العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(5)

خرجت ” ألماسه” من المرحاض واتجهت إلي غرفتها وبمجرد أن دلفت الي الغرفة حتي اتسعت عيونها بذعر وهي تري” زهره” فاقده للوعي على الأرضية ووجهها شاحب للغايه !!

انحنت سريعا وقد ارتسم القلق البالغ علي ملامحها وهتفت بذعر “بزهره” الساكنه وهي تهز جسدها بيدها :
_ زهره، زهره مالك ، ردي ٠٠٠٠

جف حلقها من فرط خوفها وأخذت تتطلع حولها لا تعرف ماذا تفعل ٠٠٠ اعتدلت واقفه سريعا وركضت بسرعه شديده متجه الى باب الشقه وفتحته ونظرت إلى الأسفل وهي مستعده للصراخ ٠٠٠٠

في هذه اللحظة لمحت ” سفيان” يخرج من شقه والدته، بدون تردد صاحت بصوت مرتفع مرتجف لاهث من اثر الذعر وصدرها يعلو ويهبط :
_ سفيان الحق زهره اغمي عليها

انتبه ” سفيان” ونظر الي الاعلى على الفور حيث “ألماسه” محاول استعياب ما قالته ٠٠

تقلصت تعابيره ، وفي خلال لحظات كانت يصعد درجات السلم بسرعه كبيره والقلق قد ارتسم على ملامحه هتف بها بانفعال نابع من قلقه على” زهره” :
_ ازي ؟!٠٠٠ هي فين؟!

أشارت له “ألماسه” الي الداخل فدلف سريعا الي الشقه وهو يلتفت حوله باحث بعيونه عن ” زهره” ٠٠٠

هتفت ” ألماسه” بصوت متحشرج بسبب قلقها على ” زهره”:
_ جوه في الاوضه الي هناك دي

قالت ذلك وهي تشير نحو باب غرفتها المفتوح ٠٠٠
تحرك ” سفيان” بسرعه باتجاه الغرفة وبمجرد ما دلف حتي وجد “زهره” الساكنه على الأرضية بوجه شاحب كالاموات ٠٠٠
ابتلع ريقه بقلق وهو ينحني متفحص إياها بسرعه ٠٠ ثم حملها ووضعها على الفراش برفق ٠٠٠ وبدء يفحصها بدقه تحت أنظار ” ألماسه” القلقه ٠٠٠٠٠

تحدث ” سفيان” وبصره معلق “بزهره” التي يمسك برسغها يتفحصه باهتمام قلق :
_ اتحركي هاتي حاجه نفوقها

ظلت ” ألماسه” ثابته مكانها وتسألت بغباء:
_ حاجه إيه؟!

في هذه الأثناء فتحت ” زهره” عيونها ببطء شديد واغمضتها مره اخرى ثم فتحتهم مجددا
٠٠٠٠ انتبه لها ” سفيان” الذي كان على وشك الرد على”ألماسه” بسيل من الكلمات المحتقنه ٠٠٠٠
هتف “سفيان” بنبره قلقه مهتمه :
_ زهره انتي كويسه يا حبيبتي

اعتدلت ” زهره” وهي توزع بصرها ما بين ” ألماسه” و” سفيان” متسأله بنبره متعجبه خرجت متحشرجه :
_ إيه اللي حصل ؟!

هتف ” سفيان” بتحير معاتب إياها برفق:
_كان مغمي عليكي٠٠٠ ليه مقولتليش يا حبيبتي انك حاسه بتعب؟!

هزت ” زهره”رأسها بإدراك وهتفت شارحه بخفوت:
_ أنا كنت حاسه بشوية صداع بس ٠٠٠وقولت اخد حبوب عشان الصداع كان زاد ، واخدت اتنين عشان الصداع يروح اسرع، اكيد حصلي هبوط من الحبوب

تنفست “ألماسه” الصعداء بمجرد أن رأت” زهره” بخير ٠٠٠٠

اما ” سفيان” فعقد حاجبه متسأل باستغراب:
_ إنتي جبتي الحبوب دي منين ؟!

ردت” زهره” وهي تمسك رأسها قائله بعدم اكتراث :
_ لاقيتهم هنا عند ألماسه

تشنجت عضلات وجهه على الفور وحانت منه التفاته الي ” ألماسه” يرمقها بنظرات شك غير مطمئنه ٠٠٠فتوجست ” ألماسه” شاعره بعدم الاطمئنان ٠٠٠

التفت ” سفيان” إلى” زهره”مره اخرى وهتف متسأل مره اخرى:
_ فين علبة الحبوب دي ؟

أشارت له ” زهره” قائله ببراءة:
_ هناك

تطلعت” الماسه”. فورا الي المكان الذي تشير إليه” زهره” فجحظت عيونها على الفور وهي تري هذه العلبه وتصلبت مكانها وقد توقف قلبها عن النبض ، ابتلعت ريقها بشده ، وهي تري “سفيان” يمسك العلبه ويفتحها ٠٠٠ اغمضت عيونها وقد بلغ الذعر منها ذروته ٠٠٠

اخرج ” سفيان” قرص من العلبه وتطلع له بتفحص شديد وقد تأكدت شكوكه فبحكم أنه طيب علم نوع هذه الأقراص ٠٠٠

اشتعلت عيونه بلهيب من الغضب وبرزت عروقه وهو يلتفت ببطء ويرمق ” ألماسه” بسهام ناريه جعلت ” ألماسه” تكاد تختنق ووجهها قد اختفي اللون منه وأصبح باهت بفعل الذعر المسيطر عليها ٠٠٠٠

حاول” سفيان” تمالك اعصابه وهو يلتفت محدث ” زهره” بهدوء مزيف يسبق العاصفة :
_ زهره قومي غسلي وشك عشان تفوقي

قامت” زهره” من على الفراش وهي تقول بحسن نيه :
_ فعلا محتاجه أغسل وشي٠٠٠

قالت جملتها وهي تخرج من الغرفه قاصده المرحاض تاركه خلفها عاصفة على وشك الحدوث ٠٠٠٠٠

ابتلعت ” ألماسه” ريقها وسارت مسرعه وهي تكاد تتعثر في خطواتها قاصده الخروج من الغرفه ولكن “سفيان” لم يسمح لها حيث هتف وهو يصك على أسنانه بعنف :
_ مش مكفيكي انك انسانه زباله ومدمنه ٠٠٠ كمان سايبه القرف إلي بتاخدي هنا ، وكانت النتيجة أن زهره خدت منه

تسمرت ” ألماسه” مكانها واغمضت عيونها والتفت له بوجه قد هربت الدماء منه ، فتحت فمها محاوله الدفاع عن نفسها ولكن لم تسعفها الكلمات ٠٠٠٠

فاسترسل ” سفيان” بنبره عنيفه معنف إياها بقسوه :
_ إنتي ايه ! ٠٠٠انتي مجرد واحده مستهتره ، انتي مشفتيش تربيه في حياتك ٠٠٠

اغمضت عيونها وقد سيطر غضبها عليها واختفي ذعرها في ثواني كالعاده وهي تقاطعه بشراسه :
_انت فاكر نفسك مين؟؟,ها عشان تكلمني بالطريقة دي ٠٠٠ أنا مش قصدي أنها تأخد من العلبه ، هي الي شافتها وخدت ٠٠٠ وده ميديش ليك الحق انك تشكك في تربيتي ، انت متعرفنيش عشان تقولي اني مش متربيه ٠٠٠ ولا حتي تعرف اهلي عشان تغلط في تربيتهم ليا

أنهت حديثها وصدرها يعلو ويهبط من فرط انفعالها التي تخفي خلفه ذعرها

احمرت عيون” سفيان” بشده بفعل بركان الغضب ٠٠ هو يحاول جاهدا عدم انفجاار غضبه كاملاً فإذا حدث هذا سوف يحرقها وهي واقفة ٠٠٠ سيطر على نفسه قليلا و هتف بسخرية حاده :
_ يا بجاحتك ، بتعترفي كمان أنك بتتعاطي المخدرات ٠٠٠ ونعمه التربية !!!

صمت قليلا يتحكم في انفعالاته ثم تحدث وهو يكز على أسنانه بشده محذرا إياها بصرامه حاده :
_ تدمني مخدرات انتي حره ٠٠٠ ترقصي وتتصرفي بقلة أدب إنتي حره برضوا ٠٠٠ لكن مراتي لا ، مراتي لا ابعدي عنها سامعه !!

تقلصت تعبيرها وهي ترد عليه باستنكار منفعله :
_ انت متقدرش تبعدني عن بنت عمي انت سامع !!! ٠٠٠٠ مش واحد متسلط ومتخلف زيك الي هيمنعني عن بنت عمي

صك” سفيان” أسنانه بعنف وكور قبضته ولكمها في كتفها العاري بشده لكمه جعلتها تتألم وتتراجع خطوه ٠٠٠

في حين اتسعت عيونه بصدمه وانكمشت ملامحه وقد انتبه للتو لم ترتدي أنها شبه عاريه فجسدها مغطي بمنشفه فقط ، أغمض عيونه ثم فتحها ثم أغمضها مره اخرى وهو يبتلع ريقه بتوتر٠٠٠

انتبهت هي لنظراته وعقدت حاجبها باستغراب ثم نظرت لنفسها فشهقت بخضه وهي تري ما ترتدي واحمر وجهها خجلا وحرج ٠٠٠ عضت على شفتيها ٠٠٠ ورفعت بصرها باتجاه وجدته قد اشاح ببصره عنها وهو يقول بجمود يخفي خلفه توتره:
_ مفيش واحده محترمه تقف كده قدام أي حد

رفعت ” ألماسه” رأسها والخجل والحرج مازالوا مسيطرين عليها ونطقت بتوتر شديد مبرره ووجهها أحمر:
_ أنا جريت أما زهره أغمي عليها ومخدتش بالي

عاد ينظر لها محاول تجاهل منظرها وقال بسخط ساخر منها بسخرية لاذعه:
_ ما هو عادي عندك تظهري بالشكل ده ٠٠٠ عشان كده محستيش أن في حاجه ٠٠٠ ما الفساتين إلي بتلبسيها بتبقي مكشوفه اكتر من كده

عضت” ألماسه” علي شفتيها ، وكورت قبضتها الصغيرة ورفعت يدها ولكمته في صدره بغل وقوه تتنافي مع كونها فتاه ٠٠٠٠

فأمسك هو يدها بعنف وقربها منه بشده وتحدث بفحيح ناري :
_ إنتي جبتي اخرك معايا ٠٠٠لمي هدومك ٠٠٠٠ أقصد لمي بدل الرقص بتاعتك ، وامشي من العماره دي مش ضايق أشوفك قدامي ٠٠٠

أنهي كلامه وابتلع ريقه بشده وارتبك عندما لاحظ أنها تكاد تكون ملتصقة بيه, وحراره انفساها التي يقسم أنها مشتعله من الغضب المتنافي مع وجهها الاحمر بفعل الخجل ٠٠٠ خجل هل هي تخجل مثل جميع الفتيات؟!, لابد أنه يتوهم ٠٠٠٠

نطقت من بين أسنانها بشرسه قطه بريه وصدرها يعلو ويهبط وهي تحاول سحب معصمها من قبضته القويه :
_ أبعد إيدك عني وسيبني

انتبه ” سفيان” وترك يدها سريعا ثم رفع يده يمسح على رأسه بتوتر والقي عليها نظره جامده وهو يوزع بصره هنا وهناك حتي لاينظر لها مره اخرى ٠٠٠ ثم تحدث بنبره تحذريه :
_ لاخر مره بقولك ابعدي عن زهره ٠٠٠ زهره متربيه ومحترمه ، مش زيك اخرك ترقصي في الافراح بطريقه مقززه زيك

قال جملته الاخيره وهو يتطلع لها بقرف واحتقار قاصد اهانتها٠٠٠

اهانها هذه المره أهانه كبيره جعلها تشعر أنها حقيره أو فتاه رخيصه قاومت دامعه على وشك السقوط من عيونها اعتصرت عيناها للتحكم بها ولكن سقطت دون ارده منها وهي تتحدث بنبره مختنقه :
_اطلع بره

لمح” سفيان” هذه الدامعه التي سقطت على خدها الناعم فتأثر قليلا وشعر ببعض الندم ظل يتطلع لها للحظات ثم خرج من الغرفه بدون أن ينطق بأي كلمة أخري ٠٠٠٠

وجد ” سفيان” ” زهره” تخرج من المرحاض ووجهها شاحب تتعثر في خطواتها ، اقترب منها بصمت ولف يده حول خصرها يسندها هاتف برفق :
_ تعالى ننزل شقتنا

اومأت ” زهره” برأسها وسارت معه تستند عليه

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء

في شقه” سفيان”
الساعه العاشره مساء

دلفت ” زهره” إلي الشقه بملامح قلقه ٠٠ نظر لها” سفيان” الذي كان يعمل على الحاسوب, تحدث باهتمام :
_ هو دكتور صالح نام ؟! ٠٠ افتكرتك هتسهري معاه

جلست” زهره” بجانبه على الأريكة وأجابت باستياء:
_ لسه صاحي ٠٠٠ مستني ألماسه ترجع

انكمشت ملامح” سفيان” عند ذكر إسمها وعاد ينظر إلى الحاسوب وهو يتسأل بتبرم:
_ هي الاستاذه لسه مرجعتش لحد دلوقتي؟!

زفرت” زهره” بضيق وقالت بنفي:
لسه ، ألماسه هتموتني في يوم من القلق عليها

رفع ” سفيان” رأسه عن الحاسوب وتطلع لها قائلا بعدم اكتراث به بعض السخريه:
_ انتي قلقانه ليه؟!٠٠٠٠تلاقيها سهرانه مع أي حد من صحابها ، اكيد اللي زي بنت عمك دي متعوده علي السهر

فتحت” زهره” فمها لكي تتحدث ولكن صمتت حين سمعت صوت هاتفها فنظرت الاسم بتعجب ثم أجابت على الاتصال قائله :
ايوه يا ليلي ٠٠٠ ألماسه !!!٠٠٠٠ فين؟! ٠٠٠ طيب طيب خلاص هاجي اخدها ٠٠٠ تمام

أغلقت الخط وتطلعت ” لسفيان” الذي قال باهتمام:
_ في إيه؟!

هتفت” زهره” وهي تقف:
_ دي صاحبه ألماسه بتقولي أن ألماسه في *** وسكرانه وحالتها مش طبيعيه ٠٠٠٠ أنا لازم اروح اجيبها

رمقها ” سفيان” بنظره صارمه وهو يقول بانفعال :
_ ازي هتروحي مكان زي ده ٠٠٠ لا طبعا مش هتروحي سبيها تولع ٠٠٠ هي مش صغيره كل واحد يتحمل نتيجة أفعاله

” زهره” باستعطاف محاوله إقناعه:
_ يا سفيان مش هينفع لازم حد يروح يجبها,وبابا لو عرف أنها سهرانه في المكان ده هيبهدلها ٠٠٠ مفيش غيري أنا الي ينفع أروح اجيبها ٠٠٠٠
سكتت للحظه وهي تتطلع لملامحه التي بدأت تلين قليلا فاسترسلت مكمله برجاء:
_ عشان خاطري يا سفيان ٠٠٠

فكر ” سفيان” قليلا قد شعر بقلق ” زهره”على هذه” ألماسه” ٠٠٠٠ فتنهدت قائلا باقتضاب:
_ إنتي مش هتروحي ٠٠٠٠

عبست” زهره” عقب جملته ولكنه أكمل قائلا وهو يزفر بضيق:
_ انا هروح يا ستي اجيبها

انفرجت اسارير ” زهره” وقالت بلهفه ممتنه:
_ شكرا بجد يا سفيان ٠٠٠٠ ربنا يخليك ليا

ابتسم لها” سفيان” ابتسامه طفيفة وبداخله يشعر بالضيق الشديد ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ” مهره” جالسه على فراشها تقرأ في أحد الكتب حين سمعت رنين هاتفها ٠٠٠ التفت والتقطت الهاتف وما أن رأت الاسم حتي ظهر على ملامحها الاستغراب الممزوج بفرحه خافيه ٠٠٠

أخذت نفس طويل ثم أجابت على الاتصال وهي تقول بخفوت:
السلام عليكم ٠٠ في حاجه يا صهيب؟!

وصل إلي مسامعها صوته وهو يكتم أنفاسه كأنه يعاني من شئ ثم هتف بصوت متحشرج مكتوم :
_ أاا اام ، أمي ماتت النهارده

شهقت” مهره” ووضعت يدها على فمها وقد تسلل الحزن بداخلها عليه ٠٠ صمتت قليلا لا تعرف ماذا تقول ثم همست :
_ البقاء لله

تمتم ” صهيب” بصوت مكتوم جريح متألم :
_ ماتت ٠٠ماتت قبل ما أقولها أني بحبها ٠٠٠ حتي لو ٠٠حتي لو بتشتغل كده

شعرت” مهره” بمعانته ودموعه الحبيسه التي يكتمها ٠٠ فسكتت قليلا وهي تستمع لصوت تنفسه الغير منتظم ٠٠ اغمضت جفونها وهي تفكر في عباره مناسبه تواسيه بها ٠٠ حركت شفتيها متحدثه بنبره دافئه:
_ طلع الي جواك يا صهيب ٠٠٠ عيط صرخ متكتمش جواك ,طلع مشاعرك عشان ترتاح

سمعت صوته المكتوم بالبكاء الصامت فعرفت أنه فعل بنصيحتها، شعرت بوغزه في قلبها وسالت دامعه منها متألمه من أجله ٠٠٠

أخيرا نطق هو بصوت مبحوح متوسل إياها بضعف:
_ مهره أنا محتاجك اوي ٠٠٠٠ عايز اشوفك دلوقتي ارجوكي

تألم قلبها من أجله وعضت على شفتيها تحاول التحكم في نفسها ٠٠٠ ثم همست بثبات مصطنع:
_ بكره الصبح تعالي العياده يا صهيب ٠٠ لكن أنا مش هقدر اخرج دلوقتي

قالت هذه الجملة وقلبها يعارضها بشده يود الذهاب إليه وتخفيف ألمه ولكن هذا ليس صحيح ٠٠٠٠

بعد لحظات وصل صوته إليها وهو يقول بخفوت محبط :
_ ماشي يا مهره ٠٠٠ مع السلامه٠٠

هتفت” مهره”بلهفه:
_ صهيب متقفلش ٠٠٠٠

ولكن كانت قد أغلق الخط ٠٠٠ أنزلت” مهره” الهاتف ببطء ٠٠٠ وهي تشعر بالندم الشديد فمن أحبته بحاجه إليها لكنها خذلته ٠٠٠

وضعت يدها على قلبها شاعره بألم به ثم شرعت ببكاء صامت متألمه على ما يحدث لصهيب ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠
وصل ” سفيان” الي هذا المكان٠٠٠

ترجل من السياره وهو يزفر بضيق شديد وينظر إلى هذا المكان و يري الفتيات والشباب يتصرفون بحريه وانحلال ٠٠٠٠

تنهد بعمق وشعوره بالنفور تجاه ” ألماسه” يزيد يوم عن يوم ٠٠٠ دلف الي الداخل ٠٠٠ حيث الموسيقي المرتفعة ٠٠٠ والشباب يتمايلون مع الفتيات بشكل مقزز ٠٠٠

وزع بصره في المكان يبحث عنها حتى وقع عينه عليها وهي تتمايل بحركات لا معني لها ويبدو عليها أنها غير واعيه وتمسك بيدها كأس ترتشف منه بتلذذ ٠٠٠ وبجانبها فتاه يبدو أنها تحاول منعها من شرب المزيد ٠٠٠

اكفهرت ملامحه وهو يري هذا المشهد المقرف ٠٠٠
اتسعت عيونه فجأة وهو يري شاب يقترب منها وويضع يده على كتفها ، فحاولت هي ان تبعده ولكنه لم يتزحزح ٠٠٠بدون تفكير تقدم منهم وعيونه موجه على هذا الشخص ٠٠٠ وما أن اقترب منه حتي أبعده بقبضته القويه وهو يرمقه نظرات قويه جامده جعلت الآخر يتراجع مستسلم ٠٠٠٠٠٠

اما”ألماسه” فظهرت الدهشه علي ملامحها وهي تري ” سفيان” يقف أمامها فتحدثت على الفور بنبره غير متزنه رافعه يدها مشيره له:
_ أنت إيه اللي جابك هنا؟!

نظر” سفيان” لها وهو يود الفتك بها وخنقها ليرتاح ٠٠٠ تحدث وهو يكز علي أسنانه بشده:
_ جاي أخد الهانم الي سايبه الناس قلقانه عليها ،وهي عامله تشرب بمزاج هنا

تقلصت تعبير وجهها وهي تقول بفظاظه :
_ وأنت تقلق عليا بتاع ايه ؟!

شعر “سفيان” برغبه قويه بالضحك ساخر على جملتها , وتحدث بسخرية لاذعه وهو يشير إليها بطريقة مهينه :
_ انا هقلق عليكي ليه؟!، انا لو اطول كنت خنقتك وريحت البشريه منك ٠٠٠٠ أنا جاي اتزفت اخدك عشان زهره قلقانه عليكي

شعرت” ألماسه” بالحنق الشديد منه وتحدثت بغيظ بنبره خافته:
_ خدك ربنا يا بعيد

سمع” سفيان” جملتها الخافته وتطلع لها بشرارت من الغضب وهو يصك أسنانه قائلاً بتحذير:
_ إنتي قولتي ايه؟!

رفعت “ألماسه” رأسها وقالت بعند شديد:
_ بقول مش جايه معاك ٠٠٠ وامشي من هنا

ضغط ” سفيان” على أعصابه بشده وهو يرد عليها بصوت محتقن متعصب:
_بت إنتي متعصبنيش انا أصلا مش طايقك ٠٠٠ خلصي أمشي قدامي
قال جملته الاخيره وهو يدفعها بيده ٠٠٠

التفت له ” ألماسه” بنبره منفعله غير متزنه :
_قولتلك مش هروح معاك في مكان

مسح” سفيان” على وجهه يحاول كبت انفجاره ، ثم بدون مقدمات جذب يدها بعنف شديد وسار بها الي الخارج تحت أنظار الجميع، وهي تركل الارض بقدميها وتمتم بكلمات غاضبه غير واعية ٠٠٠٠

ما ان وصلوا إلى سيارة” سفيان” حتي ترك” سفيان” يدها وفتح لها باب السيارة قائلا بجفاء يأمرها :
_ اركبي

دبت” ألماسه” بقدمها في الارض قائله بعصبية متعنده:
_ مش راكبه معاك ٠٠٠ انا عربيتي معايا

” سفيان” وهو يكور قبضته يحارب رغبته في تحطيم وجهها ,هتف قائلا بنفاذ صبر منفعل:
_ هتسوقي ازي وأنتي سكرانه كده ٠٠٠ اركبي يا عملي الأسود وخلصيني في يومك الي مش هيعدي ده

أشارت إلى نفسها وهي ترفع حاجبها بعصبية هاتفه بغضب وغيظ :
_ بقي انا عملك الأسود! ٠٠٠انا الي حد داعي عليا عشان أشوف إنسان زيك

صك “سفيان” أسنانه بعنف واحمر وجهه من الغضب وتحدث وهو يضغط على الكلمات بشده :
_ إنتي ليه مصره تطلعي اسوء ما فيا ٠٠٠٠ ها ليه ؟

قال جملته الاخيره وهو يرفع قبضته أمام وجهها ٠٠٠ فتراجعت هي للخلف بتوجس ٠٠

جاءت لكي تتحدث ولكن وصل إلي مسامعها صوت ” ليلي” صديقتها وهي تهتف قائله :
_ ألماسه استني

التفت” ألماسه” لها وجدتها تقف على الجانب الآخر من الطريق وهي تشير لها ، ثم بدءت تسير اتيه باتجاها وهي تبتسم وفي لحظه صدمتها سياره ٠٠٠٠

جحظت ” ألماسه ” وهي تنظر غير مستوعبه وقد توقف قلبها عن النبض وهي تنظر لصديقتها الغارقة بدماءها على الأرضية وقد تجمع الناس حولها ٠٠٠ومن ضمنهم ” سفيان” الذي أسرع باتجاها ليراها بحكم أنه طبيب ٠٠٠

فحصها ” سفيان” ثم رفع رأسه بأسف ٠٠ فشهق الجميع بحزن واسف ٠٠٠

اما ” ألماسه” فكانت مثل الصنم تقف جامده لا تتحرك من مكانها وقد شحب وجهها للغايه وتوقف قلبها ٠٠٠ كان” سفيان” ينظر لها بريبه ٠

وفجأة صرخت” ألماسه” صرخه وجع مدويه وهي تركض باتجاه” ليلي” وقد بدأت دموعها في الهطول ٠٠ دفعت الأشخاص الواقفه بيدها ووقعت على ركبتيها بجانب ” ليلي” التي أصبحت جثه هامده فارقت الحياه ٠٠٠

تطلعت لها ” ألماسه” بفزع وعيون حمراء جاحظه تذرف الدموع الساخنه بلا توقف ٠٠٠ مدت يدها المرتجفه تهز جسدها الساكنه الغارق بالدماء وهي تقول بهستريا جنونيه :
_ ليلي قومي ٠٠ قومي يا ليلي ٠٠٠ ردي عليا ٠٠٠ مش هشرب تاني والله وهسمع الكلام ، بس قومي يا ليييييلي اااااااااااه يا ليييييلي

كان ” سفيان” يقف متأثر من حالة ” ألماسه” اقترب منها وانحني وامسك يدها بلطف قائل برفق شديد:
_ قومي يا ألماسه ٠٠٠البقاء لله خلاص ماتت

هزت ” ألماسه” رأسها بطريقه هستيريا وهي تصيح بألم والدموع لا تتوقف :
_ لا لا هي مامتتش ٠٠٠

قبضت على ذراع ” سفيان” وهي تقول بتوسل من بين شاهقتها :
_ أنقذها مش أنت دكتور أرجوك أنقذها الله يخليك ٠٠٠

رق قلب ” سفيان” وهو يري حالة الانهيار التي أصبحت فيها وهو يري دموعها المنهمره بلا توقف تنهد بحزن مشفق على حالها٠٠٠ وجذبها من يدها جعلها تقف ٠٠٠ فتحدثت هي بانهيار ممزوج بالرجاء :
_ أرجوك يا سفيان٠٠ ساعدها ٠٠٠٠٠مش هقدر استحمل فراقها ٠٠٠ أرجوك
قالت كلمتها الاخيره بضعف شديده ممزوج بشهاقتها ٠٠٠

كان “سفيان” متأثر للغايه بسب حالتها هذه أول مره يراها هكذا ضعيفة هشه ٠٠٠٠قد شعر ببعض الألم بداخله ٠٠٠ وبدون شعور منه وجد نفسه يضمها برفق شديد ويربط على ظهرها ٠٠٠ فارتفعت شهاقتها اكثر وهي تقول بصوت متحشرج ضعيف:
_ يعني, مش, هشوفها تاني ٠٠٠هتوحشني أوي ٠٠٠٠ اااااه يا ليلي اااه

أبعدها ” سفيان” وشعر بالحزن أكثر تجاه حالتها فهتف مهدء إياها :
_ ده عمرها , لازم تهدي عشان تدعيلها هي محتاجه الدعاء دلوقتي٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في شقه”سفيان”

ظلت” زهره” تنتظر حتي غفت دون أن تشعر على الأريكة ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور ساعه

تجلس ” ألماسه” علي الرصيف ودموعها تسيل بصمت وكتفها يهتز من البكاء وهي تنظر لأثار الدماء على ارضيه الطريق ٠٠٠٠

اقترب” سفيان” الذي يحمل بيده مياه ضم شفتيه بأسف وهو يجلس بجانبها وتحدث بخفوت:
_ ألماسه لازم نمشي ٠٠٠ قومي زمان زهره قلقانه عليكي

لم تتحرك ” ألماسه” حتي أنه شعر أنها لا تسمعه ٠٠٠٠ وفجأة نطقت بصوت مبحوح خافت ومازال بصرها معلق بالارضيه الملطخه بالدماء:
_ ليه بيحصل معايا كده ليه ؟! ٠٠٠

التفت له وقالت بضعف شديد وهي تضع يدها على قلبها:
_ أنا موجوعه أوي يا سفيان ،انا بقيت وحيده

نظر ” سفيان” لها وهو يري وجهها الاحمر من البكاء ٠٠تأمل الضعف الذي يطل من عيونها الحمراء التي تذرف الدموع بكثره ٠٠٠ لايعلم لماذا شعر بوغزه من ضعفها هذا ٠٠٠ تنهد بثقل شديد وهو يقول بخفوت:
_ليه بتقولي كده ؟! ٠٠٠ الله يرحمها, إنتي جمبك زهره وعمك بيحبوكي

نهضت” ألماسه”فجأة وعادت تنظر الى الدماء وفجأة شعرت بالأرض تدور بها حاولت التوازن وامسكت رأسها ٠٠٠٠

لاحظ “سفيان” حالتها فوقف هو الآخر ينظر لها بتوجس لحظات وفقدت وعيها فتلقها “سفيان” بين يديه على الفور ٠٠٠ ولم يفكر كثيرا وهو يحملها بين يديه متجه بها ناحية السياره وقد شعر ببعض القلق الخفي ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في شقه اهل “سفيان”

لم تستطع” ساره” النوم فقامت وارتدت اسدالها وخرجت إلي الشرفه لكي تستنشق الهواء ٠٠٠زفرت بارتخاء وهي تنظر إلي السماء الصافية ثم عادت تنظر للطريق الهادئ نسبياً في هذا الوقت ٠٠

اتسعت عيونها وهي تري ” كرم” يجلس أمام البيت , فتراجعت للخلف سريعا حتى لايرها وقلبها قد بدأ ينبض بخوف ٠٠٠

دلفت إلي الغرفه مره اخرى وهي تحاول تنظيم أنفاسها التي هربت منها بسبب رؤيته وهي تتوجس قلقاً من جلوسه أمام البيت هكذا؟!٠٠٠هل يريد أن يعيدها بالقوه ؟! هكذا فكرت هي بخوف!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أما في الأسفل

فكان ” كرم” يتطلع إلي غرفه” سميره” اخت ” ساره” فهو يعلم أنها هنا اليوم !!!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠
وصل بسيارته الي ” مستشفى الزهره”

ترجل من السياره سريعا ودار حولها ،وفتح الباب الامامي ،وانحني وحمل”ألماسه” الفاقده للوعي ودلف إلي المستشفي تحت أنظار العاملين في المستشفى المستغربين, من هذه الذي يحملها دكتور” سفيان” ٠٠٠٠٠

دلف” سفيان” بها إلي أحد الغرف ووضعها على الفراش بهدوء ثم بدء يكشف عليها ٠٠٠ واعطاها حقنه مهدئة لحاله الانهيار التي تمر بها ٠٠٠٠ خرج من الغرفه بعد أن طلب من أحدي الممرضات بالاهتمام بها ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف” سفيان” الي مكتبه بالمستشفى وأخرج هاتفه من جيبه وقام بالاتصال على” زهره”٠٠٠٠

اتصل عليها أكثر من مره ولكن لا يوجد رد فتوقع أنها نامت ٠٠٠

فذهب وجلس علي مقعده واغمض عيونه بارهاق شديد وجميع الاحداث التي حدثت اليوم تأتي أمام عينيه٠٠٠ لايعرف لماذا يشعر بوغزه في قلبه؟! ٠٠

تنهد بتعب وارهاق واغمض عيونه وغط في سبات عميق !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الصباح

خرجت” مهره” من المصعد بعد أن توقف في الطابق الذي يوجد به عيادتها ٠٠٠

كانت تجرب الاتصال بصهيب ولكن ما من مجيب زفرت باختناق وهي ترفع بصرها , فوقع بصرها على” صهيب” الذي ينام مستند على باب العياده وملابسه وشكله في حاله مرزيه وهناك اثار للدموع على وجهه ٠٠٠ اقتربت منه سريعا بلهفه وهتفت بإسمه :
_ صهيب

فتح” صهيب” جفونه ببطء واغمضها مره ثانيه بسبب انزعاجه من الضوء ثم عاد يفتحها مره اخرى ونطق بكأبه :
_ دكتوره مهره !!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الصباح
انتفض ” سفيان” من نومته الغير مريحه على هتاف الممرضه التي دخلت الي مكتبه مسرعه تقول بصوت لاهث :
_ الحق يا دكتور البنت إلي جابتها امبارح عايزه تنتحر!!!!!
يتبع

 

error: