عشقت صعيدى بقلم أميرة السمدونى
الفصل 60
الأخيـــــــــــــــــــــ
أرائكم مهمة على العمل ككل:*
بعد مرور 5 أشهر
أنقشعت الغيمة الضبابية المٌسيطرة على حياتنا ،بعد أن تم تحديد عقد قران ياسين وهند أخيراً وعمر ورضوى ،والعائلتين في أقصى حالات الإستعداد والسعادة المشوبة بالحزن للحكم على جودة بالسجن 10 أعوام ،لتبقى نوارة على زكراه تربي أطفالها ،وتساعد رضوى للتجهيز ولعمل حمامات من البخار وكريمات الجسد اللازمة،وجلسات الإسترخاء والعناية بالبشرة ،بينما أمكث أنا زوجي في طنطا في بيتنا الصغير ،وقد أنتفخت بطني وشقيقتي برفقة خطيبها يتفقدون مع أهلي القاعة المعٌدة ومعهم عمر يتمم على الإجراءات الأخيرة فغداً يوماً حاسماً في تاريخ العائلتين ،جلست على طرف السرير أغزل قطعة صغيرة من الصوف إلى صغيرتي القادمة ليقول زوجي بعد ان أصبح وسيماً مداوماً على التمارين الرياضية ،مٌحتفظاً بلياقته البدنية ووسامة طلته وأناقته:_
_ حاسس أنها هتبقى شبهك ،مستقرتيش صح هتسميها أيه
أستفسرت بمكر أداعبه فيه :_
_ من حيث….؟
رد وإبتسامته تعلو ثغره وعينيه تلتمعان كالنجوم:_
_ يعنى مثلا البطيخة ال شيلاها دي،من شعرك المنحكش ههههههه
لكزته بلوم وانا أقوس شفتاي بدلال ليصحح:_
_ أسف ..أسف …بغلس بس ..لو جينا للحق هتاخد لمعة عنيكي ،وطهارة قلبك ،وحنيتك ،وشقاوتك
إبتسمت بخجل فتنحنح وهو يقبل جبهتي برفق:_
_ ربنا ما يحرمني منك أبداً يا مٌهجتي ومجرتي وكواكبي وشمسي وقمري
أردفت أسأله عن إقتراحاته حول الاسم مٌجدداً ،فواصل :_
ياسمين ،اسم جميل ،فيه عطر وأثر في كل مكان هتروحه‘ طعم وبهجة ولون وسعادة ….
اخذت نفساً عميقاً في نشوة وأنا أدون عنوان روايتي المٌهداة لزوجي تحت عنوان”عشقت صعيدي”
ليدندن كلانا بوجه مشرق سعيد ،ونحن نتسامر ونضحك ونلهو ” و أحنا صعايدة بنستحملش شمسنا حامية وعرقنا حامي وطبعنا حامي وال تخلي صعيدي يحبها يبقى يا غلبها ،أصلنا ناس على قد الطيبة كلنا هيبة والنسوان في بلدنا جواهر “.
في أكبر قاعات الأفراح بالقاهرة
تزيت الأسقف بالبلالين وأعمدة الإنارة المٌزخرفة والمٌشكلة، تحتل باقات الورود والياسمين أرجاء المكان ،تنتشر الفساتين الأنيقة تتمايل بها الفتيات بدلال ودلع أمام المدعوين ،أشعر بالفرح لشقيقتي وببعض التوتر لإختفاء زوجي ،أستقبل مع أهلي وحماي بقية المدعوين لحين مجىء هند وعريسها وكذلك عمر وعروسته ،تمتلأ الأجواء بالبهجة والزغاريد والصور التذكارية والأغاني الحماسية الرومانسية ،تجلس الحاجة يامنة على إحدى الطاولات ترتشف مشروب بارداً بشرود قطعه مجىء حمدان وفتاته تتأبط ذراعه بفستانها المكشوف الصدر وتسريحة شعرها المٌثيرة الأنيقة ،لتشهق يامنة بفزع ،يزيله حمدان بغمزة عينيه:
_ دي بقى يا اما تبقى نورسين ال عليها العين ،الجو بتاعي وكده يعني
عقبت بسخط وغضب:_
_ ووواه بندرية تاني….!
ليأتي الدكتور عبد المنعم وهو يشير لابنه للذهاب إلى الطاولة العريضة المقام عليها الطعام ،ليتحدث هو قليلاً مع تلك القاهرية المٌتبرجة والمخالفة تماماً لشرعهم وعاداتهم ،أتجه وهو يدندن ويكاد أن يرقص من النشوة إلى أن أصطدم بصبية مٌنظمة الحفل ومهندسة الديكور المسئولة عن شكل القاعة وروسوماتها ولماستها الأخيرة ،تحمل طبق من الجاتوه وهي تحدث نفسها بتأفف وبغير تركيز لطريقها:_
_ وأنا كان مالي ومال الفرح ده ،تنظيم أيه ال أعمله لصعايدة ….؟، مش عارفة أيه العته ده…؟،ولا الأغاني ياي ياي حاجة بيئة ”
تناهت إلى مسامعه ما قالته حين إصطدم بها ولطخت قميصه الثلجي بطبق الحلوى وهى تعتذر:_
_ أسفة….مقصدتش …والله يا فندم ..
فأردف وهو يزيل عنها الحرج:_
_ ولا يهمك
قالت وهي تشد قميصه، والطبل والزرغايد والزفة بالخارج :_
لا والله أبداً لازم انزل من عليه الجاتوه،أمال هتمشي بيه كده
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يتابع:
يا ستي خلاص متكبريش الأمور ،عن إذنك عشان ألحقهم بقى
جذبت كوب من المياه الباردة لتكسبها صوب البقعة فهتف بعصبية:
_ انتي أتجننتي ….؟
هبت فيه بإنفعال:_
_جرى ايه يا أستاذ ده جزاتي …؟
قطع حديثهم مجىء مهندس الصوت المسئول عن”الديجيه والإضاءة ” ليسألها عن القائمة المٌعدة وهى تسير برفقة حمدان لترتيب الأغاني المٌختارة، بينما ألمح وليد على سلم عريض يحمل يافتة كبيرة وضخمة تحملها شقيقتي وعريسها وكذلك عمر وهند،وأنا أبكي بسعادة وفرح،وأصفق بكلتا يداي بسرور فكٌتب عليها
“اسمي يفرق في أيه وياكى أنا حد عاشق ولاقاكي ،أنا إنسان ،عمري لو ألف عام في عنيكي،بلاقيني طفل وبلاقيكي دفا وأمان ”
وهو يحتضنني بحنان ويدور بي وسط تصفيق الجميع والسرور والبهجة تطرق أبوابنا جميعاً مع صرخات ياسمين الأولى لتضفى على حياتنا المحبة والسلام ولتجمعنا في رباط أبدي يسوده الإحترام والألفة مع زوجي وعشيقي الصعيدي ”
تمت بحمد الله