عشقت صعيدى بقلم أميرة السمدونى
الحلقة 29
لسه حتجاوب الباب خبط رضوى مغطية نصف وشها مكسوفة من عمر ،تنحنت وهى بتنادى “ست إسراء مش حتاخدى غيار هند…؟” فتحت لها وأنا مش عارفة أشكرها إزاى على معاملتها المحترمة والجميلة ووشهاال بشوش عكس الحاجة كاملة ال واقفة مش على بعضها معاها ،شاورت لها تدخل “أتفضلى بجد والله ردت بخجل وعنيها فى الأرض” لا عيب ميصحش لو أحتاجتى أى حاجة نادى لى ” مشيت من غير ما تخطى وعمر مندهش من حيائها ،رجعنا تانى لموضوعنا وأنا بشد عليها ” مهما حصل مكنش ينفع تكسرى قلب ماما يا هند ،مش عشان أبرر غلط أستشهد بغلط أكبر”، أستفهمت بحيرة” يعنى أنتى عاجبك ال بابا عمله …؟” جاوب أبيه وهو بيأخد نفسه بإحباط “مش عاجب حد فينا أكيد ،لكن المواجهة بالشكل ال عملتيه قلة أدب يا عالم بابا وماما دلوقتى عاملين أيه..؟والبيت ممكن يتخرب فى كلمتين قولتيهم ساعة نرفذة ولا أيه ال حيحصل ربنا يستر “، أستكملت بإصرار “مش كلمتين دى حقيقة ،بوسى كانت حامل وبابا خلاها تسقط منه قالها انها لا تؤتمن وطلقها وأتجوز ماما ،كرهتها وغلت منها لأنها شافت بابا مفضلها عليها، عشان كده عاوزانى أبقى زيها ويشوف بنته فى نفس مصيرها “، حواجبى أترفعت من الصدمة وشهقت المثل العليا إنهارت وأتدمرت كام أب غلط وعياله دفعوا غلطته..؟، كام أم أندبحت ..؟، مين ال بيدفع وبيحاسب على فاتورة ساعة الطيش دى ..؟، هزيت رأسى مش قابلة أصدق الكلام المستفز ده وأنا بوجهها” أسمعى يا هند مرواح عند لبنى دى مفيش المرة دى عمر اتصدر لك ،ولسه خطيبك لو عرف بحكاية لبنى ومشيها البطال الله أعلم حيعمل أيه …!،أتقى مواضع الشبهات ،سكتت بتوزن كلامنا وقبلته وقالت وهى بتسحب الأسدال وبتقفل الموضوع ” ماشى يا أبلة نظيرة قوموا بقى خلينى أغير وأنام “
رضوى بلغتنى أن ماما عاوزانى تحت فى الجنينة ،وراحت تحضر هى ونوارة مرات جودة أخو جوزى كوبايات الشاى بالنعناع ،ممم ربنا يستر أكيد حماتى بتوزعهم قعدت قصادها على الكرسى البلاستيك بهز رجلى بتوتر ووليد جنبها والناحية التانية كاملة وهى بتحط كفها على ركبتها بسعادة وبتدى فرمان حازم” الليلة حتباتى جنب جوزك ” أعترض وليد بحدة” مينفعش ،يقولوا أيه زعل عروسته فى شهر العسل …؟ ” كملت بجدية أكبر بعد تفكير مستغرقش ثوانى ” خلاص نام جنب عروستك وكاملة جارى “، شهقت بفزع بنت أختها وعصبية “يعنى هى مرته وأنا بنت البطة السودة يا خالة ..؟” نفخت بإنفعال” وبعدين فى شغل العيال الصغيرة ده ،جوزك معاه حج دى عروسة يجولوا أيه مبيعمرش مع ست ،ونوراة أخت جوزك تزفنا فى البلد…!”، عقدت أيدها قدام صدرها وهى مستسلمة بوجوم” ال تشوفيه “، اتديرت وهى بتستفسر منى “مسمعتش رأيك يعنى …؟”، رديت بهدوء وحكمة ” الرأى رأيك والشورة شورتك ،أنتى الخير والبركة” إبتسمت لأول مرة فى وشى حاسة ببرستيجها وأنها قدرت تفرض نفسها عليا وإنها الأمر الناهى فى أى وقت تقدر ترمينى فى الشارع بس على مين أنا حنتقم أشد إنتقام بس إختيار الوقت أهم حاجة ،طبطبت عليا بحنية وهى بتقولى “أطلعوا أرتاحوا دلوجيت والصباح رباح “، مشربوش الشاى ،سبناها مع كاملة ال بتغلى وبتعيط وعنيها لون الدم وطلعنا أوضتنا ،وليد كان مرهق مكنش فى مجال للكلام وأنا زيه روحنا فى سابع نومة ،مرأته الأولى متغاظة ومفروسة حست أن خالتها بدأت تتشد لى وتحابينى ،دخلت المطبخ المركزى ال تحت نوارة كانت فيه بتشرب الشاى على رواقة بعد ما حماتى نامت ورضوى.
بترزع الكوبايات فى بعضها بغل وكراهية كبيرة نفسها تقتلنى وتطردنى من البيت ، نوراة خلفتها كلها بنات فاهمة أن سلفتها عقيم عشان كده وليد أتجوز سألتها بمكر” العتبة الجديدة مضايجكى ولا أيه …؟” ردت بحدة وهى بتقبض أيدها وتبسطها بإنفعال”أأأأأه يا نارى عفاريت الدنيا بتنطط جدام خلجتى بعدى عنى الساعة دى ،لأرتكب جريمة “، خدت شفطة من الفنجان وهى بتلوى بوقها بتعجب”شكله أداكى إستمارة 6 ومقضى معاها فوج أحلى وجت وأنتى بتهرى وتنكتى فى نفسك هنه” ردت وهى بتهز رأسها برفض وسذاجة “لع ملمسهاش وده ال مطمن جلبى ومطفى نارى للحظة،ربنا يعدى ال 7 شهور على خير “، واصلت بخبث وهى بتسخنها على الجديدة خايفة لأجيب ولد ويقش الورث ال وراهم وال قدامهم ، بتصدجى كهن الستات ده …؟، تلاجيه ميت فى دباديبها وإلا مكنش ينام فى أحضانها الليلة ويسيبك ” أستفهمت بحيرة وغموض” تفتكرى جده ..!، تابعت وهى بتأكد على رأيها” وانتى فكرك انها حتلعب معاه الكوتشينة ال 7 شهور ،يا خايبة حتربطه بال معرفتيش تربطيه بيه ،وتيجى تخلعيها تبجى زى المسمار بعد جده تغزك ومتطلعش “، أستفهمت بضجر وحدة بعد ما بدأت تقتنع بكلام نوراة “والعمل …!” سكتت دقايق قبل ما تجاوب وهى بتضيق عنيها” تتغدى بيها جبل ما تتعشى بيكى “، كملت بعدم فهم” كيف يعنى أجتلها …؟” نفت بمنطقية وهى بتفتح درج التوابل وبتمسك برطمان الشطة “لا تكونى أنتى الطبيب ال ضامن أنها مراحش تخلف تانى ولا تربطه ،ومع الوجت جوزك مش حيلاجى لها عازة مش بعيد يطلجها ” قلبها أنقبض وهى بتقولها ” لع ده كان سي وليد يدبحنى فكرى لنا فى حل تانى ” سابت الكوباية وهى بتقوم بإحباط ويأس لا تانى ولا تالت تصبحى على خير ”
نامت كاملة ودمعتها على خدها وهى مكورة على نفسها بتتشحتف وبتنتحب ،روحها مسحوبة منها نصيبها الوحيد فى الدنيا كان فى وليد جوزى لا كملت تعليم ولا شافت رجالة غيره فى دنيتها ولا حبت غيره وأبوها مات من وهى صغيرة كمان فيتيمة ،وهو بنسبة لها الحضن الدافى مهما كان قاسى أحيانا معاها ،فضلت طول الليل سهرانة نوارة بتخطط وترتب إزاى توقع الدنيا فى بعضها ،إزاى تخلى كاملة تغل منى أكتر ووليد يطلقنى ، صحت سلفتها من النجمة تقولها” حماتى عاوزاكى تصحى إسراء ضرورى..!”،سألت بنعاس وهى بتتاوب “وليه متصحهاش أنتى …؟ جاوبت بمنطقية “وليد مش جوزى عيب أخش عليه جده يلا جوام صحيها ” ،جت وخبطت فعلا كذا مرة على الباب صحيت بكسل ووليد مرهق جدا من السواقة طول اليوم خاصة أننا روحنا طنطا وأسكندرية وغبنا فى السفر فوق ال 12 ساعة رايح جاى ،لقيت كاملة بتنادى “كلمى خالتى لبست الشبشب وعلى تانى سلمة لسه كانت الأرض مزلقة زى ما يكون حد راشش حاجة ، أتزحلقت و خدت السلم مرة واحدة لحد تحت كر لغاية ما فقدت الوعى تماما وسط صرخات كاملة ال فزعت البيت كله ..!
وطبعا نوارة فص ملح وداب وال فى وش المدفع دلوقتى كاملة. .!