العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(45)
في شقه أهل سفيان

أسدل الليل ستائره

كانت ألماسه جالسه منتظره سفيان الذي خرج رافضا ذهابها معه ، ظلت تدور في الغرفه تشعر بالملل فسميره ذهبت إلي شقتها لكي تنظفها، ووالدته نامت مبكرًا ٠٠

شعرت بالجوع حيث رفضت تناول الطعام مع حنان لرغبتها في انتظاره حتي تتناول معه الطعام ، لململت خصلات شعرها بعشوائية ووقفت قليلا تتأمل نفسها أمام المرآه ، وشعرت برغبه في ارتداء طرحه لتري كيف ستكون عليها، فحكت ذقنها مفكره ، ثم تحركت سريعا باتجاه باب الغرفه المفتوح وغادرت الغرفه ، وذهبت باتجاه غرفة ساره وفتحت الباب ، تأملت الغرفه قليلا ثم تحركت باتجاه خزانة الملابس وفتحتها باحثه عن شئ حتي وقعت عيونها على مجموعة من الطرح ، التقطت طرحه من اللون الاسود ، ثم اغلقت الخزانه وتحركت باتجاه المرآه الموجوده في الغرفه ثم تأملت الطرحه بين يديها ، ثم وضعتها على شعرها ببطء وهي تحاول تذكر كيف كانت زهره تلف الحجاب ، لفتها بطريقه بسيطه واحكمتها جيداً لتغطي شعرها كله ٠٠

تأملت نفسها بالحجاب كان وجهها رائع فيه وجمال عيونها قد أصبح واضح أكثر ، تكونت ببطء شديد ابتسامه على ثغرها وهي تتلمس بيدها الطرحه شاعره براحه وقررت أن تفاجئ سفيان قريب بارتدائها الحجاب٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يعني إيه ؟؟، أنت مين أصلا عشان أختي تروح معاك !!

صاح سفيان بتلك الكلمات بعصبية هادره وكانت عيونه متوهجه وهو يحدق برائد الواقف أمامه في مدخل البنايه ٠٠٠

زفر رائد بشده وقال بنبره مرتفعه بعض الشئ متريثه يحاول السيطره على غضب الآخر :
_يا دكتور افهمني ، أخت حضرتك مش كانت متجوزه من شخص إسمه كرم !!

حدقه سفيان بنظرات مشتعله وهتف بانفعال متشنج:
_ وده إيه علاقته أن أختي قاعده عندك

قاطعه رائد بنفاذ صبر حاد :
_ أختك قاعده مع والدتي ده أولا ، ثانياً بقي هي حامل ٠٠٠

لم يستطع إكمال حديثه بسبب أن سفيان جذبه من ملابسه بعنف يرمقه بنظرات حارقه قائلا من بين أسنانه بنبره غاضبه :
_ أخت مين الي حامل !!

نزع رائد قبضة سفيان من عليه وزفر بضيق شديد ، وقال سريعًا بتوضيح متعجل :
_ اختك كانت متجوزه كرم ، و حامل منه ،وجات عندي العياده عشان تعمل عملية إجهاض للجنين ٠٠

تصلب سفيان في وقفته وشعر كأنه تلك صفعه قويه للتو ، ظل دقائق يحاول استعياب ما نطق به هذا الغبي ، اغمض جفونه ثم فتحهم غير قادر على الاستعياب ، ومئات الاسئله تدور في رأسه ، كيف حدث ذلك وشقيقته تركت كرم منذ زواجه من زهره ، منذ عدة أشهر !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف سفيان الي الشقه والأفكار مازالت تدور برأسه تكاد تفتك به كيف ومتى حدث هذا الحمل!!! ، على الرغم من توضيح رائد له لبعض الأمور لكنه مازال يشعر ببراكين من الغضب ، وأسئلة ينتظر إجابات عليها ولن يحصل على تلك الاجابات سوي من شخص واحد وهي شقيقته ساره ٠٠٠

وما يشعل الغضب أكثر بداخله ويجعله كالقنبله التي على وشك الانفجار هو ثقة ساره بذلك رائد وذهابها معه كيف لها أن تذهب مع رجل غريب عنها ، كيف؟ !!
كور قبضته بشده حتي ابيضت مفاصله ،تنفس بشده ليتحكم في نفسه حتي لا تنفجر البراكين الكامنه بداخله٠٠

ذهب باتجاه غرفة والدته لكي يطمئن عليها ،فتح باب الغرفه بهدوء ووقف مكانه عندما وجد أنفاسها منتظمه وغارقه في النوم فأغلق الباب كما فتحه ، واستدار ليقع بصره على باب غرفته والتي بالتأكيد ألماسه قابعه بداخلها ،رفع كفه ليمرره في خصلات شعره بعصبية ، ثم تحرك باتجاه الغرفه وفتحها بهدوء أيضاً لاعتقاده انها نائمه ، ولكن وجدها جالسه بهدوء على الأريكة الموجودة بالغرفه ٠٠٠

عندما رأته هي حتي هبت واقفه وهرولت باتجاهه وهي تعيد خصلات شعرها إلي الخلف وهتفت بلهفه :
_ اتاخرت كده ليه ؟؟

وكانت اجابته مقتضبه من بين أسنانه :
_ عادي يا ألماسه يعني

قال تلك الكلمات وهو ينزع سترته قاذف إياها على الفراش باهمال ، ثم جلس على طرف الفراش ليقوم بخلع حذائه وهو يتعمد عدم النظر إليها حتي لا ترى حجم المعانه والغضب المرتسمين على وجهه ٠٠٠

ضيقت ألماسه عينيها وقد شعرت بشئ غريب في نبرة صوته ، فجلست بجانبه على الفراش ووضعت كفها على ساقه متسأله برقه متوجسه :
_ مالك يا سفيان ؟؟، حاسه فيك حاجه؟؟، في حاجه حصلت ؟؟

أغمض سفيان جفونه ثم فتحهم وحرك رأسه باتجاها ووجد نفسه يتحدث بتلقائية واجمه ليخرج ما بداخله من هموم :
_ عرفت مكان ساره

انفرجت اسارير ألماسه وتسألت باهتمام رقيق:
_ بجد !!، طب هي فين ؟؟، مين قالك على مكانها و٠٠

قاطعها سفيان حين حدقها بنظره مثقله بالهموم وقال بتنهيده عميقه تعبر عن ما بداخله :
_ مضايق يا ألماسه ، مضايق أوي ٠٠

تقلصت تعابير ألماسه ودققت في معالم وجهه وهدرت بنبره متعجبه مفعمه بالحيره:
_ من إيه يا سفيان ؟؟، أنت مش لاقيت أختك وخلاص كل المشاكل اتحلت !!

زفر سفيان بشده ومسح على وجهه واشاح ببصره بعيد عنها ليفجر تلك المفاجئة بغضب مكبوت :
_ ساره حامل !!

رمشت ألماسه بعيونها عدة مرات تحاول استعياب تلك الكلمات ، ورفعت كفها من على ساقه ببطء ، وحكت ذقنها متسأله بعدم تصديق :
_ حامل ازي !!

وقف سفيان ببطء وهو يتنهد متجه إلي خزانة الملابس وفتحها وهو يقول بجمود يخفي خلفه غضبه :
_ حامل من كرم

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مالك يا حمزه ؟؟

كان ذلك سؤال عامر صديق حمزه الجالس بأسترخاء على أحد المقاعد في منزل الأخير ، نفث حمزه دخان سيجارته ونظر إلي نقطه وهميه قائلا باقتضاب :
_ مفيش !!

اعتدل عامر في جلسته والتقط كوب الشاي ليترشف منه القليل ، مما جعل ملامحه تنكمش ووضع كوب الشاي مره اخرى على الطاوله قائلا بامتعاض :
_انت عامل الشاي من غير سكر !!

اطفيء حمزه سيجارته وتمدد على الأريكة وحدقه بنظراته قائلا بجفاء :
_ محدش قالك أشرب شاي عندي

تفحصه عامر بنظراته وحك عنقه قائلا بحيره :
_ أدفع نص عمري وافهمك يا حمزه

لوي حمزه فمه ووضع ذارعيه خلف رأسه ونظر للسقف قائلا بتنهيده :
_ عرفت حاجه جديده ؟؟

حرك عامر رأسه بقله حيله ، وقال بنبره عاديه :
_ هي حاجه عاديه ، عمرو قرر أنه خلاص يتقدم للبنت الي إسمها ياسمين

اهتزت حدقتي حمزه قليلا واعتدل جالسا ليحك ذقنه قائلاً بتوجس:
_ متعرفش ياسمين، أقصد البت دي موافقه ولا لا؟؟

حرك عامر كتفيه قائلا بلامباله :
_ معرفش

اومأ حمزه برأسه بلا معني ونظر إلى الفراغ بشرود عميق ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في غرفه سفيان

جلس سفيان على الأريكة بعد أن ابدل ثيابه بثياب منزليه مريحه ،و جلست ألماسه بجانبه ونظرت له بفضول متسأله بحيره :
_ إيه إلي مضايقك برضوا مش فاهمه؟؟ ، أنت بتقول أن ساره قاعده عند أم الشاب ده ، حتي موضوع الحمل عادي ، ساره اه كانت قاعده معاكم بس ده أمر طبيعي مهما حصل هو كان جوزها ٠٠٠

حرك سفيان رأسه ينظر لها بحده وكأن حديثها سبب ليفجر غضبه من شقيقته فهتف بانفعال متشنج:
_ بقولك لاغت عقلها ، وراحت مع واحد غريب من غير ما تفكر كان ممكن يعمل فيها إيه ، واستغفلتنا وكانت بتقابل كرم من ورانا ٠٠

توقف عن الحديث يلتقط أنفاسه الغاضبه ثم هب واقفا وأخذ يدور في الغرفه وهو يشد على خصلات شعره ، فوقفت ألماسه وتحركت باتجاهه ووضعت يدها على ظهره قائله بلطف :
_سفيان ، أختك مغلطتش ، أختك ممكن تكون كانت خايفه أو مش عارفه تقولكم إيه !!

التفت لها سفيان ومسح على وجهه بشده ليحاول تهدئة نفسه ثم رمقها بنظره خاليه من أي شئ وقال بتقرير جامد:
_ أنا هروح أجيب ساره بكره

وكعادتها ألماسه تعلقت بذراعه قائله بمرح لتخرجه من ما هو فيه:
_ هتاخدني معاك صح ؟؟

حدقها سفيان بنظرات ضيقه وقال بنصف ابتسامه:
_من وقت ما عرفتك وكل ما أقولك رايح في مكان تقوليلي خدني معاك ، اعقلي يا حبيبتي كده واهدي

قال الجمله الاخيره وهو يقرص وجنتيها ، ثم تخطاها لكي يتسطح على الفراش ، مما جعلها تحدقه بعيون مبتسمه ثم تذكرت شئ ، فدارت حول الفراش لتقفز عليه جالسه متربعه قائله بغنج :
_ سيفو

_ استر يارب
تمتم سفيان بتلك الجمله وهو يستلقي علي أحد جانبيه ليستطيع النظر لها ، فتنحنحت هي بشده وحكت فروة رأسها وقالت بتردد متمهله:
_ أنا مش واخده على قعدة البيت

عقد سفيان حاجبيه بشده وزفر قائلا بترقب :
_ الي بعده ،كملي !!

تمددت ألماسه واستلقت على أحد جانبيها ليصبح وجهها مقابل وجهه وعضت على شفتيها قائله برقه متناهية:
_ عايزه اشتغل

لم يبدي على سفيان شيء سوي أن ملامحه أنكمشت قليلا وتسأل بتخمين من بين أسنانه:
_عايزه ترجعي للازياء تاني ؟؟

وكانت الاجابه عفويه غير مقصودة منها :
_ ياريت

لاحظت نظراته التي احتدت يحذرها ، فتدراكت ما قالته فزفرت بشده لتلفح أنفاسها الدافئه وجهه الذي لا يفصله عن وجهها سوي القليل ، فمد يده يمسك خصله من شعرها ليلفها على سبابته بلطف وحدقها بنظراته القويه ٠٠٠

أخذت هي نفس عميق وقالت بتوتر متمهله :
_لا مش هعرض ازياء ، دي واحده صاحبتي اتصلت بيا عندها ٠٠٠

لم يدعها سفيان تكمل حيث جذبها من خصرها واعتدل ليجعل رأسها على صدره قائلا بهدوء صارم :
_ قفلي على موضوع الشغل ده ، عمري ما هسمح لك تشتغلي تاني اي شغل ، دراستك هتكمليها وبعد الدراسة زيك زي أي ست بيت هتقعدي تربي ولادك لما ربنا يرزقنا ده هيبقى شغلك

تمللت ألماسه وشعرها مفترش على قميصه وتستند بكفها على صدره واعترضت بحنق قائله:
_ بس أنا مبعرفش أقعد في البيت بزهق ، وأنت هتبقي بتشتغل

مرر سفيان يده في خصلات شعرها ومط شفتيه قائلا بصوت خافت هادئ :
_ أنا مقولتلكيش اقعدي في البيت، إنتي لسه قدامك كم سنه في الكليه يبقي تنزلي تحضري محاضرتك وبكده مفيش زهق ، ولما تخلصي هتبقى مشغوله مع الولاد ٠٠

تململت ألماسه ورفعت ذراعه من على خصرها وابتعدت عنه وهي تزيح خصلات شعرها إلي الخلف ترمق إياه بنظرات حانقه وقالت باستياء:
_ بس أنا عايزه اشتغل

زفر سفيان وضغط على نفسه ليتحكم في أعصابه واعتدل ليصبح جالسا ، وابتسم ابتسامه صفرا قائلا بنفاذ صبر حازم :
_ وأنا قولت مفيش شغل يا ألماسه ، واعقلي كده عشان أنا على أخري

تداركت ألماسه الأمر وتحولت ملامحها إلي اللين ، ومالت عليه تداعب ذقنه قائله بدلال :
_ عشان خاطري يا سيفو

رفع سفيان حاحب ونزل الآخر ونظر لها بعيون ضيقه وقال بصوت حازم لا يقبل النقاش:
_ برضوا لا يا ألماسه

عضت علي شفتيها السفلي بحنق واتت أن تجادله قائله بأستياء:
_ سيفو ٠٠٠

لكنه لم يسمح لها فمال عليها بوجهه فشعرت بدفيء أنفاسه على وجهها وهمس بعبث:
_ بلا سيفو بلا مش عارف إيه بقي

اقترب من ثغرها لتغيب معه لدقائق معدوده٠٠٠حتي أبتعد عنها واضعا جبينه على جبينها ليسمح لها بالتقاط أنفاسها وهي تحسس شفتيها بأنامل مرتجفه وقد شعرت بنيران حارقه في وجنتيها من الخجل ووضعت كفها الآخر على صدره لتشعر بخفقات قلبه المضطربة كخفقات قلبها ، وجدته يسألها بصوت خافت متهدج :
_ نفسك في فرح ؟!

أغمضت ألماسه جفونها ونفت قائله بصوت يكاد يكون مسموع:
_ لا ، متفرقش معايا

ومع تلك الكلمات كاد أن يقترب منها مره اخرى ، ولكن رنين هاتفه ما جعله يبتعد عنها يمسح على وجهه والغيظ يطل من عيونه ونهض من على الفراش قائلا بصوت مسموع حانق :
_ هي جوازه منيله أنا عارف

فتحت ألماسه جفونها عندما شعرت بفراغ ونظرت حولها وجدته يلتقط هاتقه من على طاوله الزينه ، فرفعت حاجب ونزلت الآخر قائله بخجل:
_ سيفو

رفع سفيان رأسه ينظر لها بامتعاض وقال بانفعال طفيف من بين أسنانه:
_ ألماسه نامي يا حبيبتي بلا سيفو بلا زفت
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالي

_ مهره ، القمصان البيضه كلها وسخه ليه ؟؟

صاح صهيب بتلك الجمله وهو واقف بجانب الفراش حيث مهره النائمه وشعرها المشعت يغطي وجهها ، تمللت في نومتها وذمت شفتيها بضيق ثم جذبت الغطاء على وجهها وقالت بصوت متحشرج ناعس:
_ يوووه ،عايزه أنام بقي ، اطفي النور ده

ارتسمت معالم الحنق على وجهه ثم زفر بضيق وتحرك ليفتح الخزانه والتقط قميص لونه اسود مع بنطال من نفسه اللون ثم تحرك ليدلف الي المرحاض بعد أن القي نظره مغتاظه عليها٠٠دقائق وخرج وهو يزرر ازرار القميص ، ثم تحرك باتجاه الخزانه ليقلب في الادراج يبحث فيها وهو يردد بضجر :
_ راحت فين الشرابات دي !!

ظل يدور في الغرفه يعبث في جميع الإدراج يبحث حتي شعر بنفاذ الصبر ، فوقف يحك عنقه بضيق وهو ينظر إلي مهره النائمه والغطاء يغطي جسدها بأكمله، فتحرك باتجاها وإزاح الغطاء من على رأسها وهتف بنزق :
_ فين الشرابات بتاعتي يا مهره ؟؟

تململت مهره في نومها وتقلبت ليصبح ظهرها له ومازالت غارقه في النوم ، فنفذ صبر صهيب وصاح ببعض الانفعال :
_ مهره ، قومي بقولك فين الشرابات !

فتحت مهره جفونها ببطء متاكسل والنعاس مسيطر عليها حيث أغمضت عيونها عدة مرات وفتحتهم ، ثم اعتدلت بكسل في الفراش وهي تفرك فروة رأسها متسأله بصوت متحشرج ناعس:
_ في إيه يا صهيب ؟؟

زفر صهيب بحنق وقال بنفاذ صبر حانق:
_ فين الشرابات بتاعتي ؟؟

حكت مهره فروة رأسها أكثر وتحدثت بتحشرج وهي تفتح عين وتغلق الآخر وتتثاوب:
_ عندك في الدرج ال ،

ابتلعت ريقها الجاف ونظرت له بتشوش وقالت بصوت مبحوح :
_ ايوه في الدرج بتاع التسريحه إلي تحت

زفر صهيب بشده وكانت ملامحه ممتعضه وهو يستدير ليبحث عنهم حتي وجدهم بالفعل ، فزفر بشده وجلس على الكرسي الذي امام المرآة ليرتدي الجوارب ، في حين مطت مهره شفتيها قائله بتذمر:
_ مش فاهمه كنت بتجوز ليه ، عشان أدور لجوزي على الشرابات

قالت جملتها تلك وهي تستلقي على أحد جانبيها وتسحب الغطاء مره اخرى عليها ، تاركه صهيب يستشيط غيظا منها ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت زهره ومراد من مكتب المأذون ، وايديهم متشابكه وينظرون الي بعض بسعاده وعيون لامعه ، حتي أن عيون زهره كانت تلمع بدموع الفرح متأثره بشده ، بينما هو كان ينظر لها بعشق ، بشوق، فرحه ، يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل٠٠٠

وقف معها على جانب الطريق ، وحرك رأسه لينظر لها قائلا بابتسامة مشرقة:
_ أخيرا يا زهره !!

ارتسمت ابتسامه على ثغر زهره وقد أصبح وجهها مشرق وبدت كالفراشه من فرط سعادتها وقالت على استحياء متسأله:
_ هنسافر ؟؟

حرك مراد رأسه مؤكد وقال بتقرير والإبتسامة تزين ثغره:
_ هنسافر لما أخلص ورقك ، هاخدك ونسافر

اومأت زهره برأسها ولاول مره تشعر براحه فهذا اول قرار تتخذه في حياتها بمفردها ، لذا كانت السعاده تغمرها وقالت برقه متناهية :
_ أنا فرحانه أوي يا مراد

ضغط مراد علي كفها وهو يحدقها بنظرات شغوفه وقال بسرور:
_ مش اكتر مني يا زهره ، وأخيراً بقي وأخيراً
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
استيقظ سفيان لم يجد ألماسه بجانبه ، اعتدل في الفراش وازاح الغطاء من عليه وهو يمرر يده في خصلات شعره وآثار النعاس باديه على وجهه وأخذ يتثاوب ،ثم خرج من الغرفه حافي القدمين وشعره مشعت لكي يبحث عن ألماسه في أرجاء الشقه ، سمع صوت في المطبخ فتحرك ووقف بجانب باب المطبخ متسع العينين وهو يراها تنتقل في المطبخ بخفه ، تربط شعرها على هيئة كعكه وترتدي فستان من فستانها القديمه والذي بالطبع كان قصير وبدون أكمام و كان لونه اسود ، لمحته هي فابتسمت له باشراق وقالت بفخر طفولي :
_ بحضرلكم الفطار بما أن سميره مش هنا

قالت جملتها وهي تمسك السكين لتقطع الخضروات ، بينما هو ابتلع ريقه ومسح وجهه ليزيل اثار النوم ثم تحرك باتجاها ليسألها بصوت متحشرج وعيونه معلقه بها بأعجاب بهيئتها :
_جبتي الفستان ده منين ؟؟

وكانت الاجابه كارثيه حيث التفتت له وأجابت بعدم اكتراث:
_ ده من هدومي القديمه

انكمشت ملامحه بشده واشتعل قلبه بغيره حارقه من مجرد تخيله لنظرات الرجال لها بهذا المنظر وتسأل من بين أسنانه بنبره محتقنه :
_ كنتي بتخرجي بيه ؟؟

حركت ألماسه كتفيها للأعلي قائله بعفوية مطلقه:
_ طبعاً

كادت أن تتخطاه ولكن وجدته يجذبها من رسغها قائلا من بين أسنانه بغيره ناريه:
_ كنتي بتخرجي بقميص نوم يا أختي !!

انتبهت هي لنظراته وعلمت ما يشعر به لذا ابتسمت بخفه وقالت بلطف تهدئة:
_ ده كان زمان يا سيفو

قبض بيده الآخر على خصرها وهمس لها بغيظ حاد :
_ متقوليش يا سيفو دي تاني قدام حد ،سامعه ؟؟

حركت ألماسه رأسها بطاعه وعيونها تلمع، بينما حاولت التحرر من قبضته على خصرها وهي تقول بخفوت :
_ أبعد يا سفيان ، عشان أكمل تجهيز الأكل

ضغط سفيان علي أسنانه ، واشتدت قبضته قليلا على خصرها ومال عليها يهمس بجانب أذنيها قائلا :
_ قوليلي يا سيفو

ظهرت الحيره على معالم ألماسه وحدقته بتعجب قائله بخفوت :
_ مالك في إيه!! ، أنت مش لسه قايل مقولش سيفو تاني

شعرت به يقبل عنقها برقه قائلا بخشونه :
_ قولت قدام اي حد ، لكن بيني وبينك عادي

شعرت ألماسه بقلبها يدق وتوترت ، وهي تلمح والدته تأتي باتجاه المطبخ ، فقالت مسرعه وهي تحاول التملص منه :
_ سفيان ، أمك جايه

_ سفيان و٠٠

توقفت حنان عن الحديث بأحراج عندما لمحت سفيان يضم ألماسه هكذا ، بينما حرر هو خصرها سريعا والتفت الي والدته يحك ذقنه بتوتر ، وألماسه خلفه تخفض بصرها ووجنتيها متوردتين والتفتت تعطيهم ظهرها ٠٠

بينما أرتسمت ابتسامه عابثه على ثغر حنان وهي تنظر إلي سفيان وصمتت ولم تعلق بشئ ، واستدارت مغادره المطبخ بخطوات بسيطة تاركه إياهم ٠٠

نظرت ألماسه بطرف عينها وجدتها تغادر ، ثم التفتت إلي سفيان بوجنتيها المحمرتين ولكمته في صدره قائله بصوت متحشرج :
_ أطلع ورا أمك يا سفيان قولها على موضوع ساره وسيبني أحضر الأكل

التوي ثغره بابتسامه جانبيه وحدقها بنظراته العابثه قائلا بخفوت :
_ مش طالع

عقدت ألماسه ذراعيها أمام صدرها وقالت بنفاذ صبر رقيق:
_ أنت إيه إلي حصلك؟؟ ، ما كنت عاقل

كاد أن يقترب منها ولكن وجدها تصيح فجأة بنبره مرتفعه رقيقه :
_ طنط حنان ابنك عايزك في موضوع مهم

واتي رد حنان من الخارج بنبره مرتفعه أيضاً مفعمه باللهفه :
_ عرفت حاجه عن أختك يا سفيان ، تعالي

ألقي سفيان على الماسه نظره حانقه ، قابلتها هي بنظره متشفيه مبتسمه ، تحرك هو مغادرا المطبخ وهو يهتف من بين أسنانه :
_ جاي يا أمي أهو

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في منزل والدة رائد

تجلس ساره بعد ذهاب والدة رائد ” دولت” الي السوق استندت براسها على المقعد وهي تضع يدها على بطنها المنتفخه وعادت بذاكرتها إلي يوم مقتل كرم ٠٠٠

عودة إلى ذلك اليوم

_كرم اخلص ، بقولك أبعد عني خالص ، مش كفايه إلي حصل بينا !!

نطقت ساره بتلك الكلمات وهي تقف أمام كرم في شقته ، ليقترب منها الأخير بعيون تلمع بحب لها ومد كفه الخشن لكي يمسك كفها لكنها أبتعدت إلي الخلف ترمقه بنظرات حاقده ، فصاح هو بانفعال متشنج:
_ إيه إلي حصل بينا !!، أنا جوزك يعني ده عادي ، بس إنتي الي سيبتي البيت وماشيه ورا كلام اخوكي وامك

أحمر وجه ساره من الغضب ورفعت سبابتها أمامه وانفعلت عليه قائله بنبره عصبيه للغايه:
_ ملكش دعوه باهلي يا كرم ، أنا بقولك أهو أهلي دول إلي في يوم من الايام اصريت أني اتجوزك وخالفت كلامهم ، وبرضوا مردتش اطلق منك لما اتسجنت ، قولت استحمل ، فاكر يا كرم يوم فرح اخويا لما بمنتهي البجاحه قمت رقصت مع ألماسه ومهتمتش لمشاعري ولا شكلي قدام الناس ، مش بس كده طول عمرك بتتعامل معايا معامله زي الزفت وانا بغطي علي تصرفاتك قدام أهلي ٠٠

توقفت عن الحديث تلتقط أنفاسها ثم استرسلت بكره عميق وحقد:
_ أنا بكرهك بجد من كل قلبي يا كرم

قالت جملتها الاخيره وكان وجهها محمر بشده حتي أن الشال التي كانت ترتديه سقط منها دون أن تشعر ٠٠

لمعت عيون كرم بدموع لم تراها ساره من قبل واقترب منها بخطواته قائلا بحزن عميق :
_ ساره أنا بحبك ،عمري ما حبيت غيرك ، متقوليش بكرهك دي ، أنا بحبك ، بصي هتغير عشانك وهبقي انسان تاني بس ارجعي ليا

حركت ساره رأسها نافيه بشده ولم تهتز منها شعره لكلماته ورفعت سبابتها قائله بقوه وجفاء :
_ هطلق منك يا كرم ، وأنت هتبعد عني لأني مبقتش عايزك قرفت منك ومن العيشه معاك ، وبقولهالك يا كرم أبعد عني وعن عيلتي احسنلك

قالت كلماتها تلك واتت أن تغادر الشقه لكن كرم قبض على يدها يتوسلها بكلمات منفعله:
_ تعالى نمشي من هنا ونبدأ من جديد ، بس متبعديش عني يا ساره عشان خاطري أنا والله بحبك وندمان

نزعت ساره يدها من قبضته ، ونظرت له من فوق كتفها قائله بحسره وقوه :
_ اتاخرت أوي يا كرم على الندم

قالت جملتها تلك ثم فتحت باب الشقه مغادره تاركه إياه مفتوح على مصراعيه ، والآخر يهتف بإسمها بلوعه يترجاها أن تعطيه فرصه ٠٠

عوده الى الوقت الحالي

فاقت ساره من ذكرياتها ، وتنهدت بشده وهي تتحسس بطنها المنتفخة بحب بالرغم من أي شئ فهي أحبت تلك الروح الموجودة بداخلها أحبت إحساس الامومه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في تمام الساعة الثالثة عصراً

كان رائد يجلس في المقعد الأمامي بجانب سفيان القابع في مقعد القياده ، وفي الخلف تجلس ألماسه وبجانبها حنان التي تشع ملامحها فرحه وقد انفرجت اساريرها لذهابها الي ابنتها الغائبة غير مباليه كثيرا بخبر حملها بل بالعكس سعدت أنه سوف يأتيها حفيد ، بينما ألماسه كانت في عالم آخر كانت مستنده إلي المقعد تراقب الطريق بشرود وخصله من شعرها تغطي عيونها ٠٠

بينما سفيان كان مركز في القياده وكانت ملامحه جامده ، لا يتحدث سوي بكلمات مقتضبة مع رائد لمعرفة الطريق ٠٠

بعد مرور بعض الوقت كانت السياره تقف أمام منزل رائد في تلك البلده ، فتحت حنان السياره وهبطت منها وعيونها تبتسم وقلبها يرفرف من السعاده٠٠

ترجل الجميع من السياره واقتربت الماسه تحاوط حنان من كتفيها وهي تبتسم لها برقه ، بينما اقترب رائد من المنزل ليطرق طرقات عده على الباب ، بعد لحظات وجد والدته تفتح الباب بابتسامتها المعهوده وقالت بحبور :
_رائد ، حبيبي
أنهت تلك الكلمات وهي تضم رائد لها ليبتسم الاخير قائلا بحنو :
_ ازيك يا أم رائد ، واحشني

أبتعدت دولت عن ابنها ونظرت خلفه حيث يقف كلا من سفيان وأمه وألماسه ، وعادت تنظر إلي ابنها قائله ببشاشه :
_ دول الضيوف!!

قالت تلك الكلمات وهي تتجاوز ابنها مقتربه من حنان تصافحها بود وطيبه لتصافحها الآخري بابتسامة واسعه، رحبت بها دولت قائله ببشاشه :
_ منورين يا حجه والله

مدت ألماسه كفها تصافح دولت ورحبت بيها الاخيره ايضا ، وكذلك بسفيان الذي ابتسم لها بمجاملة ٠٠

تنحنح رائد وهتف قائلا بنبره جاده :
_ دول أهل ساره يا أمي

اتسعت ابتسامه دولت ورحبت بيهم بحراره أكثر وأشارت لهم ليكي يدلفوا الي المنزل قائله بسرور:
_ اتفضلوا يا جماعه اتفضلوا ٠٠

تحركت حنان بلهفه وشوق لتدلف داخل المنزل وخلفها ألماسه تتبعهم دولت وكلا من رائد وسفيان ٠٠

جلسوا الجميع في الصاله الصغيرة نسبياً ، وكانت عيون حنان تنتقل في المنزل بلهفه باحثه عن ابنتها في أرجاء المكان ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ياسمين تسير بمفردها حامله مجموعة من الكتب وحقيبتها الصغيرة تضعها على كتفها والارهاق والتعب واضحين على وجهها ، مرت من أمام القسم ليس صدفه لكنها مرت من أمامه من باب الفضول هكذا أقنعت نفسها ، كان بصرها معلق بالقسم لتتوقف عن السير وهي تجد حمزه يخرج من القسم وبجانبه عسكري يخبره بشئ ، أشاحت ببصرها على مضض لتكمل سيرها ، ولكن توقفت عندما اصطدمت باحدهم ووقعت الكتب من يدها، لترفع بصرها لذلك الشخص قائله بانفعال طفيف :
_ مش تفتح يا جدع أنت

انحنت تجمع الكتب ، في حين انتبه حمزه لما حدث وعقد حاجبيه مستغرب وهتف بذلك الشخص الذي لم يكن سوى عامر :
_ عامر !!

ألقي عامر نظره على حمزه ثم على ياسمين التي اعتدلت واقفه بعد أن جمعت الكتب وقد اهتزت حدقتيها بتوتر من سماعها لصوت حمزه ، في حين هتف عامر بلباقه معتذر :
_ أنا أسف يا انسه ، مخدتش بالي

حركت ياسمين رأسها بلا معنى واتت أن تتحرك ولكن سمعت صوت حمزه الواقف خلفها يقول بخشونه :
_ ياسمين !!

استدارت له ياسمين بارتباك وحركت رأسها كتحيه له ، بينما سألها هو باستغراب :
_ بتعملي إيه هنا ؟؟

ضمت ياسمين الكتب أكثر وقالت بصوت خافت مرتبكه :
_ كنت معديه بالصدفه

_ أسف مره تانيه يا انسه ، إنت تعرفها يا حمزه ؟؟

نطق عامر بتلك الكلمات وهو يتحرك ليقف بجانب حمزه ليكون أمام ياسمين التي عقدت حاجبيها متعجبه واتت أن ترد لكن سبقها حمزه الذي نظر إلي عامر شذرا و قال بفظاظه :
_ وأنت مالك اعرفها ولا لا !!!

تنحنح عامر وحك ذقنه بحرج وتحرك ليدلف الي القسم تارك إياهم، لاحظ حمزه شحوب ياسمين والاعياء البادي على ملامحها فوجد نفسه يقول بصوت رجولي مهتم:
_ إنتي تعبانه؟؟

استغربت ياسمين من سؤاله ، وكذلك هو استغرب نفسه ، فهتفت هي نافيه بخفوت:
_ مفيش حاجه أنا كويسه

لكن حمزه لم يقتنع بسبب ذلك الشحوب ، لكنها لم تسمح له بالحديث حيث استدارت تذهب بخطوات متثاقله مرهقه ، ولكن لم تكاد تكمل خطواتها حيث شعرت بتشوش الرؤيه أمامها ، وبقدميها لم تحملها وفي لحظات كانت تسقط على الأرض فاقده للوعي وأخر كلمه سمعتها هو صوته يهتف باسمها ٠٠٠

هرع حمزه اليها بخطوات شبه راكضه ، وانحني سريعا وهو يهتف باسمها بقلق متوتر:
_ ياسمين !!

لم ينتظر كثيرا حيث وضع يده أسفل ركبتيها والاخري حول ظهرها ، ليحملها ،وقد نبض قلبه بقلق لم يشعر به منذ زمن ، كانت ملامحه تشع قلق بل شعر بنغزه في قلبه لم يعرف سببها ٠٠

تحرك بها تحت أنظار العساكر والناس في الشارع كانت النظرات فضوليه بينما العساكر كانوا مستغربين من حمزه وكيف يحمل فتاه بين يديه وأخذوا يتبادلون النظرات المدهوشه ، صاح حمزه باحدهم قائلا بأنفعال :
_ افتحلي العربية ، و جمع الحاجه دي ، وحطها في مكتبي

قال تلك الكلمات وهو يشير برأسه إلي كتب وحقيبة ياسمين الموجودة على الأرض الإسفلتية ٠٠٠

حرك العسكري رأسه وبسرعه تحرك وفتح لحمزه باب السيارة الأمامي ، لينحني حمزه يضعها بحذر ورفق ليسند رأسها على المقعد تحت أنظار العسكري الذي فتح فمه ببلاهه ، لم يكترث له حمزه حيث أغلق باب السيارة وتحرك ليصعد في مقعد القياده منطلق بالسيارة بسرعه٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جالسه ألماسه بجانب حنان ، بانتظار سفيان الذي أخذ شقيقته ليتحدث معها بعد أن تفاجأت الاخيره بوجودهم وارتمت في أحضان والدتها باكيه مشتاقه نادمه، كثير من المشاعر المخطلته بمشاعر والدتها المشتاقه لها ودموع الفرح التي غرقت وجهها وهي تضمها بحنان بالغ كان لقاء مليء بالمشاعر ٠٠

كان رائد قد خرج ليجلس أمام البيت حتي ينتهي سفيان من حديثه مع شقيقته٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
داخل الغرفه التي تقطن بها ساره في ذلك المنزل كانت تجلس الاخيره على طرف الفراش الصغير خافضه بصرها ، ويجلس سفيان على مقعد أمامها يحدقها بنظراته الجامده ثم قال بنبره قويه يأمرها:
_ارفعي رأسك

رفعت ساره رأسها ونظرت له بتوجس وعيونها تلمع بالدموع وهي تحاوط بطنها المنتفخه بيدها ٠٠

زفر سفيان بشده وحدقها بنظراته قائلا بنبره حاول جعلها هادئه لكن خرجت منفعله بعض الشئ:
_ أنا مش هحاسبك على حملك لأن كنتي متجوزه ، بس هحاسبك على مروحك لكرم يوم موته من غير ما تعرفيني ٠٠

فرت دمعه من عيون ساره وقالت باسف نادمه بشده مبرره:
_ سفيان أنا والله روحت عشان اقوله يبعد عني ، مكنتش اعرف أن ده كله هيحصل ، ولا كنت اعرف أنك اعترفت عشان تحميني غير اليوم إلي طلبت أني ازورك في السجن واتكلمنا فيه ٠

تنهد سفيان بحراره وحدقها بنظرات ثاقبه قائلا باستهجان :
_ أنا عرفت يوم الزياره دي أنك بريئه وإني ظلمتك في شكي فيكي ، بس ده ميمنعش أنك غلطانه وغلط كبير ، أنا مش فارق معايا أن كان ممكن اتعدم بسبب سوء تفاهم حصل ، قد ما فارق معايا أن كنتي بتقابلي كرم من ورانا ، ليه يا ساره؟؟ ٠٠وليه روحتي ليه يوم قتله ؟؟، وليه تروحي مع راجل غريب زي رائد ؟؟ ليه ؟؟

ارتفعت نبرته أكثر في آخر جملتين فأنتفضت هي وانكمشت على نفسها و سمحت لدموعها بالهطول لتلهب وجنتيها وضغطت على شفتيها غير قادره على الرد ، فشعر سفيان بالحزن من بكاءها فمسح على وجهه بعنف ، ووقف ليجلس بجانبها على الفراش واحتضنها برفق وتنهد بشده ليحاول السيطرة على أعصابه ثم قال بحنان اخوي :
_ خلاص يا حبيبتي ، خلاص بصي قومي جهزي نفسك ، ومش عايز اعرف حاجه ، لما تهدي نبقي نتكلم ، يلا جهزي نفسك عشان نرجع بيتنا ٠٠

احتضنت ساره أخيها ودفنت رأسها في صدره لتبلل دموعها قميصه وهتفت بصوت متحشرج مفعم بالاحتياج والتعب النفسي:
_ محتاجلك أوي يا أبيه ،محتاجه اتكلم معاك زي زمان واحكيلك واطلع إلي جوايا واقولك كل الي مضايقني ٠٠

ارتعشت بين ذراعيه وهو يربط على ظهرها برفق ، فقالت هي متلعثمه من بين شاهقتها المتشنج :
_ أنا خوفت أشيل ماما همي بالحمل ، فكرت أعمل إجهاض للطفل بس رائد مرديش ،وقررت في لحظه أني اريحكم مني عشان أنا سبب مشاكلكم وهو ساعدني ، والله يا أبيه ما كان قصدي كل ده يحصل والله

قالت الجمله الاخيره وهي تبتعد عنه تمسح دموعها بظهر كفها وقد أحمر وجهها وأخذ جسدها يهتز من البكاء ٠٠
مد سفيان كفه يمسح لها دموعها بلطف ، وقد شعر بحجم الهموم التي تحملها شقيقته الرقيقة ثم مد يده الأخري يضعها على بطنها المنتفخه ونظر لها ينهرها برفق:
_انتي غلطتي أنك فكرتي تنزلي الطفل ، وغلطتي أنك سبتي البيت ، يا حبيبتي مهما حصل إنتي عارفه يا ساره أني جمبك أنا وماما وسميره يمكن كنت هستغرب هزعل منك هزعق شويه بس في الأخر إنتي معملتيش حاجه غلط كرم كان جوزك ، وبعدين يا عبيطه ماما اكتر واحده فرحانه بحملك ، أهو إنتي شايفه سميره كل ما تحمل الحمل مش بيكمل ، غيرك بيتمني يخلف وتقوليلي إنتي كنتي عايزه تنزلي الطفل!!

يتبع

 

error: