العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(33)

ابتلع ريقه بصعوبه وقال :
_ ألماسه قومي يلا ٠٠

قالت “ألماسه ” برجاء :
_ خلينا شويه ٠٠

كاد ” سفيان ” أن يرد عليها ولكن تجمدت ملامحه وهو يري ” زهره ” تدلف إلي المكان مع شخص يبدوا مؤلوف بالنسبه له ٠٠لاحظت ” ألماسه ” نظراته فحركت رأسها لتنظر الي ما ينظر له فعقدت حاجبيها باستغراب وهي تردد :
_ زهره و مراد !!

نقل ” سفيان ” بصره لها ليسألها :
_ مين مراد ده ؟!

أجابت ” ألماسه ” باختصار :
_ معرفه قديمه

أنهت جملتها لتقف وتهتف بصوت عالي:
_ مراد زهره تعالوا ٠٠

قالت هذه الجمله وهي تشير لهم بيدها ٠٠ عندما سمعت ” زهره ” صوتها حتي نقلت بصرها بلهفه في المكان وعندما لمحتها حتي ابتسمت بفرحه وهي تهتف بعدم تصديق:
_ ألمااااسه

ارتسمت ابتسامه على ثغر ” مراد ” عندما وقع بصره على” ألماسه ” وقال بخفوت :
_ شوفتي يا ستي أهي كويسه أهي ٠٠

اقتربت ” زهره ” مسرعه باتجاها وقد لمحت ” سفيان ” وصاحت منفعله :
_ ألماسه إنتي فين من امبارح أنا كنت هموت من القلق عليكي ٠٠هي معاك يا سفيان مش تتصل تطمنا؟!

قالت أخر جمله وهي تنظر إلى ” سفيان “الذي قال بنبره جامده :
_ هو كان حد قلق عليها امبارح عشان أعرفكم أن هي معايا

أدركت ” زهره ” مقصده فقالت بانفعال طفيف :
_ لو تقصد بابا يا سفيان أنا مليش علاقه أنت عارف أنا بحب ألماسه قد إيه ازي متعرفنيش أنها معاك وأنك لاقيتها ٠٠

القي ” سفيان ” نظره على ” مراد ” الذي يقف خلفها ثم هتف بنبره مقتضبه :
_ ألماسه تبقي تحكيلك كل حاجه يا زهره ٠٠

تحركت ” ألماسه ” وارتمت في أحضان ” زهره ” هاتفه بأنهاك :
_ اه يا زهره لو تعرفي الي حصلي؟!

ضمتها ” زهره ” لها قائله بقلق:
_ حصل إيه يا حبيبتي ؟!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ظل ” صالح ” يدور في المنزل وهو يقبض على الهاتف بشده وأخذ يردد بغيظ من بين أسنانه :
_ بقي كده يا استاذ سفيان عايز تتجوزها ، أكيد طلق بنتي عشانها

جلس على المقعد وهو ينظر إلي الفراغ بعيون تلمع بشرارات مشتعله من الغضب وقد بدأ عقله في العمل لإنقاذ الموقف !!!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج ” حمزه ” من القسم بملامح متجهمه ركب سيارته وبدأ يقودها بسرعه متوسطه لمح تجمع لبعض السيدات يبدو أن هناك مشكله فأوقف السياره وترجل منها ليتحرك باتجاهم وقد سمع البعض منهم وهم يتبادلون الألفاظ البذيئه وقد كان هناك أمرأه بدينه تجلس فوق فتاه ما وتقوم بضربها بعنف وهي تصيح بعصبيه بصوت خشن يشبه صوت الرجال :
_ أنا مش قولتلك يا بت أنتي تقعدي ساكته ، قولت ولا مقولتش ، ردي يا بت

صاح ” حمزه ” بصوت جهوري قائلا :
_ في أيه يا وليه منك ليها ، إيه إلي بيحصل هنا ده؟!

رمقته أحدي السيدات نظرات غير مباليه ولوت فمها قائله بفظاظه :
_ ملكش دعوه يا أخ أنت

تحرك ” حمزه ” سريعا لكي يجذب المرأه من فوق الفتاه لكن وجد أمرأه أخري تجذبه من ذراعه هاتفه بنبره فظه :
_ ما قولنا ملكش دعوه وامشي عشان متتعورش ٠٠

أنهت جملتها وهي ترفع سكين بوجه فأخذ ” حمزه ” ينقل بصره بينها وبين السكين ، أزاح يدها من على ذراعه بعنف وكاد أن يتحدث ولكن وصل إلي مسامعه صوت فتاه تصيح بانفعال شديد :
_ شررررروق سبيها يا ست إنتي ٠٠٠

التفت إلي مصدر الصوت وجد فتاه ما تركض باتجاهم وجدها تقذف أغراضها وتقفز فوق هذه المرأه البدينه وتضربها بكلتا يديها على جسدها بقوه لتتجمع باقي النساء حولها لكي يبعدوها عن هذه المرأه ولكن ” حمزه ” قد صاح بصوت حاد عالي:
_ اتلمي منك ليها هلمكم كلكم واخدكم علي القسم ٠٠

أخذوا النساء يتبادولن النظرات بين بعضهم في خوف وقد سألت أحدهم بتلعثم:
_ هو ، أنت ظابط ؟!

حرك ” حمزه ” رأسه قائلا بجمود :
_ ايوه ياختي

قال جملته هذه ثم نظر إلي هذه الفتاه المستمره في ضرب المرأه بمنتهي الشرسه ، وقد تراجعت المدعوه ” شروق ” الي الخلف لتعدل من حجابها لتخفي شعرها الذي ظهر بسبب ضرب هذه المرأه لها وقد هتفت بنبره مرتجفه :
_ ياسمين سبيها خلاص٠٠

لم تبالي هذه ” ياسمين واخدت تضرب هذه المرأه بعنف أكبر وهي تصيح بحده :
_ إنتي مالك ومالها يا عقربه ، ها مالك ومالها ؟

اقترب ” حمزه ” من ” ياسمين ” ليجذبها من ذراعها وهو يهتف بصوت قوي فظ :
_ أبعدي عنها بقي يا بت أنتي ٠٠

توقفت ” ياسمين ” عن ضرب المرأه والتفت بملامح غاضبه لتنظر إلي ” حمزه ” هاتفه من بين أسنانها :
_ مين دي الي بت يا جدع أنت؟

قالت هذه الجمله لتقف علي قدميها وترفع رأسها لتنظر له لفرق الطول بينهم وقد ابتلعت ريقها بتوتر ٠٠٠ بينما هو رمقها نظره لا تعبر عن شئ ثم قال ببرود :
_ إنتي البت!!

قالت ” ياسمين مندفعه بكلمات غاضبه :
_ أتبت حيلك يا بعيد أنت كمان !

حرك ” حمزه ” رأسه وقد برزت عروق عنقه بشده وأحمر وجهه لكنه قال بجمود متناهي :
_طب يا حلوه ، إنتي هتشرفينا إنتي والحريم دي في القسم النهارده ٠٠

اهتزت حدقتيها بتوتر وأشارت له بيدها هاتفه ببلاهه وهي تبتلع ريقها :
_انت شغال ايه؟!

إجابتها أحدي النساء قائله :
_ ظابط يا أموره

أحمر وجه ” ياسمين ” بشده وكادت أن تبكي لكنها تصنعت الثبات وهي تقول :
_ أنا كنت بدافع عن صاحبتي ، الستات دول هم الي غلطانين ٠٠

مط ” حمزه ” شفتيه وتجاهلها وأخرج هاتفه من جيب معطفه ثم وزع بصره بينهم جميعاً ليقول بصوته القوي يأمرهم :
_ محدش فيكم يتحرك من مكانه ٠٠هتصل بيهم يبعتوا بوكس يجي يلمكم

أنهي جملته ثم ابتعد عنهم قليلا ليتحدث في الهاتف ٠٠

لطمت ” ياسمين ” علي وجهها وهي تقول بخوف :
_ على أخر الزمن هتدخلي قسم يا بنت فرحات ، عجبك كده يا ست شروق ٠٠

قال جملتها الاخيره وهي تنظر إلي ” شروق” بحنق شديد ، بينما وقفت هذه المرأه البدينه وقالت بصوتها الخشن متوعده إياها :
_ هنربيكي هناك بقي بتضربيني انا ٠٠

رمقتها ” ياسمين ” نظره محتقنه هاتفه بنبره شرسه تحذرها:
_ اتعدلي يا حجه إنتي بدل ما اديكي قلمين يعدلوكي ، وانا كده كده راحه القسم فمش هتفرق ٠٠

توقفت ” ياسمين ” عن الحديث لتنظر الي ” حمزه ” المنشغل في الحديث في الهاتف فتحركت لتلمم اشياء التي على الأرض بسرعه ثم ذهبت باتجاه ” شروق ” لتجذبها من يدها قائله بنبره سريعه :
_ بتعرفي تجري ؟!

لم تعطيها فرصه للرد حيث أمسكت يدها وبدأت تركض بأقصى سرعه لديها وهي تسحبها خلفها ٠٠

أغلق ” حمزه ” الهاتف ٠٠ونظر باتجاه ” ياسمين ” و ” شروق ” الذين يركضون مبتعدين ولوي فمه ثم اقترب من النساء والتي هتفت أحدهم بغيظ :
_ دول هربوا يا باشا ، تحب نجيبهم ليك ٠٠

وضع ” حمزه ” يده في جيب بنطاله وقال بهدوء متناهي:
_ ما أنا عارف انهم هيهربوا وسبتهم بمزاجي ٠٠

صاحت أمرأه أخري معترضه:
_ بس كده مش عدل يا باشا ٠٠

قال ” حمزه ” بصوت عالي حاد :
_ إنتي مش هتعلميني يا وليه إنتي العدل ، مش عايز أسمع نفس واحده فيكم لحد ما البوكس يجي ، و لو واحده بس فيكم فكرت تهرب ، هجيبها وألبسها قضيه متخرجش منها أبدا٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في سيارة سفيان

كانت كلا من ” زهره “و ألماسه ” يجلسون في الخلف يتبادلون الأحاديث ويبدوا على ” زهره ” الحزن والصدمه بعد أن اخبرتها الأخري بما فعله ” قاسم ” ٠٠

بينما ” سفيان ” يقود السياره وهو يفكر في ” مراد ” وعلاقته بكلا من ” زهره ” و ” ألماسه ” فهو تذكر عندما كان يجلس مع ” ألماسه” علي السلم لذا أخذ الفتيات مغادرين المطعم تاركين ” مراد ” بمفرده ٠٠

ترجم ” سفيان ” أفكاره علي هيئة سؤال قائلا :
_ مين مراد ده برضوا ؟!

نظرت كلا من ” زهره ” و ” ألماسه ” الي بعضهم بتوتر فهتفت الأخيره قائله بوضوح :
_ مراد ده كان بيحب زهره زمان ٠٠

اغمضت ” زهره ” عيونها ومالت علي ” ألماسه ” هاتفه بحنق :
_ يخربيتك إيه الصراحه دي ، فضحتني ٠٠

قالت ” ألماسه ” بعدم اكتراث :
_ ما هو كان لازم يعرف يا زهره ٠٠

بينما هو كانت الدهشه ظاهره على ملامحه بشده والغريب أنه شعر براحه بدل أن يشعر بالضيق راحه من أجل أن هذا الشخص ليس له علاقه” بألماسه “٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت ” مهره ” الي شقتها مسرعه وكادت أن تغلق الباب في وجه ” صهيب ” لكنه وضع قدمه ودلف الي الداخل مغلق الباب خلفه فقالت هي بتوتر شديد :
_ صهيب لو سمحت أمشي ، عشان كده غلط ٠٠

ارتسمت ابتسامه على ثغره وقال بخبث :
_ إيه يا مهرتي الي غلط ؟!

أحمر وجهها بشده وأشاحت ببصرها بعيد عنه وتنحنحت هاتفه بتلعثم :
_ الي أنت ، عملتوا ٠٠

تصنع ” صهيب ” الغباء وتسأل بعدم فهم مزيف :
_ عملت إيه ؟! وبعدين٠٠٠

توقف عن الحديث عندما سمع رنين هاتفه ، أخرجه من جيب بنطاله ليرد وعيونه المبتسمه معلقه بها :
_ الو ، ايوه ، مشكله ايه ؟! ٠٠ حصل أمتي ده ؟ ٠٠ طب ماشي أنا جاي أهو ٠٠

أنهي حديثه ليغلق الهاتف ، فهتفت هي باهتمام :
_ مشكله إيه ؟!

أجاب هو بلامباله :
_ في مشكله في الشغل لازم أروح أشوف في إيه !!

حركت هي رأسها متفهمه ، ليهتف هو قائلا :
_ ممكن ادخل بس اغسل وشي يا مهره قبل ما أمشي؟

هتفت هي سريعا برقه :
_ أكيد أتفضل ٠٠

ذهب ” صهيب ” الي المرحاض ، بينما هي جلست على أحد المقاعد عاقده ذراعيها أمام صدرها، لمحت هاتف “صهيب” الذي يضيء معلن عن إتصال تجاهلته في البدايه ولكن مع إلحاح المتصل مدت يدها لكي تلتقط الهاتف لتجده رقم غير مسجل ، ترددت لثواني ولكن ضغطت على زر الرد لتجيب قائله بنبره جاده:
_ السلام عليكم

اتسعت عيونها عندما وصل إلي مسامعها صوت أنثوي رقيق :
_وعليكم السلام، هو ده مش تلفون صهيب ؟!

احتدت معالم ” مهره ” وهتفت بضيق شديد:
_ ايوه هو تلفون صهيب ، إنتي مين ؟!

أجابت الأخري بنعومه شديده :
_ أنا بسنت بنت عمه ، وانتي مين ؟!

كزت ” مهره ” علي أسنانها بشده وقالت بفظاظه:
_ أنا مراته يا حبيبتي ٠٠

سمعت صوت ” بسنت ” تقول بصوتها الرقيق:
_ايوه صهيب كلمني عنك ، إنتي مهره مش كده ، كان نفسي أتعرف عليكي أوي ٠٠

جاءت ” مهره ” لكي ترد عليها ولكن لمحت ” صهيب ” الذي عقد حاجبيه عندما وجدها تحمل الهاتف الخاص به فتسأل باستغراب :
_ مهره ، حد أتصل عليا ؟!

نظرت له ” مهره ” بغيظ ووقفت لتعطيه الهاتف قائله بنبره رقيقه مقلده ” بسنت” بنبره رقيقه مفعمه بالغيظ:
_ بسنت بنت عمك يا حبيبي

وضع ” صهيب” الهاتف على أذنه لترتسم ابتسامه على ثغره وهو يهتف قائلا :
_ بسنت ازيك يا حبيبتي، عامله ايه ؟٠٠انتي غيرتي رقمك ولا إيه ؟ ٠٠

رفعت ” مهره ” أحد حاجبيها وقد اشتعلت عيونها بالغيره والغضب وعضت على شفتيها بشده من غيظها ، استطاع ” صهيب ” ادراك ما تشعر به من ملامحها فكتم ضحكته بصعوبه ليتحدث ينهي المكالمه :
_ ماشي يا بسنت هبقي أجيبها ونيجي ٠٠سلملي عليهم كلهم ٠٠

أغلق المكالمه لينظر لتلك الكتله المشتعله من الغضب و الغيره ، خرجت هي عن صمتها لتهتف من بين أسنانها :
_ مين دي إلي حبيبتك يا استاذ صهيب ؟

ابتسم ” صهيب ” بتسليه وأجاب ببراءه مزيفه :
_ أنتي حبيبتي طبعاً ٠٠

توردت وجنتيها لكنها هتفت بحنق :
_ قصدي بتقولها يا حبيبتي ليه ؟!

قال ” صهيب ” بخبث:
_ قصدك بسنت ٠٠

حركت ” مهره ” رأسها إيجابا وقالت بنبره مفعمه بالغيره :
_ ايوه بسنت ، هي بقي الحلوه متعوده تكلمك بالرقه والطريقه المسهوكه دي على طول ٠٠

أجاب ” صهيب ” بمنتهي البساطه والإبتسامة الماكره تزين ثغره :
_ بسنت أصلا رقيقه ، هي صوتها كده ٠٠

هتفت ” مهره ” بنبره محتقنه مقلده إياه :
_ بسنت أصلا، رقيقه صوتها كده ٠٠ لا يا راجل لاحظ أني مراتك يا استاذ بتشكر في واحده تانيه قدامي !!

قالت الجمله الاخيره بعفويه شديده مندفعه ٠٠

اتسعت ابتسامة ” صهيب ” الذي اقترب منها خطوه قائلاً بنبره خافته :
_ كويس أنك عارفه أنك مراتي ٠٠

ارتبكت ” مهره ” وتحركت إلي الخلف خطوه ، مما جعل ” صهيب ” يقول بنبره ساخره يشاكسها:
_ إنتي خايفه مني يا مهره ، أوعي تقولي أنك خايفه ؟!

تحدثت هي بثبات مزيف :
_ هخاف ليه يعني ؟!

أنهت جملتها لتعود خطوه أخري للخلف لتجلس على المقعد الذي خلفها ، ليقترب هو منها وينحني ويستند بيده على المقعد ويحاصرها ، تنفست هي بصعوبه وشعرت بحراره في وجنتيها وقالت باضطراب:
_ صهيب ، أنت ٠٠

لم تكمل جملتها حيث قرب “صهيب ” وجهه منها ليقبل جبينها فاغمضت هي جفونها وكادت أن تفقد وعيها من فرط ما تشعر به من خجل وتوتر ، رفع وجهه قليلا ثم قام بتقبيل جفونها المغلقه لتتسارع دقات قلبها ، وارتعشت يدها ، انتقل هو بشفتيه ليقبل وجنتيها ، وجاء ليقترب من ثغرها لكنها فتحت عيونها ببطء ووضعت يدها المرتعشه على شفتيه لتقول بخفوت متوتره:
_ صهيب ، لا ، صهيب ٠٠

ابتعدت ” صهيب ” واعتدلت واقفا وغمز لها قائله :
_ أنا هروح الشغل وراجع تاني يا مهره متفكريش أنك خلصتي مني ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“أمام شقه دكتور صالح ”

أخرجت ” زهره ” المفتاح من حقيبتها والقت نظره على كلا من ” ألماسه “و ” سفيان ” الواقفين خلفها ثم قامت بفتح الباب الشقه لتنظر ” ألماسه ” الي ” سفيان ” بخوف فيطمئنها هو بنظراته الدافئه ٠٠ دلفت ” زهره ” الي الداخل فدلفوا خلفها ٠٠
وقف ” صالح” علي الفور عندما لمحهم وصاح بصوت عالي ساخر:
_ كنتي معاهم إنتي كمان يا زهره ؟، عارفه أن الدكتور سفيان طلب أيد بنت عمك ؟

اندهشت ” زهره ” والتفت تسأل ” سفيان “:
_ أنت طلبت أيد ألماسه يا سفيان ؟!

حرك ” سفيان ” رأسه مؤكداً وملامحه جامده ، فابتسمت ” زهره ” وقالت :
_ مبروك يا ألماسه ، بجد فرحت

اتسعت عيون ” ألماسه” وقالت بعدم استعياب :
_ إنتي فرحانه ليا يا زهره ؟

اقتربت منها ” زهره ” وربطت على كتفها هاتفه برقه والابتسامه تزين ثغرها :
_ ايوه يا حبيبتي فرحانه ليكي ٠٠

صاح ” صالح ” بحنق شديد :
_ إنتي مجنونه يا زهره ، فرحانه أنها خطفت جوزك ٠٠

كور ” سفيان ” قبضته بشده وحدق ” بصالح ” بقوه و تحدث من بين أسنانه وهو يضغط على الكلمات بشده :
_ ألماسه مخطفتش حد يا دكتور ٠٠

حدقت “زهره” بصالح ” لتقول بنبره جاده واثقه :
_ بابا ، ألماسه مش خاينه عشان تبص لجوزي ، وأنا واثقه أن لو كان بينهم حاجه فده بعد طلاقي من سفيان ، من فضلك متظلمهاش ٠٠

نظر ” سفيان ” إلي ” زهره ” بأعجاب بموقفها ثم نظر إلي حبيبته لييثها أحدي نظراته المطمئنه التي استقبلتها هي جيداً ووقفت بثبات ، بينما عاد هو ينظر إلى ” صالح ” وأخذ نفس ليتحدث بنبره جاده هادئه :
_ أولا أنا هتجوزها ده أمر لازم تقتنع بيه بسرعه عشان مش هستني رأي حد ، تاني حاجه أحب اقولك أن من دلوقتي هي مسؤوله مني، بمعني أنك تنسي خالص انك عندك بنت أخ ٠٠

صفق ” صالح ” بيده بصوت مزعج ليهتف بغيظ شديد :
_عرفت تأثر عليك كويس يا سفيان ٠٠

ضغط ” سفيان ” علي نفسه ليتمالك أعصابه ثم التفت إلي ” زهره ” ليهتف قائلا:
_ زهره خدي ألماسه وانزلوا اقعدوا مع أمي تحت ٠٠

اومأت ” زهره ” برأسها لتمسك يده ” ألماسه ” قائله بخفوت :
_ يلا يا حبيبتي

تحركت ” ألماسه ” معها بصمت مغادرين الشقه ٠٠

بينما نظر ” سفيان ” الي ” صالح” لينفجر قائلا بعصبية هادره :
_ أنت كل الي همك اني عايز أتجوزها بس مش همك أن كان ممكن يحصلها حاجه امبارح ، أنت ازي عمها ؟ ، ليه بتكرها اوي كده ؟ ، ليه القسوه دي ؟ ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في اليوم التالي
في المساء
“في شقة دكتور صالح”

كانت ألماسه” تجلس في غرفتها بملامح متجمده وهي تفكر في أمر ما جعل الخوف يتسلل إليها ، ظلت تدور في الغرفه تفكر وتفكر حتي كاد عقلها أن ينفجر ٠٠

سمعت صوت عمها ينادي عليها فزفرت بشده فهي من الأمس لم تتواجه معه ، تحركت مغادره الغرفه لتتسع عيونها عندما وجدت ” قاسم ” يجلس مع عمها هتفت منفعله :
_ أنت بتعمل هنا ايه ؟!

أجابها ” صالح ” ببرود:
_ جاي عشانك،جاي عشان يقولي علي الي سفيان عملوا فيه ، وجاي عشان كتب كتابك عليه النهارده

_ مش فاهمه ؟! ، تقصد إيه؟!
تسألت هي بعدم فهم وهي تحدق به ببلاهه ، فأجاب الآخر بنبره جاده صارمه:
_كتب كتابك دلوقتي ٠٠مش هتخرجي من هنا غير وأنتي مرات قاسم ٠٠

ظلت هي لحظات توزع بصرها بينهم والذهول قد ارتسم على ملامحها بوضوح ثم فجأه أطلقت ضحكه عاليه وهي تحرك رأسها بلا معنى ثم توقفت عن الضحك وصرخت بشراسه وقوه :
_انا مش هتجوز غير واحد بس وهو سفيان فااااهمين ولا لا ؟ وبعدين تعالي هنا يا عمي قاسم ده كان عايز يغتصبني معقول هتجوزني ليه بعد كل ده ٠٠٠

وقف ” قاسم ” التي كان وجهه مليء بالتشوهات من الضرب وتحدث بأصرار:
_ألماسه أنا هتجوزك يعني هتجوزك ٠٠

صاحت ” ألماسه ” بعصبية هادره :
_ أنت بمنظرك ده محرمتش بعد إلي حصلك من سفيان ، تصدق أنا غلطانه اني مسبتش سفيان يخلص عليك ٠٠

جز ” قاسم ” علي أسنانه بشده ليهتف بغل :
_ ما الي الزفت ده عملوا هو السبب اني مصمم اكتر اتجوزك ٠٠

صاحت هي بشرسه تنهره :
_ أنت الي زفت ، متقولش على سفيان كده ، أنت فاهم ؟

جاء ” صالح ” ليتحدث ولكن سمع صوت طرقات قويه على الباب فتحرك لكي يفتح الباب وقد تفاجئ بعدد من العساكر ويقف أمامهم ظابط ، اتسعت عيون ” صالح” بذهول وتسأل :
_ نعم ، عايزين إيه ؟

قال الظابط بنبره جاده :
_ ده بيت ألماسه ؟

حرك ” صالح ” رأسه والذهول يرتسم على ملامحه ، فأكمل الظابط حديثه قائلا :
_ مطلوب القبض عليها بتهمة قتل كرم يوسف !!

يتبع

error: