العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(34)

_ إنتي متهمه بقتل كرم يوسف!! ، ردك إيه ؟؟

هتف بهذه الجمله الظابط الجالس على مكتبه وتقف هي أمام المكتب بملامح صلبه، أغمضت عيونها ثم فتحتهم وقالت بنبره جامده :
_ أيوه أنا قتلت كرم

ابتسم هذا الظابط بسخريه وأسترخي في جلسته قائلا :
_ حلو أوي ، يعني بتعترفي انك عملتي كده ؟!

حركت رأسها إيجابا قائله بثبات شديد :
_ أيوه أنا الي قتلت كرم ، وكنت جايه أعترف !

حدقها هو بنظرات ثاقبه وأستند بكفيه على طاوله المكتب وتسأل بنبره متهكمه حاده :
_ وقتلتيه ليه ؟

أخذت ” ألماسه” نفس عميق لتزيل توترها وظلت تحدق بيه غير قادره على الرد عليه ٠٠ليكرر هو سؤاله بنبره أكثر حده :
_ ما تردي قتلتيه ليه ؟؟

فتحت فمها لكي تتحدث ولكن لم تجد كلمات مناسبه فأغلقت فمها وخفضت بصرها وأحتفظت بالصمت ٠٠٠ليرمقها هو بنظرات غاضبه وهو يصيح بعصبيه هادره:
_ما تنجزي يا روح أمك مش أعترفتي انك قتلتيه ، إيه السبب الي دفعك أنك تقتليه ؟؟

إرتعدت هي من نبرة صوته لكنها ظلت صامته وخافضه لبصرها خائفه من رفع بصرها ليكتشف الحقيقه من نظراتها ٠٠٠٠نظر هو لها بنفاذ صبر متعصب ليمد يده ويلتقط ظرف كبير من على طاولة المكتب ليخرج محتوياته والتي لم تكن سوي صور لها وهي تتعاطي المخدرات ، قذف الصور على المكتب وهو يصيح بصوت غليظ عالي:
_ مش دي صورك برضوا ،ها لسه برضوا مش عارفه إيه سبب قتلك ليه !! ، الصور دي كانت موجوده في شقة المجني عليه !!

أرتجفت ” ألماسه ” وجحظت عيونها وأصبحت الصدمه واضحه على ملامحها ، كورت قبضتها بشده ويدها الأخري ترتعش ، لتزرد ريقها بصعوبه قائله بصوت مرتعش خافت للغايه :
_ اااه ، اه ، ده ، ده االسبب !

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ترجل ” سفيان ” من سيارته أمام البنايه ليعقد حاجبيه بشده وقد شعر في أنقباضه في قلبه عندما رأي والدته و شقيقته و ” زهره ” و ” صالح” متجمعين أمام البنايه ويبدو من ملامحهم المتجهمه أن هناك أمر غير طبيعي ،تقدم منهم على الفور بخطوات سريعه ووزع بصره بينهم يبحث عن” ألماسه” وقد شعر بقبضه تعتصر قلبه فهتف متسأل بريبه:
_في إيه واقفين كده ليه؟!

أجابت ” زهره ” بنبره خافته :
_ألماسه ،مش عارفه٠٠٠

كان كفيل إسمها أن يجعل جسده يهتز ليشعر بالخوف والهلع يتسربان إليه ليقاطعها سريعا بجزع :
_ مالها ألماسه ؟؟

أجابت ” ساره ” هذه المره لتقول بنبره مرتبكه مليئه بالأسي :
_ الشرطه جات وخدت ألماسه عشان، بتهمة ،٠٠٠٠

توقفت عن الحديث لتبتلع ريقها وتشيح ببصرها بعيد عنه ، ليقع قلب ” سفيان” في قدميه وتصلبت ملامحه بشده لتكمل “حنان ” بنبره مقتضبه وبصرها معلق “بساره ” ترمقها بنظرات مبهمه:
_ ألماسه متهمه بقتل كرم يا سفيان ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان ” سفيان ” يقود السيارة بسرعه جنونيه وقد أحتقن وجهه بالدماء من شدة غضبه ،ضرب بقسوه على عجلة القيادة ليعض علي شفتيه بشده حتي كاد أن يدميها ليصيح بصوت هادر مشتعل:
_ ليه كده ، ليه كده !!!

ببسب سرعته الفائقه كاد أن يحدث معه أكثر من حادثه لكنه كان يتفادى السيارات بأعجوبه ، أخرج هاتفه من جيب معطفه لكي يقوم بالاتصال على ” حمزه ” وهو ينقل بصره بين الهاتف والطريق ، ضغط على زر الأتصال ليضع الهاتف على أذنه لحظات حتي أجاب الأخر على الهاتف ليسارع هو بنبره منفعله تخفي الكثير والكثير من البراكين التي بداخله:
_ حمزه ، بسرعه تطلع على قسم **** ، ضروري يا حمزه ٠٠٠ لما أشوفك هقولك ، أنا رايح هناك دلوقتي ٠٠

أنهي حديثه ليقذف الهاتف بجانبه بعدم اهتمام ويزود من سرعه السياره أكثر وأكثر ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت” ألماسه” إلي الحجز وقد توجهت نظرات جميع النساء المتوجده داخل الحجز إليها ليرمقونها بنظرات متفحصه ، لم تأبي هي لنظراتهم فكان جسدها بالكامل يرتجف بخوف وأخذت توزع بصرها في المكان بتقزز ، تحركت لتقف في أحد الأركان لتحاوط جسدها بذراعيها ، لتقف أحدي السيدات والتي ترتدي جلباب ملئ بالأتربه ووجهها القمحي ملئ بالجروح اقتربت منها لتهتف بصوت غليظ وهو تقيمها بنظراتها :
_ جايه في إيه يا حلوه ؟؟

رمقتها ” ألماسه” بنظرات مليئة بالاشمئزاز وتجاهلتها حيث أشاحت ببصرها بعيد عنها ، لترفع المرأه كفها وتضعه علي كتف ” ألماسه” التي انتفضت و وأبتعدت عن المرأه بملامح مشمئزه حاده ،فهتفت المرأه بتهكم وهي تلوي فمها :
_مالك يا ختي ،مالك قرفانه كده ليه ؟؟ ٠٠

أقتربت فتاه أخري ترتدي ملابس تكشف اكثر ما تخفي وتضع الكثير من مساحيق التجميل مما يجعل الفرق واضح بين وجهها ويدها السمراء ، قالت الفتاه بميوعه وهي تنظر إلي ” ألماسه ” :
_شكلها جايه دعاره ٠٠

أنهت جملتها وأطلقت ضحكه خليعه ، لتنظر لها ” ألماسه ” والشرر يتطاير من عيونها وأشارت بسابتها لهم قائله بانفعال :
_ دعاره !!، إنتي مجنونه !! ، أحترمي نفسك ، ملكيش دعوه بيا إنتي وهي ٠٠٠

لتبتسم المرأه كاشفه عن أسنانها الصفراء وأخذت تتجول ببصرها على ” ألماسه ” من وجهها حتي أخمص قدميها لتهتف بتأكيد ووقاحه:
_تصدقي عندك حق يا نهي ، أصل الجمال ده كله خساره ، أكيد بتستخدمه عشان تكسب فلوس ٠٠

رمقتها ” ألماسه ” بنظرات ناريه وصاحت بعصبية متشنجه :
_ نعم يا ست إنتي كمان!! ، أستخدم جمالي في الحاجات القذره دي يا قذره منك ليها !!

انكمشت ملامح المرأه لتنظر لها والشرر يتطاير من عينيها لترفع يدها لكي تصفع ” ألماسه” لكن الأخيره لم تسمح لها بذلك حيث أمسكت معصمها بقبضتها بقوه لا تعرف من أين أتتها لتنظر لها هاتفه من بين أسنانها بتحذير حاد:
_اوعي تفكري تعمليها ، إنتي لسه متعرفنيش ، أتلمي كده وسبيني في حالي أحسنلك ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
” أمام قسم الشرطه”

ترجل ” سفيان ” من سيارته وتحرك بخطوات سريعه غاضبه ليدلف إلي القسم بملامح مكفهره، ثم توجه إلي مكتب الظابط الذي قام بالتحقيق معها بعد أن قام بالسؤال عنه ، ثم دلف إلي المكتب بعد أن سمح له بالدخول ٠٠٠ عقد الظابط أحد حاجبيه ليتسأل قائلا:
_ العسكري قالي أنك عايزيني ، عايز تبلغ عن حد ؟؟

أجاب ” سفيان ” شارحا بنبره جامده مليئه بالقلق:
_ أنا جاي عشان ألماسه إلي جت هنا النهارده ، هي فين؟؟

أرتسمت أبتسامه طفيفه متهكمه على وجه الظابط ليقول بسخط :
_ ااه ، دي في الحجز دلوقتي ، بس أطمن مش هطول عندنا كتير لأن لو البصمات الي على السكينه الي أتقتل بيها المجني عليه طلعت بتاعتها كده هتاخد إعدام لأنها أعترفت بيجريمتها ٠٠٠

تشجنت قسمات وجه ” سفيان ” وشعر كأن قبضه قويه تعتصر قلبه ليهتف بجمود يخفي خلفه غضبه و حزنه :
_ ممكن أشوفها ؟؟

كاد الظابط أن يرد عليه ولكن قاطعه صوت طرقات على الباب يعقبها دخول العسكري الذي هتف شارحا بصوت لاهث :
_ ظافر باشا النسوان ضربوا بعض في الحجز!!

أنتفض ” ظافر ” واقفا وتجهمت ملامحه ليقول بصرامه حاده:
_ هاتلي النسوان دول

شعر ” سفيان ” بأنقباضه في قلبه وأصبحت عيونه مظلمه بشده وهو يقول بتوجس شديد:
_ هي ألماسه معاهم ؟!

حرك ” ظافر ” رأسه أيجابا ليجيبه بتهكم :
_ أكيد طبعاً

أنهي جملته ليجلس مره أخري على مقعده ليمسك قلم ما ويضرب به على المكتب ببطء ، ليتفحص بنظراته ” سفيان ” الذي شعر بالجزع عليها فور حديث هذا الظابط وأصبحت ملامحه لا تفسر كمن وشك على الأنفجار في أحدهم كور قبضته بشده حتي أبيضت مفاصله ، دقائق قليله ووصل إلي مسامعهم طرقات على الباب يعقبها دلوف العسكري ومعه مجموعة من النساء ، ليتجول بنظره بينهم بلهفه ليبحث عن محبوبته ، حتي وجدها تقف خلف أحدي السيدات وتخفض بصرها ،فهتف هو بلوعه وهو يقترب منها :
_ ألماسه ، عملولك إيه ؟؟

رفعت هي بصرها على الفور لتتفاجيء به يقف أمامها لتنطق أسمه بخفوت ولهفه:
_ سفيان !!

تناسي هو المكان ليرفع كفيه ويحاوط وجهها الناعم وهو يتفحصها بعينيه المتلهفه والقلقه وهو يقول بصوت خافت متهدج :
_ عملولك إيه ؟، قوليلي !!

تطلعت هي لعمق عيناه بخوف غريب وشعرت بجسدها يرتجف لكنها قالت بصوت مبحوح هادئ :
_ أطمن محدش قدر يعملي حاجه !!

أنتفضت ” ألماسه ” عندما وصل إلي مسامعها صياح ” ظافر ” الحاد الساخر وهو يقول :
_ تحبوا تشرب حاجه أنت وهي !، أبعد عنها ، وأنتي تعالى أقفي قدامي هنا ٠٠

أبتعدت هي عن ” سفيان ” علي الفور لتتحرك بخطوات متعثره لتقف بجانب باقي النساء الذين كانوا يرمقونها نظرات متوعده ٠٠ بينما ألتفت ” سفيان ” لينظر إلي ” ظافر ” بقوه ثم وزع بصره بين النساء ينظر لهم شرزا وجاء لكي يتحدث ، ولكن قاطعه دلوف ” حمزه ” الذي قال بأهتمام :
_ سفيان إيه الي حصل ؟؟

نهض ” ظافر ” من علي مقعده ليقول بأستغراب :
_ حمزه ! ، إيه إلي جابك هنا ؟؟

ليتحدث ” سفيان ” بانفعال وضيق وهو يوجه بصره إلي ” حمزه “:
_ ألماسه أتقبض عليها بتهمة قتل يا حمزه ٠٠

ظهرت الدهشه على معالم ” حمزه ” التي التقطت نظراته ” ألماسه ” الواقفه بين النساء ، ليهتف سريعًا بتعجب شديد متسأل :
_ قتل !! ، قتلت مين ؟؟

أرتفعت همهمات النساء ليضرب ” ظافر ” بيده علي المكتب قائلا بغضب صارم عالي :
_ بس ، أسكتوا ٠٠ يا عسكري !!

وصل إلي مسامعه طرقه طفيفه على الباب يعقبها دخول العسكري ليقول بأحترام:
_ نعم يا باشا !!

أشار ” ظافر ” إلي النساء ليأمر إياه بحزم :
_ خد الستات دي على التخشيبه تاني ، بس سيب دي !!

قال الجمله الأخيره وهو يشير إلي ” ألماسه ” الواقفه تخفض بصرها ٠٠ نفذ العسكري ما قاله وأخذ جميع النساء وخرج تحت همهماتهم المعترضه تاركا “ألماسه ” كما أمر ” ظافر” ٠٠

أقترب ” سفيان ” من ” ألماسه” ليقف بجانبها وبصره معلق ” بظافر ” بينما أشار الأخير إلي “حمزه ” قائلا بنبره جاده :
_ أتفضل يا باشا أقعد ، واتفضل أنت كمان أقعد ٠٠

قال جملته الأخيره وهو يشير إلى ” سفيان ” الذي هز رأسه رافضا ٠٠ ليتحرك ” حمزه ” ويجلس بهدوء ليجلس” ظافر ” هو الآخر ، بينما قال ” سفيان ” بنبره غاضبه :
_ أزي بقي الستات دي تقربلها !!

لترفع هي بصرها وتقول سريعا بنبره جامده وهي تنظر إلي الفراغ :
_ قولتلك يا سفيان محدش قدر يعملي حاجه ، أنا الي ضربتهم ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقة أهل سفيان ”

_ مش فاهمه إيه كمية الهدوء والبرود إلي بابا فيها دي يا
طنط !!

قالت ” زهره ” هذه الجمله وهي تدور في الشقه ويظهر على ملامحها الحزن وقلة الحيله ، لتنظر الي ” حنان ” الجالسه على أحد المقاعد بملامح مليئه بالضيق ، لتعاود ” زهره ” الحديث بنبره منفعله :
_ بس أنا مش هسمع كلامه وهروح ليها القسم ، دي بنت عمي ولازم أقف جمبها ، بس مش قادره أفهم بابا بقي كده ليه!! ، معقول يمنعني أروح وراها القسم !!!

لتقف ” حنان ” وتقترب منها لتربط على كتفها قائله بشرود ويقين :
_ ألماسه بريئه ولازم نقف جمبها ٠٠

لتؤكد ” زهره ” حديثها قائلة بثقه متناهيه :
_ طبعاً يا طنط ألماسه أستحاله تعمل حاجه كده ، أنا متأكده وواثقه فيها ٠٠٠

لتنهي جملتها وهي تتحرك لتلتقط هاتفها الموضوع على طاوله لتقول بحسم :
_ لازم نكلم محامي عشان يبقي معاها ٠٠٠

لتردف بحيره شديده :
_ بس أنا مش عارفه محامي كويس!!

وفجأه أتي ببالها أن ” مراد ” في الأصل فهو خريج حقوق وعمل لسنوات في المحاماه ، لتقوم بالأتصال بيه بدون تفكير ثواني وأتها رده وهو يقول بعدم تصديق :
_ زهره ، أنا مش مصدق أنك إنتي الي بتتصلي بيا !!

لتنظف هي حلقها قائله بنبره مرتبكه :
_ مراد أنا محتاجلك !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست “ساره ” على الدرج بملامح شاحبه وعيون متحجره بدموع تأبي السقوط ، ليصل إلي مسامعها صوت مألوف يقول باهتمام :
_ مالك قاعده كده ليه ؟؟

لترفع ” ساره ” بصرها وتنظر له لتردد بهذيان :
_ أهلا بالشاب المجهول ٠٠

ليعقد هو حاجبيه وهو ينظر بعيد عنها ليقول بتعجب :
_ الشاب المجهول !! ، أنا إسمي رائد

ابتسمت هي نصف ابتسامه باهته لتقول بشرود ورجاء :
_ و أنا ساره ، ممكن تقعد محتاجه أتكلم مع حد !!

أنقعد حاجبيه أكثر وكاد أن يرد رافضا لكنه شعر بحاجتها إلي الحديث مع أي شخص من نظراتها التائهه ، ليجد نفسه يجلس بجانبها على الدرج ولكن على بعد مسافه مناسبه لينظر أمامه ويتنحح متسأل بخفوت :
_ عايزه تقولي إيه ؟؟ ، مالك ؟؟

نظرت هي الأخري أمامها لتضحك بمراره مردده بسخريه مريره :
_ مالي !!! ، ده مالي و مالي ، عرضت أهلي وأتجوزت واحد طلع بيتاجر في المخدرات ، ومش بس كده لما أنا عرفت ده مش أطلق منه و أسمع كلام أهلي لا ده أنا أتمسكت بيه حتي لما أتسجن ، قال إيه خوفت عشان أهلي ميقولش أني مش قد أختياري ، ولما قررت أخيراً أني أطلق منه ،مات ، مات مقتول ٠٠٠

تغيرت تعبيرات ” رائد” الي الذهول وهو يستمع إلي ما قالته ليظل صامت لدقائق ليستوعب ما قالته ثم تحدث قائلا بخفوت متسأل بشك :
_ إنتي الي قتلتي جوزك ؟؟

التفتت هي برأسها لتحدق به وقد ظهر الأستنكار علي ملامحها لتهتف نافيه :
_ لا ، للأسف مش أنا ٠٠

حرك ” رائد” رأسه باتجاها ليقلي عليها نظره خاطفه ليراقب تعبيرات وجهها ثم عاد ينظر أمامه ليقول بخفوت :
_ كملي ٠٠

قالت ” ساره ” بهمس شارد وهي تبتلع ريقها :
_ أكمل إيه ؟؟

وضح هو لها قائلا بنفس النبره الخافته :
_ كملي بقيت حكايتك !!

حركت هي كتفيها للأعلي قائله بأسي :
_ هي دي حكايتي بس كده ، عايز ايه أكتر من كده !!

ليظل ” رائد ” صامت مفكر في شئ يحيره منذ فتره ، خرج عن صمته ليقول بتردد :
_ ساره !!

أجابت هي بهمس :
_ نعم !!

أخذ نفس عميق ليفكر جيداً فما سوف يطلبه منها الآن لكنه تراجع وأجل ما يريده لوقت أخر حتي يدرس الأمر جيداً ، فتسألت هي بخفوت مستغربه :
_ كنت عايز تقول حاجه ، سكت ليه ؟؟

أنتبه ” رائد ” وقال بهدوء :
_ ولا حاجه ، أنا لازم أقوم ، عشان أتأخرت على شغلي !!

أنهي جملته وهو ينهض ، لتحرك هي رأسها بلا معنى متسأله بفضول :
_ أنت بتشتغل إيه ؟؟

ابتسم هو نصف ابتسامه ونزل درجات السلم بهدوء وهو يهتف :
_ هبقي أقولك المره الجايه ، سلام يا ساره ، أكيد هشوفك تاني كتير ٠٠

تعجبت “ساره” من جملته الأخيره لكنها لم تبالي كثيرا فيكفيها ما فيها ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
التفت ” سفيان” الي ” ألماسه” بعد أن غادر كلا من ” ظافر ” و ” حمزه ” تاركين إياه يجلس معها بناء على طلبه ٠٠٠ أقترب منها ليشير لها لكي تجلس على أحد المقاعد التي أمام المكتب قائلا بهدوء يسبق ما قبل العاصفه :
_ أقعدي يا ألماسه ٠٠

تحركت هي لتجلس بصمت ، ليمسح هو على وجهه محاول التحكم في أعصابه ليتحرك ليجلس على المقعد الذي أمامها ليميل بجسد وضعا كفيه على فخديه وهو يتسأل بنبره قلقه وهو يتجول ببصره علي وجهها :
_ حد من الستات دول عملك حاجه ؟؟

أجابت هي باقتضاب :
_ لا ، أنا الي ضربتهم ٠٠

تسللت بعض الراحه إليه ، ولكن تذكر أمر اعترافها ليتسأل بنبره يشوبها بعض الغضب :
_أنتي أعترفتي فعلاً أنك قتلتي كرم ؟؟

حدقته هي بنظرات هادئه لتجيب بلامباله :
_ أه أعترفت ، إيه المشكله ؟؟ ، عملت جريمه و أعترفت بيها عادي ٠٠

ليفقد هو أعصابه هاتفا بنبره عصبيه :
_ ألماسه متستهبليش ،إنتي ازي تقولي أنك إنتي الي عملتي كده ؟!

عقدت هي ذراعيها أمام صدرها وقالت بنبره جامده :
_ لأن أنا فعلاً الي عملت كده !

وقف هو وحدقها بنظرات غاضبه ليقول بثقه شديده :
_ أنا متأكد أن مش إنتي إلي قتلتيه والبصمات هتوضح أنك بريئه وهتخرجي منها ٠٠

حدقته بنظرات لا توحي بأي شيء ثم قالت بنفس النبره الجامده:
_ أنت إيه إلي مخليك متأكد أوي كده أنه مش أنا الي عملتها ؟؟

اهتزت حدقتيه قليلا لكنه أجاب بنبره متوتره بعض الشئ :
_ لأن ، لأن أنا بثق فيكي ٠٠٠

لتنهض هي وتقف أمامه لتهتف بنبره ثابته:
_ أنا بدافع عن القاتل الحقيقي ، وهعمل كل جهدي عشان التهمه تثبت عليا !!

صعق ” سفيان ” من حديثها وضيق ما بين عينيه ليتسأل بشئ من التوتر :
_مين ، مين القاتل الحقيقي ؟؟ ، وعرفتي أزي ؟؟

نظرت هي في عيونه بحزن لتجيب بصوت هامس :
_ مش هقدر أقول مين !!

قطب هو حاجبيه بشده وقد فهم الأمر مما جعله يهتف بأصرار شديد ملئ بالحزن :
_ قولي مين يا ألماسه ،قولي !!

همست هي بصوت خافت للغايه ملئ بالأسي :
_ أنت !!

ظل هو صامت يحدقها بنظرات مبهمه ، ثم فجأه أطلق ضحكه خافته ساخره ليقول بسخط :
_ أنا كده فهمت إنتي فاكره أنك بتحميني من جريمة القتل الي أرتكبتها ، ماشي يا ألماسه أنا قتلت كرم !!

أتسعت عيونها بصدمه على الرغم من أنها تعلم ذلك لكن لم تتوقع أعترافه ، ليكمل هو حديثه قائلا بجمود شديد :
_ وهعترف بكده وأنتي هتخرجي وأنا هتحبس مكانك ٠٠
فرت منها عبره ساخنه لتقول بصوت خافت متحشرج وهي تهز رأسها بفزع رافضه ما يقوله :
_ لا ، لا ، أوعي يا سفيان ، أوعي أرجوك ، أنا مش عايزه أخسرك ٠٠

أنهت جملتها لترفع يديها المرتجفه لتتمسك بقميصه هاتفه برجاء وتوسل شديد وعيون قد تجمعت بها الدموع:
_ أنا مستعده أني أتسجن بس أنت لا ، أنا مش هقدر أتحمل ، عشان خاطري ، لو بتحبني بلاش تعترف ٠٠

أزاح يدها من على قميصه لينظر لها بخيبة أمل كبيره ليقول بتهكم لاذع :
_ إنتي واثقه على كده أني عملت كده ، للدرجادي بثقي فيا !! ، والله شكرا على ثقتك دي ٠٠ وشكرا على التضحيه العظيمه بتاعتك عشان تحمي واحد قاتل !!

تجمدت في مكانها عقب حديثه الذي لا يوحي سوي أنه ينكر التهمه، أنسابت دموعها بصمت وهي تنظر له بحيره شديده لتقول متلعثمه :
_ بس أنا شوفتك امبارح، وانت خارج من العماره بتاعت كرم و٠٠٠٠

قاطعها هو بنبره عصبيه مستنكره:
_ شوفتيني ، إنتي كنتي بترقبيني بقي ، بترقبيني يا ألماسه !!

أنهمرت دموعها أكثر وظلت تحدق به برجاء لتقول مدافعه عن نفسها بصوت متحشرج خافت :
_ أنا ، أنا كنت خايفه عليك و٠٠

لا يستطيع هو تحمل دموعها التي تحرق قلبه ، حاول بصعوبه تجاهل دموعها ليقول بفتور :
_ دلوقتي الظابط هيدخل هترجعي في كلامك وتقولي انك كنتي بتكدبي وتقولي الحقيقة أنك معملتيش كده ، سمعتي أنا قولت إيه ؟؟

قالت هي بتوجس وخوف بصوت مرتجف من البكاء وقلبها يخفق بذعر:
_ وأنت هتعترف على نفسك ؟؟

أشاح ببصره بعيد عنها ليقول بفظاظه :
_ ده شئ ميخصكيش !! ، أعملي إلي قولتوا وبس !!

شعرت هي بقدميها لم تعد تحملها لتجلس على المقعد الذي خلفها لتنتحب بصوت عالي ، ليتمزق قلبه من بكاءها وكاد أن يتحرك لكي يزيل دموعها لكن غضبه منها ما جعله يظل واقف في مكانه يحدقها بنظرات جامده عكس ما بداخله من نيران مشتعله ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في الشقه الخاصه بصهيب ”

أجر ” صهيب ” إتصال ” بمهره ” ليخبرها أن هناك أمر ضروري للغايه ولابد أن تأتي مما دفع الأخيره لتشعر بالقلق ورفض هو أخبارها ما الأمر عبر الهاتف معلل أنه لا يستطيع الحديث عبر الهاتف ، لتخبره هي بقلق أنها سوف تأتي على الفور ، وها هو يجلس على أحد المقاعد منتظر إياها ، دقائق ووصل إلى مسامعه طرقات على باب الشقه لينهض ويتحرك باتجاه الباب ليفتحه ، ليجد” مهره “أمامه بملامحها القلقه لتهتف هي بتوتر :
_ صهيب في إيه قلقتني ؟؟

أبتعد ” صهيب ” قليلا عن الباب ليشر إليها بأقتضاب:
_ أدخلي الأول بس يا مهره

تحركت هي لتدلف إلي الداخل متسأله بتوجس وقلق :
_ قول بقي في أيه ؟؟ ، أنت كويس فيك حاجه!!

قالت جملتها الأخيره وهي تتفحصه بعيونها ، ليغلق هو الباب ويتجه إليها يرمقها بنظرات مبهمه ليقف على بعد مسافه قريبه جدا منها وهو ينظر لها بصمت دون أن يتحدث ، مما دفعها لتهتف بنبره يشوبها بعض الخوف :
_ في إيه يا صهيب ، وقعت قلبي ٠٠

مال هو فجأه عليها ليهمس لها في أذنها بحراره :
_ سلامة قلبك يا مهرتي ، الموضوع المهم الي عايزك فيه هو ٠٠٠
ابتعد عنها ليراقب وجهها الأحمر المرتبك والمترقب لما سوف يقوله ، ليكمل هو حديثه ببراءه :
_ الموضوع هو أني جعان ، وعايزك تعمليلي أكل ٠٠

فرغت فمها ببلاهه غير مستوعبه ما قاله للتو ، لتهتفت
بذهول :
_هو ده الموضوع المهم الي أنت عايزني فيه؟؟

حرك رأسه إيجابا وقد ارتسمت ابتسامه ماكره على ثغره وهو يتأمل وجهها ليقول بابتسامه :
_ ايوه هو ده الموضوع ، إيه رأيك مش موضوع خطير بذمتك ؟؟

ظلت لحظات واقفه تحدق به بعدم تصديق ، لتكور قبضتها الصغيره لتلكمه في صدره بغيظ شديد وهو تهتف بحنق شديد:
_ أنت عارف أنا قلقت أزي !، أنت مستفز و رخم بجد ٠٠

أتسعت إبتسامته ليقترب برأسه من ووجهها لتشعر بحرارة أنفاسه ليقول بهمس :
_ خلاص نتجوز قريب وبلاش تأجيل ، و أوعدك أني مش هبقي لا مستفز ولا رخم ٠٠

لتبتعد هي بتعثر عدة خطوات إلي الخلف وهي تنظر له بغيظ وقد توردت وجنتيها خجلا لتفاجيء به يقترب منها هذه الخطوات ليضمها له برقه بدون مقدمات ليصبح رأسها عند قلبه لتستمع لنبضات قلبه ، ويرتجف جسدها بين يديه، لتشعر بحراره في وجنتيها من شدة الخجل ظل يحرك كفه علي ظهرها بطريقه أرسلت القشعريره في جسدها وخفق قلبها بشده ، ليهمس هو لها :
_ مهره ، أنا حاسس كده والله أعلم ٠٠٠

توقف قليلا عن الحديث ليرفع ووجهها ويجعلها تنظر له ليراقب وجهها الذي أصبح كثمرة الطماطم من الخجل ، ليسترسل في حديثه بجديه مصطنعه :
_انا حاسس ، أني هموت من الجوع ٠٠

رمشت ” مهره ” عدة مرات غير مصدقه ، لتضع يدها على يده التي تحيط خصرها لترفعها من عليها ، ثم ابتعدت عنه لتنظر له بنظرات ممتعضه وشعرت أنها سوف تصاب بنوبه قلبيه من تلاعبه الماكر بها ٠٠٠٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت ” زهره ” من البنايه لتجد ” مراد ” بأنتظارها لتتحرك بأتجاه بسرعه ، ليسارع هو بالحديث قائلا بقلق :
_ أنا مش فاهمه أزي ألماسه متهمه بحاجه زي دي !!

حركت ” زهره ” رأسها بلامعني لتقول بحيره ونزق :
_ مش عارفه يا مراد ، بس لازم تخرج ، لازم ٠٠

طمئنها هو بنظراته وهو يقول بثقه وعزم :
_ أطمني يا زهره ، أنا مش هرتاح غير أما ألماسه تخرج أن شاء الله ٠٠

شعرت ” زهره ” بالراحه لوجوده بجانبها لتهتف بتضرع :
_ يااارب يا مراد يارب ٠٠

بعد مرور بعض الوقت كان كلا من ” مراد ” و ” زهره ” يترجلون من سيارة الأجره أمام قسم الشرطه ليدلفوا إلي الداخل ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت” ياسمين تسير” بجانب ” شروق ” في الحرم الجامعي لتهتف بغيظ شديد :
_ المهزقه منار دخلت القسم امبارح !!

تسألت ” شروق بتعجب :
_ دخلت القسم ليه ؟؟

لتجيب الأخري شارحه بنزق :
_ أتسرقت ودخلت القسم ، و الجزمه بقي قاعده تحكيلي على المزز إلي شفتهم هناك !

لوت ” شروق ” فمها وقالت بسخريه :
_ بقي بتقولك دخلت القسم ، وأنتي كل الي همك أنها شافت مزز هناك !!

عضت ” ياسمين ” علي شفتيها بغيظ لتقول بنبره عاليه :
_ أيوه يا ختي ده كل إلي يهمني ، أصلك متعرفيش أنا حلم حياتي أدخل القسم ٠٠

أتسعت عيون ” شروق ” بذهول لتقول ببلاهه :
_ بقي كل الي يهمك أنك تدخلي القسم ، طب جريتي أمبارح وهربتي ليه من الظابط بتاع أمبارح أما إنتي نفسك أوي تدخلي القسم ٠٠٠

ذمت ” ياسمين ” شفتيها لتهتف بنبره ممتعضه :
_ يا بت نفسي أدخل القسم أه ، بس أدخل بمزاجي أتفرج عليه ، مش أدخل وانا مقبوض عليا يا لطخه تفرق ٠٠

توقفوا كلا من ” ياسمين” و ” شروق ” عن السير لتشير الأخيره إلي رفيقتهم ” منار ” التي تسير باتجاهم لتصيح بصوت مرتفع :
_ تعالى يا ختي شوفي المجنونه دي ٠٠

تسألت ” منار ” بتعجب:
_ في إيه ؟؟

قال ” ياسمين ” بفضول :
_ أحكيلي يا بت على المزز الي شفتيهم في القسم

ضربت ” شروق ” كف على كف لتقول ساخره :
_ أحكيلها يا ختي أحكيلها

هامت عيون ” منار ” لتهتف بحالمية :
– أاااه ، إسكتي يابت يا ياسمين يالهوي على اللي شوفتهم هناك ؟!! إيه دول ؟؟؟ بقى الأشكال المهلبية دي تتعامل مع مجرمين و سايبين الأشكال اللي تقطع الخلف عندنا في الكليه !!

وكزتها ” ياسمين ” في ذراعها بغيظ لتهتف بنزق :
_إسكتي الله يحرقك قلبتي عليا المواجع !! ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في قسم الشرطه

تم كل شئ بسرعة البرق بدايه من إجبار ” سفيان ” إلي ” ألماسه ” بالتراجع عن أعترافها إلي إخلاء سبيلها ، وصولاً إلى الآن حيث ” سفيان ” يقف أمام ” ظافر ” بثبات وجمود متجاهل إياها ومتجاهل دموعها التي تذرفها بلا توقف وقلبها يكاد يتوقف من شدة ذعرها عليه وخصوصاً بعد أن صرح إنه متيقن أنها ليس لها يد في مقتل ” كرم ” لأنه كان موجود وقت الجريمه !! ٠٠٠

رمق ” حمزه ” سفيان ” بنظرات محذره بأن لا يتحدث بشئ يندم عليه فيما بعد ، لكن الأخير تجاهل نظراته هو الأخر وتحدث بثبات متناهي وهو يوجه نظراته باتجاه ” ظافر ” :
_ عايزها تخرج الأول من هنا قبل ما أقول أي حاجه ٠٠

حركت ” ألماسه ” رأسها بطريقه عصبيه لتقول بأعتراض شديد من بين شاهقتها الخافته :
_ لا ، مش هسيبك تعمل كده في نفسك ٠٠

أشار ” سفيان ” الي ” حمزه ” برأسه بمعني أن يأخذها إلي الخارج ، ليتحرك الآخر باتجاها ليقول بنبره جاده :
_ تعالى معايا بره !

لتقترب هي سريعا من ” سفيان ” وتقبض على ذراعه بيدها الصغير وتتوسله بعيناها الباكيه قائله بنبره مبحوحه متشنجه :
_ لا ، لا متعملش كده ، أنا هتسجن مكانك أنا راضيه ، بس أنت لا ٠٠

أزاح هو يدها من على ذراعه لينظر لها بجمود ليأمرها بصرامه وقسوه :
_ أخرجي من هنا ، مش عايز أشوف وشك سمعتي ، مش عايز أشوفك قدامي ٠٠

تفاجأت هي من حديثه لتبعد عنه محدقه به بصدمه بوجهها الأحمر من البكاء والعبرات الملتهبه تتساقط واحده تلوي الأخري على وجنتيها ٠٠ لتخرج أخيراً مع ” حمزه ” الي الخارج وقلبها محترق بشده لتتفاجيء بوجود ” زهره ” لترمي نفسها بأحضانها لتقول بنحيب :
_ سفيااان يا زهره ، سفياان !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقة صهيب”
شرعت ” مهره ” في إعداد الطعام إلي ” صهيب ” الذي وقف يراقبها بشغف وهو تتجول برشاقه في المطبخ ، لتأتي عيونها على طرحتها التي تخفي شعرها ، فشعر بهذه اللحظه أنه يريد وبشده أن يري شعرها لذا هتفت بصوت هادئ :
_ مهره !!

أجابت ” مهره ” وهي تعطيه ظهرها وتقوم بتقطيع الخضروات بخفه :
_ نعم !!

اقترب منها هو ببطء لتشعر هي به يقف خلفها من أنفاسه لترتعش يدها الممسكه بالسكينه ليقول بصوت خافت :
_ عايز أشوف شعرك ٠٠

تفاجأت هي بطلبه وسقطت السكينه من يدها وأصبح صوت تنفسها مسموع ، والتفتت له ببطء لتجد نفسها قريبه منه بدرجه مهلكه وأنفاسه تلفح وجهها الذي تلون سريعا إلي اللون الأحمر، ليرفع هو يده ليفك طرحتها ببطء شديد ورقه متناهيه ، لتشعر هي بقشعريره لذيذه تدغدغ مشاعرها، أزاح هو الطرحه لينكشف شعرها الأسود الناعم والذي تعقصه على هيئة” كعكه ” ، ليجد نفسه يفك شعرها ليفرده ليري طوله ومدي نعومته ، فأخذ يمسح بكفه الخشن عليه بطريقه ناعمه أرسلت القشعريره على طول عمودها الفقري لينحني بوجهه ويهمس أمام شفتيها بنعومه :
_ شعرك حلو أوي !!

أغمضت جفونها بشده وأبتلعت ريقها وهي تشعر بارتخاء بجميع انحاء جسدها من فرط ما تشعر به من مشاعر الآن ، لتقول بهمس عفوي :
_ أنا عامله بروتين !!

رفع ” صهيب ” أحد حاجبيه لتتكون الأبتسامه الجذابه على ثغره ويبتعد بوجهه قليلا عن وجهها ليتأملها وهي تغمض عيونها هكذا ، ليقول بنفس الصوت الهامس :
_ بحب أوي عفويتك يا مهره ٠٠

فتحت ” مهره ” جفونها لتقول بصوت خافت وشفاه مرتجفه :
_ صهيب أنت بتعمل فيا إيه ؟؟

أنهت جملتها لتجلس على الأرضية حيث لم تعد قدميها تحملها ، ليبتسم هو ليجلس بجانبها على الأرضية ليتنهد بحراره وهو يحدقها بنظراته المربكه لها ، ليرفع هو يده ويزيح خصله من شعرها كانت قد سقطت على عيونها ، ليغمز لها قائلا بمشاكسه :
_ البروتين عامل شغل يا مهرتي ، شعرك عامل زي الحرير ٠٠
خفضت هي بصرها بخجل وأحراج ، ليمد يده يمسك ذقنها ليرفع وجهها ليهتف بصدق ومشاعر لا يعرف متي ولدت بداخله :
_ أنا بجد عايزك ،وعايز نعمل الفرح بأسرع وقت عشان أشوفك قدامي على طول ، مهره أنا بتهيألي كده أني ٠٠

لم يكمل حديثه حيث قاطعه رنين هاتفه ليعقد حاجبيه ويتأفف ليترك وجهها على مضض لينهض من مكانه ، ويلتقط الهاتف من على الطاوله المتواجده في المطبخ ليقوم بالرد على الهاتف وهو يخرج من المطبخ تاركا إياها تعض على شفتيها المرتعشه بشده لتقول بضيق وحيره :
_ هو كان هيعترف بأيه !! ، لازم يعني تلفونه يرن دلوقتي، استغفر الله العظيم ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في قسم الشرطه

خرج ” ظافر ” و”حمزه” من المكتب بعد وقت من التحقيق مع ” سفيان ” لتهب ” ألماسه ” واقفه على الفور لتنظر لهم بعيونها الحمراء من البكاء وقد توقفت عن البكاء ولكن بقت أثار الدموع على وجهها ، لتقول بصوت مبحوح :
_ سفيان فين ؟؟

قال ” حمزه ” بنبره مقتضبه :
_ سفيان جوه ، وعايز يتكلم معاكي ٠٠

لم تنتظر “ألماسه” كثيرا حيث تحركت سريعا إلي الداخل بلهفه تحت أنظار ” زهره ” المشفقه والتي نظرت إلي ” مراد ” الواقف بجانبها يتابع ما يحدث بصمت ، لاحظ نظراتها له فقالت هي برجاء وأمل :
_ هتبقي المحامي بتاع سفيان يا مراد ٠٠

تأملها ” مراد ” بنظرات متدفقه بحنان لها هي فقط ، ليقول بتنهيده عميقه:
_ عشان خاطرك بس يا زهره !!

أبتسمت ” زهره ” وقالت بأمتنان بنبره رقيقه :
_ ربنا يخليك ليا

قال ” مراد ” بلهفه :
_ إنتي قولتي إيه ؟؟

توردت وجنتيها خجلا وأجابت بحياء :
_ ربنا يخليك ليا

تكونت أبتسامه رائعه على وجه ” مراد ” وهو يردد بحنو :
_ ويخليكي ليا يا زهرة حياتي ٠٠

أشاحت هي ببصرها بعيد عنه وقد أشتعل وجهها بشده من الخجل ليقع بصرها “حمزه” الذي كان ينظر لهم بتعجب ثم مال على ” ظافر ” الواقف بجانبه ليقول بتبرم :
_ أنا بقول نجيب شجره وأتنين ليمون !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“داخل مكتب ظافر”

تحركت ” ألماسه” بخطواتها البطيئه باتجاه ” سفيان ” الجالس يخفي رأسه بين كفيه وقد شعر بها ، رفع بصره لينظر لها بنظرات مليئة بعتاب وحسره كبيره ، ترقرقت الدموع في عينيها لتجثي على ركبتيها أمامه وتقول له بتسأل متلهفه:
_ أنت مقتلتش كرم صح ؟؟

ليجيبها هو بنبره ساخره وهو يخفض بصره ليحدق بها:
_ لو قولتلك لا هتصدقي !!

أومأت برأسها إيجابا عدة مرات وقد فرت عبره لتحرق وجنتيها الناعمه لتهتف بصوت مرتعش :
_ اه ، هصدقك ، كلمه واحده بس منك كفيله أني أصدقك وأكدب عيني ٠٠

صمتت لتراقب نظراته الغير مفهومه لها ، لتفاجيء به يقوم من مكانه ليجذبها من ذراعها بأحدي يديه بقسوه لم تعدها منه ليجلعها تقف أمامه وقد تقلصت ملامحها بألم من يده القابضه على ذراعها بهذه القسوه ، ثم صاح بها بنبره قاسيه فظه مرتفعه:
_ كفااايه ، كفاااايه ذل في نفسك عشاني ، إنتي ليه بقيتي بالضعف ده ؟؟ ، ردي عليا ؟؟ ، ردي !!

أنخفضت نبرته في آخر كلمه وقد تحولت إلى الضعف الشديد ليخفف من قبضته على يدها ليضع جبينه على جبينها لتختلط أنفاسهم الحاره وتستمر عبراتها بالسقوط بدون أراده منها وقد اصبح جسدها يرتجف بشده، ليقول هو بصوت متهدج :
_ ألماااسه ، اااه ، خلي بالك من نفسك أنا دلوقتي هتحبس والله أعلم هخرج من هنا ولا لا ، مش عايزك تضعفي فاهمه !!!

أبتعدت هي قليلا عنه لتنظر له بعيون مليئه بالدموع وأنفاس مخطوفه ، ليجد هو نفسه يتأمل كل إنش في وجهها كمن يحاول حفر ملامحها بذاكرته ، رفع يده ليتجول بأبهامه على وجهها بدايه من جبينها مروراً بجفونها التي أغلقتهم ، ووجنتبها الحمراء بفعل البكاء والخجل ، إلي أنفها الأحمر أيضا حتي وصل إلي شفتيها ليضع أصابعه بتردد علي شفتيها المرتجفه مما جعلها تشعر برعشه غريبه تسري في جسدها ليغمض هو عيونه وأصابعه تتحسس شفتيها ببطء شديد ،ليقول بلوعه :
_ نفسي في يوم من الأيام تبقي مراتي !!

فتح جفونه ليرفع أصابعه عن شفتيها ، لتفتح هي الأخري جفونها وتنظر له بخجل لتحرك شفتيها قائله بخفوت :
_ سفياان أنا قلبي بيقولي أنك برئ ٠٠

ليضمها هو له بطريقه قويه لتدفن هي رأسها في صدره ليحكم ذراعيه على خصرها وهو يقول بنتهيده حاره مليئه بالعشق:
_ حبيبتي ، إنتي حبيبتي يا ألماسه ، إلي مستعد أعمل أي حاجه عشانها حتي لو هقتل !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جحظت عيون ” ساره ” وهي تري نتيجه إختبار الحمل والتي لم تكن سوي إيجابي !!

يتبع

 

error: