العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(43)

مر اسبوعين على الأحداث الأخيره

في المساء في قسم الشرطه

كان حمزه جالس في مكتبه ينظر الي الفراغ بشرود وقد تكونت ببطء ابتسامه جانبيه واثقه على ثغره وعاد بذاكرته إلي ذلك اليوم الذي اعترف فيه ماهر أخيرا بالحقيقة بعد محاولات عده٠٠

عوده الى ذلك اليوم

_ ها هتنطق؟؟ ، ولا أكمل عليك !! ٠٠

نطق حمزه بتلك الجمله وهو يشمر أكمام قميصه للأعلي وبصره معلق بماهر الواقف بوجه مشوه من فرط الضرب التي تعرض له من حمزه ، حيث كان وجهه مليء بالبقع الحمراء والزرقاء وعيونه متورمه بشده،وشفتيه مشقوقه وعلى الرغم من ما تعرض له لكنه هتف بنبره مليئه بالاصرار :
_ برضوا مش هعترف بحاجه معملتهاش

_ أنت هتستعبط يا روح أمك

صاح حمزه بتلك الجمله وهو يضرب بكفه بعنف على سطح المكتب مما جعل جسد الآخر يرتجف ، ثم تحرك باتجاه الآخر بخطوات بطيئة ونظراته القويه تخترق الآخر ثم قال بصوت كالفحيح :
_ لو معترفتش ،أو قولت مين الي ورا قتل كرم ، اقسم بالله ، أخوك الي أنت فرحان بيه اوي ده هيلبس قضيه ومش هيطلع من السجن غير على قبره ٠٠

بهتت ملامح ماهر وحرك رأسه نافيا قائلاً باندفاع منفعل :
_اخويا ملوش دخل بشغلي ده

تكونت ابتسامه جانبيه على ثغر حمزه قائلا بخبث :
_ يعني بتعترف أن شغلك وسخ !!

حرك ماهر رأسه نافيا بشده وهو يقول بأصرار مرتبك :
_ أنا مقولتش كده

مال حمزه عليه يجذب إياه من لايقه قميصه المتسخ قائلا بمكر بارد:
_ أنت لسه قايل أن أخوك ملوش علاقه بشغلك ده يا ماهر !

كانت نظرات حمزه بارده لكنها مرعبه ، أثارت الرهبه والخوف في نفس الأخر ٠٠

عوده الى الوقت الحالي

ابتسم حمزه بتهكم وهو يتذكر كيف اعترف ماهر بجريمته بعد أن أعترف أحد رجاله عليه ٠٠

عوده إلي ذلك اليوم

_ ها يا ماهر ،هتعترف ولا لا، كده كده الراجل بتاعك اعترف عليك ، احسنلك تعترف عشان العقوبه تخف شويه
نطق حمزه بتلك الحديث وهو يجلس على مقعده بأسترخاء واضعا ذراعيه خلف رأسه يحدق الآخر بنظراته القويه ٠٠

اذدرد ماهر ريقه بصعوبه ونظر إلي حمزه بشحوب وقال متلعثم بأصرار ضيعف :
_مقتلتش حد

مط حمزه شفتيه وهو مازال على وضعه قائلا بأسف مزيف:
_ هو صحيح الراجل بتاعك اعترف ، بس أنا برضوا مصمم أنك تعترف ، وأنت مش هتعترف إلا إذا أخوك لبس قضية محترمه كده !

رفع ماهر كفه المرتعش يجفف عرقه من على وجهه ، ثم خفض بصره بخزي مفكر أن التهمه قد ثبتت عليه باعتراف ذلك الرجل ، وأنه هناك أشياء أخرى غير هذه التهمه سوف تجعله يقضي باقي عمره في سجن ، وهو يعلم أيضاً أن الرجل الأخر لن يتركه على قيد الحياه خوفاً من اعترافه عليه فواضح أن هذه هي نهاية المطاف، لذا رفع بصره ينظر إلي حمزه بأستسلام وقال بنبره متاثقله مهزوزه :
_ ايوه ، أنا الي قتلت كرم !!

عوده الى الوقت الحالي

أشعل حمزه سيجاره وأخذ يدخن بشرود وهو يسترخي بجلسته علي المقعد ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بداية يوم جديد

تشعر بقلبها يرفرف بسعاده تجتاح كل إنش في جسدها ولما لا فاليوم تم إثبات براءته براءة سفيان ، وقفت أمام المرآه تمشط شعرها بشرود وابتسامه بلهاء مرسومه على ثغرها ، على الرغم من أنه ذلك اليوم التي تم فيه ولادة تلك الفتاه المدعوه بعايده ، والجمله التي قالها شقيق تلك الفتاه ” ، إنتي البنت إلي كانت مصاحبه كريم الله يرحمه ، وكنتي معاه وقت الحادثة ”

تتذكر وقتها ملامح سفيان التي تصلبت ونظراته الجامده التي شعرت أنها تخترقها ، وارتعاشه جسدها خوفاً من رد فعله ، لكنها تفاجئت بيه عندما غادر هولاء الشباب ومعهم شقيقتهم وطفلتها الرضيعه حيث حدقها بنظرات لم تفهم معناها ، توقعت أن يسألها عن كريم وما علاقتها به ولكن تجاهلها تماماً وتحرك مغادر المنزل تاركا إياها تحدق في أثره بعدم استعياب لرد فعله ٠٠٠

توالت الأيام بعد هذا اليوم وهو منشغل مع حمزه في إثبات براءته يتجاهل إياها لا يتحدث معاها سوي بكلمات مقتضبة وعندما تشجعت وسألته ما به ، كانت اجابته مقتضبة بارده “لما القضية تخلص لينا كلام مع بعض ” ٠٠

فاقت من شرودها وربطت شعرها على هيئة ذيل حصان، ثم تفحصت ثيابها تتأكد منها ، ثم التقطت هاتفها ووضعته في جيب سترتها ، ثم غادرت غرفتها في شقة عمها ،القت نظره عليه حيث كان يجلس واضعا ساق فوق الأخري يحتسي فنجان قهوته بملامح متجهمه ، تحركت باتجاه باب المنزل ولكن اوقفها صوته الخشن الهادئ بطريقه مريبه :
_ راحه فين ؟؟

نظرت له ألماسه من فوق كتفها دون أن تلتفت وهتفت باقتضاب :
_ سفيان خارج من السجن النهارده

مط صالح شفتيه قائلا بنبره خاليه من أي تعبير :
_ مبروك ، أنا بفكرك أني هادي معاكي من ساعة ما رجعتي ، بس ليا كلام معاكي ٠٠

ابتسمت الماسه بتهكم وفتحت الباب وقالت بسخريه :
_ واضح أن كله عايز يتكلم معايا ، وماله يا عمي ، هي جات عليك !!

أنهت حديثها وهي تخرج من الشقه مغلقه الباب خلفها ،هبطت درجات السلم بخفه حتي وصلت إلي الطابق المتواجد به شقة أهل سفيان ، طرقت على الباب بخفه ،و فتحت لها زهره الباب والإبتسامة مرسومه على ثغرها وقالت بحبور :
_ تعالى يا ألماسه ، سفيان جوه

تهلهلت اساريرها ورفرف قلبها بسعاده وقالت بتعجب متوتر من فرط سعادتها :
_ هو ، مش المفروض كنا هنروح إحنا !!

أجابت زهره قائله بنبره هادئه:
_ هو جيه خلاص ، وهو دلوقتي قاعد مع ماما حنان في اوضتها

اومأت ألماسه برأسها وقد شع وجهها بسعاده لا مثيل لها وهي تدلف الي الشقه ، وتتجول ببصرها فيها فوجدت سميره جالسه على أحد المقاعد بملامح سعيده ولكن سعادة ناقصه بسبب اختفاء شقيقتها ساره ، تقدمت ألماسه وصافحت سميره التي بدورها وقفت واحتضنتها مرحبه بها ، ثم جلست ألماسه على أحد الارئك بجانب زهره ٠٠

كانت مشاعرها مخطلته سعاده ، ترقب ، خوف من القادم في علاقتها معه ، لكن الطاغي هو شعور السعاده الذي جعل وجهها يشع بفرحه وعيونها تلمع بشده ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
داخل غرفة حنان

كان سفيان يجلس على الفراش بجانب حنان يحتضنها وملامحه مكفهره بسبب اختفاء شقيقتها الذي علم عنه للتو ، انفجرت حنان باكيه في أحضانه غير قادره علي الحديث ، فهي سعيده بعودة ابنها لكن حزينه على غياب ابنتها التي لا تعلم عنها شيء ٠٠

أبعدها سفيان عنه قليلا ومسح دموعها بانامله بحنو وقال بنبره صارمه يوعدها :
_ أوعدك يا امي ، أن ساره هترجع وهعرف مكانها

طلت نظره متأمله بلهفه من عيون حنان التي تذرف الدموع وتحركت شفتيها ببطء متحدثه بثقل شديد :
_ س ، سفيان

شقت الابتسامه ثغر سفيان عندما تحدثت والدته وضم جسدها له وأخذ يربت على ظهرها بحنو قائلا برفق عازم :
_خلاص يا امي كل حاجه هتتحل ، اطمني

قال الجمله الاخيره وهو يعود بذاكرته إلي ذلك اليوم المشؤوم ٠٠٠٠

وصل إلي منزل كرم ، وضيق ما بين عينيه بتعجب وهو يري باب الشقه مفتوح على مصراعيه ، خطي الي داخل الشقه بخطوات حذره شاعرا بالريبه ، وتصلب كالتمثال مكانه و أتسعت عيونه ببطء حتي كادت أن تخرج من محجرهم وهو يري كرم المدد على الأرضية غارق في دماءه وهناك سكين مغروس بجسده وملامحه شاحبه شحوب الموتي وكان كمن يلتقط أنفاسه الأخيره، بسرعه فاق من صدمة ولملم شتات نفسه سريعا منبه نفسه لتلك الكارثه وهو يتحرك بسرعه ينحني بجسده وجلس على ركبتيه عازم على انقاذ كرم الذي كان مازال على قيد الحياه ، مد يده دون تفكير وبمهنيه نزع السكين من جسد الآخر الذي اصدر صيحه متألمه وبصره معلق بسفيان ثم أخذ يهذي بإسم جعل الدماء تفور بجسد سفيان وقد تصلب للحظات وهو يحدق بكرم ثم قذف السكين بعيد بتوتر وتشنج بعد أن تلوث قميصه ببعض الدماء، واذدرد ريقه بصعوبه وهو يسأل كرم بتوتر وريبه :
_ مين الي عمل فيك كده ؟

وكانت الاجابه صادمه من الآخر الذي ظل يردد الاسم من بين شفتيه المكدومه بصعوبه :
_ ساره ، ساره ، سا

توقف عن الحديث حيث جحظت عيونه وتراخي جسده وأصبح وجهه أزرق وشاحب للغايه معلن عن مفارقته للحياه ، بينما الآخر كانت الصدمة بنطقه أسم شقيقته واضحه بشده على ملامحه التي بهتت وتجمدت وظل عدة دقائق يحدق بجثة كرم بشحوب وصدمه وأخذ يحرك رأسه يمنيا ويسارا نافيا بعدم تصديق ، ثم فجأة اشتغل عقله منبه إياه لتلك المصيبه ، فتوتر ثم تحسس نبض كرم فحرك رأسه بيأس عندما وجده قد فارق الحياه بالفعل ،توقف عقله عن التفكير للحظات وصوت كرم وهو ينطق بإسم شقيقته يتردد في ذهنه ، ثم عمل عقله سريعا ليقرر الخروج من الشقه سريعا ، فاعتدل واقفا وتحرك بارتباك وقد جف حلقه ، كاد أن يغادر الشقه ولكن انتبه لذلك الشال الموجود بجانب جثة كرم ، انحني يلتقط ذلك الشال وهو يقلبه بين يديه مدقق به بشك حتي تذكر عندما كانت ترتديه شقيقته ، فتشنج جسده وأصبحت عروقه بارزه بشده حيث احمرت عيونه بشده من الغضب والرهبه وهو يقبض عليه بشده ٠٠

عاد من تذكره على تراخي جسد والدته بين ذراعيه، أبعدها عنه ووجد أنفاسها منتظمة فعلم أنها ذهبت في ثبات عميق، فابتسم بحنو وهو يمدد جسدها على الفراش بحذر وعدل من وضع الوساده تحت رأسها ، ثم نهض من على الفراش ، ووضع الغطاء برفق على جسدها ، ثم مسح على خصلات شعرها البيضاء برفق وانحني يقبل جبينها ويهمس لها :
_ هنرجع كلنا حواليكي يا أمي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
هبت ألماسه واقفه بتوتر وعيونها تلمع بسعاده وهي تجده يخرج من غرفه والدته مغلق الباب خلفه بهدوء ، لمحها تقف تتلاعب بثوبها يبديها المرتبكه وبصرها موجه نحوه٠٠

تذكر هو بشرود ذلك اليوم الذي قرر تسليم نفسه بناء على حديثه مع حمزه الذي أخبره أن براءته سوف تظهر عن قريب ٠٠

عوده الى ذلك اليوم

_ حمزه هيرجعك البيت ، عايزه تقعدي عند امي أقعدي ، عايزه تروحي عند عمك روحي ، إنتي حره

قال تلك الكلمات باقتضاب هو يقف معها أمام سياره حمزه القابع بداخلها منتظر إياهم ٠٠

أزاحت خصله من شعرها خلف أذنها وحدقته بنظرات قلقه ثم تحدثت قائله بثبات تحسد عليه :
_هرجع عند عمي

وكان رده مقتضب بارد كالجليد :
_ براحتك

فاق من من شروده في ذلك اليوم عندما اقتربت منه شقيقته سميره ترتمي في أحضانه باشتياق فربت على ظهرها بحنو ، وبصره معلق بتلك الواقفه بجانب زهره بملامح مرتبكه ، أبعد شقيقته عنه ثم ضمها بأحد ذراعيه وهو يسير بها باتجاه زهره والماسه التي نضفت حلقها قائله بسرور متلعثمه :
_ حمدالله على السلامه

ظنته أنه سوف يتجاهلها مثل الفتره الاخيره أو سوف يرد رد مقتضب ، ولكن تفاجأت به يرفع ذراعه من على شقيقته ويقترب منها ، مما جعلها تبتلع ريقها بارتباك ٠٠

أتسعت عيونها ببطء مدهوشه وهي تجده يميل عليها يقبل أحدي وجنتيها ثم همس بجانب اذنها :
_ الله يسلمك

شعرت بأنفاسه الساخنه بجانب أذنها ، فابتعد هو عنها يحك ذقنه بتوتر عندما صدرت شهقه مذهوله من سميره وهي تردد إسمه بذهول :
_ سفيااان

أحمر وجه ألماسه خجلا وهي تلاحظ زهره التي فرغت فاها ببلاهه ، وسميره التي تتجول ببصرها بينها وبين سفيان بشك ثم هتفت بريبه وشك :
_ هو حصل إيه بينكم ، وانتوا هربانين مع بعض !!

توترت ألماسه أكثر وحدقت بسفيان بوجه محمر مترقب ، ولما يخذلها الأخير حيث مرر يده بين خصلات شعره ووزع بصره بين سميره وزهره قائلا بنبره هادئه:
_ أنا و ألماسه اتجوزنا
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المستشفيات

خرج حمزه من غرفة أحد المتهمين لديه تاركا عسكرين يحرسون الغرفه ، وسار بممرات المستشفى واضعا كفيه في جيوب معطفه ، ضيق عينيه باستغراب عندما التقطت أذنيه صوتها المألوف لديه تهتف باستنكار عصبي:
_ نعم ، قول إلي قولته كده تاني يا دكتور !! ، هو إيه ده الي مينفعش تقبل الحاله من غير ما ندفع رسوم المستشفى ، بقولك البنت تعبانه تحت ٠٠

حرك حمزه رأسه يتلفت يبحث بعينه حتي وجدها تقف مع أحد الأطباء وملامح وجهها حمراء من الغضب ، وكان الآخر يرمقها بنظرات لامباليه ،عقد حاجبيه وهو يردد إسمها بتعجب :
_ ياسمين !!

تحرك حمزه بخطواته متجه إليها وهو يري ذلك الطبيب يضع كفه في جيب معطفه الطبي ويقول بعدم اكتراث :
_دي قوانين المستشفى

صاحت ياسمين في وجهه بعصبية متشنجه :
_ قوانين إيه يا بتاع القوانين الي يخليك تسيب مريضه عشان مدفعتش فلوس المستشفى ، أنت دكتور أنت !!، أنت اخرك دكتور بهايم ونبقي بنظلم الباهيم كمان !!

أنكمشت ملامح الطبيب بحده وقال بانفعال :
_ احترمي نفسك

_ إيه إلي بيحصل هنا !!

كانت تلك جملة حمزه المرتفعه بعض الشئ ، استدارت ياسمين سريعا عندما التقطت اذنها نبرة صوته المألوفه ، حدقته بنظراتها المتوهجه من الغضب وقد ظهرت أيضاً الدهشه على ملامحها من وجوده لكنها تجاهلت سبب وجوده وصاحت بعفوية تستنجد به :
_ حمزه ، ألحق الباهيم الي في المستشفى رافضين يدخلوا مرام المستشفى

صاح الطبيب الواقف خلفها قائلا بانفعال هادر :
_ احترمي نفسك يا بت إنتي ، أنا هطلبلك الأمن حالا !!

بحرك سريعه أزاح حمزه ياسمين من أمامه وتحرك باتجاه الطبيب يمسكه من تلابيب معطفه الطبي قائلا ببرود مخيف :
_ تطلب لمين الأمن !!!

ابتلع الطبيب لعابه بخوف وتوتر من نظرات حمزه البارده برود مرعب ،زاغت نظراته وقال بنبره حاول جعلها ثابته لكنها خرجت مهزوزه:
_ هي ، الانسه ،رفعت صوتها عليا

ضغط حمزه بقبضته أكثر على تلابيب الآخر ناظرا له ببرود ثلجي قائلا بتبرم :
_ وماله !!

ابتلع الطبيب ريقه وحدق بحمزه بنظرات مرتبكه وتعرق وجهه وهو يقول بتلعثم وغباء:
_ و ماله إيه ؟!

ابتسم حمزه من زواية فمه ابتسامه بارده قائلاً بتوضيح متجهم :
_وماله أما تضربك ، وتكسر عضمك كمان طالما مبتشوفش شغلك صح !

_ حمزه ، خليه بس يشوف مرام مالها عشان تعبانه اوي

كانت تلك جملة ياسمين القلقه ، ترك حمزه الطبيب ثم قام بتعديل معطفه الطبي بطريقه عنيفه وهمس له بجمود قاسي :
_ هجيب البنت تكشف عليها ، وتشوف مالها ، فاهم

قال الجمله الاخيره وهو يضرب بكفه بقوه على كتف الطبيب الذي تأوه و بدوره حرك رأسه عدة مرات قائلا بخنوع :
_ فاهم

استدار حمزه الي ياسمين وسألها بنبره جاده :
_ فين صاحبتك؟!

قالت ياسمين مسرعه بتوتر نابع من قلقها على صديقتها:
_ تحت في التاكسي مع منار

اومأ حمزه وأشار لها أن تتقدمه قائلا بهدوء :
_ طب تعالي ننزل نجيبها

تقدمته ياسمين وهو خلفها حيث رمق ذلك الطبيب نظره تحذريه وقال بصوت قوي النبرات :
_ عايز أرجع الاقيك مكانك مستني

قال جملته ثم تحرك تارك الآخر في حاله من القلق والتوتر فهو يعرف حمزه جيداً فهو يتردد على المستشفى كثيرا في هذه الاوانه للتحقيق مع أحد المتهمين المحجوز بالمستشفى ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وبسهوله تم نقل مرام صديقه ياسمين إلي غرفة الكشف ودلف معاها هذا الطبيب ، بينما وقفت كلا من ياسمين ومنار بالخارج ، وكان حمزه يقف أمامهم مستند بظهره على الحائط عاقدا ذراعيه أمام صدره ٠٠

همست منار الي ياسمين بتعجب وبصرها معلق بحمزه :
_ هو بيعمل ايه هنا ؟؟، شوفتيه فين؟؟

ألقت ياسمين نظره على حمزه ثم مالت علي منار قائله بصوت خافت :
_ لما كنت بتخانق مع الدكتور شوفته ، تقريباً بيزور حد قريبه

_ مجرم

أنتفضت كلا من منار وياسمين أثر نطق حمزه لهذه الكلمه بخشونه ، رفعت ياسمين أحد حاجبيها وهي تنظر له وقالت بتعجب :
_ أفندم !!

هز حمزه كتفيه قائلا بتوضيح هادئ :
_ زياره لمجرم !!

تبادلت كلا من منار وياسمين النظرات بتوتر ثم هتفت الاخيره بامتنان :
_ شكرا ليك ، تقدر تتفضل

تجاهل حمزه حديثها وتسأل بنبره جاده :
_هي صاحبتكم مالها ؟؟

ظهرت سحابة حزن على ملامح ياسمين وقالت بوجوم :
_ عندها القلب

اومأ حمزه برأسه بلا معني ثم دام الصمت لثواني حتي قطعته ياسمين قائله بلباقه :
_ شكرا على إلي عملته مره تانيه ، وتقدر حضرتك تمشي

حل حمزه ذراعيه من أمام صدره وقال بنبره مقتضبة :
_ أنا هستني شويه

أتت ياسمين أن تعترض ولكن توقفت عندما وجدت باب الغرفه يفتح ويخرج ذلك الطبيب وخلفه الممرضه، تحاشي الطبيب النظر إلي حمزه ووجه نظراته باتجاه ياسمين ومنار الواقفين بملامح قلقه مترقبه ، فهتف سريعا بنبره عمليه :
_ المريضه ، حالتها متأخره ، كان لازم يتعملها عمليه !!

بهتت ملامح كلا من منار وياسمين وهتفت الاخيره متسأله بريبه خائفه من الإجابة:
_ يعني إيه ؟؟

مط الطبيب شفتيه قائلا بقلة حيله :
_ يعني ربنا يتولاها

شهقت منار بصدمه واضعه كفها على فمها ثم هدرت بعدم استعياب :
_ يعني مينفعش لها عمليه ؟؟

ألقي الطبيب نظره على حمزه الواقف يرمقه بنظرات متمعنه قويه، ازدرد ريقه بصعوبه وعاد يحدق بياسمين ومنار قائلا بنبره سريعه مرتبكه :
_ معتقدش ينفع عمليه دلوقتي

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
فركت ألماسه كفيها بتوتر وهي تلاحظ نظرات زهره وسميره المليئه بالذهول والفضول ، فهو قال الخبر وتركهم مغادرا الشقه بدون اضافه أي كلمه أخري تاركا إياها تواجه هي صدمة الفتيات بذلك الخبر٠٠

خرجت زهره عن صمتها وفاقت من ذهولها ثم تحركت من مكانها وجلست بجانب ألماسه على الأريكة ووضعت كفها تحت ذقنها قائله بحزم مثرثره :
_اعترفي ،حصل أمتي ، وأزي ، وليه ،قولي كل حاجه !!

وكذلك فعلت سميره التي جلست بجانبها من الطرف الآخر قائله بعدم استعياب وفضول :
_ إنتي وسفيان طب ازي !!، قولي بسرعه حصل ازي ، يلا

حركت ألماسه رأسها تنظر الى كل واحده منهم بحيره وتشتت ، فقرصتها زهره من ذراعها بخفه قائله بنفاذ صبر :
_ انطقي يا بت بقي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يعني هتسافر وتسيب زهره يا مراد !!

خرجت تلك الجمله من مهره وهي تضع الهاتف على اذنها تحدث مراد ، فسمعت تنهيده حاره منه حيث قال بيأس :
_ هي الي اختارت يا مهره ، أنا مأجل السفر عشانها ، بس خلاص بقي عملت إلي عليا

حكت مهره عنقها وهي جالسه على الفراش وهتفت بلطف:
_ مراد اسمع مني ، حاول تاني مع ابوها يمكن يوافق

دلف صهيب الي الغرفه في تلك اللحظة وابتسم لها بارهاق وهو يجدها تتحدث بالهاتف فتسأل :
_ بتكلمي مين ؟؟

حركت مهره شفتيها بلا صوت قائله :
_ مراد

اومأ صهيب برأسه بصمت وتحرك وجلس على الأريكة المتواجده بالغرفه يدلك رقبته وهو يسمعها تهتف بصرامة :
_ مراد مضيعش زهره من ايدك ٠٠٠خلاص ماشي ٠٠٠ أبقي تعال اسهر معايا وأنا صهيب ٠٠ ماشي يا حبيبي ، مع السلامه

اغلقت المكالمه مع شقيقها ووضعت الهاتف على الفراش وهي تزفر بقلة حيله ، ثم نظرت إلي صهيب متسأله :
_ راجع بدري يعني ؟؟

زفر صهيب بشده وحدقها بنظرات مترقبه وهي يهتف بتوجس :
_ مهره ، مريم بنت عمي هتيجي تقعد معانا فتره

ظلت مهره لحظات تحدق به بصمت تحاول استعياب ما قاله ثم فجأه قفزت من فوق الفراش وتحركت باتجاهه بعيون متوهجه بغضب وصاحت بنبرة ناريه مرتفعه :
_ نعم يا اخويا ، مين دي إلي هتقعد عندنا !

تراجع صهيب الي الخلف في جلسته وهو يراها تقترب منه وتنحني أمامه واضعه كفيها على الاريكه تحاصره وهي تهمس بنبره خطيرة وعيونها تطلق الشرر:
_ قول كده تاني ، أنت قولت إيه!!

رمش صهيب بعيونه وحدقها بنظراته العابثه قائلا بابتسامة عريضه ليستفزها اكثر:
_ مريم بنت عمي هتيجي تقعد معانا !!

أقتربت منه مهره برأسها حتي شعر بانفاسها الحاره تلفح وجهه فاتسعت ابتسامته وهو يلاحظ نظراتها الشرسه ،فشهقت مهره بعنف عندما وجدته يسحبها لتجلس على ساقيه قائلا بخبث :
_احبك وأنت شرس

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
صعدت ألماسه على مضض مع زهره إلي شقة عمها ، و دلفت خلف زهره إلي الشقه فوجدت عمها جالس يدخن بشراهه ،فانكمشت ملامحها تلقائياً ٠٠

قالت زهره معاتبه بلطف وهي تنظر إلي والدها وهي تغلق باب الشقه :
_ ازي يا بابا متقولش أن سفيان اتجوز ألماسه !!

انتبه صالح لوجودهم فنظر إلى ألماسه هو يقول بنبره صلبه متجاهل ما قالته زهره:
_ زهره روحي أعملي كوبايتين شاي ، عايز اتكلم مع بنت عمك شويه

نقلت زهره بصرها بينه وبين ألماسه بتوجس ،أومأت الاخيره برأسها لها ، فتحركت باتجاه المطبخ تاركه إياهم بمفردهم ٠٠٠

حدقت ألماسه بعمها بنظرات ثابته ثم تحركت لتجلس على أحد المقاعد وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة ببرود متناهي :
_ هات إلي عندك !!

التوي ثغر صالح بابتسامه تهكميه وردد جملتها باحتقان :
_ هات إلي عندك !!

حركت رأسها مؤكده قائله بابتسامة صفرا :
_ ايوه يا عمي ، قول كل الي جواك

اطفيء صالح السيجارة التي بيده ، ثم شبك كفيه في بعضهم قائلا بتساؤول متبرم :
_ فين سفيان ؟؟

ظلت ألماسه تحدقه بنظرات صامته ثم تنهدت قائله باقتضاب :
_ خرج ، معرفش خرج فين !

حرك صالح رأسه بلا معنى ثم ظل يحدقها بنظرات ثاقبه ، ثم نطق بكلمات جعلت الدماء تغلي في عروقها حيث قال :
_ عايزين نحدد يوم لطلاقك من سفيان ٠٠

طرقات على باب الشقه أنقذت صالح من حديث ألماسه الغاضب التي كانت سوف تقوله الآن كرد على جملته ٠٠

نهضت ألماسه وتحركت تفتح باب الشقه بعد أن القت نظره حاده على صالح ، انفرجت اساريرها وهي تجد سفيان أمامها فرددت إسمه بحبور :
_ سفياان !!

حدقها سفيان بنظرات هادئه وسألها بخفوت :
_ إيه إلي طلعك هنا تاني ؟؟

ضيقت ألماسه عينيها بعدم فهم متسأله باستغراب :
_ أمال اروح فين ؟؟

كانت ملامح سفيان واجمه بسب اختفاء شقيقته وتأملها بنظراته قائلا بنبره مبحوحه:
_محتاجك

كاد قلب ألماسه أن يقفز من محله وهي تسمع تلك الكلمه منه كاد قلبها أن يتوقف عن النبض وهي تحدق به غير مستوعبه ، فتسألت ببلاهه :
_ قولت إيه ؟؟

كرر نفس الجمله وهو يتنهد تنهيده حاره :
_ محتاجك

خفضت بصرها قليلا بتوتر ، ثم رفعته ونظرت له بعيون لامعه وكادت أن ترد ولكن قاطعها صوت صالح الذي أصبحت تبغضه يقول من خلفها :
_ أهلا بالدكتور سفيان، رد السجون !!

حدق سفيان بصالح بنظرات خاليه من أي تعبير وقال من بين أسنانه يستفزه:
_ أهلا بيك يا حمايا

استدرات ألماسه تنظر إلي صالح الذي رمي سفيان بنظره مشتعله قائلا باحتقان :
_ مبقتش حماك بقي ، ما أنت طلقت بنتي !

جذب سفيان ألماسه بحركه سريعه من مرفقها لتقف بجانبه ثم وضع احدي ذراعيه خلف ظهرها يقربها منه قائلا ببرود متناهي :
_ ليه ، أنت مش عم مراتي، تبقي حمايا

احتقن وجه صالح بغضب ، مما جعل سفيان يبتسم ابتسامه جانبيه قائلا باستفزاز:
_ عن اذنك هاخد مراتي !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تحركت ألماسه مع سفيان الذي سحبها من رسغها خلفه وهبطت معه الدرج بهدوء غير مستوعبه بعد تصرفات سفيان ، وصلوا إلى الطابق المنشود، ظنت أنه سوف يأخذها إلي الشقه التي تزوج بها زهره ، لكنها وجدته يتجه بها الي شقه أهله ، ترك رسغها ثم أخرج المفتاح من جيب سترته ثم فتح الباب بهدوء وأشار لها أن تدلف الي الشقه ، فتحركت هي بصمت وقلبها يكاد يتوقف من فرط سعادتها ، دلف هو خلفها مغلق الباب بهدوء ٠٠

التفتت له ألماسه وهي تفرك كفيها ببعضهم من الارتباك ، بحث هو بعينه عن شقيقته سميره فظن أنها خلدت الي النوم ٠٠٠

مد كفه يلتقط كفها الذي شعر ببرودته فهمس لها :
_ إيدك متلجه كده ليه ؟؟

ابتلعت ألماسه ريقها الجاف بتوتر ورفعت كفها تضع خصله من شعرها خلف اذنها وهي تقول بخفوت :
_ عادي

اومأ سفيان برأسه وسحبها خلفه إلي غرفته القديمه ،و فتح الباب وترك كفها وهو يشير لها هامسا بلطف :
_ استنيني هنا ، هطمن علي أمي وسميره وجيالك

قال تلك الحديث واستدار يذهب باتجاه غرفة والدته ، تاركا إياها بمفردها تعض على شفتيها بشده متحيره من تصرفاته لكنها سعيده وبشده !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج حمزه من مكتب ذلك الطبيب وقد ارتسمت ابتسامه جانبيه على ثغره ، تارك الأخر يندب حظه كالسيدات وقد تمكن منه الحرج الشديد وقد أصبح وجهه أحمر بشده وهو ينظر إلي بنطاله المبتل حيث تبول دون أن يشعر من رعبه وهلعه من حمزه !! ٠٠٠

عاد حمزه يفتح الباب عليه ، مما جعل الأخر يرتعد و يتراجع الي الخلف بخوف ٠٠٠

حدقه حمزه بنظرات هادئه بشده ولوي فمه قائلا بتساؤول مصطنع :
_ تحب اجبلك حد يغيرلك ؟؟

صمت الآخر خافضا بصره بخزي وحرج شديد و تمني أن تنشق الارض وتبتلعه في تلك اللحظة ٠٠

مط حمزه شفتيه قائلا بابتسامه ساخره :
_شكلك كبرت وتقدر تغير هدومك لوحدك

قال جملته تلك ثم اغلق الباب وتحرك بالممر ووضع كفيه في جيوب معطفه ، اتجه إلى الغرفه المتواجده بها مرام ، و تفاجئ عندما وجد ياسمين تجلس على أحد المقاعد أمام الغرفه بملامح متصلبه فهتف بنبره جاده :
_ قاعده كده ليه ؟؟

رفعت ياسمين بصرها وحركت كتفيها قائله باستهجان :
_ أبدا ،مرام حالتها صعبه بس

تنفس حمزه بعمق وتحرك وجلس على مقعد بجانبها ، فحركت رأسها باتجاهه قائله بتنهيده :
_مروحتش ليه؟!

حرك حمزه رأسه باتجاها وقال بجمود :
_ مبروحش

رفعت ياسمين حاجب ونزلت الآخر قائله بعدم فهم :
_ نعم !!

حدقها حمزه بنظرات هادئه للغايه قائلا بنبره خشنه:
_ نعم الله عليكي

عضت ياسمين علي شفتيها بغيظ قائله بتلقائيه :
_ أنت بتستظرف !!

حك حمزه ذقنه الخشنه وحدقها بنظراته البارده قائلا بضيق :
_ بتتجاوزي حدودك على فكره !!

زفرت ياسمين بضيق واشاحت ببصرها بعيد عنه قائله بضجر :
_ لا تتجاوز حدودك ، ولا اتجاوز حدودي سيبني إلي فيا مكفيني

_ تشرب إيه يا حضرة الظابط ؟؟

كانت تلك الجملة الرقيقه من أحدي الممرضات التي أخذت تنظر إلي حمزه بهيام ، لاحظت ياسمين نظراتها فلوت فمها بتهكم ، بينما حدق حمزه بالممرضه بنظرات جامده قائلاً باقتضاب :
_ مش عايز اشرب

أحمر وجه الممرضه من الإحراج وتحركت تاركه إياهم ، فمصمصت ياسمين شفتيها قائله بسخريه :
_ أخص عليك يا حمزه كسفتها ، دي حتي شكلها معجبه بشنبك

احتدت نظرات حمزه ورفع سبابته يشير لها قائلا بتحذير قاسي :
_ أولا إسمي حمزه باشا متنسيش نفسك ، ثانياً وده الأهم ملكيش دعوه بشنبي

ابتلعت ياسمين ريقها من تغير نبرته معاها وبهتت ملامحها قليلا واشاحت ببصرها بعيد عنه محدثه نفسها بصوت خافت:
_ ده مكنش شنب معفن ده !!

التقطت أذنيه ما قالته فصاح بها بصوت أرعبها قائلا :
_ اتلمي يا ياسمين عشان أنا لو قلبت للوش التاني هزعلك مني

حاولت ياسمين التماسك أمامه ونظرت له قائله بنبره منفعله تخفي خلفها خوفها منه :
_ لا بقي أنت إلي متعرفنيش لما بتعصب ، ببقي عقربه

حدقها حمزه بنظره ثلجيه قائلا بنبرته البارده المخيفه :
_ ماشي يا عقربه ,بمزاجي هعديلك نبرة صوتك العاليه دي !

نهضت ياسمين ورمته بنظره مرتبكه وتحركت باتجاه غرفة مرام وفتحت الباب ودلفت إلي الداخل مغلقه الباب خلفها ، تاركه إياه ينظر في أثرها وقد تكونت ابتسامه مستهزءه على ثغره !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ألماسه في غرفته جالسه متربعه على الفراش الخاص به خافضه لبصرها وخصلات شعرها تغطي وجهها ٠٠٠

شعرت به يفتح باب الغرفه بهدوء وسمعت صوت خطواته التي تقترب منها ، فرفعت بصرها وازاحت خصلات شعرها إلي الخلف وهي تحدق به بترقب ، وجدته يتحرك ليجلس على حافة الفراش وهو ينظر لها قائلا بنبره جاده :
_ جيه وقت الكلام يا ألماسه

انقبض قلبها وبهتت ملامحها وهي تنظر له برجاء صامت

بينما زفر سفيان ثم وجدته يتمدد على الفراش واضعا رأسه على قدميها ، اتسعت عيونها ببطء مذهوله ، وظل الصمت يسيطر على الأجواء الا من صوت تنفسهم حتي قطع سفيان الصمت متسأل بنبره حاول جعلها هادئه بالرغم من نيران الغيره التي تحرقه:
_ مين كريم ؟؟

لم تستغرب ألماسه من سؤاله فكانت تتوقعه بل هذا السؤال تأخر كثيرا ، استغرقت دقائق تستجمع فيهم نفسها ثم تنهدت تنهيده حاره وبدأت تسرد له بشرود حزين:
_ زي ما قال الشاب ده ، أنا كنت مصاحبة كريم ، كان زميلي في المدرسة ، كنا صحاب جدا ، صحاب وبس من غير أي مصالح ، كان بيقف جمبي دايما ، كريم كان من عيله كبيره جدا ،لدرجة أن عمي مكنش بيعلق على خروجي معاه عشان عيلته ، كان ممكن أسهر مع كريم بره لحد الفجر وعمي ميعلقش ويعمل نفسه مش واخد باله ، لحد ما في يوم اتصل بيا الساعه واحده الصبح وقالي أنه قدام البيت ومعاه عربية أبوه ، كالعاده خرجت من البيت بعد خناقه مع زهره إلي دايما كانت بتنتقد علاقتي بكريم ومش راضيه عنها ٠٠٠ لما نزلت خدني بالعربيه على أساس نتفسح بس للأسف هو كان سايق بسرعه عاليه و ٠٠

تهدج صوتها وتغيرت نبرتها لتختنق بالبكاء وابتلعت غصه في حلقها وهي تقول بصوت مكتوم :
_و عملنا حادثه ،و مات

توقفت عن الحديث وبدأت دموعها تسيل من عيونها على وجنتيها لتحرقهم وهي تتذكر تفاصيل الحادث ، واخر لحظات لكريم قبل وفاته ٠٠

اعتدل سفيان عندما سمع نشيح بكاءها الصامت ، كانت عيناه متوهجه بنيران الغيره والغضب من حديثها عن هذا ” كريم ” لكنه سيطر على نفسه وجلس متربع هو الآخر أمامها ومد كفه يزيل عبراتها بأنامله ببطء ، ثم حدقها بنظرات حاول جعلها لطيفه، وتفاجيء بها ترتمي في أحضانه وتبكي بنشيج صامت، لا يعرف ماذا يفعل فهو يغار وبشده حتي لو من شخص ميت لكنه يغار لا يستطيع التحكم في تلك الغيره والنيران التي تنهش جسده ٠٠

رفع كفه الخشن يربت على خصلات شعرها بصمت تاركا إياها تفرغ ما بداخلها في أحضانه ، ثم وجد نفسه يهمس بجانب أذنيها بغيره لم يستيطع كبتها :
_ كنتي بتحبيه ؟؟

ابتعدت ألماسه عن أحضانه سريعا تمسح دموعها بظهر كفها وحدقته بعيونها الحمراء وضغطت على شفتيها قائله بصوت متحشرج قوي :
_ لا يا سفيان ، ده كان زميلي وصديق ليا مش أكتر

ظل سفيان يحدقها بنظرات صامته وقد هدأت غيرته قليلا ولكن ظلت النيران تنهش في قلبه، وجدها تمسح دموعها الباقيه بعنف وهي تقول بصوت متشنج مبحوح :
_ أنا بقي الي من حقي اسئلك سؤال مهم جدا بالنسبالي

ضيق سفيان ما بين عينيه ومرر يده بين خصلات شعره قائلا بترقب خافت :
_ سؤال إيه ؟؟

أخذت ألماسه نفسها وقالت بجمود متناهي تسأله :
_ هتضربني تاني لأي سبب أن كان ،لو كملنا مع بعض ؟؟

كان السؤال صادم لسفيان التي تصلبت ملامحه وتشنجت قسمات وجهه ، وظل صامت للحظات يحاول استعياب السؤال ، ثم تحدث بنبره خافته واجمه :
_ إنتي شايفني كده يا ألماسه؟ ، شايفني راجل بيستخدم العنف كأسلوب؟ !!

ارتسمت ابتسامه ساخطه على وجهها وهي تقول بخفوت ساخر :
_ ولما ضربتني مكنش ده عنف يا دكتور ، لما اتعاملت معايا بأسلوب عنيف ده عادي بالنسبالك !!

ضغط سفيان علي نفسه بصعوبه لكي يتمالك أعصابه وقال بنبره حاول جعلها هادئه لكن خرجت منفعله بعض الشئ :
_ إنتي عارفه أن ده كان رد فعل لتصرف عملتيه ، تشوفيه غلط تشوفيه صح أنا كده ومش هتغير

_ أنت أناني

قالت ألماسه تلك الجمله من بين أسنانها محدقه إياه بنظرات محتقنه ٠٠

حرك سفيان رأسه بلا معنى وتكونت ابتسامه ساخره على ثغره وهو يقول بانفعال متشنج :
_ أناني !! ، أناني عشان بغير عليكي ، أناني عشان بخاف عليكي ، أناني عشان عايزك تتغيري وتبقي انسانه كويسه ، قولتلك كلام مبالغ فيه يوم إلي عملتيه عشان افوقك من تهورك عشان أقولك أني ممكن بسبب تصرف متهور منك تخسري حبي ليكي ، ايوه أنا أناني في حبك !!

تأثرت ألماسه بكلماته التي جعلت قلبها العاشق له يرفرف ، و تكونت ابتسامه طفيفه على ثغرها ، واقتربت منه تلقائياً بوجهها ، فشعر هو بحراره أنفاسها على وجهه ، فوجد نفسه دون أن يشعر يميل بوجهه قليلا عليها حتي كاد أن يقبلها ، ولكن أنتفض الاثنين على صوت باب الغرفه يفتح وصالح يدلف بملامح متجهمه وخلفه سميره وزهره يحاولوا منعه ٠٠

يتبع

 

error: