العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(40)
خرجت ألماسه من المرحاض وهي تضع يدها على بطنها متألمه تسير بتعثر والمياه تتساقط من وجهها الأحمر والملتهب بشده من أثر صفعاته ٠٠٠

بعد لحظات وجدت سفيان يقتحم الغرفه ، ارتعدت وتشنج جسدها تلقائياً خوفاً منه ، بينما اقترب هو منها بخطوات سريعه وهو يصيح بنبره عصبيه متوتره:
_ يلا هنمشي من هنا

تصلبت في وقفتها وانكمشت ملامحها بخوف وحزن ثم قالت برجاء خافت مرتجف:
_ مش عايزه اروح لعمي ، عشان خاطري ، لا بلاش عشان خاطري ، وحياة اغلي حاجه عندك مش عايزه ارجع لعمي عايزه افضل هنا ٠٠

قاطعها سفيان هو يقول بنفاذ صبر حاد:
_ مش هتزفت ارجعك لعمك ، بس لازم نمشي من هنا

نظرت له بعيون لامعه بالدموع وانكمشت على نفسها ، بينما جز هو على أسنانه وجذبها من ذراعها وسحبها خلفه وهي تترتجف من البكاء والألم الذي ببطنها ٠٠

كان المكان التي يسكنون به منطقة تعد مهجوره لذا الشوارع كانت فارغه ،ترك هو يدها عندما وصلوا أمام البنايه ثم أخذ يمسح على وجهه بعصبية ثم التفت لها وجدها منكمشه على نفسها من الخوف والألم والبرد فالفستان الذي ترتديه خفيف وقصير ، توتر هو وتشنج وهو يري سيارات تأتي من بعيد ، فقبض على كفها وصاح بعصبية مرتبكه :
_ أجري بأقصى سرعة عندك ، سامعه ، ماهر وصل هو ورجالته

حركت رأسها عدة مرات إيجابا بأستسلام وهي تصدر شهقات باكيه وقد أتسعت عيونها، فركض سفيان بسرعه رهيبه وهي تحاول أن تركض بنفس سرعته متعثره بينما هو يقبض على كفها بقوه ٠٠

كانت تركض حافيه مما سبب جرح أكثر من مره لقدميها من الحجاره المتواجده في الطريق فكانت تتأوه بصمت بجانب ألم بطنها، ولكن أسرعت في الركض معه متحامله على نفسها عندما التفتت ووجدت سياره تقترب منهم فصاحت بذعر :
_ سفيان خلاص هيوصلوا لينا ٠٠

ارتبك سفيان وشعر بالخوف يتغلل بداخله لكنه أكمل ركض وهو يصيح بها بقسوة:
_ متقفيش كملي جري ٠٠

لم يكمل جملته حيث تعرقلت قدميها فوقعت على الأرض بركبيتها لتنجرح أحدي ركبتيها فتصرخ متألمه لكنه لم يبالي حاول سحبها لكنها تيبثب في الارض قائله بيأس وهي تتأوه والدموع تنهمر من عينيها :
_ كمل أنت أنا ركبتي اتعورت ، مبقتش قارده ، رجلي بتوجعني أوي ، وبطني واجعني

لمح سفيان سيارتهم تتوقف نظرا لضيق الطريق ، فانحني بسرعه شديده وحمل جسدها بين ذراعيه وأخذ يركض بأقصى قدره لديه بينما هي تشبثت بقميصه بيدها المرتعشه وعيونها تكاد تخرج من مكانهم من الفزع وضربات قلبها سريعه فعضت على شفتيها محاولة التوقف عن البكاء ٠٠٠

تجمد سفيان في مكانه عندما سمع صوت ماهر الجهوري وهو يقول :
_ أقف مكانك ، وإلا هقتلك

ظل واقف للحظات و تشبث بقوه بألماسه التي بين يديه وهو يشعر بالعجز الشديد و دفنت هي رأسها في صدره قائله بذعر باكي :
_ أنا خايفه

وكأن كلمتها هذه من دفعته ليكمل ركضه غير مبالي بالطلقات الناريه التي أطلقها ماهر في الأجواء ، وقد بدأ رجاله يركضون خلفه بينما هو يسرع بشده وهو متشبث بها بقوه ثم ركض باتجاه معاكس لهم ٠٠٠

توقف فجأه وانحني يضع ألماسه على الأرض فصرخت هي بفزع ودموعها تنهمر على وجنتيها :
_ أنت هتسبيني ليهم ، لا يا سفيان أرجوك لا ، أنا غلطت بس أرجوك متسبنيش ،

شعر هو بهم يركضون وقد اقتربوا منهم ، تفكيره قد شل عندما التفت وجدهم يحاوطنهم من كل الجهات وكل شخص منهم يرفع سلاحه باتجاهم فصرخت هي باكيه واحتضنت قدم سفيان بكفيها قائله بتوسل وعيونها تذرف الدموع :
_ أوعي تسيبني ، بص لو هتموت أنا عايزه أموت معاك بس ٠٠

توقفت عن الحديث وعيونها كادت أن تخرج من محجرها من شدة الذعر عندما وجدت إثنين منهم يكبلون سفيان من الخلف بعنف ويتحركوا به بعيد عنها والاخير مستسلم لهم بطريقه تسير الريبه فقط عيونه الحمراء من النيران الغاضبه معلقه بها ٠٠

التفتت هي كالمجنونه بعيونها الباكيه التي لا تتوقف عن ذرف الدموع تنظر إلي ماهر الذي كان يقف يرمق سفيان بنظرات مليئة بالغل ووجهه في حالة يرثى لها من أثر لكمات سفيان حيث وجهه ينتشر به البقع الزرقاء والحمراء ، صاح ماهر بصوت مرعب :
_ بقي أنت يا *** تضربني أنا

نقل سفيان نظراته من على ألماسه الي ماهر قائلا بهدوء بارد :
_ ومستعد اضربك تاني وتالت لو فكرت بس أنك تلمس مراتي

قال جملته هذه وقد بدأ يحاول التحرر من بين أيد رجال ماهر الذين يضعون ذراعيه خلف ظهره مكبلين إياه بقوه ٠٠

صدحت ضحكات ماهر في الأجواء وهو ينقل بصره بينه وبين ألماسه التي انكمشت على نفسها تتأوه و تبكي بتشنج مخيف والرعب بادي على ملامحها ، ثم انحني يملس بكفه علي وجه ألماسه الملتهب بأحمرار وهو يقول بسخرية :
_ ينفع يا راجل تضرب الجميله دي ، حد يبقي عنده سلاح زي ده و ٠٠٠

قاطعه سفيان الذي غلت الدماء في عروقه وهو يزمجر بحده يتحرك بين أيد رجاله كالمجنون يحاول تحرير نفسه وهو يصرخ بغضب حارق هز ارجاء المكان :
_ أبعد إيدك عنها يا ****

لما يكمل جملته حيت تلقي لكمه قاسيه من أحد رجال ماهر فصرخت ألماسه بهلع وهي تتشنج بشده ، بينما ابتسم ماهر بشر وجذب ألماسه فجأه من شعرها بقسوه فصرخت هي بعنف ، وصاح سفيااان بصوت جنوني وهي يتلوي بين أيديهم كالمجنون ثم هدأ فجأه وقال بصوت لاهث :
_ايه رأيك نتفق

حرر ماهر شعرها فزحفت هي الي الخلف وهي تبكي كالمجنونه وبصرها معلق بسفيان و كادت أن تفقد وعيها من فرط الذعر وحاوطت نفسها بذراعيها متنفضه بشده من البكاء ٠٠

وقف ماهر على قدميه والتفت ينظر إلي سفيان بغموض وقال بتفيكر ماكر :
_ نتفق ، بس أنا إلي هحط الإتفاق ، هسيبك مقابل أني اخد مراتك وتطلقها ,وكمان هخرجك من قضية قتل كرم

قال الجمله الاخيره بخبث ، مما جعل عيون سفيان تتسع بصدمه جاليه وقد عجز لسانه عن الرد ، وبصره تعلق بتلك التي أخذت تصرخ بهستريا وهي تتشنج ببكاءها منكمشه على نفسها وصرخت بأعلي صوتها تتوسله :
_ لا عشاني لا سفيان ، لا ، لا ، أنا حيوانه أنا غلطت بس متسبنيش أرجوك ، أنا مش هستحمل

كانت تتحدث بتقطع متشنجه والدموع كالانهار تحرق وجهها الأحمر وشفتيها المجروحه ترتجف بشده ٠٠

ابتسم ماهر بسخرية ولكن تلاشت ابتسامته عندما سمع صوت رجولي قوي :
_ نزلوا الاسلحه دي

التفت ماهر ورجاله ووجدوا مجموعة من الرجال المسلحين يحاوطون المكان ، صرخت ألماسه بارتجاف باكي:
_ سفيااان

ترك رجال ماهر تلقائياً سفيان ورفعوا أسلحتهم باتجاه هؤلاء الرجال بينما هتف ماهر بغضب هادر :
_ إنتوا مين ؟؟

استغل سفيان انشغالهم وركض باتجاه ألماسه وانحني يحمل جسدها الذي يرتجف بشده بين يديه ، ثم ركض بها سريعا باتجاه الطريق الرئيسي ، بينما هي تتمسك به بقوه وقد قلت حدة بكاءها واصبحت تصدر شهقات خفيفه متشنجه٠٠

أما عند ماهر كانت الأجواء مشتعله وطلقات النيران تملئ الأجواء ،حتي فر ماهر برجاله عندما صرح أحد رجال المجموعة الأخري أنهم شرطه ٠٠٠

توقف سفيان عن الركض وهو يضم جسدها المرتجف له بقوه عندما سمع صوت أحدهم يقول :
_ دكتور سفيان ، إحنا تبع الرائد حمزه الشامي

التفت سفيان لهم ببطء وهو يشعر بالريبه ، لكن تلاشت سريعا واطمئن عندما لمح معهم الرجل الذي كلفه حمزه بمراقبة ماهر والذي تحدث موضح :
_ لما عرفنا أن ماهر جاي لحضرتك بعد ما قفلت معاك كلمت حمزه باشا وهو الي قالي الحقك

أنزل سفيان ألماسه ببطء لكي تقف على قدميها ولكنها لم تستطع الوقوف فخانتها قدميها المرتجفه وسقطت على الأرض وهي ترفع طرف الفستان تنظر لجرح ركبتها متألمه بينما يدها الاخري على بطنها التي تؤلمها أيضا ، بينما سفيان نقل بصره بينها وبين رجال حمزه وتسأل بريبه :
_ انتوا تبع الشرطه ؟؟

نفي الرجل وهو يحدق به بثبات قائلا بنبره جاده :
_ إحنا ملناش علاقه بالشرطه إحنا تبع حمزه باشا وبس رجالته الخاصه بيه ، ودلوقتي حضرتك تيجي معانا عشان حمزه باشا أمرنا ناخدكم في مكان أمان تقعدوا فيه ٠٠

اومأ سفيان برأسه وهو مطمئن لأنه يعرف هذا الرجل الذي يحدثه فهو شهد على عقد زواجه وأيضا كان يراقب ماهر ، ثم وجه بصره إلي ألماسه الجالسه على الأرض تتأوه من ألم ركبتها وبطنها والدموع تسيل بلا توقف من عيونها فانحني يجذبها من معصمها قائلا بجمود قاسي :
_ قومي يلا

حدقته بعيونها المحمره من البكاء وقالت بصوت متحشرج :
_ يلا فين ، أنت صحيح كنت هطلقني لو ٠٠٠

توقفت عن الحديث وعضت على شفتيها تكتم شهقاته ، حاوط هو ظهرها بذراعه بصمت واوقفها على قدميها وهو يقول بصرامه حاده:
_ أكتمي مش عايز أسمع صوت عياطك , اكتمي فاهمه

حركت رأسها عدة مرات وهي تحاول كبح دموعها واضعه كفها على شفتيها ، بينما هو وضع يد خلف ظهرها والاخري أسفل ركبتيها ليحملها تحت أنظار رجال حمزه ، والذي هتف أحدهم مشيرا إلى أحد الجهات قائلا:
_ هنمشي من هنا ، العربيات مركونة في الجهه دي ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان حمزه قد قضي على الشابين الذي اختطفوا ياسمين والذي كان أحدهم من تسببت ياسمين بفضحه لتحرشه بأحدي الفتيات ، تركهم على الأرض الدماء تلطخ وجههم من أثار ضرباته العنيفة ٠٠

تنفس بعمق ودلف بسرعه داخل المكان يبحث عنها حتي وجد غرفه مغلقه ، فتح باب هذه الغرفة بعد أن اطلق طلقه من سلاحه على قفل الباب ٠٠

دلف داخل الغرفه و أتسعت عيونه عندما وجدها تجلس تبكي بصمت مكبلة اليدين والقدمين ، شهقت هي بصدمه عندما رفعت وجهها المغرق بالدموع ورأته فقالت بصوت متحشرج باكي :
_ كنت عارفه أن ربنا هيبعت حد يساعدني

رفع حمزه أحد حاجبيه واقترب منها بصمت يفك يديها وقدميها بهدوء بينما هي تحاول التوقف عن البكاء وهي تضغط على شفتيها قائله بخفوت باكي:
_الحمدالله

ابتعد عنها حمزه وحدقها بنظراته قائلا بهدوء :
_ يلا قومي عشان نخرج من هنا

وقفت ياسمين علي قدميها وهي تدلك معصمها ثم رفعت كفيها تجفف دموعها وهي تقول بصوت مبحوح :
_ أنت عرفت منين أني هنا؟

أجابها حمزه باختصار وهو يتحرك مغادر الغرفه :
_ صاحبتك جات تعمل بلاغ في القسم
اومأت برأسها بصمت وخرجت خلفه إلي الخارج ثم شهقت بفزع عندما وقع بصرها علي هولاء الشباب المتسطحين على الأرض و يتألمون بشده ٠٠

ألقي حمزه نظره مستهزءه عليهم ، وهي يتجاوزهم بخطواته وشعر بمن تقبض على معطفه من الخلف فالتفت برأسه نصف التفاته ونظر لها باستفهام ، أبتلعت ريقها قائله بخفوت متوتر :
_ خايفه منهم

اومأ حمزه برأسه بتفهم فتركت معطفه وسارت بجانبه بصمت منهكه ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد عدة دقائق من السير قالت ياسمين بقلق بالغ :
_ أنا رجلي وجعتني من المشي ، هي عربيتك فين ؟

أجابها حمزه وهو ينظر أمامه قائلا بهدوء متناهي:
_عربيتي عطلت

شعرت ياسمين بالضيق واحتضنت نفسها شاعره ببرودة الجو ٠٠٠

ألقي حمزه نظره عليها ولاحظ ارتجافها ، فتوقف ، فتوقفت هي تلقائياً تنظر له بتعجب وهي تراه يخلع معطفه ثم مد يده به قائلا بهدوء :
_ خدي البسي ده

رفضت ياسمين وخفضت بصرها قائله بأحراج :
_ لا ، شكرا

حدقها حمزه بنظرات صامته وقال بصرامه بصوته الخشن :
_ خديه يا ياسمين ، الجو برد

حدقت به ياسمين تشعر بقشعريره في جسدها من طريقه نطقه أسمها ثم مدت يدها تلتقط المعطف منه وارتدته بهدوء وغطت شعرها بقبعة المعطف ، واكملت سيرها معه بصمت حتي قطعته هي وهي تحرك راسها تنظر له قائله بفضول هادئ :
_ عرفت منين أني هنا ؟؟

ألقي حمزه نظره عليها ولاحظ خصلات شعرها التي تخرج من قبعة المعطف لتستقر فوق عينيها أبعد بصره عنها و نظر امامه وهو يتحرك بخطوات هادئه وقال بنبره جامده :
_ طريقتي الخاصه

حركت رأسها وصمتت ،فقطع هو الصمت هذه المره متسأل بهدوء بارد :
_ إنتي تعرفي عمرو منين؟؟

استغربت هي سؤاله لكنها أجابت بعدم اكتراث :
_ عمرو أخو صاحبتي

وضع حمزه كفيه بجيب بنطاله وضيق ما بين عينيه وهو يحرك رأسه ينظر لها قائلا بشك :
_ بس !!

رفعت حاجبيها متعجبه ونظرت له قائله ببراءه :
_ اه بس

أبعدت بصرها عنه وظلت تسير هادئه ، ثم انتبهت لشئ فحركت رأسها وقالت بفضول:
_ وأنت تعرف عمرو منين ؟؟

ظل هو صامت وتجاهل سؤالها، فصرخت هي بفزع فجأة عندما رأت ثعبان يتحرك على الأرض ففي ثواني كانت تقفز فوق ظهره تحاوط رقبته بذراعيها قائله بهلع :
_ تعباااان ،أنا خايفه يا حمزه ، أمشي بسرعه منها

أتسعت عيون حمزه بذهول من فعلتها وشعر بالاختناق من ذراعيها الملتفين حول رقبته بشده فقال بخشونه :
_ طب أنا كده هتخنق

انتبهت ياسمين لنفسها وابعدت ذراعيها قليلا عن رقبته ثم دفنت رأسها بفزع في ظهره وهي تصرخ بخوف :
_ اتحرك بقي

رفع حمزه أحد حاجبيه قائلا باستهزاء :
_ خايفه من التعبان !!

حركت رأسها مؤكده وحاوطت خصره بقدميها بشده وقبضت على قميصه من الامام بكفها وهي تهتف بعجله خائفه :
_ أخلص يا حمزه ، أمشي بسرعه أنا خايفه

التفت برأسه نصف التفاته وكاد أن يتحدث ولكن وقفت الكلمات في حلقه وهو يري خصلات شعرها التي تخرج من قبعة المعطف تغطي عينيها تحجب الرؤية عنها ، شعر بشعور عجيب في هذه اللحظه جعله يحدق بها ثم فاق لنفسه سريعا وشعر بالاضطراب قليلاً وحرك رأسه ينظر أمامه وسار وهو يحملها على ظهره ٠٠

بينما هي كانت تشعر بشعور لذيذ وهو يحملها على ظهره هكذا شعرت دون أن تدري شعرت باستمتاع ، وقد احمرت وجنتيها خجلا وقالت بتوتر :
_ خلاص نزلني بقي

وجدته يتمسك بكفيه بذراعيها الملتفين حول رقبته قائلا ببرود :
_ خليكي عشان فيه تعابين كتير هنا

عندما سمعت هكذا ضغطت بيديها علي رقبته وقد اتسعت عيونها و قالت بذعر :
_ يا ماماااا ، طب أمشي بسرعه

ولكن خجلها من الوضع ما جعلها تثرثر محاوله تناسي هذا الوضع وبدأت تحكي له عن حياتها قائله بعفوية مطلقه :
_ بابا كان بيحب ماما اوي قبل الجواز ، عارف كان بينهم قصة حب فظيعه يلهوي على جمال قصتهم يا حمزه ، نفسي اتجوز واحد زي بابا ٠٠

حرك حمزه رأسه نصف التفاته فوجد خصلات شعرها مازالت تغطي عيونها ، فلم يشعر بنفسه سوي وهو ينفخ فيهم برقه ليبعدهم عن عيونها ، فشعرت هي بحراره أنفاسه على وجهها مما جعلها تكاد تشتعل من فرط خجلها وشعرت بقشعريره تسير على طول عمودها الفقري ،بينما ارتبك هو من فعلته تلك التي تتنافي مع طباعه وحرك رأسه لينظر أمامه مره اخرى ، أكملت هي حديثها متلعثمه تحاول أن تداري خجلها :
_ ماما بقي أي حاجه بتعوزها بابا بينفذها ليها ٠٠

علق حمزه على جملتها قائلا بسخرية هادئه :
_ وأنتي بقي متخيله أنك هتجوزي حد زي ابوكي ، يحبك الحب الي بتكلمي عنه ده ؟؟

أجابت هي مؤكده ببراءه :
_ هلاقي أن شاء الله

حرك حمزه رأسه مره اخرى ينظر إلي عيونها السوداء ووجهها الأحمر من الخجل فتوتر قليلا لكنه قال باستخفاف :
_ شكلك بتحلمي

توترت هي و خجلت أكثر وقالت برجاء وهي تكاد تنصهر من الخجل :
_ نزلني

نفذ رغبتها وانزلها من على ظهره، فوقفت على قدميها وهي تزفر براحه ورفعت بصرها تنظر له بتشوش بسبب خصلات شعرها التي تغطي عينيها ،تأملها حمزه بغيظ غريب من تلك الخصلات التي تغطي عينيها فاقترب منها ببطء ووجد نفسه يرفع يديه يزيح خصلات شعرها إلي الخلف برقه وأخذ برتبهم بكفيه برقه تتنافي مع طباعه بالمره ،مما جعلها تتصلب بصدمه وتتورد وجنتيها خجلا ، ووجدته يحركها بهدوء ليصبح ظهرها له ثم رفع كفيه يربط بهدوء خصلات شعرها بخصله من شعرها نفسه

كادت ياسمين أن تفقد وعيها من فرط خجلها وتشعر كأن هناك كهرباء في جسدها ثم شعرت به يضع قبعة المعطف على شعرها بهدوء ٠٠٠

التفتت له بوجه محمر خجلا ، مما جعل الآخر يتنفض كمن لدغه عقرب وهو يدرك ما فعله لذا قال بصوت غليظ وهو يتحرك ليكمل السير:
_ يلا نكمل مشي

شعرت ياسمين بالحيره من تغيره المفاجئ وسارت خلفه ومازال الخجل الممزوج بالحيره يسيطر عليها ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان سفيان يجلس في السيارة بجانب فهمي أحد رجال حمزه والذي يقود السيارة ، وفي الخلف تجلس ألماسه تعض على شفتيها بألم وهي تضغط بكفيها على بطنها و دموعها تسيل بصمت ، بينما هو يجلس بملامح جامده شارد فيما حدث ثم فجأه هتف بفهمي :
_ وقف هنا

نظر له فهمي باستغراب ولكن اوقف السياره بطاعه ، فترجل سفيان من السياره تحت أنظار تلك التي تتألم بصمت ، دقائق وعاد وهو يحمل كيس صغير بيده ٠٠٠

تحرك فهمي مره اخرى بالسيارة ، وبعد حوالي ١٥ دقيقه كانت السياره تقف أمام منزل قديم ، ترجل سفيان من السياره سريعا وفتح الباب الخلفي وجذب ألماسه التي تتأوه وقد توقفت عن البكاء وجفت الدموع على وجنتيها الحمراء وقد تورم وجهها، وقفت هي محنيه أمام السياره تمسك بطنها ، ووجدت من يرفع رأسها فنظرت له بعيون متألمه دامعه ،بادلها هو النظرات ببرود وحملها بين يديه بصمت فصدر منها شهقه متألمه ،بينما سار هو خلف فهمي حتي فتح لهم المنزل فدلف ووضعها بهدوء على أحد الارئك ، ثم التفت وخرج خلف فهمي الي الخارج يتحدث معه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف بعد نصف ساعة ومعه ذلك الكيس الصغير وجدها متكوره على نفسها وتغرق في النوم وشعرها المشعت ملتصق بوجهها ٠٠

اقترب منها بصمت ثم فتح الكيس الصغير الذي معه واخرج قطن طبي وازاح فستانها قليلا وبدأ يعالج جرح ركبتها برغم من غضبه بل وسخطه عليها ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد أن انتهي من معالجة جميع الكدمات التي تسبب لها بها وقف على قدميه وتحرك يخرج خارج المنزل ، ووقف يطالع المكان الهاديء حول المنزل وهو يضع كفيه في جيب بنطاله يشعر بمشاعر كثيرة متضاربه كره ،حب ، غضب ، قسوه ، عطف ، غيره ، وجع ، ندم ، حزن الكثير والكثير من المشاعر فهناك شعور بداخله يؤيد ما فعله بها ، وأخر يحزن عندما يري الألم المرسوم على وجهها ،يشعر أنه ممزق وسط زحمة هذه المشاعر ، لكن الشعور الذي طغي على كل هذا هو غضبه الشديد منها
٠٠٠
_ سفيان

جز على أسنانه بشده والتفت ببطء ليجدها تقف محنيه وهي تمسك بطنها فقال بقسوه :
_ أدخلي جوه

تحركت هي بتعثر باتجاهه وهي تتأوه وحدقت به وقالت برجاء ضعيف :
_ عايزه أتكلم معاك

رمها هو بنظره ناريه وقال بفظاظه :
_ وأنا مش عايز أشوف وشك

ظهر الحزن بوضوح على معالم وجه ألماسه وقالت بحسره :
_ أنت كرهتني ؟؟

حدقها هو بنظرات قاسيه قائلا بلا تردد :
_ أكتر ما تتصوري

شعرت بحسره ونزف قلبها بشده ، ولم تحتمل الوقوف أكثر فجلست علي الارضيه من ألمها ورفعت بصرها له وقد لمعت عيونها بالدموع وهي تقول بندم متحشرج:
_ أنا أسفه

نظر سفيان لها بسخريه قائلا باستنكار غاضب :
_ ياريت الأسف يا الماسه يقدر يمحي منظرك من قدام عيني وأنتي في حضن الراجل ده

ضغطت ألماسه بيدها على بطنها وحاولت عدم إظهار أنها تتألم وابتلعت غصه مريره في حلقها وقالت بصوت مرتجف وهي على وشك البكاء :
_ كان نفسي اساعدك و ٠٠

توقفت عن الحديث وانتفضت عندما صرخ هو بها بعصبية مشتعله :
_ تبقي غبيه ، غبيه لو فاكره أني هسامحك لمجرد أنك كنتي عايزه تساعدني ، سهل أوي عندك تخلي راجل يلمسك بدافع أنك عايزه تساعدني ، سهل عندك تسمحي لراجل يلمس جسمك عشان عايزه تساعدني ٠٠

جثي على ركبتيه أمامها ونظر بغضب جامح إلي عيونها التي بدأت تذرف الدموع وأشار إلى وجهها قائلا بقسوه هادره :
_ كل حاجه عندك تعيطي ، أعمل الغلط واعيط شويه ما العبيط الي بيحبني هيسامحني ، حتي أما جيتي تعترفي بحبك ليا استخدمتي دموعك ، أقولك بلاش تستخدمي دموعك استخدمي سلاحك التاني

قال الجمله الاخيره وهو ينظر إلي جسدها باحتقار قاسي ، فقامت هي بضم ركبتيها إلي صدرها منكمشه على نفسها تبكي بحرقه من كلماته اللاذعه ٠٠

شعر سفيان بالغضب من بكاءها فصرخ بصوت مرتفع حاد :
_ اكتمي خلاص ، بقولك اكتمي مش عايز أسمع صوت عياطك نهائي٠٠

حركت هي رأسها عدة مرات متتاليه ورفعت كفيها تمسح دموعها بسرعه وهي تعض على شفتيها لكي تكبح دموعها، رمها سفيان بنظره حارقه ثم اعتدل واقفا وهو يهتف بمنتهي القسوه :
_ اتحركي من مكانك أدخلي جوه ، مش قادر أشوفك قدامي ، مش ضايقك

تكورت أكثر على نفسها وظلت ثابته مكانها تحاول التحكم في دموعها التي الهبت وجنتيها المتورمه أكثر ، فصرخ بها مره اخرى بعصبية :
_ اتحركي قومي

هزت راسها بشده أيجابا واستندت بكفيها المرتعشين على الأرضية وتحاملت على نفسها بصعوبه وهي ترتجف ببكاء صامت ، ثم تحركت بخطوات متثاقله إلي الداخل تتأوه بصمت وتنتفض بشده ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في منزل دولت والدة رائد”

توقف رائد أمام ساره وهو يخفض بصره قائلا باهتمام :
_ عامله ايه دلوقتي يا مدام ساره ؟؟

ركزت ساره نظراتها على دولت الجالسه تبتسم ببشاشه وقالت بهدوء :
_ الحمدالله تمام

حرك الآخر رأسه بلا معني ، فتهفت دولت بحبور :
_ اقعد يا رائد ، اقعدي يا ساره

جلس رائد بهدوء بجانب والدته ، بينما جلست ساره على مقعد مبتعد قليلا عنهم ، فقال رائد بتساؤول مهتم :
_ مش ناويه ترجعي لأهلك ؟؟

نظرت ساره لكفيها التي تفركهم ببعضهم بتوتر وقالت بارتباك :
_ لا ، بعد الولاده

اعتدل رائد في جلسته ونظر إلى والدته التي تنظر له بعيون لامعه تشجعه ، مما دفع الآخر ليتنحنح قائلا بصوت جاد:
_ أنا ، كنت عايز أعرض عليكي عرض

رفعت ساره بصرها والقت عليه نظره خاطفه ثم نظرت الى دولت بعيون متسأله وهي تقول بتوجس :
_ عرض إيه ؟؟

أخذ رائد نفس عميق وركز نظراته لأول مره عليها قائلا بجديه بالغه :
_ عايز اتجوزك بس طبعا بعد الولاده ، إيه رأيك ؟؟
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد منتصف الليل دلف إلي الداخل وجدها تنام على الأريكة منكمشه على نفسها وترتجف من البرد وقد جفت دموعها ، وكان فستانها يكشف عن ساقيها المتسخين بسبب جميع ما حدث ، أتي أن يتحرك باتجاها ولكن تراجع وتحرك ببرود باتجاه أحد الغرف ودلف إليها ثم تسطح على الفراش واغمض عيونه وغرق سريعا في النوم ٠٠

فاقت هي من نومها المتقطع بسبب شعورها بالبرد وقد خف ألم بطنها قليلا ، ونظرت بعيونها المتورمه في المكان تبحث عنه فلم تجده

أنزلت قدميها ببطء على الأرضية البارده ثم وقفت بصعوبه، وسارت بخطوات ضعيفه تبحث عنه في المنزل وهي ترفع يدها الصغيره تزيح شعرها المشعت إلي الخلف وتحركت بخطواتها المتعرجه تبحث عنه في الغرفتين الموجودين بالمنزل فقامت بفتح أحدهم فوجدته بها نائم بهدوء ، فابتسمت ابتسامه مكسوره وتحركت بتعرج ،ووقفت بجانب الفراش متردده للحظات ولكن حسمت أمرها وجلست على الفراش بجانبه ثم ببطء وضعت رأسها على الوساده وتسطحت بجانبه وظلت تحدق به بحزن و ألم حتي ذهبت في نوم عميق ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الصباح

فتحت عيونها المتورمه ببطء ثم اغلقتهم مره اخرى ثم عادت تفتحهم ، حركت رأسها ببطء لتجد سفيان مازال نائم فابتسمت بضعف ، ومدت كفها المرتعش تتلمس خصلات شعره ، فتملل في نومته مما جعلها تبعد كفها سريعًا ثم نهضت ببطء من على الفراش ، وخرجت من الغرفة مغلقه الباب خلفها ٠٠

ظلت جالسه على الأريكة بصمت شديد تنتظره حتي يستقيظ حتي تري مصيرها معه و رفعت يدها تعيد خصلات شعرها المشعت إلي الخلف ٠٠

سمعت صوت خطواته فحركت رأسها تنظر له بصمت مريب ، رأته يمرر يده في خصلات شعره وهو يجلس على أحد المقاعد يتجاهلها ٠٠

تشجعت ألماسه ونظرت له وهي تهتف بقوه حاولت التحلي بها :
_ أنا عايزه حل في وضعنا ده

رفع سفيان بصره ونظر لها بسخط قائلا بسخرية بارده:
_ عايزه حل !!، حل إيه إلي أنتي عايزه ، عايزه تطلقي معنديش مانع ، تبقي ريحتيني ٠٠

حركت هي رأسها أيجابا وقالت بثبات وثقه صدمته :
_براحتك عايز تطلق طلق ، انا عايزه اقولك أني هرجع لعمي ٠٠

يتبع

error: