العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(46)

في احدي المستشفيات

كان حمزه يدور أمام غرفة الكشف بانتظار خروج الطبيب ليطمئنه على تلك التي جعلت قلبه ينبض بقلق خفي ، لحظات حتي فتح الطبيب الباب وخرج ، لسيارع حمزه بسؤاله بنبره جاده يخفي خلفها قلقه الغريب:
_ مالها؟؟

حدقه الطبيب بنظرات هادئه وقال بنبره عمليه اعتياديه:
_ شويه إرهاق مع قلة اكل ،حاجه بسيطه بس لازم تهتم بأكلها أكتر شويه والنوم كمان ، و بلاش تضغط على نفسها

حرك حمزه رأسه وقد ارتخت ملامحه وتجاوز الطبيب ليفتح باب الغرفه ويدلف ليجد الممرضه معها، لمحته ياسمين وكانت قد فاقت والاعياء واضح على ملامحها ووجهها قد اختفي اللون منه ٠٠

اقترب من سرير الكشف الممدده هي عليه وجسدها مغطي بغطاء أبيض ،تابع الممرضه بنظراته وهي تنتهي من عملها مغادره الغرفه ثم عاد ينظر إلي ياسمين وتسأل بخشونه:
_ حاسه بأيه ؟؟

ابتلعت ياسمين ريقها الجاف وقالت باعياء وبصرها معلق به:
_ الحمدالله ، شكرا

أنهت كلماتها واعتدلت قليلا ثم أزاحت الغطاء من عليها ببطء وكانت لا تشعر بجسدها ، نزلت من على السرير ، تحت أنظاره المراقبه لها بدقه واهتمام وهو يتسأل بنفس النبره الخشنه:
_ هتقدري تمشي ؟؟

حركت رأسها بارهاق قائله بخفوت:
_ ايوه كويسه

تحركت ياسمين بخطوات بطيئه وهي تضع يدها على رأسها محاولة التوزان في خطواتها ، وخرجت من الغرفه وهو خلفها يراقبها بنظراته المتوجسه ٠٠٠

خرجت من المستشفى معه وكان الصمت هو السائد ،
فقط من حين لآخر كانت تنظر له بامتنان ليبادلها هو بنظره هادئه ، توقفت ياسمين عن السير ، ليلتفت لها حمزه عاقدا حاجبيه متسأل بصوت اجش:
_ وقفتي ليه ؟؟

حركت ياسمين رأسها بلا معنى قائله بنبره منهكه متحشرجه:
_ هستني تاكسي

ظل حمزه يحدقها بنظرات قاتمه وقال بنبره بارده لا تحتمل النقاش :
_ أنا هوصلك

نظرت له ياسمين بعيونها المجهده وقالت بخفوت مرهق:
_ لا ، مفيش داعي

وضع حمزه كفيه في جيوب بنطاله وحدقها بنظراته قائلا بتبرم :
_ هتركبي تاكسي ازي ؟؟ ، هتدفعي الاجره ازي !!

حدقته ياسمين مستغربه ثم انتبهت فجأه لعدم وجود حقيبتها والكتب الخاصه بها ، فضربت جبهتها بكفها قائله بتوتر :
_ فين شنطتي ، والكتب بتاعتي ؟؟

أجابها حمزه بنبره مقتضبه :
_ عندي في القسم

ظلت ياسمين لحظات تنظر له ببلاهه ثم حركت رأسها عدة مرات بلا معني ، ليشير لها حمزه قائلا بإيجاز :
_ يلا ، عشان اوصلك

قال جملته تلك ليسبقها بخطواته السريعه ، فتحركت هي خلفه على مضض ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أصرت دولت بشده أن تستضيف سفيان وعائلته تلك الليلة في منزلها البسيط وذلك تمهيدا لطلب رائد بالزواج من ساره ، ليخضع سفيان بعد رؤيته لحب شقيقته لتلك السيدة الطيبة ٠٠٠

تجلس ساره في أحضان والدتها على احدي الارئك بينما تجلس ألماسه على مقعد بجانب مقعد سفيان الذي يحدق والدته وشقيقته بنظرات حنونه دافئه ، بينما تقف والدة رائد في مطبخها البسيط تعد لهم الطعام فهي سيده كريمه للغايه ، بينما ذهب رائد لرؤية أحد أصدقائه لأحراجه من التواجد في وجود الفتيات ساره وألماسه ٠٠

مالت ألماسه على سفيان تهمس له بتعجب :
_ غريبه يعني يا سفيان ، وافقت نفضل هنا النهارده !!

أبعد سفيان نظراته عن شقيقته ووالدته لينظر إلي ألماسه قائلا بابتسامة هادئه :
_ حسيت أختي مبسوطه ، و امي معندهاش مانع فوافقت

حركت ألماسه رأسها متفمهه وعضت على شفتيها بعفوية ،فنظر هو لها بشغف وهمس لها:
_حاجتين ممنوع تعمليهم طول ما احنا هنا

عقدت ألماسه حاجبيها متسأله بتعجب :
_ إيه ؟؟

أعاد سفيان خصله من شعرها خلف أذنها واتي أن يتحدث ،ولكن قاطعه صوت ساره الرقيق وهي تقول :
_ مبروك يا ألماسه على الجواز

انتبه لها كلا من سفيان وألماسه التي قالت برقه :
_ الله يبارك فيكي ، مبروك على الحمل

تدخلت حنان التي تحتضن ابنتها بتملك أمومي والإبتسامة تزين ثغرها فقالت بسرور :
_عقبالكم إنتوا كمان لما تجبولي حفيد

تورد وجه ألماسه خجلا ،بينما حدقها سفيان بنظرات شغوفه وتحدث غامزا لها :
_ أن شاء الله قريب اوي يا أمي

لتشتعل وجنتيها أكثر وتخفض بصرها ، مما جعل حنان تبتسم بحنو ، وأبتسمت ساره بسعاده وابتعدت عن والدتها ثم نهضت من مكانها تحتضن بطنها المنتفخه وهي تقول برقه :
_ هروح اساعد طنط دولت

فنهضت حنان هي الأخرى وعدلت من وضع طرحتها وهي تقول بأحراج:
_ جايه معاكي ، بس مكنش فيه داعي تتعب نفسها

قالت جملتها وهي تتبع ابنتها الي المطبخ تاركين سفيان يحدق بألماسه الخافضه بصرها فمال عليها يقول بخفوت ماكر :
_ والله و شوفت اليوم إلي ألماسه بتكسف فيه

رفعت ألماسه رأسها سريعا ونظرت له بأستياء خجول ثم هتفت بلوم ناعم :
_ بقي أنا مش بتكسف يا سفيان !!

ارتسمت ابتسامه تسليه على ثغره وهو يجدها تقف مكمله بنزق :
_ خليك قاعد لوحدك بقي ، أنا هدخل اشوفهم بيعملوا ايه

لم تكمل جملتها حيث وقف سفيان وجذبها من مرفقها ليلف جسدها له ، فرمقته هي بنظرات متعجبه ، قابلها هو بنظرات شغوفه ليميل على أذنيها ينطق إسمها بخشونه :
_ ألماسه

أغمضت ألماسه جفونها وهي تتنهد بعمق وقالت بنعومة :
_ نعم !!

حدقها بنظرات هائمه وعيونه معلقه بعيونها اللامعه ثم قال بهمس شغوف :
_ بحبك

رمشت بعيونها لثواني وهي ترفع رأسها قليلا لتنظر له بسبب فرق الطول ، ثم سقطت دمعه منها من شدة شعورها بالسعاده ، وقلبها دق الطبول وجسدها قشعر من نطقه لتلك الكلمه ، شعرت بانامله تمسح تلك الدمعه ، فابتسمت وعضت على شفتيها قائله بصوت متحشرج مفعم بالخجل :
_ مش أكتر مني

تبعت جملتها بحركه عفويه منها وارتمت في أحضانه تعبر له عن مدي سعادتها بتلك الكلمه ، ليطوق هو خصرها تلقائياً واضعا رأسه على قمة رأسها مغمض لجفونه يشعر براحة لم يشعر بها منذ زمن ، ظلوا هكذا دقائق غافلين عن نظرات كلا من حنان وساره و دولت حيث خرجوا من المطبخ للتو حاملين اطباق الطعام وقد تفاجئوا بمنظرهم هذا ليتبادلوا النظرات المبتسمه ٠٠٠

تنحنحت حنان و قالت بنبره مرتفعه تشاكسهم :
_ إحنا مش بيتنا للتصرفات دي الله يكسفكم

فتح سفيان جفونه سريعا وأحمر وجهه حرجا فهو قد تناسي إين هم، في حين أنتفضت الماسه مبتعده عنه سريعا وقد أصبح وجهها أحمر بلون الدم من فرط خجلها وحرجها ، فتنحنح سفيان بحرج ، وهو يسمع دولت تقول بود :
_ ربنا يسعدكم
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان حمزه يقود سيارته وعيونه علي الطريق متجاهل تلك الجالسه بجانبه أو لنقل يتعمد تجاهلها !!، بينما هي كانت تنظر من نافذة السيارة بصمت ثم حركت رأسها لتنظر إلي جانب وجهه وقالت بخفوت :
_ وديني القسم ، عشان اخد حاجتي

اومأ هو برأسه دون أن ينظر لها ، لتبعد بصرها عنه ناظره إلي الطريق بهدوء ،ثم سمعته يقول بفتور :
_ ليه تعبتي ؟؟

حركت رأسها لتنظر إلي جانب وجهه حيث كان ينظر إلي الطريق ،تنهدت واجابت بتقرير متبرم :
_ زي ما الدكتور قال قلة أكل ونوم

زفر حمزه بشده وصاح فجأة وهو يخرج رأسه من نافذة السيارة قائلا بصوت غليظ قوي :
_ أنت يا حج، لما أنت مبتعرفش تسوق بتسوق ليه !!

أدخل رأسه مره اخرى ليزيد من سرعة السياره قليلا ، متجاوز تلك السيارة ، بينما ياسمين تتابعه بنظرات متعجبه ، ليحرك هو رأسه باتجاها قائلا بصوته الخشن :
_ ليه ؟؟

عقدت ياسمين حاجبيها متسأله بعدم فهم :
_ ليه إيه ؟!

ركز حمزه نظراته على الطريق وقال بتوضيح أجش :
_ قلة الأكل والنوم ، سببهم إيه ؟؟

أجابت ياسمين بعدم اكتراث :
_ عادي يعني

ومع تلك الكلمه لم يوجه لها حمزه كلمه أخري سوي عندما اوقف السياره أمام القسم وقال بصوت غليظ:
_ انزلي

ترجلت ياسمين من السياره وكذلك هو ، وقفت هي أمام السياره فاقترب منها هو ،لتسأله هي بارهاق :
_ فين الحاجه بتاعتي؟!

أشار لها حمزه الي القسم قائلا بنبره عاديه :
_ في مكتبي جوه

نظرت له ياسمين قائله بعفويه خافته :
_ أدخل هاتهلي

حدقها حمزه بنظراته ليقول باستهجان :
_ أدخلي خدي حاجتك بنفسك

قال جملته تلك ليتحرك بخطواته السريعه يدلف إلي القسم ، فزفرت هي بضيق ثم تحركت بخطواتها الهادئه تتبعه تحت أنظار العساكر وبعض الظباط والذي اوقفها أحدهم متسأل بصوت رجولي :
_ محتاجه حاجه يا انسه ؟؟

نظرت له ياسمين نظره عابره وهي تجيب بتلقائية:
_ أنا جايه مع حمزه

قالت تلك الكلمات وهي تتحرك لتدلف الي مكتب حمزه الذي تركه مفتوح بعد دلوفه ، في حين يقف الظابط يتابعها باستعجاب وحك عنقه قائلا بحيره :
_ عجيبه !!

وقفت ياسمين أمام مكتب حمزه الذي جلس على مقعده بأسترخاء ، فدارت هي بعيونها في المكان متسأله بنفاذ صبر :
_ فين الحاجه بتاعتي بقي ٠٠٠

توقفت عن الحديث عندما لمحت الكتب الخاصة بها وحقيبتها الصغيرة على أحد المقاعد ، فتحركت لتلقط الحقيبه واضعه إياها على كتفها وكذلك الكتب حملتهم ، ثم نظرت الى حمزه بامتنان وقالت باختصار:
_ شكرا

حرك حمزه رأسه بلا معنى ، ودلك عنقه ثم قال بعدم اكتراث:
_ مفيش داعي للشكر ، كل الحكايه أني شيلتك ٠٠

لم يكمل جملته بسبب تلك التي شهقت بصدمه ، وأحمر وجهها ورددت ببلاهه غير مدركه :
_شيلت مين يا اخويا معلش !!

التوي ثغر حمزه ببسمه طفيفه تلاشت سريعا وهو يكمل بتسليه جافه:
_ أنا شيلتك

أدركت ياسمين الآن كيف تم نقلها إلى المستشفى مما جعلها وجنتيها تتلون بخجل واحراج وهتفت كعادتها بانفعال مندفعه :
_ أنت ازي يا حضرت تسمح لنفسك تشيلني ٠٠

وكانت اجابته مستهزءه وهو يغمرها بنظراته العميقه :
_ مش أول مره اشيلك يعني

قالت تلك الجملة غامزا لها بعبث، ليحمر وجهها أكثر وتخفض بصرها بخزي وحرج فهي من جعلته يحملها في يوم خطفها بسبب خوفها من الثعابين ، قال حمزه بهدوء وعيونه ترصد كل حركة منها :
_ القطه كلت لسانك ولا إيه

رفعت ياسمين بصرها له ، لتهتز حدقتي حمزه قليلا وهو يري وجنتيها المتوردتين بحمره طبيعية نابعه من خجلها ، فقال بخشونه :
_مش قولتلك قبل كده الشرطه في خدمه الشعب

قطبت ياسمين حاجبيها قائله بخفوت:
_وده إيه علاقته بموضوعنا !!

داعب حمزه شاربه ثم غمز لها بتسليه قائلا بصوت رجولي :
_ لما تقعي من طولك بعد كده ، أنا موجود أشيل

انكمشت ملامحها وهدرت من بين أسنانها بغيظ:
_ تشيل إيه هو أنا شوال بطاطس !!

حرك رأسه نافيا وأمسك قلمه ليتلاعب به وتحدث بنبره جاده :
_ لا شوال بطاطس إيه !! ، قولي شوال طماطم

قال الجمله الاخيره ونظراته معلقه بوجنتيها المحمرتين ، لتدب هي بقدميها في الأرض قائله بغيظ :
_ ظريف أوي حضرتك

نطق حمزه بكلمات وقحه مستفزه :
_ بس بشيل كويس مش كده

كادت وجنتيها أن تنصهر من الخجل ، وتحدثت متعلثمه بخجل :
_ قليل الأدب

رفع حمزه حاجب ونزل الآخر قائلا بأسلوبه الجاف العابث :
_عارف ، بس ياريت تخسي شويه عشان لما اشيلك تاني

أتسعت عيون ياسمين بصدمه ، ثم حدقت بنفسها بشك لتجد وزنها قليل ، ثم عادت تنظر له وقد أحمر وجهها وتلك المره كان من الغضب ، فتحدثت بنبره محتقنه مندفعه :
_ أنا إلي محتاجه أخس ، ولا أنت بعضلاتك إلي عاملك زي الطور ٠٠

توقفت عن الحديث وشهقت وهي تجده يقف ليقترب منها سريعا ليقف أمامها ويخفض بصره ينظر لها نظرا لفرق الطول ، كانت نظراته محذره بارده ، فابتلعت ريقها متراجعه الي الخلف خطواتين ، رفع حمزه سبابته يشير لها قائلا بتحذير بارد مخيف :
_ ياسمين ، لسانك ده يتقص خالص وأنتي بتكلمي معايا

ابتلعت ياسمين ريقها وحدقته بنظرات متوتره قائله بتلعثم :
_ أنت، إلي بتستفزني على فكره بقي

طرقات سريعه على الباب يتبعها دخول عامر وهو يهتف :
_ حمزه مين البت ٠٠٠

توقف عن الحديث وهو يري ياسمين تقف هكذا أمام حمزه الذي حدق عامر بنظرات قويه قائلا بجمود:
_ أنا سمحتلك تدخل !

شعر عامر بالحرج ونقل بصره بين حمزه وبين ياسمين ثم قال مبرر بمزاح مصطنع :
_ يا عم هو أنا محتاج إذن عشان ادخلك

وكانت إجابة حمزه فظه :
_ اه محتاج

ضمت ياسمين كتبها واستدارت حتي تغادر ولكن اوقفها صوت حمزه الصارم:
_ استني

لم تستمع له واتت أن تكمل سيرها ، ليوقفها صوته وهو يتحدث من بين أسنانه بشده:
_ قولت استني

توقفت ياسمين دون أن تلتفت ضاغطه على شفتيها بغيظ ، بينما عامر تنحنح وحك ذقنه وهو يري نظرات حمزه الموجهه له ببرود ذات مغزى ، ليفهم واستدار مغادر الغرفه قائلا بمرح :
_ هجيلك تاني يا كبير

_ بصيلي

نطق حمزه تلك الكلمه بفتور ، لتسدير ياسمين له وتندفع هاتفه بحنق :
_ عايز ايه تاني !!

مسح حمزه على شاربه قائلا بنبره جامده يخفي خلفها اهتمامه :
_ اهتمي بصحتك شويه

رفعت ياسمين أحد حاجبيها مستغربه وقالت مشدوهه :
_ وأنت مهتم ليه ؟؟

حدقها حمزه بنظره لامباله بارده وحرك كتفيه للأعلي قائلا بمكر :
_ عشان مشيلكيش تاني

احمرت وجنتيها غضبا وخجلا وصاحت بانفعال مستنكره :
_ محدش قالك تشيلني يا كابتن ، وبعدين أنا مش هشوفك تاني أصلا

قالت جملتها الاخيره ضاغطه على الكلمات بشده ، ليمط هو شفتيه قائلا بنبره ساخره :
_ مش إنتي الي تحددي هنشوف بعض تاني ولا لا

احتدت نظرات ياسمين وقالت باستخفاف :
_ أمال مين الي يحدد ، أنت مثلا !

التوي ثغر حمزه بشبه ابتسامه وهو يتأمل تعبيراتها وقال بخبث :
_ أو إنتي مثلاً

تقلصت تعابير ياسمين باستنكار وقالت باستهجان:
_ وأنا هعوز أشوفك ليه أن شاء الله ، من حبي في شنبك مثلاً

تراجع حمزه ليستند بظهره على حافة المكتب ناظرا لها نظرات اخترقتها و اشعرتها بالخجل وهربت نبضه من قلبها من جاذبيته وهو يتبسم لاول مره ابتسامه مرحه قائلا بتسليه :
_ أنا برضوا إلي قصدت اعدي من قدام القسم عشان اشوف الشنب

شعرت ياسمين بالاحراج واحمرت بشده وهدرت بارتباك وتلعثم:
_ لا طبعا ، انا كنت معديه صدفه على فكره مش عشان اشوفك ولا حاجه من إلي في دماغك دي

رفع حمزه حاجب ونزل الآخر وهو يرمقها بنظراته وقال بسخريه :
_ أنا مقولتش أنك جايه تشوفني ، أنا قولت جايه تشوفي الشنب

انكمشت ملامح ياسمين وقالت بتبرم مرتبك :
_ تفرق إيه !!، هو في غيرك هنا بشنب

وضع حمزه يده على شاربه والتوي ثغره بابتسامة رجوليه جاذبه ، لتسلب قلب ياسمين التي حدقت به مشدوهه وهتفت كعادتها بدون تفكير :
_الشنب بيبتسم

ضيق حمزه ما بين عينيه وتلاشت ابتسامته ببطء يسألها :
_ أفندم ؟؟

انتبهت ياسمين لنفسها ، واشاحت ببصرها بعيد عنه شاعره بالاحراج ، وقلبها الخائن يدق دقات غريبه ضمت كتبها لها واستدارت لتغادر الغرفه قبل أن يستمع لدقات قلبها التي لاتعرف ما به حيث تحدثت في نفسها بغيظ :
_ مالك بدق كده ليه ، عادي يعني ابتسامته عاديه خالص ، لا مش عاديه

قالت الجمله الاخيره بصوت مسموع مغتاظ ، لتلتقط اذنها صوته الرجولي يسألها :
_ أنت بتكلمي نفسك ، إيه الي مش عاديه ؟؟

ضغطت على شفتيها بشده و دون أن تلتفت وهي تكمل خروجها من الغرفه قالت بتوتر :
_ مفيش

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد الطعام ، أخذت ساره والدتها التي تلك الحجره التي تقطن بها في ذلك المنزل ، وكذلك فعلت دولت حيث ذهبت إلي حجرتها لكي تقرأ القرآن قبل نومها بعد أن أشارت إلى ألماسه وسفيان لتلك الحجره الثالثه الموجودة في المنزل ،فالمنزل مكون من ثلاث حجرات نوم ٠٠٠

“في صالة المعيشة”

كانت ألماسه جالسه واضعه كفها على ذقنها تشعر بالملل تنظر إلي سفيان المشغول بهاتفه يقلب فيه باحثا عن عمل ٠٠ زفرت بشده وعقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له متسأله بخفوت:
_ سفيان ، هو أنت كنت بتصرف منين واحنا هربانين ؟؟

رفع سفيان بصره عن الهاتف ونظر لها واجاب بإيجاز :
_ استلفت فلوس من حمزه

تقلصت تعابير ألماسه وقالت باستغراب :
_ أنت معندكش دخل تاني غير شغلك !!

حرك سفيان رأسه نافيا واجاب برزانه :
_ لا ، وعشان كده هنقعد مع أهلي الفترة دي لحد ما اظبط اموري ، أنتي مش مضايقه صح ؟؟

قال سفيان الجمله الاخيره متسأل بترقب وشك ٠٠

اومأت ألماسه برأسها متفهمة برغم حنقها من فكرة السكن مع عائله سفيان في شقه واحده ، لكنها رسمت ابتسامه على ثغرها قائله بخفوت:
_ مش مشكله عندي

نهض سفيان من على مقعده ليجلس بجانبها على الأريكة الجالسه هي عليها ، ليحاوط كتفها بذراعه مما جعلها تحاول التحرر منه قائله بخفوت :
_ سفيان أبعد ، حد يخرج دلوقتي

لم يستمع لها حيث قربها من أكثر لتستند هي براسها على كتفه قائله بقلة حيله مازحه :
_ مفيش فايده فيك ، دلوقتي حد يخرج

التوي ثغر سفيان بابتسامة وهو يضمها أكثر مستمع بقربها منه قائلا بعبث :
_ هو أنا شقطك ده إنتي مراتي

رفعت ألماسه حاحب ونزلت الآخر بطريقه كوميديه وقالت بعدم تصديق مازحه :
_ في دكتور محترم يقول شقطك !!!

أسند رأسه على رأسها واجابها بخشونه :
_متجوز ألماسه المجنونه عايزني أقول ايه يعني، اقولك شعر مثلاً !!

أبتعدت الماسه عنه قليلا لتنظر اليه قائله بحماس طفولي :
_ ايوه قولي شعر

داعب سفيان أنفها قائلا بسخرية يشاكسها :
_ إنتي مينفعش معاكي الشعر يا حبيبتي ، إنتي مش زي البنات الطبيعيه الرقيقه دي

عبست ألماسه بملامحها وازاحت ذراعه من عليها ، لتنهض وهي تحدقه بنظرات مغتاظه وتحركت باتجاه تلك الحجره قائله بحنق :
_ بقي أنا مش رقيقه ، ماشي يا سفيان ماشي

صدحت ضحكه خافته من سفيان وتابعها بنظراته قائلا :
_ راحه فين ؟؟

استدرات ألماسه له وذمت شفتيها قائله بأستياء :
_ هنام

قالت تلك الجملة ثم دلفت الي الغرفه مغلقه الباب خلفها بهدوء ، ليحك هو عنقه ينظر إلى الباب المغلق وهو يشعر بدقات قلبه المتيم بها تتعالي ٠٠

نهض من مكانه ليتحرك الي تلك الحجره ، وفتح الباب بهدوء ، ليجدها تجلس على ذلك الفراش الصغير ، رفعت هي بصرها لتنظر له بعبوس مصطنع ، ليضحك هو بصخب وكأنه اشتاق للضحك ، فعقدت هي حاجبيها بشده لتزيد في عبوسها ، ونهضت لتقف أمامه رافعه سبابتها قائله بتذمر :
_ بطل ضحك يا سفيان أنا بقولك أهو

جذبها من خصرها بأحدي ذراعيه وبالاخري داعب وجنتيها برقه كالاطفال ، استندت هي بكفيها على صدره وهي تذم شفتيها قائله بعبوس :
_ أبعد يا سفيان

مال سفيان عليها وهو ينظر لها بشغف وهيام ، فشعرت هي بحراره أنفاسه على وجهها ، فارتبكت وقالت تنبهه بتلعثم :
_ سفيان إحنا مش في ٠٠٠

لم تكمل جملتها حيث ضاعت باقي كلماتها حين انحني بوجهه قاصدا ثغرها ،لتغيب معه للحظات ثم ابتعد عنها قليلا ليحدق بوجهها الملتهب من الخجل وهي تلتقط أنفاسها المضطربه ، ليهمس لها بخشونه :
_تجوزيني ؟؟

نظرت له ألماسه باستغراب خجول ، وقالت بنبره خافته متحشرجه من الخجل:
_ما إحنا ما متجوزين

كرر جملته وهو يميل عليها يقبل عنقها بدفيء ليقشعر بدنها ، فحركت رأسها وهمست بخجل ورقه متناهية :
_ أكيد طبعاً

ومع تلك الكلمه توقفت عن الحديث حين مال عليها بوجهه ليعبر لها عن مشاعره وعشقه لها الذي لا تعطيه الكلمات حقه ، وأصبحت تلك الصغيرة التي عشقها دون أن يشعر زوجته ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في اليوم التالي

غمرت اشعه الشمس الحجره ، وكان سفيان يكبل خصر ألماسه النائمه على صدره وخصلات شعرها المشعته تغطي وجهها ، طرقات على باب الغرفه جعلت ألماسه تتملل في نومتها بانزعاج ، بينما فتح سفيان جفونه ببطء ، لتقع نظراته على تلك النائمه ، أزاح خصلات شعرها برقه ليري وجهها ،ففتحت هي جفونها ببطء متاكسله في تلك اللحظة لتراه ينظر لها بعيونه اللامعه المبتسمه ، ثانيه إثنين حتي أدركت الوضع فتلونت وجنتيها خجلا وأتت أن تحرر نفسها من ذراعه القابض على خصرها ، لكنه لم يسمح لها ناظرا لها بعبث واتي أن يقترب بوجهه منها بعبث، لكن طرقات الباب المرتفعه من جعلته يبتعد ليزفر بضيق وهو يسمع صوت والدته التي تقول بصوت مرتفع :
_ يا سفيان ،الماسه ، انتوا لسه نايمين !! ، إحنا خارجين نشوف البلد ،الفطار جاهز على السفره

عضت ألماسه على شفتيها بخجل حيث كانت وجنتيها كتلتين من الدماء من شدة الخجل محاولة التملص منه لكنه لم يسمح لها ، ونظر لها وهي تعض على شفتيها والي حال وجنتيها المحمرتين بتسليه واجاب على والدته بصوت عالي نسبياً دون أن يبعد بصره عن ألماسه :
_ شويه وجاين يا أمي

قال تلك الجملة وهي يقترب من تلك التي تملصت منه اخيرا ثم رفعت الغطاء لتغطي وجهها قائله بصوت متحشرج من الخجل :
_ يلهوي ، أنت ، إحنا مش بيتنا ، الي حصل ، أنت مينفعش

كانت كلمتها غير مترابطة من شدة الخجل ، فصدحت ضحكات سفيان المتسليه وقال بسخرية مازحه :
_ جمعي الكلام الأول يا حبيبتي

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ صهييييييب

صاحت مهره بإسمه بصوت مرتفع يشع بهجه ، وهي تخرج من الغرفه ، بينما أنتفض هو حيث كان يستعد لمغادرة المنزل ، التفت وهو يعقد حاجبيه متسأل بريبه :
_في إيه يا مهره، استر يارب !!

اقتربت منه مهره لترتمتي في أحضانه وهي تصيح بسعاده لا مثيل لها:
_ أنا حامل يا صهيب

تصلب صهيب ولم يرفع ذراعيه ليضمها حيث ظهرت الصدمه جاليه على ملامحه وهتف ببلاهه غير مستوعب :
_ حامل !! ،مين دي الي حامل !!

أبتعدت مهره عنه وحدقته بعيون تشع بهجه وصفقت بيدها قائله ببهجه:
_ هتبقى أب يا صهيب

ظل دقائق يحاول استعياب ما قالته ، ثم فجأة انفرجت اساريره وتكونت ابتسامه واسعه على ثغره وأخذ يردد :
_ هبقي أب ، وأنتي هتبقى أم

حركت مهره رأسها مؤكده والإبتسامة العريضة مرسومه على ثغرها، ليقترب منها ليضع كفه الخشن على بطنها يتحسسها بشغف، وقد فرت منه دمعه وهو يقول بخفوت سعيد:
_ هيبقى عندي عيله

وضعت مهره كفها الرقيق على كفه ونظرت له بنظرات دافئه تحتويه قائله بحب :
_ هنبقي عيله جميله يا صهيب

رفع كفه من على بطنها ليحاوط وجنتيها بكفيه ويحدقها بنظرات شغوفه ودموع الفرح تلمع بعيونه ، مال عليها ليقبل رأسها ببطء دافئ ،ثم همس لها بنبره شغوفه صادقه :
_ بحبك يا مهرتي ، بحبك من خلال العشره إلي ما بينا ، بحبك عشان طول عمرك واقفه جمبي ، بحبك من حبك ليا ، مهره أنا مش بعرف أعبر أوي ، بس إنتي من زمان كان ليكي مكانه في قلبي ومن غير ما أحس لاقيت فجأة المكانه دي بتكبر وبتتحول لحب ، ومش أي حب ده حب نابع من سنين عشره معاكي من وقت ما وقفتي جمبي أيام الإدمان لحد دلوقتي ٠٠

سقطت دموع مهره الحاره على وجنتيها تعبر عن انتعاش قلبها العاشق بتلك الكلمات التي جعلته يكاد يقفز من كثرة دقاته ، شعرت بأنامله تمسح دموعها برفق ، وتكونت ابتسامه حانيه على ثغره ليكمل بنفس الشغف والصدق:
_ مهره أنا بحبك من زمان كصديقه ، ولما أديت نفسي فرصة الحب ده اتحول، يمكن مكنتش حاسس بده ، بس أنا من غيرك ولا حاجه ، عمري ما حسيت بالاهتمام والحب بدون مقابل غير منك٠٠٠

توقف عن الحديث يتأمل مهره التي تسقط منها العبرات دون أراده منها ، وعضت على شفتيها من فرط ما تشعر به من سعادة ومشاعر كثيره ها هو من أحبته بل من عشقته يعترف لها بحبه بطريقه لم تكن تتخيلها ٠٠كان قلبها يرفرف ويكاد يتوقف من دقاته ٠٠٠

أسترسل بهمس دافئ وانامله تمسح دموعها الحاره :
_ مهره أنت علمتيني حب جديد ٠٠انتي أهلي وأنتي كل حاجه ، أنا اكتشفت أني في السنين الأخيرة لما كنت ببقي مخنوق اول شخص كان بيخطر على بالي إنتي، إنتي الوحيدة إلي كنت برتاح لما أتكلم معاها

توقف عن الحديث، لتنفجر هي في بكاء حار ، فوقع قلبه بين قدميه وظهر الذهول على ملامحه ، ليجذب رأسها يدفنها في صدره متسأل بريبه وقلق :
_ أنا قولت حاجه غلط ؟!!

ابتعدت مهره عنه وحاولت التوقف عن البكاء ضاغطه على شفتيها لتقول بنبره مرتعشة من بين شهاقتها نافيه :
_ فرحانه أوي أوي أوي بكلامك يا صهيب

عقد صهيب حاجبيه بشده وظل صامت للحظات يستوعب، ثم شعر بالغيظ منها وقال بامتعاض مزيف :
_ يخربيت نكدك ، ضيعتي اللحظه

لكمته مهره في صدره بحنق وهي تشهق شهاقات متقعطه أثر بكاءها ، ثم وحاوطت عنقه بذراعيها ، ليضمها هو بحنو ، لتصرخ هي بجنون ضاحكه الي جانب بكاءها ، لتصدح ضحكات صهيب المرتفعه وهو يشعر براحه شديده مقرر البدء من جديد مع تلك التي حاربت حتي استطاعت أن تجعل قلبه ينبض من أجلها هي فقط !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تجلس ألماسه بجانب سفيان على طاوله الطعام يتناولن الافطار ، وكانت هي تركز نظراتها في طبقها تعبث في الطعام غير قادره على النظر له ، وكان وجهها محمر للغايه ٠٠٠مال سفيان عليها ليهمس لها بمكر:
_ جعان يا ألماسه !!

رفعت ألماسه بصرها وحركت رأسها لتنظر له وتحدثت بصوت مبحوح هامس :
_ما تاكل

قرص سفيان وجنتيها الحمراء بلطف ينظر إلى عيونها قائلا بخبث :
_ عايزك تأكليني

رمشت ألماسه بعيونها قليلا وابتلعت ريقها قائله بتلعثم:
_ أزي يعني !

حدقها سفيان بنظراته التي تربكها وقال بخفوت متهمل :
_ هو إيه إلي ازي ، عايزك تأكليني يا حبيبتي ،فيها حاجه دي !!

قال الجمله الاخيره ببراءة مصطنعه ، لتعض ألماسه على شفتيها قائله بغيظ خجول :
_ سفيان اعقل

وضع سفيان كفه علي شعرها ليتلاعب في خصلاتها برقه ، ثم مال علي وجهها ليهمس بصوت اجش :
_ ما أنا عاقل أهو

قال جملته وهو يقبل وجنتيها بدفيء ، ليبتعد عنها وهو يراها تغمض جفونها وكان وجهها أحمر ومتورد بطريقه جذابه وشفتيها ترتعش من فرط ما تعيشه مع من مشاعر ٠٠

مال يهمس لها بجانب أذنيها قائلا بخفوت :
_جعان

فتحت جفونها ببطء لتصتدم نظراتها المتوتره بنظراته الدافئه ، أشاحت ببصرها بعيد عنه ، وشرعت في عمل ساندوتش له حتي تتخلص من محاصرته الماكره لها والتي تجعل دقات قلبها تضطرب ، أنتهت من عمل السنادوتش ثم مدت يدها له به قائله بتوتر :
_ أمسك

وجدته يميل ليقطم قطمه كبيره منه وهو في يدها لترتجف يدها ، ثم رفع رأسه ليقترب منها مقبل احدي وجنتيها برقه بالغه ، ثم عاد يقطم قطمه أخري ، ليكرر قبلته على وجنتيها الأخري ،انهي الساندوتش ، ليميل تلك المره عليها وهو يراها تعض على شفتيها بشده من فرط خجلها وتوترها ، وغاب معها بشغف للحظات ، غير منتبهين لكلا من ساره وحنان ودولت الذين دلفوا إلي المنزل للتو وقد تلون وجههم حرجا وتبادلوا النظرات فيما بينهم ٠٠

أبتعد عنها سفيان أخيرا واضعه جبهته على جبهتها يلتقطون أنفاسهم الهاربه منهم ، وقال هو لها بصوت متهدج عاشق :
_ عملتي فيا إيه يا ألماسه !!

أتت الاجابه من والدته التي تنحنحت قائله باستغراب مازحه:
_ أنت ابني سفيان !!

انتفض كلا من ألماسه وسفيان مبتعدين عن بعض ، عندما وقع بصر ألماسه عليهم حتي ارتبكت بشده وخجلت ، لتدفن رأسها في أحضان سفيان الذي حاوطها بذراعيه وهو ينظر إليهم بحرج ، ثم وقف واوقف ألماسه التي تتشبث به بشده كالطفله تأبي الخروج من أحضانه ،

لتضحك ساره وهي تحاوط بطنها المنتفخه قائله بمرح مازحه :
_ مكنتش اتوقع منك كده يا ألماسه

لتدفن ألماسه رأسها أكثر وأكثر في صدره تود الاختباء بداخله من خجلها من ذلك الموقف المحرج ٠٠ بينما سفيان حاوطها أكثر يربط على ظهرها ، وبصره معلق بحنان التي هتفت مكمله على مزاح ساره :
_ ولا أنا كنت اتوقع من اخوكي كده

ابتسمت دولت على مزحهم ، ليزيل إحراج سفيان ويبتسم بمرح قائلا بوقاحة :
_ في إيه يا حنان ،دي مراتي ، وبعدين هي أول مره يعني تقفشينا

صدحت ضحكات حنان وهي تري ألماسه تنكمش في أحضان ابنها أكثر ، ثم قالت بسخرية :
_ اتلم يا سفيان شويه ، ده مش بيتنا يا حبيبي

قال جملتها وهي تشير براسها الي دولت التي ضحكت ، ليشعر سفيان بالحرج مره اخرى وضغط بذراعه على خصر ألماسه التي كادت أن تبكي من فرط خجلها ، فقال هو بجدية مصطنعه :
_جهزي نفسك إنتي وساره يا أمي عشان نمشي

قال جملته تلك ليبعد بصعوبه رأس ألماسه التي تدفنها في صدره ترفض الابتعاد ، ليجد وجهها عباره عن كتله ناريه من فرط الخجل ، فحاوط ظهرها بذراعه ليتحرك بها باتجاه تلك الغرفة تحت أنظار الآخرين المبتسمين ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أغلق سفيان باب الحجرة ، لتدفعه ألماسه مبتعده عنه وخصلات شعرها تغطي عيونها ووجهها دامي من الخجل ، أزاحت خصلات شعرها إلي الخلف وأشارت له بسباتها قائله بحنق خجول :
_ عجبك كده يا استاذ سفيان ، منظري إيه أنا قدامهم دلوقتي !!

تأملها سفيان بنظرات لامباليه مبتسمه عاشقه ثم اقترب منها ليعبث في خصلات شعرها وغمز لها قائلا بسخرية:
_انت هبله يا حبيبتي ، إنتي مراتي يا أم لسانين ، وبعدين خدي هنا إيه هو إنتي كل ما هتكسفي هتترمي في حضني كده

قال الجمله الاخيره غامزا لها بعبث وقبض على خصرها بأحد ذراعيه ، لتحدقه ألماسه بنظرات خجوله وهمست بنعومه :
_ عندك مانع !!

داعب أنفها بأنامله ، وضيق عينيه بتسليه قائلا بضحكه مازحا:
_بس أول مره أعرف أن القرده بتاعتي بتكسف أوي كده ، فاكره زمان كان لسانك طويل أزي !!٠٠

انكمشت ملامح ألماسه وقالت بغيظ خافت :
_ أولا أنا مش قرده ، ثانياً أنا مازال لساني طويل وهستخدمه وقت اللزوم

حرك سفيان رأسه بنفي واستند بجبهته على جبهتها قائلا بتنهيده حاره :
_ وهتستخدمي لسانك ازي يا قرده ؟؟

لكمته هي صدره وشعرت بانفاسه الدافئه على وجهها ، وقالت بهمس ضائع :
_ قولتلك أنا مش قرده

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ أنت مضايق يا مراد ؟؟

سألت زهره مراد ذلك السؤال ، وهي تجلس بجانبه على الأريكة في الصاله ، ليحرك هو رأسه وينظر لها بجمود قائلا بقسوه :
_ إنتي طالق !!

يتبع

 

error: