العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(35)
بعد مرور يومين

تم بالفعل إثبات التهمه على ” سفيان ” من خلال البصمات التي كانت على السكين الذي تم قتل ” كرم” به حيث كانت هي نفس بصمات ” سفيان ” ولكن كل ما كان يشغله خوفه على والدته و ” ألماسه”فهو لم يري الأخيره منذ يومين بناء على رغبته ، بالرغم من محاولتها لزيارته لكنه كان يرفض وبشده رؤيتها ،و الذي وافق بزيارتها هي والدته فقط والتي ظلت تبكي بلا توقف مما ذاد من وجعه خوفاً من أن يصيبها مكروه من خوفها عليه فهي مريضه وطلب منها أن تظل بجانب ” ألماسه ” وتهتم بها هي وأخواته برغم من أنه علم أن ” ألماسه” تشك به ٠٠٠

بينما ” ألماسه ” قد بدأ عقلها يشتغل بعد أن تطابقت البصمات وأصبح الشك مسيطر عليها أنه بالفعل قتل” كرم ” ، وكانت في حاله لا يرثي لها من قلقها ورعبها عليه ، حاولت خلال اليومين رؤيته لكنه كان يرفض مما جعلها تنهار أكثر فهي تشتاق له وتريد أن تكون بجانبه ، و كانت ” زهره ” بجانبها تواسيها ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يخربيتك يا مجنونه ، برضوا هتعملي إلي في دماغك؟!!
كانت هذه جملة ” منار” التي كانت تسير بخطوات سريعه تحاول أن تحلق ” بياسمين” لتتوقف الأخيره عن السير فجأه وتلتفت إلي الأخري لتقعد ذراعيها أمام صدرها قائلة بأصرار شديد :
_منار ، أنا هدخل القسم يعني هدخل ، أنا مصممه أني أدخل ، هتيجي معايا ولا خايفه ؟؟

فتحت ” منار ” فمها ببلاهه لتمط شفتيها بحزن مزيف قائله :
_ إنتي خلاص بقيتي مجنونه رسمي ٠٠طب هتدخلي أزي؟؟

وضعت ” ياسمين يدها علي ذقنها لتشرد بعقلها مفكره في طريقه للدخول إلي القسم ، حتي لمعت بذهنها فكره لتهتف فجأه بصوت عالي متحمس :
_ بس لاقيتها ، أنا هدخل علي أساس أن البطاقه ضاعت مني ،وعايزه أعمل واحده تانيه ٠٠

ذمت ” منار ” شفتيها لتشير لها بسباتها قائله بسخريه :
_ وهتروحي القسم بمنظرك الغبي ده ، ده إنتي لسه طالعه من الجامعه ، طب روحي غيري هدومك حتي ، ده القسم مليان ناس قشطه يا بت يا ياسمين ٠٠
قالت الجمله الأخيره بحالميه ، لتضع الأخري يدها على كتفها قائله بنبره عاديه :
_ لا يا فالحه ، ما أنا لازم أدخل كده ، لو أهتميت بنفسي مش هبقي مقنعه ، وهيقولي دي جايه تشقط وش ٠٠

رفعت ” منار ” أحد حاجبيها لتقول بامتعاض :
_ تشقط !! ، أظبطي ألفاظك ٠٠ الله يحرقك

حركت ” ياسمين ” يدها أمام وجه الأخري لتقول بلامباله :
_مش وقتك يا منار ، سيبني أتقمص الدور ٠٠

أنهت جملتها لترسم علي ملامحها الجديه الشديده، لتحرك الأخري رأسها بيأس من أفعال رفيقتها المجنونه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وصلت كلا من ” منار “و ” ياسمين” أمام القسم لتهتف الأخيره بمرح :
_ لو الظابط ، عرف أن البطاقه في شنطتي هيعلقني ، يلا ربنا يستر ، مستعده يا منار ؟!

قالت الجمله الأخيره وهي تنظر إلي ” منار ” التي تنظر أمامها بحالميه ، لتستغرب الأخري وتسألها:
_ مالك يا منار ٠٠٠

لتقطع حديثها عندما حركت رأسها لتنظر إلي ما تنظر إليه الأخري لتري شاب طويل القامة ووسيم ، لتفتح فمها وتهتف ببلاهه :
_ أيه القمر ده يا بت ، ده رز بلبن ،السحنه دي فظيعه ، يخربيت حلاوة أهلك يا شيخ

حركت ” منار ” بصرها باتجاه” ياسمين ” الواقفه بجانبها لتهتف قائله :
_ شوفتي بقي ،أهو ده الي قولتلك عليه !!

لم تزيح ” ياسمين ” بصرها عنه لتهتف بعدم تركيز :
_ ها ، بتقولي حاجه !!

وضعت ” منار ” يدها على فمها لتكتم ضحكه كادت أن تفلت منها لتقول بمشاكسه :
_ واضح أنك مش معايا ، إلي واخد عقلك !!

أنتبه هذا الظابط لنظراتهم المصوبه باتجاهه ، ليشير لهم هاتفا بصوت عالي نسبياً :
_ عايزين حاجه ؟؟

انتبهت ” ياسمين ” علي نفسها وأبعدت بصرها عنه بأحراج لتنظر إلي ” منار ” قائله بتساؤول :
_ ها ، هتيجي معايا ؟؟

حركت ” منار ” رأسها إيجابا لتقول بأستسلام :
_ مش هسيبك لوحدك يا ختي ، جايه معاكي طبعا ٠٠

أنهت جملتها لتتحرك هي و ” ياسمين” باتجاه هذا الظابط ، ليسألهم هو بأهتمام :
_ عايزين إيه؟؟

أخذت ” ياسمين ” نفس عميق ورسمت قناع الجديه على وجهها لتقول بثبات :
_ البطاقه بتاعتي ضاعت، وعايزه أعمل واحده غيرها

ابتسم الظابط نصف ابتسامه ليقول بنبره هادئه :
_ تمام، أتفضلي معايا عشان نعملك واحده غيرها !!

أبتلعت ” منار ” ريقها بقلق ، لتنظر إلي ” ياسمين ” التي تحركت خلف الظابط بثباب شديد لتدلف إلي داخل القسم ، فتحركت هي الأخرى خلفهم بملامح متوتره ٠٠

أخذت ” ياسمين ” تتطلع حولها بفضول و”منار” تسير بجانبها بخطوات مرتبكه لتميل عليها هامسه بأستياء :
_ إيه الثبات إلي فيكي ده !! ، ده إنتي ولا إلي داخله الملاهي ٠٠

قالت ” ياسمين ” بهمس هي الأخرى :
_ لازم أبقي هاديه يا بت ، عشان ميعرفش أن إحنا بنحور عليه !!

وقف الظابط أمام أحد المكاتب ليفتح الباب ويشير إلى الداخل قائلا بنبره جاده :
_ أتفضلوا

تحركت ” ياسمين” لتدلف إلي الداخل لتجد مجموعة من الظباط يجلسون على مكاتبهم وقد توجهت جميع الأنظار تلقائياً لها هي ورفيقتها لترتبك قليلا لكنها عادت وتصعنت الثبات ،لتري هذا الظابط يتحرك ليجلس على أحد المكاتب ليشير لها أن تتقدم قائلا :
_ تعالي يا أنسه

تحركت ” ياسمين ” وصوت حذاءها ذو الكعب العالي يصدر صوتاً يكسر الصمت المسيطر على المكان، وقد شعرت بأنظار الجميع مصوبه بأتجاها لتوتر لكنها ظلت محافظه على تعبيرات وجهها الجديه، لتجلس على أحد المقاعد التي أمام مكتب هذا الظابط ، وتتحرك ” منار ” هي الأخري سريعا لتجلس على المقعد الأخر ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ عايزه أشوف سفيان أنا هتجنن يا زهره ، مش قادره أستحمل ، مرعوبه أوي عليه ، سفيان لو التهمه تثبت عليه أنا ممكن أموت يا زهره ، أنا مش فاهمه بس أزي يضيع نفسه عشان واحد زي كرم !!

قالت ” ألماسه ” هذا الحديث وهي تدور بالغرفه وتضع أحدي يديها على جبهتها ويظهر على وجهها الشاحب الحزن والحيره والذعر وأيضاً كانت عيونها حمراء من قلة النوم والبكاء ، لتقف ” زهره ” التي كانت تجلس على الفراش وتتحرك باتجاه الأخري لتربط على كتفها قائله بحنو تحاول أن تطمئنها علي الرغم من شعورها هي الأخري بالقلق:
_ خليكي هاديه يا حبيبتي ، وأن شاء الله هيخرج منها ، وهيطلع برئ ٠٠٠

حدقتها ” ألماسه ” بنظرت حائره يائسه لتقول بنبره تكاد تكون مليئه باليقين :
_ سفيان مش برئ يا زهره ، سفيان ممكن يكون عملها فعلاً ٠٠

أبعدت ” زهره ” يدها من على كتفها لتهتف بحيره متعجبه :
_ أيه الي مخليكي متأكده كده ؟؟

لتستند ” ألماسه” بظهرها على الحائط خلفها لتقول بأختناق وحزن:
_أنا شوفت سفيان وهو خارج من عند كرم يومها ، و أخر مره شوفتوا فيها لما أعترف على نفسه أخر جمله قالهالي أنه مستعد يقتل عشاني ، ده إلي جانب البصمات إلي بتثبت أن هو فعلا القاتل دي كلها أدله ٠٠

شردت ” زهره ” بعقلها لتقول بشرود غير مصدقه:
_ مش ممكن واحد بأخلاق سفيان يقتل ، مش قادره أستوعب ٠٠

تحركت ” ألماسه ” لتتجاوز ” زهره ” لتتجه إلي خزانة الملابس لتفتحها وتبحث فيها عن ثياب لها قائله بتصميم شديد :
_ أنا هروح القسم ، ومش هتحرك من هناك غير لما أشوفوا ٠٠

قالت ” زهره” بنفاذ صبر:
_ يا ألماسه ، أهدي بقي هو رافض يشوفك أفهمي

التقطت ” ألماسه ” بعض الملابس بطريقه عشوائيه لتقذفهم على الفراش ، لترفع يدها وتجمع شعرها بعدم أهتمام وهي تقول بأصرار حزين:
_ أنا مش هسكت ولا هرتاح غير لما يوافق يشوفني ،أنا عارفه هو بيعمل كده ليه هو عايز يبعدني عنه ، بس أنا مش هبعد ، هفضل جمبه حتي لو هو القاتل ٠٠٠

أنهت حديثها لتشرع في تبديل ملابسها ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خارج الغرفه

كان” صالح” يقف أمام الغرفه يستمع إلي حديثهم وبالرغم من شعوره بالتعاطف من أجل ” سفيان ” إلا أنه سعيد أن ” ألماسه” أصبحت وحيده ليفعل بها ما يريد !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أنتهت ” ياسمين ” من كتابة جميع بياناتها ،ليقف الظابط قائلا :
_تمام ، كده هنختمها بس

لتقف كلا من ” منار ” و ” ياسمين ” لتتحرك الأخيره بخطواتها الهادئة لتصدر صوت مع كل خطوه بسبب هذا الحذاء ذو الكعب لتشعر بالغيظ من نفسها لارتدائها هذا الحذاء اليوم وقد شعرت أيضاً بنظرات الجميع مصوبه بأتجاها ، لتميل ” منار” عليها هامسه بصوت خافت للغايه :
_ يخربيتك ، لازم تلبسي جزمه بكعب النهارده

لم ترد عليها ” ياسمين ” لتخرج من المكتب هي و ” منار ” ليخبرها الظابط أنها لابد أن تذهب إلي مكتب أحد الظباط لتختم هذه الورقه ، لتهتف ” منار ” بنبره متوتره :
_ روحي أنتي يا ياسمين ، وأنا هستناكي هنا

لترمقها ” ياسمين ” بنظرات مليئة بالغيظ ، لتهمس لها الأخري موضحه :
_ أنا لحد كده وتمام ، أنا أعصابي باظت ، روحي أنتي يا ختي

أشار لها الظابط إلي أحد المكاتب قائلا بنبره جاده :
_ أدخلي المكتب ده ٠٠

حركت ” ياسمين ” رأسها متفهمه ، لتتحرك بخطواتها الثابته بعكس دقات قلبها المتوتره ، لتخبر العسكري الجالس أمام المكتب أنها تريد مقابلة الظابط الذي بالداخل ، ليحرك رأسه ثم دلف إلي الداخل وعاد بعد ثواني ليشير لها بالدخول قائلا بنبره رسميه :
_ أتفضلي ٠٠

زفرت ” ياسمين ” بشده لتدلف بهدوء إلي الداخل لتتسع عيونها بصدمه وهي تري هذا الجالس على مكتبه لتهمس لنفسها بقلق :
_ يلهوي ده هو نفس الظابط إلي كان هيقبض عليا أنا والبت شروق ٠٠ده باينه هيبقى يوم زي الزفت ، مكنش يومك يا بنت فرحات

_ بتكلمي نفسك ؟؟

كانت هذه جملة ” حمزه ” الذي تفاجيء بوجودها فهو يتذكرها جيداً ، أنتبهت له لتبلتع ريقها ببطء ثم تقدمت منه بخطوات جاهدت أن تكون ثابته لتمد يدها بالورقه قائله بثبات :
_عايزه أختم الورقه دي

التقط منها الورقه ليري ما فيها سريعًا ثم رفع بصره ليتفحصها بنظرات ثاقبه مما جعلها توتر لشعورها أنه ليس بالشخصية السهله من عيونه التي تشع ذكاء لتجده يرمي الورقه بأهمال على المكتب ثم شبك كفييه في بعضهم ، ليتحدث بعد فتره من الصمت متسأل:
_ البطاقه بتاعتك فين ؟؟

توترت لكنها لم تظهر توترها لتجيب بهدوء متهكمه :
_ يعني لو البطاقه كانت موجوده ، مكنتش هاجي أعمل غيرها !!

حرك هو رأسه يميناً ويسارا ثم ثبت نظراته على عيونها الذي يظهر عليهم التوتر ليمط شفتيه قائلا بتفكير مصطنع :
_ بقي البطاقه مش موجوده ، وأنتي جايه تعملي غيرها !!

حركت رأسها أيجايا لتقول بهدوء يتنافي مع القلق الكامن بداخلها :
_ أيوه بالظبط كده ، مش محتاجه ذكاء ، ممكن بقي تختم الورقه !!

حدقها هو بنظرات لا توحي بشيء ولكنها شعرت أن نظراته تكشفها ، ليقف فجأه لتبتلع ريقها مرتبكه من طوله وهيئته الضخمه لتحدث نفسها :
_ وأنا إلي فاكره نفسي طويله ، تعدم طولك يا بعيد !

تقدم منها هو يتمعن فيها بنظراته القويه ليقف أمامها مستند بظهره على حافة المكتب ليشير إلي حقيبتها قائلا بنبره جاده قويه :
_ طلعي البطاقه يا ياسمين ٠٠

فتحت عيونها على وسعها لتفتح فمها ببلاهه قائله بخوف :
_ سلام قولا من رب رحيم ، أنت عليك عفريت ؟!

أنكمشت ملامحه بشده ليقول بنبره غليظه حاده :
_ أتعدلي يا بت ، عفريت أيه !!!

أنتفضت هي من نبرته لتقول بصوت متحشرج متعلثمه بشده :
_ أصلك ،عرفت أسمي !!

أجابها ” حمزه ” بفظاظه ساخرا منها :
_ إيه الغباء ده أنا مش لسه واخد ورقه فيها كل بياناتك ٠٠
أنهي جملته ليتلفت ويلتقط الورقه من علي طاولة المكتب ، ثم عاد ينظر لها وهو يشير بالورقه يرمق أياها بنظرات أستهزاء ، لترفع هي كفها لتخبط على جبهتها شاعره بالغباء لتقول بحرج :
_ لا مؤاخذه ، مخدتش بالي ٠٠

ضيق ” حمزه ” ما بين عينيه ليقول من بين أسنانه يأمر أياها :
_ طلعي بقي البطاقه ٠٠

توقف عن الحديث ليراقب تعبيرات وجهها المتوتره وعيونها القلقه، ليردف بصوت غليظ متهكم :
_ولما أنتي عايزه تدخلي القسم ، مقولتيش ليه كنت خدتك مع النسوان إلي عملتي معهم خناقه !!

أبتلعت ” ياسمين ” ريقها الذي جف لتقول بغباء وعفويه :
_ مين قالك أني كان نفسي أدخل القسم؟!

مط ” حمزه ” شفتيه ليقول ببرود:
_ إنتي الي لسه قايله

وضعت ” ياسمين ” يدها على فمها ، ليتحرك هو ويجلس على مقعده مره أخري قائلا بصرامه ونبره فظه :
_ أنا هحققلك أمنيتك وهدخلك التخشيبه ٠٠

أنهي جملته ليصيح بصوت عالي :
_ يا عسكري

أرتجفت ” ياسمين ” وشعرت بأن قدميها لم تعد تحملها من شدة خوفها لتقترب من المكتب مستنده عليه بكفيها قائله بارتباك نابع من خوفها :
_ أنا عملت إيه عشان توديني التخشيبه ، أنا بس كان نفسي أدخل أتفرج على القسم ٠٠

_ أفندم !!
خرجت هذه الكلمه من فم العسكري الذي دلف للتو إلي المكتب ، ألتفتت هي سريعا لتنظر للعسكري قائله بنبره سريعه :
_ لا ، أتفضل أنت يا عسكري ، هو مش عايزك ٠٠

قاطعها ” حمزه ” وهو يضرب على المكتب بعنف قائلا بحده:
_ أكتمي ، خدها يا عسكري على التخشيبه ٠٠

التفتت له لتصيح معترضه بانفعال مثرثره :
_أنا عملت إيه لكل ده ، أمال لو قتلت واحد بقي كنت عملت أيه ، كل ده عشان بطاقتي ضايعه، وأنا قولت أن الشرطه في خدمة الشعب وقولت أدخل قسم بلدي هم هيعملوا معايا الواجب عشان بس البطاقه ، والصراحه الظابط المحترم إلي بره عمل معايا الواجب ،بس أنت ٠٠

قاطعها ” حمزه” قائلا بنبره غاضبه وقد نفذ صبره :
_ بس ، أخرسي ، أيه الرغي ده كله ، خدها يا عسكري أما أفوقلها ٠٠

لطمت ” ياسمين” على وجهها لتقول بنبره مهزوزه خائفه مثرثره :
_ لا ، وحياة عيالك يا شيخ ، أنا مش عايزه أروح التخشيبه أنا ، أنا أبويا لو عرف هيولع فيا ، يرضيك أبويا يولع فيه وأمي تزعل بقي وتقعد تعيط يرضيك تحزن قلب أم علي فلذة كبدها؟! ، ها يرضيك ؟!! ، شكلك شهم ، السحنة دي سحنه الراجل الشهم !!

رفع ” حمزه ” أحد حاجبيه وحدقها بنظرات ممتعضه وقال بنبره حازمه مليئه بالضيق:
_ خدها يا عسكري خلصني منها !!

حدقته ” ياسمين ” بنظرات راجيه لتقول باستعطاف :
_ بلاش وحياة عيالك ، وحياة شنبك سيبني أمشي ٠٠

تقلصت تعابير ” حمزه ” ليحدقها بنظرات حاده ناريه ليضرب بيده على المكتب قائلا بنبره عصبية يأمر العسكري :
_ خدها بسرعه أحسن هموتها حالا !

انكمشت ” ياسمين ” علي نفسها وشعرت بالخوف من نظراته ، ليتقدم العسكري منها ليمد يده لكي يجذبها من ذراعها لكنها أنكمشت أكثر وهي تنظر إلي “حمزه” برجاء وتوسل ، لكنه تجاهلها وهو يشير إلي العسكري قائلا بنبره جامده :
_ تعالى عايزك يا سامح قرب !!

اقترب العسكري” سامح” من ” حمزه ” ليقف بجانب مقعد الأخير لينحني منتظر حديثه ليقول ” حمزه ” بصوت خافت محذر أياه وبصره معلق بها :
_ أوعي حد من النسوان إلي في التخشيبه يقربلها !!

حرك العسكري رأسه بتفهم ، ليتحرك باتجاها ويمد يده لكي يمسك ذراعها لكنها أبتعدت خطوه للخلف لتقول بنزق :
_ أنا همشي لوحدي مفيش داعي تمسكني !

أنهت جملتها لتلقي نظره حانقه على ” حمزه ” ثم رفعت رأسها للأعلي بكبرياء وخرجت من الغرفه وهي تقول بثبات مصطنع :
_ أنا مش هقعد أتحايل عليك ، أنت وضميرك يا حضرت الظابط ، أفتكر أنك سجنت واحده بريئه ٠٠

راقبها ” حمزه ” بنظراته الجامده حتي خرجت من الغرفه ليتنهد ثم عاد يستكمل عمله ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خارج الغرفه

هتفت ” منار ” عندما لمحتها تخرج من الغرفه:
_ يلا يا ياسمين عشان نمشي

نظرت ” ياسمين ” لها وقالت بحنق شديد :
_ أنا هتحبس يا منار ٠٠

أطلقت ” منار ” ضحكه خافته قائله :
_ كفايه هزار يا مجنونه ، يلا نمشي من هنا

حركت ” ياسمين ” رأسها بأسف لتقول بنبره جاده مهزوزه :
_ أنا فعلاً هتحبس ، الظابط إلي جوه عرف أني بشتغلهم ٠٠
نظرت لها ” منار ” لتشهق بصدمه لتقول بعدم أستعياب :
_ أنتي بتكلمي جد ؟!!

حركت ” ياسمين ” رأسها مؤكده ، ليصيح العسكري بنفاذ صبر :
_ يلا يا أنسه بقي

أنتبهت ” ياسمين” له ،لتعطي حقيبتها إلي ” منار ” قائله بنبره مليئه بالضيق والقلق :
_ خدي الشنطه بتاعتي يا منار ، لو أمي اتصلت مترديش ، أوعي تحكي لحد الي حصل ، قولي للبنات في السكن أني نزلت البلد فجأه ٠٠

التقطت منها ” منار ” الحقيبه لتهتف بعدم أستعياب وتوتر :
_ياسمين ، أنت عملتي إيه جوه عشان ٠٠

لم يعطيها العسكري فرصه حيث جذب الأخري من ذراعها وأخذها ليتحرك بها تاركين” منار ” خلفها لتهتف ” منار ” :
_ هبقي أجبلك عيش وحلاوه يا ياسمين ٠٠

التفتت ” ياسمين ” برأسها وهي تسير مع العسكري وهتفت بنبره حانقه :
_ اتفووو يا منااار الكلب ، طول عمرك معفنه ده بدل ما تقولي أشتريلك كريب ٠٠

أنهت ” ياسمين” جملتها لتنظر أمامها وتسير مع العسكري بصمت ولكن القلق ينهش قلبها وأيضاً الخوف ، حاولت تناسي خوفها لتهتف فجأه بفضول :
_ هو الظابط أبو شنب ده أسمه أيه يا عسكري؟؟

رمقها العسكري نظره لامباليه ليجبها بنبره عاديه :
_ أسمه حمزه !!

رددت ” ياسمين ” الأسم بتمعن :
_ حمزه ، لايق عليه !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف ” سفيان ” إلي مكتب الظابط ” ظافر ” بعد أن علم أن هناك زياره له من والدته ليتفاجئ بها هي جالسه تنتظره والتوتر ظاهر على ملامحها ، ليهتف بنبره منفعله :
_ أيه اللي جابك يا ألماسه؟؟ ، أنا مش قولت مش عايزه أشوفك!!

وقفت ” ألماسه ” علي الفور لتنظر له بلهفه متفحصه أياه من رأسه حتي أخمص قدميه لتقول بنبره مفعمه بالأشتياق والحزن :
_ سفيان ، وحشتني ، ليه رافض تشوفني ؟؟

قالت جملتها الأخيره بعتاب شديد ، ليقترب هو منها ولم يستطع التحكم في نظراته التي تفصح عن أشتياقه لها ولكنه هتف بجمود :
_ألماسه أنا مش عايزك تتعبي نفسك ، مفيش داعي تجي تشوفيني ٠٠انا واحد قاتل

أقتربت منه هي بخطوات مرتجفه حتي وقفت أمامه لا يفصل بينهم سوي القليل لترفع بصرها وتنظر له قائله بنبره مهزوزه معاتبه :
_ مفيش داعي أزي!! ، سفيان أنا طول اليومين دول وأنا هموت من القلق عليك ، مش فارق معايا أنك قتلت ٠٠

تراجع ” سفيان ” إلي الخلف وقد تصلبت ملامحه وأصبحت مظلمه ليرمقها بنظرات ناريه ليهتف بقسوه :
_وأنا عشان قاتل مش عايزك تقربي مني ، أفهمي بقي

أنهي حديثه والتفت مستعد إلى مغادرة الغرفه لكنها أقتربت منه سريعًا لتمسك يده ونظرت له بعيون تلمع بالدموع الحبيسه لتقول بتوسل ولهفه :
_ سفيان ، خليك قاعد معايا شويه أنتي واحشني ، الظابط قالي أقعد براحتي معاك ٠٠

نزع ” سفيان ” يده من يدها لينظر لها بعيون مشتلعه مليئه بالوم ليقول بنبره فظه ينهرها بعنف :
_ تقعدي براحتك مع واحد قاتل ؟؟ ، مش سيادتك برضوا قولتي لأمي أنك شوفتيني وأنا خارج من عند كرم يوم الجريمه ، مش خليتي أمي تشك فيا ؟!!

وضعت هي كفها المرتعش على صدرها لتقول مدافعه عن نفسها بنبره مختنقه :
_ دي الحقيقه يا سفيان ، أنا فعلاً شوفتك ، بس أنا ههربك من هنا أطمن ٠٠

قالت جملتها الأخيره بصوت مهتز متأمل ، ليرمقها هو بنظرات ساخره ناريه ليصيح فجأه بصوت حاد قاسي :
_ أخر مره قولتلي أن قلبك بيقولك أني برئ ، بس لما التهمه تثبتت عليا قلبك قالك أني قاتل صح !!، تصدقي بالله علي قد ثقتي فيكي وإني كنت متخيل أنك الوحيده إلي هتنكري أني قاتل وهدافعي عني على قد ما اتصدمت وأنا بسمع أمي بتقولي قولي يا بني ألماسه أكدت ليا أنك القاتل ، وبكل بجاحه جايه تقولي أهربك من هنا ٠٠٠

توقف عن الحديث ليلتقط أنفاسه ثم أقترب منها وقبض بيديه على ذراعيها ليهزها بعنف ليصيح بصوت مجروح غاضب :
_ أقولك روحي للظابط قوليله اني أن القاتل أهو يبقي في شاهد يثبت التهمه أكتر عليا ٠٠

أنسابت دموعها لتلهب وجنتيها لتحرك رأسها نافيه وهي تنظر لعيونه التي تحولت إلى جمرتين من الغضب ، لتقول بنبره متحشرجه حائره مهزوزه :
_ أنا ، أنا مش فاهمه حاجه ، أنا شكيت فيك عشان ٠٠

تركها ” سفيان ” وتراجع خطواتين إلي الخلف ليقول محذر أياها بقسوه :
_ألماسه أنا مش عايزك ، ولا بقيت عايز أشوفك ، أنا مش عايزه واحده في حياتي مش بتثق فيا ٠٠

أنهي جملته ليغادر المكتب تاركا إياها خلفه وقد وضعت كفها المرتعش على شفتيها لتكتم شاهقتها وهي تشعر بالتشتت والحيره والحزن قد تسلل إليها لينهش قلبها بلا رحمه !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور أسبوع

كان اليوم يوم محاكمة ” سفيان ” وقد ثبتت كل الأدله عليه ، وقد شهد بواب البنايه التي يسكن بها ” كرم ” ضده ، موقفه أصبح صعب ورفض الزيارة وبالأخص زيارتها ” ألماسه” مما جعل الأخيره تنهار وهي تراجع نفسها وتنهر نفسها على شكها به وبدأت تفكر أنه برئ بالفعل فقلبها يقول إن من أحبته من المستحيل أن يفعل شئ هكذا ، وعقلها يقول إنه بالفعل القاتل فجميع الأدله ضده ، كان الجميع متيقن أنه القاتل باستثناء ” حمزه ” الذي يشعر أن هناك شيء ناقص ٠٠ لم تجف دموع ” ألماسه ” طوال هذا الأسبوع ولم تذق طعم النوم وترفض الطعام حتي أصبحت نحيله ووجهها شاحب ملئ بالبقع السوداء المنتشره تحت عيونها بسبب قلة النوم ، أصبحت بالفعل جسد بلا روح ، تشعر بالأشتياق الشديد له ، حتي أنها أخذت صوره له من والدته وظلت حبيسه في غرفتها تحتضن صورته وتبكي بلا توقف وقد التزمت في الصلاه ولا تتوقف عن الدعاء له ليخرج من هذه المحنه ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت ” ألماسه ” بوجهها الشاحب وملامحها الكيئبه الي المحكمه وقد كانت دموعها تتساقط دون أن تشعر وعيونها متلهفه لرؤيته فقلبها المتألم يشتاق له وبشده ، جسدها كله يريده يريد سندها وأمانها التي وجدته وأخيراً ، خائفه هي بل مذعوره عليه تتمني وبشده أن تحدث معجزه ليخرج من هذا السجن الذي فرق بينهما ، تحركت بخطواتها المرتجفه لتجلس بجانب ” حنان ” التي لم تكف هي الأخري عن البكاء والدعاء ٠٠ وبجانبها ” ساره ” الخائفه على أخيها وقد فرت دموعها هي الأخري لشعورها بالذنب فهي طوال الأسبوع وهي تلوم نفسها وتعنف نفسها على جوازها من البدايه من ” كرم ” ، وكانت تجلس بجانبها ” سميره” التي أيضاً تشعر بالخوف على شقيقها ٠٠٠

بينما تجلس ” زهره ” خلفهم بملامح قلقه ، ويجلس بجانبها ” صالح ” بملامح جامده ٠٠٠ بينما ” مراد ” يقف مستعد للمرافعه فهو محامي ” سفيان “!!! ٠٠

توجهت الأنظار باتجاه القفص حيث” سفيان ” الذي وصل مع العسكري ليقف في مكانه في قفص الاتهام مما جعل ” ألماسه ” تقف كالمجنونه لتتحرك بخطوات شبه راكضه باتجاه القفص لتقف أمامه وعيونها تذرف الدموع الساخنه ، لتضع يدها على القضبان الحديدية التي تفرقهم لتحدق به وقد أشاح هو ببصره بعيد عنها ، لتقول هي بصوت مكتوم من البكاء :
_ سفيان ، سفيان أنا خايفه ، هتطلع برئ صح!! ، قولي عشان خاطري ، أنا هيحصلي حاجه من غيرك ، أنت أهلي يا سفيان ٠٠

لم يستطع هو أبعاد نظره عنها فهو طوال هذا الأسبوع وهو يعاني بشده من أشتياقه لها ليحرك رأسه وينظر لها وقد شعر بغصه مؤلمه في قلبه وهو يري ما توصلت إليه فقد أصبحت هزيله ووجهها الذي تغير و عيونها متورمه وقد أصبحت شاحبه وضعيفه للغايه ليشعر بقلبه يؤلمه ليقول بصوت متألم وعيونه تكاد تلتهمها :
_ أيه اللي حصلك ؟؟

لم تستطع أن ترد عليه حيث أعلن عن بداية الجلسه لتتحرك هي علي مضض لتجلس مكانها وعيونها الدامعه معلقه به وهو أيضاً عيونه معلقه بها وقد تناسي كل شئ وهو يحدق بها بلهفة عاشق مشتاق لحبيبته ٠٠٠

ترافع ” مراد ” عنه ببراعه ، ولكن التهمه كانت ثابته عليه ليأتي وقت الحكم ، لتصبح أعصاب الجميع مشدوده وقد تعلقت جميع العيون بالقاضي إلا ” سفيان ” و ” ألماسه ” فظلت نظراتهم معلقه ببعضها نظرة خوف وفزع منها والدموع تنهمر بلا توقف من عيونها لتحرق وجنتيها ، بينما هو يرمقها نظره دافئه يحاول بثها الأمان هو من يحاول بثها الاطمئنان وهو بهذا الوضع حرك شفتيه ليقول بدون صوت ” بحبك ” لتزداد دموعها وحزنها ، لينطق الظابط أخيرا الحكم :
_قررت محكمة جنايات القاهرة إحالة أوراق “سفيان مصطفي عادل” إلي فضيلة المفتي !!

يتبع

 

error: