العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

جزء 2 من (47)

_ أنا مش قولتلك تزفتي تكوني قدام السكن !!

نطق حمزه بتلك الكلمات من بين أسنانه بنبره غليظه عبر الهاتف وهو يجلس في سيارته أمام سكن ياسمين ٠٠

لتهب هي واقفه من على الفراش وهي تفرك في خصلات شعرها بحنق واضعه الهاتف على اذنها قائله بتأفف وصوت مرتفع قليلا :
_ عايز إيه مني يا بشمهندس!! ، أنا هنزل اقابلك أزي يعني تبقي مين أنت عشان اقابلك !!

خفضت من صوتها في اخر كلمه وهي تلاحظ نظرات الفتيات المتواجدين معها بالسكن موجهه لها بفضول واستغراب ٠٠٠

مرر حمزه يده في خصلات شعره وتمالك نفسه وإدرا محرك السيارة وهو يهتف ببرود فظ :
_ بكره الصبح الاقيكي مستنيه في كافيه ***

جلست ياسمين علي الفراش وهي توزع بصرها بحنق بين الفتيات المحدقين بها ، لتضغط على الهاتف اكثر متحدثه من بين أسنانها بتحدي :
_ مش جايه يا حمزه ، وخليك بعيد عني

قالت تلك الكلمات لتغلق الخط قاذفه الهاتف على الفراش ونظرت إلي الفتيات شذرا لتتظاهر كل واحده منهم بالمذاكره ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ ايوه برضوا مش فاهم بتعلمي أمي الرقص ، ليه !!!

نطق سفيان بتلك الكلمات ضاغط عليها بشده وهو يغلق باب الغرفه عقب دلوفهم ، لترفرف هي برموشها ببراءه تحدقه بنظرات وديعه قائله ببساطه:
_ زي ما قولتلك الرقص مفيد

عقد سفيان ذراعيه أمام صدره مستند بظهره على باب الغرفه رافعا احد حاجبيه يتفحصها وهي واقفة هكذا ببيجامتها القطنية السوداء المنقوشه برسومات غريبه بالون الابيض وتعقص شعرها على هيئة ذيل حصان ، انتهي من تفحصه لها على حديثها بصوتها الرقيق :
_ يعني الحق عليا أني عايزه طنط تبقي رشيقه وتتعلم حاجه مفيده !!

حل هو ذراعيه من أمام صدره ليحدقها بنظرات تهكميه ليعقد حاجبيه متحدث باستنكار وقد التوي ثغره بابتسامة طفيفه:
_ هي أمي هتشتغل في عروض الأزياء وانا مش عارف ، رشيقه إيه ونيله إيه !!!

مطت ألماسه شفتيها وحركت كتفيها للأعلي قائله ببراءة مزيفه:
_ بلاش اساعد مامتك يعني!!

قالت جملتها تلك وهي تراقب تحركه نحوها لتشعر بالتوتر متوجسه ، وقف أمامها ليرفع كفه ليقرصها من أنفها قائلا بتحذير والإبتسامة قد ارتسمت على ثغره:
_ مش عايزك تعلمي أمي حاجه ، اعقل يا حبيبتي مش عايز ازعلك

انكمشت ملامح الماسه وتراجعت إلي الخلف واضعه يديها في خصرها قائله بتذمر :
_ الحق عليا يعني

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مراد أنت مزودها ، أنت مش أول ولا آخر واحد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده

نطقت مهره بتلك الكلمات وهي تجلس متربعه على الأريكة ، ويجلس مراد علي مقعد أمامها يحدقها بنظرات جامده قائلاً باستهجان :
_ أنت ناسيه أن وانا وزهره أصلا كنا بنحب بعض يا مهره

عقدت مهره ذراعيها أمام صدرها تحدقه بنظرات غير راضية وهتفت تنهره بلطف :
_ مراد ، عيش حياتك أنت خلاص اتجوزت زهره بإرادتك يعني مفيش داعي للتعيقدات بتاعتك دي

اردفت مكمله برزانه وهي تراقب ملامحه المحتاره المرهقه :
_ مش معني أنها اتجوزت واطلقت أن مش من حقها تكمل حياتها ، أنت كده بتحسسني أنك بتفكر بنفس التفكير العقيم بتاع الناس التانيه ، ريح بالك وقلبك وأبدأ مع زهره من جديد

بدي على مراد التأثر والاقتناع بكلامها ، لينقل بصره ينظر إلى صهيب الذي يتقدم باتجاهم حاملا صينيه موضوع عليها كوب عصير ، وفنجانين قهوه وكوب ماء ، لتنظر له مهره هي الأخري عاقده حاجبيها بتعجب ٠٠

وضع صهيب المشروبات على الطاوله وهو يهتف بترحيب غامزا لمهره :
_ منور يا مراد والله

حلت مهره ذراعيها من أمام صدرها ناقله بصرها بينه وبين المشروبات قائله بدهشه مزيفه :
_ صهيب بذات نفسه عمل قهوه و عصير

ليجلس صهيب بجانبها ناظرا الي مراد الذي ابتسم نصف ابتسامه قائلا :
_ تعبت نفسك ليه يا صهيب !

حرك صهيب رأسه لينظر إلي مهره الجالسه بجانبه غامزا لها قائلا بمشاكسه :
_كله عشان خاطر عيون مهره ، بس متخديش علي كده يا حبيبتي عشان مش هعمل كده تاني

قال الجمله الاخيره بجديه وهو يبتسم ، لتلوي مهره فمها موزعه بصرها بينه وبين مراد قائله بتبرم:
_ عارفه انك بتعمل كده عشان بس لسه عارف أني حامل

قرصها صهيب من وجنتيها ليقهقه على كلماتها قائلا بمرح :
_ احبك وأنت فاهمني

راقب مراد طريقه تعامل صهيب مع مهره بابتسامة طفيفه وسعد من أجل شقيقته الذي يري وجهها يشع سعاده وسرور ٠٠اتسعت ابتسامته عندما تحدثت مهره متذمره بطفوله:
_ بطل تقرصني من خدودي يا صهيب

قرصها صهيب مره اخرى بعند من أحدي وجنتيها ليضحك قائلا :
_ بهزر معاكي يا مهرتي

وضعت مهره كفها على وجنتيها تتحسهم ناظره إلي صهيب قائله بامتعاض :
_ ده مش هزار يا حبيبي ده غباء أنت بتقرص جامد

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد الأيام

ارتدت الماسه ثيابها المكونه من بنطال وكنزه ثقيله ، ووضعت هاتفها في جيب بنطالها ، ثم التقط النقود الموجودة علي طاوله الزينه واضعه إياها في جيبها ، وهندمت خصلات شعرها المعقوص على هيئة كعكه مرتبه وارتسمت ببطء ابتسامه طفيفه على ثغرها وعقلها يسترجع موقف لها مع سفيان الايام الماضية ٠٠

عوده الى ذلك الموقف

_ خدي يا الماسه ، الفلوس دي عشان لو احتجتي حاجه

نطق سفيان بتلك الكلمات وهو يخرج من جيبه بعض الورقات النقديه ليمد يده بها إلي الماسه الجالسه متربعه على الفراش ، لتحدقه متعجبه قائله برقه :
_ بس أنا مش محتاجه الفلوس دي يا سفيان

ضيق سفيان ما بين عينيه قائلا بحزم :
_ أكيد هتحتاجيهم في اي حاجه

حكت ألماسه عنقها قائله بحرج رقيق :
_ أنا مش محتاجهم بجد ، أنا معايا فلوس من ايام الازياء

انخفضت نبرتها في اخر كلمه بتوتر وهي تلاحظ ملامحه التي انكمشت حيث وضع النقود على الفراش ثم رفع سبابته امامها قائلا بصرامه من بين أسنانه:
_ موضوع الفلوس بتاع الازياء ده تنسيه ، إنتي دلوقتي مسؤوله مني أنا ، لا عمك ولا فلوسك دول تصرفي منهم اي جنيه في جيبك يبقي مني أنا

رمشت ألماسه بعيونها عدة مرات بتوتر ثم قالت بطاعه مبتسمه :
_ الي تشوفوا يا سيفو

فاقت من تذكرها لتنهدم ملابسها ثم خرجت من الغرفه ، لتجد كلا من ساره وحنان وسميره جالسين بجانب بعضهم يحتسون الشاي ويتجاذبون أطراف الحديث ، تقدمت باتجاههم هاتفه بابتسامة عذبه :
_ أنا خارجه يا طنط

حركت حنان رأسها لتنظر نحوها وهي ترتشف من كوب الشاي ثم هتفت بتعجب مهتم :
_ خارجه راحه فين يا حبيبتي ؟؟

وزعت ألماسه نظراتها بينهم ثم تحنحت قائله بمنتهي الجديه :
_ سفيان في المستشفى بقاله يومين ، وأنا بصراحه زهقت فهروحله المستشفى

صدحت ضحكات كلا من ساره وسميره لتهتف الاخيره قائله بسخريه ضاحكه :
_ هتروحي المستشفي لسفيان تعملي ايه يا ألماسه !!

لتكمل ساره محدقه بألمالسه قائله بنبره متعجبه ضاحكه :
_ انتي بتكلمي جد !!! ، هتروحي لسفيان المستشفي ازي !!، ده شغال يا ألماسه مش بيلعب !!

انكمشت ملامح ألماسه قليلا وهتفت بأستياء مصره:
_ ايوه هروح ، سفيان وحشني بقاله يومين في المستشفى

نطقت الجمله الاخيره بخجل طفيف ، لترتسم ابتسامه دافئه على ثغر حنان قائله بتشجيع حنون :
_ روحي يا حبيبتي

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد البلاد العربية

_ إيه رأيك في الشقه يا زهره ؟؟

نطق مراد بتلك الكلمات بترقب هاديء يلاحظ نظرات زهره المتفحصه للشقه لتسدير هي له محدقه اياه بنظرات بريئه قائله بهدوء :
_ جميله أوي يا مراد

ابتسم لها مراد بدفيء ، ليتحرك باتجاها يحاوط خصرها بأحدي ذراعيه يحدق بعيونها الخجوله قائلا بنبره حانيه رازينه :
_ هنبدأ من جديد يا زهره

حركت هي رأسها مؤكده قائله بابتسامة طفيفه :
_ هنبدأ من جديد يا مراد

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ زهره بنتي سافرت !!

نطق صالح بتلك الكلمات بكأبه وأسي وهو يجلس أمام ذلك الطبيب ليدقق الاخير بنظراته في معالم صالح هاتفا بنبره هادئه مستفهم :
_ ليه رفضت جواز بنتك من مراد ده ؟؟

زفر صالح بشده وحدقه بنظرات ثابته قائلا باقتضاب:
_مش مناسب ليها

تنهد الطبيب قليلا متراجع في مقعده متسأل بنبره مشجعه:
_طيب وبنت اخوك دي ، كمل الحكايه يا دكتور !!

تقلصت تعابير صالح قليلا وبدي على معالم وجهه الحنق ليبعد بصره عن الطبيب محدق في الفراغ قائلا بنبره مغلوله :
_ مراتي اطلقت مني وهو إلي ساعدها تطلق مني خدت زهره مني بس لما ماتت بعد طلاقنا بسنه خدت زهره تعيش معايا ، و كان اخويا اتجوز وقتها

توقف للحظات عن الحديث ليتنفس بعمق مكملا بنبره متوتره حانقه :
_ كانت لسه المخدرات مأثره عليا لأن العلاج مجبش نتيجه معايا ٠٠ مش هنسي كلام اخويا لما قالي ان زهره ممكن تبقي اخلاقها نفس أخلاقي لو فضلت بالشكل ده ، حتي أمي قالت نفس الكلام ٠٠

ضيق الطبيب ما بين عينيه بتركيز وقال بتريث :
_ وبعدين !!!

تصلبت ملامح صالح وهو يفرك كفيه ببعضهم مكملا بتشفي ساخر :
_مات أخويا ومراته وكان قبلهم أمي ، وفضلت الماسه معايا أنا وزهره ، وزهره بقت اخلاقها أحسن من ألماسه إلي بقت مدمنه ومش نافعه في حاجه!!

اعتدل الطبيب في المقعد ونظراته تراقب صالح بدقه ، ليحاول انتقاء الكلمات بعناية متسأل بنبره جاده متوجسه :
_انت سبب إدمان بنت أخوك ؟؟

حدقه صالح بعيون حاده ، ليظل صامت للحظات ثم قال بقاتمه :
_ أنا بس أهملت تربيتها ، كنت قدام زهره والناس بوضح أن مهتم أن تصرفاتها تكون أفضل بس في الأصل كنت مبسوط أن ربنا جبلي حقي من ابوها

ردد الطبيب جملته باستنكار هادئ :
_ مبسوط أن ربنا جبلك حقك من ابوها !!! ، مش فاهم حق إيه يا دكتور ده عالجك ومكنش عايزك تبقي مدمن

ضرب صالح بقبضته على المكتب بعنف وقد احمرت عيونه بغضب وحقد محدق بالطبيب قائلا بوحشيه :
_ مراتي كانت بتحبه ، أنا حسيت بكده نظراتها ليه يوم طلاقي منها كانت بتوضح ده ، وغير كده كانت أمي بتهتم بيه ، كان فاكر نفسه أحسن مني ، أهي بنته طلعت نسخه مني زمان

قال الجمله الاخيره بشماته قاسيه ، لتتقلص تعابير الطبيب يحاول استعياب تفكير صالح الغير منطقي !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المستشفيات الخاصة

دلف سفيان الي مكتبه بارهاق واضعا كفيه في جيوب معطفه الطبي ، لتتسع عيونه ببطء مذهول وهو يراها جالسه على مقعده بأسترخاء ليردد إسمها بدهشه :
_ ألماسه !!!

انتبهت ألماسه له لترتسم ابتسامه متلهفه على ثغرها قائله بلهفه :
_ وأخيراً خرجت من العمليات يا سفيان

تقدم سفيان منها بحركات بطيئة والتعجب مرسوم على ملامحه ليسألها بحيره متعجب :
_ بتعملي إيه هنا ؟؟

وقفت ألماسه لتتسع ابتسامتها وتحركت مقتربه منه قائله بشقاوه :
_بقالك يومين في المستشفي ، قولت اجي اشوفك

رفع سفيان حاجب ونزل الآخر وقد لمعت عيونه قليلا باشتياق لها لكنه قال بخشونه ينهرها:
_ المستشفى مش مكان لعب يا حبيبتي ، خدي بعضك كده وعلي البيت ، أنا راجع النهارده باليلل خلاص

وقفت ألماسه أمامه وقطبت حاجبيها قائله بأصرار ناعم :
_مش متحركه من هنا غير معاك

كانت معالم الارهاق وقلة النوم باديه على ملامح سفيان لتلاحظ ألماسه ذلك فتقول بقلق مهتمه :
_ مالك يا سفيان ، أنت مش بتنام ولا إيه !!

تجاهل سفيان سؤالها محدق بملابسها بدقه حانقه حيث بنطالها ضيق للغايه وأيضاً الكنزه تفصل جسدها فشعر بالضيق و الغيره لذا نهرها بغضب مكبوت :
_ إنتي أزي خرجتي من البيت بالشكل ده !!، مفيش حاجه أوسع من كده !!

تفحصت ألماسه ملابسها ثم عادت تنظر له قائله ببراءه مفتلعه :
_ معنديش غير اللبس ده ما أنت عارف

زفر سفيان باحتقان وقال بحزم فظ :
_ أن شاء الله هتنزل نشتري ليكي لبس جديد ،لحد ما تقرري تلبسي الحجاب ، أنا مش عايز اضغط عليكي في موضوع الحجاب ، بس مينفعش منظر اللبس ده

ظهر الضيق على ملامح ألماسه لكنها ابتسمت بتصنع قائله بايجاز :
_ان شاء الله

مسح سفيان على وجهه بارهاق ثم تحولت نظراته إلي اللطف وهو يقول باهتمام خشن :
_ عملتي إيه في اليومين دول ؟؟

ارتسمت ابتسامه عذبه على ثغر ألماسه واجابته قائله بمرح :
_ أنت بتسأل كانك مش عارف ، ما أنا بكلمك كل شويه

عقد سفيان حاجبيه بسخريه قائلا بخشونه :
_ ولما أنا بكلمك كل شويه إيه إلي جابك !!

عبست ألماسه قليلا لتحرك رأسها يمينا و يسارا قائله بدلال تصنعته :
_ أنت مش عايز تشوفني ولا إيه !!

أبتسمت عيون سفيان ابتسامه لم تصل الي ثغره ، وتنحنح قائلا بحزم مصطنع :
_ متعمليش كده تاني ، ومتخرجيش من غير أذني

قال الجمله الاخيره بنبره صارمه جاده ، فكتفت هي ذراعيها أمام صدرها وقطبت حاجبيها قائله بأستياء :
_ أنت شكلك كنت مرتاح مني اليومين الي فاتوا

تصنع سفيان الجديه وحاول منع ابتسامته وهو يقول :
_ بصراحه ايوه

انكمشت ملامح الماسه بضيق واضح وقالت بانزعاج :
_ أنا غلطانه أني جيت أصلا

قالت جملتها تلك واتت أن تتجاوزه لكي تغادره ولكن اوقفها هو حين امسك مرفقها ،لتنظر له بملامح عابسه فنظر هو لها بدفيء قائلا بخفوت خشن :
_ على فكره وحشتني

ارتسمت ابتسامه صغيره على ثغرها ثم محتها سريعا لتنظر له بعبوس زائف قائله بخفوت :
_ أنت مستفز يا سفيان

حاوطها سفيان بأحد ذراعيه ليقربها منه وانحني يقبل أحد وجنتيها قائلاً بنبره حانيه :
_ بهزر معاكي يا قرده

أغمضت هي جفونها ثم فتحتهم محدقه بعيونه قائله باحتياج ورجاء:
_ سفيان باالله عليك حاول تظبط شغلك ، أنا محتاجلك مش بعرف اقعد من غيرك

لمح سفيان في عيونها كم هي متعلقه به كالطفله الصغيره ، لترتسم ابتسامه حانيه على ثغره جاذبا إياها في أحضانه متمتم بنبره دافئه :
_ حاضر يا قرده

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت ياسمين من الجامعة وهي تحمل حقيبتها الصغيره على كتفها ويظهر على ملامحها الضجر ، ابتسمت لصديقتها وودعتها ، ثم أكملت سيرها بمفردها توقفت عن السير وهي تسمع صوت رجولي يأتي من خلفها :
_ ياسمين !!

استدرات ياسمين لتعقد حاجبيها فور رؤيتها لعمرو أخو صديقتها فهتفت مردده اسمه بتعجب :
_ عمرو !!

تقدم منها عمرو ليقف أمامها محدق اياها بنظرات اعجاب غير مريحه قائلا برقه مبالغ فيها :
_ ياسمين عايز اتكلم معاكي في موضوع الجواز ٠٠

تقلصت تعابير ياسمين وزفرت على مهل قائله بنبره حاولت جعلها لطيفه :
_ أسمع يا عمرو أنا قولت لاختك أني مش بفكر في موضوع الجواز دلوقتي ، فمفيش داعي نتكلم أصلا لاني رافضه الموضوع من اساسه

ظهر الضيق على ملامح عمرو وهو يقول بتصميم عجيب :
_ بس أنا عايزك تديني فرصه، يمكن تقتنعي

قال الجمله الاخيره بأمل ٠٠٠ لتراقب هي نظرات الفتيات الموجهه لهم لتجد مجموعة منهم يتهامسون وبصرههم معلقه بها ، لتغلي الدماء في عروقها شاعره بالضيق فانفعلت على عمرو قائله بصرامه منفعله :
_ أسمع يا كابتن ، أنا قولت إلي عندي ده أخر كلام عندي ، بعد اذنك بقي عشان واقفتنا كده مش كويسه

قالت جملتها واستدارت تكمل سيرها بعد أن القت نظره حاده على هؤلاء الفتيات ، ليتأفف هو شاعرا بخيبة الأمل ٠٠

بينما على بعد مسافه كان حمزه قابع في سيارته يراقب ما يحدث بعيون حاده مدققة ، زفر بشده وضغط على أسنانه بشده ثم رأي عمرو يصعد إلي سيارته منطلق بها بسرعه ،و لمح ياسمين تقف على جانب الطريق ومعالم الانزعاج ظاهره على وجهها ، فترجل من السياره متقدم منها بخطوات رزاينه ٠٠

كانت هي تزفر بحنق وتحرك رأسها يمينا ويسارا حين وقع بصرها علي ذلك الذي يقترب منها ، لتشعر بألم في معدتها من التوتر فور رؤيتها له ، وصل أمامها ليقف على بعد مسافه منها قائلا بدون مقدمات بصوت غليظ صارم :
_ ابعدي عن إلي اسمه عمرو ده

أنكمشت ملامح ياسمين تدريجيا وضغطت على حزام حقيبتها قائله بفظاظه متعجبه :
_ وأنت مالك ، ثم أنك تعرف عمرو منين ؟؟

حدقها حمزه بأحدي نظراته القويه قائلا بنبره قاتمه :
_ إلي اقوله يتسمع ، ثم أني هعديلك قفلتك للتلفون في وشي بمزاجي على فكره

قال أخر كلماته بتلميح ساخر ، لتنفجر هي فيه هاتفه باستهجان منفعل :
_ أنت عايزيني انزل اقابلك أزي !!، هو أنا اعرفك ولا تعرفني ، حصلت بينا كم صدفه وخلص الموضوع مش حكايه هي ، اااه صحيح إنت إيه إلي جابك هنا عند كليتي !!
قالت الكلمات الاخيره بإدراك حانق

تجاهل حمزه ما قالته وقال بنبره بارده يحذرها :
_ أشوفك واقفه مع الي اسمه عمرو ده تاني هحبسك في سجن انفرادي

انطلقت ضحكه مستهزءه من ياسمين وهي تقول بسخرية :
_ هتحبسني !!

أكد حمزه على كلمتها قائلا بجديه بارده :
_ هلبسك قضية

قطبت ياسمين حاجبيها بشده وردت عليه بتحذير حازم:
_ أسمع بقي ، أنت ملكش دعوه بيا ،انت مين أصلا عشان تقولي اعمل إيه ومعملش إيه !!، أبعد عني يا جدع أنت أنا بقولهالك أهو

قالت أخر جمله وهي تستدير مغادره وقد لمحت نظرات الفتيات الساخره الموجهه لها فشعرت بالاختناق والحرج ٠٠

بينما حمزه زفر بشده وقد انتبه على نفسه وعلي ما يفعله لتتصلب ملامحه ، وتحرك سريعًا باتجاه السياره ليقفز بداخلها منطلق بها بسرعه كبيره بسبب حنقه من نفسه ومن تلك التي احتلت جزء من تفكيره واهتمامه دون أن يدري ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد منتصف الليل

تقلبت في الفراش بكسل وهي تسمع صوت ضحكات مرتفعة ، فتحت عيونها ببطء وهي تتثاوب بشده ، و القت نظره بجانبها لتجد الفراش خالي فعقدت حاجبيها ، واعتدلت في الفراش بكسل وهي تفتح عيونها بصعوبه ، ثم أزاحت الغطاء من عليها ونهضت واثار النوم باديه على ملامحها ، فتحت باب الغرفه وخرجت وهي تحك فروة شعرها، ارتسمت معالم الاستغراب على وجهها وهي تجد سفيان يجلس مع ساره وسميره يتحدثون بمرح فيما بينهم ، فتسألت بصوت متحشرج من أثار النوم :
_ إيه إلي مسهركم لحد دلوقتي ؟؟

توقفوا عن الحديث واتجهت الأنظار لها ، لتهتف سميره بابتسامة مشرقة :
_ تعالى يا ألماسه ، قاعدين مع سفيان بنسترجع ايام زمان

في حين لمعت عيون سفيان كعادته عندما يراها ، وأشار لها قائلا بعذوبه:
_ تعالى يا ألماسه أقعدي معانا

بينما كانت ساره تحاوط بطنها المنتفخ وقد بدي على ملامحها التعب لكنها تجاهد للتظاهر بأنها بخير ، تقدمت ألماسه وجلست بجانب سميره على الأريكة رافعه أحد حاجبيها قائله بصوت مبحوح من أثار النوم :
_قاعدين بقي بتقولوا إيه !!

زفر سفيان وهو يحاوط شقيقته ساره الجالسه بجانبه وقد تعلقت عيونه بألماسه ليقول بابتسامة هادئه :
_ بنتكلم عنك !!

قطبت ألماسه حاجبيها مستغربه ، لتبتسم سميره قائله بتوضيح :
_ كنا بنسأل سفيان ازي حبك مره واحده كده

عقدت ألماسه حاجبيها ونظرت إلي سفيان بتحذير قائله بترقب :
_ وهو جاوب قال إيه !!

حدقها سفيان بنظراته المبتسمه ، ليقول بعبث :
_ إنتي إيه رأيك جاوبت قولت إيه ؟!

حركت ألماسه كتفيها للأعلي قائله بحيره :
_ مش عارفه !!

تنهد بعمق ووزع بصره بينها وبين شقيقاته المبتسمين ، ثم ركز نظراته عليها ليقول بنبرة عابثه :
_ بعدين هقولك جاوبت قولت إيه !!

هبت سميره واقفه فجأه وهي تقول بحماس :
_ هروح أعمل حاجه نشربها ، شكل السهره صباحي النهارده

قالت جملتها ثم تركتهم متجهه إلي المطبخ ، بينما أرتسمت ابتسامه حانيه على ملامح ساره المتعبه وهي تلاحظ نظرات كلا من ألماسه وسفيان لبعضهم، لتنهض ببطء قائله بتذكر مصطنع :
_ نسيت احط التلفون على الشاحن ،هدخل احطه

أنهت جملتها لتذهب باتجاه غرفتها بخطوات ثقيله وقد بدأت تشعر بالألم يزداد٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالي

_البت بنت عمك إلي إسمها مريم دي جايه تعمل إيه هنا يا صهيب ؟؟

نطقت مهره بتلك الكلمات وهي تدور في الغرفه خلف صهيب وهو يرتدي سترته ، ليجيب صهيب بتأفف :
_ ما قولتلك يا مهره ، عمتي مش هنا وهتقعد معانا فتره ، مش قصه هي !!

دبت مهره بقدميها في الأرض وصاحت بغيره منفعله :
_ الأموره حاطه نص كيلو مكياج على وشها ، وبتلبس لبس زي الزفت ، وتقولي هتقعد معانا يا حلاوتك يا صهيب ، أسمع أما اقولك بقي البت دي تغور تقعد في حته تانيه أنا بقولك ٠٠

ابتلعت باقي كلماتها وهي تجد صهيب يستدير لها يحدقها بنظرات غاضبه ، ليرفع سبابته امامها قائلا بتحذير صارم:
_ مهره ألزمي حدودك ، متنسيش أن الي بتكلمي عنها دي بنت عمي ، تعامليها كويسه إنتي فاهمه

أنكمشت ملامح مهره بشده وقالت بعصبية حانقه:
_ أنت مش هتقولي أعمل إيه وما اعملش إيه ، البت دي تمشي من بيتي حالا

ضغط صهيب على أسنانه محاولة التحكم في أعصابه قائلا بغضب مكبوت :
_ روحي يا مهره حضري الفطار احسنلك ، مش عايز اتعصب عليكي

وضعت مهره يديها في خصرها تحدقه بنظرات مشتعله بالغيره قائله بغيره عمياء مفعمه بالغباء :
_ أنت شكلك مضايق عشان الصنيوره ، و بتشخط فيا عشانها ، حلو اوي يا استاذ صهيب

حدقها صهيب بنظرات مذهوله ، ثم تحدث بنبره غير مستوعبه :
_ إنتي هبله يا مهره ، هو الحمل جاي معاكي بغباء ولا إيه !!

ذمت مهره شفتيها تنظر له بشر ثم صاحت بانفعال متشنج :
_ لم نفسك يا صهيب أنا بقولك أهو ، أنا مش هبله

فقد صهيب أعصابه ليصيح فيها بحده حازمه :
_ آخر مره اسمحلك تعلي صوتك عليا ، اعقلي يا مهره وبلاش شغل الجنان بتاعك ده

قال أخر جمله وهو يستدير ليتلقط هاتفه ومفاتيحه من على طاوله الزينه وغادر الغرفه صافعا الباب خلفه ، لتركل هي بقدميها في الأرض بعصبية ، وظلت واقفه تعضض اظافرها بتوتر ٠٠٠ احتدت ملامحها وهي تستمع إلي ضحكات مريم الصاخبه ،فتحركت بغل لتخرج من الغرفه ، اتسعت عيونها بغيره حاده وهي تري تلك مريم تقف تتجاذب أطراف الحديث بدلال مع صهيب الذي يبتسم لها براحه تلاشت تلك الابتسامة عندما رأي مهره ليرتسم العبوس على وجهه حيث نظر إلي مريم قائلا بنبره جاده :
_ جهزي ورقك ، وأن شاء الله تشتغلي معانا

صفقت مريم تلك بفرحه وهي تقول بحماس شديد :
_ شكرا يا صهيب

كادت مهره أن تشتعل من فرط غضبها وهي توزع نظراتها القاتله المغتاظه بينه وبين مريم لتصيح فجأة بفظاظه من بين أسنانها :
_ شغل إيه ده !!

استدرات مريم لها لتنظر لها بنظرات مفعمه بالضيق ثم تجاهلتها و عادت تنظر إلي صهيب قائله بابتسامة رقيقه:
_ هجهز الورق ، وعلي بكره هيكون جاهز أن شاء الله

لاحظ صهيب نظرات مهره التي أصبحت قاتله مغلوله حيث كورت قبضتها بشده ، ليتجاهلها هو الآخر محدق بمريم قائلا بلطف :
_ان شاء الله ، أنا ماشي بقي يا مريم

تعمد الضغط على كلمه مريم ليوضح لتلك الواقفه كم يشعر بالضيق منها ، اومأت مريم له بابتسامة عريضة وهي تلاحظ بذكاء التوتر الموجود بينه وبين مهره

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المستشفيات

حملت ألماسه الطفله الصغيره بين يديها وهي تحدق بساره الممدده على الفراش بانهاك ووجهها شاحب للغايه وقد اختفي اللون منه ومن شفتيها ، بينما حنان بجانبها تعدل الغطاء على جسدها والإبتسامة مرسومه علي ثغرها ، وسميره تقف بجانب ألماسه تمد يدها قائله بأعين دامعه :
_ هاتي اشيلها شويه يا ألماسه

قبلت ألماسه الطفله برقه ثم احكمت الغطاء عليها ومدت يدها بها إلي سميره التي اخذتها بحرص وبلهفه قائله بابتسامة عذبه :
_ بسم الله ماشاء الله

دلف سفيان في تلك اللحظة إلي الغرفه ، لتسأله ألماسه باستفسار :
_ كنت فين يا سفيان؟؟

أجابها سفيان وهو يقترب من سميره لينظر إلي الطفله بحب :
_ كنت بتكلم مع الدكتور بتاع ساره ، عامله ايه يا ساره ؟؟

قال سفيان آخر جمله بتساؤول مهتم ، ابتلعت ساره ريقها الجاف وقالت باعياء :
_ الحمدالله

تسألت حنان بحماس كبير:
_ هتسميها إيه يا سفيان ؟؟ ، ساره مصممه أنك تسميها

تجول سفيان ببصره بينهم حتي توقفت نظراته على ألماسه لينظر لها بشغف ، فبادلتها هي النظرات بترقب مبتسم وقد شعرت أنه سوف يسميها على إسمها ولكن خاب أملها حين نطق قائلا بابتسامة عابثه:
_ عائشه

أنكمشت ملامح ألماسه وتلاشت ابتسامتها ، بينما هتفت سميره بصوت مبهج :
_ الله حلو اوي الإسم ده !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء

_ مالك مكشره كده ليه !!

قال سفيان تلك الجملة وهو يغلق باب الشقه فور عودتهم من المستشفى ، حيث كلا من حنان وسميره سوف يبقون تلك الليلة مع ساره في المستشفى ٠٠

نظرت له ألماسه بحنق وقالت بزعل مزيف :
_ كنت فاكراك هتسميها على إسمي

رفع سفيان حاجب ونزل الآخر وتقدم نحوها قائلا بعدم فهم مزيف:
_ ليه أسميها علي اسمك !!

ذمت شفتيها بشده وقالت بخفوت مفعم بالاستياء :
_ صحيح ليه تسميها على إسمي !!

وجدته يقترب منها حتي أصبح أمامها لا يفصل بينهم سوي القليل فجأة وجدته يقبض على خصرها بأحدي يديه وبالاخري أخذ يتلاعب بخصلات شعرها كعادته ليشرح لها وجهه نظره بنبرة دافئه :
_ أنا محبتش أسميها علي اسمك عشان مينفعش يكون غير ألماسه واحده بس

لمعت عيون ألماسه بفرحه من حديثه وارتسمت ابتسامه علي ثغرها سرعان ما تلاشت وهو يكمل بعبث :
_ يعني يرضيكي يبقي فيه اتنين ألماسه يطلعوا عيني ، كفايه واحده بس

تجهمت ملامح ألماسه وحاولت التملص منه ، لكنه قبض على خصرها أكثر وهو يحدق في عيونها بشغف كبير ثم انحني ليقبل وجنتيها بدافيء ، ثم ابعد وجهه قليلا عن وجهها حين هتفت هي مره واحده متذكره :
_ سفيان أنا قررت أعمل حاجه

حرر سفيان خصرها وهو يتسال باستفهام خشن:
_ حاجه إيه !!

ركضت ألماسه باتجاه غرفتهم وهي تقول بحماس مفاجئ :
_ استني عشر دقايق وجايه

عقد سفيان حاجبيه بتعجب وقد أرتسمت ابتسامه عذبه على ثغره وعقد ذراعيه أمام صدره ينتظرها ٠٠٠مر ربع ساعة ولم تأتي فتأفف بضجر وتقدم باتجاه الغرفه ليطرق عدة طرقات ثم فتح الباب دون الانتظار ، لتتسع عيونه ببطء وهو يجدها تقف أمام المرآه ترتدي فستان فضفاض طويل وتضع طرحه على شعرها تحاول لفها ، حركت رأسها لتنظر له بانزعاج مزيف وقالت بتذمر :
_ دخلت ليه دلوقتي، يوووه بقي على الرخامه

تحرك سفيان بخطوات هادئه وبصره معلق بها بانبهار وشغف ، وقف أمامها مباشر وظل يتأملها بعيون لامعه وهي تحاول تثبيت الطرحه دون فائدة ، ليرفع يديه بهدوء ويقول بلف الطرحه لها بسلاسه بطريقه سهله ، ثم وجدته يحاوط وجهها بكفيه وقد ظهر جمال وجهها أكثر في الحجاب ، انحني ليقبل جبينها بحب ، ثم عاد ينظر لها بنظرات تشع عشق ثم همس لها بنبره مليئه بالمشاعر :
_ متتصوريش فرحتي بيكي ازي

لمعت عيون ألماسه بدموع حبيسه وقالت بصوت خافت متحشرج :
_ بجد فرحان يا سفيان ؟؟

مسح سفيان دمعه فرت منها بانامله برقه جعلت بدنها يقشعر ، وهي تري يميل بوجهه على وجهها مقرر التعبير عن فرحته بطريقه أخري ٠٠٠ ابتعد عنها بعد دقيقه وقد رأي شفتيها ترتجف بشده وقد توردت وجنتيها ،ليرفع كفه يتحسس وجنتيها المحمرتين برقه وعيونه توضح لها كم يعشقها ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور عدة شهور

دلف سفيان الي الشقه الخاصة به هو وألماسه حيث استأجر شقه في الدور الثاني في نفس البنايه التي يقطن بها أهله ، فرك وجهه بشده ، ثم ارتسم الحنق على ملامحه ببطء وهو يجد الشقه هكذا الأطباق الفارغه موضوعه على السفرة من وقت الفطور ،والملابس مبعثره في كل مكان على الاريكه والمقاعد وعلى الأرضية ٠٠

تأفف بنفاذ صبر محتقن ودار بعيونه في المكان باحثا عن ألماسه ، لم يجدها فتحرك باتجاه غرفة نومهم وفتح الباب ليجدها هي الأخري في حاله مرزيه حيث كل شئ مبعثر ، وتجلس هي بأريحية على الفراش والكتب مبعثرة حاولها على الفراش وتمسك أحد الكتب ووتنحني بتركيز وهو ممسكه القلم وقد بدي له أنها تذاكر ولكن عندما اقترب منها حتي اتسعت عيونه بدهشة وحنق وهو يجدها تدون اسم “سيفو” على صفحات الكتاب بطريقه جميله ، ليفقد صبره هاتفا باستنكار :
_ هي دي المذاكرة يا ست ألماسه !!

أنتفضت ألماسه وانتبهت الي وجوده لترفع بصرها ناظره له بابتسامة جذابه قائله بهدوء متناهي :
_ حمدالله على السلامه يا سيفو

مسح على وجهه يحاول تمالك أعصابه وهو يهتف من بين أسنانه بنبره منزعجه :
_ الشقه وسخه كده ليه !! ، وسيادتك سايبه المذاكرة وقاعده تكتبي في إسمي ليه ؟ ، مش عندك امتحان بكره برضوا ؟؟

حدقته ألماسه بنظرات هادئه وهي تنهض من على الفراش لتقف أمامه قائله بنبره خافته للغايه :
_ أنا حامل يا سفيان

ظل سفيان يحدقها للحظات بعدم استعياب وقد تقلصت تعابيره قليلا ، ليهتف بعدم استعياب وبلاهه:
_ أنتي بتسعبطي حامل ازي !!

ارتسمت ببطء ابتسامه على ثغر ألماسه لتقول موضحه بتريث ناعم :
_ حامل زي الناس

حدقها سفيان بنظرات عدم إدراك ، وتفاجئت من رد فعله حين تجاوزها وجلس على طرف الفراش وهو يمرر يده بين خصلات شعرها ناظرا لها بتوتر سعيد وأخذ يردد بذهول :
_ إنتي حامل بجد !!

حركت رأسها مؤكده عدة مرات ، وجثت على ركبتيها أمامه قائله بسرور :
_ هجبلك ألماسه تانيه

فاق سفيان من صدمته وارتسمت ببطء ابتسامه رائعه على ثغره وهو يهتف بحبور :
_ الحمدالله ، عرفتي أمتي وأزي ؟؟

هبت ألماسه واقفه وصدحت ضحكاتها في المكان وهي تقول من بين ضحكاتها :
_ أنا عارفه من امبارح ، بس قولت اقولك بطريقه مميزه !!

وقف سفيان وضيق ما بين عينيه متسأل بترقب ساخر:
_ وايه المميز في كده يا هبله !!

توقف ألماسه عن الضحك بصعوبه قائله ببساطه شديده :
_ كنت عارفه أنك هتعلق على نضافه الشقه وتنفعل فقولت اخفف انفعالك بخبر حملي

حدقها سفيان بنظرات متعجبه بشده ثم ضرب كف على كف هاتفا بحسره مزيفه :
_ يارب تصبرني على ألماسه يارب
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ صهيب الزفته بنت عمك دي مش هتغور بقي دي بقالها شهور قاعده عندنا

صاحت مهره بتلك الكلمات في صهيب الذي يضع الحاسوب على ساقه ويعمل باهتمام كبير ، تجاهل صهيب حديثها وقال دون أن ينظر لها بلطف مصطنع :
_ مهره حبيبتي روحي ناميلك شويه إنتي على وش ولاده والعصبية مش حلوه عشانك

وضعت مهره يدها على بطنها المنتفخه ونظرت إلي صهيب قائله بنبره محتقنه:
_ ماشي يا صهيب ماشي

قالت تلك الجملة وذهبت لتجلس متربعه على الفراش واضعه يدها تحت ذقنها محدقه اياه بنظرات حانقه ، ليشعر هو بنظراتها المصوبه نحوه ، فرفع رأسه من على الحاسوب لينظر لها ،فشعر بضيقها لذا تنهد واضعا الحاسوب على الأريكة ثم نهض وتحرك ليجلس أمامها على الفراش محدق إياها بنظرات هادئه ، وقال بخفوت :
_ إيه بس الي مزعلك يا حبيبتي ؟؟

ظلت مهره تحدقه للحظات وهي تحاول كبح دموعها التي ملئت عيونها ولكن لم تستطع فانفجرت باكيه وهي ترتمي في أحضانه قائله من بين شهقاتها :
_ أنا مخنوقه اوي يا صهيب

ربت صهيب على ظهرها وضمها له قائلا بقلة حيله :
_ اهي وصلة النكد بتاعت كل يوم بدأت أهي

ابتعدت عنه مهره سريعا وقد أصبح بكاءها أكثر حدة وقالت بصوت متحشرج من بين شهاقتها :
_ أنا مش نكديه ، أنا خايفه من الولاده اوي

ابتسم لها صهيب ابتسامه حانيه ومد كفه ليمسح دموعها قائلا بنبرة مهدئة دافئه :
_ خلاص يا حبيبتي ، متخفيش الموضوع بسيط صدقيني

أشاحت مهره بوجهها بعيد واستمرت في بكاءها قائله بنفور مفاجئ:
_ قوم من هنا أنا مش ضايقه اشوفك

تحولت ابتسامه صهيب الي ضحكه وهو يقول :
_ يا بنت المجانين
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان سفيان يجلس يذاكر لها على السفره بعد أن عاونها في تنظيف الشقه ، كان أمامه فنجان قهوه ، وامامها كوب نسكافيه وكانت تركز بشده مع كل كلمه ينطقها هو ولكن قطع تركيزهم صوت رساله وصلت لها على هاتفها، فالتقطته بعدم اكتراث لتفتح الرسالة تحت أنظار سفيان الذي لمح نص الرساله حيث كان مكتوب :
_ وحشتني !!


يتبع

 

error: