العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(36)

تعالت أصوات الصراخ في قاعة المحكمه وقد شعرت ” حنان ” بتشنج في جسدها وجحظت عيونها بهلع وذعر ورفعت كفيها لتلطم على وجهها قائله بحسره ووجع على أبنها وقد خرج صوتها بصعوبه :
_ يلهوي ابني اااه ٠٠

تشوشت الرؤية أمام عينيها لتفقد وعيها وأخر جمله سمعتها هو صوت صراخ ” سميره ” الباكيه تقول بحرقه :
_ مااااما ، سفيااان ٠٠٠

بينما ” ساره ” تصلبت في جلستها كالصنم لا تريد التصديق ودموعها تسيل بصمت وهي توزع نظراتها الضائعه بين الموجودين في القاعه ٠٠

أما ” ألماسه” فكانت تهز رأسها بعنف شديد وهي تنظر إلي ” سفيان ” الذي أغمض عيونه بشده وخفض بصره ولسانه يردد ” يااارب ” لتزداد عبراتها لتحرق وجهها كحرقه قلبها لتشعر بجسدها قد تراخي وشعرت بقدمها تيبست حاولت الوقوف ولكن لم تسعفها قدميها ، لتضرب على صدرها عدة مرات متتاليه بطريقه هستيريه ترافق دموعها الساخنه ، لتتعالي شهاقتها المخيفه التي تمزق القلوب لتصيبها حالة انهيار عصبي لتصرخ بطريقه هزت أرجاء المكان من شدة حرقتها ووجعها :
_ سفيييييييااااااااااااان

انتفض ” سفيان ” ورفع بصره لينعقد لسانه ويسيطر الرعب عليه أكثر وهو يري والدته الفاقده للوعي وقد تجمعوا حولها محاولين إفاقتها ، لينقل بصره إلي ” ألماسه” تلك الكتله التي تكاد تموت من قهرها وبكاءها الذي شعر كأنه طعنات تقتله بلا رحمه ، ليشعر بعضلات جسده تتشنج وهو يقبض بقبضتيه بقوه على القضبان الحديدية ليزمجر بعنف وهو يشعر بالعجز الشديد وهو يوزع نظراته بينها وبين والدته وشقيقاته و ” زهره ” التي مازالت تحت تأثير الصدمه و ” صالح ” الذي ظهر على وجهه بعض الحزن والشفقة ،كادت عيونه أن تخرج من محجرهم وهو يري ” ألماسه” التي وقفت بصعوبه شديده وجسدها يهتز بشده من شهاقتها العنيفه ، لترفع كفيها لتلطم علي وجهها الأحمر المشتعل من دموعها الحاره ، أخذت تلطم فوق وجهها بطريقه جنونيه مرعبه وعيونها الذرافه للدموع جاحظه بشكل يثير القلق ، لتتحرك عدة خطوات ببطء لتسقط على ركبتيها وتصرخ بصوت يثير الفزع في النفوس ٠٠ليشعر ” سفيان ” بحرقه شديده وكانت عيونه حمراء من شدة غضبه أو بالأحرى من شدة ذعره عليها ، ليجذبه العسكري من يده بصعوبه شديده حيث كان بصره معلق بها ، وهو يسير بخطوات ثقليه معه على مضض وهو يشعر بانسحاب روحه منه بل بلهيب من النيران التي احرقت روحه بالفعل ، لتنهض هي كالمجنونه كمن لدغها عقرب وقد شعرت بالهلع وهي تري ” سفيان” يتحرك مع هذا العسكري ، لتتقابل نظراتهم معا ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور يومين

وقفت ” ألماسه ” أمام المرآه تزيل بقايا دموعها بعنف من على وجهها الشاحب وعيونها الحمراء المتورمه تشع بأصرار وعزم شديد ، ضربت بقبضتها الصغيره على طاوله الزينه بقوه ، ليقع بصرها على هاتفها الذي يهتز ، لتمد يدها تلتقطه بلهفه لتجيب قائله بصوت متهز متوتر :
_ ها ، هتقدر ؟؟

وصلها أجابة الطرف الأخر يقول بصوت جامد مليء بالعزم :
_ النهارده باليلل ، في عربيه هتيجي تاخدك ، وهتلاقيه هناك أن شاء الله ٠٠

أخرجت تتهيده عميقه مفعمه بالراحه ولكنها مازالت قلقه وخائفه ، لتسارع قائله بنبره مهزوزه تعبر عن قلقها الذي ينهش قلبها:
_انا حاطه أملي عليك ،هستني بالليل بفارغ الصبر اتمني تطلع صادق ٠٠

ليرد الطرف الآخر قائلا بنبره بارده كالجيلد مفعمه بالثقه :
_ مش حمزه الي يرجع في كلمه قالها يا انسه ٠٠معادنا الساعه ١٢ بالليل ٠٠

أنهي حديثه واغلق المكالمه ، لتزفر هي بشده وهي تنزل الهاتف من على اذنها وكلها أمل ورجاء في تحقق مرادها !!!،

تحركت باتجاه خزانة الملابس لتفتحها ووقفت على أطراف أصابعها ،لتلتقط حقيبه متوسطة الحجم ، ثم قذفتها على الفراش بعد أن فتحتها لتبدأ في اختيار بعض الملابس الخاصه بها بعشوائية لتضعهم في هذه الحقيبه بدون ترتيب وجمعت بعض المتعلقات الشخصية بها لتضعها أيضاً بها ثم أغلقتها ، وتحركت لتختار بنطال قماش مريح بالون الاسود وعليه بلوزه من نفس اللون لتقذفهم علي الفراش لكي ترتديهم، وجمعت شعرها علي هيئة كعكه عشوائية ، ليقع بصرها على صور ” سفيان ” المتناثره على الفراش بعشوائيه ، لتفر دمعه منها لم تستطع كبحها ، لتغمض جفونها وتجلس على الفراش وتلتقط صوره منهم بيديها المرتعشه لتقبلها بشفاه مرتجفه ، وبداخلها تشعر أن هناك وجع كبير يسكن جسدها كسكين حاد في قلبها ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست ” ياسمين ” في المدينة الجامعية ،تحاول التركيز في المذاكره وهي تمسك بأحد الكتب وقلم تخطط بيه بشرود وعيونها معلقه بالكلمات المتواجدة في الكتاب ولكن عقلها شارد فما حدث معها بقسم الشرطة ٠٠

“عادت بذاكرتها لما حدث ”

وقفت في المنتصف وهي تهتف بغرور وثقه شديده :
_ طبعا كل واحده فيكم خايفه تقرب مني ،و ده ليه ده عشان أنا شخصيه قويه ويتخاف مني ، أنا عارفه نفسي ٠٠

وجدتهم يتبادولن النظرات فيما بينهم وقد ارتسم على ملامحهم الغيظ غير قادرين على الرد عليها ، لتبتسم هي بغرور شديد لتضع يدها في خصرها مكمله بنبره واثقه :
_ قومي يا بت إنتي خليني أقعد مكانك ٠٠٠

قالت هذه الجمله وهي توجه بصرها إلى أحدي الفتيات ، ولكن وجدت الفتاه توجه بصرها خلفها ، لتعقد حاجبيها متعجبه والتفتت ببطء لتجده واقف عاقد ذراعيه أمام صدره وينظر لها بملامح جامده لا توحي بشيء ، لتبتلع ريقها ببطء وهي تقول بتلعثم بصوت خافت للغايه خرج بصعوبه :
_ حمزه !!

وجدت من يجذبها بطريقه همجيه من بلوزتها لترتعب هي وتجحظ عيونها ليهتف هو من بين أسنانه بفحيح :
_ قولتي إيه ؟؟

ابتلعت ريقها بصعوبه شديده وهي تنظر لعيونه التي بثت في نفسها الرعب لتقول بغباء متلعثمه بشده :
_ قصدي ، أقصد ، أصل ، أيوه ، أنا كنت بطلب ، طلبت من الأخت الي قاعده ورايا تتفضل مشكوره يعني وتقعدني جمبها ، ده لو مش هزعجها يعني و ٠٠٠

ضغط بقبضته أكثر على البلوزه ليقربها منه لتلفح أنفاسه الغاضبه وجهها لتشعر هي بالفزع ، ليقول هو بفظاظه :
_ أنتي بتصيعي يا بت ، إنتي اتجننتي بتقوليلي حمزه كده عادي !! ، خدي هنا عرفتي إسمي منين يا بت؟؟

لترفع يدها تضعها على قبضته محاولة ازاحتها من على بلوزتها وجسدها يرتعش بخوف من قربه هكذا منها لتقول بارتباك شديد :
_ سيبيني بس ، ميصحش كده ، أنا هفهمك بس أبعد ٠٠

لاحظ ” حمزه ” ارتباكها وخوفها ، ليتأملها لثواني معدوده ثم رفع يده من على بلوزتها ، لترفع هي يدها سريعًا لتنهدم بلوزتها وهي تبتلع ريقها بحنق ، وحدقت به لتقول بشجاعه مزيفه :
_ عايزه أمشي من هنا ، أنا مينفعش أكون في المكان المقزز ده

قالت جملتها الأخيره وهي تنظر إلي باقي النساء الذين يحاوطونها بنظراتهم ويتابعون ما يحدث بفضول ٠٠٠

ضيق ” حمزه ” ما بين عينيه ليقول باستهزاء :
_ ليه مينفعش تكوني في مكان مقزز زي ده ، تفرقي إيه عن الستات دي؟؟

رمقته هي بنظرات حانقه لتقول بعفويه واثقه :
_ أنا دكتوره ، طالبه محترمه في كلية علوم ، وبعدين أنا مش حرميه ولا قاتله ولا حتي جايه اداب عشان تقبض عليا كده ، الشرطة يا بشمهندس بتقبض على المتهمين بس !!

أنهت حديثها وهي تلاحظ نظراته الثقابه القاتمه لها ، لتأخذ نفس متوتر ، ليقول هو بصوت حاد وقد نفذ صبره:
_ رغي رغي رغي ، تصدقي كرهتيني في صنف النسوان ، مش طبيعيه ، وكمان رغايه وحماره ، قال بشمهندس قال ٠٠

قال الجمله الاخيره وهي يضرب كف على كف ، يرمقها نظرات ممتعضه ، لتفتح هي فمها تود الرد عليه ، لكنه رفع سبابته أمام وجهها قائلا بتحذير حاد :
_ ولا كلمه زياده ، مش عايز أسمع صوتك ، أتفضلي ياختي اخرجي ٠٠

قال جملته الاخيره وهو يشير إلي باب الحجز المفتوح ، لتحك ” ياسمين ” ذقنها قائله بغباء وعدم استعياب :
_ أخرج فين ؟؟ ، أنت هتوديني حبس انفرادي مش كده ؟؟
كور ” حمزه ” قبضته بشده محاول منع نفسه بشده قطع لسانها هذا ليرتاح من حديثها ، ليتحدث من بين أسنانه بنبره منفعله :
_ غوري من وشي يا بت ، اقسم بالله لو ما طلعتي من القسم دلوقتي هلبسك قضية ٠٠

ثانيه اثنين حتي أستوعبت هي لتنطلق بسرعه البرق لتخرج من الحجز وهي تقول بسعاده طفوليه :
_ والنعمه أنت ظابط ميه ميه يا جدع ٠٠

خرج “حمزه ” خلفها بخطوات سريعه لتتسع عيونه وهو يراها تخلع حذاءها وتحمله بيدها وتسير بخطوات شبه راكضه إلي الخارج ، لتتوقف فجأه وتلتفت له ، لتعض على شفتيها لتقترب منه بخطوات سريعه ، لتقف على بعد مسافه منه ، ليعقد هو حاجبيه ليحدقها بنظرات بارده ليسألها بنبره مستفهمه فظه :
_ عايزه إيه تاني ؟

لتقول ” ياسمين ” بلهجه سريعه مفعمه بالبراءه:
_ أنا أسفه على الازعاج إلي عملته يا بشمهندس ٠٠

أنهت جملتها لتلتفت وتسير بخطوات راكضه متعجله وهي تحمل حذائها في يدها وتشعر ببرودة الأرضية على قدميها على الحافيه لكنها لا تبالي ، حتي شعرت بشئ يغرس في أحد قدميها لتتوقف عن السير مره أخري وهي تعض على شفتيها بألم لتجلس على مقعد متهالك وتضع قدم فوق الأخري لتري قدمها لتجد قطعه زجاج قد دخلت فيها ، لتضع حذائها بجانبها على المقعد ٠٠ تحت نظرات ” حمزه ” المراقبه لها ، ليقترب منها وهو يضيق ما بين عينيه باستغراب ٠٠ ليتسأل بخشونه:
_ مالك ؟؟

لترفع ” ياسمين ” بصرها له لتشير إلي قطعه الزجاج المغروس نصفها في قدمها قائله بضيق :
_ دخلت في رجلي !!

تنفس ” حمزه ” بعمق ليقول بتهكم :
_ وأنتي بتخلعي جذمتك ليه ؟؟

أغمضت ” ياسمين ” عيونها لتنزع قطعة الزجاج سريعا من قدمها ، ثم تناولت حذائها لترتديه سريعا تحت أنظار ” حمزه ” الذي وضع كفييه في جيب بنطاله ، لتقف هي محاوله التوازن ، لتضرب فجأه على جبهتها قائله بتذكر حانق :
_ يا نهار اسوووووح، أنا أديت شنطتي للبت مناار ، هروح أزي كده !!!

أنهت جملتها لتنتبه “لحمزه ” الذي أخذ يطالعها بنظرات ساخره ، ليقول بسخط :
_ مفيش دماغ عندك خالص !!

كادت” ياسمين ” أن ترد عليه لكنها وجدته يتحرك بخطوات هادئه عائد إلي مكتبه ، لتضرب بقدميها على الأرض بغيظ طفولي لتلفت بعض الأنظار لها ، لتتنحنح بحرج وتتحرك مغادره القسم سريعا ٠٠٠لتقف أمام القسم بعض الوقت محتاره كيف تعود إلى المدينة الجامعية ولا يوجد معها نقود لتقرر بقلة حيله أن تسير على قدمها فهذا الحل الوحيد ، كادت أن تسير ولكن اوقفها صوت رجولي يقول بعجله :
_ انسه ياسمين استني ٠

التفتت ” ياسمين ” إلي مصدر الصوت لتجد أحد العساكر يتقدم باتجاها بخطوات سريعه ،لتعقد حاجبيها وقد دب القلق أوصالها من أن يكون ” حمزه ” قد قرر أن يسجنها مره أخري ، كادت أن تلتفت لتركض لكنها توقفت عندما سمعت العسكري يقول بنبره رسميه :
_ استني هوقفلك تاكسي

ضيقت” ياسمين” ما بين عينيها بتعجب وهتفت باستغراب :
_هي الشرطه اتطورت أوي كده وبقت بتوقف تاكسيات للشعب ؟!!!

لم يرد العسكري عليها حيث تحرك ليشير إلي أحد سيارات الأجره والتي وقفت على الفور ، لينحني أمام نافذة السيارة ليقول للسائق :
_ وصل الانسه مكان ما هي عايزه ٠٠
أنهي جملته وهو يعطيه نقود ثم اعتدل في وقفته والتفت الي ” ياسمين ” التي عقدت حاجبيها بذهول ، ليهتف هو :
_ أتفضلي يا أنسه هيوصلك مكان ما إنتي عايزه ٠٠

لتجمع ” ياسمين ” الأحداث في رأسها وتقول بذكاء :
_ هو حمزه باشا هو الي قالك تعمل كده ؟؟

تجاهل العسكري سؤالها ليتحرك باتجاه القسم مره أخري وهو يقول بنبره جاده :
_ اركبي يا انسه يلا

راقبت ” ياسمين ” خطواته بذهن مشوش ، ثم تحركت باتجاه سياره الاجره لتركب وهي تفكر بفضول وتحلل في شخصية ” حمزه ” العجيبه ٠٠٠

” عوده الى الواقع ”

فاقت من شرودها على صوت هاتفها الذي يعلن عن وصول رساله عبر تطبيق الواتساب ، لتترك القلم من يدها وتلتقط الهاتف لتري رساله من صديقتها “ملك” :
_ فينك يا ياسمين ؟؟

كتبت سريعا :
_ موجوده ، إسكتي يا ملك حصل معايا حتة موقف فظيع

_ موقف إيه ؟؟

اعتدلت” ياسمين” في جلستها وكتبت بحماس:
_ خدي عندك أنا روحت القسم و ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل

كانت ” ألماسه” تقف في مكان مهجور أمام سياره سوداء فخمه ويقف بجانبها رجال أقوياء البنيه ، رفعت هاتفها لتنظر إلي الساعه وجسدها كله يرتجف من التوتر والخوف والبرد ، كان الجو في هذا الوقت بارد جدا وكانت أسنانها تصطك ببعضها من شدة البرد ،وكان الهواء يتفاعل مع الأشجار لتصدر أصوات ، لتضع كفيها في جيب معطفها الأسود ، كانت عيونها تتجول في المكان بخوف وعدم اطمئنان وقلبها يدق بعنف لتتوقف دقات قلبها وهي تلمح سياره تأتي من بعيد ، لتتحرك عدة خطوات بلهفه شديده وهي تشعر بعقلها يكاد يقف من الترقب والذعر من أن تخيب أمالها ، لتقف السياره ، لتتسمر هي في مكانها وعيونها معلقه بباب السياره ، ليترجل ” حمزه ” من السياره بملامح غير مفهومه ، ليقع قلبها في قدميها وهي توزع نظراتها المذعوره بينه وبين السياره ٠٠٠

انفرجت اساريرها فجأه وهي تري باب السيارة يفتح و” سفيان ” يترجل منها ، لتفر عبره من عيونها تعبر عن سعادتها التي سيطرت على كل ذره في جسدها ، وتراقص قلبها فرحا، ليحدق هو بها بنظرات تكاد تلتهمها من فرط اشتياقه لها،ليسير بخطوات بطيئة باتجاها وهو يتأمل وجهها الشاحب الذي يظهر بوضوح بسب ضوء السيارة ، لتتحرك هي الأخري باتجاهه وهي تشعر بقدميها لم تعد تحملها ، ليقفوا أمام بعضهم لتنطق هي بشوق ولهفه مفعمه بالتعب الذي بحتل كل ذره في جسدها:
_ سفياان!!

أرتسمت ببطء ابتسامه باهته على ثغر ” سفيان ” هو يتجول ببصره علي كل إنش في وجهها وصوت تنفسه مسموع ، لتمد هي كفها الصغير لتضعه على ذراعه تلمسه بعدم تصديق أنه أمامها الآن لتسير بكفها على طول ذراعه وهي تنظر له وهناك تشوش أمام عينيها من الدموع التي تجمعت فيهم ولكن هذه المره دموع اشتياق وفرحه بل هناك شعور لذيذ يسري في قلبها ، ليقف هو صامت فقط نظراته الهائمه بها بل والمليئة باشتياق هي من تعبر عن ما بداخله من مشاعر تذبذب قلبه هذه الصغيره تعشقه لدرجة أنها لم تتقبل فكرة موته بسهوله بل بكل شجاعه وصلابه قررت أن تنقذه ،ليترجم أفكاره علي هيئة كلمات هامسه عاشقه :
_ الشجاعه الصغيره

سارت رعشه لذيذه دغدغت مشاعرها لتسيل عبراتها فرحا لتضحك بسعاده ترافق عبراتها لتعض على شفتيها ، ليميل هو عليها ليصبح وجهه قريب من وجهها ليرفع إبهامه ليزيل دموعها برقه ، ثم قام بتقبيل جبهتها برقه بالغه جعلت قلبها يذوب ، أسند رأسه على قمة رأسها ليقول بصوت حاول جعله مرح :
_عايزه أفهم بس ليه الدموع دي دلوقتي !!

صدر منها شهقه صغيره وهي تقول بصوت مبحوح :
_ دي دموع الفرح ٠٠

أبتعد عنها “سفيان” ليمسح بيده على شعرها برفق وهو يحدق بعيونها المليئه بدموع ، لتنظر هي لها بتشوش لتشعر بالدوار و بجسدها يتراخي لتغمض عيونها لتستلم لتغيب عن الوعي ، ليتلقط هو جسدها بين يديه سريعا بهلع وهو يصيح بفزع ولوعه:
_ ألماسه !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
صباح اليوم التالي

فتحت ” ألماسه ” جفونها ببطء وهي تشعر بصداع شديد لتضع يدها على جبهتها وهي تنظر حولها غير مدركه بعد لتري اوضه صغيره غريبه مكونه من الفراش التي تنام عليه وخزانة ملابس صغيره متهالكه و مرآه نصفها مكسور لتدرك فجأه الوضع لتصرخ بهلع :
_ سفيان ، سفيااان ٠٠

لتنزل من علي الفراش سريعا ، لتجد باب الغرفه القديم ينفتح ويدلف منه ” سفيان ” بملامح فزعه ، لتهدأ هي وتسقط بركبتيها بتعب على الأرضية وجسدها يرتعش بدون أراده منها وهي تقول بصوت منهك ملتاع:
_ سفيااان ٠٠

اقترب هو منها بسرعه البرق ، ليجلس على ركبتيه أمامها ليأخذ نفس عميق يزيل به فزعه عليها ليحاوط وجهها بكفيه وهو يقول بصوت دافئ :
_ أنا هنا يا ألماسه ، هنا ياحبيبتي ، أهدي ٠٠

أرتسمت بططء ابتسامه على ثغرها وهي تتفحصه بعيون تلمع بعشق وشوق جارف لتقول ببراءه شديده:
_ سفيان أنا هربتك ، أنا عرفت انقذك ٠٠

تكونت ببطء ابتسامه على ثغر ” سفيان ” ليحرك رأسه مؤكد وهو يمسح لها دمعه قد سقطت ببطء من عيونها ، ليقول بصوت ملئ بالحنان كأنه يحادث طفله :
_ ايوه يا حبيبتي ، عرفتي تنقذيني ٠٠٠

صفقت ” ألماسه ” بيدها بسعاده وعيونها تشع فرحه لا توصف وهي تتأمل ملامحه التي تعشقها لتهتف بعفوية :
_ وحشتني أوي يا سفيان

أبعد هو كفيه عن وجهها ، لتقف هي على قدميها لتدور حول نفسها بجنون وسعاده ، ليعتدل هو الأخر ويقف ليراقب سعادتها هذه والإبتسامة مرسومه على شفتيه ، ليجذبها فجأة من ذراعها ليقربها منه ليلف يده الأخري حول خصرها ، لتضحك هي بصخب وهي تنظر كالمغيبه في عيونه التي اشتاقت لها ليبادلها هو النظرات وهو يتنفس بشده ، لتسند هي رأسها على صدره وهي تزفر براحه شديده لتلف يديها حول خصره بأحكام، ليتفاجيء هو بفعلتها فضمها بعشق جارف بيده التي على خصرها وباليد الأخري أخذ يمسح على شعرها بحنان٠٠٠ وبعد لحظات معدوده انتبهت هي لنفسها لترفع رأسها من على صدره ووتزيح يده من على خصرها وقد اصطبغ وجهها باللون الأحمر من الخجل لتقول بخجل محذره إياه وهي ترفع سبابتها امامه :
_ أنا بحذرك

رفع ” سفيان ” أحد حاجبيه وهو ينظر لها بعيون عاشقه ليقول بتعجب وحيره :
_ بتحذريني ليه ؟!

تنحنحت هي لتعود إلى الخلف وقالت بصوت متوتر ووجهها يشع بالخجل :
_ايوه بحذرك ٠٠٠

توقفت عن الحديث لتضرب جبهتها بكفها الصغير وتجولت ببصرها هنا وهناك لتقول باضطراب :
_ دلوقتي ، ايوه أنا يعني بتكسف وكده ، فيعني كده وبس كده ٠٠

صمتت لتداري وجهها بكفيها ، لينفجر ” سفيان ” في الضحك ليحمر وجهه ليقول بصعوبه من بين ضحكاته :
_ الماسه وبتكسف ، الدنيا جرا فيها إيه !!

أزاحت كفيها من على وجهها لتنظر له بأستياء لتهتف بغيظ :
_ ايوه بتكسف يا سفيان مش بنت زي البنات الطبيعيه ٠٠

توقف هو عن الضحك ، ليقول بمشاكسه :
_ لا إنتي مش زي أي بنت عاديه كده ، عموماً يلا عشان تاكلي الأول ٠٠

قال جملته الاخيره بصوت حازم دافيء٠٠ لتدرك هي المكان المتواجدين به لتقول باستفسار :
_هو إحنا فين ؟؟

أجابها هو بتنهيده عميقه موضح لها :
_ دي يا ستي بيت كده تبع حمزه هنقعد فيه لحد ما نوصل للقاتل ٠٠
توقف عندما أخر جمله ليتذكر شكها به لتتغير ملامحه فجأه للجمود واسترسل بضيق معاتب اياها:
_ تعالى كلي الأول ، عشان إنتي وقعتي من طولك امبارح بسبب قلة الأكل والنوم
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ كنتي فين يا مهره ؟؟

كانت هذه جملة ” صهيب ” الغاضب وبشده ، لتدلف ” مهره ” الي الشقه بانهاك وهي تنظر له بدهشة لتسأل إياه :
_ أنت بتعمل عندنا إيه على الصبح كده ؟؟

اقترب ” صهيب ” منها ليقول بنبره عصبيه :
_ بقولك كنتي فين ؟؟

اندهشت هي من عصبيته لتقول بتعجب :
_ مالك يا صهيب بتكلم كده ليه ؟؟

فقد ” صهيب ” أعصابه ليقول بحنق حاد :
_ لما اسمع ان مراتي خرجت الساعه ١٢ باليلل عشان تروح العياده عندها عشان مريض شاب عندها اتصل بيها وقالها أنه تعبان ومحتاجها ، عايزني أعمل إيه ؟؟

حدقت ” مهره “به بنظرات غير مستوعبه هذا الحديث بعد لتهتف باستغراب :
_ مين إلي قالك الكلام ده يا صهيب ؟؟!

صاح ” صهيب ” بغضب مكبوت :
_ الجيران بتوعك بيتكلموا عن كده ، وطلعت مش أول مره تعمليها !

قال الجمله الاخيره باتهام وشك ، شعرت هي في حديثه باتهام غير مقبول لتفقد السيطره على نفسها لتتحدث قائله بانفعال :
_مسمحكلش يا صهيب تكلمني بالاسلوب ده ، مش من
حقك تكلم معايا كده أصلا ٠٠

حدقها ” صهيب ” بعيون تطلق الشرر ليصيح بصوت مرتفع حاد :
_ إنتي ناسيه أنك مراتي يا هانم ؟!! ، يعني تصرفاتك الغير مسؤوله دي متنفعش معايا

اقتربت منه ” مهره ” لتقف أمامه ليحمر وجهها وهي تقول بعصبية مفرطه :
_ اسلوبك فيه إتهام أنا لا يمكن أقبل بيه ، أولا يا استاذ صهيب أنا عمري ما روحت بالليل في وقت متأخر لمريض غير ليك وهي كانت مره واحده والكلام ده في عيادتي إلي هي جمب البيت مش في مكان مشبوه ، ثانياً أنا امبارح فعلاً روحت برضوا في عيادتي والساعه ١٢ باليلل فعلا وكان في شاب فعلاً بس كانت معاه مراته الي كانت حالتها النفسية سيئه جدا وكانت ضروري أشوفها ٠٠

أنهت حديثها لتلتقط أنفاسها اللاهثه من عصبيتها ، ليشعر هو بمدي تسرعه، جاءت هي لتتحرك من أمامه لكنه قبض بيده على معصمها لتحاول هي تحريره بغضب وهي ترمقه بنظرات قاتله ، ليسارع هو قائلا بندم:
_ أنا أسف يا مهره

لتنجح هي في تحرير معصمها من قبضته لتتحرك باتجاه باب الشقه لتفتحه ، لتشير بيدها إلي الخارج قائله بحده من بين أسنانها :
_ أطلع بره يا صهيب

قال ” صهيب ” بأسف و رجاء:
_ مهره اسمعيني ٠٠

رمقته بنظره ناريه لو كانت النظرات تقتل لقتلته لتقول وهي تكز على أسنانها بشده :
_ أطلع بره بقولك ، أنا مش.طايقه أشوف وشك قدامي دلوقتي ٠٠

طأطا ” صهيب ” رأسه وهو يشعر بالذنب ليخرج من الشقه بصمت ، لتغلق هي الباب بعنف بعد خروجه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت ” ألماسه ” من المنزل بعد أن تناولت الطعام الذي أحضره لها ” سفيان ” وخرج الي الخارج بعد أن أمرها بتناول الطعام بأكمله ، بحثت بعيونها عنه لتجده يجلس تحت أحد الأشجار على مقعد مصنوع من الحديد ويضع ساق فوق الأخري ، وما جعل عيونها تتسع بصدمه عندما رأته يمسك بين أصابعه سيجاره ويدخن ، أقتربت منه بخطوات سريعة لتلتقط منه السيجارة قائله بانفعال تعاتبه :
_ إيه إلي أنت بتعملوا ده يا سفيان ؟؟

نظر لها ” سفيان ” بضيق ليمد يده قائلا بحنق :
_ هاتي السيجارة يا الماسه

قذفت ” ألماسه ” السيجاره على الأرض لتدهسها بحذائها لتعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة بانفعال ولوم:
_ ممكن أفهم من أمتي وأنت بدخن ؟؟

زفر ” سفيان ” بنفاذ صبر ليقول ببرود وهو يشيح ببصره بعيد عنها :
_ من دلوقتي

أقتربت هي لتجلس بجانبه على المقعد وهي تدقق في ملامحه لتهتف بحيره :
_ مالك يا سفيان ؟؟ ، أنا عملت حاجه زعلتك ؟؟

وضع ” سفيان ” يده بجيب بنطاله ليخرج علبة سجائر وتنهد قائلا بجفاء :
_ لا معملتيش حاجه

حاولت هي أخذ العلبه منه لكنه رمقها نظره قويه محذره ، لتحدقه بنظرات حائره وهي تقول بتعجب :
_ مالك بجد ، أنت كنت كويس من شويه ليه وشك اتقلب كده ؟؟

أشعل سيجاره أخري ليدخن بشراهه ، ليقول وهو ينفث الدخان :
_ متخديش في بالك

قالت ” ألماسه ” بأصرار وهي تحدق به وهو ينظر إلي الفراغ بعيد عنها :
_ سفيان بصلي وأنت بتكلمني وقولي في إيه ؟؟

حرك ” سفيان ” رأسه لينظر لها بسخريه وقال باقتضاب :
_ قومي يا الماسه جهزي نفسك عشان حمزه هيجي يرجعك البيت ، مينفعش تقعدي مع واحد قاتل ٠٠٠

شدد على الكلمه الاخيره بتهكم لاذع ٠٠٠ لتفهم هي تفكيره لتأخذ نفس عميق وقالت بإدراك :
_ أنت زعلان مني بقي عشان شكيت فيك ؟؟

أشاح ” سفيان ” بصره بعيده عنه ليقذف السيجارة على الأرض ليدهسها بحذائه وهو ينهض ليعطيها ظهره ليقول باستخفاف :
_ عرفتيها لوحدك ولا حد قالك !!

هبت ” ألماسه ” واقفه لتقول بنفاذ صبر منفعله :
_ سفيان بجد أنا مش قادره افهمك منين كنت مبسوط من شويه ومنين فجأه قلبت عشان بتقول أني شكيت فيك ؟؟

اردفت مكمله بتوضيح محتقن :
_ أنت عارف كويس أوي أنا بثق فيك ، وعارف كمان أني مكنتش أقصد أني أشك فيك و

توقفت عن الحديث عندما التفت لها ” سفيان ” وقال بنبره مقتضبة يأمرها :
_ادخلي جوه دلوقتي !!

لمحت ” ألماسه ” سياره تتوقف وحمزه يترجل منها لتقول باستفزاز :
_ مش داخله ، أنا لازم أشكر حمزه على إلي عملوا

احتقن وجه ” سفيان ” ليقول بغيظ :
_ حمزه كده عادي ، واضح أنك خدتي عليه أوي

تجاهلت ” ألماسه ” حديثه لتقترب من ” حمزه ” لتمد يدها له قائله بابتسامة مجامله:
_ شكرا على كل حاجه عملتها

عقد ” حمزه ” حاجبيه باستغراب وقبل أن يمد يده لها كان ” سفيان ” يجذبها من ذراعها قائلا من بين أسنانه :
_ عن اذنك يا حمزه دقيقة

سحبها خلفه لتعتثر في خطواتها وقد ارتسمت ابتسامه عابثه على ثغرها ، دلف بها داخل المنزل ليترك يدها فجأه لتعبس بملامحها متصنعه الضيق ، ليهتف محذر أياها بفظاظه :
_ حمزه بره ، مش عايزه ألمح طفيك بره

تراقص قلبها فرحا من غيرته الواضحه لكنها قالت ببراءه مزيفه :
_ مش أنت لسه قايل أني هروح مع حمزه ؟؟

حك ” سفيان ” ذقنه بتفكير وقال بقلة حيله :
_ لا هسيبك معايا كم يوم لحد ما الدنيا تهدي زمان الدنيا مقلوبه ، بس الاكيد أنك هترجعي مش هتفضلي معايا ٠٠

رمقته ” ألماسه” نظره مغتاظه لتقترب منه ببطء شديد لترفع سبابتها أمام وجهه قائلة بصرامه شديده :
_ أسمع يا سفيان أنا مش همشي ولا هروح في مكان من غيرك وهفضل معاك لحد ما الحقيقة تظهر مكان ما تروح هتلاقيني معاك مش هتعرف تخلص مني ٠٠

حدقها ” سفيان ” بنظرات غامضه قائلا :
_ متسبقيش الاحداث

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء
تسلل الي داخل الشقه ليسير بخطوات بطيئة محاولا عدم إصدار صوت لكن ” حمزه ” المتسطح على الأريكة مغمض الجفون قد قال ببرود :
_ عملت إيه يا عامر ؟؟

انتفض ” عامر ” وقال بتذمر وغباء :
_ عرفت منين أني عامر ، ما يمكن حرامي !!

فتح ” حمزه ” عيونه وحدقه بنظرات ساخطه ليقول بضيق :
_ أنجز يا عامر ، قول عملت إيه ؟؟

جلس ” عامر ” علي أحد المقاعد بارتخاء وهو يقول بأستياء :
_مفيش حاجه مفيده عرفتها

اعتدل ” حمزه ” جالسا ليقول باهتمام :
_ عرفت إيه؟؟

زفر ” عامر ” قائلا بلامباله :
_ الواد ده حاطط عينه على بنت اسمها ياسمين وبس كده وناوي يتجوزها ٠٠
لمعت عيون ” حمزه ” ببريق غامض فتحدث يأمر إياه بحسم :
_ بكره يكون عندي معلومات عن البنت دي ، سامع يا عامر ؟؟

حرك ” عامر ” رأسه بقلة حيلة ليلوي فمه قائلا:
_ ماشي كلامك يا باشا !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في منزل أهل سفيان

رفعت ” حنان ” كفيها لتدعي براحه وفرحه والعبرات تنساب منها لتغرق وجهها:
_ الحمدالله يارب ، الحمدالله أن أبني بخير

ابتسمت ” سميره ” الواقفه عندما باب الغرفه لترفع يدها لتمسح دمعه سقطت منها باطراف اناملها، لتخرج الي صالة المعيشة لتهتف بسرور :
_ الحمدالله أن سفيان قدر يهرب !!

قالت ” ساره ” الجالسه بملامح كئيبه :
_ فرحانه أوي كده ليه ، اخوكي هرب مش طلع براءه ٠٠

جلست ” سميره ” بجانبها وهي تهتف بهدوء ويقين :
_ أهم حاجه أن حكم الاعدام مش هيتنفذ وأنه في أمان ، وأن شاء الله يقدر يثبت براءته ٠٠

نظرت ” ساره ” الي الفراغ لتقول بشك :
_ مين قالك أنه برئ ؟؟

نظرت لها ” سميره ” بضيق لتنهرها قائله :
_ جرا إيه يا ساره ، إنتي مش فرحانه أن اخوكي بقي في أمان

نظرت لها ” ساره ” قائله باستهزاء :
_ إنتي بجد مصدقه كلام إلي اسمه حمزه ده أن سفيان في أمان ، الشرطة هتمسك اخوكي كده كده والحكم هيتنقذ

حدقتها ” سميره ” بنظرات مشتعله لتهب واقفه قائله بانفعال :
_ إنتي الكلام معاكي بقي يجيب إحباط !!

هتفت ” ساره ” قائله :
_ أنا خارجه دلوقتي يا سميره

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ رايح فين يا سفيان ؟؟ ، وحمزه قالك إيه ؟؟

تفوهت” ألماسه ” بهذا الحديث وهي تسير خلف ” سفيان ” الذي يهم بالخروج من المنزل التفت هو لها ليقول بنبره حازمه:
_ اقفلي على نفسك كويس ٠٠٠

قالت هي بنبره محتقنه وقد نفذ صبرها :
_ رد عليا رايح فين ؟؟ ، وبعدين مش كفايه مبتكلمش معايا ولا كلمه من وقت ما حمزه ده مشي ٠٠

مسح ” سفيان ” علي وجهه بضيق ليحدق بها قائلا من بين أسنانه :
_ رايح مكان ما أنا رايح ، اسمعي كلامي ومتتعبنيش أقعدي هنا واقفلي كويس علي نفسك ٠٠٠

أنهي حديثه والتفت لكي يغادر لكن تفاجئ بمن تتخطاه وتغادر المنزل لتقف وهي عاقده ذراعيها أمام صدرها قائلة بعند شديد :
_ والله ما أنت رايح في مكان من غيري ٠٠٠

نفخ بضيق شديد ليخرج من المنزل خلفها بيأس ليغلق الباب بعنف وهو ينظر لها بنظرات محتقنه ليمد يده ويلتقط كفها ليسحبها خلفه قائلا بنفاذ صبر:
_ أمري لله ، هاخدك معايا ٠٠

ابتسمت ” ألماسه ” برضا وهي تسير بجانبه تهتف بانتصار :
_ ايوه كده أسمع الكلام يا سيفو

لوي” سفيان ” فمه لينظر لها قائلا بسخريه :
_ قعدتي تقوليلي سيفو لحد ما خدت إعدام ٠٠٠

لتضغط باناملها على كفه قائله بنبره دافئه :
_ طول ما أنا موجوده اطمن محدش يقدر يقرب منك ، أنا هحميك

جاء ” سفيان ” ليرد عليها ولكن سمعوا صوت أحد الكلاب لترتعب هي لتختبيء خلفه كالطفله قائله بفزع :
_ كلب يا سفيان ، أبعده من هنا بخاااف منهم

لم يتمالك ” سفيان ” نفسه لينفجر ضاحكا وهو يقول بسخريه :
_ واضح فعلاً أنك هتحميني!! ، متخافيش يا هبله أنا معاكي

تحركت ” ألماسه “من خلفه بملامح خائفه لتقبض على ذراع ” سفيان ” بيدها ، ليضحك هو قائلا بيأس :
_ صبرني يارب على ألماسه

وضعت كف يدها الأخري على وجهها قائله بتوتر :
_يلا أمشي عشان نعدي الكلب ٠٠٠

ابتسم هو باستمتاع على تصرفاتها الطفوليه ليسير بها وهي تمسك بذراعه وهو يقول بمشاكسه :
_ مين يصدق ان الي فكرت وهربتني من السجن تكون بتخاف من الكلاب !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تتسطح ” ساره ” علي فراش في أحد العيادات بانتظار الطبيب الذي سوف يقوم بعملية الإجهاض لها كانت ملامحها شاحبه وباهته والخوف يسطير عليها ، دلفت الممرضه لتعدها للعمليه لتثرثر مخبره إياها وهي تنظر لها بنظرات احتقار أصابت الأخري :
_ الدكتور كان رافض يعمل العملية دي نهائي ، لو لا أن صاحبتك الي بره أصرت عليه وهو عشان عارفها مرضيش يزعلها ، أنا مش فاهمه إيه إلي يخلي بنت تعمل كده في نفسها ٠٠٠

أغمضت ” ساره ” عيونها بقوه وهي تشعر بدموعها تهدد بالانهمار ، ليدلف الطبيب في هذه اللحظه وهو يقول بفتور :
_ جاهزه يا مدام ؟؟

فتحت ” ساره ” جفونها وهي تشعر أن هذا الصوت مألوف لديها ليقع بصرها على هذا الشاب المجهول جارها والذي يدعي ” رائد ” ، لتتسع عيونه هو الآخر عندما رأها ليقول بصدمه:
_ إنتي!!
يتبع

error: