العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(26)

خرج ” سفيان” خلف ” حنان”من المطبخ وهو يهتف وهو يجز على أسنانه :
_ يا أمي استني بس، انتي عايزه دكتور صالح في إيه ؟!

توقفت “حنان” والتفت له وقالت ببساطه بصوت خافت :
_هقول لعمها الحقيقة وأنك عايز تتجوزها !!!

مسح ” سفيان ” على وجهه بشده ثم جذبها من يدها برفق وهو يقول بنفاذ صبر :
_ تعالى بس معايا نتكلم ٠٠

أدخلها أحد الغرف ودخل هو الآخر ثم أغلق الباب خلفه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت ” ألماسه” من المطبخ ولمحتهم وهم يدلفون إلي الغرفه ٠٠٠كان وجهها قد شحب وأصبحت نبضات قلبها سريعه، تحركت دون أن تشعر باتجاه الغرفه ووقفت أمام الباب وهي تشعر بأن أعصابها لم تعد تتحمل ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
عقدت ” حنان” ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها قائله :
_ عايز ايه ؟!

قال ” سفيان ” بتوجس مستنكر :
_ انتي الي عايزه إيه ؟! ، عايزه دكتور صالح هتقوليلوا إيه؟! ، وجواز ايه ده الي بتكلمي عنه؟! ٠٠

أجابت” حنان ” قائله ببساطه شديده:
_ أنا فهمت أن كل واحد فيكم بيحب التاني ، وهي هتجوز غيرك، يبقي ليه تسيبها تروح لغيرك وانت بتحبها !!، يبقي نكلم عمها ونتفاهم معاه انك تتجوزها ٠٠٠

زفر ” سفيان ” بشده ثم هتف وهو يضغط على الكلمات :
_ يا أمي أنا مش عايز اتجوزها ٠٠٠ بلاش الي في دماغك ده ، انتي لو قولتي لعمها حاجه زي كده هيفتكر أن ده سبب طلاقي أنا و زهره ٠٠

قالت ” حنان ” منفعله تنهره :
_ أنت بتفكر ازي ؟! ٠٠ يعني إيه مش عايز تتجوزها ، البنت هتجوز واحد تاني وانت بتحبها وهي كمان ، يبقي ليه العند ده يا بني ؟!

أشاح ببصره بعيد عنها ثم قال متعلثم:
_ مين قال اني بحبها ؟!

فتحت ” ألماسه ” الباب في هذه اللحظه وقالت بنبره جليديه :
_ و مين قال إني هسيب قاسم و اتجوزك ؟!

التفت ” سفيان” إليها وجدها تقف بملامح صلبه ولكن إذا دقق سوف يري يدها التي تترتجف ، أغمض عيونه بأسي ثم فتحها وحاول الحديث لكن لم تسعفه الكلمات ٠٠٠

رمقت” حنان” ” سفيان” بنظرات حاده ثم قالت بنبره حانقه:
_ هتجوزيه ازي ؟؟ ، انتوا الاتنين مالكم في ايه ؟! ، طب ابني وغبي ، أنت بقي يا ألماسه لازم ترفضي الجوازه مينفعش تجوزي واحد وأنتي بتحبي غيره ، لو مش عشانك عشان قاسم ده حرام تظلميه معاكي ٠٠

قالت ” ألماسه ” بنبره بارده :
_ وانا بقي مش هرفض الجواز عشان واحد عايزني اقعد من غير جواز من غير أسباب ٠٠٠

توقفت عن الحديث ثم القت نظره خاليه من أي تعبير على ” سفيان ” واكملت قائله بنبره حازمه:
_ عن اذنك يا طنط ، هطلع اجهز نفسي عشان قاسم جاي ٠٠

تحركت ” ألماسه ” مغادره الغرفه تحت نظرات ” سفيان ” المليئه بالمعاناه ٠٠٠٠

قالت ” حنان ” تعاتبه بحده :
_ مش حرام عليك العند بتاعك ده ، تعالي اخطبهالك احسن ما تندم يوم فرحها ، و زي ما قالت هي مينفعش تقعد من غير جواز ٠٠

قاطعها ” سفيان ” قائلا بحزم :
_ لو سمحتي يا أمي ، انسي الموضوع ده خالص
أنهي حديثه ثم تحرك مغادر الغرفه تاركا ” حنان “واقفه محتاره شاعره بالضيق من حديث ابنها الذي يتنافي مع ما يشعر به ويريده !!٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في اليوم التالي

خرجت ” ساره ” من غرفتها وهي تقول بنبره عاديه :
_ ماما أنا نازله بقي عشان اتأخرنا ٠٠٠

تسأل ” سفيان ” الذي كان يجلس على أحد المقاعد وبيده فنجان قهوه :
_ إنتي راحه فين كده على الصبح ؟

أجابت ” ساره ” بعدم اكتراث وهي تتجه ناحية باب الشقه :
_ خارجه مع ألماسه و زهره عشان نشتري شويه حاجات عشان ألماسه ٠٠٠

شرد ” سفيان ” وهو ينظر إلي الفراغ ٠٠٠ تأملته ” حنان ” بنظراتها الثقابه ، تنهدت وقالت :
_ رايحين يشتروا حاجات عشان بيحضروا لفرحها من دلوقتي ٠٠٠

انتبه ” سفيان ” لما قالته واكفهرت ملامحه وهو يقول بصدمه :
_ فرحها !!

لوت ” حنان ” فمها وقالت شارحه بنزق :
_ زهره قالتلي أنه جيه واتفق مع عمها علي كل حاجه امبارح ،ومعاد الفرح اتحدد ٠٠

انكمشت ملامح” سفيان ” بشده وتغير لون وجهه وردد بضعف غريب :
_ معاد الفرح !!

قالت ” حنان ” حانقه منه :
_ ايوه الفرح اول الشهر الجاي ٠٠ خليك قاعد كده تقولي مش عايز اتجوزها ، بص لنفسك وشوف وشك الي اتغير لما عرفت أنها خلاص هتجوز، ولا بص لنفسك لما سيرتها بتيجي ،خلي الأفكار الي في دماغك تنفعك يا سفيان ٠٠

انهت “حنان ” حديثها ثم نهضت وتحركت باتجاه غرفتها تاركه إياه يجلس في حاله مرزايه حاله من القهر ، الحزن ، قلة الحيله ٠٠ وضع رأسه بين كفيه بضعف ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يعني إيه يا مهره هتجوزي بجد ؟! ٠٠ مش كان اتفاقنا أن ده كلام بس ، إيه بقي الي بتقولي ده ؟!

قالت ” نوال ” هذه الجمله وهي تجلس أمام ” مهره ” في عيادة الاخيره ٠٠٠

قالت ” مهره ” بخفوت :
_ أنا فعلاً متقدملي شخص مناسب ، وبصراحة بقي أنا حاسه اني عايزه اوافق ٠٠

عقدت ” نوال ” حاجبيها بشده وقالت بعدم استعياب :
_ ازي يا بنتي ؟! ، إحنا كل الي عملنا ده عشان صهيب يحس بيكي و يتجوزك ، مهره يا حبيبتي اعقلي كده واصبري الي خلاكي تصبري كل ده وأنتي بتحبي مش عارفه تصبري شويه لحد ما حالته النفسية بعد موت أبوه تتحسن ويعرف يفكر كويس ويحس بقيمتك ٠٠٠

فقدت ” مهره ” اعصابها وهتفت قائله بنبره منفعله متألمه:
_هفضل لحد أمتي مستنيه صهيب ، وحتي لو البيه حن عليا واتجوزني هو عمره ما هيحبني ، هبقي عايشه معاه وهو بيفكر فيها ٠٠ هبقي دايما شاكه أنه بيكلمها ، وشاكه أنه بيفكر فيها ، لما يتبسم ليا هفتكره بيتخيلني هي عشان كده بيبتسم ٠٠ صعب أعيش مع واحد و أنا شاكه في كل تصرف وحركه منه ، أنا عارفه انك عايزه ابن اخوكي يبقي سعيد، بس سعادته مش معايا ، سعادته معاها هي ٠٠ اقولك يا طنط خديه و روحي ليها يمكن تقتنع بيه وتوافق عليه ٠٠٠

أنهت حديثها و قد تجمعت الدموع في عينيها ٠٠

شعرت ” نوال ” بحجم معاناتها لذا قالت مهدئه إياها :
_ خلاص يا بنتي أهدي ٠٠٠ براحتك يا حبيبتي ، بس عايزه اقولك على حاجه زي ما هو ابن اخويا وتهمني سعادته انتي كمان تهمني سعادتك زيه واكتر ٠٠ أنا من وقت ما عرفتك و ربنا يعلم أني بعتبرك زي بنتي ٠٠

نظرت لها ” مهره ” بدموع حبيسه في عينيها ٠٠٠ وصمتت مفكره فما سوف يحدث لها الفتره القادمه بعيدا عن ” صهيب” !!! ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ” ساره ” تتجول مع ” زهره ” و ” ألماسه” بين المحلات ٠٠٠ أخذت كلا من ” ساره ” يتحدثون في مرح ويتنقاشون في اختيار الأشياء ، بينما ” ألماسه ” كانت تسير معاهم بملامح متهجمه ولا تتحدث إلا بكلمات مقتضبه ٠٠٠

سمعت ” ساره ” صوت وصول رساله أخرجت هاتفها من حقيبتها وفتحته وقد توقفت عن السير وهي تقرأ محتوي الرساله ( ساره تعالى علي شقتنا عايز اتكلم معاكي ، و علي فكره لو مجتيش الرسايل الي كانت بينك وبين الشاب الي كلمتيه هتوصل لاخوكي و أمك وشوفي بقي هتبرري موقفك ازي )

شحب وجهها بشده وظلت واقفه كالتمثال لا تعرف ماذا تفعل ؟! ٠٠٠

انتبهت كلا من ” زهره ” و ” ألماسه ” أن ” ساره ” ليست بجانبهم ، التفتوا ووجدوها تقف جامده ٠٠٠

عقدت “زهره ” حاجيبها وتسألت مستغربه :
_ وقفتي ليه يا ساره ؟!

لم ترد ” ساره ” ولم تبدي اي رد فعل ٠٠

نظروا ” زهره ” و ” ألماسه ” الي بعضهم بتعجب ثم تحركوا باتجاها وهتفت ” ألماسه ” مستفهمه :
_ مالك يا ساره ؟!

نظرت لهم ” ساره ” بنظرات تائهه مشتته ، تأملتها “ألماسه ” بنظرات ثاقبه وشعرت أن هناك شيء مريب لذا هتفت متوجسه :
_ردي يا بنتي ، في إيه ؟!

نقلت “ساره ” نظراتها بين الهاتف الذي بيدها وما بين” ألماسه ” و ” زهره “، استجمعت نفسها ثم قالت بنبره مرتبكه :
_ بقولكم كملوا انتوا ، أنا لازم اروح أقابل واحده صاحبتي ٠٠٠

مطت ” زهره ” شفتيها وقالت متسأله :
_ مينفعش تشوفيها بعد ما نخلص ؟!

أجابت ” ساره ” بتوتر مبرره:
_ لا ما هو اصل ، أصل عندها مشكله ولازم اروحلها دلوقتي ٠٠٠

شعرت ” ألماسه ” أن ” ساره ” تكذب ، فكرت للحظات ثم قالت بابتسامه مصطنعه :
_ ماشي يا حبيبتي ، روحي لصاحبتك ٠٠

قالت” ساره “بنبره سريعه :
_اشوفكم في البيت

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج ” صهيب “من المستشفى وقد عزم على فعل شئ ما لذا أخرج هاتفه من جيب بنطاله و قام بإجراء عدة اتصالات ٠٠ ثم تحرك وركب أحد سيارات الأجره ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد سيارات الأجره

قالت ” زهره ” بعدم فهم :
_ أنا مش فاهمه ليه خلتينا نمشي وراها، دي راحه لصاحبتها ٠٠ إحنا بقي ركبنا تاكسي وبنراقبها ليه ؟!

نظرت ” ألماسه ” الي ” زهره ” وقالت شارحه :
_ أنا شاكه أن ساره مش راحه لصاحبتها زي ما قالت ٠٠ حاسه أن في حاجه غريبه ، كانت مرتبكه وهي بتكلم ٠٠

أدركت ” زهره ” ما تقصده ” ألماسه ” وهتفت ببلاهه :
_ تقصدي راحه تقابل واحد ؟!

قالت ” ألماسه ” باقتضاب :
_او راحه تقابل جوزها مثلا !!

عقدت ” زهره ” حاجبيها وظلت للحظات تستوعب ثم هتفت فجأه بقلق :
_ دي تبقي مصيبه لو راحه لجوزها ده ٠٠ ده ممكن يعملها حاجه ده مجنون !

رفعت ” ألماسه ” حاجبها وتسألت باهتمام متوجسه :
_ ليه بتقولي كده ؟؟ ٠٠ إنتي أصلا تعرفي جوزها ؟!

أجابت ” زهره ” شارحه بحنق :
_ الاستاذ جوزها ده تقريبا عمل صفحه على الفيس وكلمها منها على أساس أنه شاب تاني وهي اتكلمت معاه ، وبعدها جيه وعمل فضحيه وكان عايز يضربها و سكان العماره كلها اتلمت ٠٠ بس وقتها سفيان كان في المزرعه وماما حنان كانت عند سميره ، يعني محدش يعرف الموضوع ده غيري ٠٠٠

توقفت عن الحديث ثم قالت بنبره قلقه :
_ أنا خايفه يا ألماسه أحسن يعملها حاجه ده شكله مش طبيعي !!

شعرت ” ألماسه ” أيضا ببعض القلق ورددت بصوت خافت :
_ ربنا يستر ، إحنا كويس أن إحنا راحين وراها ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في مستشفى الزهره ”

دلف ” سفيان ” الي مكتب ” صالح ” وهو يقول بنبره جاده :
_ عايزني في ايه يا دكتور ؟!

أشار له ” صالح ” بالجلوس قائلا بنبره عاديه :
_ اقعد يا سفيان الأول ٠٠

جلس ” سفيان ” وقال بهدوء :
_ ايوه يا دكتور ، سامعك ٠٠

قال ” صالح ” بابتسامه واسعه :
_ أنت عارف اني بعتبرك زي ابني ، عشان كده عايزك تكون شاهد على كتب كتاب ألماسه ٠٠٠

توقف الزمن ” بسفيان” عند ما قاله ” صالح ” واهتزت حدقتيها وتقلصت تعابيره و ارتسم العذاب على ملامحه وقد شعر أنه يختنق بالفعل بل يموت ، هل سوف يشهد على زواجها ،هل سوف يسلمها بيده لرجل أخر ٠٠٠ وضع يده تلقائيا على عنقه لشعوره بالاختناق ٠٠
هتف ” صالح ” متسأل ببعض القلق :
_ مالك يا سفيان ؟! ، أنت تعبان ؟!

وقف ” سفيان ” وقال بنبره خرجت مختنقه :
_ أنا كويس ، مفيش حاجه ، عن اذنك يا دكتور ٠٠

أنهي حديثه وتحرك لكي يغادر الغرفه ولكن ” صالح ” استوقفه قائلا باهتمام :
_ مقولتليش يا سفيان ، موافق تشهد على جواز ألماسه ؟!

توقف ” سفيان ” وكور قبضته بعنف و عض على شفتيه بشده ثم تحدث وقد خرجت منه الكلمه بصعوبه شديده :
_ موافق !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقة كرم ”

قالت ” ساره ” بغضب مكبوت :
_ عايز ايه مني تاني ٠٠٠ مش خلاص قولت لسفيان انك هتطلقني ، عايز ايه تاني ؟!

رد ” كرم ” بود مزيف وهو يضع يده على كتفها:
_ تعالى بس اقعدي ، عشان نعرف نتكلم بهدوء يا حبيبتي

ازاحت ” ساره ” يده من على كتفها وقالت بنبره فظه :
_ حبك برص ، قال حبيبتي قال ، أنا لا عايزه أتكلم معاك ولا اشوفك أصلا ٠٠٠ولعلمك بقي أنا عرفت أنك أنت الي عملت الصفحه دي عشان تكلمني منها ٠٠٠

توقفت للحظات تراقب تعبيرات وجهه البارده ثم اردفت بعصبية مشمئزه منه :
_ أنت اكيد مش طبيعي ، هو في راجل يعمل الي عملته ده ٠٠ بتعمل صفحه وتكلم مراتك من عليها على أنك واحد تاني ٠٠

مط ” كرم ” شفتيه وقال ببرود متناهي :
_ كنت بختبر اخلاقك يا حبيبتي ٠٠ وسقطي في الاختبار ، لما رديتي عليا فهمت أن أي راجل هيكلمك هتردي عليه و مش بعيد تكوني كلمتي شباب كتير قبل كده وانا في السجن ٠٠

قاطعته ” ساره ” قائله بغضب هادر :
_ اخرس ، أنا طول السنين دي كلها استحملتك وعمري ما اشتكيت لأهلي منك ، حتي لما دخلت السجن فضلت مستنياك ورفضت أطلق منك وكنت مستحمله ٠٠والاخر تقولي كلمت شباب ، اتقي الله يا كرم ، صدقني نهايتك هتبقي وحشه لو متغيرتش ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خارج الشقه

كانت تقف كلا من ” ألماسه ” و ” زهره ” يستمعون الي صوت ” ساره” العالي وكان القلق مرتسم على ملامحهم ، همست ” ألماسه ” قائله:
_ لازم ندخل دلوقتي ، مينفعش نسيبها لوحدها معاه ٠٠

قالت ” زهره ” بخفوت :
_ طب ما نكلم سفيان أفضل ، هو يجي يتصرف ٠٠

زفرت ” ألماسه ” وقالت باستياء :
_ و نفضل نستني سفيان لحد ما يجي ، افرضي حصل حاجه ليها ٠٠ لازم ندخل ٠٠

حركت ” زهره ” رأسها ثم قالت بتردد :
_ ماشي ندخل يلا٠٠

طرقت ” ألماسه ” على الباب بقوه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في الداخل ”

عقد ” كرم ” حاجبيه وقال متعجب :
_ مين الي جاي دلوقتي ده ؟!!

أنهي جملته وهو يفتح باب الشقه وقد تفاجئ بوجود ” ألماسه ” و ” زهره ” ٠٠ ارتسمت ببطء ابتسامه على ثغره ثم قال بترحيب ماكر :
_ يا أهلا يا أهلا ٠٠يا أهلا بالغالين

قال أخر جمله وهو يغمز الي ” ألماسه “التي هتفت بحده :
_ فين ساره ؟!

عندما سمعت ” ساره ” صوتها ابتلعت ريقها بقلق واقتربت من باب الشقه ووقع بصرها عليهم فهتفت قائله بتعلثم :
_ إيه إلي جابكم هنا ؟!

قالت” زهره ” مندفعه تأمرها :
_ تعالى يا ساره ٠٠ انتي بتعملي إيه عندك ؟!

وقالت ” ألماسه ” هي الآخري متاجهله نظرات ” كرم ” لها :
_ ساره يلا ، خلينا نمشي من هنا٠٠٠

ابتعد ” كرم ” عن الباب وهتف بنبره بارده :
_ عايزين تدخلوا ادخلوا ، لكن ساره مش هتطلع من هنا ٠٠٠

انكمشت ملامح ” ساره ” التي هتفت مستنكره بحده :
_نعم !!٠٠٠ يعني إيه مش هطلع من هنا !! ، أنت اتجننت !!

قالت ” ألماسه ” بغضب وهي تدلف إلي الداخل :
_انت هتحبسها هنا ولا ايه ؟! ٠٠ أنت فاكر أن إحنا هنمشي أصلا من هنا غير أما نخدها معانا٠٠

قالت ” زهره هي الأخري بانفعال :
_ ساره هتجي معانا ودلوقتي ٠٠

مط ” كرم ” شفتيه وقال بنبره بسيطه مستفزه :
_ لو عايزين ساره خليكم معاها هنا أنا معنديش مشكله ، بس ساره مش هتتحرك من هنا ، هي مراتي و أنا حر فيها

قالت ” ساره ” بعصبية هادره :
_هطلع يا كرم ، وعايزه أشوف هتمنعني ازي ؟!

رمقها ” كرم ” نظره حاده وقال بقوه :
_همنعك بسهوله جدا ، ومحدش له عندي حاجه إنتي مراتي ٠٠٠

فقدت ” ألماسه ” اعصابها وأخرجت فيه كل احزانها وهي تقول بغضب شديد :
_ والله يا كرم لو ساره مخرجتش معانا دلوقتي ليكون فيها موتك ٠٠ بص أنا جايبه أخري ٠٠٠ لخص كده وسبيها تجي معانا بالذوق ٠٠

تأمل ” كرم ” وجهها الأحمر بفعل الغضب ثم قال بوقاحه :
_ أحبك وأنت متعصب، بتبقي قمر ٠٠

لم تشعر ” ألماسه ” بنفسها سوي وهي تصفعه صفعه قويه وتقول بعصبية هادره :
_ أنت إنسان وقح ، وزودتها أوي ولازم تقف عند حدك

ظل ” كرم ” صامت للحظات يستوعب ثم فجأه جذبها من يدها بعنف شديد و أخذها ودلف الي أحد الغرف ٠٠٠ تحت اعتراضها الشديد ومحاولاتها جذب يدها منه بالقوه ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في عيادة مهره”

دلف ” صهيب ” الي العياده ومعه المأذون و ” مراد” ووقف في منتصف العياده أمام جميع الموجودين :

_ يا جماعه النهارده كتب كتابي أنا ودكتوره مهره وعايزكم تشاروكنا فرحتنا بما أنها الدكتوره بتاعتكم ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان ” سفيان ” يقود سيارته وهو في حاله يرثى لها ٠٠٠ سمع صوت وصول رساله التقط الهاتف ، جحظت عيونه بشده وهو يقرأ محتوي الرساله التي كانت من ” زهره” ( سفيان الحقنا بسرعه إحنا في بيت كرم جوز ساره حصلت خناقه بين كرم وألماسه عشان مكنش راضي يخلي ساره تروح معانا ودلوقتي هو حابس ألماسه في أوضه ومش عارفين بيعمل فيها إيه جوه )

يتبع

error: