العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(29)

صاح ” صالح ” قائلا بغضب ناري :
_اهلا بالدكتور العاقل الرزين الي سمح لبتاعت الكباريهات تضحك عليه ٠٠

جذبه ” سفيان ” من قميصه بقسوه ورمقه بنظرات متوحشه وصاح بصوت مخيف :
_ أنا محترمك ومحترم سنك، بس كله الا ألماسه ، أيوه بحبها و مش هرحم اي حد يقربلها ٠٠

أنهي ” سفيان ” حديثه ثم تركه وكان ” صالح ” كالقنبله التي تستعد للانفجار وهو يرمي ” سفيان ” بنظرات حارقه ٠٠

لم يعيره ” سفيان ” أي انتباه حيث التفت إلي ” ألماسه ” التي كانت تقف تبكي وترتعش بذعر ٠٠ شعر بغص مؤلمه في قلبه و همس لها قائلا:
_ خلاص يا حبيبتي خلاص محدش هيقربلك طول ما انا موجود ٠٠٠

حركت ” ألماسه ” رأسها عدة مرات والعبرات تنساب منها بغزاره وقالت بنبره مرتعشه :
_ متسبنيش ٠٠

لمح ” صالح ” ” قاسم ” الذي خرج للتو من المصعد ثم فكر لثواني وصاح بغضب مكبوت:
_ اهو قاسم جيه اهو ، أنا بقي هكون طيب معاكي هديكي فرصه تختاري بينه وبين الدكتور المحترم ٠٠

انتبه ” سفيان ” إلي “قاسم” ورمقه إحدي نظراته الناريه ، بينما قالت ” ألماسه ” بنبره باكيه مرتعشه متلهفه :
_سفيان إنتي مش هتخذلني صح؟!، لو اخترتك مش هتخذلني صح ؟!

دق قلب ” سفيان ” بعنف وهو يحدق بها بحيره و عقله قد اشتغل يفكر في قرار نهائي لا راجعه فيه وعيونه ترسل لها رسائل عشق يعجز لسانه عن وصفها ، ولم تنتظر هي حديثه فيكفيها نظراته التي استطاعت فهمها بمنتهي السهوله ، مسحت دموعها ثم حدقت بعمها بقوه وثقه وقالت :
_ اختار سفيان يا ٠٠

لم تكمل جملتها حيث قبض ” قاسم ” علي ذراعها بقوه وهو يقول من بين أسنانه :
_ مش هسمحلك يا ألماسه تختاري غيري ٠٠

زمجر ” سفيان ” بحده متوحشه وأبعد يد ” قاسم “عنها بقسوه وبيده الأخري وجه له لكمه عنيفه وهو يصيح بعصبيه هادره :
_ إيدك دي صدقني هتتقطع لو اتمدت عليها تاني ، سامعني؟

صاح ” صالح” بنبره حاده متهكمه مفعمه بالغل :
_ أنت صدقت نفسك انت و هي ، ألماسه مش هتجوز حد غير قاسم، أنا عمري ما هديها حق الاختيار ٠٠

اشتعلت عيون ” ألماسه ” بغضب و كره لم تعرفه إلا الآن وتحدثت بقوه نابعه من وجود ” سفيان ” بجانبها :
_ أنا مش هستني منك يا عمي أنك تديني حق الاختيار ، أنا اخترت خلاص واظن أنك عمي بس مش أبويا عشان تتحكم في حياتي ٠٠

أكمل ” سفيان ” على حديثها وهو يوزع نظراته الحاده ما بين ” صالح ” ” وقاسم ” قائلا بحزم وتحدي معلن حبه لها و تمسكه بها :
_ أنا هتجوز ألماسه وعايزه اشوف هتمنعني ازي ؟!

_ ألماااااااااسه اصحي بقي ٠٠

فتحت ” ألماسه ” عيونها ببطء و قد فرت دمعه منها دون أن تشعر، نظرت حولها بتشتت وعدم استعياب وهي تري نفسها في غرفتها ، و ” زهره ” تجلس بجانبها على الفراش ، ابتلعت ريقها وازاحت خصله من شعرها كانت ملتصقه بجبينها ، نطقت بنبره متحشرجه من اثار النوم :
_ هو أنا كنت بحلم كل ده ٠٠

مطت ” زهره” شفتيها قائله :
_ ايوه ، و بتقولي سفيان وأنتي بتحلمي ، واضح أنك شوفتي خناقه قاسم مع سفيان ، ساره لسه معرفاني إلي حصل امبارح وقالت إن سفيان اتخانق مع قاسم وكان فيه واحد كمان واقف ٠٠

حدقت ” زهره ” ” ألماسه ” باهتمام وتسألت :
_ هو مين الي كان واقف ده ؟!

نظرت ” ألماسه ” الي الفراغ بشرود وقالت بذهن مشوش :
_ ده كان مراد ٠٠

نبض قلب “زهره” وهي تتسأل بتعلثم:
_ هو ، مراد مكنش روح لسه ؟!

تنهدت ” ألماسه ” بشده وحدقت “بزهره” قائله بصوت خافت :
_ كان قاعد معايا على السلم بيقولي عن رفض عمي على موضوع الجواز ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقه مهره”

قالت ” مهره ” بذهول متسأله :
_ليه يرفضك يعني ؟!

بينما هتف ” صهيب ” بتعجب :
_ هي مش زهره اطلقت ، يبقي ليه يرفض يجوزهالك ؟!

كور ” مراد ” قبضته وهتف بنبره محتقنه :
_عايزها ترجع لجوزها ٠٠٠

هتفت ” مهره” مستنكره بشده :
_ ترجع لجوزها ده ايه !! ، هي مش زهره بتحبك و بقالكم سنين بتحبوا بعض و الي فهمتوا منك أنها محبتش جوزها ،انا عايزه أفهم بقي أبوها ده ازي يرفضك؟ ، فيك إيه يترفض ؟!

ابتسم ” صهيب” نصف ابتسامه وقال برفق :
_ اهدي بس يا مهره أكيد ابوها له تفكير معين ٠٠
ردت ” مهره ” مندفعه بكلمات غير مقصوده:
_ الراجل ده سبق ورفض أنك تجوز ألماسه بس ده عشان أنت مدمن لكن أنا اخويا فيه إيه بقي غلط عشان يترفض ٠٠

سيطر الصمت على الأجواء عقب حديثها وقد انكمشت ملامح ” صهيب” ، بينما هتف ” مراد” بعدم فهم و دهشه :
_ صهيب كان عايز يتجوز ألماسه ازي ؟!

انتبهت ” مهره ” لما قالته وقد شعرت أنها تمادت من ملامح ” صهيب ” المكفهره ، ابتلعت ريقها بتوتر وقالت مغيره الموضوع بنبره مرتبكه :
_لا ، ده كان من زمان جدا

وزع ” مراد ” نظراته بينهم وقد شعر أن هناك شيء لا يعلمه من ملامح ” صهيب” ، بينما هب ” صهيب ” واقفا وقال بثبات :
_ أنا همشي بقي عشان عمتي مستنياني ٠٠

أنهي جملته ثم تحرك مغادرا الشقه تاركا ” مهره ” تزفر بضيق بينما ” مراد” يرميها بنظرات ثاقبه وقد قال بصرامه :
_ أنا عايز بقي افهم ايه حكاية صهيب حاسس أن في حاجه ليها علاقه بألماسه وأنتي عارفاها ، فياريت سيادتك تقولي إيه هي الحاجه دي ؟!

تنهدت ” مهره ” تنهيده عميقه مفعمه بالحزن ثم قالت بضيق :
_ حاضر يا مراد هحكيلك كل حاجه ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تحركت ” ألماسه ” مغادرا البنايه وهي تحمل هاتفها بيدها تعبث به اصتدمت باحدهم فتراجعت الي الخلف و رفعت بصرها تنظر إلي الشاب الذي اصتدمت به و هي تقول بحنق :
_ مش تفتح

القي الشاب عليها نظره ثم غض بصره قائلا باعتذار :
_ معلش يا مدام مش مركز ٠٠

رفعت ” ألماسه ” حاجبها وقالت بامتعاض :
_ أنا مش مدام يا كابتن أنا انسه ٠٠

ابتسم هو قائلا بلطف :
_ معلش يا انسه

قال جملته وهو يضغط على حروف كلمة ” انسه ”

_ ألماسه استني عايزينك ٠٠

كانت هذه جمله ” زهره ” التي تقدمت منها وخلفها ” ساره ” التي أخذت ترمي هذا الشاب بنظراتها ٠٠

التفت لهم ” ألماسه ” قائله باستفسار :
_ عايزين إيه ؟!

نظرت ” زهره ” الي ” ساره ” قائله بابتسامه :
_ أنا و ساره عايزين نيجي معاكي

_ إنتي أسمك ساره يا انسه ؟!

كانت هذه جملة الشاب ، مما جعل ” ألماسه ” توزع بصرها بينه و بين ” ساره ” وقالت ساخره :
_ إسمها مدام ساره يا كابتن وبعدين وانت مالك إسمها ساره ولا لا؟!

خفض الشاب بصره بأحراج وتحرك مغادرا بصمت وقد ظهر على ملامحه بعض الضيق ، مما دفع ” ساره ” لتهتف بعتاب :
_ أحرجتي يا ألماسه ٠٠

غمزت ” زهره ” الي ” ألماسه ” قائله بمرح مقلده” ساره” :
_ أحرجتي يا ألماسه ، أنا قلبي بيقولي أن في بداية إعجاب ٠٠

ابتسمت ” ألماسه ” قائله برزانه :
_و أنا بقي بقول تطلق من كرم ده و أنا هجوزها بنفسي لشخص يستاهلها ٠٠

أحمر وجه ” ساره ” بأحراج وهتفت قائله بحنق :
_ إيه الرخامه بتاعتكم دي ٠٠

انفتح باب المصعد و خرج منه ” سفيان ” بملامح جامده ، عندما لمحته ” ألماسه ” تذكرت الحلم فزفرت بشده ، انتبه لهم ” سفيان ” فتقدم تلقائيا باتجاههم وعيونه معلقه بها هي ، قال بتساؤول:
_ واقفين كده ليه ؟!

أشاحت ” ألماسه ” ببصرها بعيد عنه ، بينما هتفت ” زهره ” قائله ببساطه :
_ كنا عايزين نخرج مع ألماسه

ركز ” سفيان ” بصره على ” ألماسه ” وقال بنبره جامده متسأل :
_ راحه فين ؟!

نظرت ” ألماسه ” له وتحدتث قائله بفظاظه :
_ أنت مالك راحه فين !

نهرتها ” زهره ” وقالت:
_ ألماااسه

هتفت ” ساره ” بعفويه :
_ ايه يا ألماسه يا حبيبتي ده حتي سفيان لسه ضارب قاسم امبارح عشانك ٠٠

رن الصمت للحظات عقب جملة ” ساره “و أخذ كلا من ” سفيان ” و ” ألماسه ” يتبادلون النظرات حتي قطعت ” ألماسه ” الصمت هاتفه بنبره محتقنه :
_ ايوه صحيح أنت ازي تضرب خطيبي بالشكل ده؟ ،فرحنا يوم الجمعه وأنت بهدلتوا خالص ٠٠

رفع ” سفيان ” حاجبه وقال مستنكر بنبره حاده :
_ ده على اساس أنك مضربتيش خطيبك المصون بالقلم ٠٠

قالت ” ألماسه ” من بين أسنانها :
_ أنا حره مع خطيبي لكن أنت بصفتك إيه تمد ايدك عليه ؟!

فقد ” سفيان ” أعصابه وقال بعصبية هادره :
_ نعم ياختي إنتي ناسيه الكلام الي قالوا علينا ؟ ، مكنتيش عايزين أضربوا ازي يعني ؟!

مالت ” زهره ” علي ” ساره ” وهمست لها قائله بتعجب :
_ هو قاسم قال ايه ؟!

تذكرت ” ساره ” حديث ” قاسم ” عن وجود علاقه بين ” سفيان ” و ” ألماسه ” لذا همست الي ” زهره ” بنبره مرتبكه :
_ بعدين هبقي احكليك ٠٠

هتفت ” ألماسه ” بثقه شديده :
_ سفيان أنت كنت خارج أصلا و مقرر تضربوا من غير ما يتكلم ٠٠

اهتزت حدقتي ” سفيان ” بارتباك لكنه هتف بانفعال و نفي مزيف :
_ انا هبقي عايز أضربوا ليه ؟!

وضعت ” ألماسه ” هاتفها بجيب بنطالها وهي تهتف ببرود :
_ أنت عارف كويس أنت مقرر تضربوا ليه ؟!

أخذت “زهره ” و ” ساره ” يتبادلون النظرات في تعجب ٠٠بينما أكملت ” ألماسه ” حديثها قائله باستهزاء :
_ مقرر تضربوا مثلا بسبب أنه قدر ياخد منك حاجه انت كنت اضعف من أنك تاخدها ٠٠

تنهد ” سفيان ” بعمق و قال بنبره مليئه بحب دفين :
_ مش يمكن الحاجه دي غاليه اوي لدرجة أني خايف عليها من نفسي ٠٠

صفقت ” ألماسه ” بيدها قائله بسخريه لاذعه :
_ أنت مبتعرفش غير تقول كلام و بس ، ده أنت حتي يا أخي محاولتش تاخد الحاجه الي أنت بتقول عليها غاليه دي ٠٠

فهمت ” زهره ” مغزي كلامهم وقد شعرت بالصدمه للحظات والعجيب أنها لم تشعر بحزن أو ضيق بل ارتسمت الابتسامه تلقائيا على وجهها و هي تهمس الي “ساره ” بطيبه :
_ سفيان لايق اوي على ألماسه ٠٠

تأملت ” ساره ” تعبيرات وجه ” زهره ” بذهول وهتفت قائله بدهشه :
_ زهره إنتي طبيعيه ، سفيان كان جوزك !!

رفعت ” زهره ” كتفيها للأعلي وتأملت نظرات كلا من ” سفيان ” و ” ألماسه ” الي بعضهم ثم همست قائله :
_ اديكي قولتي كان جوزي ٠٠كان فعل ماضي يا سوسو يا حبيبتي

همست لها ” ساره ” بعدم استعياب لرد فعلها :
_ إنتي هبله !!

تحركت ” ألماسه ” مغادره البنايه وهي تقول باقتضاب :
_ هنبقي نخرج مع بعض بعدين يا بنات ٠٠

صاحت” زهره ” والإبتسامة تتراقص على ثغرها:
_ ألماسه خلي سفيان يوصلك ٠٠

توقفت ” ألماسه” عن السير والتفت تنظر الى” زهره ” باستغراب ، بينما هتف ” سفيان” ببرود :
_ أنا مش فاضي أوصل حد ٠٠

رمته ” ألماسه ” بنظره حاده وقالت بامتعاض :
_ أنت شايفني بتحايل عليك توصلني ده أنت بني ادم عجيب يا أخي ٠٠

أنهي حديثها ثم التفت تسير مغادره المكان تحت نظرات ” سفيان ” المليئة بالحزن المفعم بحب يحاول أن يخفيه !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست ” مهره ” في غرفتها تلوم نفسها على أنها أخبرت ” مراد ” بقصة ” صهيب ” مع ” ألماسه ” ٠٠ سمعت رنين هاتفها فالتقطت الهاتف من على الطاوله و توترت عندما وجدت ” صهيب ” هو المتصل ، فتحت الخط وظلت صامته ،سمعت صوت تنفسه وبعدها تحدث بتنهيده :
_ مش هتعتذري ؟!

رفعت هي أحد حاجبيها وقالت مستنكره :
_ أعتذر علي ايه إن شاء الله

قال ” صهيب ” ببساطه :
_ تعتذري على كلامك

قالت ” مهره ” بنزق :
_ أنا مقولتش حاجه أعتذر عليها

وصلها صوت ضحكته ثم تحدث قائلا :
_ مهره جهزي نفسك فرحنا يوم الجمعه ٠٠

هتفت ” مهره ” غير مستوعبه :
_ صهيب أنت مجنون ؟! ، فرح ايه ده الي يوم الجمعه ؟!

رد ” صهيب ” بجديه مصطنعه :
_ إنتي اول مره تعرفي أني مجنون ، أيوه فرحنا يوم الجمعه ، اه يا مهره صحيح بقولك أنا عايزك تعمليلي محشي ورق عنب يوم الفرح

عقدت ” مهره ” حاجبيها متسأله بدهشه :
_ نعم ، ورق عنب ازي يعني ؟!

قال ” صهيب ” بتفكير مزيف :
_ ورق عنب بس مش هينفع ، أقولك اعملي جمبه حمام وفراخ و بط وياريت لو ملوخيه عشان بحبها٠٠

فتحت عيونها على وسعها بدهشه ثم قالت ساخره:
_ حد قالك انك متجوز طباخه ؟!

أجاب “صهيب ” قائلا ببراءه مصطنعه :
_ طبعا يا مهرتي إنتي طباخه ممتازه ، ها قوليلي بقي هتعملي جمب الأكل حلويات ايه ؟!

استغفرت ” مهره ” بصوت مسموع وقالت من بين أسنانها بغيظ:
_ تحب تاكل حلويات إيه ؟!

هتف ” صهيب ” قائلا بتذكر :
_ استني قبل الحلويات نسيت حاجه ، عايز كفته مشويه ٠٠

امتعضت ملامح ” مهره ” وقالت بغيظ شديد :
_ اقفل يا صهيب اقفل الله يسامحك ٠٠

أغلقت” مهره ” الهاتف وهي تردد بحنق :
_ ده بدل ما يقولي كلام رومانسي بيكلمني في الأكل ، يارب تصبرني على صهيب ياارب ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء
“في شقه دكتور صالح”

خرجت ” ألماسه ” هي و ” زهره ” من الغرفه ووجدوا ” صالح “جالس مع ” قاسم ” يحتسي الشاي ٠٠٠حدقت به “ألماسه ” بنفور لكنها رسمت علي ثغرها ابتسامه صفرا وقالت من بين أسنانها:
_ ازيك يا قاسم ؟

رسم ” قاسم ” ابتسامه على وجهه الذي كان مشوه من أثار اللكمات التي تلقاها بالأمس ، و تحدث قائلا بنبره جاده :
_ ألماسه أنا خدت إذن عمك عشان نخرج النهارده ٠٠

ألقت ” ألماسه ” نظره على عمها ثم عادت تنظر إلى “قاسم ” وقالت بجمود :
_ ماشي نخرج عادي ٠٠

رفع “قاسم ” أحد حاجبيه وقال مستغرب :
_ غريبه وافقتي بسهوله ٠٠

حركت “ألماسه ” كتفيها للأعلي قائله ببساطه:
_ أنت مش خطيبي يبقي لازم أخرج معاك ٠٠

ابتسم ” قاسم ” قائلا بحماس :
_ طب يلا غيري هدومك عشان هنقضي اليوم بره ٠٠

تحركت ” ألماسه ” متجهه إلي غرفتها وهي تهتف قائله:
_ دقايق وأكون جاهزه

شرد ” صالح” في تغير ” ألماسه ” المفاجئ مع ” قاسم ” ،اما ” زهره ” فرمقت ” قاسم ” بنظرات حانقه وقالت بتحذير:
_ خلي بالك من ألماسه

حرك ” قاسم ” رأسه بلا معنى وهو شارد فما هو مقرر فعله اليوم معها !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كانت ” ألماسه ” تجلس مع “قاسم ” في أحد المطاعم ، ابتسم ” قاسم ” وانتقل من مقعده ليجلس على المقعد الذي بجانبها مما جعلها ترفع حاجبها متسأله بتعجب :
_ غيرت مكانك ليه ؟

رفع ” قاسم ” هاتفه قائلا بود :
_ هنتصور مع بعض ابتسمي ٠٠

رسمت ” ألماسه ” ابتسامه ممتعضه على ثغرها وأخذ هو يتلقط لهم العديد من الصور مما جعلها تقول بضجر :
_ كفايه تصوير بقي٠٠

انتبه ” قاسم ” لنفسه والتقط أخر صور ثم وضع الهاتف على الطاوله ونظر لها قائله بابتسامه عذبه :
_ أنا عاملك مفاجئه النهارده ٠٠

زفرت ” ألماسه ” قائلا ببرود :
_ مبحبش المفاجأت

ظل ” قاسم ” محافظ على ابتسامته وهو يهتف مره اخرى قائله بثقه :
_ بس أنا متأكد أنك هتحبي المفاجئه دي ٠٠

أنهي جملته ثم التقط هاتفه وقال بنبره عاديه :
_ هبعتلك الصور على الواتس ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور بعض الوقت

كانت تجلس” ألماسه ” بجانب ” قاسم ” في سيارته وهي تعبث بهاتفها بملل وقد خطر ببالها شئ وهي تري صورها مع ” قاسم ” لكي تضايق ” سفيان” ٠٠٠ فتحت صفحتها على الفيسبوك ووضعت صوره لها مع ” قاسم” وكتبت ” الحمدالله وأخيراً بقينا مع بعض ”

لحظات ووجدت تعليق من ” كرم” وقد جحظت عيونها بشده وهي تري محتوي التعليق الذي كان عباره عن صوره لها وهي تتعاطي المخدرات ويجلس بجانبها ” صهيب” يتعاطي المخدرات هو الأخر ، أسرعت بمسح التعليق وصدرها يعلو ويهبط ، وجدت رساله من ” كرم ” مكتوب فيها :
_ ايه رايك في الصوره؟

نقلت بصرها بخوف إلي ” قاسم ” الذي كان مركز في القياده ثم عادت تنظر إلي رساله ” كرم ” وكتبت بسرعه :
_ كرم خلينا نتفاهم بلاش تنزل حاجه على النت أنت كده هتفضحني ومش هتكسب حاجه من كده ، قولي أنت عايز إيه قول أي مبلغ

_طب أنا عايز ٢٠٠ الف جنيه و تجبيهم و تيجي بيتي يا كده يا الصور هتبقى كلها على النت

ابتلعت ” ألماسه ” ريقها وكتبت:
_ عايزهم أمتي ؟!

_ يوم الخميس الجاي

وجدت ” ألماسه ” من يسحب منها الهاتف ويلقيه من نافذة السيارة فجحظت عيونها بشده وهي تصيح بحده هادره :
_ ايه إلي أنت عملتوا ده ؟، ازي ترمي تلفوني يا مجنون أنت ؟، أنت عبيط يا بني ادم انت؟!

رمها ” قاسم ” بنظره جامده ثم قال بمنتهي البرود :
_ مش عايز حاجه تضيع علينا جمال اليوم يا حبيبتي ، هبقي اشتريلك تلفون أحسن منه ٠٠

عقدت ” ألماسه ” حاجبيها بشده وزمجرت بغضب قائله :
_ وقف العرببه يا غبي ، وقفها بقولك أنا مش راحه معاك في مكان يا مريض

لم يعيرها ” قاسم ” انتبه و زود من سرعة السيارة وهو يقول بلامباله مستفزه :
_لما نوصل يا حبيبتي هتنبسطي اوي ٠٠

اشتعلت عيون ” ألماسه ” بنيران من الغضب وحاولت بكل قوتها فتح باب السيارة ولكنها لم تستطع مما جعلها تخبط بيدها بقوه على الباب وهي تصرخ بشرسه :
_ بقولك عايزه انززل ٠٠

بعد ساعه ونصف كان ” قاسم ” يصف سيارته في مدينة الإسكندرية أمام أحد الشواطئ ٠٠القي نظره عابره على ” ألماسه ” الصامته صمت مريب !!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقة أهل سفيان”

كانت “زهره ” تجلس مع ” ساره ” يتحدثون و ” حنان ” جالسه معهم , دلف ” سفيان ” إلي الشقه وعندما لمح ” زهره ” تلقائيا تجولت عيونه في المكان يبحث عنها معتقد أنها موجوده ولكن لم يجدها فزفر بشده و تقدم وجلس على أحد المقعد ، هتفت ” زهره ” قائله بابتسامة عريضة:
_ ألماسه خرجت مع خطيبها

اظلمت عيون ” سفيان ” وقد هب واقفا على الفور وهو يقول بنبره مليئه بالغيره الناريه :
_ أزي تخرج معاه لوحدهم ؟!

كتمت ” ساره ” ضحكتها ، في حين رمته ” حنان ” بنظرات هادئه وقالت ببساطه :
_ مش خطيبها يا بني ، عادي يخرجوا مع بعض ٠٠

نقل ” سفيان ” نظراته المشتعله بينهم وتحرك مغادرا الشقه تحت انظارهم ، انفجرت ” ساره ” ضاحكه وهي تقول :
_ والله إنتي هبله يا زهره ، أول مره اشوف واحده عايزه طليقها يقرب من بنت عمها٠٠

ضحكت ” زهره ” هي الأخري قائله:
_ عادي يا بنتي ، وبعدين الي هيعرف يعدل ألماسه هو اخوكي ٠٠

قالت ” ساره ” بتهكم :
_ أنت ناسيه قاسم ده الفرح يوم الجمعه

قالت ” زهره ” بأصرار شديد :
_ الجوازه دي لازم تتلغي ، وخصوصاً بعد ما عرفت واتاكدت من كلام ماما حنان أنهم بيحبوا بعض ٠٠

قالت ” حنان ” بهدوء شديد :
_ بالعكس الجوازه دي لازم تتم ابني مش هيغير تفكيروا، يبقي ألماسه لازم تتجوز وتعيش حياتها

قالت “زهره ” بحماس :
_ بس جايز أما سفيان يعرف أني عرفت ومش فارق معايا ده يغير تفكيروا ٠٠

لوت ” حنان ” فمها قائله بسخريه :
_ المشكله مش فيكي يا زهره ، المشكله في تفكير سفيان بيقول أنه مش عايز يظلمها معاه عشان فرق السن ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلس ” سفيان ” أمام البنايه على أحد المقاعد ينتظرها وعيون كانت مشتعله بغيره شديده وهو يتخيل منظرهم مع بعض ، أخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم أخذ يعبث فيه حتي وقعت عيونه على ما جعله يشتعل بالغضب والغيره أكثر هو صوره ” ألماسه” مع ” قاسم ” ، قبض على الهاتف بعنف شديد وكاد يختنق من فرط الغيره الناريه المشتعله بداخله ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في اليخت الخاص بقاسم”

صرخت ” ألماسه ” تتراجع إلى الخلف و ” قاسم ” يتقدم منها وهو يهتف بغل :
_ أنا هدفعك تمن أنك مديتي إيدك عليا ٠٠

صرخت ” ألماسه ” قائله بشرسه و عنف:
_ هتعمل ايه يعني ؟!

جذبها ” قاسم ” من يدها بوحشيه وابتلع ريقه وهو يتأمل وجهها الأحمر بفعل الغضب ثم قال بنبره جنونيه :
_ هاخد الي عايزه منك من غير جواز ، هحرق قلب الدكتور إلي ضربني عشانك ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في تمام الساعة الثالثه فجرا

كان ” سفيان ” يدور أمام البنايه وكاد أن يفقد عقله بالفعل من تأخرها هذا ، وعندما حاول الأتصال بها وجد هاتفها مغلق ، و قد انقبض قلبه بشده ، وعندما صعد إلى” صالح ” ليخبروا بتأخر ” ألماسه” أجاب الأخر بلامباله أنها مع خطيبها وهو أخبروا أنهم سوف يتأخرون ، شعر بالغضب الشديد من ” صالح ” ٠٠٠ و تجول في الشوارع ليبحث عنها و لكن بلا فائده٠٠ زمجر بحده وأخذ يجذب شعره بعنف ، هناك ألم كبير في قلبه الذي يخبروا أنها ليست بخير ٠٠٠

تصلب جسده بالكامل وهو يراها تركض باتجاهه بملابس ممزقه ودموعها تتساقط بغزاره على وجنتيها وقفت أمامه تبكي بكاء يمزق القلوب وقالت من بين شاهتقها :
_ قاسم اغتصبني يا سفيان !!

يتبع

error: