن الحين؟
بدون شعور قالت رسيل : اسيل كيف بتعيشين الحين؟
ناظرتها بدون م تفهم قصدها.
رسيل : قلبك مو لك؟ كيف بتعيشين؟
.
.
بمكان جديد وعند لجين.
تنحنحت وقالت : فهمتيني؟
نجلاء : ايه
لجين : اوك بس انتبهي اي غلطه ممكن تودينا بداهيه.
نجلاء : لا معليك ان شاء الله كلشيء تمام.
لجين : يلا اجل بدق على تركي
نجلاء : اوك سلام
سكرت منها لجين ومسكت جهازها الثاني وصارت تدور رقم تركي لما حصلته ودقت رقمه وبحركة سريعه فتحت تسجيل الصوت بجهازها الثاني.
دقايق وجاها صوت تركي : الوو
لجين بسرعه فتحت الاسبكر : هاي تركي
تركي : اهلين؟
لجين : عرفتني؟
تركي : لجين صح؟
لجين : ايه تركي ابي اقولك شيء “سكتت بتردد”
تركي : قولي ؟
لجين : متردده شوي!
تركي ضحك : لجين تتردد؟ شصاير بالدنيا؟
لجين بهمس باكي : تركي انا تغيرت واجد بعد م تركنا بعض “سكتت وكأنها تبكي”
تركي : تغيرتي؟؟
لجين : مقدرت اتحمل بعدك “وبكت”
تركي بضحكة : الي يشوفك يقول تاركين بعض امس مو من سته شهور.
لجين : حاولت بهالست شهور انساك سافرت ورحت وجيت واجتهدت بدراستي كله عشان انساك “بهمس” بس م قدرت.
تركي : لجين على مين تكذبي؟ انتي حتى يوم تركنا بعض م بكيتي لا حتى وضح عليك الضيق.
لجين : تبيني ابكي قدامك واتضايق عشان تستانس “سكتت شوي” م بكيت عشان لا تفكر اني ابيك بس انا ابيك تركي والله ابيك.
تركي : المطلوب؟
لجين : خلنا نرجع!
تركي بحّده : لا
لجين بقهر وبكاء : ليييشش طيب ؟ عشان امل صح؟ م تبي تخونها
تركي : ايه عشان امل شعندك؟
لجين بنبره باكيه : تحبها؟
تركي : اموت فيها ارتحتي!
لجين بنبره واضح فيها القهر : يعني انت بعلاقه معاها الحين؟
تركي : لا يعمري العلاقات لأشكالك انا انتظرها تتخرج من الثانوي واتزوجها.
لجين بكت : متفقين ؟
تركي : ايه
لجين ابتسمت بفرح وسكرت التسجيل ورجعت للجوال ونطقت بنبره باكيه : وانا طيب مو حرام حبيتك؟
تركي : لُجين على مين نلعب؟ اشكالك م يحبون ولا يعرفون الحب.
لجين : صح حكيك هو عين العقل “وسكرت”
بفرح صارت تدور بالغرفه وهي بتموت من وناستها : يالله الحمد لله خلاص ي امل اعتبري انك انتهيتي من حياة مهند!
.
.
بالشمال وبغرفه العظيم ,الجبل , الثابت الي كان المفروض يقتدون فيه اسيل ورسيل ، بغرفه طلال.
على سريره تحديداً منطوي وضام نفسه ويصارع الموت بكل قوه ودموعه تنزل بدون شعور وانفاسه متسارعه , دايم الي يكونون ثابتين امام الناس يكونون منكسرين من جوّه واكبر دليل طلال , كان عايش كآبته مع نفسه وبدون م يحسس اخوانه بشيء , جبينه مُتعرق من حرارته المرتفعه وشفايفه ترجف من البرد الي يحس فيه بداخله.
بثواني حس بيدين تنتشله من الموت يدين ترفعه وتمسح جبينه بكل حنيّه , فتح عيونه بشويش واذآ بفتاه حسناء شديدة البياض وعلى خدودها تطفوى حمّره جذابه وبشفايفها لمعّه عجيبه تسُّر الناظرين وعيونها بلون العسل وشعرها بسواد الليل , ابتسم بدون شعور وسكّر عيونه بإستسلام وطاح بأحضانها مع سؤاله الاخير : مين انتي؟
جاء لمسامعه همس رقيق يحمل كلمات عكس الرقه “انا موتّك”
استسلم ايه استسلم وغرق في الموت وبدا يفقّد مقاومته وبدأت فعلا تضعف أنفاسه.
وبعد تقريباً نص ساعه بدى يستفيق ويرجع له وعيّه مع انه شاف الموت وشاف شيء اعظم من الموت وهي هذيك البنت الي ملامحها عجزت تفارق ذاكرته.
استند ع السرير وهو يتناهد وبمجرد لف للجهه المقابله شاف رعد جالس ع الكنب وبحضنه الاب توب.
همس له : من متى انت هنا؟
رعد قام وراح له : من ربع ساعه دخلت ابيك توقع على بعض الاوراق لقيتك تنازع هنا وذابحتك الحمى عطيتك دواء لان والله مقدر اشيلك للمستشفى بس الحين يالله قوم باخذك للمستشفى.
تلفت طلال بأنحاء الغرفه يدورها ومتجاهل رعد الي قاعد يعطيه كمَّ هائل من النصائح.
رعد مسك وجهه طلال : شفيك انت؟ وش تدور؟
طلال : البنت الي جاتلي قبلك كانت هنا قالت لي بأنـ…”قطع كلامه لما تذكر جملتها”
رعد : قالت لك ايش؟
طلال نزل راسه وهو معقد حواجبه : قالت انا موتك !
عقد حواجبه رعد وهو مبتسم بخفيف دقايق ورجع ناظر طلال وجلس جنبه : اسمعني وانا اخوك الي شفته هو عباره عن كوابيس تج…
قاطعه طلال : لا تقول عنها كابوس هي احلا من انها تكون كابوس.
رعد : اوك وهذي مجرد احلام تجيك نتيجه عن الحمى “سكت شوي” قلت لي وش قالت لك؟
طلال : انا موتك.
رعد : انا ماني مفسر احلام ولا عندي سالفه لكن البنت هذي بتكون موتك الذيذ صدقني والمثل يقول اكبر منك بيوم اعلّم منك بسنه”قام” يالله البس عشان نروح المستشفى.
.
.