عشقت صعيدى بقلم أميرة السمدونى

الحلقة التالتة

ارائكم مهمة

خرج جوزى وسبنى أنام شوية وصحانى على كارثة …!!!

حتقولوا لى إزاى أقولكم كنت نايمة فى أمان الله وأنا بتقلب على السرير ،سمعت صويت بره ” OH MY GOOD” والأجانب بيستغيثوا ،وإنذار الطوارىء شغال ،فزيت بسرعة من مكانى وأنا بزيح الغطا ،شامة ريحة نتانة روحت للمطبخ لقيت جوزى واقف على البوتجاز وماسك فسخاية بيشممها النار ،حطيت مشبك على مناخيرى وأنا قرفانة وحرجع “أييف ..يااااع ،حد يأكل العك ده يوم الصباحية ..؟””، رد عليا وهو بيعصر لمون عليها فى طبق كبير وكأنى بكلم أمى :_
” نفسي هفتنى عليه ، جرى أيه يا حرمة حتحاسبينى ..؟”

الدنيا لفت بيا الصراحة طلعت بسرعة من المطبخ وفى خبط شديد على باب الشاليه من بره الروم سيرفنت ،فتحت لهم دخلوا بمعدات التنضيف يبصوا فوق الكنب وتحته فتشوا الشاليه حتة حتة ،عاوزين يعرفوا الريحة الغريبة المنتشرة فى أرجاء المكان دى جاية منين ،لحد ما قفشوه متلبس وهو قاعد على ترابيزة المطبخ حاطط رجل على رجل ،وبيأكل بالعيش كأنه مكلش بقاله ميت سنة ،البنت كانت رقيقة بسكوتة حطت صباعها على طرف مناخيرها بإشمئزاز ،وهى بتطلع كيس بلاستيك مسكاه بجوانتى بتاعها ،بتقرب من وليد ال فكرها جعانة وبتتمنع باص لها بتناحة كده وقام قايل:_
_ شكلك هفتانة يا حبة عين أمك ،تعالى جربى”قربى”

صرخت فى وشه بتشتمه لأنه بأيديه الزفرة قام شدها :_
_ARE YOU CRAZY!

مفهمش بتقول أيه تقريبا ،بس من أسلوبها عرف أنها متعصبة عليه ومعترضة ،راح ماسك الفسخاية المهرية وبالمعلقة مطلع حتة صغيرة ،وبمنتهى العشم قام مقربها من بوقها وهى بتصرخ وبتشتمه،فقالها:_
_ عينى فيه وأجول أخى ..؟، وبإستغراب من رفضها كمل صوح محدش واصل راح يفهم ال فى دماغتكم

قولت له وأنا مذهولة ومصدومة من المنظر ال قدامى ،ومن وليد ال فكراها قرفانة من أيده فبيديها بالمعلقة :_
_ وليد متغصبش عليها هى مش عاوزة .

برم شنبه بأيديه الزفرة دى وهو بيبص لى بإستذكاء:_
_ أومال واجفة لى زى العمل الردى كده ليه …..؟

فتحت له شباك المطبخ والناس بتجرى بره وبتصرخ فاكرين فى حيوانات ميتة ، وشركات التنضيف قالبة الدنيا بره ،فقال ببلاهة وغباء:_
_ موش فاهم أنا رياضة أيه دى ال على العصرية جده…!!

نفخت جامد وأنا متعصبة من المتخلف ال قدامى،راح رامى الاكل وهو حيأكلنى بعنيه بإنفعال:_
_ فى أيه يا مودام حتطيرينا بالنفخ ،ما بوراحة علينا شوي

بسط كبشتى كام مرة وفتحتها وأنا بكز على أسنانى بحاول أتحكم فى أعصابى :_
_الأكل البلدى ده مش مسموح بيه هنا ،دى قرية سياحية مش سوق التلات حضرتك

لحس صوابعه فى بوقه بطريقة خلتنى حعيط ،أنى شايلة اسم الكائن ده وقام قايلى بإستفزاز:_
_ ماله يا بنت فوجية”فوقية” الوكل البلدى ،ده أنتى جدك كان بيشرب المش بخرطوم وأهل البلد كلايتهم يعلموا

تنحت لثوان بتخيل جدى عمدة البلد وهو فى أرض زراعية واقف يشد وكأنه بيشد شيشة،لا لا مش ممكن وهو يعرف جدى منين ده أنا من
أرياف وهو صعيدى ..! ،يا دى الفضايح بعد لحظات الخادمة خرجت من المطبخ وهى بتبرطم حتجيب المدير ،وطبعا لو جه مش بعيد بعد ما يطردنا ندفع غرامة..!،أه ياربى أنا ال جبته لنفسي كان ماله هاشم بخيل بس مش مخه ضلم ومبلم زى الحج ال قدامى ،روحت وراها فوريرة،بضحكتين وبقشيش رفيع قدرت أحتوى الموقف بس الريحة لسه مكهربة المكان ،غسل أيده ووشه وخرج على الشط شوية بيتكلم مع أهله ،قعدت أدور على أى معطر مفيش لحد ما سقطت على أزازة بس أيه شكلها بنت ناس وفضتها كلها فى الجو ،جالى صوت وليد من البالكونة “يا إزررررررراء بت يا إزززززراء ” أتخضيت خوفت يخش عليا فى وضع تلبس ،أيدى أتهزت الإزازة وقعت شهقت ،وطيت بسرعة وأنا شيفاه جاي من بعيد بطرف عينى بلملم الإزاز وأثار العملة السودة،دبحت كفى من غير قصد ، كتمت صرخاتى وقومت لفيت قماشة صغيرة عليه ،دخل وليد وسألنى وهو بيبص على الأرضية وشامم الريحة ،شد ودنى وكأنه بيعاقبنى وهو بيكز على أسنانه:_
_ مين ال جالك تحوطى منها ..؟،معلموكيش الخصوصية فى بلدكم واصل…؟

حواجبى أترفعت وفتحت بوقى بإستغراب وأنا بقول فى سري “والله وأتنورت وعرفت الخصوصية يا ليدو “،بعدين لقيته سحبنى من كبشتى بيحاول يفكها:_
_ أيه ده مين ال عورك جده…!!
سحبت أيدى بسرعة وأنا بقوم عشان أقفل الحوار “مفيش “،بص لى وكأنه أجدع محقق نيابة وهو بيتريق:_
_ أمال أيه ده ..؟، كوتشب…؟

ضحكت ضحكة خفيفة رغم ألمى وإحساسي بالعذاب معاه ،وهزيت رأسي ،لقيت المجنون فك الرباط ومصمم يلحس “الكاتشب “وكأنه مش مصدقنى …!!

صرخت فيه بعصبية وإنفعال:_
_ خلاص يا وليد ده دمممممممممممم

سابنى مرة واحدة وطلع بره الاوضة وبعد شوية دخل عليا مع الممرضة بمعداتها ،لدرجة أنى فكرت أنى داخلة عمليات مش مجرد جرح صغير،وليد خد كرسي بلاستيك قربه منى على السرير ،وهى بتضمدنى وبتعمل أسعافات أولية ،منكرش أنى كنت سعيدة طايرة بإهتمامه وحنيته إحساس جميل أوى لما تلاقى الست جوزها خايف عليها زى بنته ،بس يا خسارة فرحة ما تمت ،مسك كفى التانى بحنية:_
_ كنتى عاوزة تموتى منى يا موهجة جلبى وأنا لسه ملحجتش “ملحقتش” أحلل الفلوس ال دفعتها فيكى ”

خلينا دلوقتى مع هند فى طنطا ،ما هو أنا نسيت أقولكم أنى من أرياف وكملت تعليمى فى القاهرة فى بيت الطالبات نرجع لأختى، اختارت فستان أزرق شكله ظريف ولمسات مكياج، هند شعنونة وعندية ،هاودت ماما بس حتطفش العريس يعنى حتطفشه دماغها مش سهلة،بس خليها دلوقتى تقنع ماما أنها الملاك البرىء، ماما جات بعبايتها البيتى الفسكوزى مشمرة أكمامها بريحة بصلها عدت على أختى وهى بتزغرد مبسوطة عشان زى ما هى شايفة ومأمنة بمثلها الشعبى”إخطب لبنتك ومتخطبش لابنك “، قربت منها وهى بتبوسها بتناولها علبة المكياج وبتقولها
“غرقى وشك يا حبيبتى ،بلاش شغل التلاحيس ده ،أنا عاوزة الصنف يبان ”

ردت عليها هند وهى بتوزع البودرة على وشها ،أصل هند قمحية مش بيضاء زى كل ال فى الروايات ،وقالت لها:_
_ حاضر يا ماما أنتى تؤمرى

دخل عليها عمر 23 سنة خريج ألسن ،بس لسانه فيه عشرة بيتكلموا ،بص لهند من فوق لتحت وهو بيقولها بمشاكسة:_
_ النضافة مش لايقة عليكى ههههههه

هند مدتلوش إهتمام ما هى واخدة على رذالته ،أما أمى خبطته فى دراعه وهى بتعض على شفته بتلومه:_
_ يا دى العيبة حد يقول كده لأخته حبيبته ، يلا أنزل هات لنا الحاجة الساقعة على ما أروح أخد دش قبل الضيوف ما يجوا

عدت ساعتين هند واقفة ورا باب أوضة الصالون بتتصنت عليهم وعاملة مكسوفة ،والعريس قاعد مع أبوه وأبوها وأمها قاعدة منشكحة جوه، سمعت أبوها وهو بيحاول يساعد العريس يفتح الموضوع:_
_ يا ألف مرحب ومرحب منورين

رد عليه ياسين وهو فى شورته النسكافيهى وقميصه الأبيض:_
_ بص يا عمى أنا جاى طالب القرب فى بنتك هند

بابا فرد ضهره وهو حاسس بالفخر ،وكأنه مثلا طالب أيد الأميرة ديانا،المهم قاله بترحيب:_
_ عيونى بس ممكن أعرف إمكانيتك …؟
قرب ياسين وهو بيضيق عينيه وأبوه بيبص له ،وكأنه هو راخر مش طايق الجوازة دى :_
_ عشان منلفش وندور على بعض ،وترجع لك بنتك بشهرين ساحبة بأف صغير ،فأنا حكون صريح معاك ،انا يدوب بأكل وأشرب بالعافية محلتيش شقة ولا عربية ،هى شغلانة يتيمة فى مول كبير مرتبها 700 جنيه بيخلصوا 2 يوم الشهر

ردت ماما عليه بسرعة وكأنها بتحلق على بابا وهى بتقدم صنية الشربات :_
_ وماله ما أحنا زيكم ، دى حالة إقتصادية وعمومى

اتفاجأ بكلامها سكت لثوانى وهو بيقول:_
_ بس أنا مش شاب طموح ،و لا حالم ومتفائل ،أنا كئيب وشايف الحياة كلها جحيم

بابا خد نفسه قبل ما يعلق بإحباط :_
_ وأيه فى البلد دى يفرح ،هااااه يا ابنى ده أنتوا أبطال أنكم جيتم فى الزمن ده

أبو ياسين خبطه فى رجله وهو بيعدل من طريقته :_
_ إن شاء الله حنشلها فى عنينا متقلقش عليها

ياسين مستسلمش لليأس ولا للإحباط فكمل:_
_ بص يا عمى أنا مش مثقف وراجل همجى كده أخر علاقتى بالقرأة كانت مجلة ميكى

خبط بابا على ركبته وكأنه بيشجعه وعاوز يخلص من هند ،ما هى من ساعة ما عودها شد وهى تتعاكس فى الرايحة والجاية وجايبة لنا الكلام على رأى أمى فأسلم حل يخلصوا منها،وأهو ياسين من عيلة مرموقة :_
_ أنت فاكر هند واخدة جايزة نابل “نبيلة ، نوبلة ” فصحح له ياسين تقصد “نوبل يا عمى”،فالحاج كمل:_
_ دى هند هبلة وينضحك عليها بكلمتين متشغلش بالك ،مش دراسات عوليا”عليا” هى عشان تقرأ وتتعب نفسك

تنهد ياسين بيأس وهو بيتمسك فى أخر حبل أمل:_
_ طيب ممكن تنادى لهند يا عم وتسيبنا شوية لوحدنا…؟

error: