العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

“49”
_ سميره أنا نضفت اوضة النوم٠٠

نطقت ألماسه بتلك الكلمات بعبوس ، فسفيان قرر معاقبتها بأخذها لمعاونة شقيقته في تنظيف الشقه ٠٠

انطلقت ضحكه خافته من سميره وهي تجفف كفيها بمنشفة المطبخ الذي خرجت منه للتو ،ثم هتفت بمواساه ضاحكه :
_ معلش يا ماسه ، سفيان كده متعب ، أنا قولت لماما تبتعلتي ساره

مطت ألماسه شفتيها قائله بقله حيله :
_ هعمل ايه بقي في اخوكي ده هو الي صمم اجي أنا ، بيعقابني ابن حنان

شرعت سميره في تنظيم الوسادات الصغيرة على الأريكة وهي تهتف ببسمه لطيفه :
_ بس بيحبك ، ده حتى قالي متعبكيش في الشغل عشان الحمل وكده ، وقعد يقولي توصيات كتير

ردت عليها ألماسه بأستياء وهي تعدل كراسي طاوله السفره :
_ لا كتر خيره الصراحه

طرقات على الباب جعلت ألماسه تحدق بسميره قائلة باستفهام :
_ هو جوزك بيرجع بدري كده من الشغل ؟؟

اجابتها سميره نافيه بتخمين وهي تتقدم باتجاه باب الشقه :
_ لا دي أكيد حماتي

فتحت سميره الباب لتجد توقعها صحيح فها هي تقف حماتها السيده ” علياء” ترتدي جلباب منزلي عليه طرحه موضوعه باهمال ،ذمت الاخيره شفتيها قائله وهي تتجاوز سميره لتدلف داخل الشقه:
_ إيه ، كل ده بتنضفي الشقه

أنهت حديثها وهي تتفحص ألماسه بنظرات غير راضية حيث ترتدي الاخيره بنطال قصير ضيق وبلوزه ضيقه ذات أكمام قصيرة ، وتعقص شعرها على هيئة كعكه عشوائية، رحبت بها ألماسه قائله بنبرة عذبه :
_ أهلا يا طنط ، ازيك !!

اغلقت سميره باب الشقه وتقدمت منهم قائله ببشاشه :
_ دي ألماسه يا طنط مرات أخويا

_ دي إلي طلق مراته عشانها ، وكانت هربانه معاه

نطقت السيده علياء بتلك الكلمات بنبرة مبتبرمه وهي تمصمص شفتيها ٠٠٠

أحمر وجه ألماسه بقليل من الغضب لكنها تماسكت واستدرات تستكمل عملها حيث التقطت المنظفات من على الطاوله ودلفت الي المرحاض ٠٠

بينما ضغطت سميره على أسنانها قائله بنبره جاهدت في خروجها هادئه :
_ اتفضلي يا طنط أقعدي ، هعملك حاجه تشربيها

لوت السيده علياء فمها وقالت بلا مباله :
_ وماله يا ختي اعملي

قالت تلك الكلمات وهي تجلس على أحد المقاعد متربعه بأريحية ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اخبرته في لحظه جراءه بجميع مضايقات ذلك الفظ لها ، ليثور وينفعل ويغضب عازم على تلقين ذلك الحقير درس لا ينساه طوال حياته ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، حيث سافر ذلك اللعين إلي مصر اليوم لوفاة والده في حادث ٠٠٠

جلس يحدق بغضب مكبوت بزوجته زهره الجالسه منكمشه في نفسها بقلق وريبه والصمت مسيطر عليها ٠٠٠

زفر مراد طويلا ليسيطر على نفسه ثم قال بنبرة حاول جعلها هادئه لكن خرجت حاده بعض الشئ وهو يسألها :
_ ليه مقولتيش ليا من أول ما بدأ يضايقك ؟؟

ارتفعت نبرته في آخر كلمه بعصبية لم يستطع السيطرة عليها مما جعلها ترتعد وتنكمش في نفسها وظلت للحظات محتفظه بالصمت ثم تشجعت واستجمعت نفسها قائله بتبرير عقلاني :
_ مراد ، لو كنت قولتلك كنت أكيد هتتعصب وتجنن زي دلوقتي فعشان كده مردتش اقولك ، لو سمحت أهدي الموضوع يضايق وينرفز عارفه ، بس أنا مكنتش بديله فرصه صدقني كان اخره كلمتين و

قاطعها مراد ضاربا بقبضته على الطاوله قائلا بنبره عصبيه جعلت عروقه بارزه :
_ إنتي واعيه لكلامك يا زهره ، يعني إيه آخره كلمتين ، إنتي كنتي ناويه تستني اما أيديه تتمد عليكي

تماسكت زهره قدر الإمكان وحاولت بعقل احتواء غضبه حيث وقفت لتجلس على الأريكة بجانبه والتقطت كفه بين كفيها تربط عليه بلطف وهي تقول بنبره هادئه مستعطفه إياه :
_ مراد ، فكها بقي عشاني

نزع كفه من بين كفيها ثم نهض بصمت غاضب واتجه نحو باب الشقه ليغادر بهدوء غاضب تاركا إياها تنظر في اثره بحزن وقلة حيله فهو معه كل الحق في غضبه !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ صهيب خد ابنك خلي بالك منه

نطقت مهره بتلك الكلمات وهي تناول صهيب الرضيع النائم بسلام ،حمل هو” يزيد” عاقد حاجبيه وهو يتفحص ملابسها التي توضح استعدادها للخروج ليسألها بتعجب :
_ راحه فين كده ؟؟

اجابته وهي ترتدي حقيبتها السوادء واضعه بها هاتفها ومفتاحيها بها :
_ راحه العياده بتاعتي

قطب هو حاجبيه مردد باستعجاب :
_ نعم !!

كررت جملتها بمنتهي الهدوء :
_ راحه العياده بتاعتي ، في حد من المرضي القدام محتاجني

بدي على صهيب التجهم حيث انحني يضع طفله على الأريكة بحرص ثم اعتدل فى وقفته وحرك كفه أمامها قائلا باستنكار :
_ قوليه إلي إنتي قولتيه تاني كده ، راحه فين يا ختي !! ،ومين ده إلي محتاجك قولتيلي !! ، وبعدين عيادة إيه وأبنك لسه صغير !!

نطق آخر جمله بانفعال طفيف ٠٠

زفرت مهره على مهل وقالت بنبره هادئه للغايه :
_ أنا كنت قررت اسيب الشغل عشان خاطر يزيد ، بس برضوا لما يكون حد محتاجني مقدرش اقوله لا ، وده كان بيتعالج عندي من سنين مقدرش اقول لا

ضغط صهيب على أسنانه وحاول بمنتهي العقلانية تقبل الموقف وسألها بلين :
_مين الشخص ده ؟؟

تعجبت مهره من سؤاله وقالت بعدم فهم :
_ مش فاهمه !!

وضح لها صهيب مقصده قائلا بتوضيح :
_ قصدي راجل ،ست !!

عدلت مهره من وضع حقيبتها على كتفها قائله بادراك :
_ اه ، راجل ، بس ده هيفرق إيه !!

قالت أخر جمله محتاره ، ليكز هو على أسنانه قائلا بترقب :
_ شاب ؟!!

إجابته هي بعد اكتراث محتار :
_ ايوه شاب ، فين المشكله !!

بدي على ملامح صهيب التهجم وقال بنبره صارمه للغايه :
_ خليه يشوفله دكتور تاني ، ويلا على جوه مفيش خروج

ظهر على معالم مهره الضيق وتسألت بتريث منفعل بعض الشئ :
_ ليه بقي أن شاء الله

كز على أسنانه واجابها بتسلط وحزم :
_ مراتي متقعدش تكلم مع رجاله ولا تعالجهم

تقلصت تعابير مهره بشده وقالت بنبره منفعله باستنكار :
_ ده إسمه إيه ده بقي ، ده شغلي على فكره يا صهيب ، وانت مش هتحبسني في البيت !!

قالت جملتها وهي تتجاوزه تسير نحو باب الشقه ، لكنه اوقفها حين قال بنبره مرتفعه صارمه :
_ مهره اعقلي واقعدي مع ابنك وسيبك من حوار الشغل ده

استدرات له وقالت بنبره متأففه مفعمه بالحيره :
_ مالك بجد يا صهيب!! ، أنا مش شايفه الموضوع مستاهل ، أنا دكتوره و

ضغط صهيب على الكلمات بشده وهو يرد عليها باستهجان مقاطع إياها :
_ دكتوره نفسيه ، يعني وظيفتك تقعدي تكلمي مع الناس ٠٠٠انا بقي متخلف يا ستي مقبلش مراتي تقعد تكلم مع رجاله ، عايزه تكملي في شغلك يبقي كلهم ستات بس

انكمشت ملامح مهره بشده وردت عليه بانفعال مندفع :
_ اشمعنا أنا بقي ، ما الماسه أيام ما كنت بتحبها كانت عارضة أزياء و ٠٠٠

بدي على صهيب الاستنكار الغاضب من ذكرها ” ألماسه ” ليفقد أعصابه قائلا بعصبية :
_ إيه إلي دخل ألماسه في الموضوع دلوقتي !!

أدركت مهره ما قالته وشعرت بالحنق من نفسها لكنها لم تظهر ذلك له بل قالت تبرر بنفس النبره المنفعله :
_انا قصدي أن كنت بتحبها وكانت حياتها بالشكل ده، وأنا إلي شغاله دكتوره رافض شغلي ممكن افهم ليه بقي !!

ارتسمت معالم الغضب على صهيب واتي أن يرد عليها ولكن قاطعه بكاء صغيره ليشير لها إلي الرضيع قائلا من بين أسنانه بنبره حاده :
_ أقعدي سكتي ابنك يا دكتوره ، ولينا كلام مع بعض

ركلت مهره بقدميها في الأرض بغضب قائله بنبره متعنده منفعله :
_ هروح يا صهيب وابنك عندك خلي بالك أنت منه

قالت تلك الجملة وهي تسدير سريعا لتفتح باب الشقه وتصفعه خلفها بعد أن رمقته نظره مليئه بالتحدي الانثوي الغاضب ٠٠٠مما دفعه ليكور قبضته بشده شاعرا بالحنق منها ومن تحديها له٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ارتدت ألماسه ملابسها واخذت تعدل من طرحتها واضعه بها الدبابيس وهي تخرج من أحد الغرف بمنزل سميره لتجد الاخيره جالسه مع السيده علياء التي حدقتها ببسمه صفراء قائله :
_ راحه فين يا مايسه !!

زفرت ألماسه قائله بنفاذ صبر مبتسمه ببرود :
_ إسمي ألماسه يا طنط قولتلك، وراحه فين ، فأنا همشي بقي

مصمصت علياء فمها وأشارت إلي ألماسه على الأريكة بجانبها قائله بنبره هادئه :
_ما علينا ، تعالى أقعدي جمبي نتكلم شويه

رفعت ألماسه حاجب ونزلت الآخر ونظرت إلى سميره نظره متعجبه لتقول الاخيره بابتسامة طفيفه:
_ تعالى يا ألماسه ،اقعدي لسه بدري ،وانا هقوم أكمل تحضير الغدا عشان تتغدي معانا

اقتربت ألماسه وجلست بجانب السيده علياء وهي تقول الي سميره باعتراض :
_ لا أنا هقعد خمس دقايق وامشي عشان ورايا مذاكره

قالت سميره باصرار لطيف وهي تنهض من مكانها تتجهه نحو المطبخ :
_ لا مينفعش إنتي تعبتي معايا

زفرت ألماسه وجلست بملل تحدق في السجاده السوادء المفروشه على الأرضية بينما تراقبها السيده علياء بدقه ثم تنحنحت متساله بفضول :
_ في مشاكل في حملك ؟؟

حركت رأسها نحوها واستغربت سؤالها لكنها قالت بنفي :
_لا الحمدالله

لوت السيده علياء فمها قائله بنبره متحسره :
_ حسره على ابني

قالت ألماسه بعدم فهم مستفسره :
_ ليه بتقولي كده ؟!

إجابتها السيده علياء بنبره ممتعضه :
_ يعني مش عارفه ، أخت جوزك مفيش حمل بيكملها ، مش نافعه في حاجه

شعرت ألماسه بالحنق من حديثها ولكنها تحكمت في نفسها قائله بانزعاج مدافعه :
_ وهي ذنبها إيه يا طنط يعني ، دي حاجه بتاعت ربنا

شوحت الأخري بيدها قائله بنبره منفعله مفعمه بالسخط:
_ وابني ذنبه ايه ، دول متجوزين من زمن ، ودي كل ما تحمل تسقط ، نصيب ابني مراته تبقي معيوبه

شعرت ألماسه بالضيق الشديد من حديثها وهتفت من بين أسنانها :
_ على فكره يا طنط لو إبنك كان عنده مشكله في الحمل طنط حنان مكنتش هتقول الكلام ده ، وبعدين إلي اعرفه ان سميره معندهاش مشاكل ، هي بس حظها كده

صاحت علياء مدافعه عن ابنها بنبره حاده متباهيه :
_ يا حبيبتي أنا ابني زي الفل هي الي فيها عيب ، ده لو اتجوز من بكره البيت هيبقى مليان عيال

ردت عليها ألماسه مندفعه بانفعال ساخر :
_ خلاص جوزيه ، مستنيه إيه !!

ربطت السيده علياء طرحتها اكثر وهي ترد عليها بنبره متبرمه :
_ أنا لو عليا هجوزه في لحظه ، بس هو بيحبها

ارتسمت ابتسامه صفرا على ثغر ألماسه وهي تهتف بنبره منتصره :
_ اديكي قولتي بيحبها ، يبقي حضرتك متحشريش نفسك بقي

تقلصت تعابير السيده علياء وضربت على صدرها قائلة بنبره مستنكره مشدوهه :
_ مين دي إلي متحشرش نفسها ، إنتي أزي تكلمي معايا كده ، إيه قلة الأدب بتاعتك دي يا بت !!

انكمشت ملامح ألماسه ورفعت سبابتها وهي ترد عليها بحده طفيفه محذره :
_ لو سمحتي أنا مش قليلة الأدب

لوت السيده علياء فمها وحدقتها بنظرات مستهزاءه قائله باستهجان مصره:
_ ايوه قليلة الأدب ، ده إنتي مشاء الله سمعتك سابقكي ، قال وأنا قاعده بتكلم معاكي !! ، بتردي على واحده قد أمك ، الي شكلها معرفتش تربيكي ٠٠٠

قاطعتها ألماسه وهي تهب واقفه قائله بعصبية متشنجه :
_ سيره أمي متجيش على لسانك، وأنا متربيه غصب عن أي حد

خرجت سميره أثر أصواتهم المرتفعه من المطبخ هاتفه بنبره قلقه :
_ في إيه ؟؟

السيده علياء وبصرها معلق بألمالسه رامقه إياها شزرا قالت بنبره شديده :
_ في أن مرات اخوكي قليلة الربايه ، بترد عليا

خفضت ألماسه بصرها ناظره إليها قائله بنبره غاضبه :
_ إنتي أزي تكلمي عني كده أنا متربيه كويس أوي يا طنط

قالت الكلمه الاخيره ضاغطه على الحروف باستهزاء ٠٠٠

اقتربت سميره المشدوهه من الموقف وهتفت بهدوء محاوله تلطيف الأجواء :
_ممكن تهدوا في إيه لكل ده بس !!

نهضت السيده علياء واضعه يدها بخصرها ونقلت نظراتها بينهم قائله بنبره قويه متعنده :
_ اطلعي بره بيتي يا بت إنتي

أحمر وجه ألماسه بشده من الانفعال وقالت ضاغطه على أسنانها بحنق :
_ طالعه ا ٠٠٠

قاطعتها سميره قائله بنبره حازمه وبصرها معلق بالسيدة علياء :
_ مينفعش كده يا طنط ،دي مرات اخويا ٠٠٠

حدقتها علياء بنظرات باحتقان قائله بحده :
_ خدي يا حبيبتي مرات اخوكي وبره بيتي انتوا الاتنين

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست ياسمين مترابعه على الفراش واضعه كفها تحت ذقنها تتذكر آخر موقف لها مع حمزه بالقسم ٠٠

_ إنتي غبيه يا بنتي !!

نطق حمزه بتلك الكلمات بنبره ساخطه محدق بياسمين الجالسه أمامه وقد جفت دموعها ، ولكن وجهها محمر من أثر البكاء٠٠ ردت عليه بصوت متحشرج واجم :
_ شكرا على أنت عملته ، واهو أنا حكتلك الموضوع ممكن تسيبني أمشي بقي

زفر حمزه بشده وقال بنبره حاول جعلها لطيفه ولكن خرجت غليظه :
_ بقي واحده لسه متعرفه عليها فجأه كده تروحي بيتها بمنتهي الثقه إنتي أزي كده !!،دماغك دي ازي !!!

إجابته ياسمين بتبرير خافت :
_ أنا بثق في الناس بسهوله و

_ غلط
نطق حمزه تلك الكلمه بحده ، ثم استطرد بنبره أقل حده :
_ ثقتك في الناس متبقاش بالسهوله دي ٠٠

قاطعته ياسمين قائله بإرهاق :
_ لو سمحت أنا تعبانه وعايزه أمشي ، ممكن

قالت أخر كلمه برجاء منهك ، ليشعر حمزه بحالتها فيشير لها قائلا بخشونه:
_ أمشي

فاقت من تذكرها على صوت والدتها التي دلفت إلي الغرفه هاتفه باهتمام :
_ مش هتاكلي يا ياسمين ؟؟

حركت ياسمين رأسها تنظر لها وزفرت قائله بعدم اكتراث:
_ مليش نفس

اقتربت والدتها لتجلس بجانبها على الفراش وسألتها باهتمام :
_ مالك بقي في إيه ؟؟

لم تجبها ياسمين فقط نظراتها الزائغه الحائره من عبرت عن مشاعرها ، فربتت والدتها على كتفها ناظره لها بحنو تحثها على الحديث ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المستشفى

كان يمر على الحالات يتابعهم حين سمع رنين هاتفه ليخرجه من جيب معطفه الطبي ارتسمت باسمه خفيفه على ثغره حين رأي إسم شقيقته” سميره ” يتوسط الشاشه ، ليضغط على زر الرد واضعا اياه على اذنه قائلا بمرح :
_ إيه الأخبار ؟؟

اتي صوت سميره المستنجده هاتفه :
_ سفيان الحقني

ارتسمت على الفور ملامح القلق على وجهه ليقول بتلهف :
_ في إيه !!! ، ألماسه كويسه !!

إجابته شقيقته بإيجاز شارحه :
_ بتتخانق مع حماتي ومش عارفه اتصرف

تقلصت تعابيره وظل لحظات يدرك ما قالته ثم هتف على الفور بصرامه:
_ أنا جاي أهو

قااال تلك الكلمات وهو يغلق المكالمه محرك رأسه بيأس من تصرفاتها ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اتي المساء

_انتي إيه يا بنتي ، طفله إيه تصرفات العيال دي !!

صاح سفيان بتلك الكلمات بنفاذ صبر وعدم رضا وهو يقف أمام ألماسه في منزلهم

إجابته هي بتذمر واقتناع:
_ أنا معملتش حاجه غلط ، هي الي ست مستفزه

انكمشت ملامح سفيان وقال بتأنيب يعنفها :
_دي ست كبيره عيب تتكلمي كده وطريقتك معاها غلط

فتحت فمها لكي تدافع عن نفسها لكنه اوقفها باشاره منه قائلا بحزم شديد :
_ ولا كلمه ، إنتي مش صغيره المفروض تكوني عارفه أن احترام الكبير واجب حتي لو غلطت فيكي أو في سميره المفروض تتماسكي ٠٠

لوت فمها قائله بامتعاض وهي تلوح بيدها:
_انت عايز تتطلعني غلطانه وخلاص !!

زفر سفيان بشده وصمت محرك رأسه بقلة حيله ، لتشير هي له قائله بعند واقتناع تام :
_ سفيان أنا لساني طويل ومبسكتش عن حقي ، حتي لو ست كبيره ده ميسمحش لها تكلمني كده او تكلم عن سميره بالشكل ده ، دي أنا ألماسه

قالت الجمله الاخيره باعتزاز بنفسها ، مما جعله يرمي بثقل جسده على الأريكة وهو يشعر أن لديه مهمه جاده في تغير تلك الصغيره ٠٠ نظر لها بطرف عينه قائلا باقتضاب :
_ روحي حضري حاجه تتاكل

ذمت شفتيها بعدم رضا واقتربت تجلس بجانبه على الأريكة قائله بنبره متريثه :
_ سفيان أنا تعبت من حكايه البيت والطبيخ ده

نفخ سفيان قائلا بترقب هاديء :
_ يعني عايزه إيه !!

رسمت هي بسمه وديعه على ثغرها قائله برجاء :
_ هاتلي خدامه

رفع حاجب ونزل الآخر باستنكار وحرك يده أمام اذنه قائلا بسخرية :
_ نعم ياختي !!!، خدامه مين !!!

زفرت بانزعاج من سخريته وقالت بصبر زائف:
_ خدامه يا سفيان زي صحابي هو أنا شويه ، اشمعنا أنا

_ إنتي سخنه ولا حاجه يا ألماسه !!

نطق سفياان تلك الكلمات محدق إياها بنظرات مستهزءه ، لتنفعل قائله بمنتهي الجديه:
_ بتكلم جد على فكره

وضع سفيان كفه علي ذراعها بفظاظه قائلا بنفاذ صبر :
_الماسه الله يكرمك أنا تعبان وجعان قومي غيري هدومك واعمليلي أكل

تأففت هي قائله بانزعاج :
_ بطل رخامه ، أنا دلوقتي حامل والكليه كمان فلازم خدامه

رسم سفيان بسمه بارده على ثغره قائلا باستخفاف :
_ بكام ؟؟ ومنين !!

ضيقت ألماسه ما بين عينيها متسأله بعدم فهم :
_ مش فاهمه !!

رد هو عليها مفسر بنفاذ صبر وهو يقلب شفتيه بملل :
_ يعني المرتب على قد مصاريفنا ومصاريف أهلي

بدي على ألماسه بعض الضيق وقالت بخفوت مفعم بالترقب :
_ أنت بقي هتفضل تصرف على اهلك كتير !!

أنكمشت تعابير سفيان ببطء وقطب حاجبيه متسأل بغلاظه:
_ تقصدي إيه !!! ، مصرفش عليهم ليه !!، هم ليهم مين غيري يعني!!

حاولت ألماسه تمالك نفسها ورسمت ابتسامه طفيفه على ثغرها قائله بلطف رقيق:
_ مش قصدي يا سفيان طبعاً دول أهلك ،طب اقولك ايه رأيك اشتغل واساعدك !!

قالت أخر جمله باقتراح مرتبك ، بدي على سفيان أنه يفهم ما يدور في ذهنها حين قال بنبره فظه :
_ هاتي الي عندك !!

توترت ألماسه قليلا ثم زفرت على مهل وقالت بصدق مندفع :
_ بص كده من الاخر يا سفيان إحنا هيبقى لينا احتياجات في طفل جاي في الطريق مينفعش تفضل تقسم مرتبك علينا وعلى أهلك أنا في حاجات ببقي عايزه اجيبها مبعرفش الفلوس مش بتقضي ، أنا بقولك يا تسيبني اشتغل يا ساره أختك تشتغل وتصرف هي علي نفسها وعلى طنط حنان

أنهت آخر كلمه بتوتر وهي تلاحظ تعبيرات وجهه التي كانت تنكمش بحده مع كل كلمه تخرج من فمها ٠٠٠

اعتدل في جلسته وظل صامت للحظات يحدقها بنظرات مبهمه ثم قال بنبره جامده مقتضبة :
_ الي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد

ابتلعت ألماسه ريقها متسأله بارتباك :
_ تقصد ايه؟؟

أجابها بتوضيح غاضب مفعم بنظرات الحنق وعدم الرضا الذي يرسلها لها :
_ زي ما إنتي مراتي وليكي حق عليا هم كمان ليهم حق عليا دول أهلي ، وزي ما أنا مش هسمح لمراتي أنها تشتغل برضوا مش هسمح لاختي أنها تشتغل ، وطول ما أنا عايش هيفضل ليهم حق عندي زيك زيهم ٠٠

أحمر وجهها من الإحراج والضيق وقالت بتلعثم شديد :
_ أنا، بس ، بقولك وجهه نظري ، أنا اسفه

حاول سفيان السيطرة على نفسه والتحلي بالصبر معها لمعرفته كيف كانت حياتها ، رفع كفه يملس على أحد وجنتيها قائلاً بنبرة هادئه:
_ ألماسه أنتي عمرك طلبتي من أي حاجه ومجبتهاش ليكي !!!

حركت رأسها نافيه وجنتيها محمرتين من الحرج وقالت تبرر بارتباك وهي تفرك كفيها في بعضهم:
_ بس في حاجات ببقي محتاجها ، بتحرج يعني اقولك عليها عشان عارفه الظروف

زفر على مهل وأبعد كفه من على وجنتيها ليضربها علي جبينها قائلا بعتاب :
_ أنا مبحبش الأسلوب ده محتاجه حاجه اطلبي أنا مش واحد غريب هتكسفي تطلبي منه

أخفت ألماسه ببراعه ضيقها وقالت بخفوت ناعم تحاول اقناعه :
_ ماشي يا سفيان ، عموماً أنا كنت بقولك وجهة نظري وياريت تفكر فيها بجد ده لمصلحتنا في المستقبل

حدقها سفيان بنظرات عدم رضا حاده مفعمه بقلة الصبر ثم اشاح ببصره بعيد عنها قائلا بجمود محذر إياها :
_ قومي أحسن ما اقلب عليكي دلوقتي

ذمت شفتيها قائله باقتناع متذمر :
_ أنا بتكلم صح على فكره و

قاطعها سفيان باشاره من يده وهو ينظر لها قائلا بصرامه ولهجه شديده :
_ ولا كلمه زياده الموضوع ده يتقفل عشان ميخصكيش أعمل لاهلي معملش ليهم أنا حر

أحمر وجهها من الحنق وهبت واقفه قائله بانزعاج :
_ ماشي يا سفيان ، ماااااشي

قالت أخر كلمه بنبره مرتفعه مستسلمه وتحركت باتجاه غرفتهم تحت انظاره الحاده المسلطه عليها ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
زفرت بخيبة أمل وهي تري مراد يتجول في الشقه دون أن يعيرها أدني اهتمام ويبدو أنه مازال غاضب منها نهضت لتسير خلفه قائله باستعطاف :
_ مراد بقي أنا مش قادره اتحمل طريقه تعاملك دي

نظر لها من طرف عينه بجمود ثم دلف إلي المطبخ وفتح الثلاجه واخرج منها زجاجة مياه ليشربها مره واحده تحت أنظار تلك التي دلفت خلفه تشعر بالضيق والحزن ، رمقها بنظره لامباله ووضع الزجاجه على الطاوله ثم خرج من المطبخ وهي خلفه تدب بقدميها في الأرض قائله بتأفف:
_ يووووه بقي ، مراد أنا مبحبش الأسلوب ده

أيضا لم يعيرها أدني اهتمام وهو يلقي بجسده على الأريكة واضعا ذراعيه خلف رأسه ، لتشتعل هي من الغيظ وتصيح بانزعاج طفولي :
_ يارب بقي على الاستفزاز ، ما قولت اسفه مكنش قصدي اخبي عنك حاجه ، أنت بتعشق النكد يا ابني

رمقها بنظره خاطفه بارد ، لتشتعل أكثر من الحنق صائحه :
_ أول مره اشوف راجل نكدي على فكره

رمها مراد بنظره حاده قائلا بصوت فظ متوعد :
_ مين ده الي نكدي !!

اجابته هي باستفزاز وهي تذم شفتيها:
_ أنت

كاد أن يبتسم لكنه تحكم في نفسه قائلا بفتور :
_ عارف

ركلت بقدميها في عنف في الأرض وكادت أن تشد شعرها من طريقه تعامله وهي تصيح بيأس :
_ يعني مش هتصالحني !!

ارتسمت علامات الذهول المزيف على وجهه قائلا باستنكار :
_ مين إلي يصالح مين !

إجابته بدلال وهي تقترب لتجلس على ركبتيها بجانب الاريكه :
_ أنت إلي تصالحني

اعتدل هو نصف جلسه رافعا أحد حاجبيه قائلا بتبرم:
_ والله !!

رفعت هي كفها تتلاعب في خصلات شعره بطفوله وأخذت ترمش بعيونها قائله بصوت حاولت قدر الإمكان أن تجعله أنثوي رقيق :
_ أنا غلطانه وستين غلطانه أني مقولتش ليك يا سيدي، بس بقي عشان خاطر زهره تسامحني

ظهر طيف ابتسامه على ثغر مراد من اسلوبها لكنه أخفي ذلك سريعا وقال ببرود زائف :
_ ايوه يعني عايزه إيه !!

أبعدت كفها عن شعره وقالت بجديه مزيفه وهي تذم شفتيها :
_ قولي أنا أسف وأنا هسامحك على طول

_ يا شيخه !!

نطق تلك الكلمه باستنكار وهو يحاول جاهدا عدم الابتسام ثم نهض من على الأريكة وتخطاها حيث تجلس هكذا بجانب الاريكه وتحرك باتجاه غرفة النوم وهو يقول بفتور زائف :
_ أنا عايز أنام

تلون وجهها بشده من فرط غيظها وضيقها وهي تلاحقه بنظراتها ثم ضربت رأسها في الاريكه بعنف صائحه بخيبة أمل وهي على وشك الانفجار في البكاء :
_ إيه ده بقي ،ااااه بقي

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في اليوم التالي

_ صهيب كلمني زي ما بكلمك

صاحت مهره بتلك الكلمات بنفاذ صبر منفعل وهي تري صهيب يرتدي قميصه والغضب مرتسم على قسمات وجهه لينظر لها الاخيره قائلا من بين أسنانه:
_ عايزه إيه يا ست الدكتوره ، يا ترى قدرتي بكلامك تعالجي الأخ امبارح !!

كانت كلماته تحمل السخريه والسخط ، مما جعل مهره تنهض من على الفراش وتهتف بعصبية هوجاء:
_ طريقه كلامك الي زي الزفت دي مش معايا يا صهيب ، لازم تفمهني وتعرف أن ده شغلي وألماسه ا٠٠٠

لم يدعها تكمل حيث نظر لها بعيون تشتعل من الغضب قائلا بنبره قاتمه حاده :
_ طول ما أنتي أي مشكله بينا تدخلي ألماسه في النص عمرنا ما هنقدر نتفاهم يا مهره

زفرت هي بضيق من نفسها وحاولت تنظيم كلماتها قائله بنبره اقل عصبيه :
_مش قصدي اجيب سيرتها أنا بس مضايقه من تحكمك فيا

لاحظت نظراته الغاضبه فحاولت تلطيف الأجواء مقتربه منه قائله بخفوت مفعم بالرجاء :
_ ممكن نتكلم بالعقل يا صهيب

رافقت تلك الكلمات بقبله على خده الأيمن، ليزفر هو بتأفف قائلا بتبرم :
_ نتكلم بعقل وماله
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ سفيااان

صاحت ألماسه بأسمه وهي تقف في المطبخ تعد الطعام ، وجدته يقترب من المطبخ ليدلف متسأل بجفاء:
_ عايزه إيه !!

حركت رأسها تنظر له وهي تقوم بإعداد البيض المقلي محركه إياه بالمعلقه وهتفت قائله بتذمر مقلده إياه :
_ عايزه إيه !!!

رفع حاجب ونزل الآخر قائلا باستخفاف :
_ غريبه يعني ألماسه هانم صاحيه قبلي وكمان بتحضر الفطار !!

قامت ألمالسه بإغلاق النار على البيض ثم اقتربت منه قائله بشقاوه:
_ أن مكنتش أقوم أعمل الفطار لجوزي حبيبي أمال مين إلي يعمل

ضرب سفياان كف على كف قائلا باستعجاب ساخر :
_ سبحان مغير الاحوال ، مش لسه امبارح كنتي عايزه خدامه برضوا

وقفت أمامه مباشر وأشارت إلي خصلات شعرها المبتله قائله بغنج:
_ سيبك من الكلام ده ، أنا عايزة اسرح شعري

ضيق ما بين عينيه قائلا بخشونه وعدم اهتمام :
_ ما تسرحي !!

حركت شفتيها قائله بدلال مبالغ فيه وهي تحاوط عنقه بذراعيها :
_ سرحلي

ظل لحظات يتأملها بنظراته التي تحولت إلى الشغف ثم رفع كفه يتلاعب بخصلاتها المبتله قائلا بتهدج :
_سيبي شعرك كده

رمشت بعيونها ببراءه وهي تحاوط عنقه أكثر قائله بابتسامة عذبه معتذره :
_ متزعلش من كلامي امبارح يا سيفو

مال عليها ليداعب أنفها بأنفه بخفه قائلا بصوت عابث :
_ أهو أنا عشان كلمة سيفو دي زعلان منك

اغمضت جفونها ثم فتحتهم وحاولت ترتيب كلماتها قائله بتوجس :
_ سيفو عايزه أعمل معاك اتفاق

_ استر يارب
نطق سفياان بتلك الكلمات بقلق زائف وهو يحاوط خصرها بذراعيه متأمل إياها ، لتحمس هي نفسها قائله بابتسامة عريضه مترقبه:
_ نقسم الشغل

ضيق ما بين عينيه قائلا بريبه :
_ شغل إيه !!!

عضت علي شفتيها قائله بتريث مفعم بالرقه :
_ شغل البيت يا حبيبي

تقلصت تعابيره وحدقها بنظرات متبرمه قائلا باستهجان :
_ شغل إيه يا ماما !!

عضت ألماسه أكثر على شفتيها قائله بتوتر رقيق :
_ شغل البيت

ارخي سفيان ذراعيه من حول خصرها ثم أزاح ذراعيها من حول عنقه ليبتعد عنها خطواتين قائلا بسخرية :
_ إنتي عبيطه يا بنتي !!!

تأففت هي قائله بنفي مفعم بالثقة :
_ لا أنا مش عبيطه ، بالعكس أنا كلامي صح ، لازم تساعدني في شغل البيت

صمتت قليلا ثم اردفت بتفكير مصطنع غير مباليه بملامحه التي انكمشت :
_ يعني مثلا أنت عليك غسيل الهدوم ، وتنضيف الشقه وتحضير العشا والفطار بس يا سيدي ،شوفت أنا كرماك ازي !!

قالت أخر جمله ببراءة مزيفه ، فظل هو صامت للحظات يحدق بتلك التي تكاد تصيبه بالجنون ثم قال بهدوء زائف :
_ عارفه يا ألماسه يا حبيبتي أنا بفكر في إيه دلوقتي !!

حدقته هي بنظرات مترقبه قائله بخفوت :
_ بتفكر في ايه يا سيفو ؟!

أجابها هو بمنتهي الجديه رافع أحد حاجبيه للأعلي :
_ بفكر أن الجواز يبقي بعقد وله بنود زي الاتفاقية كده

بدي على ألماسه عدم الفهم حيث قالت بتعجب :
_ مش فاهمه !!

أجابها سفيان بتوضيح ساخر مبتسم باستخفاف :
_ يعني يا حبيبتي اتفاقية جواز يبقي مدته سنه وليا الحق بعد السنه يا اجدد يا مجددتش على حسب بقي مدي راحتي في الجوازه

اطلقت ألماسه ضحكه رنانه قائله بمرح مستفز :
_ دمك سكر يا سيفو

قطب سفيان حاجبيه ، بينما اقتربت هي منه وحاوطت عنقه مره اخرى بذراعيها قائله بغرور وهي تبتسم بثقه :
_ وأنت بقي يا سيفو لو في اتفاقية كده ، هتجدد ولا لا ، أنا بقول اكيد هتجدد مدي الحياة

رفع سفيان كفه ليداعب أنفها مما جعلها تبتسم أكثر ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نطق هو بابتسامة بارده :
_ أنا كنت هفسخ الاتفاقية في نص السنه يا حبيبتي

أزاحت ذراعيها من حول عنقه وعبست بشده وقالت بحزن :
_ أخص عليك يا سفيان

لاحظ ذمت شفتيها وهي تتجاوزه مغادره المطبخ والاستياء مرتسم على ملامحها ، ليصيح بصوت مرتفع عابث :
_ بس أنا للأسف مش هقدر مكملش معاكي لمدي الحياه عشان ٠٠

توقفت هي عن السير واستدارت له وقد أرتسمت ابتسامه متأمله على ثغرها قائله بأستياء مزيف:
_ عشان إيه !!

ليكمل هو بمكر غامزا لها :
_ عشان ابني إلي في بطنك طبعا

تلاشت ابتسامتها وقطبت حاجبيها بعبوس قائله بغيظ عفوي :
_ وحياة أمك يا أبن حنان !

_ وحياة أمك يا أبن حنان !!!

ردد سفيان جملتها باستنكار رافع أحد حاجبيه وقد اقترب منها ليضع يد خلف ظهرها والاخري خلف ركبيتها حاملاً إياها فجأة قائلا بوعيد زائف :
_ وحياة أمي يا أم لسانين هربيكي

أنهي جملته وهو يتحرك بها خارجا من المطبخ وهي تصيح بحنق ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ حمزه !!!

صاحت ياسمين بتلك الكلمه بذهول وهي تمسك هاتفها تضعه على اذنها وتجلس نصف جلسه على فراشها ٠٠

وصلها صوت العميق متسأل :
_ إنتي فين !!

فركت ياسمين فروة رأسها وأجابت بعفوية :
_ في البلد عند اهلي

لحظات من الصمت حتي اتها صوت الاجش المتردد بعض الشئ :
_ عايز اشوفك

ارتسم على ملامحها التعجب وهي تسأل باستغراب :
_ ليه !!

اتها إجابته الغامضه قائلا بمشاكسه غريبه عليه:
_ احتمال دي تكون اخر مره تشوفي ابو شنب

لا تعرف لما انقبض قلبها وهتفت بصوت مبحوح قلق :
_ أنت كويس !!

اتي رده سريعا حيث قال بخشونة :
_ ايوه ، بس عايز اشوفك

ارتسمت معالم الحيره على وجهها ياسمين وضغطت بأناملها على الهاتف متسأله بخفوت :
_ ليه برضوا !!

اتي صوته الرجولي المستغرب يسألها :
_ ليه إيه !!

ابتلعت ريقها ببطء قائله بخفوت متوتر :
_ ليه عايز تشوفني ، اشمعنا يعني

لحظات من الصمت فقط صوت تنفسهم هو المسيطر حتي اتي رده المتجاهل لما قالته حيث قال بنبرة جاده مقتضبة :
_ هشوفك بعد ما ترجعي من البلد ، سلام

وصلها صوت اغلاق المكالمه عقب تلك الكلمات لتنزل الهاتف من على أذنها وهي تحدق بها بتعجب والأفكار والحيره تفتك بها ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في منتصف اليوم

رنين هاتفه ما ازعجه وجعله يتملل في نومته فتح عيونه ببطء ونعاس ليحرك رأسه ينظر إلى ألماسه النائمه بجانبه براحه وتضع ذراعها على صدره ، ابتسم بهدوء ثم أمسك ذراعها ليزيحه من على صدره ثم اعتدل نصف جلسه على الفراش والتقط هاتفه من على الطاوله المتواجدة بجانب الفراش وضغط على زر الرد ووضع إياه على أذنه وهو يمرر يده في خصلات شعره قائلا بصوت يظهر به اثار النوم :
_السلام عليكم ، في حاجه !!

اتي رد الطرف الآخر الخشن :
_ دكتور سفيان ، حضرتك مجتش المستشفى ليه النهارده ، محتاجينك النهارده ضروري في المستشفى

ضرب سفياان جبهته بكف يده قائلا بصوت مبحوح :
_ أنا جاي حالا ، مسافه السكه

قال تلك الكلمات وهو يغلق المكالمه قاذفا الهاتف بجانبه على الطاوله، مما جعل ألماسه تتملل في نومته لتفتح عين وتلغق الأخري ناظره له بنعاس قائله بصوت خافت متثاوبه :
_ في إيه !!

حرك سفيان رأسه لينظر لها قائلا بقلة حيلة :
_ في أني مروحتش المستشفى بسبب سيادتك

استندت بكفيها على الفراش معتدله وهي تفرك في عيونها قائله بهمس متحشرج :
_ حد قالك متروحش يعني

داعب خصلات شعرها بيده قائلا بتنهيده عميقه :
_ قومي اعمليلي فنجان قهوه اشربه قبل ما اروح

حركت رأسها بطاعه ورفعت كفها تداعب ذقنه الناميه قائله بشقاوه :
_ هقوم اعملك حاضر عشان تعرف بس أني زوجه مطيعه

رفع حاجبيه قائلا بحسره مزيفه:
_ مطيعه أوي أوي سيادتك

اطلقت ضحكه مرحه قائله بعبث :
_ عندك شك أني مطيعه !!

عبث في خصلات شعرها بطريقه فظه قائلا بامتعاض:
_ الكدب حرام يا حبيبتي

تضايقت وأبعدت رأسها عنه قائله بانزعاج :
_ شعري يا سفيان ، شعري يا بابا ده مش هزار ده

مال سفيان عليها محدق في عيونها بشغف قائلا بتسليه :
_حد قالك أني بهزر معاكي أصلا!! ، مين إنتي عشان اهزر معاكي !!

رمشت بعيونها واجابته بنبره ناعمه :
_ أنا ألماااسه

جذبها من خصرها بأحدي ذراعيه ليقربها منه قائلا بتساؤول هامس :
_ مين ألماسه يعني ؟!

اصطنعت هي التفكير واضعه يدها تحت ذقنها والاخري تستند بها على صدره ثم قالت بغرور مرح :
_ ألماااسه ، فخامة الاسم تكفي

مال عليها وعيونه معلقه بثغرها وقد لفحت انفاسه الدافئه وجهها وهو يقول بمشاكسه :
_ إنتي متخلفه يا حبيبتي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_زهره
صاح مراد باسمها مما جعل قلبها يتراقص طربا واقتربت منه حيث يجلس يشاهد التلفاز وقالت برقه وسرور :
_ نعم يا مراد

اغمض عيونه للحظات مستمتع بطريقه نطقها لاسمه ثم فتحهم محدق إياها بنظرات هادئه ثم قال ببرود زائف :
_ حضري نفسك هننزل مصر كمان يومين

ارتسمت ابتسامه مبهجه على ثغرها وقالت بفرحه :
_ بجد يا مراد ، أنت سامحتني صح!!

قالت أخر جمله بترقب راجي ، فلم يستطع هو التحكم في نفسه وقد أرتسمت ابتسامه على ثغره قائلا بهدوء :
_ أنا مش زعلان منك ، قد ما زعلان انك مقولتيش ليا وبعاقبك على كده

ابتسمت واقتربت لتجلس بجانبه قائله بأمل مبتسمه :
_ يعني خلاص !!

ضيق ما بين عينيه ناظرا لها قائلا بمشاكسه :
_ خلاص إيه !!

أتسعت ابتسامتها قائله بخفوت متأمل :
_ خلاص سامحتني

أجابها مراد وهو ينظر إلي عيونها بعشق قائلا بهدوء متناهي:
_ أنا مقدرش ازعل منك يا زهره ، أنا بس كنت عايز اعلمك حاجه معينه أنك متخبيش أي حاجه عني مهما كانت ، فاكره زمان لما كنتي متقدريش تخبي عني اي حاجه ، أهو أنا عايزك ترجعي زي زمان

حركت رأسها عدة مرات متتاليه قائله بطاعه والإبتسامة تزين ثغرها :
_ حاضر يا مراد ، مش هخبي عنك تاني أي حاجه

أرتسمت ابتسامه محبه على ثغر مراد ومد يده خلف ظهرها ليقربها منه حيث وضعت هي رأسها على كتفه بسعاده ولهفه ، ليبتسم هو مقبل شعرها بشغف وعشق ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

في أحد الأيام

كانت ألماسه تجلس في الصباح في أحد الكافيهات القريبة من المستشفى الذي يعمل بها سفيان بانتظار الأخير حيث اتقفوا على اللقاء هنا حيث يمكث هو في المستشفى منذ يومين نظرا لظروف عمله ٠٠٠

كانت عيونها تدور بالمكان حين لمحت صهيب يدلف إلي المكان فظل بصرها معلق به وقد مرت بتلك اللحظه كل ذكرياتها معه في ذهنها ، وقع بصره هو الآخر عليها ليدقق هو النظر عليها بعدم تصديق حيث ترتدي حجاب وملابس محتشمه جعلته يشك أن تكون تلك ” ألماسه “٠٠

وجد نفسه دون أن يدري يقترب منها بخطوات بطيئة حتي وقف أمام طاولتها وأشار لها متسأل بدهشة :
_ ألماسه !!

ابتسمت ألماسه له بمجامله قائله بتوتر :
_ ايوه ، ازيك يا صهيب !!

ارتسمت تلقائياً ابتسامه على ثغر صهيب قائلاً بهمس :
_ عرف يعمل إلي مقدرتش اعمله

قطبت ما بين حاجبيها وهي تنظر له قائله باستفهام :
_هو مين !!

تحرك صهيب لسيحب المقعد الذي أمامها ثم جلس قائلا بابتسامة طفيفه :
_ جوزك ، مش إسمه سفيان برضوا !!

قال الجمله الاخيره بتخمين ، مما جعلها تبتسم بخجل قائله برقه واعتزاز:
_ايوه إسمه سفيان ، عرفت منين أني اتجوزت ؟!!

قالت الجمله الاخيره متسأله باهتمام ٠٠ فاعتدل هو في جلسته ووضع مفاتيحه وهاتفه على الطاوله قائلا بتنهيده :
_ عرفت بالصدفه

اومأت هي برأسها ثم تسألت باهتمام بالغ :
_ عامل إيه مع مهره !!

أرتسمت ابتسامه محبه على ثغر صهيب قائلاً بفخر :
_ معانا يزيد دلوقتي ، أحلي حاجه عملتيها في حياتك انك بعدتيني عنك عشان أكمل مع مهره

ارتسمت ابتسامه سعيده علي ثغر ألماسه قائله بحماس :
_ ربنا يسعدكم يارب يا صهيب ، كنت واثقه أن مهره هتقدر تسعدك

اومأ صهيب برأسه والإبتسامة تزين ثغره وهو ينظر في عيون ألماسه التي لم تؤثر به مثل الماضي ، فتيقن الآن أن مهره تمكنت من قلبه ليصبح ملكها هي وطفله فقط!!

في تلك الأثناء كان سفيان يدلف إلي المكان حين وقع بصره عليهم والإبتسامة تزين ثغرهم !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مدام ساره !!!

التفتت ساره الي مصدر الصوت واتسعت عيونها ببطء حينما وجدت رائد يقف امامها وهو يبتسم بخفه لها مما جعل قلبها يدق ، اقترب الآخر منها قائلا بنبره جاده :
_ أنا عايز اتجوز

اشاحت ساره بصرها بعيد عنه وفركت في كفيها قائله بتوتر :
_ ما تجوز وانا مالي

_ عايزه اتجوزك إنتي ، إيه رأيك !؟

نطق رائد تلك الكلمات بلطف وهو يحاول جاهدا أبعاد بصره عنها ، بينما هي نظرت له بتوتر شديد وقد دق قلبها بعنف واحمرت وجنتيها خجلا وأجابت باندفاع :
_ مش موافقه

القي نظره خاطفه عليها وقال بابتسامة جذابه مشاكسه :
_ يبقي هكلم اخوكي

زاد توترها اكثر وخفضت بصرها وقد أصبحت وجنتيها كتله وأصبحت دقات قلبها مسموعه ولم تعد قدميها تحملها ، رفعت رأسها لكي ترد عليه بخجل ولكن توقفت الكلمات بحلقها حين وجدت صالح يدلف إلي البنايه ويحتضن فتاه شابه ويضحكون بمرح ٠٠

يتبع

الفصل الخمسون والاخير( الجزء 1)

“بعد مرور فتره ”

_ عايز إيه يا حضرت الظابط ؟؟

نطقت ياسمين بذلك السؤال وهي تترجل من سيارة الأجرة واضعه الهاتف على اذنها ، ليأتيها صوته الخشن الفظ :
_ بقالي فتره بقولك عايز اشوفك ، إنتي هتعملي عليا تقيله

قال حمزه الجمله الاخيره بطريقه فظه للغايه جعلت ملامح ياسمين تتجمد للحظات ثم سيطر عليها الغضب وردت عليه قائله بعصبية متشنجه:
_ أنت الي عايز تشوفني على فكره وكل شويه تتصل مش عارفه ليه !!، ده مكنتش كم صدفه شوفنا بعض فيها دي

كانت تقول تلك الكلمات وهي تتحرك باتجاه ذلك المنزل القديم الذي أتت اليه من أجل رؤية صديقتها المريضه ، سمعت صوت أغلاق المكالمه فانزلت الهاتف من على اذنها ناظره له بحنق ثم عادت تنظر الى ذلك المنزل والذي قالت صديقتها أنه منزل جدتها حيث تمكث معها تلك الفترة هكذا اخبرتها الأخري ٠٠٠ حركت راسها تنظر إلي المنطقة الهادئة ثم تقدمت باتجاه باب المنزل ورفعت يدها تطرق على الباب عدة طرقات وباليد الأخري كانت تضع هاتفها في حقيبتها الصغيره، لحظات حتي انفتح الباب وتسمرت نظراتها على ذلك الواقف أمامها ينظر لها بغيظ واضح وهناك ابتسامه جانبيه ارتسمت على فمه ٠٠٠٠

استغرق الأمر منها بضع دقائق وهي تحدق به كالبلهاء بفم مفتوح والصدمه تعتلي وجهها ثم هتفت بعدم استعياب :
_ أنت !!!،ازي !!، ده بيت أهل صاحبتي !!

رد عليها حمزه بنبره متصلبه :
_ غبيه

أدركت الأمر في لحظات لتشعر بمدي غباءها وقد تلون وجهها بأحمرار طفيف من الغضب فضغطت علي شفتيها صائحه بانفعال:
_ ممكن أفهم بقي إيه ده !!!

كتف حمزه ذراعيه أمام صدره محدق إياها بنظراته ثم قال بنبرته الغليظه :
_ إنتي متاكده يا بنتي أن إلي في مخك ده عقل !!

رفعت سبابتها تشير له وعلامات الانزعاج ظاهره على وجهها وقالت من بين أسنانها بغيظ :
_ عايز إيه مني!!!، أنت مالك بيا أصلا !!!

حدقها حمزه بنظراته وقد أرتسمت ابتسامه على زوايا فمه ثم نطق بنبره جافه :
_ إنتي الي بتظهري في طريقي !!

سحبت ياسمين نفس طويل وسألته بعدم فهم حانق:
_ أنا إلي بظهر في طريقك !!!، أنت واعي لكلامك !!، بظهر في طريقك ازي مش فاهمه !!

حل حمزه ذراعيه من أمام صدره و استند بكفيه على الباب ثم رد عليها بنبره تحمل السخريه :
_واحده دخلت القسم عشان بس تتفرج عليه ، أو بمعني أصح توقع عريس ٠٠٠

توقف عند آخر كلمه ضاغط عليها بشده ،بينما الآخري شعرت بحراره تسري في أنحاء جسدها من الغضب وهي تصيح بنبرة مرتفعه ناريه تشع شراسه :
_انت ، أنت مش طبيعي ، عريس !! ، أنت بني ادم وقح ومش متربي ، مين دي يا بابا الي تدور على عريس!!! ، أنت اعمي صح!! ، اكشف نظر يا حضرت الظابط وشوف بتكلم مين !!، وبعدين خد هنا أنا هبصلك ليه ولا هعجب بيك ليه أصلا بشنبك المعفن ده !!

صدرت ضحكه رجوليه من حمزه وهو يتأملها بتسليه واستمتاع وجهها الأحمر بفعل الغضب ، مما جعل اعصاب ياسمين تتشنج اكثر ٠٠

توقف هو عن الضحك ليرفع حاجبه للأعلي قائلا بخبث فظ:
_ هو أنا قولت أنك معجبه بيا مثلا !! ،انا قولت توقعي عريس مش توقعي حمزه !! ،عموما يا ستي أنا بستفزك بس

قال حمزه آخر جمله بابتسامة جانبيه متأمل إياها ٠٠

حدقته ياسمين بنظرات صامته تشع غضب ثم ابتلعت ريقها ببطء قائله من بين أسنانها:
_ عايز مني ايه يا حمزه !!

حرك حمزه كتفيه للأعلي واجابها بلهجته الفظه االمفعمه بالحيره :
_ مش عارف !

ابتسمت ياسمين بسخرية قائله بغيظ :
_يعني إيه مش عارف !!، عملت حوار مع صاحبتي عشان تجيبني هنا والاخر تقولي مش عارف !!

لحظات من الصمت تخللها نظرات حمزه العميقه إلي ياسمين التي رمشت بعيونها خجلا من تحدقيه بها هكذا ، وأخيراً تحدث هو بنبرة بدت غير مفهومة لها :
_ عايزك في موضوع

لم تستطيع ياسمين إدراك ما يريد لذا دلكت جبتهتها وهي تقول بتوتر :
_ موضوع إيه !!

تنحي حمزه من أمام الباب قليلا وأشار لها قائلا بنبره هادئه :
_ أدخلي الأول اشربي حاجه وبعدين هعرفك موضوع إيه

كلماته البسيطه تلك جعلت ياسمين تنفجر فيه صائحه بصوت جهوري:
_ لا بقي عندك ، أدخل فين يا حضرت الظابط أنت فاكرني إيه !!، أنا مدخلش مكان مع راجل غريب لوحدي ، اقف معوج وأتكلم عدل أنا بقولك أهو أنت ٠٠٠

_ بسسس ، إيه إنتي مبتفصليش !!!

صاح حمزه بتلك الكلمات بنفاذ صبر محتد قليلا عكس عيونه التي كانت تبتسم لردها ذلك الذي نال اعجابه !!!

ضغطت ياسمين علي حزام حقيبتها بعنف واستدارت تنوي الذهاب ، لكنها توقفت علي صوته العميق الذي يجعل قلبها يخفق حيث قال :
_ياسمين ، تعالى هقولك على طلب

قال الجمله الاخيره بأسلوب فظ دون أن يقصد ٠٠

ظلت لحظات تعطيه ظهرها تفكر محتاره ما بين فضولها وما بين غيظها منه٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان سفيان جالس بجانب الماسه التي تحتضن بطنها المنتفخه وتشاهد التلفاز بصمت وملل ، تأمل كل تفصيله فيها بدايه من ثوبها المنزلي الازرق ، وشعرها المجعد ووجهها المرهق وجسدها الذي أصبح سمين نتيجة الحمل ، دون أن يدري شرد عقله عندما رأها مع صهيب ٠٠

عوده لما حدث

تحكم سفيان في نفسه بصعوبه وهو يتحرك باتجاههم
بملامح صلبه ٠٠

حينما لمحته هي تصلبت ابتسامتها وشعرت ببعض القلق من رد فعله ، بينما نظر صهيب في الاتجاه الذي تنظر له فلمح سفيان فأخذ يوزع نظراته بينها وبينه بهدوء وبساطه ٠٠٠

وقف سفيان أمام الطاوله وحدق بصهيب باحتقان وسألها بجمود:
_ اتاخرت عليكي ؟؟

ابتلعت هي ريقها ببطء ورفعت كفها تمسح على وجهها قائله بتعثر:
_ لا ، صهيب ، شوفته ، قصدي يعني صدفه

كانت كلماتها غير مترابطة من ارتباكها ، بينما حمل صهيب هاتفه ومفاتيحه ونهض ثم نظر إلي سفيان ومد كفه له قائلا بابتسامة متكلفه:
_ مبروك على جوازك من ألماسه

حرك سفيان بصره بين كفه الممدود وبين وجهه بنظرات جامده ثم مد كفه ليصافحه ضاغط على كف الآخر بقوه نابعه من غيرته ، سحب صهيب كفه ثم تحرك من أمامه بصمت بعد أن رمي نظره خاطفه علي ألماسه قائلا بايجاز :
_ ابقي اسئلي على مهره مراتي

قال الكلمه الاخيره ضاغط عليها بشده وقد حول بصره إلي سفيان قاصد أثبات شئ له ٠

استقبل سفيان حديثه بيسمه سخيفه ،وراقب بنظراته الآخر وهو يبتعد بخطواته ثم عاد ينظر إلى تلك التي جف حلقها بتوتر مترقبه حديثه الذي توقعته !!

سحب المقعد الذي كان يجلس عليه الآخر وجلس وشبك كفيه ببعضهم ناظرا لها بتعبيرات غير مقروءه ثم وعلى عكس توقعاتها قال بنبره هادئه :
_ بقالك كتير مستنيه !!

ظهر بوضوح على ملامحها الدهشة وقد عبرت عنها بعفوية متوتره :
_ إيه الهدوء ده !!

قلب هو شفتيه قائلا بتساؤول خشن :
_ ليه مبقاش هادي ؟؟!

عضت ألماسه على شفتيها بشده وضغطت بكفها على مفرش الطاوله قائله باضطراب:
_ كنت متوقعه يعني ،٠٠٠

حثها على الحديث قائلا بهدوء والإبتسامة البارده تزين ثغره :
_ كنتي متوقعه إيه !!

ضعطت على شفتيها اكثر وشوحت بكفها الابيض بطريقه مضطربه قائله بتوتر :
_يعني عشان شوفت صهيب قاعد معايا ٠٠

توقفت قليلا عن الحديث ثم أسترسلت بنبره حاولت جعلها هادئه ولكن خرجت قلقه متلعثمه:
_ قصدي يعني عشان صهيب ٠٠

جاهد سفيان ليرسم تعبيرات الثبات على وجهه وهو يقول بهدوء خشن :
_ إنتي عملتي حاجه غلط ؟؟

شوحت بكفها بحركات خرقاء قائله بنبره حاولت جعلها ثابته :
_ لا طبعا ، دي صدفه

قالت أخر كلمتين محاوله التبرير ، ليوقفها هو باشاره من يده قائلا بثقه لم يصطنعها :
_ أنا واثق أنها صدفه، ومفيش داعي للتوتر ده أنا بثق فيكي ، ها بقي قوليلي ماما عامله ايه وساره وعائشه بنتها ؟؟

قال أخر سؤال محاول تخطي الموضوع على الرغم من ما يشعر به من ضيق ٠٠

فاق سفيان من تذكره على ألماسه الجالسه بجانبه تحتضن بطنها المنتفخ وعلامات العبوس مرتسمه على وجهها تهتف بارهاق :
_ سفيان أنا عايزة اروح المزرعه

ظهر الانزعاج بوضوح على ملامح سفيان وقال بنفاذ صبر :
_ إنتي مبتزهقيش ،مش هنروح يا ألماسه يعني مش هنروح

قال كلماته وهو يحدقها بنظرات صارمه ٠٠

صاحت ألماسه بتأفف :
_ ليه بقي أن شاء الله ، أنا عايزة أغير جو وكمان اشوف زهره ومراد

تربع سفيان على الأريكة والتقط هاتفه من على الطاوله يعبث به متجاهل الرد على ألماسه التي وكزته في كتفه صائحه بحنق :
_ رد عليا ، سفياان بقي عايزه اروح !!

أخذ سفيان يحدق بهاتفه باهتمام واجابها بهدوء :
_ لا وأنتي عارفه ليه ده بيت عمك

وضعت ألماسه يدها على بطنها المنتفخه واعتدلت في جلستها قائله بنبره خافته تحاول اقناعه:
_ عمي !!! ما أنت عارف أنه كتب المزرعه لزهره بعد ما اتجوز البت إلي اتجوزها دي !!، يعني مش بتاعته خلينا نروح بقي

أجابها بنفاذ صبر وبصره معلق بالهاتف يكتب عليه:
_ مش فاضي يا ألماسه قولت ، اما تولدي ، هفضي نفسي ونروح

ذمت شفتيها بغيظ قائله بحزن زائف:
_ ربنا على المفتري ، خلاص يا سفيان مش عايزه اروح في مكان أصلا

رد عليها بعدم اكتراث وتركيزه منصبه على الهاتف:
_ أحسن برضوا ، قومي كلمي زهره ولا أعملي حاجه مفيده

ذمت شفتيها قائله بتذمر :
_لا مش عايزه اكلم حد أنا عايزة اتكلم معاك أنت ، كلمني وسيب التليفون من ايدك ، أنا زهقانه، قوم نخرج

أبعد سفيان بصره عن الهاتف ليحدق بها قائلا بابتسامة عابثه :
_ أهدي يا ماما اهدي يا حبيبتي ،في واحده بطنها قدامها مترين وتقولي عايزه اخرج ، ده إنتي المفروض تتكسفي من شكلك

قال كلماته مشيرا إلى بطنها المنتفخ ٠٠مما دفعها لتوكزه بعنف في كتفه قائله بضيق مستنكره :
_ مين دي إلي تكسف من شكلها يا حبيبي !!

اردفت بغرور وهي تحدق بعيونه :
لا يا حبيبي أنا كفايه عندي انك شايفني حلوه حتي لو يعني الحمل أثر عليا شويه وتخنت شويه صغيرين

قالت أخر كلمات محاوله اقناع نفسها بنبره مستاءه ٠٠

قذف سفيان هاتفه على الطاوله ومال علي وجهها يهمس بنبره ماكره :
_ تخنت شويه صغيرين !!، وبعدين مين قال إني شايفك حلوه

لفت ألماسه أحد ذراعيها حول عنقه ناظره له بشر قائله بتهديد خافت :
_ طبعاً شايفني حلوه متقدرتش تقول غير كده يا حبيبي ولا إيه !!

بدي سفيان مستمتع حيث ابتسمت عيونه ابتسامه لم تصل الي ثغره ومال أكثر على وجهها قائلا بهمس عابث:
_ وايه كمان

أبتسمت ألماسه ابتسامه ماكره ثم تصنعت الضيق قائله بتأفف :
_ إيه الريحه دي !!

قالت تلك الجملة وهي تبعد ذراعها عن عنقه متراجعه بجسدها الي آخر الأريكة ٠٠

ظهرت معالم الاستغراب على سفيان ليحدق بنفسه ثم بها قائلا بتعجب:
_ ريحة إيه !!

سألته ألماسه بانزعاج زائف:
_ أنت شارب إيه !!

نظر سفيان إلي ثيابه بدهشة حيث لم يلتقط انفه أي رائحة غريبة ثم عاد ينظر لها قائلا بتعجب شديد :
_ مش شارب حاجه !!، في إيه مفيش ريحة حاجه !!

تصنعت ألماسه العبوس قائله بانفعال زائف:
_ أنت بتكدبني يا سفيان !! ، أنت ريحتك غريبه !!

لينفعل سفيان عليها قائلا:
_ غريبه ازي يا بنتي ، إنتي هتجننيني !!

وضعت ألماسه وجهها بين كفيها وتصنعت البكاء الصارخ مصدره صوت مزعج قائله بصياح أشبه بالبكاء:
_ أنا مجنونه ، اخص عليك يعني بعد العشره دي كلها تقول عليا مجنونه ، لا أنا مش قاعدلك في البيت أنت شكلك زهقت مني عشان تخنت انت ٠٠

أدرك سفيان حيلتها ليبتسم ابتسامه ساخره مقاطع إياها بنفاذ صبر زائف :
_ كفاااايه ، إيه ده كله ،يخربيتك يا بعيده ايه متجوز قرده ، ارحميني بقي

أبعدت كفيها عن وجهها ورفعت بصرها تنظر له بملامح عابسه ثم فجأة انفجرت ضاحكه قائله من بين ضحكاتها:
_ بهزر معاك يا سيفو

رسم سفيان على ملامحه الضيق الزائف قائلا :
_ بهزر معاك يا سيفو !! ، اعملي الحاجة وقولي بهزر معاك ، كنا قاعدين هادين لازم تقلبيها جنان ٠٠

استرسل بنبره خبيثه وقد أرتسمت ابتسامه جانبيه على ثغره:
_ بس أنا غلطان أنا إلي اتجوزت عيله

ذمت شفتيها بشده وقالت بصدمه زائفه:
_ أنت كمان ندمان أنك اتجوزتني !!

حدق بعيونها قائلا بتأكيد مرح:
_ ايوه ندمان

كتفت ذراعيها أمام صدرها قائلة بحزن طفولي:
_ أنا مخصامك !!

ضحك سفيان قائلا براحه زائفة:
_ اريح برضوا

أنكمشت ملامحها وحاوطت بطنها المنتفخ قائله بغيظ شديد :
_ أنا مش هكلمك لا أنا ولا بناتك ها بقي!!

نظر سفيان الي بطنها المنتفخه وقال بابتسامة حنونه :
_ كله إلا بناتي حبايبي

أرتسمت ببطء بسمه على ثغر ألماسه وحدقت بعيونه اللامعه قائله بتساؤول خافت :
_ فرحان أني هخلف توأم بنات ؟؟

لينظر هو الآخر الي عيونها قائلا بخفوت مفعم بالحب :
_ اه فرحان ، هو صحيح إنتي وبناتك هطلعوا عليا القديم والجديد ، بس طبعا فرحان يا قردتي

اتسعت ابتسامتها لكنها قالت بأستياء:
_ بطل تقولي يا قرده

اقترب منها بجلسته ليصبح قريب منها أكثر ثم تحدث بخفوت خشن :
_ بذمتك مش لايق عليكي إسم قرده

اقتربت هي بوجهها منه قائله بتحذير رقيق:
_ ابن حنان ، خاااف مني يا حبيبي

مال سفيان أكثر على وجهها ونظراته هائمه بها ثم قال بهمس :
_ ألماسه !!

لمعت عيون ألماسه قائله بهمس هي الآخري :
_ سيفو !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في بيت المزرعه

_زهره خلاص بقي كفايه تفكير في ابوكي

نطق مراد بتلك الكلمات وهو يدلف إلي الغرفه حيث زهره الجالسه على الفراش تضع كفها أسفل ذقنها وعلامات الحزن ظاهره على ملامحها ٠٠٠

حركت هي رأسها تنظر له وزفرت طويلاً قائله بأسي:
_ بابا اتغير أوي يا مراد معايا ، من ساعة جوازه بالبنت الصغيرة دي وهو حالته حاله ، أنا مخنوقه اوي

تنهد مراد واقترب من الفراش قائلا بهدوء متناهي:
_ زهره هو حر ، هو مش صغير عشان تشيلي همه بالطريقة دي ، يتجوز يطلق براحته

استنكرت زهره حديثه حيث قالت بضيق:
_ لا مش براحته يا مراد ، أنا بنته ومن حقي عليه أنه يحافظ على منظري قدام الناس

رفعت كفها تشوح قائله بنبرة مختنقه:
_ أنت مشفتش الناس بتكلم عنه ازي !!

رد عليها مراد قائلا بعدم اكتراث:
_ والله بقي أنا شايف أنه حر

حدقته زهره بنظره حانقه وهتفت بنفاذ صبر:
_ مراد لو سمحت متعصبنيش ، لا مش حر طبعاً

أخذ مراد نفس عميق ثم قال بنبرة حاول جعلها هادئه:
_زهره تعالي ننزل نقعد تحت وسيبك من الكلام في الموضوع ده

قال تلك الكلمات قاصد تغيير الموضوع ٠٠

تسطحت زهره على الفراش وسحبت الغطاء علي جسدها قائله باختناق :
_ لو سمحت يا مراد سيبني أنا عايزة أنام

قطب مراد حاجبيه متسأل بأستياء :
_ هتنامي بالنهار !!

نامت على أحد جانبيها قائله بنبره تشبه من أوشك على البكاء:
_ ايوه ، عندك اعتراض !!

زفر مراد وقال بيأس:
_ لا معنديش يا زهره إنتي حره !!، أنا نازل

قال تلك الكلمات وهو يحدق بعيونها التي اغلقتهم ثم استدار ليغادر الغرفه بصمت مغلق الباب خلفه٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ ها عايز إيه بقي ؟؟، أنا جيت معاك لحد هنا عشان اعرف أنت عايز إيه !!

نطقت ياسمين بذلك السؤال وهي تجلس امام حمزه في أحد الكافيهات ٠٠

مسح حمزه على وجهه وتردد كثيرا في اخبرها فما يريد لكنه بالاخر حسم أمره وقال بنبرة قاتمه :
_ عايزك في موضوع جواز

دق قلب ياسمين بعنف وشعرت بقشعريره لذيذه تسري في جسدها وارتبكت وتوردت وجنتيها بشده وارتعشت يدها الموضوعه على الطاوله فحاولت قدر الإمكان الهدوء وهي تتحدث ولكن خرجت نبرتها متوتره خجله :
_ جواز !!، جواز من مين !!

تنحنح حمزه وبدت ملامحه جامده لا تستطيع قراءتها وهو يقول بخشونه :
_ ابن عمي

انكمشت ملامحها ببطء شديد ورمشت بعيونها عدة مرات محدقه اياه بنظرات غير مصدقه وقد عجز لسانها عن الرد ،ابتلعت ريقها ثم تسألت ببلاهه :
_ مين !!

زفر حمزه على مهل وقال بنبره بارده للغايه :
_ أبن عمي ، أنا عارف أنه طلب غريب بس أنا شايفك مناسبه ليه جدا ٠٠٠

_ مناسبه لمين !!

نطقت ياسمين تلك الجملة باستنكار به بعض الحده وقد أصبح وجهها شاحب

تلاعب حمزه بشاربه وحدق بها قائلا بأسلوب جاف :
_ بصي يا انسه ياسمين، أنتي شخصيتك مناسبه لابن عمي، من خلال الكم موقف الي شوفتك فيهم بصراحه إنتي شخصية محترمه ، وخدي بالك أنا أول مره اقول الكلام ده لحد ٠٠

راقب تعبيرات وجهها المتجهم وتفهم بذكائه ما تشعر به ، فاردف بنبرة قاتمه :
_ أنا عارف كويس أنك توقعتي حاجه تانيه !!

استندت بكفيها على الطاوله وبدي الغضب على ملامحها عندما فمهت مقصده لتقول بتساؤول حاد :
_ قصدك ايه !! ، وبعدين أنت شغال خاطبه ولا إيه يا حضرة الظابط!!

قالت أخر جمله باستهزاء لاذع ٠٠ فارتسمت ابتسامه جانبيه على ثغر حمزه وقال بأسلوب ساخر :
_اه شغال خاطبه عندك مانع !!

أحمر وجهها من الغضب وقالت بحده :
_ حد قالك قبل كده أنك بارد وقليل الذوق

تغيرت نظرات حمزه الي الحده ورفع سبابته امامها قائلا ببرود حاد:
_ ياااااسمين ، صدقيني هتزعلي مني!!

رمقته ياسمين بنظره مستخفه غاضبه ثم حملت حقيبتها الصغيره واضعه إياها على كتفها ونهضت وهي تقول بنبره غاضبه :
_ مش عايزه أشوف وشك تاني يا حضرت الظابط

أنهت حديثها وغادرت المكان سريعا تحت نظراته القاتمه ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_حبيب ماما أنت ،انت ياض اوعي تنااام وتريح أبوك أنت سامعني !!

نطقت مهره بتلك الكلمات الي طفلها التي أخذت ترفعه إلي الاعلي وهو يضحك مصدر اصوات طفوليه محببه ، بينما هي تبتسم بشده ، تلاشت ابتسامتها حين رأت صهيب يخرج من غرفه النوم يحمل حاسوبه ،فوضعت طفلها في حجرها وتصنعت الانزعاج وأخذت تتثاوب بشده ٠٠٠

بينما جلس هو بجانبها على الأريكة ومال يقبل طفله بابتسامة طفيفه قائلا :
_ مهره قومي اعمليلي حاجه اشربها عشان ورايا شغل

نظرت له مهره شذرا وهتفت بغل :
_ هو البعيد مبيحسش ، إيه مفيش دم خالص ، ده بدل ما تشيل ابنك عني شويه عشان ارتاح تقوم تقولي بمنتهي الاستفزاز قومي اعمليلي حاجه تتشرب !!

وضع صهيب حاسوبه على الطاوله ثم نظر لها ورسم ابتسامه على وجهه قائلا بهدوء بارد :
_ هاتي يا حبيبتي يزيد وقومي نامي ، حلو كده !؟

قال تلك الكلمات وهو يأخذ طفله من على حجرها وأخذ يداعب وجنتيه الممتلئتين بمرح جعل الصغير يحدق به وهو يحرك يديه الصغيرتين٠٠٠

نفخت مهره بشده وهي تراقب كيف ضحك صغيرها معه حتي ظهرت غمازاته فصرخت بغيظ :
_ على فكره بقي يزيد زعلان منك

حرك صهيب رأسه باتجاها وانفجر ضاحكا قائلا بعبث:
_ إنتي بتغيري على يزيد يا مهره !!

فركت مهره في فروة رأسها قائله بعفوية:
_ لا طبعا ،انا حبظلم ابني ٠٠

تقلصت تعابير صهيب وقاطعها قائلا بذهول :
_ نعم ياختي !!,، ح إيه يا ماما !!

أرتسمت ابتسامه واسعه على ثغر مهره ونظرت لصغيرها الذي يتحرك كثيرا على حجر ابيه محرك قدميه ويديه ،ثم قالت بفخر :
_ يزيد يا صهيب دلعه حبظلم

نقل صهيب بصره بين طفله البرئ وبين زوجته بدهشه ، ثبت نظراته المستنكرة عليها وقال بأسي زائف :
_ حرام عليكي يا شيخه ده طفل ، اتقي الله في ابنك ، حبظلم إيه يا بعيده !!

عقصت مهره شعرها على هيئة كعكه قائله باقتناع متذمر:
_ الله يا صهيب ما الإسم جميل أهو ، وبعدين لو سمحت سيبني ادلعي ابني براحتي

ضيق صهيب ما بين عينيه ناظرا لها قائلا باستهجان:
_ ليه هو انتي كده بدلعيه ولا بتعقديه !!

ثم نظر إلي طفله ليضمه إلي صدره بلطف قائلا بحسره مزيفه:
_نام يا حبيبي نام أمك دي باينها اتجننت

نظرت مهره إلي طفلها بشده قائله بصرامه :
_ أوعي تنام ياض ،طلع عين ابوك

حرك صهيب رأسه نحوها مره اخرى متسأل بنزق :
_ إنتي قولتي إيه ؟!

نظرت مهره له بابتسامة سخيفه وقالت :
_ بقوله طلع عين أبوك

كز صهيب على أسنانه قائلا بامتعاض:
_ لا إلي قبلها ، بتقولي لابنك ياض يا مهره !!!

حركت مهره كتفيها للأعلي قائله ببساطه :
_ اه فيها إيه !!

أخذ صهيب نفس عميق قائلا بقلة حيله:
_ قومي يا مهره نامي وسبيني مع ابني ، إنتي ام إنتي
قال الجمله الاخيره بسخرية ٠٠

زفرت مهره بملل قائله بنبرة عاديه :
_بقولك إيه يا صهيب أنا حره مع ابني ، وبعدين ده أنا أم عظيمه
قالت الجمله الاخيره بثقه مفرطه رافعه رأسها للأعلي ، مما دفع صهيب لينفجر ضاحكا قائلا بسخرية مازحه:
_ عظيمه !!!، صبرني يااااارب
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في اليوم التالي
في منزل أهل سفيان

_طنط حنان ، اقنعي سفيان عشان خاطري نروح بيت المزرعه
صاحت ألماسه بتلك الكلمات وهي تجلس مع حنان في المطبخ حيث تقوم الاخيره بتقطيع الخضروات ٠٠

ردت عليها حنان برفق :
_اسمعي كلام جوزك مينفعش تروحي في مكان وأنتي حامل كده
قالت تلك الكلمات وهي مستمرة في تقطيع الخضروات ٠٠
حدقتها ألماسه بخيبة أمل وهي تسند ظهرها على المقعد ثم هتفت بأستياء :
_ حتي إنتي يا طنط !!

صمتت قليلا ثم استرسلت قائله باستفهام :
_ هي فين ساره صحيح ؟

رفعت حنان بصرها تنظر لها قائله بسعاده :
_ بتكلم رائد ، اسكتي يا ألماسه أنا فرحانه أوي بالشاب ده ، محترم واخلاق ،ربنا عوض بنتي عن إلي شافته مع كرم أخيرا

أنهت كلماتها ثم التقطت البطاطس لتقوم بتقشيرها بالسكين ٠٠٠ بينما هتفت ألماسه بابتسامة عريضة:
_ أمال يعني سيفو وافق عليه ليه ، أكيد عشان اخلاق ومحترم

توقفت حنان عن التقشير ونظرت إلي ألماسه ببعض الاستياء ثم قالت بتبرم تلوي فمها :
_ سيفو إيه ده !! ، الله يباركلك مدلعيش ابني قدامي

قطب ألماسه حاجبيها وقالت بهجوم:
_ ليه يا طنط هو دلع سيفو وحش !!

ابتسمت حنان ابتسامه طفيفه وقالت بلطف شارحه :
_ لا يا حبيبتي جميل ، بس مش عاجبني ، بقي أنا اربيه واكبره لحد ما يبقي دكتور وتيجي إنتي تقوليله سيفو !!

قالت أخر جمله باستنكار لطيف ٠٠ بينما نظرت لها ألماسه بحنق وصمتت ولم تعلق ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء
في المزرعه

احكمت زهره من لف الشال حول كتفيها وهي تخرج من المنزل متجهه إلي مراد الجالس تحت أحد الأشجار يحدق بالقمر ، كانت الأجواء هادئه في تلك الوقت ، وصلت أمامه ثم نظرت له قائله بأسف :
_ أسفه

رفع مراد رأسه ينظر لها بنظرات هادئه ثم قال باستسفار زائف :
_ على إيه !!

تحركت زهره وجلست بجانبه ووضعت رأسها على كتفه ثم أخرجت تنهيده عميقه ناظره إلي الفراغ قائله بنبره خافته:
_ على اهمالي لحياتنا بسبب زعلي من جواز بابا

حاوط مراد خصرها بذراعه ونظر إلى الفراغ قائلا بنبره هادئه :
_ زهره إنا مش مضايق منك أنا مضايق عليكي

حرك مراد رأسه ينظر إلي رأسها المستند على كتفه وظل صامت للحظات ثم قال برزانه:
_ لازم تفهمي أن ابوكي اختار حياته، إنتي يا حبيبتي مينفعش توقفي حياتك عشان هو اتجوز

أبعدت زهره رأسها عن كتفه ناظره له وقالت مبرره موقفها :
_ مراد أنت مش فاهمني مش الفكره في جوازه ، الفكره أنه اتجوز بنت صغيره في السن

قالت أخر جمله بسخرية لاذعه ٠٠فظل مراد صامت للحظات ثم جذبها بذراعه الذي ملتف حول خصرها ليقربها منه ليصبح رأسها مستند على صدره ثم هتف بنبره خافته محاول تلطيف الموضوع :
_ ابوكي مهما عمل ومهما اتصرف غلط بيحبك

رددت زهره بسخرية وبصرها موجهه الى اللاشيء:
_ بيحبني!!

وضع مراد كفه علي حجابها يمسح عليه بلا معنى ثم قال بتأكيد هامس :
_ ايوه يا زهره إنتي الوحيدة إلي دكتور صالح بيحبها

اسطرد مراد مكمل بثقه :
_ محدش بيكره عياله

وضعت كفها على قميصه الأسود محدقه به ثم قالت بتنهيده حاره :
_وانا بحبه مهما عمل والله ، برغم كل مشاكله مع ألماسه بحبه

قبلها مراد علي طرحتها ثم قال بخفوت :
_ زهره اوعديني أنك تنسي موضوع ابوكي ده ، إحنا عايزين نعيش مرتاحين

اومأت براسها قليلا قائله بخنوع :
_ حاضر يا مراد

اطلق مراد تنهيده طويلة قائلا باستفهام :
_مش ناويه نرجع القاهره بقي !؟

اغمضت زهره جفونها متمسكه بكفيها بقميصه قائله باحتجاج:
_ لا خلينا هنا شويه

ابتسم مراد بخفه وضغط على خصرها أكثر قائلا برفق :
_بس أنا عندي شغل ، اوعدك نبقي نيجي كل فترة

فتحت جفونها ورفعت رأسها قليلا تنظر له بعيون ناعسه قائله بحماس :
_ ماشي ، وكمان ألماسه وسفيان يجوا هما كمان معانا

ظهرت علامات الانزعاج على ملامح مراد وهو يحدق بوجهها وقال بجمود :
_ ألمااسه ماشي ، لكن سفيان لا

تقلصت تعابيرها قليلا وهي ترد باستغراب :
_ أنت برضوا لسه مش قادر تنسي!! ، يا بني خلاص كل واحد أسس حياته
قالت أخر جمله باقناع رقيق ٠٠

نفخ مراد بضيق قائلاً بفتور مفعم بالامتعاض :
_ برضوا أنا مش قادر اتقبل الموضوع

زفرت زهره بشده وقالت بخفوت واصرار :
_ بس أنت كده هتتعب لاني مش هستغني عن ألماسه ، وسفيان باعتباره جوزها هتشوفوا كتير

عادت تستند براسها على صدره واغمضت جفونها ، في حين زفر هو بيأس قائلا بقلة حيلة:
_ هحاول اضغط على نفسي واستحمله عشان خاطر ألماسه

دقائق من الصمت سيطرت على الأجواء وكل منهم شارد بخياله هو ينظر إلي الفراغ وهي تغمض جفونها تتخيل عدة مشاهد سعيده ، حتي فتحت جفونها وأبعدت رأسها ببطء عن صدره ثم أزاحت ذراعه من حول خصرها ، وتربعت في جلستها ثم أخذت نفس عميق وحدقت بعيونه قائله بخفوت مفعم بالخجل :
_مراد ، هو أنا لو حامل هتحس بأيه !!

حدقها مراد بعيون مبتسمه ثم قال بعدم اهتمام:
_ لما تبقي حامل ابقي أقولك هحس بأيه !

ابتلعت ريقها ثم قالت بابتسامة متوتره :
_ طب أنا حامل

ظل دقيقة يحدق بها بعدم استعياب ثم هتف بعدم تصديق :
_ والله !!

اتسعت ابتسامتها ولمعت عيونها بشده وقالت بصوت رقيق :
_ والله

لوح بكفه أمام وجهها قائلا بنبره متوتره سيطر عليها الفرحه :
_ بجد !!

صدرت ضحكه رقيقه من زهره وقالت بعيون لامعه:
_ بجد

عاد مراد يقول بنبره هامسه متحشرجه:
_ ده حقيقي !!

حركت رأسها عدة مرات متتاليه وهي تضحك واضعه كفها على فمها وهتفت تؤكد مره اخرى:
_ ده حقيقي

حاوط وجهها بكفيه ينظر إلي عيونها بشغف ثم هتف بخفوت خشن مفعم بالحماس:
_ ده مش هزار !!

حركت رأسها مره اخرى وقد تأثرت برد فعله حيث قالت بتأثر:
_ ده مش هزار !!!

صدرت ضحكه رجوليه مرتفعه من مراد الذي ضم رأسها إلي صدره قائلا بحماس وفرحه :
_ حامل !!

فهمست هي بتحشرج :
_ حامل !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ظل يراقبها وهي تشاهد التلفاز بتركيز واهتمام كبير واضعه كفها تحت ذقنها والاخر على بطنها المنتفخه ، فنقل بصره بينها وبين التلفاز ، حيث كانت مشاهد غيره بين البطل والبطله ، فزفر ونظر لها قائلا بملل :
_ ألماسه ، إيه الهبل الي بتتفرجي عليه ده !!

ظل بصرها معلق بالتلفاز وردت عليه بامتعاض :
_ هبل !!! ، اتفرج يا حبيبي واتعلم من البطل ازي تتعامل معايا بأسلوب رومانسي

حك ذقنه ناظرا لها قائلا بعدم تصديق زائف:
_ ألماسه والرومانسيه !!، جديده دي وكمان بتتفرجي على مسلسل تركي زيك زي البنات التانيه !!

أبعدت بصرها عن التلفاز ونظرت له بملامح عابسه قائله بسخرية مازحه:
_ليه يا حبيبي هو أنا مش بحبك يبقي ليا في الرومانسيه

مد كفه يتلاعب في خصلات شعرها وقال بتعجب مصطنع:
_ بجد بتحبيني !!

مدت يدها تتلاعب بذقنه الناميه قائله يهمس :
_ عندك شك !!

ثبت نظراته على عيونها قائلا بخفوت :
_ اثبتيلي !!

قال تلك الكلمات وهو يلف خصله من شعرها على كفه ويبتسم ٠٠

فنظرت له بعيون تشع شغف وقالت بصوت متهدج :
_ هو كل ده ولسه هثبت ، ده أنا اتمرمط معاك ، فاكر ولا افكرك يا بيبي
تحولت نبرتها في الجمله الاخيره إلي الشده ٠٠٠

امتقع وجهه عقب آخر كلمه وابعد يده عن شعرها وقال باستنكار مفعم بالصرامه :
_ بيبي !!! ، لا عندك بقي سيفو وقولنا ماشي ، لكن توصل لبيبي لا عندك أنا دكتور محترم

أبعدت بصرها عنه لتنظر إلي التلفاز وأشارت بيدها قائله باستهجان :
_بص واتفرج شوف البطله لابسه إيه والبطل معجب بيها عادي

ارتسم الاذدراء على ملامحه وهو يحول بصره إلي التلفاز قائلا بسخط :
_ إيه ده لابسه قميص نوم !!

عادت تنظر له ووكزته في كتفه بخفه قائله بأستياء :
_ ده فستان يا جاهل ، الفستان ده تحفه

قالت الجمله الاخيره بابنهار وهي تعاود النظر إلي التلفاز ، ثم زفرت بحراره قائله بحالميه:
_ شوف البطل بيبص للبطله بفخر ازي برغم طريقه لبسها

ثم عادت تنظر له مكمله بوجوم زائف:
_ وأنت إلي محبكها، وبطلع عيني كل ما نيجي خارجين عشان اللبس

رفع حاجب ونزل الآخر محدق إياها ثم قال باستهزاء:
_ إنتي مقتنعه بكلامك !

ثم استرسل بتوجس خشن :
_ يعني أفهم من كده أنك ندمانه على الحجاب !!

لكمته في صدره قائله باحتجاج :
_لا طبعاً ، أنا اتحجبت وأنا مقتنعه

ثم تحولت ملامحها إلي الوجوم وهي تقول بخفوت:
_أنا بس افتكرت زمان لما كنت بتبصلي بقرف عشان لبسي

ضربها بكفه على جبهتها بلطف وقال بتوضيح هامس:
_ مش عشان لبسك وبس تصرفاتك المستفزه كمان

لكمته مره اخرى في صدره وهدرت بغيظ :
_ يعني أنت كنت ملاك ما أنت كنت راجل رخم

اعتدل في جلسته وقطب حاجبيه وهو يحدق بها وقال ببرود زائف:
_والله !!

اومأت برأسها بابتسامة ثم نظرت في عيونه بتركيز قائله باستفسار :
_ وبعدين تعالى هنا أنت كان مالك بيا وقتها !!، كنت بحسك بتتدخل في حياتي بطريقه غريبه

لوي سفيان شفتيه قائلا بانزعاج زائف:
_ بقولك ايه بلاش الذكريات دي ،عشان كل ما افتكرها ببقي عايز اولع فيكي

قال الجمله الاخيره بحده دون أن يشعر ، مما دفعها تجذبه من قميصه قائله بغل زائف :
_ ده أنا إلي كل ما افتكر ابقي عايزه اخنقك يا حياتي

تأملها بنظراته المستخفه قائلا بنبرة ساخطه:
_ أنا بقي كان كل تفكيري وقتها أني اقتلك واريح البشرية منك

تركت قميصه وحدقت بعيونه بنظرات لئيمه وقالت بدلال :
_ لو كنت قتلتني كنت هتجوز وتحب مين !!!

أرتسمت ابتسامه جانبيه على ثغره وهو يقول بعبث :
_ البنات كتير يا حبيبتي

نظرت له شذرا وقالت بنبرة محذره حازمه:
_ بس مكنتش هتقدر تحب غيري!، مش كده !!

انفجر ضاحكا قائلا بنبره فظه يشاكس إياها :
_ مين قالك !! ،اقدر مقدرش ليه!!

كورت قبضتها بشده وحدقته بنظرات شريره ثم هدرت من بين أسنانها:
_سفياااان

ضحك سفيان أكثر والتقط قبضتها المتكوره قائلا بتقليد لنبرتها :
_ ألمااااسه

نزعت قبضتها من يده ورفعت سبابتها أمامه قائله بتهديد حازم :
_ طلقني حالا بدل ما اخنقك !!

ارتفعت ضحكات سفيان أكثر وقال بسخرية من بين ضحكاته:
_ إنتي عبيطه !!

عضت علي شفتيها بغيظ قائله بنبره منفعله مفعمه بالغيظ :
_ اه عبيطه عندك مانع !! ، انجز قولي إنتي طالق

استمر سفيان في الضحك حتي ادمعت عيونه وهو يهتف بنبره مهتزه من الضحك :
_ المسلسل شكله أثر على مخك

أسندت رأسها على كتفه وقالت بمشاغبه هامسه:
_ لا يا حبيبي ده أنا بتوحم

لف يده حول خصرها واسند رأسه على قمة رأسها قائله بتسليه واستمتاع:
_ إيه !!

أكدت ما قالته بهمسها ببراءة زائفة :
_ بتوحم !!

صدحت ضحكات سفيان عالياً على اسلوبها في الحديث وقال بمزاح هو الآخر :
_ بتتوحمي على الطلاق !!

أبعدت رأسها عن كتفه وحدقت به بعيون مبتسمه قائله بجدية زائفة :
_ ايوه أنا الوحم بتاعي غير كل الناس

وجدته يميل عليها ليدفن وجهه في عنقها قائلا بشغف:
_ بحبك يا متخلفه

قشعر بدنها وهمست هي الآخري بنبره متحشرجه :
_ بحبك يا أبو دلجين

ابتعدت عنها ببطء ينظر إليها بنظرات عدم فهم قائلا باارتياب :
_ إنتي قولتي إيه !!

رمشت بعيونها واحمر وجهها قليلا وهي تعض على شفتيها قائله بخجل طفيف:
_ بحبك

حرك سبابته أمام وجهها قائلا بترقب متعجب:
_ إلي قبلها !!

استغربت ألماسه وكررت جملتها بعدم فهم محتاره :
_ بحبك يا ابو دلجين

تقلصت تعابيره بشده وقال بنبره مشدوهه:
_ دلجين ، نهارك مش فايت ، أنت ناويه تسمي بنتي كده !!

قال أخر جمله بنبره غليظه متحسره ٠٠٠ بينما ابتسمت هي بسرور وأخذت تشوح بكفيها وهي تقول شارحه بحماس شديد :
_ ايوه هسمي واحده دلجين والتانيه كلجين ، إيه رأيك تحفه مش كده !! ، أنا بجد متحمسه ٠٠

صمتت قليلا ثم هتفت مكمله بحماس وابتسامه عريضة مرسومه على ثغرها وهي تحاوط بطنها المنتفخه بحب:
_ دلجين يعني قلب الحياه ، وكلجين يعني زهره الحياه

توقفت عن الحديث تراقب تعبيرات وجهه الذي امتقع بشده ، وجدته يشير لها بانامله قائلا بامتعاض:
_ كملي يا حبيبتي ، بس لو مفيهاش إساءة أدب ممكن أسألك هي دي اسماء ادويه ولا اسماء بنات !!!

نظرت له شذرا وكتفت ذراعيها أمام صدرها قائلة بعبوس:
_ أنت بتتريق !!

لوي فمه بشده محدق إياها بنظرات متعجبه ثم قال بسخرية :
_ لا بستفسر بس !!، هي مالها الاسماء العاديه أسماء البشر العاديين !!

زفرت ألماسه على مهل ثم قالت بخفوت رقيق:
_ ما دي اسماء مميزه

أنكمشت ملامح سفيان بشده وقال بنبره مستهزءه :
_ اسماء مميزه !!! ، الطم ، استغفر الله العظيم

حدقها بنظرات حانقه وهو يقول بنفاذ صبر :
_ألماسه يا حبيبتي أنا غيرت رأي أنا إلي هختار أسامي البنات

أشارت له بسبابتها قائله باحتجاج شديد مفعم بالتملك:
_ لا عندك بقي دول بناتي أنا ، أنا الي حامل فيهم مش أنت

مال برأسه باتجاها محدق إياها قائلا بغيظ زائف:
_ وأنا مين مش ابوهم أنا ولا إيه النظام !!!

فمالت هي الأخرى براسها نحوه حتي استندت جبهتها على جبهته وقالت بهمس :
_ ابوهم ،بس أنا إلي حامل يا حبيبي

اختلطت انفاسهم الدافئه وشعر بدفيء على وجهه ورد عليها بصرامه هامسا :
_ ولا كلمه أنا اخترت أصلاً اسم لبنت فيهم اصلا

تنهدت بحراره وقالت باستغراب خافت محدقه بعيونه :
_ اخترت إيه أن شاء الله ؟!

لمعت عيونه ببريق تحدي وهو يقول بصوت هادئ:
_ حنان

قال تلك الكلمات وقد مد كفه يتلاعب بخصلات شعرها التي حجبت وجهها قليلا واستند اكثر بجبهته على جبهتها شاعرا بدفيء أنفاسها ٠٠

سيطر عليها الحنق وابعدت جبهتها عنه محدق إياه ثم هدرت بنبره متبرمه تعترض:
_ لا والله ،حنان !! ، مع احترامي لمامتك أنا مش هسمي الإسم ده

تفرس سفيان في ملامحها جيداً وشعر بالضيق من رد فعلها فقال بلهجه صارمه :
_ مش بمزاجك

احاطت بطنها المنتفخه بيديها وقالت بتعند حانق:
_ لا بمزاجي طبعاً

تراجع سفيان برأسه للخلف واضعا ذراعيه خلف رأسه ثم هتفت بحزم مفعم بالبرود :
_ مش بمزاجك قولت

فكرت هي قليلا وهي تحدق به بنظرات منفعله وحكت ذقنها ثم مالت بجسدها نحوه واستندت بكفيها على صدره ورسمت بسمه وديعه على ثغرها وهي تقول برقه متناهية:
_ سيفو ، لو سمحت بقي بلاش إسم حنان ده

فحدق هو بعيونها رافعا أحد حاجبيه قائلا بسخط:
_ ليه هو أنا إسمي أمي وحش!!

قال كلماته دون أن يتحرك من وضعيته حيث يضع ذراعيه خلف رأسه وهي تسند بكفيها علي صدره هكذا ووجهها المحمر قليلاً قريب من وجهه ٠٠

فضربت بكفيها على صدره بعنف قائله بامتعاض شديد :
_ قديم اوي و مش عايزين نكرر الإسم ، وبعدين يرضيك تبقي أمها إسمها ألماسه وهي حنان !!

فحرك رأسه قليلاً ايجابا وقال برضا يتحداها أن تعلق :
_ اه يرضيني جدا ، كفااايه أنه إسم أمي

انكمشت ملامحها بيأس فرفعت أحد كفيها تقرصه من وجهه بغل هاتفه بضجر حانق :
_ اووووف بقي أن ٠٠٠

لم يدعها تكمل حيث ابتلعت باقي كلماتها حين حاوط خصرها بذراعيه ليقربها منه أكثر ثم قرب وجهه منها فضربت انفاسه الدافئه وجهها ، فعضت على شفتيها بخجل ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ بتعلمي إيه !!

كان ذلك سؤال رائد الي ساره عبر الهاتف ، بينما اعتدلت الاخيره على فراشها متربعه وقد تعلقت عيونها بصغيرتها النائمه وهي ترد بهدوء رقيق:
_ مفيش عائشه نامت ، وبكلمك بس

وصلها تنهيدته الحاره يعقبها قوله بشغف :
_ أنا مش مصدق أن كتبنا الكتاب أخيرا!!

ضحكت ساره ضحكه خفيفه وعدلت الهاتف على اذنها قائله بخفوت :
_ صدق

وصلها صوته الرجولي يقول بوعد صادق :
_ اوعدك هكون أب حنين على بنتك

عبثت ساره في خصلات شعرها واستندت بظهرها على الوساده قائله بخفوت مفعم بالسعادة:
_ أنا لأول مره أحس أني سعيده

لحظات من الصمت حتي اتها رده الخشن يتعهد لها :
_ اوعدك مش هتبقي اول مره يا زوجتي العزيزه

ابتلعت ريقها بتوتر وحدقت بمفرش الفراش الأبيض قائله بهمس :
_ رائد !!

اتها رده الهادئ يقول :
_ نعم !!

ثواني من الصمت حتي حسمت أمرها قائله بصوت هادئ مرتبك:
_ أنا عايزة اعيش في البلد مع طنط دولت !

لحظات حتي اتها رده الغير مصدق قائلا؛
_ بجد يا ساره !!

حركت رأسها تنظر إلي طفلتها التي تستعد للاستيقاظ حيث تتحرك ،تنحنحت قائله بتأكيد هامس:
_ اه بجد ، لو تقدر يعني تنقل عيادتك للبلد يبقي جميل ، إيه رأيك ؟؟

اتها رده المتحمس قائلا :
_ طبعاً موافق ، أهو حتي أبقي مع أمي

صمت قليلا ثم استكمل باهتمام :
_ بس مامتك رأيها إيه ؟!

زفرت ساره وتحدثت بنبرة عاديه:
_ماما موافقه طبعاً ، هي طبعاً زعلانه عشان عائشه هتبعد عنها بس أهم حاجة عندها راحتي ، وبعدين ألماسه وسفيان معاها

قالت كلماتها تلك وبصرها معلق بصغيرتها عائشه التي فتحت جفونها ٠٠٠ سمعت صوته يقول بقلة صبر :
_ أنا عايزة اكلم اخوكي بقي نقدم الفرح

أمسكت ساره يد عائشه الصغيرة وابتسمت لها وهي ترد على رائد بخفوت معترضه :
_ أنا مش فاهمه إيه لازمه الفرح !!

وصلها صوته الجاد يقول :
_ حقك يا ساره افرحي ، وبعدين إنتي عارفه هتبقى حاجه بسيطه خالص زي ما اخوكي قال

شرعت عائشه بالبكاء فزفرت ساره بيأس قائله :
_عائشه بتعيط ، هشوفها وهبقي اكلمك تاني

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالي

_ صهيب وأنت راجع هات بامبرز ليزيد وهات عيش ،وهات العلاج بتاع يزيد عشان خلص ٠

نطقت مهره بتلك الكلمات وهي تنظف طاوله السفره، بينما يرتدي صهيب سترته استعداد للخروج ٠٠٠

واكملت هادره بتذكر:
_ اه أوعي تنسي ،وهات فراخ عشان اعملها وعايزه كوسه وبتنجان عشان هعمل محشي بكره

قالت تلك الكلمات وهي تحمل الاطباق الفارغه متجهه إلي المطبخ تحت أنظار صهيب الذي ضرب كف على كف قائلا بحزن زائف :
_ يخربيت الجواز وسنين

ثم صاح بنبرة مرتفعه ساخره :
_ مش عايزه حاجه تانيه يا حبيبتي !!

وصله صوتها المرتفع من المطبخ تقول :
_ لو افتكرت حاجه هكلمك يا حبيبي

أرتسمت معالم الاستياء على وجهه ومال يلتقط هاتفه من على الطاوله واضعا إياه في جيب سترته ثم صاح بقهر مصطنع:
_ ربنا على المفتري

_ بتقول حاجه يا صهيب

صاحت مهره بتلك الجمله من داخل المطبخ ، ليلوي صهيب فمه قائلا بجديه مصطنعه:
_ مبقولش يا حبيبتي ، أنا خارج

قال أخر كلمه وهو يتجهه باتجاه باب الشقه ،بينما صاحت مهره مره اخرى من داخل المطبخ :
_ ربنا يوفقك يا حبيبي٠٠٠٠

يتبع باقي الفصل الأخير


error: