العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(15)

عاد ” سفيان” بسيارته بعد أن انهي عمله في المستوصف ترجل من السياره ٠٠٠
عقد حاجبه بشده وهو يري تجمع كبير لمحه أحد الرجال الذي هتف بلهفه:
_ الحق يا دكتور الست ألماسه!!!

شعر ” سفيان” بوغزه في قلبه وارتسم القلق والتوجس على ملامحه وهو يقترب من هذا التجمع بخطوات سريعه ويهتف بصوت عالي متوتر :
_ حصل إيه؟!، مالها ألماسه؟!

تجاوز الجميع وتصلب مكانه مصعوق من ما يراه ” ألماسه” فاقده للوعي بأحضان أحد الفتيات وذراعها ينزف الكثير من الدماء، وما جعل الدماء تتجمد في عروقه أكثر عندما التقطت عيونه ثيابها الممزقه ، ظل واقف في مكانه للحظات فقط يتطلع لها بعدم استعياب وقد بدأ عقله يستنتج ما حدث !!٠٠٠

ربط أحد الرجال على كتفه وهتف منبه إياه:
_ الحقها يا دكتور ٠٠٠ايدها بتنزف !!

فاق” سفيان” من صدمته واقترب منها على الفور وهو يصرخ باهتياج :
_ مين عمل فيها كده ؟!

انهي جملته وهو ينتشلها من احضان الفتاه ويحملها بين ذراعيه وعيونه تتفحصها بحزن عميق غريب تسلل داخله وسبب له وجع انغرز في قلبه ٠٠٠

ابعد بصره عنها بصعوبه ووزعه بين العمال وجدهم يتاهمسون فيما بينهم والتوتر يسيطر على ملامحهم ٠٠٠ فصاح مره اخري بلهجه عنيفه جعلت الجميع ينتفض:
_ قولت مين ال*** الي عمل فيها كده ؟!

نطق احد العمال بتعلثم :
_ منعرفش ، احنا، لاقينها مرميه كده!!!

ضمها ” سفيان” له أكثر وتمسك بها بيده التي برزت عروقها بشده ثم أشار إلي أحد الفتيات قائلا بلهجه قويه يأمرها :
_ تعالى معايا ٠٠٠

التفت لكي يتجه باتجاه المنزل ولكن توقف للحظات والتفت لهم مره أخري وتحدث بلهجه مشتعله محذره :
_محدش يمشي كل واحد في المزرعه دي هيتحاسب ٠٠٠ واقسم بالله ما هرحم إلي عمل فيها كده !!

أنهي حديثه والتفت يكمل طريقه باتجاه البيت وهو يحملها بين ذراعيه ، وذراعها ينزف الدماء بكثره حتي أن قميصه قد تلوث بدماءها ، ظل يتطلع لها بعيون مليئه بوجع غريب تسلل بداخله ٠٠٠ في هذه اللحظه شعر أنها تعني له الكثير !!٠٠٠

دلف إلي داخل المنزل بعد أن فتحت له الفتاه التي اتت لكي تساعده ، ووضعها بحذر شديد على الأريكة ثم هتف بصوت خرج مكتوم وبصره معلق بها:
_ هاتي الشنطه بتاعتي من العربية !!

هتفت الفتاه بغباء وارتبارك :
_ عربية حضرتك ؟!

تطلع لها ” سفيان” ورمقها نظره ناريه وتحدث بانفعال:
_ ايوه عربيتي !!!

انتفصت الفتاه المسكينه وتحركت مسرعه من أمامه ٠٠٠٠

عاد ” سفيان” ببصره إلي” ألماسه” وتفحصها بعيونه التي اشتعلت اكثر بنيران الغضب وهو يري ثيابها الممزقه ٠٠ جثي على ركبتيه بجانب الأريكة ووالتقط ذراعها المصاب بحرص ثم تطلع الي وجهها الشاحب ٠٠٠٠٠٠

همس بها بنبره بها بعض الوجع الخفي:
_ ألماسه !!

_ الشنطه أهي يا دكتور !!

هتفت الفتاه بهذه الجملة وهي تقف خلفه تخفض بصرها ٠٠٠

انتبه ” سفيان” وترك ذراع ” ألماسه”، والتفت على الفور والتقط الحقيبه من الفتاه وهو يهتف بنبره حازمه :
_ خليكي هنا !!

هزت الفتاه رأسها بطاعه ٠٠٠ بينما فتح ” سفيان” الحقيبه وشرع في معالجة ” ألماسه” !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يدور ” مراد ” في غرفته وهناك صراع كبير بداخله ، التقط هاتفه من على الفراش وقام بالاتصال بأحدهم ٠٠٠ لحظات ورد الطرف الآخر فتحدث “مراد” بتشتت وخنقه :
_ أنا مضايق اوي يا عبد الله !!

رد “عبدالله” بصوت متحشرج من أثار النوم :
_ أنت مصحيني في نص الليل عشان تقولي أنا مضايق !!

تأفف ” مراد” وهو يدور بالغرفه وهتف بأرهاق ذهني :
_ اسمعني يا عبدالله بجد ٠٠٠انا دلوقتي عايز اتجوز زهره !!

رد عبدالله بضجر :
_ إيه المشكله في كده روح اتجوزها يا عم وسبني انام عندي شغل بكره !!

هتف ” مراد ” بامتعاض:
_ اتخمد يا عبدالله أنا غلطان اني بكلمك أصلا !!، اقفل يلا

رد عبدالله بسرعه:
_ خلاص يا عم استني ٠٠ أنا مش فاهم فين المشكله أنك عايز تتجوزها ؟!، ايه الي مضايقك في كده؟!

مسح ” مراد ” علي شعره وهو يهتف باختناق:
_ ما انت عارف انها كانت متجوزه !!

اعتدل ” عبدالله” في فراشه وانتبه وتسأل بإدراك:
_ أنت مضايق أن كان قبلك في راجل غيرك في حياتها صح؟!

وضع ” مراد ” يده على قلبه لشعوره بألم يسيطر عليه وهتف بنبره مكتومه :
_ مضايق دي كلمه بسيطه ، أنا مخنوق ، في ألم فظيع جوايا ٠٠ حاسس أني لو شفت طليقها ده ممكن اموته عشان خد حقي فيها ٠٠

رد “عبدالله “بشفقه وتعجب:
_ أنت مش كنت مبسوط أنه طلقها يا بني ، وجيت وقولتللي انك مش هتسيبها تاني ؟!٠٠ مالك بقي !!

هتف “مراد “بمراره في حلقه :
_ مبسوط أنها خلاص بقت حره وهتجوزها وهرجعها ليا ٠٠ بس أنا أصلا من وقت ما عرفت بجوازها وانا حاسس زي ما يكون في حجر على قلبي ،فكرة أن البنت إلي بحبها كانت لحد تاني ده خنقاني بدرجه لا تتخيلها ٠٠٠ زهره دي ملكي أنا ، مش عارف اتعايش مع فكرة أنها كانت لغيري ٠٠٠

صمت للحظات واغمض عيونه ثم هتف بحرقه ووجع :
_ كل ما اتخيلها كانت عايشه ازي مع طليقها ٠٠ بحس اني هموت فاهمني يا عبدالله!!

رد ” عبدالله” بقلة حيلة وحزن على رفيقه:
_ بلاش تجوزها يا صحابي لو تعبان اوي كده ٠٠

قاطعه ” مراد” بعنف :
_ استحاله طبعا اسبيها ٠٠٠ زهره هتبقي مراتي مش هسيبها تاني الا بموتي !!

رد “عبدالله ” بنبره لطيفه مهدئ إياه:
_ خلاص يا مراد اهدي ، حاول تشيل الأفكار دي من دماغك وتفكر بس أن زهره هتبقي مراتك اخيرا !!

تنفس ” مراد ” بعمق وهتف بخشونه :
_ هحاول !! ، بس مفتكرش هقدر !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
انتهي ” سفيان ” من معالجة جرحها والقي نظره حزينه عليها ثم التفت إلي الفتاه وهتف قائلا بجفاء يأمر إياها :
_ خليكي جمبها ٠٠٠وهاتي ليها هدوم وغيرلها هدومها دي !!، وبراحه على الجرح !!

أنهي حديثه وتجاوزها مغادرا المنزل وقد اشتعلت النيران في عيونه واصبح كتله من الغضب من يري وجهه الآن سوف يفر هاربا ٠٠٠٠

دلف خارج المنزل وجد جميع العمال بانتظاره كم أمرهم ويبدو على ملامحهم القلق والتوتر والخوف والتوجس ٠٠٠

اقترب منهم بخطوات سريعه غاضبه ووقف في المنتصف٠٠٠ وصاح بنبره عنيفه ناريه:
_ عايز أجابه ، مين الي عمل فيها كده ؟؟! ٠٠٠ وكنتوا فين أما حصل ده ؟! ٠٠٠ انطقوا!!

انتفض جميع الواقفين وظهر الخوف والارتباك على ملامحهم ٠٠٠٠٠

اقترب منه رجل ويدعي “الحاج مصطفى” وتحدث بنبره هادئه شارحا:
_ احنا منعرفش حاجه يا دكتور ، كل الحكايه أن في واحده من البنات الي شغاله هنا ٠٠ شافت الست ألماسه واقعه على الأرض بالشكل ده !!

اصبح وجهه كتله من النيران الي جانب تلك الأدخنه التي ينفثها من أنفه فصاح بلهيب غاضب:
_ وكان فين الناس إلي في المزرعه لما حصل كده ؟! ٠٠٠ مش ده شغلكم برضوا حماية المزرعه !!!

رد “الحاج مصطفى” مدافعا :
_ يا دكتور الوقت متأخر والناس هنا بتنام بدري عشان شغلهم الصبح ٠٠ يعني طبيعي ميبقاش في أي حد صاحي في الوقت ده !!

أشار ” سفيان” باتجاهم وهو يهتف بنبره تحذريه مرتفعه متشنجه من شدة الغضب:
_ هعرف مين اللي عمل كده بطريقتي ٠٠٠ ووقتها ورحمة أبويا ما هرحمه !!!

أنهي حديثه وتركهم يتنفسوا براحه إلا شخص واحد فقد شعر بالذعر الشديد عقب حديث” سفيان”!!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالي
“الساعة السادسه صباحا ”

فتحت ” ألماسه” جفونها بتعب ثم اغلقتهم مره اخرى بسب انزعاجها من الضوء الذي تسلل داخل الغرفه ، ثم عادت وفتحتهم ونظرت حولها بعدم ادراك ووجدت ذراعها مُضمَداً برباطٍ طبي فعقدت حاجبيها باستغراب ٠٠ ثم حركت رأسها ببطء جهة اليمين والتقطت عيونها الفتاه التي تجلس على كرسي بجانب الفراش ويبدو أنها تغرق في نوم عميق ٠٠٠

حاولت تذكر ما حدث أمس حتي اشتغلت ذكرتها ومر أمام عيونها كل ما حدث معها بالأمس ٠٠٠ مما جعل ملامحها تتشنج وتهتف بصوت متألم مرهق :
_ انتي يا ٠٠٠ إسمها إيه دي ، انتي ياا ٠٠٠٠

فاقت الفتاه من نومها منتفضه ووقفت على الفور عندما وقعت عيونها علي ” ألماسه” ٠٠ فهتفت بفرحه :
_ حمدالله على السلامه يا ست ألماسه !!

همست ” ألماسه” بصوت مبحوح:
_ مين اللي جابني هنا ؟!

هتفت الفتاه بعدم فهم :
_ بتقولي ايه ؟!

رفعت ” ألماسه” من نبره صوتها مردده :
_ بقولك مين اللي جابني هنا ؟! ٠٠٠

هتفت الفتاه شارحه بثرثره عفويه:
_سمر هي الي شافتك واقعه على الأرض وايدك بتنزف ، وهدومك متقطعه ، كل الي في المزرعه اتجمعوا وبعدين الدكتور إلي اسمه سفيان ده جيه واتعصب وسأل مين الي عمل فيكي كده ، وبعدين شالك ودخلك هنا البيت وعالج إيدك ، وبعدين خرج وكان متعصب اوي يا ست ألماسه وقعد يزعق لكل العمال الي في المزرعه ٠٠٠٠٠

صمتت الفتاه قليلا ثم استرسلت بفضول مندفعه:
_ هو مين الي عمل فيكي كده صحيح ، وايه إللي حصل بالظبط ؟! ، وصحيح زي ما بيقولوا اغتصبك ؟!

تجاهلت ” ألماسه” أسئلتها وهتفت بشحوب:
_ سفيان فين دلوقتي؟!

أجابت الفتاه موضحه:
_ الدكتور وصاني اهتم بيكي وقعد في اوضه صغيره موجوده جمب البيت ٠٠٠ والصراحه كويس أنه عمل كده يا ست ألماسه الناس كانت هتكلم عنكم لو قعد معاكي في نفس البيت ٠٠٠٠ اه وطلب مني لما تصحي أعرفه !!

اعتدلت” ألماسه” ببطء شديد وهي تعض على شفتيها بألم ٠٠٠وقالت بخفوت:
_ ساعديني اروح لسفيان يا ٠٠٠ انتي أسمك ايه؟!

ابتسمت الفتاه وقالت :
_ إسمي نسمه

قالت ” ألماسه ” مكرره:
_ ساعديني اروح لسفيان يا نسمه

اقتربت ” نسمه” منها أكثر وانحنت وهي تهتف بأعتراض خفيف :
_ بس إنتي تعبانه !!٠٠٠

ردت ” ألماسه” بنبره شاحبه حازمه:
_ قولتلك خديني عند سفيان ، من غير رغي كتير ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقه اهل سفيان”

خرجت ” ساره” من غرفتها وهي تتأوه واضعه يدها على وجهها الذي اذداد تورمه ٠٠٠

وقع بصرها على” زهره” الجالسه على أحد المقاعد ٠٠٠٠

انتبهت لها ” زهره” ورمقتها بنظرات صامته مليئه بخيبة الأمل ٠٠٠

هتفت ” ساره” بتساؤول وهي توزع بصرها في المكان:
_ مشفتيش تلفوني يا زهره؟!

التقطت ” زهره” الهاتف الموضوع بجانبها على المقعد ثم أشارت به قائله ببرود :
_ تلفونك اهو يا ساره !!

انتقلت ” ساره” ببصرها على الفور “لزهره ” ثم اقتربت منها سريعا ومدت يدها بلهفه تلتقط الهاتف ولكن” زهره أبعدت يدها بالهاتف ٠٠٠

فعقدت ” ساره” حاجبيها وهتفت متعجبه:
_ في ايه يا زهره ؟! ، هاتي التلفون!!

هزت ” زهره ” رأسها نافيه وتحدثت بحزم :
_ مش قبل ما نتكلم يا ساره

زفرت ” ساره ” بشده وتحدثت بعدم اكتراث :
_ هنتكلم في إيه يا زهره ٠٠٠ لو قصدك على إلي عمله كرم امبارح فهو طول عمره بيعاملني كده وكنت بخبي عن اهلي ٠٠٠

صمتت قليلا ثم اردفت بقلق متوجسه:
_ إنتي عرفتي حد منهم الي حصل امبارح؟!

هزت ” زهره” رأسها نافيه وتحدثت بجديه مصطنعه:
_ معرفتش حد حاجه يا ساره ٠٠٠

زفرت ” ساره” براحه متمتمه :
_ الحمدالله ، متقوليش لحد بقي مش عايزه الموضوع يكبر ، أنا أصلا قررت أطلق

تأملت “زهره” وجه ” ساره” المتورم وهتفت بعدم استعياب واستياء :
_ بس مش قادره استوعب انتي ازي استحملتي رجل زي كرم كل السنين دي ؟!!

تحركت ” ساره” بخطوات بطيئة وجلست على أحد المقاعد وهي تهتف بنفاذ صبر :
_ كنت بحبه يا زهره ٠٠٠هاتي التلفون بقي !!

اعتدلت ” زهره ” في جلستها أكثر وتمسكت بالهاتف وتحدثت بنبره ذات مغزى:
_ انتي عامله كلمة مرور سهله كده ليه للتلفون ،مش خايفه حد يفتحه ؟!

انكمشت ملامح ” ساره” وتحدثت متوجسه بنبره مرتبكه:
_ إنتي فتحتي ؟!

اومأت”زهره” برأسها إيجابا وقالت بوضوح:
_ ايوه فتحته و

قاطعتها ” ساره” بانفعال متوتر:
_ انتي مين سمحلك تفتحي تلفوني ،بتختبرني ولا ايه ، مش من حقك أصلا تفتحي تلفوني ٠٠٠ هاتي التلفون ده !!
قالت أخر جمله وهي تقف من مكانها وتمد يدها بعصبية متوتره ٠٠٠

وقفت ” زهره ” أمامها وهتفت برزانه ووضوح:
_ ساره أهدي خلينا نتكلم أنا شوفت كل المحادثات بينك وبين الشاب الي بتكلمي !!

شحب وجه ” ساره”بشده واهتزت حدقت عيونها بخوف وتوتر وهتفت متعلثمه:
_ انتي ، ازي ، تعم ٠٠٠

قاطعتها ” زهره” بهدوء وهي تربط على كتفها برفق :
_ اقعدي يا ساره نتكلم ، لازم نتكلم ، مش هقول لحد ، بس اعتبريني اختك واحكيلي

همست ” ساره” بضعف مفاجئ:
_ متقوليش ليهم يا زهره عشان خاطري ٠٠٠ أنا مش عارفه عملت كده ازي!! ٠٠٠

صمتت لثواني ثم اردفت بتشتت وحزن :
_ أنا عملت كده لما جيت هنا ، انا عمري ما خنت كرم برغم كل عيوبه ، بس هو أنا كده مغلطتش صح ؟! ، اه مغلطتش ما هو أنا قاعدة عند أهلي وقررت أصلا أني أطلق منه ، يبقي مغلطتش صح يا زهره؟! ٠٠٠ قوليلي أني مغلطتش؟!

حاوطت ” زهره” وجنتيها وتحدثت بحنان ورفق:
_ اهدي يا حبيبتي ، إنتي غلطتي يا ساره لما كلمتي الشاب ده ، بس كل حاجه وليها حل !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في المزرعه”

وصلت ” ألماسه” بمساعدة” نسمه ” الي الغرفه المتواجد بها ” سفيان” ٠٠٠٠

كانت عيون العمال تراقبها وهم يتاهمسون فيما بينهم عن ما حدث أمس !!٠٠٠

طرقت ” نسمه” عدة طرقات على الباب ولكن لم يفتح أحد فنظرت إلى ” ألماسه” قائله :
_ شكله مش هنا !!

تحدثت ” ألماسه ” بخفوت:
_ إنتي مش قولتي ان هو هنا ؟!

هزت ” نسمه” كتفها قائله بنبره عاديه:
_ ممكن يكون خرج !!

هتفت أحدي الفتيات التي كانت تستمع إلى حديثهم :
_ الدكتور قاعد عند البحيره ! ٠٠٠

التفت” نسمه ” الي الفتاه وهتفت بامتعاض:
_ متشكرين يا اميره ٠٠ بس بطلي ترمي ودنك كده

مطت ” أميره” شفتيها وتحدثت بنزق :
_ الحق عليا يعني اني بقولكم مكان الدكتور

هتفت ” ألماسه ” بنفاذ صبر :
_ يلا يا نسمه اخلصي خديني عند البحيره إلي بتقول عليها دي ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يقف ” سفيان” أمام البحيره يتطلع إلى المياه الصافية بشرود ومازال بداخله نيران وبراكين متنظره الاشتعال ، وخوف بل و ذعر عندما يتذكر مظهر ” ألماسه” بالأمس أفكاره تأخذه لشيء يجعله يكاد يفقد عقله ٠٠٠ هو من الأمس لم يذق طعم النوم وهو يفكر وتأتي كثير من الأفكار السيئة بباله ٠٠٠٠

_ سفيان !!!

انتفض ” سفيان” والتفت سريعا وجدها تقف بوجهها الشاحب وترتدي جلباب لونه ابيض وتترك شعرها حر وتتطلع له بنظرات غريبه متلهفه ٠٠٠٠٠

تحرك باتجاها وهو يهتف بقلق واضح:
_ ايه الي نزلك وانتي بالحاله دي؟!

أزاحت ” ألماسه ” خصله من شعرها كانت قد سقطت على وجهها ثم تحدثت بنبره مختنقه :
_ سفيان أنا كنت هنتهي امبارح ٠٠ ياريت سمعت كلامك !!

ردد ” سفيان” بلهفه شديده وهو يتأملها بعيونه :
_ كنتي ؟!

اومأت ” ألماسه ” برأسها إيجابا وما حدث الليلة الماضية يمر أمام عيونها فتحدثت بهمس ضعيف:
هحكيلك إلي حصل معايا ٠٠٠٠

“عوده لما حدث بالأمس”

استطاع الشاب أن يوصل لها فلف يده حول خصرها من الخلف وحملها وهو يضحك :
_مسكتك !!

أخذت” ألماسه” تركل بقدمها في الهواء وهي تصرخ بذعر شديد :
_ سبني يا حيوان ، سفيااااااااااان ٠٠٠٠

هتف الشاب بضحكه مستمتعه :
_ محدش هيلحقك صرخي من هنا لحد بكره ٠٠
تراخت يده الملفوفه حول خصرها مما جعلها تستطيع تخليص نفسها من بين يديه ثم كورت قبضتها الصغيرة ولكمته بقوه في معدته٠٠٠٠ والتفت تركض بأقصى سرعه لديها وهي تصيح بخوف وذعر :
_سفيااااااااااااان :

وضع يده على معدته وهتف بألم متوعدا :
_ يا بنت ال***

وبدأ يركض خلفها بسرعه هو الأخر وقد أصبح أكثر إصرار لنيالها !!!

“عوده الى الوقت الحالي”

تسأل ” سفيان” وهو يصك أسنانه بعنف ويكور قبضته بشده :
_ كملي حصل إيه بعد كده !!

أغمضت ” ألماسه” جفونها واكملت بنبره مكتومه بفعل الدموع التي تجمعت في عيونها:
_ وبعدين مسكني تاني وقاومته بكل قوتي واتخانقنا جامد لحد ما هو طلع سكينه و٠٠٠

لم تستطع أن تكمل حيث انفجرت بالبكاء ووضعت يدها على فمها ٠٠٠٠

أصبحت عيون ” سفيان” كجمره مشتعله وبداخله يشعر بحرقه ورغبه كبيره في القتل فتحدث بخشونه:
_ متعيطيش !!

حاولت ” ألماسه ” التوقف عن البكاء وهتفت بنبره متحشرجه متقطعه من بين بكاءها :
_ الحمدالله ، معملش ، ليا حاجه

تحدث ” سفيان” بنبره جامده متوجسه :
_ايه الي عمل في هدومك كده؟!

أجابت ” ألماسه” بصوت باكي متحشرج :
_ وأنا بقاومه هدومي اتقطعت ٠٠ بس مقدرش يعمل حاجه ليا ، خبطني بالسكينه وسبني و جري !!

تنفس ” سفيان” بعمق شديد شاعرا براحه شديده عقب حديثها ولكن غضبه لم ينتهي بعد ٠٠٠ و تأملها وهي تبكي ودموعها تهطل بغزارة علي وجهها حتي أنه اصطبغ باللون الاحمر من البكاء ٠٠٠ تحدث بلين :
_ متعيطيش بقي !!

عضت ” ألماسه ” على شفتيها محاوله كبت دموعها ثم أشارت له وهي تقول من بين شاهقتها :
_ خلاص سكت أهو !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مين إلي جاي بدري كده؟!
هتفت ” مهره” بهذه الجملة وهي تفتح باب الشقه ٠٠٠

اتسعت عيونها بدهشة وهي تري ” صهيب” يقف أمامها ويحمل كتب كثيرة في يده ٠٠٠٠٠

ارتسم على ثغر ” صهيب” ابتسامه جذابه وهو يقول بمشاكسه:
_ جيت في معادي صح ؟!

_ في معادك بالظبط ، اتفضل يا صهيب ٠٠٠

هتف بهذه الجمله ” مراد ” الذي اقترب ووقف خلف ” مهره” وغمز إلي” صهيب” ٠٠٠

التفتت ” مهره” الي ” مراد ” وهتفت ببلاهه :
_ أنت كنت عارف أنه جاي دلوقتي ؟!

هز ” مراد” رأسه مؤكدا وهو يبتسم ٠٠٠٠

في حين قال ” صهيب” بمرح :
_ هدخليني يا مهره ولا اخد نفسي وامشي !!

لم ترد ” مهره ” عليه وركضت بعفويه مسرعه باتجاه غرفتها وقد تلونت وجنتيها من الخجل٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تجلس ” ألماسه” بجانب ” سفيان” أمام البحيره وقد توقفت عن البكاء ٠٠٠٠

كان الصمت هو المسيطر على الأجواء حين قطعته ألماسه متسأله بخفوت:
_ وانتي جاي المزرعه مجبتش زهره معاك ليه ؟!

أبعد ” سفيان” بصره عن البحيره وتطلع لها وقال بهدوء متناهي :
_ أنا و زهره اطلقنا

شهقت ” ألماسه” بصدمه ونظرت له وهتفت غير مصدقه:
_ بتهزر اكيد !!

قال ” سفيان” بجديه:
_ احنا اطلقنا في الاسبوعين الي اختفيتي فيهم !

قالت ” ألماسه ” بتعجب ومازلت مصدومه :
_ ليه؟!

تحدث ” سفيان ” بخفوت:
_ ليه إيه ؟!

أجابت ” ألماسه” بتوضيح:
_ أقصد ايه السبب إلي وصلكم للطلاق !!

اشاح ” سفيان” ببصره بعيد عنها وتحدث بعدم اكتراث مصطنع :
_ مش هتفرق كتير السبب ايه ، في النتيجه إحنا خلاص اطلقنا !!

قالت ” ألماسه ” بعفويه :
_ أنت خسرت زهره بجد لما طلقتها ٠٠٠ حاول ترجعها !!

قال ” سفيان” بشرود :
_معدش ينفع ٠٠٠

سيطر الصمت على الأجواء بعد آخر جملها قالها ” سفيان ” ٠٠٠٠

شرد ” سفيان” بالشعور الغريب الذي تسلل بداخله تجاه هذه الفتاه الجالسه بجانبه ٠٠٠شعور لا يريد تفسيره !!!!

بينما ” ألماسه” شردت وأخذت تفكر ما الاسباب التي أدت إلى طلاق ” سفيان” و” زهره”٠٠٠٠

قطع ” سفيان” الصمت هذه المره وتسأل باهتمام:
_ عندك كم سنه ؟!

انتبهت له” ألماسه” وهمست :
_ ١٩ سنه !!

ابتسم ” سفيان”ابتسامه باهته وقال بخفوت:
_ على كده بقي أنتي زي بنتي !

ابتسمت” ألماسه” وقالت مستفهمه :
_ ليه انت عندك كم سنه؟!

أجاب ” سفيان” بنصف ابتسامه:
_ ٣٥ ،فرق كبير بيني وبينك مش كده؟!

ضحكت ” ألماسه” وقالت ببساطه:
_ الفرق ١٦ سنه بس ، مش كتير

رفع ” سفيان” حاجبه وقال ساخرا :
_ مش كتير ايه !، ده أنا لو كنت اتجوزت بدري كان هيبقى عندي بنت قدك !!

ضحكت ” ألماسه” بمرح وساد الصمت للحظات ثم تحدثت” ألماسه” بشرود:
_ سفيان!!

قال ” سفيان” بخفوت وبصره معلق بالبحيره :
_ نعم !!


تسألت ” ألماسه” بعفويه :
_ لو كان الشخص ده عملي حاجه ٠٠ واتعرض عليك تجوزني كنت هتوافق ؟!!

يتبع

error: