العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(8)

” في قسم الشرطة”
دلف” سفيان” الي الداخل وتفاجيء ” بألماسه” تبكي بهستريا شديده٠٠٠ أقترب منها متسأل بقلق واضح وهو يتفحصها بعيونه شاعر بنغزه في قلبه :
_ بتعيطي ليه ؟! ، حصلك حاجه؟! ،حد عملك حاجه؟!
قال جملته الاخيره وهو يرمق الظابط بنظرات شك

رفعت” ألماسه” بصرها وارتفعت شهاقتها أكثر وهي تقول متمتمه من بين بكائها :
_الحقني يا سفيان أنا خبطت صهيب بالعربيه ٠٠٠ وحالته خطيره !

ظهرت الدهشه على ملامح” سفيان” وهو يقول بتعجب شديد :
_ هو صهيب هو الشخص إلي انت خبطتيه؟!

هزت” ألماسه” رأسها ،ثم تحدثت بصوت متقطع من بين شاهقتها:
_ ايوه، هو ، أنا، عايزه ، اروح ليه المستشفى ٠٠ ارجوك يا سفيان ٠٠
قالت جملتها الاخيره برجاء شديد.

شعر ” سفيان” بالتشتت ما بين منظرها المثير للشفقه والعطف بدموعها المنهمره على وجهها الناعم الذي يجعله يود أن يقترب منها ويزيل دموعها هذه !! ، وما بين أفعالها المثيره للرغبه في قتلها بكل تأكيد فهي كارثه متحركه ٠٠٠ تنفس بصوت مسموع وهو يبتعد بنظره عنها متطلع إلي الظابط قائلا بجديه:
_ هي مش ممكن تخرج دلوقتي ؟!٠٠ اكيد خدت أقوالها

رد ” الظابط” بنبره متزنه:
_ مينفعش تخرج إلا أما نعرف حالة الشخص الي خبطته و ٠٠٠٠
لما يكمل جملته حتي قاطعه دلوف العسكري قائلاً بلهجه رسميه:
_ المستشفى اتصلوا وقالوا إن الشاب فاق ٠٠٠ وقال إن هو إلي غلطان مش هي ٠٠٠

بعد أن سمعت” ألماسه” هذا الكلام حتي رددت غير مصدقه :
_ بجد صهيب بقي كويس ،يعني حالته مش خطيره ، الحمدالله يارب

أشار الظابط إلي العسكري بالخروج ثم التفتت إلي ” ألماسه” و” سفيان” قائلا بتنهيده :
_ كده بعد إلي قاله الشاب تقدر تخرج و ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المستشفيات

سارت “مهره” في الممر الذي يوجد به غرفة ” صهيب” كان قلبها يدق بخوف وقلق وعيونها تلمع بالدموع الحبيسه التي تكتمها حتي لا يفضح أمر عشقها له ٠٠٠ اخيرا وصلت إلى الغرفة التي يوجد بها ٠٠

أغمضت عيونها وهي تضع يدها المرتجفه على مقبض الباب ثم فتحتهم مره اخرى ورسمت على وجهها قناع الهدوء المزيف ودلفت إلي داخل الغرفه ٠٠٠
وقع بصرها عليه وجدته يجلس على طرف الفراش وجه مليء بالكدمات تفحصته بعيون متلهفه تنبض بالقلق ٠٠٠٠٠٠

قطع تفحصها صوت ” صهيب” وهو يقول بأنهاك :
_ تعالى يا مهره

اقتربت” مهره” وهي تبتلع ريقها تحاول التحكم في مشاعرها ثم تحدثت متصنعه الأتزان:
_ أنت كويس؟!

رد ” صهيب”بعدم اكتراث:
_ الحمدالله شويه كدمات بس ، أغمي عليا من الحادثه بس ، ومفيش أي حاجه

تحدثت” مهره” باندفاع منفعله:
_ مين الغبي إلي خبطك ده؟!

رد ” صهيب” بشرود خافت :
_ ألماسه

” مهره” بغباء:
_ عايزه ألماسه؟!

هز” صهيب” رأسه بمعنى لا وتحدث موضح:
_ ألماسه هي الي خبطتني بعربيتها

هزت” مهره” رأسها تحاول الأستعياب وهي تتسأل بعدم فهم :
_ وانت شوفت ألماسه فين؟!

” صهيب” بأيجاز:
_صدفه

نظرات له ” مهره” بعدم اقتناع وصمتت٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“خارج قسم الشرطه ”

تسير” ألماسه” خلف ” سفيان” وهي تمسح دموعها ، توقف ” سفيان”عن السير والتفت لها وتعمد عدم النظر إلي وجهها وهو يقول متسأل بجمود :
_ هتروحي المستشفى ؟!

هزت “ألماسه” برأسها قائلا بصوت مبحوح:
_ ايوه هاخد تاكسي و اروح

رد ” سفيان” بحزم :
_ انا هوصلك ، يلا اركبي
قال آخر كلمه وهو يشير إلى السياره

” ألماسه” رافضه بخفوت:
_ لا انا هروح ٠٠٠٠٠٠

قاطعها” سفيان” هو يفتح لها باب السيارة الأمامي قائلا بنبره لا تقبل النقاش:
_ اركبي

نظرت له ” ألماسه” وجدته يرمقها نظرات جامده صارمه ، فركبت السياره بصمت فهي غير قادره على المجادله الآن ،فكل ما يهمها الآن هو الاطمئنان على” صهيب” ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠
تجلس ” ساره” تشعر بالملل أمسكت هاتفها وفتحت حسابها على الفيس بوك وبدأت تقلب فيه بعدم اكترات وفتحت الرسائل فوجدت رسائل من شخص لا تعرفه فتحت الرسائل وكانت الرسائل عباره عن :
( عايز اتكلم معاكي ضروري ، انا عارف حاجات عن جوزك٠٠٠ لو سمحتي ردي ٠٠٠)

عقدت ” ساره” حاجبها بتعجب وفكرت لدقائق ثم بدأت تكتب :
_ انت مين ؟!٠٠٠ وتعرف إيه عن جوزي ؟!

وجدته يكتب وبعد قليل وصل الرد :
_ أولا ازيك يا ساره ٠٠٠ أنا معرفش جوزك ولا حاجه بس هي دي الطريقه الي كانت هتخليكي تردي عليا ٠٠عايز اتعرف عليكي

شعرت ” ساره بالضيق والشك فكتبت :
_ أنت عرفت منين أني متجوزه ؟

_ مكتوب علي الصفحه بتاعتك

شعرت” ساره” بالغباء ورأت العلامه التي تشير إلي أنه يكتب فزفرت بحنق وأغلقت الهاتف وقذقته بجانبها بلامباله ٠٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في سيارة سفيان”

كان الصمت هو المسيطر علي الأجواء ٠٠٠ “سفيان” جامد الملامح يركز في الطريق ولكن بداخله فوضي من المشاعر الغير مفهومه وذهنه مشتت ٠٠
أما” ألماسه” فكانت تنظر للطريق بهدوء شارده !!!٠٠٠٠٠

بعد دقائق وصلت سياره ” سفيان” الي المستشفي التي يوجد بها ” صهيب “، ترجلت ” ألماسه” من السياره وترجل ” سفيان” هو الأخر

التفت له ” ألماسه” متسأله بتعجب:
_ إيه اللي نزلك ؟!

تنفس ” سفيان” وقال باقتضاب:

_ جاي معاكي

ردت ” ألماسه” بأرهاق :
_مفيش داعي تجي

لم يعيرها ” سفيان” اهتمام وتخطها متجه الى داخل المستشفى٠٠٠٠

هزت هي رأسها متعجبه من موقفه ثم سارت خلفه بقلة حيله ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠
في غرفة” صهيب” في المستشفى

تجلس ” مهره” على أحد المقاعد صامته لا تعرف ماذا تقول ، و” صهيب” ينظر إلى الفراغ بشرود ، وصل الى مسامعهم صوت طرقات على الباب انتبه ” صهيب” وهتف :
_ ادخل

انفتح الباب ودلف ” سفيان” وخلفه ” ألماسه” التي تخطت ” سفيان” مقتربه من ” صهيب ” الجالس على الفراش ورأت الكدمات البسيطه على وجه فزفرت براحه ، ثم هتفت باطمئنان:

_ الحمدالله، أنا افتكرت أن حالتك خطيره ، الحمدالله انك بخير ٠٠٠ أنا اسفه بجد يا صهيب مكنتش أقصد
قالت جملتها الاخيره بأسف شاعره بالذنب ٠٠

تنفس” صهيب” بعمق وهو يقول بفتور :
_ حصل خير

تحدث” سفيان” بهدوء:
_ حمدالله على سلامتك

هز ” صهيب” رأسه وهو ينظر إلي”سفيان”بعدم اكترات ٠٠٠٠ ثم التفت إلي”ألماسه” وابتسم ابتسامه طفيفه حزينه وهو يقول بتريث :
_ عشان احنا نعرف بعض من زمان ٠٠٠ النهارده عايز اعرض اهم عرض في حياتي قدامك

نظرت له ” ألماسه” بتوجس وريبه ٠٠ ورفع ” سفيان” حاجبه مترقب

أما ” مهره” فدق قلبها بخوف شديد ووعضت على شفتيها تمنع دموعها التي تحارب للنزول الآن وهي تظن أن ” صهيب” سوف يطلب الزواج من ” ألماسه” الأن فهبت واقفه سريعا وهي تقول بلهجه مختنقه متوتره :
_ أنا همشي أنا بقي

التفت ” صهيب” إلي ” مهره” قائلا بحزم:
_ استني يا مهره

أغمض ” صهيب” عيونه وهو يراجع نفسه في هذا القرار الذي اتخذه ثم بعد لحظات من التفكير تحدث بحسم :
_ أنا قررت اتجوز مهره !!!!

٠٠٠٠٠٠٠٠
_ أنا قررت أطلق ٠٠٠ ايوه هو ده الحل

قالت هذه الجمله بتشتت وهي تحدث رفيقتها على الهاتف

يتبع

error: