العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
_ مش فاهم يعني إيه اصرارك انك تيجي معايا ؟؟
نطق سفيان بتلك الكلمات وهو يخرج من شقته وخلفه زوجته ألماسه التي ترتدي ثوب فضفاض لم يخفي بطنها الكبيرة ولا جسدها الذي امتليء ، عدلت من وضع طرحتها وهي ترد عليه بضجر:
_ اتخنقت من قعدة البيت يا سفيان ، من ساعة ما خلصت امتحانات وأنا محبوسه في البيت
قالت أخر كلماتها وهي تذم شفتيها ثم استدرات بجسدها تغلق باب الشقه وعادت تنظر إلي سفيان الذي كان يحدقها بنظرات متفحصه ثم هتف بضيق:
_ مش شايفه أن الفستان ده ضيق!!
نظرت ألماسه إلي ثوبها ثم له باستغراب وقالت بتعجب:
_ ده أوسع فستان عندي ،هو بجد ضيق عليا !!
قالت أخر جمله بخوف٠٠٠ بينما تأمل جسدها الممتليء وكبت بصعوبه ضحكه كادت ان تخرج منه ثم قال بجدية زائفه:
_لما تولدي وزنك هينزل تاني
أرتسمت ببطء على ملامح ألماسه الوجوم وهي تحدق بجسدها بحسره ثم رفعت راسها تنظر له قائله بصوت مختنق اقرب للبكاء :
_ سفيان أنا تخنت اوي ، انا بقي شكلي مقرف ، أنا مخنوقه ، أنت كده هتتخنق مني لو مخستش بعد الولاده وهتبطل تحبني
قالت أخر جمله بطريقه هيستيرية وهى تدب بقدميها في الأرض باختناق ٠٠
أرتسمت معالم الاستنكار على وجهه واقترب منها يحاوط وجهها بكفيه وهدر بصرامه :
_ بصيلي
نطق تلك الكلمه عندما خفضت بصرها للأرض وقد فرت منها دمعه ، فرفعت بصرها تنظر له بعيون مختنقه ، فضعطت بكفيه على وجنتيها الممتلئتين وهدر بنبره خشنه ينهرها بلطف:
_ايه يعني تخنتي شويه !!، بطلي عبط أنا مش بحبك عشان شكلك يا هبله ، ده أنا لو بحبك عشان شكلك تبقي كارثه !! ، مش كل شويه تقعدي تقولي أنا تخنت أنا شكلي بقي مقرف !!
قال أخر جمله مقلد إياها بنبرته الخشنه ، لاحظ نظراتها التي توحي بعدم اقتناعها بما قاله حيث ظلت ملامحها واجمه ٠٠٠فاسترسل بنبره حاده قليلا :
_ ألمااااسه ٠٠
لمعت عيونها بالدموع وقاطعت حديثه قائله بنبرة بها غصة البكاء:
_ أنت بتقول أني تخنت وأن الفستان ضيق عليا أنا مضايقه بقي ، سفيان افهمني أنا كنت عارضة أزياء يعني جسمي كان مثالي !!
أنهت كلماتها وازاحت كفيه من على وجهها وتراجعت إلي الخلف لسيتند ظهرها على باب الشقه الأسود ، فانكمشت تعابيره وهدر ينهرها بانفعال طفيف:
_ بلا عارضة أزياء بلا عارضة زفت ، أنتي في ايه في عقلك !! ، إنتي هتعيطي ولا إيه !! ، أنا عايزك تخينه يا ستي ومش فارق معايا حتي لو مخستيش ، وبعدين ما إنتي جميله أهو إيه بقي مزعلك !!
فرت دمعه منها وهي تقول بنبره متحشرجه غير مقتنعه:
_ لا مش جميله متكدبش عليا أنا شكلي زي الفيل
كانت تقول تلك الكلمات وهي تحتضن بطنها الكبيرة وتذم شفتيها بشده ٠٠ فلم يستطع السيطرة على نفسه فصدحت ضحكاته عاليا مما جعلها تستشيط غضبا ، فاقترب منها هو وقال ضاحكا :
_ فيل !! ، تصدقي حلو التشبيه ده !!
لمعت عيونها ببريق غاضب تتنافي مع دمعه سقطت منها ثم كورت قبضتها بشده ولكمته في صدره بقوه صارخه بصوت يكاد يكون باكي :
_ بتضحك عليا يا سفياان ، بتضحك عليا !!
أمسك قبضتها واستمر بالضحك وهي تكاد تحرقه بنظراتها الغاضبه ٠٠٠
_ صباح الخير
صدرت تلك الجملة من صوت أنثوي ناعم تهبط صاحبته درجات السلم برشاقه ، فرفع كلا من ألماسه وسفيان بصرهم نحوها ، فنزعت ألماسه قبضتها من بين كفه وحدقت تلك التي ترتدي ثياب انيقه وتربط شعرها على هيئة كعكه منمقه ، فشعرت ألماسه بالغيره الانثويه منها وتجهم وجهها ٠٠٠بينما وقفت الأخري امامهم وتأملت سفيان بعيون تلمع بالاعجاب قائله بصوت رقيق للغايه :
_ صباح الخير يا دكتور
لم تسمح له ألماسه بالرد عليها حيث هدرت بحنق :
_ صباح الخير يا رحمه
ضغطت بغل على كلمة رحمه التي حولت نظراتها لها وابتسمت ابتسامه صفرا قائله بنبره ناعمه:
_ عامله إيه يا ألماسه ؟!
تمسكت ألماسه بذراع سفيان بتملك وحدقت بها قائله من بين أسنانها:
_ الحمدالله يا رحمه ،٠٠٠ عمي صالح عامل إيه ؟!
قالت الجمله الاخيره باستهزاء ، جعل رحمه تحدق بها بقليل من الحده ولكن تحكمت بنفسها وقالت باقتضاب :
_ كويس
كان سفيان يكبت ضحكته بصعوبه بالغه فهو يعلم بغيرة زوجته من تلك رحمه زوجة عمها صالح الشابه والتي تبلغ من العمر ثلاثون عاما وتعمل كطبيبه في مستشفى صالح الخاصه ٠٠٠فشقيقته ساره عندما رأتهم معا هرعت اليهم لتخبرهم بوجود فتاه شابه مع صالح حيث اخذها وصعد بها إلي شقته أمام أنظار ساره المذهوله ٠٠
فقامت ألماسه سريعا بالاتصال بزهره واخبارها حيث صدمت الاخيره بشده وطلبت من ألماسه معرفة ماهية الأمر ٠٠
وبالفعل علموا أنه تزوجها مما أثر على زهره بشده وتواجهت مع صالح الذي كان رده أن تلك حياته الخاصة ،وانه مثلما قرر الابتعاد عن حياتها وحياة ألماسه ، يريد منها الابتعاد عن حياته وكتب لها بعض من أملاكه ومن ضمنهم بيت المزرعه وذلك حفاظاً على حقها ومنعا لحدوث مشاكل بينها وبين رحمه بعد وفاته ففي النهاية هي ابنته زهرته الغاليه والتي لم يحب شخص في حياته مثلها ٠٠٠
انتبه سفيان إلي الماسه التي لوت فمها وحدقت بها بنظرات احتقار وقالت بنبره ساخطه:
_مفيش حمل ولا حاجه!!
أنهت جملتها وهي تحاوط بطنها المنتفخه ، بينما نقلت رحمه نظراتها إلي سفيان محدقه اياه بنظرات اعجاب صريح قائله بعذوبة :
_ رايح المستشفى يا سفيان؟
انكمشت ملامح ألماسه بشده وأصبحت نظراتها الموجهه إلي رحمه حارقه وصاحت بشراسه :
_ سفيان مين يا حبيبتي !! ، اسمه دكتور سفيان يا قطه
كتم سفيان ضحكته بصعوبه ونظر إلي ألماسه التي ضعطت على ذراعه بشده كنوع من أنواع التملك ثم مال عليها يهمس لها بعبث :
_ ألماسه حبيبتي يلا أحسن شويه كده وحاسس انك هتولعي
أزاحت ألماسه نظراتها المشتعله إلي رحمه ونظرت إلي سفيان تهتف وهي تصر على أسنانها بغيظ :
_ هموتها ، عماله تبصلك بنت ال
التقطت رحمه كلماتها وابتسمت باستخفاف ، بينما اعتدلت ألماسه في وقفتها وحدقت بسفيان قائله بدلال شديد :
_ سفيان حبيبي
نقل سفيان نظراته بينها وبين رحمه ثم ثبت نظراته عليها قائلا بابتسامة متسليه :
_ نعم !!
ازحت ألماسه كفها القابض على ذراعه ونظرت بطرف عينها إلى رحمة التي تراقبهم ثم قالت بنبرة رقيقه للغايه:
_ شيلني
صدرت ضحكه رجوليه من سفيان لم يستطع كبتها وحدق بها قائلا باستفهام مزيف :
_ نعم ؟!
رمت نظره ماكره على رحمه التي تراقبهم بتعبيرات ضيق فعادت ألماسه تنظر إلي سفيان وقالت بابتسامة خبيثه :
_ شيلني يا حبيبي
وكان رد سفيان عفوي حيث حدق بجسدها وقال بخوف مصطنع :
_ إنتي عايزه طهري ينقضم !!
انطلقت ضحكه مرتفعه شامته من رحمه ،بينما تغيرت ملامح ألماسه تدريجيا واختفت ابتسامتها ورمته بنظرات حارقه مشتلعه ، ثم نظرت الى رحمه بنفس النظرات التي تاكد تقتلها مكانها، كورت قبضتها بشده حتي ابيضت مفاصلها فشعر سفيان بالريبه ٠٠٠
قطعت رحمه اللحظات الصامته قائله بنبرة ناعمه مفعمه بالتشفي :
_ أنا شايفه برضوا انك تخنتي أوفر ، أكيد أنت مضايق من تخنها الأوفر ده ٠٠ أنا خايفه احسن تبص بره
قالت أخر جمله بنبره ماكره اعقبتها بضحكه مرحه ٠٠
رمتها ألماسه بنظره شرسه عدوانية وأتت أن ترد عليها بلهجة عنيفه:
_ بت ٠٠٠
لكن قاطعها سفيان عندما حاوط خصرها بأحد ذراعيه ليقربها منه وحدق برحمه بنظره جامده قائلاً بأسلوب صارم غليظ :
_ مين قال إني مضايق من تخنها !!، ومين قال أصلا أني شايفها تخينه !! ،هي حلوه في نظري أنا وميهمنيش رأي حد ٠٠٠ و انا مش شايف ست غيرها أصلا وعمري ما هشوف غيرها ٠٠
اثناء حديثه تحول وجه ألماسه المشتعل الي الاشراق وقد تكونت ببطء ابتسامه مشرقه على ثغرها وحدقت بسفيان بحب ليميل الاخير عليها يقبل قمة رأسها ثم غمز لها فصدرت منها ضحكه مرتفعه ٠٠ثم حولت نظراتها إلي رحمه الذي تكاد تموت من غيظها فقد كان أحمر وجهها يوضح ذلك، فنظرت لها بتشفي وانتصار وقالت بلؤم :
_هوضحلك كلام سيفو ، هو قصده يا حبيبتي
ضغطت على كلمه” حبيبتي” بحقد ثم اردفت بابتسامة خبيثه :
_ قصده بجمله مش شايف ست غيرها، أنه بيشوف باقي الستات رجاله ، يعني هو شايفك راجل بشنب دلوقتي
قالت الجمله الاخيره بابتسامة عريضة وعيونها تلمع بتحدي أنثوي ٠٠٠ فكبت سفيان ضحكته بصعوبه ولكن صدرت منه ضحكه خافته وهو ينظر إلي رحمه التي أصبحت ملامح وجهها محتقنه من الغضب والغيظ حيث ضغطت على حزام حقيبتها وتحركت من أمامهم سريعا لتهبط الدرج بغضب كبتته ٠٠
فصدحت ضحكة ألماسه العاليه وشاركها سفيان في الضحك وقبض على خصرها اكثر واحتضنها وغمز لها قائلا بضحكه رجوليه قويه :
_ حبيبتي الشرسه
فردت عليه ألماسه وهي تنظر له ضاحكه:
_ بحبك يا ابو دلجين
فتوقف عن الضحك وتقلصت تعابيره قليلا وتمتم بهمس :
_ استغفر الله العظيم
سمعت ألماسه همسه فانفجرت أكثر في الضحك تحت أنظاره الممتعضه ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ألماسه دي قليلة الأدب
نطقت رحمه بتلك الجمله وهي تجلس على مقعد أمام طاوله الزينه تمشط خصلات شعرها تحت أنظار صالح الذي يتسطح على الفراش حاملاً كتاب بيد ويرتدي نظاره طبيه ، فهتف يرد عليها بعدم اكتراث حقيقي :
_ حاولي تبعدي عنها يا رحمه
قال تلك الكلمات وهو ينظر الي سطور الكتاب ، فحركت رحمه رأسها نحوه وقد توقفت عن التمشيط وهي تهتف بأستياء :
_ يعني إيه !! ،انا مكلمتش معاها هي الي لسانها طويل
زفر صالح بشده ونظر لها بنظره ساخره ثم هدر بحزم :
_ رحمه ابعدي عن ألماسه أنا مش عايز وجع دماغ كفايه الي حصل من تحت راسها ، هي لا تفرق معايا ولا تهمني ٠٠
انهي كلماته ثم عاد ينظر إلي الكتاب الذي بيديه بتركيز ٠٠
تأففت رحمه وعادت تنظر إلي المرآه وأخذت تمشط شعرها بعنف شاعره بغيره انثويه منها ٠٠٠ اغمضت جفونها تتخيل سفيان أمامها بجذابيته الخاصه والوقار الذي يتسم به فابتسمت تلقائياً ، وسرعا ما اختفت ابتسامتها وفتحت جفونها وهي تشعر بحقد غريب على ألماسه ٠٠
بينما صالح كان بعالم آخر فكان يحدق بالكلمات المكتوبه وذهنه شارد في ابنته التي تتخذ منه موقف فجعلت قلبه يتألم لكنه يأبي أنه يظهر حزنه٠٠
أغمض جفونه ليسبح في بحور الذكريات ، بدايه من يوم ولادتها الذي كان من أسعد أيام حياته حين تلقاها بين يديه ودمعت عيونه حين رأي كم هي صغيره وجميله ، ومرت الايام والسنين وزهرته تكبر وكم كان فخور باخلاقها ، بداخله لها مشاعر أبويه لم يستطع التعبير عنها ، بل على العكس حرمها ممن أحبته وعارض زواجها منه كثيرا ، وها هي الآن سعيده في حياتها لكن بعيده عنه ٠٠وهو متمسك بتكبره ويأبي أن يظهر مشاعره نحوها فهو يتصنع اللامباله اتجاها ٠٠٠
لمعت عيونه بدموع الندم وهمس بحزن :
_ربنا يسعدك يا بنتي
قال تلك الكلمات وهو يمسح عبره سقطت منه قبل أن تراها رحمه التي تمشط خصلات شعرها ويبدوا عليها الشرود هي الأخري ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ياسمين تجلس في غرفتها تشعر بالاختناق الذي لا تعرف حقا مصدره احتضنت وسادتها ووضعت كفها تحت ذقنها وهي شارده في اخر موقف لها معه ٠٠
عوده لما حدث
كانت تقف في الحافله وعلامات الوجوم واضحه على ملامحها بعد أن تركت حمزه في الكافيه، تشعر حقا بخيبة أمل غريبه الان!! ٠٠٠
شعرت باحدهم يقف خلفها ، لم تبالي كثيرا ولكن رائحة العطر المألوفة التي وصلت إلي أنفها ما جعلتها تشك في هوية الشخص الواقف خلفها ، فحركت رأسها قليلا للخلف لتصتدم بنظراته العميقه ،فارتسمت علامات الدهشة على وجهها ونطقت إسمه بتعثر :
_ حمزه !!
فابتسم لها ابتسامه جامده وقال بصوت اجش :
_ مشيتي ليه قبل ما أكمل كلامي؟!
كان يحاول أن يجعل صوته خافت حتي لا يثير ريبة الناس ٠٠٠ ولكن ياسمين بمجرد نطقه بتلك الكلمات حتي ظهرت مشاعرها الغاضبه و انفجرت به هادره بنبرة منفعله :
_ ليه هو لسه فيه كلام تاني يتقال !! ، أنت يا بشمهندس ناهيت الكلام ، إيه معني جملتك اني كنت متوقعه حاجه تانيه !!
خفضت نبرتها في آخر كلمتين باحراج شديد عندما لاحظت نظرات الناس التي توجهت لهم ، فصرت على أسنانها بشده من خجلها واحراجها وأيضا غيظها من حمزه ٠٠
فراقب هو نظرات الناس لهم ثم تجاهلها وحدق بياسمين قائلا بصوت خشن مستفز :
_ هو أنا طلبتك في موضوع جواز ولا جنازه!! ،مش شايفه انك مكبره الموضوع ؟! ، وبعدين إنتي شوفتي ابن عمي ده عشان ترفضي ولا تقبلي !!
قال أخر جمله بنبرة جيلديه جعلتها تحدق به بنظرات تكاد تكون جنونيه من الغيظ والغضب مما جعلها تهتف بحنق بنبرة حاولت جعلها هادئه :
_ أنت البرود عندك متوفر ولا بتبعت تشتري !! ، أصل مشاء الله أنا شايفه ان برودك كفيل يولع في بلد
صدرت من حمزه ضحكه رجوليه خافته وحدقها بنظرات مبتسمه مما جعلها تكاد تفقد وعيها من شدة تأثرها بجذابيته ، وجدته يتحدث بصوت رخيم :
_ أكتر حاجه مصبراني عليكي خفة دمك
انتبهت ياسمين أنها تتأمله ففاقت لنفسها ورسمت قناع جليدي علي ملامحها وقالت بنبره خافته بارده :
_ علي فكره محدش جبرك تصبر ، وطلبك مرفوض يا بشمهندس شوف عروسه تانيه لابن عمك
أرتسمت ابتسامه جانبيه على ثغره وردد باستنكار :
_ بشمهندس !!
فزفرت هي بضجر وقالت بلا مباله مصطنعه:
_ حضرت الظابط حلو كده ابعد عني بقي يا اخ لو س ٠٠
لم تسطيع إكمال حديثها حيث اصطدمت الحافله بشئ جعل جميع الواقفين يسقطون في أرضيتها ٠٠٠
كانت ياسمين تغمض عيونها بشده وقد شحب وجهها من الخوف وزادت نبضات قلبها بتوتر ، شعرت بجسدها يستند على شئ غير الأرضية ففتحت عيونها ببطء لتجد ما جعل الدماء تهرب من وجهها حقا ، فحمزه أسفلها وهي فوقه قريبه منه بدرجه مهلكه بل ملتصقه به وهو يتأملها بنظرات صامته ٠٠٠ ارتبكت بشده بل تعرقت يديها وأصبح وجهها عبارة عن نيران مشتعله من الخجل والاحراج وارتفعت دقات قلبها فصرخت فجأة بتعثر واضطراب شديد :
_ أنا ، اسفه ،اصل ، مش عارفه ده حصل ، أنا ، ازي مش عارفه
كانت تقول تلك الكلمات وهي تستند بكفيها على صدره تحاول الوقوف ولكن عبثا ، بينما هو انفجر في الضحك بشده مما استفزها واخجلها أكثر فصاحت مره اخرى بارتباك شديد مفعم بالخجل :
_ ساعدني اقوم ، مش عارفه
قالت تلك الكلمات وهي تحاول الوقوف مستنده بكفيها على صدره وبالفعل استطاعت ولكن اختل توازنها وعادت تسقط مره اخرى عليه ،مما جعله يقهقه ضاحكا ،فزاد ذلك اضعاف من خجلها وأصبحت دقات قلبها عاليه ٠٠٠٠فتأففت ووجهها مشتعل من الخجل وبدون اراده منها ضغطت على صدره بقوه لكي تنهض وبالفعل استطاعت تلك المره النهوض ٠٠٠٠٠
انتبهت الان إلي صياح وهجوم الركاب الغاضب على السائق وقد بدأ بينهم تبادل الألفاظ ٠٠٠وقد كان السائق وقح حيث كان ينطق الفاظ بذيئة وباسلوب عنيف مع الناس٠٠
فانحنت تلقط حقيبتها من على الأرض تحت أنظار حمزه الذي نهض سريعا وقد توقف عن الضحك وتحولت ملامحه للقاتمه وراته يستدير متجه نحو مقعد السائق وفي لحظه كان يجذبه من ملابسه ليسقطه بلكمه عنيفه منه ثم جلس فوقه يتناوب عليه باللكمات القاسيه وهو يصيح بنبره عصبيه :
_ إيه الإهمال ده يا ****
كان السائق يحاول الدفاع عن نفسه ولكن هيهات ٠٠وكان الناس يشجعون حمزه ومنهم من حاول انقاذ السائق من بين يديه ٠٠
رأت ياسمين المشهد كذلك فسحبت نفسها وتحركت لتهبط من الحافله وهي تتمسك بحقيبتها ومازال الخجل مسيطر عليها ٠٠٠ سارت خطوات عدة حتي سمعت صوته يصيح باسمها :
_ ياسمين
توقفت ياسمين عن السير واستدارت له تحدق به بنظرات خجوله محرجه ، وجدته يتقدم نحوها بخطوات كبيرة ثم وقف أمامها قائلا بصوت اجش :
_ إنتي كويسه !
حركت رأسها أيجابا وهتفت بصوت مبحوح مفعم بالاضطراب والخجل :
_ ااه ، بخير
كانت أشعة الشمس مسلطه على وجهها مما زاده احمرار ٠٠
وضع كفيه في جيوب بنطاله وحدقها بنظراته الهادئة ثم هتف بترقب هاديء :
_ها برضوا مش موافقه ؟؟
تحول خجلها في لحظه الي غضب وحنق حيث صاحت بعفوية حاده :
_ لا مش موافقه و
مط حمزه شفتيه قائلا بلامباله :
_خلاص إنتي حره
صمت قليلا ثم تأملها لحظات وقد لمعت عيونه بشئ غريب أخفي سريعا وقال بنبره جاده :
_ كانت فرصه ملهاش اي لازمه
قطبت ياسمين حاجبيها بشده وهدرت بعدم فهم :
_ أفندم !!
فصدحت ضحكة حمزه الخشنه وهتف بتوضيح مرح :
_ فرصه معرفتي بيكي
تلون وجهها واحتقن وصاحت بحده مغتاظه :
_ اه والله يا أخ كانت فرصه زي النيله
قالت تلك الكلمات وهي تضعط على حزام حقيبتها بشده تخرج فيه غلها٠٠٠٠٠فتوقف هو عن الضحك ورسم ابتسامه جانبيه على ثغره قائلا بخفوت فظ :
_ فرصه سعيده يا انسه ياسمين !!
لوت فمها بشده وحاولت تخشين صوتها لتقلده قائله :
_ فرصه سعيده يا انسه ياسمين !!
قهقه هو ضاحكا ، ليقشعر بدنها وتبدء تدريجيا في الضحك معه لتصبح ضحكتها رنانه وهي تهتف بغرور زائف:
_ المفروض تشكرني أني بضحكك
منظرهم وهم يضحكون هكذا جعلت أنظار الناس تتوجهه لهم وهم غير منتبهين لذلك ٠٠٠
اول من توقف عن الضحك كان هو حيث أشار لها بسباته قائلا بابتسامة جذابه :
_ فرصه سعيده يا انسه ياسمين !!
فضحكت هي أكثر ووضعت يدها على صدرها تحاول التنفس من الضحك وقالت بصوت ينهج من الضحك:
_ فرصة سعيده يا حضرت الظابط
اختفت ابتسامه حمزه وحل محلها الجديه التي ارتسمت على وجهه حيث قال بنبرة غليظه :
_ فرصه سعيده !!
توقفت ياسمين عن الضحك بصعوبه وشعرت بوغزه في قلبها وهي تردد بتوتر :
_ فرصه سعيده !!
أرتسمت تعبيرات هادئه على وجهه وهو يقول بنبرة متريثه يسألها :
_ يعني اخر كلام عندك مش عايزه تتعرفي على ابن عمي حتي وتشوفي هتوافقي ولا لا !!
تغيرت تعبيرات وجهها الي الوجوم وهدرت بغصه في حلقها:
_ لا ، مش موافقه يا حضرت الظابط
مط حمزه شفتيه وتلاعب بشاربه قائلا باقتضاب :
_ براحتك
توقف للحظات يبادلها النظرات نظره هادئه لا توحي بشئ منه ونظره احباط ووجوم منها ٠٠ ليقطع هو تلك النظرات حين ابتسم قائلا بهدوء متناهي:
_ فرصه سعيده !! ، اخر مره هشوفك تقريباً ٠٠
عضت ياسمين علي شفتيها بشده وحاولت السيطرة علي نفسها وعلى حزنها الذي طغي على ملامحها وهي ترد عليه باقتضاب :
_ فرصه سعيده
عقب نطقها لتلك الجمله وجدته يستدير مغادر بصمت تاركا إياها تقف في الطريق وتشعر بوغزه في قلبها وخيبة أمل ٠٠
عوده الى الوقت الحالي
دفنت ياسمين وجهها في الوساده وصاحت باختناق وانزعاج من نفسها :
_ كنتي فاكره إيه ، كنتي فاكره هيحبك ، إنتي هبله يا ياسمين هبله ، فوقي بقي الحقيقة مش زي الروايات الي بتقرايها يا غبيه
صاحت بتلك الكلمات وهي تبعد الوساده عن وجهها ثم نظرت الى الاعلى قائله بصوت مرتفع مفعم بغصة بكاء :
_ بكره اقابل واحد احسن منه ، أنا أصلا كنت معجبه بيه بس ، ااه صح وكل النهايات مش بتبقي حلوه زي نهايات الروايات الخياليه ، أصلا مكنش فيه حاجه بينا ٠٠هم كم موقف عادي يعني ، هقابل ناس كتير في حياتي مش معني كده أني احلم اتجوز كل شخص اقابله ٠٠
كانت تحاول بتلك الكلمات إقناع نفسها ، ولكن انفجرت باكيه فجأة بصراخ مزعج كالاطفال وهي تصيح بغيظ شديد :
_مش مسامحك يا حمزه ، إنسان بارد ، عديم الذوق ٠
التقطت هاتفها وهي تبكي بنشيج كالاطفال ثم فتحت صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي وكتبت بوست عباره عن ” كل النهايات مش بتبقي حلوه زي نهايات الروايات الخياليه ”
أنهت كتابة البوست وقذفت الهاتف بجانبها على الفراش ، ثم رفعت يدها تمسح دموعها بظهر كفها وحاولت بصعوبه التوقف عن البكاء وهي تردد بصوت متحشرج من بين شهاقتها الخفيفة:
_ مش كل النهايات حلوه ، ربنا أكيد شايلي واحد مش بشنب ومش لوح تلج ٠٠
توقفت قليلاً ثم اردفت ببكاء صارخ :
_ لا أنا عايزة بشنب !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد الليالي
كان سفيان يحتضن شقيقاته سميره وساره التي تردي فستان بسيط وتلف حجابها بطريقه جميله ولم تضع أي من مساحيق التجميل شئ ٠٠
بينما رائد جالس بجانب ولدته دولت يحتضنها أيضا بحب وعيونه معلقه بساره يتأملها بفرحه غريبه وكانت الأخري وجنتيها متوردتين من نظراته تحاول أبعاد نظراتها عنه وهي تتابع حديث شقيقها سفيان المرح مع شقيقتها سميره ٠٠
بينما تجلس ألماسه بجانب حماتها التي تضع حفيدتها عائشه في حجرها ، تراجعت ألماسه إلي الخلف تسند على مسند الأريكة وهي تضع يدها على بطنها المنتفخه فهي تشعر بارهاق وتعب فوجهها شاحب ،لاحظت حنان ذلك فمالت عليها تهمس لها بقلق :
_ أنتي كويسه يا بنتي ؟؟
رسمت ألماسه ابتسامه باهته على ثغرها وامأت براسها قائله :
_ ايوه يا طنط اطمني !!
نظرت لها حنان بعدم اقتناع ومدت كفها تضعه على كف ألماسه قائله بحنو :
_ لو حسيتي بحاجه يا حبيبتي قوليلي
اومأت ألماسه برأسها بانهاك وراقبت زوجها الذي يحتضن شقيقاته بتملك حاني والسعادة مرسومه على وجهه وقد بدأ في الحديث مع رائد الذي حاز على صداقته مؤخرا ٠٠
هدر سفيان بتوعد صارم ناظرا إلي رائد :
_ عارف لو زعلتها هعمل فيك إيه !!
ضحك رائد بخفه وقال بخوف مصطنع :
_ هو أنا أقدر ازعلها !!
قال جملته وهو ينظر إلي ساره بحب التي خفضت بصرها بخجل وقلبها يقرع كالطبول فهي تشعر بخجل وسعاده لم تشعر بها من قبل ، رفعت كفها المرتعش تضعه على قلبها لعلها تخفف عن ضرباته التي تكاد تقفد الوعي بسببها ٠٠٠شعرت بشقيقها يقربها منه أكثر ليقبل قمة رأسها بحنو وكذلك فعل مع شقيقته سميره ثم نقل بصره بينهم قائلا بحب اخوي :
_ ربنا يخليكم ليا يا بناتي ، أنتم مش اخواتي انتوا بناتي ٠٠
لمعت عيون حنان بدموع الفرح وهي تري اولادها هكذا فشعرت بالفخر وتمتمت بخفوت :
_ الحمدالله
بينما ألماسه أبتسمت ابتسامه مرهقه وهي تراقب كيف يعمل زوجها شقيقاته ٠٠٠ في حين أمسكت دولت كف ابنها رائد وابتسمت له قائله بحبور :
_ مبروك يا حبيبي ، ربنا يسعدك
نظر رائد الي والدته بابتسامة عريضة والتقط كفها ليقبله بحب قائلا بدفيء:
_ ربنا يخليكي ليا يا امي
_ قررتي تسمي إيه يا حبيبتي ؟؟
نطقت حنان بتلك الكلمات وهي تميل على ألماسه ٠٠ فحركت الاخيره رأسها تنظر لها وهتفت بخفوت واثق :
_ أن شاء الله ، دلجين و كلجين
انكمشت ملامح حنان بذهول وهي تنظر لها وهدرت بعدم فهم متعجبه :
_ بقولك هتسمي البنات إيه يا حبيبتي !!
حدقتها ألماسه بنظرات جاده قائله بخفوت مرهق :
_ دلجين و كلجين
ضربت حنان على صدرها بدهشه وقد اتسعت عيونها ثم لوت فمها قائله بتبرم :
_ يا مصبيتي ليه الأذي ده يا بنتي، حرام عليكي بناتك !
قالت أخر جمله تهنرها بفم ملوي وهي تعدل من وضع حفيدتها عائشه على حجرها ٠٠
حدقتها ألماسه بنظرات ضجره وهتفت بامتعاض :
_ هو أنا هضربهم بالنار !! ، مالك يا طنط في إيه !!
مصمصت حنان شفتيها بأستياء وحدقت بها بنظرات قلة حيله ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور ثلاث سنوات
في المستشفى
سحبت ألماسه طفلتيها ذات الثلاث سنوات، يثرب ومكه كما أصر سفيان أن يسميهم رافضا بشده الاسماء التي اختارتهم هي وبعد جدال شديد وافقت هي على مضص ٠٠
وقفت امام مكتب سفيان بالمستشفى ثم وزعت بصرها بين يثرب ومكه التي تقبض بكفيها على كف كل واحده منهم بحرص ،فابتسمت لهم وقالت بمرح :
_ جاهزين !!
رفعت يثرب كفها الصغير تعيد خصلات شعرها القصير الي الخلف وقالت بنبرة طفوليه :
_ ثيفو حبيبي أنا
بينما صاحت مكه بحماس طفولي :
_ ثيفو ، يلا ألماثه
ضحكت ألماسه على طفلتيها وضغطت على كفيهم برفق ، ثم تركت كف يثرب ووضعت يدها على مقبض الباب وفتحته فجأه صائحه بنبره مفاجئه :
_ سيفووو احن ٠٠٠
توقفت ألماسه عن الحديث بحرج وهي تري مجموعة من الأطباء يجلسون معه وهو يجلس بينهم بوقار وهيبه ، فاحمر وجهها من الإحراج وخفضت بصرها ٠٠
تركت مكه يد ألماسه وصفقت بيديها الصغيرتين مهلهله :
_ ثيفو
وأيضا صفقت يثرب بكفيها هاتفه بنبره طفوليه مهلهله :
_ ثيفو حبيبي
نزع سفيان نظاراته الطبيبه ووضعها على المكتب ونظر إلي ألماسه شذرا والدهشة تعتلي ملامحه ثم وزع بصره بين الأطباء الذين أخذوا بتهامسون فيما بينهم والإبتسامة تعتلي وجه كل شخص منهم ناقلين بصرهم بين سفيان وألماسه وطفلتيها الضاحكتان ببراءة٠٠
جذبت ألماسه يثرب ومكه سريعا من كفيهما وسحبتهم واستدارت تهم بالخروج وهي تهتف بحرج رقيق :
_ إحنا آسفين ، سفيان هستناك تحت
قالت كلماتها تلك وغادرت مع طفلتيها مغلقه الباب خلفها بهدوء تحت أنظار جميع الموجودين ومن ضمنهم سفيان الذي كان في قمة حرجه حيث تنحنح شابكا كفيه ببعضهم وخفض بصره ينظر إلي الاوراق التي أمامه قائلا بتنحنح قائلا بحرج:
_ نكمل كلامنا ٠٠٠
فرد أحد الأطباء الشباب بنبره مرحه :
_ نكمل كلامنا يا دكتور سيفو
قال تلك الكلمات وضحك بخفه وشاركه بالضحك المرح المتواجدين ، مما جعل سفيان يكور قبضته ويتوعد إلي ألماسه ثم ابتسم ابتسامه مجامله لهم قائلا باقتضاب :
_ نكمل بقي ٠٠
اومأ أحدهم وقد توقف عن الضحك وقال بنبره جاده :
_ زي ما قولنا يا دكتور ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مهره يزيد مش هيجي بقي ؟؟
نطق صهيب بذلك السؤال باستفهام مفعم بالاشتياق وهو يجلس بجانب مهرة المتربعه على الفراش تعبث بهاتفها ٠٠
قذفت مهره الهاتف على الفراش ونظرت له قائله بشوق جارف :
_ واحشني الجزمه ده ، زهره بتقولي هتيجي بعد بكره
قالت الجمله الاخيره بتقرير ، فتسطح صهيب على الفراش واضعا ذراعيه خلف رأسه وقال باشتياق :
_ الواد وحشني برغم أنه مطلع عيني بس واحشني
فتسطحت مهره بجانبه واضعه ذراعيها خلف رأسه تنظر لسقف الغرفه ثم هتفت توضح :
_ أنت عارف يا صهيب يزيد بيحب زهره أزي ، ده مسك فيها وأصر أنه يروح معاها هي وفيروز المزرعه
سألها صهيب وبصره معلق بالسقف هو الآخر :
_ هو مراد اخوكي هيرجع من السفر أمتي ؟
اجابته هي بتنهيده عميقه :
_ كمان اسبوع كده
نطقت تلك الكلمات ثم حركت رأسها نحوه وقالت بخفوت :
_ صهيب !!
حرك صهيب رأسه نحوها وقال بخفوت:
_ نعم
أبعدت ذراعيها من أسفل رأسها ثم وضعت كفها علي بطن صهيب الكبيرة قليلا وقالت بتذمر :
_ مش ناوي تروح الجيم عشان تخسس كرشك ده ؟!
حدقها صهيب بنظرات انزعاج زائف وقال بفخر واعتزاز:
_ أنا بحب كرشي يا مهره وأنتي مالك !!
لوت فمها والتقطت ذراعه لتضعه أسفل رأسها واستندت بكفيها على صدره ثم قالت بخفوت ساخر :
_ ماشي يا أبو كرش
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في سيارة سفيان
_ إنتي فضحيه إنتي وبناتك !! ، سيفو !!!، يا فضحتك يا سفيان بين الناس !
صاح سفيان بتلك الكلمات وهو يقود سيارته وبصره معلق بالطريق ، بينما صاحت ألماسه بضجر ضاحكه :
_ الله بقي ، ما قولنا مكنتش اعرف أن معاك حد
نظر سفيان إلي مكه ويثرب النائمين بالخلف بهدوء فقال بسخرية :
_ بناتك مشاء الله ملايكه زيك يا حبيبتي
نطق تلك الكلمات وهو يعاود النظر إلي الطريق ، بينما استدرات ألماسه براسها الي اطفالها تحدق بهم بحب ثم عادت تنظر إلي سفيان قائله بغيظ :
_ أنت بتتريق
اومأ سفيان برأسه ووزع بصره بينها وبين الطريق قائلا بسخرية :
_ طبعاً بتريق ، ده أنا اتعلمت الأدب منك ومن بناتك ، منظري بقي مهزق قدام الدكاترة ، ضاع الوقار بتاعي بسببك إنتي وبناتك
قال أخر جمله بأسي زائف ، فضحكت ألماسه قائله بنبره خافته :
_ طب يلا بقي ، اتاخرنا على زهره سرع شويه ٠٠
فنظر سفيان إلي الطريق قائلا بحزم شديد :
_ يومين بس الي تقعديهم مع زهره في المزرعه ، بعد يومين هاجي اخدكم أنا بقولك أهو
حدقته ألماسه بنظرات هادئه وقالت بطاعه والإبتسامة تزين ثغرها:
_ حاضر يا حبيبي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مراد وحشتني !!
نطقت زهره بتلك الكلمات باشتياق وهي تقف أمام زهور الأقحوان تضع هاتفها على اذنها ، وصلها صوته الهادئ :
_ وأنتي كمان يا حبيبتي وحشتني إنتي وفيروز ،هي فين صحيح ؟؟
تلاعبت زهره بزهور الأقحوان وهي تضغطت على الهاتف بيدها قائله بابتسامة صافيه :
_ نامت هي ويزيد ابن مهره بعد ما غلبوني
وصل إلي مسامعها ضحكة مراد يعقبها قوله :
_ ابن مهره ده مسخره
أكدت زهره على كلماته ضاحكه برقه :
_ اه دمه خفيف أوي
سمعت صوت رجولي يهتف بإسمه يعقبها قوله علي مضص:
_ مضطر اقفل دلوقتي يا حبيبتي ورايا شغل ، سلام
اومأت براسها قائله بنبره هامسه :
_ ماشي يا مراد ، مع السلامه
اغلقت المكالمه معه ووضعت الهاتف في جيب سترتها ثم وقفت تستنشق الهواء وتحدق بزهور الأقحوان بذهن صافي ، شق السكون صوت صياح مكه ويثرب ، فاستدرات لتجدهم يتقدمون باتجاها مع أحد العاملات في المزرعه ، فابتسمت تلقائيا ثمً اقتربت سريعا منهم وانحنت تقبلهم بالتبادل والإبتسامة تعلو وجهها فهي تعشقهم مثل ابنتها ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يا مجنونه جايبني الزريبه !!
صاح سفيان بتلك الكلمات وهو يدلف خلف ألماسه الي الحظيره ، اشمئزت ألماسه من الرائحة الكريهة لكنها لم تبالي حيث استدرات إلي سفيان وطوقت عنقه بذراعيها قائله باشتياق :
_ المزرعه دي فيها ذكريات كتير لينا ، وخصوصاً الزريبه ، فاكر ولا افكرك
قالت أخر جملتين بوجوم زائف ، فظل سفيان يتأملها بنظرات شغوفه وقد حاوط خصرها بذراعيه ثم وجدته يميل عليها ببطء وعيونه معلقه بثغرها فاغمضت هي جفونها ودقات قلبها تتعالي وهي تشعر بانفاسه الحاره تضرب وجهها فتشعر بقشعريره ٠٠٠ لحظات حتي أبعد وجهه عن وجهها ناظرا إلي شفتيها التي تعضهم بخجل كعادتها ومازالت تغمض جفونها وصدرها يعلو ويهبط ٠٠
قربها منه أكثر هاتفا بعبث :
_ قبله في الزريبه !!
فتحت ألماسه جفونها سريعا وضغطت بذراعيها على عنقه وضحكت بخجل قائله بمرح هي الأخري :
_نحن نختلف عن الاخرون
ظلوا لحظات يتأملون بعضهم البعض بنظرات شغوفه صامته ، هو يقبض على خصرها بذراعيه وهي تطوق عنقه ، ابتلعت ريقها وقالت بخفوت مستفهمه :
_ صحيح يا سفيان طنط حنان هتفضل قد إيه عند سميره ؟؟
زفر سفيان وقال بابتسامة هادئه:
_ أما تولد، ربنا يكملها على خير
تنهدت ألماسه بشده وقالت بتذكر هامس :
_ ساره اتصلت الصبح صحيح وعازمنا عندها
ضغط على خصرها أكثر وقال بخفوت:
_ ايوه ما هي كلمتني ،ألماسه
نطق إسمها بحراره ، فحدقته هي بعيون ناعسه وقالت بهمس خفيض:
_ ها
فمال هو يدفن وجهه في عنقها قائلا ببرود مزيف:
_ مفيش
فدفنت رأسها في صدره قائله بصوت متحشرج:
_ مستفز
ساد الصمت للحظات الا من أصوات الحيوانات المتواجدة في الحظير ، قطع سفيان هذا الصمت هامسا لها:
_ طب ما احنا لينا ذكريات عند زهور الأقحوان اشمعنا الزريبه يعني الي جايبني فيها افتكر الذكريات !!
شعرت بحراره انفاسه الدافئه على عنقها وهي تهمس:
_اهو مزاجي كده
فقبل عنقها بحنو ثم عاد يهمس بلوعه:
_ ألماااسه
ضغطت على عنقه باناملها شاعره بمشاعر جعلتها تشعر برعشه على طول عمودها الفقري وهي تهمس دافنه وجهها في احضانه:
_هااا
أخذ هو نفس عميق وقال بصوت خافت خشن:
_بما أننا معملناش فرح، إيه رأيك نعمل هنا في المكان الي عند زهور الأقحوان وبناتنا معانا
فتمتمت هي بصوت متحشرج:
_ اممممم موافقه
العبق الأقحواني
تمت وأخيرا