العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(38)

لا تصدق إلي الآن أن تم عقد قرانها على سفيان ، أوبالاحري مصدومه من استسلام عمها هكذا ، فهو جعل حمزه يذهب و يأتي بصالح من أجل كتب الكتاب والذي كان مستسلم بطريقه غريبه تثير الريبه ولكن وجهه المكفهر هو من كان يعبر عن مشاعره الحقيقة ٠٠٠

هي الآن جالسه مع سفيان في سيارة الأجره بعد أن أصبحت زوجته زفرت هي بشده وتسألت بفضول:
_ ازي عمي وافق على جوازنا ؟؟

انتبه لها سفيان الشارد ونظر لها وحك ذقنه قائلاً بإيجاز :
_ حمزه أتصرف

ضيقت ألماسه ما بين عينيها وقالت باستفسار :
_ ايوه يعني أتصرف أزي ؟؟

أستند سفيان برأسه على المقعد واغمض عيونه بتعب ثم قال باقتضاب :
_ حمزه له أساليبه الخاصه

أنكمشت ملامحها عندما تذكرت يوم خطفهم لقاسم فقالت بقلق :
_ أوعي يكون عمله حاجه ٠٠

أرتسمت نصف ابتسامه على ثغر سفيان وهو مازال يغمض عيونه وقال بسخريه :
_حمزه مش بلطجي متخفيش ٠٠

نظرت له بعدم اقتناع وصمتت عندما لاحظت الإرهاق الظاهر على وجهه فقالت بحنو :
_ ماشي نام شويه أما نوصل ٠٠

غرق سفيان في النوم سريعا بسبب أرهاقه وقلة نومه الفتره الماضيه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم

صعد حمزه درجات السلم بخفه ووقف أمام شقته وأخرج المفتاح من جيب بنطاله وكاد أن يفتح الباب ولكن توقف عندما وصل إلي مسامعه صوت أنثوي يقول :
_ مالك ده لذيذ اوي

استطاع حمزه أن يميز الصوت بسهوله ولمعت عيونه وهو يلتفت لتشهق الأخري بذهول قائله بعدم استعياب :
_ أنت !!

لوي حمزه فمه وهو يرمقها بنظرات بارده ، بينما ياسمين كانت تقف بجانب صديقتها أمام الشقه المقابله لشقه حمزه ٠٠٠

فتحت فمها ببلاهه وقالت بتلقائيه مذهوله :
_ أنت أكيد بجد بقي بتراقبني ٠٠

تحولت نبراتها إلي العصبية وهي تكمل قائله :
_ أنت عايز مني ايه يا جدع أنت ، عايز مني ايه ,ما ترد ساكت ليه ، رد بقولك ، يخربيت برودك ،انطق بقولك

كان حمزه يرمقها بنظراته البارده ثم قال بتمهل وبرود مخيف :
_ أنت سايبه ليا فرصه اتكلم يا بت إنتي ، أنا واقف قدام شقتي ، إنتي إلي جايه عند بيتي تعملي إيه ؟؟
٠٠
تقلصت تعابير ياسمين وقالت ببلاهه :
_ أحلف أن دي شقتك ٠٠

رمقها بنظره حاده جعلتها تبتلع باقي كلماتها وقد أحمر وجهها من الاحراج ، فقال هو بفظاظه وبصره معلق بصديقتها التي تقف صامته:
_ انتوا مستحملين البت دي ازي ؟؟، دي مجنونه

كتمت صديقتها ضحكاتها بصعوبه واضعه يدها على فمها وهي تنظر إلي ياسمين التي حدقت بحمزه بنظرات محتقنه ثم قالت بانزعاج :
_ ليه شايفني بشد في شعري ٠٠

شملها حمزه بنظره تقيميه وقال ببرود :
_شكلك يدل أنك عاقله ، بس تصرفاتك لا

دبت ياسمين بقدميها على الأرض بحنق ثم سحبت يد صديقتها قائله بنزق :
_ يلا بدل ما أنفجر في وشه ٠٠

أتت أن تتحرك لكنه قال بسخريه :
_ حلو مالك ده

عادت ياسمين تنظر له بحده وقالت بانفعال طفيف:
_ وأنت مالك أنا مالي ،انا كويسه بس خليك في حالك

لاحظت عيون حمزه التي ابتسمت ابتسامه لم تصل الي ثغره ، وقال بنبره فظه :
_ أنا مش بقولك مالك ، أنا مالي كويسه ولا لا ما تولعي ، أنا بتكلم عن مالك الي كنتي بتقولي لصاحبتك أنه لذيذ ٠٠
انفجرت صديقتها ضاحكه ، بينما شعرت ياسمين كأن دلو ماء بارد قد سكب عليها وبهتت ملامحها وظلت صامته للحظات ثم وجدت نفسها تجيب بغرور :
_ مالك ده عريس متقدملي

لا تعرف لماذا قالت هكذا ولاحظت نظرات صديقها المذهوله لها ، بينما هو ضيق ما بين عينيه وكاد أن يتحدث ولكن قاطعه باب تلك الشقه يفتح وخروج فتاه تبدوا في أواخر العشرينات تحمل طفل صغير علي يدها وهي تهتف بدهشه:
_ ياسمين ، مريم إنتوا لسه هنا ؟؟

تداركت دهشتها ونظرت إلي طفلها قائله بابتسامة :
_جهزت مالك عشان نروح عند ماما

رفع حمزه أحد حاجبيه وقد أدرك أن هذا مالك فنظر بسخريه الي ياسمين الواقفه تريد أن تنشق الارض وتأخذها من شدة الإحراج ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
قامت ألماسه من نومها بنشاط وقد أستوعبت أنها أصبحت زوجة سفيان ، قلبها يقرع كالطبول سعادتها لا توصف بل تشعر كأنها تحلق في السماء من سعادتها ، دلفت إلي المرحاض واغتسلت ثم خرجت وارتدت فستان طويل بأكمام والتقطت شال من خزانة الملابس ووضعته على شعرها كحجاب ثم وضعت سجادة الصلاه على الأرض ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بينما في صالة المعيشه

كان سفيان مازال نائم على الأريكة بعمق ، تملل في نومته قليلا ثم فتح جفونه ببطء ثم اغمضهم مره أخري بسبب انزعاجه من الضوء الذي يأتي من الشرفه ، ثم فتحهم مره اخرى وهو يبتلع ريقه ، و أخذ يمسح بكفه على وجهه عدة مرات ثم اعتدل وجلس على الأريكة وهو يتثاوب ثم أزاح الغطاء و نهض ببطء ثم سار وقد ارتسمت ابتسامه طفيفه على وجهه وهو يتذكر أنه بالأمس قد أصبحت تلك الصغيره زوجته ، تذكر عندما دلفوا إلي المنزل وكان هو مرهق لدرجة أنه ارتمي بجسده على الأريكة ليذهب في نوم عميق دون أن يوجه لها أي كلمه ٠٠

أتسعت عيونه بانبهار وهو يراها تخرج من الغرفه واضعه هذا الشال على شعرها ، وبادلته هي النظرات بعيون تلمع بالسعاده حرك شفتيه وقال بتمني :
_ اتحجبتي صح ؟؟

وضعت هي يدها على الشال قائله بارتباك :
_ لا كنت بصلي ٠٠لسه مخدتش الخطوه دي

ابتسم هو لها بدافيء قائلا بدعاء :
_ربنا يهديكي للخطوه دي قريب إن شاء الله

تمتمت هي بابتسامة مشرقة :
_ أن شاء الله

ثم اردفت بحماس :
_ هدخل أجهز الفطار لما أنت تفوق كده

تأملها سفيان بنظراته الدافئه ورفع أحد حاجبيه قائلا بمشاكسه :
_ فطار مره واحده ، هو أنتي بتعرفي تعملي أكل أصلا !!

حدقته ألماسه بنظرات مليئة بالاستياء وقالت بتذمر:
_ اه هحاول يا سفيان

اقترب منها سفيان بخطوات متمهله حتي وقف أمامها ثم رفع يده وعدل لها من وضع الشال على شعرها ليغطي مقدمه شعرها ، فشعرت هي بانفاسه الدافئه فنبض قلبها بشده ، بينما هو ابتسم لها وضرب جبينها بخفه بيده وقال بابتسامة جذابه :
_ لما تلبسي حجاب لازم شعرك كله يبقي متغطي

توقف عن الحديث وابتلع ريقه بصعوبه وهو يراها ترفع وجهها الصافي وتنظر له وهناك حمره خفيفه على وجهها من الخجل ، تمالك نفسه بصعوبه وتجاوزها وهو يتجاهل قلبه الذي يدعوه للاقتراب منها وقال بهدوء مرتبك :
_ أنا مش هفطر عشان خارج ، أعملي أكل لنفسك وكلي إنتي ٠٠

قال حديثه هذا وهو يدلف إلي المرحاض مغلق الباب خلفه بهدوء ، لتقف هي تنظر في أثره بحيره ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
حمل سفيان هاتفه الذي أعطاه له حمزه لكي يتواصل معه ثم أجري مكالمه مع حمزه وبصره معلق بألماسه الجالسه على الأريكة تربط شعرها على هيئة كعكه فوضويه وتحدق به بصمت واضعه كفها تحت ذقنها ٠٠٠
أنهي المكالمه ووضع الهاتف في جيب سترته وقال لها بتعجب :
_ قاعده كده ليه ، معملتيش أكل وكلتي ليه ؟!

تنهدت ألماسه وقالت بأستياء :
_ أنت بتقول مش هتفطر ، وأنا كمان مش هفطر ، صحيح أنت خارج رايح فين ؟؟

قال سفيان بصرامه متجاهل سؤالها الاخيره :
_ ألماسه متقعديش من غير أكل ، قومي افطري

اومأت برأسها قائله بطاعه:
_ ماشي هفطر عشان جعانه الصراحه

ثم اردفت باستفسار والفضول يطل من عيونها:
_ قولي بقي أنت رايح فين ؟؟

زفر سفيان علي مهل وقال شارحا :
_ أنت ناسيه أني هربت عشان أدور على الحقيقة ، يبقي لازم أوصل لحاجة قبل ما الشرطه توصلي ٠٠

حركت ألماسه رأسها متفهمه ونهضت من مكانها وتحركت بخطوات شبه راكضه وهي تقول بعجله :
_ متمشيش ثانيه واحده ، استني ٠٠

رفع أحد حاجبيه وراقبها بنظرات مستغربه وهي تدلف إلي المطبخ ، ثم خرجت بعد عشر دقائق من المطبخ وهي تحمل ساندوتش بيدها مدت يدها له به قائله بابتسامه :
_أمسك السنادوتش ده أفطر قبل ما تنزل ، أنت مكلتش من امبارح ٠٠

ضيق ما بين عينيه وهو يأخذ منها السنادوتش لينظر إلي محتواه ثم نظر لها بعيون مبتسمه قائلا بسخريه :
_بقالك عشر دقايق بتعملي ساندوتش جبنه

وضعت ألماسه يدها في خصرها وقالت بتذمر طفولي :
_ ايوه، عندك اعتراض٠٠

داعب سفيان أنفها بأنامله قائلا بابتسامة مرحه :
_ لا يا كوكو معنديش أي اعتراض ، ده هيبقى أحلي ساندوتش جبنه كلته في حياتي

رمقته ألماسه بنظراتها الحانقه وقالت بامتعاض :
_ إيه كوكو دي شايفيني عيله صغيره قدامك !

أتسعت ابتسامه سفيان وتأمل تعابير وجهها الحانقه و وضع والساندوتش على الطاوله ، ثم جذبها إلي أحضانه ليحكم ذراعيه حول خصرها يضمها بقوه شديده وهو يهمس بجانب أذنها برقه :
_العيله دي بقت مراتي ، امبارح بعد كتاب الكتاب كان نفسي أعمل كده ٠٠

احمرت وجنتيها وهي تدفن وجهها في قميصه قائله بصوت مكتوم :
_ أنا مش عيله

فاق سفيان لنفسه وابتعد عنها على مضض ببطء وتأمله وجهها المحمر ولم يستطع منع نفسه من الاقتراب منها ومال عليها وقبل وجنتيها بدافيء ثم أبتعد عنها وهي يبتلع ريقه بينما هي كانت تعض على شفتيها بشده ٠٠

تحرك هو سريعا وفتح باب الشقه وقبل إن يغادر قال لها بتهدج :
_ على فكره أنا مبحبش الجبنه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تسلل صهيب بخطوات حذره داخل غرفة مهره فهي أصرت أن تنام في غرفة وهو في غرفه ، أبتسم بخبث وهو يراها تنام وشعرها المشعت منتشر حولها على الوساده وتفتح فمها بطريقه مضحكه ،و ترتدي بيجامه شتويه ثقيله والغطاء قد انزاح عن جسدها ، كتم ضحكته وتحرك وبحذر و تسطح بجانبها على الفراش وأخذ ينظر لها ورفع كفه ليتلاعب بشعرها الذي كان في حاله يرثى لها من أثار النوم تكونت ببطء ابتسامه علي ثغره وهو يمد يده يغلق فمها مما جعل ملامحها تنكمش وتمللت في نومتها قليلا وقالت بضعة كلمات غير مفهومه ، مما جعله يميل عليها يهمس بتعجب مبتسم :
_ بتقولي إيه يا مفتريه ؟؟

تنهد عندما لم يسمع رد ونظر إلى ساعة الحائط وجد الساعه تجاوزت الحاديه عشر صباحا ، وخطر بباله فكره لينفذها سريعا حيث حمل جسد مهره بين يديه بحرص وتحرك بها باتجاه غرفته ووضعها على الفراش ثم فرد جسده بجانبها باسترخاء وصرخ فجأه بطريقه تمثليه :
_ مهرررررررررره ، يا فضحتي بتعملي إيه في أوضتي، قومي يا مهره ٠٠٠

انتفضت مهره وفتحت عيونها بفزع وهي تنظر حولها بعيون نصف مغلقه وهتفت مذهوله بصوت مبحوح من أثار النوم :
_ مين ، فين ، في إيه ؟؟

اعتدلت سريعا وهي تنظر إلي صهيب الذي اعتدل هو الأخر جالسا على الفراش قائلا بضيق مزيف :
_ في أن سيادتك استغلتي أني نايم وجيتي نمتي جمبي وكنت عايزه ٠٠

صمت قليلا ثم اردف بمكر وهو ينظر لها :
_ بلاش أقول كنتي عايزه إيه

فركت مهره عيونها بذهول وعدم استعياب وتجولت ببصرها في الغرفه وهي تقول بحيره :
_ هو أنا فين دي مش أوضتي !!

أجابها صهيب وهي يكتم ضحكته بصعوبه :
_ أمال أنا بقول إيه من الصبح ، إنتي يا دكتوره يا محترمه يطلع منك التصرفات دي ، مكنتش اتوقع منك كده خالص ٠٠

نظرت له مهره بعيون مذهوله بشده وأدركت الوضع سريعا لتقفز سريعا واقفه على قدميها وأشارت لها بسبابتها قائله بصراخ مزعج :
_ أنت كنت بتعمل ايه جمبي على السرير ، يلهوي يلهوي

قالت هذا الحديث وهي تتحرك بقدميها الحافيه في الغرفه بعصبية وشعرها مشعت للغايه ، مما جعل صهيب ينفجر ضاحكا بشده وقال وهو ينهج من بين ضحكاته :
_ شكلك مسخره يا مهره

توقفت مهره أمام المرآه ورأت منظرها هذا وشعرها الذي كان خشن ومشعت وضعت يدها على شعرها ودبت بقدميها الأرض وهي على وشك البكاء وصرخت بأعلي صوتها :
_ يلهوووووووي مفعول البروتين راح ٠٠

أنهت حديثها وركضت سريعا تخرج من الغرفه ، تاركه صهيب غارق في نوبة ضحك قويه ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كانت زهره تجلس في أحد الكافيهات مع صديقه لها كانت الاخيره تشكي لها معاناتها مع أطفالها ، تجمدت ملامح زهره عندما لمحت مراد يدلف إلي المكان ومعه فتاه ذات ملامح جذابه كان يسير وهو يشرح لتلك الفتاه شيء وهي مندمجة معه وتبتسم له، اشتعلت الغيره بعيونها وشعرت بخنقه ثم نظرت الي صديقتها قائله بأعتذار :
_انا لازم أمشي يا داليا معلش ٠٠
قالت تلك الجمله ثم حملت حقيبتها ووقفت لتغادر المكان والدموع تلمع في عيونها تشعر بالحسره على حالها وقفت تنتظر سياره الاجره ٠٠٠

ضغطت بيدها على حزام حقيبتها وهي تسمعه يقول إسمها :
_ زهره !!

التفتت زهره له ترمقه بنظرات حانقه ، أبتسم مراد ابتسامه جانبيه :
_ إيه رأيك في علياء ؟؟

عقدت زهره حاجبيها وقالت مستغربه بصوت مكتوم :
_ مين علياء ؟؟

أجابها مراد بابتسامة مستفزه :
_ إلي معايا جوه

عضت زهره على شفتيها بقوه وهي تحاول التحكم في دموعها وقالت بنبره مكتومه ساخره:
_ حلوه ، اتجوزها أحسن ما تجوز واحده اتجوزت قبلك

تحولت نظرات مراد فجأة إلي الحب عندما لمح الدموع التي تلمع في عينيها وقال مبرر بحنو :
_ زهره علي فكره دي واحده ليها قضيه عندي في المكتب ٠٠

خفضت زهره بصرها ومسحت دمعه فرت منها بدون أن تشعر وقالت بنبره متحشرجه :
_دي شئ ميخصنيش أنت حر

حدقها مراد بنظرات حانيه وقال بلطف :
_ ارفعي وشك يا زهره

رفعت زهره وجهها ونظرت له بلوم خفي ، فقال هو بنبره رقيقه موضح :
_ زهره أنا قولتلك الكلام بتاع امبارح عشان مش عايز أشوفك سلبيه كده

نظرت له زهره مستنكره وقالت بصوت خافت متهكمه:
_ بقي قولت كده عشان مبقاش سليبه ، أدخل يا مراد اقعد مع البنت الي جوه يمكن تطلع مناسبه ليك ,اه صحيح حمد لله على السلامه على خروجك من المستشفى

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف سفيان الي الشقه بملامح كيئيبه ووجد ألماسه تجلس على أحد المقاعد تضم ركبتيها إلي صدرها وتمسك بيدها كوب شاي ٠٠٠

لمحته هي فوضعت كوب الشاي على الطاوله وهبت واقفه تسأله :
_في جديد ؟؟

حرك سفيان رأسه ينفي بضيق وهو يرمي بجسده على الأريكة ونظر لها قائلا بخيبة أمل :
_ الراجل ده مش سهل مش قادر أوصل لحاجة عنه ، الحاجه الوحيده إلي عرفتها عنه أنه عنده مستشفى كبيرة بيدعي أنها بتعالج الغلابه بس الحقيقة حاجه تانيه ٠٠
أقتربت هي وجلست بجانبه قائله بحيره :
_ كرم ازي وصل لراجل زي ده !

زفر سفيان بشده وقال بسخط :
_طبيعي أصلا أن كرم يشتغل كده ، ما كان بيتاجر في المخدرات ، هيصعب عليه يعني يبقي بيتاجر في الناس

حكت ألماسه رأسها قائله باهتمام :
_ طب معرفتش اي حاجه تانيه عنه ممكن توصلك ليه ؟؟

نظر لها سفيان قائلا بنبره جاده :
_ عرفت أنه بيحب الستات بس بيقولوا ماهر ده راجل مش سهل ومش بيثق في أي حد بسهوله ٠٠

تقلصت تعابير ألماسه وهي تتذكر جملة ماهر لها “أصل إنتي عجباني” أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تتخيل رد فعل سفيان إذا علم أن هذا الرجل وقف وتحدث معها ٠٠

نظر لها سفيان بحنو قائلا باهتمام :
_كلتي ؟؟

نفضت أفكارها وأومأت برأسها قائله بنصف ابتسامه :
_ اه الحمدالله ، أنت مكلتش خالص لازم تاكل ، هروح أجبلك حاجه تاكلها ٠٠

قالت الجمله الأخيره بتصميم حنون ، ونهضت فأمسكها سفيان من معصمها واجلسها مره اخرى قائلا بتنهيده :
_ أقعدي يا ألماسه ، مليش نفس للأكل

نظر له ألماسه بعطف قائله بأصرار :
_ بس أنت مكلتش كده هيحصلك حاجه

ظهرت سحابة حزن على وجهه وهو يقول بفتور :
_ أنا فعلاً هيحصلي حاجه لو موصلتش للحقيقه في أسرع وقت ، أنا محكوم عليا بالاعدام ٠٠

انقبض قلبها عند ذكره لهذا الموضوع وقالت رافضه بخوف منفعل :
_ لا ، متقولش كده أن شاء الله الحقيقة هتظهر ، ربنا معانا متقلقش

لمح سفيان نظرة الخوف التي تطل من عينيها التي لمعت بالدموع ، فلم يتمالك نفسه سوي وهو يجذبها بذراعه إلي أحضانه قائلا بنبره هادئه يحاول يبثها الاطمئنان :
_ أن شاء الله يا حبيبتي

قبضت هي بيدها الصغيره على قميصه وقالت فجأه بفرحه طفوليه :
_ أنا بقيت مراتك

ضحك سفيان ضحكه خفيفه ومسح بيده برفق على ظهرها وتحدث بمزاح :
_ شوفتي الهنا الي أنا فيه ، الهبله بقت مراتي ٠٠

أبتعدت عن ألماسه عنه مزيحه ذراعه من على ظهرها ونظرت له بشر ثم هجمت على ذراعه تعضه بغل مما جعل الأخر يصرخ صرخه صغيره وهو يبعدها عنه قائلاً بذهول :
_ يا بنت المجنونه

كادت أن تقترب من ذراعه لتعضه مره اخرى لكنه ضحك بشده واحتواها بذراعيه وهي تتلوي بين يديه قائله بتذمر :
_ أنا مش هبله ولا مجنونه يا سيفو فهمت

قال سفيان من بين ضحكاته وهو يمرر على شعرها :
_ ماشي يا ستي لا مجنونه ولا هبله

ضحكت ألماسه هي الأخري قائله بغرور مصطنع :
_ ايوه كده ناس مبتجيش الا بالعض

أبعدها سفيان عنه قليلا لينظر إلي وجهها ورفع أحد حاجبيه قائلا بحزن مصطنع يمازحها :
_ بقي أنا مبجيش غير بالعض ، طب أنا زعلان ٠٠

ارتفعت صوت ضحكاتها الرنانه لتمليء ارجاء المكان ، فابتسم هو بحب وهو يراها تضحك هكذا ليشاركها في الضحك هو الأخر وكأنهم يستغلوا اي سبب ليخرجوا من أحزانهم ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
طرق صهيب علي باب غرفه مهره عدة طرقات وهو يقول بمشاكسه :
_ افتحي يا مهره والله شعرك المنكوش ده جميل ، طب ده بقي موضه الشعر يبقي منكوش كده

فتحت مهره باب الغرفه وهي تجمع شعرها على هيئة
كعكه بعد أن مشطته وهي تخفض بصرها بخجل وأحراج، تكونت ابتسامه على ثغر صهيب وقال بتذمر مصطنع :
_ سرحتي شعرك ليه ، أنا حبيته منكوش

لم ترد مهره حيث ظلت خافضه بصرها وقد أحمر وجهها أكثر بإحراج ، فوضع هو أنامله تحت ذقنها ليرفع وجهها وابتسم لها بلطف وهمس لها بابتسامة جذابه :
_ مش هناكل يا مهره

قالت بتشوش وبصرها معلق بابتسامته التي جعلت قلبها يرفرف :
_ ها ، بتقول إيه !

أتسعت ابتسامه صهيب ،ثم نزع مشبك الشعر لينفرد شعرها المجعد ثم مرر أصابعه بعفوية يعبث في شعرها وهو يقول بابتسامة محبه :
_ أنا عايز شعرك منكوش كده ، عايزك على طبيعتك أنا جوزك يا مهره

تكونت ابتسامه طفيفه ببطء على ثغرها وقالت بتعلثم مبرره :
_ أنا كنت يعني صاحيه من النوم ، عشان كده ٠٠

توقفت عن الحديث عندما وضع صهيب يده على ثغرها قائلا دون أن يشعر بعفوية :
_ متقوليش حاجه يا مهرتي أنا بحبك بكل حالاتك

كاد قلبها أن يتوقف وهي تحدق به بذهول غير مستوعبه هل قال ” بحبك ” الآن !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_قاعد ساكت ليه يا سيفو ؟؟

قالت ألماسه تلك الجمله وهي تضع القهوة أمامه على الطاوله ، ثم جلست بجانبه على الأريكة ، فابتسم هو لها بتشوش وعقله مشغول ، ثم مد يده والتقط فنجان القهوه و قطب حاحبيه وهو ينقل بصره بين القهوه وبين ألماسه التي قالت بفخر :
_ دوق القهوه بتاعتي بقي وقول رأيك

ارتشف سفيان القليل منها وكان مذاقها سيء جعل ملامحه تنكمش بشده فوضع الفنجان سريعا على الطاوله وهو يقول بامتعاض :
_ أوعي تفكري تعملي قهوه تاني يا ألماسه

نظرت له ألماسه بأستغراب وتسألت ببراءه :
_ مالها القهوه ؟؟

نظر لها سفيان بملامحه المنكمشه وقال من بين أسنانه:
_ حلوه اوي ياحبيبتي ، بس من كتر حلاوتها خايف اشربها ٠٠

نظرت له الماسه بحنق وقالت بانفعال طفيف :
_ أنت بتتريق ، مالها القهوه بتاعتي ، دي حتي جميله ، طب أنا هشربها ٠٠

قالت الجمله الاخيره وهي تمد يدها تلتقط فنجان القهوه وارتشفت منها ، ثم وضعتها مكانها مره اخرى عندما وجدت بالفعل أن مذاقها سيء ، فنظرت له بضيق وقالت بأستياء :
_ عندك حق ، دي طعمها وحش أوي ، أنا أسفه

تكونت ابتسامه جانبيه على وجهه وقال لها بلطف :
_ مش مهم يا حبيبتي

اومأت برأسها وهي تشعر بالضيق من نفسها ثم لاحظت ملامح سفيان التي تغيرت للكأبه مره اخرى وهي ينظر إلى الفراغ بشرود ، فقالت بخفوت :
_ لسه برضوا موصلتش لحاجه ؟!

أجابها سفيان بيأس :
_ لسه ، الموضوع محير ، مش عارف اوصل لماهر ده أبدا ،حمزه بيقولي سكته بنت بس برضو الموضوع صعب هجيب البنت دي منين ، وحتي لو البنت دي موجوده هل هتقدر توصل لمعلومه مفيده ، الموضوع معقد ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ساره تجلس مع دولت أم رائد و كانت الابتسامه مرسومه على ثغرها من حديث الاخيره الممتع، مدت يدها لكي تلتقط كوب ماء وارتشفت منه القليل ثم سعلت بشده عندما قالت السيدة دولت :
_ رائد العقربه مراته أطلقت منه عشان مبيخلفش ٠٠

وضعت ساره كوب الماء علي الطاوله وهي تحاول التوقف عن السعال ثم تسألت بفضول :
_هو رائد متجوز ولا مطلق ، أصلك قولتي امبارح أن من ساعة ما اتجوز وهو عايش في القاهره ؟!!!

قالت دولت شارحه :
_ رائد اتجوز وطلق ، طليقته كانت من القاهره ولما اتجوزها أصرت أنهم يعيشوا هناك ولما طلقها برضوا فضل هناك عشان كان فتح عيادة وعمل شغل هناك وبس بقي بيجلي كل خميس وجمعه٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست ألماسه بمفردها بعد خروج سفيان ، أخذت تفكر وتفكر في أن الحل الوحيد للوصول إلي ماهر هذا هي فتاه وتذكرت مره اخرى جملته لها” أصل إنتي عجباني ”

لتلمع بدماغها فكره تري أنها الحل الوحيد لكي تنقذ سفيان !

يتبع

error: