العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(39)

صباح يوم جديد

_ ألماسه إنتي هتعملي إيه في الكليه بتاعتك ؟؟
نطق سفيان بهذا السؤال وهو جالس بجانب ألماسه على الأريكة، نفضت هي أفكارها وفركت كفيها في بعضهم قائله بهدوء مصطنع :
_ السنه خلاص راحت عليا ، لما البراءه بتاعتك تظهر ، هرجع تاني الكليه

قالت حديثها هذا وهي تنظر بعيد عنه تشعر بالخوف من الشئ الذي تفكر به !!

حرك سفيان رأسه بلا معنى ثم قال بتنهيده وبصره معلق بها :
_ أنا رايح اقابل حمزه النهارده ٠٠

حركت هي رأسها باتجاهه ونظرت له براحه قائله بلهفه :
_ هتتأخر ؟؟

أجابها سفيان باختصار:
_ علي حسب الظروف

اومأت برأسها وهي تشيح ببصرها بعيد عنه وغرقت في أفكارها وأنها سوف تنفذ ما عزمت على فعله اليوم ٠٠

تمعن سفيان فيها ولاحظ شرودها لذا سألها :
_ بتفكري في إيه ؟؟

أبتلعت ألماسه ريقها ونظرت له وابتسمت ابتسامه متشنجه قائله بارتباك :
_ عادي ، مش بفكر في حاجه ، بس كنت بفكر أنت ليه اتجوزتني دلوقتي مع أن الظروف متسمحش!! ، وعمي ازي وافق على كده ؟؟

تأملها سفيان بنظراته لثواني ثم تنهد تنهيده عميقه وقال شارحا برزانه :
_ أولا إحنا مكنش ينفع نقعد في مكان لوحدنا من غير جواز ، وشكل الموضوع هيطول، وأنا مقدرش ابعتك لعمك مضمنش ممكن يتصرف معاكي ازي ، عشان كده قررت أني اتجوزك ٠٠

رفعت ألماسه أحد حاجبيها وقالت باستنكار :
_ قررت تتجوزني عشان كده بس ، مش عشان بتحبني ؟؟

جذبها سفيان من يدها ليسحب جسدها بالقرب منه وضمها له وأخذ يمرر يده بين خصلات شعرها ثم أستند بذقنه على رأسها وهو يبتسم بهدوء قائلاً بتنهيده حاره :
_ يا عبيطه هو أنا لو مش متنيل على عيني وبحبك كنت أصلا خليتك معايا ثانيه واحده ٠٠

كانت ألماسه في عالم آخر وهي في أحضانه تشعر بإحساس مخيف جعلها تتشبث به بكلتا يديها التي أحاطت بهم خصره وهي تقول بتملك نابع من القلق التي ينهش قلبها :
_ أنت ليا بس يا سفيان ، هتفضل معايا مهما حصل صح!!

قالت الجمله الاخيره برجاء متوجس ، أغمض هو جفونه ومازال يستند بذقنه على رأسها، وظل صامت غير قادر على وعدها بشيء هو يعلم أنه من الممكن أن يتم العثور عليه وسوف ينفذ حكم الاعدام لذا ظل محتفظ بالصمت مستمتع بقربه منها هكذا وشعور بالسكينه يتغلل بداخله يود أن يظل هكذا معاها للأبد ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ظل صالح يدور في شقته كالثور الهائج يشعر بنيران الغضب تكاد تتأكله وهو يتذكر تهديد حمزه له بفضحه بذلك السر الذي ظل لسنوات مدفون لا يعلمه أحد ، كيف علم ذلك حمزه هذا السر ، يكاد يجن من فرط تفكيره وغضبه الجامح ، أخذ يتنفس بطريقه مخيفه وهو يتذكر أنه قام بتزويج ألماسه لسفيان بيده ، صرخ بصوت مرعب هز ارجاء المنزل وهو يحطم ما يقع عليه عينه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ ياسمين أنا خايفه

نطقت بتلك الجمله منار صديقه ياسمين وهي تسير بجانبها فقالت ياسمين بأنفعال تنهرها :
_ خايفه من إيه يا هبله ، كنتي يعني عايزيني أشوفه بيتحرش بالبنت واسكت

قالت منار بانفعال متوتر :
_ وأنتي مالك إنتي يا ياسمين ، إنتي مشفتيش كان بيبصلك ازي لما الناس خدوه على القسم ٠٠

صاحت ياسمين بعصبية جامحه :
_وهي الناس أصلا اتكلموا إلا ما أنا اتكلمت رجاله بشنبات وشايفين الموقف وشايفين البنت بتزعق وساكتين ، أنا مبحبش السلبيه دي ، الناس بقت تشوف الغلط وتسكت وتقولك واحنا مالنا ٠

ردت منار تبرر بارتباك :
_ بس الواد ده ساكن قريب من السكن بتاعنا ، خايفه يا ياسمين يعملك حاجه

توقفت ياسمين عن السير وصاحت باستنكار حاد :
_ نعم يا ختي ، يعملي حاجه ازي ، ده يبقي آخر يوم في عمره !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في تمام الساعة التاسعة مساءً

تجهزت ألماسه بعد أن ارتدت فستان أسود قصير بحمالات رفيعه ووضعت أحمر شفاه فاتح ثم فردت شعرها ، والتقطت شال وضعته على كتفيها ، القت نظره على نفسها والخوف يتغلل بداخلها لكنها قررت وانتهي الأمر لا مجال للتراجع فهي خائفه بشده أن الشرطه تجد مكان سفيان لذا سوف تنفذ ذلك الأمر راغبه في إنقاذ زوجها سفيان ،أخذت تتطمئن وتهدء نفسها وهي تتحرك مغادره الشقه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ صهيب أنت فين ، يا صهيب أنت جيت؟ !!

نطقت مهره بهذا الحديث وهي تتحرك بحذر في الشقه التي أصبحت مظلمه بسبب انقطاع الكهرباء ، كادت أن تسقط أكثر من مره بسبب الأثاث التي تصتدم به حاولت التوازن في خطواتها والفزع يسيطر عليها ، قررت أن تذهب الى صالة المعيشه وقررت الجلوس على الأريكة أتت أن تجلس فشعرت بشئ غريب تحتها فقفزت واققه وهي تصرخ بصوت مرتعد :
_ يلهوي إيه ده ٠٠

لم تكاد تكمل جملتها حيث شعرت بيد تلتف حول خصرها تجلسها مره اخرى على ذلك الشئ التي ظنته بخيالها الواسع جن ، فصرخت بعلو صوتها وهي تتلوي محاولة تخليص نفسها من هذه اليد وهي تصرخ بهستريا :
_ أبعد عني ، أبعد عني ، أشهد أن لا إله إلا الله

سمعت صوت ضحكات مكتومه ، فسقطت دموعها بحراره على وجنتيها من شدة رعبها وهي تحاول تحرير نفسها ، اشتغلت الكهرباء وظلت هي مغمضه جفونها ودموعها تسيل بصمت ، فسمعت صوت ضحكات صهيب العاليه والذي حاوطها أكثر قائلا من بين ضحكاته :
_ أنا صهيب يا مهرتي

فتحت جفونها ببطء شديد وتجولت بعيونها الدامعه في المكان ثم أزاحت ذراع صهيب من على خصرها ببطء ووقفت على قدميها وهي تترنح قليلا وتمسح دموعها بكفيها ، ثم التفتت إلي صهيب وصرخت فجأه بشراسه :
_انت بتستهبل صح ، أنا كنت هموت من الخوف

توقف صهيب عن الضحك عندما رأي عيونها اللامعه بالدموع وانكمشت ملامحه ووقف وهو يقول برفق :
_ إنتي هتعيطي يا مهره ، أنا بهزر معاكي

حدقته مهره بنظرات محتقنه ثم انفجرت باكيه وأخذت تشهق شهقات صغيره ، فاقترب منها وطوق خصرها بذراعيه وهو يقول بحنان :
_ بس بس خلاص يا مهره خلاص بهزر معاكي والله ، أنا معرفش أنك هتزعلي أوي كده ٠٠

عضت على شفتيها بقوه تحاول كتم دموعها ثم رفعت قبضتها وضربته بغيظ على صدره عدة مرات متتاليه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أنهي حمزه المكالمه وقد تغيرت ملامحه للتجهم ، مما دفع سفيان الجالس معه في سيارته يهتف بتعجب :
_ مالك وشك اتقلب كده ليه ؟؟

زفر حمزه بشده ونظر له قائلا بتردد :
_ مش عارف اقولك أزي ، فهمي الي جبته يشهد على جوازك ، خليته يراقب ماهر،وبيقول أنه شاف ٠٠٠

قطب سفيان حاجبيه وقال بريبه :
_ في إيه يا حمزه؟ ، قول !!، شاف إيه ؟؟

أخذ حمزه نفس عميق ثم قال شارحا بتريث :
_ ألماسه مراتك راحت المكان إلي بيقعد فيه ماهر

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في قسم الشرطه

وقفت منار أمام الظابط ودموعها تسيل على وجنتيها وهي تخبره بصوت باكي :
_ بقولك صاحبتي اتخطفت

كان الظابط جالس على مقعده بأسترخاء وقال بعدم اكتراث ونفاذ صبر :
_ قولي إسمها ، ولما يعدي ٢٤ ساعه هندور عليها ٠٠

نظرت له منار بغضب مكبوت لكنها قالت بأستسلام من بين شهقاتها :
_ ياسمين فرحات
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج سفيان من سيارة حمزه وهو يركض كالمجنون وعيونه حمراء بلون الدم من الغضب ، دلف الي هذا المكان وتجول ببصره فيه ليتصلب جسده في مكانه ويرتفع صوت تنفسه الغاضب وهو يراها و هذا الرجل ماهر يحاوطها بذراعيه وكانت قريبه منه بدرجه كبيره والإبتسامة تزين ثغرها ، والأسواء أن الآخر يمرر يده على ذراعها المكشوف بحريه ، فارت الدماء في جسده وأصبحت عروقه نافره من شدة غضبه بل غليانه ، وكور قبضته بعنف وعض على شفتيه حتي أنه كاد أن يدمها ، وتحرك وهو ينفث لهيبا من فمه وعيونه تطلق نيران قاتله ،كالثور الهائج قبض على شعرها بعنف وقسوه يجذبها من أحضان ماهر ، ثم زمجر بغضب جامح مما جعلها تشهق بعنف من الصدمة والفزع وأيضا تتألم من قبضته على شعرها ، نظرت له بعيون راجيه فنظر هو لها بعيون كالجمر من شدة الغضب المتفاقم بداخله ٠٠

صرخت ألماسه بوجع عندما تلقت لكمه عنيفه منه جعلتها تسقط على ارضيه المكان بعد أن ترك شعرها ، صرخت بشده من الألم وأخذت تتأوه وهي تضع كفها على وجهها مكان اللكمه ووقد نزفت شفتيها و كانت عيونها المرتعده معلقه بسفيان الذي التفت وأنهال على ماهر باللكمات والركلات المتوحشه كانت ملامحه ملامح اجراميه من الشراسه والتوحش المرتسمين على وجهه ، بينما كان جميع من في المكان يتابعون الموقف بخوف وفضول ٠٠٠٠

شهقت الماسه بهلع عندما رأت رجال ماهر يقتربون من سفيان ، حاولت الوقوف وهي تستند بكفيها المرتعشين على الأرضية لكن لم تستيطع لذا صرخت بأعلى صوتها مذعوره :
_ سفيان حاسب ٠٠

توقفت عن الحديث وهي تبتلع ريقها بهلع عندما سمعت صوت طلقات نارية تتعالي في الأجواء ، توقفوا رجال ماهر في أماكنهم عندما ارتفع صوت حمزه الشرس في المكان :
_أنا الرائد حمزه الشامي اقسم بالله إلي هيقرب منه هسجنه وما هخلي فيه حته سليمه ،أثبت مكانك أنت وهو

بينما كان كل من في المكان ومن ضمنهم رجال ماهر بصرهم معلق بحمزه بفزع وقلق ٠٠٠

كان سفيان قابع فوق ماهر مستمر بتسديد اللكمات بوحشيه لماهر حاول الأخير الدفاع عن نفسه ولكن غضب سفيان الناري بل الملتهب والذي ينهش جسده هو من جعل منه انسان في منتهي العنف والشراسه بل والقسوه المدمره ، حيث كان يخرج النيران من فمه ، سدد له أخر لكمه ثم توقف وهو يسمع صوت صراخ ألماسه المرتعش من الخوف :
_ سفيااان كفايه عشان خاطري

أبتعد سفيان عن ماهر ثم وقف على قدميه بعد أن جعل من وجه الأخير كتله من الدماء حتى أن قميصه الأبيض اصبح ملطخ بالدماء ، استدار بملامحه المنكمشه بقسوه مفزعه وهو يلهث من فرط نيران الغضب بل الجحيم المسيطر عليه ٠٠

تعالت دقات قلب ألماسه بذعر وزحفت إلي الخلف مستنده بكفيها وقد كشف الفستان عن ساقيها ، في ثواني كان سفيان ينحني يجذبها من شعرها بشراسه ليوقفها على قدميها مما جعلها تصرخ بهستريا من الألم وقد بدأت الدموع تسيل من عيونها ، جرها خلفه إلي خارج المكان بهمجيه عنيفه كادت أن تسقط أكثر من مره وهي تصرخ بجنون من الألم تتوسله أن يتركها وقد وضعت يدها تحاول تحرير شعرها من قبضته٠٠

وصل بها أمام سياره حمزه وفتح باب السيارة الخلفي ودفعها بقسوه فيها ،فوقعت على وجهها على مقعد السيارة فصرخت أكثر وقد ارتفعت شهقات بكاءها وهي تهذي بكلمات غير مفهومة وتتأوه بشده ٠٠

دار سفيان حول السياره واحتل مقعد القياده ، بعد أن قال له حمزه الذي خرج خلفه من المكان :
_ أنا هاخد تاكسي ، خد العربية

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
انطلق بالسيارة بسرعه جنونيه وأخذ يضرب بقبضته بعنف على عجلة القياده وعيونه قد أصبحت حمراء بطريقه مرعبه ووجهه ايضا أحمر من شدة الغضب يشعر ببراكين مشتعله بداخله ، بينما في المقعد الخلفي هي تتأوه وهي تضع رأسها بين كفيها ويصدر عنها شهقات مخيفه متشنجه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ بتحضري الأكل ده كله ليه يا طنط دولت ؟؟
كانت ذلك جملة ساره الي السيده دولت التي تنتقل في المطبخ بهمه تعد أصناف عديدة من الطعام ، إجابتها الأخري بسرور :
_ رائد جاي بكره

لا تعرف ساره لماذا شعرت بسعادة طفيفه تتغلل بداخلها وقالت بهدوء :
_ يجي بالسلامه

تمتمت دولت قائله :
_ الله يسلمك يا حبيبتي

قالت الأخري بنبره لطيفه:
_تحبي اساعدك ؟؟

إجابتها دولت برفض رقيق وهي تقطع الخضروات :
_ لا يا حبيبتي ارتاحي إنتي أنا هعمل كل حاجه

رفعت ساره أكمام جلبابها وقالت بتصميم :
_ لا هساعدك ، بس ليه بتعملي من بالليل ؟؟
قالت الجمله الاخيره بتساؤول مستغربه ، إجابتها دولت بابتسامة :
_ بحب أكون مخلصه كل حاجه عشان اعرف أقعد معاه براحتي

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أغلق سفيان باب الشقه بالمفتاح والتفت إلى ألماسه التي تتراجع إلى الخلف بتعثر وهي تتنتحب بشده والذعر يطل من عيونها ظلت تتراجع حتي اصدمت بالحائط فحاوطت جسدها الذي يرتجف بذراعيها وانكمشت على نفسها ، وشفتيها المجروحه ترتجف والدموع تنهمر من عيونها ٠٠

بينما هو ظل واقف يحدقها بعيون تخرج لهيب حارق من النيران الكامنه بداخله ثم أقترب منها بسرعه البرق وهو يصرخ بصوت جهوري هز ارجاء المكان :
_ عملتي كده ليه ، عملتي كده ليه ٠٠

قبض بكفيه بشراسه على ذارعيها حتى أن أظافره انغرزت في لحم يدها ، أغمضت هي عيونها وهي تتنتحب بتشنج وتنتفض بشده فصرخ هو بها مره اخرى بنبره عنيفه :
_ إنتي إيه يا شيخه ، إنتي إيه ، طول عمرك ***

ارتعشت بين يديه وتشنجت أكثر وقالت بصوت مرتجف باكي :
_ كنت، عايزه، اساعدك

وكأن جملتها هذه هي التي أشعلت النار بداخله اكثر واكثر ، فأمسك فكها يضغط عليه بقسوه وهو يصرخ بهياج :
_انا إلي غبي ، كان لازم اعرف أنك رخيصه ، الي يخلي واحده تهرب و تقعد مع واحد غريب في بيت لوحدهم تبقي زباله ، قال وأنا اتجوزتك عشان احافظ عليكي وأنتي أصلا متستهليش ٠٠

صرخت هي متألمه ونشيج بكاءها يرتفع ، فتركها هو وتراجع وصورتها وهي في أحضان هذا الرجل تمر أمامه ، فتصاعدت الدماء في عروقه أكثر وتحرك في الشقه بغضب يحطم ما تقع عليه يده ، بينما هي جلست على الأرض تضم ركبتيها إلي صدرها متكوره على نفسها ثم رفعت رأسها لتتعلق عيونها الباكيه به وجسدها يرتعش بشده من الخوف ، ثم صرخت فجأه بصوت مبحوح من البكاء :
_ بتعايرني يا سفيان اني حبيتك واخترت أكون معاك وأنت هربان ، ها بتعايرني عشان إيه كل ده عشان فكرت أني أقف جمبك ، أنا إلي استاهل اني كنت بشحت منك الحب وانت افتكرتني ضعيفه بس لا فوق يا سفيان لنفسك أنا السبب أنك لسه عايش لحد دلوقتي ٠٠

توقفت عن الحديث عندما انحني أمامها وانهال عليها بالضرب المبرح القاسي كان كالمغيب وهو يصفعها صفعه تلو الأخرى و كل صفعه أعنف من الأخري ،تساقطت الدماء من أنفها وشفتيها ، فاق هو لنفسه وابتعد عنها ووقف وهو يلهث بشده يتطلع إلى وجهها الذي أصبح أحمر بلون الدم وآثار صفعاته واضحه بطريقه مخيفه عليه وقطرات الدماء تتساقط منه وقد ارتفعت شهقاتها بطريقه جنونيه وهي تتنفض وتتأوه من الألم ٠٠٠

بصق عليها باشمئزاز وقرف ولم تهتز منه شعره على منظرها وكأنه أصبح شخص أخر غير سفيان العاشق لها فكل ما يشعر به هو النفور منها بل والندم أنه تزوج فتاه مثلها ، شعر في هذه اللحظه أنه تحول إلي شخص أخر والسبب هي وجرحها له ولكرامته !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف حمزه الي القسم بخطوات سريعه ثم توقف مكانه عندما سمع صوت فتاه تهتف بانفعال باكي:
_ما قولتك إسمها ياسمين, ياسمين فرحات

ظل حمزه واقف للحظات وضيق ما بين عينيه بشك عندما سمع الإسم ثم اقترب من منار الواقفه وتسأل بهدوء متناهي:
_ في إيه هنا ؟؟

التفتت منار له بوجهها الباكي ، في حين أدي العسكري التحيه العسكريه وقال بنبره رسميه :
_ الانسه بلغت عن خطف صاحبتها ، ومحمد باشا قالها هنعمل محضر بعد ٢٤ ساعه بس مش راضيه تمشي

نظر حمزه إلي منار قائلا بتساؤول :
_ معاكي صوره لصاحبتك؟؟

حركت منار رأسها أيجابا وفتحت حقيبتها وأخرجت منها صوره لياسمين ، واعطتها له مما جعل الشك لديه يصبح يقين أنها نفس الفتاه ياسمين ، قبض بيده على الصورة وتسأل باهتمام :
_ إيه إلي خلاكي تشكي أنه خطف ؟؟

جففت منار دموعها وهي تجيب موضحه:
_ أصل ياسمين كان في واحد بيتحرش بواحده وهي شافته وفضحته و ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ قومي حمزه هياخدك يرميكي لعمك

قال سفيان هذه الجمله بقسوه ، وهو يقف أمامها يحدقها بنظرات جامده وهي جالسه مكانها على الأرض متكوره على نفسها وقد توقفت عن البكاء وتجمدت الدموع على وجهها المتورم والأحمر والملتهب من أثر صفعاته ، رفعت بصرها ونظرت له بصمت ثم هتفت فجأه بقوه بصوتها المبحوح :
_ مش هتحرك من هنا ، هفضل معاك

جز سفيان على أسنانه بشده وصاح بعصبية جامحه :
_يا بجاحتك ،بعد ده كله ولسه ليكي عين تتكلمي ٠٠

عضت ألماسه على شفتيها النازفه قائله بصوت مكتوم :
_ قول الي تقولوا عمري ما هسيبك برضوا ، أنت جوزي دلوقتي ٠٠

_ أخرسي

نطق سفيان هذه الكلمه بشراسه ثم جثي على ركبتيه أمامها وامسك فكها بعنف ونظر لها قائلا بغل واحتقار قاسي :
_ هطلقك ، هطلقك ، عشان الزباله إلي زيك ميشرفنيش أنها تبقي مراتي ، أنا دلوقتي بكرهك قرفان منك ٠٠

_ وانا بحبك ومهما عملت هفضل جمبك غصب عنك ٠٠

قالت تلك الحديث بصراخ حاد وهي تنظر له بعيونها الحمراء كالجمر من البكاء ، نظر هو لها بنظرات قاسيه مليئه بالنفور وهو يترك فكها ، ثم قال لها بهمس كالفحيح :
_ يبقي ربنا يخدك ويخلصني منك ، بقيت بكرهك على قد ما حبيتك كل ذرة حب ليكي اتحولت لكره جوايا ليكي

رفعت كفيها المرتعشين وحاوطت وجهه ونظرت إلي عيونه قائله بثقه بصوتها المرتجف :
_ عمرك ما تقدر تكرهني ، كل الكلام ده مش من قلبك ، أنت بتحبني مهما عملت ومها غلطت ، قلبك مش ملكك قلبك بتاعي أنا ، أنا معملتش حاجه تستاهل كل القسوه دي ٠٠

أزاح كفيها بعنف من على وجهه وبصق علي وجهها وقال بقسوه حاده :
_ تبقي عبيطه ، تبقي عبيطه لو فاكره اني هسامحك ، كنت عايزيني استني أما اجيبك من على سرير ال *** ده ٠٠

قال الجمله الاخيره بعصبية جامحه ، صرخت بوجهه قائله بانفعال متشنج :
_ أنا مش زباله اوي كده ، عمري ما كنت هعمل كده و ٠٠

كور قبضته وضرب الحائط بجانبها بشراسه وقال بغضب أسود :
_كنتي في حضنه كان حاطط أيده ال *** على جسمك ، كنتي بتبتسمي ليه

قال الجمله الاخيره وهو يقف ليركلها بقدمه في معدتها مما جعلها تتأوه بشده وهي تضع يدها على بطنها، ثم رفعت وجهها المتألم وابتسمت له بضعف قائله بتصميم :
_ هتسامحني يا سفيان ، قلبك عمره ما هيكرهني ٠٠

رمقها بنظره ساخره قاسيه ثم تحرك وجلس على أحد المقاعد ووضع ساق فوق الأخري قائلا بتهكم لاذع :
_ إنتي بتوهمي نفسك ، متستنيش مني اي مشاعر غير القرف والاشمئزاز ، إنتي بقيتي زيك زي أي حاجه ملهاش لازمه ،حتي متستاهليش أني أوسخ أيدي بضربك

انتفضت هي واقفه كمن لدغها عقرب ثم تحركت بخطواتها المتعثره في الشقه كالمجنونه بشعرها المشعت وهي تتجول ببصرها هنا وهناك حتي وصلت إلي قطعه زجاج من المرآه التي قام سفيان بتحطيهم ، رفعت قطعت الزجاج ووضعتها على يدها قائله بجنون وهستريا :
_ طب لو بقيت بجد بتكرهني ، هموتلك نفسي يا سفيان

كانت نظراته جامده لا توحي بشيء وظل جالس بدون أي حركه ثم قال بنبره جليديه :
_ تبقي وفرتي عليا قتلك أهو حتي تخلصيني منك ومن تصرفاتك ال *****

نزل حديثه عليها كالساكين ، فنزلت يدها بقطعة الزجاج لتقع على الأرض وهي تحدق به ببهوت كمن فقدت القدره على الإحساس ، ثم جرت قدميها بصعوبه حتي وقفت أمامه ووقعت بركبتيها على الأرضية وانفجرت باكيه بعنف ومسكت قدميه بكفها قائله برجاء تتوسله من بين شهاقتها:
_ أنت بتكدب صح ، مش معقول كل الحب ده يروح في لحظه كده

رمقها بنظره ناريه من حجم النيران المشتعله بداخله وقال ببرود قاسي:
_ ايوه راح ، إنتي بقدراتك الخاصة قدرتي تحولي حبي ليكي لكره واحتقار زي زمان بس الفرق أني زمان كنت بحتقرك بس لكن دلوقتي بقيت بكرهك كمان ٠٠

خفضت بصرها بوجع ومراره وحديثه كالخناجر تخترق قلبها ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت مهره الي غرفتها لكي تنام ، فردت جسدها على الفراش وسحبت الغطاء على جسدها واغمضت جفونها ولكن تصلب جسدها في الفراش وهي تسمع صوت صهيب يقول بصوت مرتفع:
_ يا خارجه من باب الحمام وكل خد عليه خوخه ، خوخه ٠٠

فتحت جفونها ببطء لتتسع عيونها بصدمه وهي تراه يخرج من المرحاض الذي بالغرفه يلف حول خصره منشفه ويحمل أخري يجفف بها شعره ، أغمضت جفونها مره اخرى بعد أن أدركت الوضع وصرخت بخجل :
_ أنت بتعمل ايه في أوضتي ؟؟

أنتبه صهيب لحالتها حيث تغمض عيونها بشده وتضغط بكفيها على الغطاء ، ارتسمت ابتسامه عابثه على وجهه ، ليصرخ فجأة بصدمه مزيفه :
_ يا مصيبتي ، أنت إيه إلي جابك دلوقتي ، اخص عليكي يا مهره مش تعرفيني أنك هنا ، سايبني أخرج كده بالمنظر ده٠٠

فتحت مهره عين وجعلت الأخري مغلقه وهتفت باستنكار مفعم بالخجل :
_ أنت إيه إلي جابك أوضتي أصلا تستحمي في الحمام بتاعها ٠٠

صدحت ضحكات صهيب المرحه وهو يقول بعبث :
_ مزاجي كده

سحبت مهره الغطاء على وجهها وهي تقول بصوت متحشرج :
_ اطلع بره الأوضه يا صهيب

رفع صهيب أحد حاجبيه وتحرك وقفز بجانبها على الفراش وهو يقول بتسليه :
_ مش رايح يا مهره قبل ما احكيلك حدوته قبل النوم

قال تلك الجمله وهو يزيح الغطاء من على وجهها مما جعلها تصرخ وجفونها مغلقه :
_ اقسم بالله لو مخرجتش بره الاوضه دلوقتي حالا ، هصوت وهلم الجيران عليك

ضحك صهيب وهو يلاحظ احمرار وجنتيها من الخجل ، فمال عليها يقبل جبينها قائلا بين ضحكاته:
_ خلاص اهو ،بس أنا خارج عشان خايف على نفسي منك ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اغلق حمزه المكالمه مع صديق له وانطلق بالسيارة بعد أن علم المكان الذي من الممكن أن تكون به ياسمين ، فقرر الذهاب بمفرده بدون قوات!!! ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بينما عند سفيان أحمر وجهه من الغضب بعد أن تلقي إتصال من الشخص الذي كلفه حمزه بمراقبة ماهر يخبره أن الأخير ورجاله في طريقهم إليه !!

يتبع

error: