العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(2)

صدمه سيطرت على الجميع وخصوصا ” ألماسه” التي فتحت فمها ببلاهه ، ورفعت يدها تدلك جبهتها التي تألمت من الضربه كأنها خبطت جبهتها في حائط وليس أنسان ٠٠٠

اما “سفيان” فكان يقف غير مستوعب ما حدث بعد ،ظل ينظر لهذه الفتاة ذات الوجه الرقيق، لحظه هي بالطبع ليست رقيقه بعد هذه الضربه التي جعلته يشعر ببعض الصداع ، أهذه من المفترض أن تسمي أنثي ٠٠٠هي ذات جسد أنثوي رائع وملامح جذابه ، يشعر أنه رأي هذا الوجه من قبل ولكن لا يتذكر أين ؟! ٠٠٠٠

لحظه هذه هي الفتاه التي رأي صورتها في المجله ، هذه هي التي كانت ترتدي هذا الفستان و التي من المفترض أن يسمي ” قميص نوم” وليس فستان ، تطلع لها بنظره سريعه متأمل إياها بدايه من البلوزه عاريه الاكتاف التي تظهر بشرتها البيضاء، وصولاً إلي البنطال الضيق , تلقائيا ارتسم القرف والاشمئزاز على ملامحه ٠٠٠٠

لاحظت ” ألماسه” نظرات القرف والاشمئزاز التي يرمقها بها فتحدثت بانفعال متسأله :
_ بتبصلي كده ليه يا جدع انت ؟!

انتبه ” سفيان” وقال مشيراً إلى نفسه والنفور يرتسم على ملامحه :
_ انتي بتكلمني انا؟!

هزت ” ألماسه” رأسها هاتفه بنبره حانقه:
_ اه بكلمك انت! ٠٠٠ بتبصلي بقرف كده ليه ، شايفني عفريت قدامك عشان تبص كده ؟!

تدخلت “زهره” المتابعه للموقف وهي تحاول جذب ” ألماسه” هاتفه :
_ هيبصلك بقرف ازي يعني يا ألماسه و ٠٠٠٠

” ألماسه” وهي تلوح بيدها قائلا بأصرار مؤكده :
_ انا شايفه بيبصلي بطريقة غريبة و كأنه قرفان مني٠٠٠
قالت ذلك وهي تشير إلى نفسها ، و عيونها تطلق شرارات من الغضب ،كزت على أسنانها بشده واردفت متسأله مره اخرى:
_ بتبصلي ليه كده؟!٠٠٠ انت تعرفني عشان تبصلي بالطريقة دي؟!

ارتسمت على ملامح ” سفيان” الصرامه وهو يقول مشيراً لها قائلا بخشونه:
_انتي عايزه تتخانقي وخلاص ؟! ٠٠٠الاول كنتي بتتخانقي مع الاستاذ ده ٠٠٠٠
قال ذلك مشير الي ” صهيب” واكمل مسترسل بالحديث :
_ ودلوقتي عايزه تتخانقي معايا لمجرد انك شفتي تعبير علي وشي ، ممكن أصلا يكون ملوش علاقه بيكي ؟!

” ألماسه” هاتفه بغيظ شديد وهي ترمقه بنظراتها المشتعله:
_ أنا شايفك وانت بتبصلي وتتأمل فيا وبعدين ظهر على وشك القرف٠٠

تدخل هذه المره ” صهيب” الذي كان يقف يتابع الموقف بملامح جامده ،متحفزه ، تحدث قائلا بحزم :
_ ألماسه إيه دخله ٠٠ عشان تتكلمي معاه كده ، تعالى معايا خلينا نتفاهم ، وبطلي جنان

رمت ” ألماسه” ” صهيب” بأحدي نظراتها الغاضبه ، ثم عادت تنظر الى” سفيان” ورفعت يدها الرقيقة تشير إليه مره اخرى قائله بشك :
_ انت اكيد تعرفني؟! ، عشان كده بصتلي بقرف

رد ” سفيان” بذكاء :
_ ليه هو انتي عملتي حاجه غلط في حياتك ؟!٠٠٠٠ عشان كده متعصبه اوي اني ممكن اكون عارفك

اهتزت” ألماسه ” وظهر التوتر والارتباك على ملامحها وهي تشك أن هذا الشخص من المحتمل أن يكون لديه علم بأمر الأدمان٠٠ نظرت حولها لتجمع الناس حولهم ، ثم نظرت له مره اخرى وهي تبتلع ريقها قائله بثقه زائفه :
_ لا طبعا هكون خايفه من ايه يعني , انا بس ‘ مستغربه نظرتك ليا !!

” سفيان” بنبره جافه:
_بصي لنفسك وطريقه لبسك وأنتي تعرفي ٠٠٠

قال هذه الجملة ،ثم استدار مغادرا تارك تلك التي تكاد تنفجر من شدة الاشتعال والنيران قد اشتعلت بداخلها ,من هذا حتي يتحدث معاها هكذا ويضعها في هذا الموقف المحرج أمام هذا التجمع ٠٠٠ تجاوزت الجميع سريعا وسارت بخطوات سريعة لكي تلحقه وهي تهتف بصوت عالي نسبياً:
_ استني عندك

توقف هو عن السير واستدار لها ببطيء وتطلع لها بترقب صامت ٠٠٠٠فتحدثت هي بنبرة قويه منفعله :
_ انت ٠٠انت بني ادم قليل ذوق٠٠وشكلك متعاملتش مع بنت قبل كده ؟!

رد ” سفيان” وهو ينظر لها بتفحص مصطنع:
_ بس أنا مش شايف بنت قدامي , عشان اتعامل معها بذوق

ظلت تنظر له غير مستوعبه ما قاله وشعرت كأن لسانها قد شل للحظات, لم ينتظر ردها حيث استدار مكمل سيره , أما هي فظلت واقفه والصدمه تحتل ملامحها ٠٠٠ فاقت من صدمتها وهي تري سيارته تمر من أمامها ٠٠٠٠

اقتربت “زهره” منها وجذبتها من يدها وهي تهتف بها :
_ يلا نمشي كفايه كده الناس بتتفرج عليكي ٠٠ قالت هذا وهي تدفع “ألماسه ” الصامته صمت مريب !!!

لاحقهم ” صهيب” وهو يهتف باستياء شديد :
_ انا لسه مخلصتش كلامي معاها يا زهره
التفت” زهره” له نصف التفاته وهو تقول بحزم :
_ صهيب كفايه بجد فرجتوا الناس عليكم !!!!

٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يعني إيه يا مهره الكلام ده ٠٠٠بتحبي مريض عندك إنتي اتجننتي ؟!
نطقت بهذا الكلام “سميره” التي تجلس أمام ” مهره ” في عياده الاخيره٠٠٠

ردت” مهره” بتنهيدة حاره :
_انا مش عارفه حبيته ازي وامتي! ٠٠٠ كل الي أعرفه اني بحبه ، عارفه أنه غلط بس مش بأيدي يا سميره حبيته غصب عني

نظرت لها ” سميره” وهي تقول بترقب :
_ وهو بيحبك ؟!

ظهر الحزن على ملامح “مهره” وهي ترد بيأس :
_ للأسف لا ٠٠٠ بيحب واحده تانيه

صاحت ” سميره” بها معاتبه إياها بشده :
_ إنتي اكيد جرا لعقلك ، يعني بتحبي مريض نفسي ، وكمان بيحب غيرك !!

“مهره”بخفوت:
_ مش بس بيحبها ده بيعشقها

رمقتها ” سميره” بنظرات حانقه بشده غير مستوعبه ما تقوله رفيقتها, تحدثت مستفهمه محاوله الهدوء :
_وانتي عارفه بكده ! ، هو الي قالك اكيد بحكم انك الدكتوره بتاعته؟!

هزت ” مهره” رأسها بمعني نعم

هبت ” سميره” وافقه وهي تصيح بنبره مرتفعة :
_ انا مش عارفه اقولك ايه بجد ، مهره انتي إيه حبك في واحد مريض نفسي وبيحب غيرك ؟!

نهرتها “مهره” قائله :
_ متقوليش كلمة مريض نفسي ٠٠ هو مش مريض ، هو بس موضوع الأدمان ده ٠٠٠

قاطعتها ” سميره ” قائلا صائحه بذهول :
_ الله اكبر هو كمان مدمن ؟! ٠٠ وايه كمان ؟!

عضت” مهره” علي شفتيها بندم من افصاحها بشئ هكذا , فقالت باقتضاب منهيه الحوار :
_ قفلي على الموضوع يا سميره ٠٠ انا اصلا مينفعش احكيلك حاجه عنه عشان مينفعش اقول أسرار حد من المرضي بتوعي

جاءت ” سميره” لكي تتحدث ولكن توقف عندما سمعت رنين هاتفها ، أخرجت الهاتف من حقيبتها ،عندما رأت إسم المتصل حتي ارتسمت الابتسامه على وجهها وأجابت قائله بخفوت :
ازيك يا ماهر ٠٠٠٠٠ عامل إيه يا حبيبي ٠٠٠٠٠٠

أستغلت ” مهره” انشغلها وفتحت أحد الكتب الموضوعه على المكتب وأخرجت منه صوره لصهيب، وظلت تتطلع لها بعيون لامعه ، زفرت بحراره وهي تتأمل ملامحه التي تحفظها عن ظهر قلب ، مررت اناملها على الصوره بشرود، ارتسمت ابتسامه باهته على وجهها ٠٠ فاقت من شرودها على صوت “سميره” تقول :
_ أنا لازم امشي يا مهره ٠٠٠ هنكمل كلامنا بعدين ، هبقي اكلمك

هزت” مهره” رأسها بشرود ومازال نظرها معلق بالصوره فرت دمعه ساخنه منها ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠
_انتي ازي تتعاملي كده مع الراجل ؟!
تفوهت ” زهره” بهذا الكلام تنهر “ألماسه” التي تقود السيارة بصمت غريب ٠٠٠

اردفت ” زهره” مكمله بصياح واضعه يدها على كتف ” ألماسه” تهزها:
_ إنتي مبترديش ليه يا زفته , بكلم نفسي انا

حركت ” ألماسه” شفتيها متحدثه بخفوت وهي منتبه على الطريق:
_ مين ده ؟!

” زهره” بغباء هاتفه:
_ هو مين !

التفت ” ألماسه ” لها والغيظ مرتسم على ملامحها ، وقالت وهي تضغط على الكلمات بشده:
_ الجثه الي اتخانقت معاه

هتفت ” زهره” بامتعاض مردده :
جثه ؟!٠٠٠٠ يخربيت ألفاظك يا بعيده ٠٠٠٠الجثه ده يا ستي يبقي دكتور شغال مع بابا ٠٠سكتت قليلا ثم اردفت صاحئه معنفه إياها بشده :
_ مكنش ينفع تطلعي عصبيتك على الراجل ، مش كفايه ضربتي بالروسيه يا قادره

تلقائيا وضعت ” ألماسه” يدها على رأسها متذكره الموقف ، انفرجت شفتيها بابتسامة واسعه قائله بتشفي :
_تصدقي يستاهلها ، قال وأنا كنت هعتذرله علي الضربه٠٠٠ إنسان مستفز ٠٠٠
سكتت قليلا ثم اردفت وهي تضرب على المقود بقوه قائله بغل :
_ده إنسان عديم الذوق ٠٠ ده حلوف، حمار الي عمله دكتور!!

ردت “زهره” بسخرية مازحه:
_ هو هو الحمار الي عملك عارضة أزياء بالفاظك دي

التفت” ألماسه” وهي تهتف بحنق شديد:
_ بقي انا يقولي أنه مش شايف بنت قدامه، امال شايف ايه؟!

انفجرت” زهره” ضاحكه وهي تهتف :
_ تصدقي معاه حق

وكزتها ” ألماسه” في كتفها وهي تقول بغيظ:
_ بقي كده ماشي يا زهره ٠٠٠ وعادت تنظر إلى الطريق

رن الصمت للحظات حتي قطعته “زهره” هاتفه بعتاب:
_ بس حرام عليكي بجد الي بتعملي في صهيب ده
نظرت لها ” ألماسه”، ثم تحدثت بتنهيده:
_ انا زهقت من تصرفات صهيب، بجد زودها

” زهره” بحياديه :
_ بصي إنا معاكي أنك مش قادره تحبي وان الحب ومش بأيدك٠٠بس هو بيعشقك ، ومش بسهوله تلاقي حد يحبك زي صهيب ٠٠ فكري يا ألماسه

زفرت” ألماسه” بشده وهي تقول موضحه موقفها :
_ أنا مش قادره اشوفه كشخص ممكن ارتبط بيه ٠٠٠ صهيب كويس وكل حاجه ، بس مش قادره أشوفه اكتر من إنسان كان بيتعالج من الأدمان معايا ، شخص شافني وأنا بعاني من الأدمان ، وأنا شوفته ٠٠٠ ببساطة صهيب بالنسبالي صديق فتره صعبه في حياتي مش حابه افتكرها فهمتني ؟!

“زهره” متفهمه :
_ فهمتك ٠٠٠ خلاص زي ما تحب يا حبيبتي ,مش هفتح معاكي الموضوع ده تاني!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور بعض الوقت

كان يقف أمام أحد الشقق ينتظر أن يفتح الباب بعد أن رن الجرس ، فتحت فتاه ما الباب،وما أن رأته حتي ابتسمت بفرحه وهي تقترب منه وتلقي نفسها في أحضانه قائله باشتياق :
_ وحشتني اوي يا أبيه

ضمها ” سفيان” برفق قائلاً بحنان اخوي :
_وانتي كمان يا ساره ٠٠٠٠ابتعد عنها وهو يقول بتساؤول:
_ فين جوزك ؟!

اختفت الابتسامه من على وجهها واحتل محلها الحزن وهي تقول متنهده بثقل:
_نزل يدور على شغل , ثم أشارت إلى الداخل: _ أدخل يا أبيه

” سفيان” بتساؤول مستغرب وهو يدلف الي الداخل:
_ هو ساب الشغل ده كمان ؟!

” ساره ” بنبره مختنقه :
_صاحب الشغل لما عرف أنه كان مسجون ، طرده ٠٠

قال” سفيان” وهو يجلس علي أحد المقاعد:
_ أنا مش فاهم بس ، هو ليه رفض الشغل الي أنا لاقيته ؟!

“ساره ” وهو تجلس بجانبه قائله بقلة حيلة شارحه :
_ هو رافض يا أبيه مساعدتك , وانت شوفت اهو منعني اجي عندكم , عشان خايف تكونوا زعلانين من موضوع حبسه ده

” سفيان” بنبره متزنه:
_ انتي لما جيه جوزك اتسجن ، وفضل سنتين مسجون ٠٠ انا جيت قولتلك الاختيار ليكي يا تنفصلي عنه يا تكملي معاه ، لأن كلنا عارفين كويس أنه مكنش مظلوم ٠٠٠ جاءت لتتحدث قاطعها هو بأشاره من يده مكملا بهدوء:
_ انتي وقتها قولتلي انك هتكملي ، حتي لو هو فعلا عمل كده ، وانا محبتش اضغط عليكي ، وسبتك براحتك تتحملي نتيجة قرارك ٠٠٠
“ساره”وقد بدأت الدموع في التجمع في مقلتيها ، تنفست محاوله التحكم في نفسها ، فهي بالتأكيد لا تريد الانهيار بالبكاء أمام أخيها وإزعاجه , ثم تحدثت بصوت مختنق خافت :
_انا طبعاً ٠٠ محتمله نتيجة قراري ,ومقولتش حاجه و٠٠

“سفيان” مقاطعا إياها بثقه:
_ انتي مقولتيش حاجه عشان محرجه انك تقولي انك فشلتي انك تغيري٠٠٠
سكت لثواني ثم أشار إلى عيونها قائلا ببعض الحزن على حال شقيقته:
_ عينكي الي الدموع بتلمع بالدموع فيها دي , بتقول انك ندمانه على قرارك ده ,شكلك الي متغير ووشك إلي باهت و٠٠٠٠

توقف عن الحديث عندما انفجرت هي في البكاء كأنها كانت تنتظر الإشارة لتنفجر ، شعر هو بالحزن العميق من بكاءها الذي مزق قلبه , اقترب منها وضمها له برفق وهو يهمس لها :
_ عيطي يا حبيبتي ، طلعي الي جواكي

كأنه ضغط على زر لترتفع صوت شهقاتها اكثر وهي تهتز من شدة البكاء ، تمسكت به بشده كأنه طوق النجاه , تركها” سفيان” تفرغ ما بداخلها وهو يضمها أكثر ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
” في المساء”
ضغطت علي زر الاتصال للمره التي لا تعرف عددها وها هو نفس الرد ” الرقم الذي طلبته مغلق أو غير متاح ” ، زفرت بنفاذ صبر وهي تجلس على فراشها محدثه نفسها :
_ فينك يا ألماسه ، يا تري روحتي فين ؟!..

انتفضت عندما وصل إلي مسامعها صوت والدها يهتف ببعض الغضب :
_ هي ألماسه لسه مجتش ؟!

التفت ” زهره” سريعا، وجدت ” صالح” يقف عند باب الغرفه ينظر لها بملامح مقتضبة وتسأل مره اخرى :
_ ألماسه لسه مجتش كل ده ؟!

هبت ” زهره” واقفه وهي تقول بنبره متوتره :
_بابا ٠٠ ألماسه راحت راحت ٠٠٠ ايوه راحت تشتري حاجه ليا

هتف” صالح” بتهكم وهو يرمقها بنظرات ثاقبة:
_ مبتعرفيش تكدبي يا زهره

اهتزت حدقتيها بتوتر ملحوظ ، و ابتلعت ريقها قائله بحرج :
_ دلوقتي تجي يا بابا ، هي اكيد مع اصحابها

رمقها ” صالح” بنظره صارمه وهو يقول بأمر :
_ اتصلي بيها تجي حالا سامعني ٠٠٠

هزت ” زهره” رأسها عدة مرات وهي تقول مسرعه:
_ حاضر يا بابا هتصل بيها متقلقش

استدار ” صالح” مغادر الغرفه ٠٠٠٠ تنفست ” زهره” الصعداء ٠٠٠ وقامت بالاتصال بألماسه بأصرار هذه المره !!! ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت خارج المطعم التي كانت به وهي تنظر لهاتفها بضيق تمتمت بتأفف:
_ ده وقت تفصل فيه

_ ازيك يا حلوه

رفعت بصرها ببطء عندما سمعت هذا الصوت الغليظ ، عندما وقعت ببصرها على صاحب هذا الصوت حتي اتسعت حدقت عيونها بصدمة شديد ، تلقائيا تراجعت للخلف خطواتين , واختفي اللون من وجهها والتوجس الممزوج بالقلق ارتسموا على ملامحها٠٠٠٠ لماذا الماضي يلاحقها إلي الآن، هكذا فكرت ، وهي تنظر متجمدة لهذا الشاب ٠٠٠٠

اقترب هذا الشاب منها وقال بنبره ذات مغزى :
_ والله زمان ، فاكره زمان؟!

نطقت ” ألماسه” بصعوبة متوجسه :
_ عايزه ايه يا كرم؟!

تصنع ” كرم” التفكير وهو يقول :
_ عايز إيه يا كرم ؟!، عايز إيه من عارضة الأزياء الشهيره ؟!٠٠٠

سكت قليلا وهو ينظر لها بنظرات ثاقبة ،ثم أردف مكمل بفظاظه :
_ عايز ٢٠ ألف جنيه٠٠٠٠ والا هقول أن عارضة الأزياء الجميله كانت مدمنه مخدرات !!

تحركت نظراتها القلقه تنظر للمكان حولها بتفحص وجدته هاديء من الناس فاطمئنت قليلا ٠٠٠ وعادت تتطلع له زافره بشده وحاولت تمالك اعصابها وهي تقول بانفعال خافت :
_ نعم ؟! إيه إلي بتقوله ده ، و انت فاكرني هديلك ٠٠٠ انا اتعالجت من الأدمان , ومفيش حاجه تثبت الي أنت بتقوله ده ؟!

وضع ” كرم” يده أسفل ذقنه متصنع قلة الحيلة:
_ تصدقي عندك حق ، لازم يبقي معايا دليل على كلامي٠٠٠
صمت للحظات ثم أكمل بابتسامة ملتويه :
_أنا معايا صور ليكي وانتي بتتعاطي المخدرات ٠٠٠ كان شكلك جميل

اتسعت عيونها بذعر عقب جملته وشحب وجهها للغايه, انفرجت شفتيها متسأله بصوت ضعيف:
_ فين الصور دي ؟!

اقترب منها “كرم” وهمس لها بنبره غليظه متعمد بث الرعب بداخلها أكثر:
_ مش هتاخديها ٠٠٠ عشان زي الشاطره كده تديني مبلغ شهري ٠٠٠ أصلي بعد السجن مش لاقي شغل ، وانا بصراحه مليش مزاج اشتغل !!!

ابتعدت خطوه للخلف والذعر يرتسم على ملامحها وهتفت بغباء متوجسه وهي تبتلع ريقها:
_ ولو مرضتش اديك الفلوس ؟!

أجاب هو ببرود شديد والإبتسامة السخيفة ترتسم على وجهه:
_ صورك وانتي بتتعاطي المخدرات, هتنزل على النت وانتي عارفه الباقي ٠٠٠٠

رفعت ” ألماسه يدها المرتعشه تعيد خصله من شعرها خلف أذنيها ، وهي تفكر سريعا في حل لهذه الكارثه , انفرجت شفتيها هاتفه بقوه زائفه :
_ هديك العشرين ألف بشرط تديني الصور

هز رأسه بنفي قائلا :
_ كل مره هطلب منك مبلغ هديكي صوره في المقابل ، اظن حلو الحل ده !

جاءت لكي ترد قاطعها قائلا بنبره غليظه لا تقبل النقاش:
_ ده آخر كلام عندي ٠٠٠ قولتي ايه؟!

فكرت ” ألماسه” قليلا وزفرت بشده وهي ترد قائله باستسلام متردده :
_ اديك الفلوس فين ٠٠٠ عشان مش معايا المبلغ دلوقتي

ابتسم” كرم” بانتصار وهتف بثقة :
_ وقت ما المبلغ يجهز هتلاقني قدامك ٠٠٠ سلام مؤقت ٠٠٠

قال هذه الجملة واستدار مغادرا ، تاركا إياها تضع يدها على قلبها زافره بشده وقد ارتسم على ملامحها الخوف الممزوج بالقلق البالغ ولمحه من الحزن والندم على ما فعلته بنفسها في الماضي!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يجلس” سفيان” مع والدته يتحدث معها بخصوص شقيقته ” ساره ” أنهي الحوار مطمئن إياها:
_ متقلقيش يا ماما أنا جمب ساره انا الي هقف لكرم لو بس فكر يزعلها

تنهدت ” حنان” وهي تقول بدعاء:
_ ربنا يخليك لاخواتك يا حبيبي٠٠٠

سكتت قليلا ثم ابتسمت وهي تقول:
_ لاقيتلك عروسه كويسه أدب واخلاق، ممتازه

رد ” سفيان” قائلاً بنبره لطيفه:
_ أنا بصراحه شوفت بنت النهارده، وشايفها مناسبه ، وكمان أبوها راجل محترم ٠٠٠ إنتي عارفه على فكره

” حنان” منتبه قائله باهتمام:
_ مين أبوها ده ؟!

أجاب”سفيان” :
_ بنت دكتور صالح

” حنان” باستغراب:
_ هو عنده بنات ٠٠ أول مرة اعرف

” سفيان” بنبره عاديه :
_ انا عارف أنه عنده بنت ٠٠٠ بس أول مره اشوفها النهارده

” حنان” باستفسار:
_ و هي كويسه يعني ٠٠ اخلاقها؟!

“سفيان” بثقة :
_ ايوه يا أمي ، بنت دكتور صالح يبقي اكيد اخلاقها كويسه

” حنان” بلهفه للموضوع:
_ يبقي تتصل بالدكتور صالح ،وتاخد منه معاد بكره
رد ” سفيان” :
_ مستعجله على إيه يا حنان

قالت”حنان” مشجعه :
_يا بني يلا ، عايزه افرح بيك بقي ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت ” ألماسه” إلي المنزل بملامح مكفهره ، سارت متجه ناحية الدرج ، توقفت مكانها عندما سمعت صوت ” صالح” الصارم يقول :
_ كنتي فين ؟!

استدرات” ألماسه” و تحدثت بنبره خافته مرهقه:
_ كنت مع واحده صاحبتي يا عمو

رمقها” صالح” بنظره حازمه وتحدث قائلا بصرامه شديده:
_ألماسه ، مش عايز تأخير تاني بطلي الاستهتار بتاعك ده ٠٠٠ والدراسه خلاص هتبدأ ، قليلي من عروض الأزياء ، عشان تركزي في دراستك

هزت رأسها متمتمه بطاعه :
_ حاضر
٠٠٠٠٠٠
في الصباح

استقيظت ” ألماسه” غير راغبة في فعل أي شيء ٠٠٠ ارتدت ثيابها ونزلت لكي تفطر ، وجدت عمها ” وزهره ” جالسين على مائدة الإفطار تمتمت بخفوت :
_ صباح الخير

جلست” ألماسه” بجانب “زهره” فمالت عليها الاخيره قائله بهمس مثرثره:
_ كنتي فين امبارح؟! , قلقت عليكي ، و اما عرفت انك رجعتي جتلك الأوضه لاقيتك نمتي ٠٠٠ غريبه نمتي بدري ؟!

” ألماسه” بنفاذ صبر:
_ كنت مع واحده صاحبتي يا زهره عادي يعني ، ورجعت تعبانه ونمت

_ اعملوا حسابكم في عريس جاي النهارده
هتف” صالح” بهذه الجمله بجديه تامه

التفتوا الفتيات ينظرون له بانتباه ممزوج بالدهشة ٠٠٠٠

تحدثت” ألماسه” سريعا:
_ اكيد العريس ده لزهره صح ؟!

حرك” صالح” رأسه بمعنى نعم وهو يقول مؤكداً :
_ ايوه لزهره ٠٠ جهزوا نفسكم ٠٠ مفيش خروج النهارده
قال الجملة الأخيرة وهو ينظر باتجاه “ألماسه” منبه إياها

” زهره” باعتراض:
_ يا بابا أنا مش عايزه اتجوز

” صالح” بلهجه قويه:
_ زهره انا أديت الراجل كلمه وخلاص هيجي ٠٠ مش عايز جدال الموضوع منتهي ٠٠٠ جهزي نفسك
قال هذه الجملة ثم وقف وغادر المكان ٠٠٠

زفرت ” زهره” بشده وهي تقول باستياء شديد :
_ وبعدين بقي ٠٠٠ أنا مش عايزه اتجوز

غمزت لها” ألماسه” قائله ببساطة:
_ طفشي زي الي قبله

هتفت” زهره” باستحسان:
_ صح هطفشه ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠
في المساء
في غرفه” زهره” كانت تتجهز لمقابلة العريس ، و كانت “ألماسه ” جالسه على الفراش تعبث في هاتفها بضجر ، وجدت رساله من رقم غريب فتحتها بملل ، اتسعت عيونها بصدمه وهي تقرأ الرسالة” انزلي أنا مستنيكي تحت و ياريت الفلوس تكون معاكي, كرم ”

هبت واقفه وقد شحب وجهها وارتسم التوتر والارتباك الممزوج بالقلق البالغ علي ملامحها٠٠٠ فقالت مسرعه محدثه ” زهره” التي تعدل من حجابها :
_ انا هروح اجيب حاجه من أوضتي وجايه !!
وسارت مغادره بسرعه ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت خارج المنزل وقلبها يدق بقلق شديد وملامحها يرتسم عليها الارتباك الشديد , سارت في حديقة المنزل تتلفت حولها وفجأه وجدت من يجذبها من يدها، التفت سريعا بخضه ووجها قد هربت منه الدماء ٠٠ وجدت ” كرم ” يبتسم لها ابتسامه سمجه ٠٠٠ نزعت يدها منه وهي تهتف به بهمس حاد :
_ انت مجنون، إيه اللي جابك هنا ؟!

رفع حاجبه وهو يقول ببرود مستفز :
_ جاي اخد الفلوس يا حلوه

وزعت نظرتها بالمكان بقلق وخوف من أن يراهم أحد ،ثم تطلعت به وهي تقول بخفوت منفعله :
_ لسه مجهزتش الفلوس ٠٠ امشي بقي ممكن حد يشوفك

صمت” كرم” قليلا مفكر ثم قال بتحذير :
_ هديكي فرصه يومين تجهزي الفلوس فيه والا ٠٠٠ انتي عارفه بقي

” ألماسه” بلهجه سريعا:
_ ماشي ، أمشي بقي يلا قبل ما حد يشوفك

وضع ” كرم ” يده في جيب بنطاله وآخرج كيس به مسحوق ابيض ومد يده يعطيه لها وهو يقول بلهجه خبيثه :
_ خدي ده ، هيظبط مزاجك

نظرت “ألماسه” له قائله برفض ممزوج بالانفعال الخافت:
_ أنت مبتفهمش ، أنا بقولك بطلت، واتعالجت

جذب ” كرم” يدها وفتحها ووضع فيها الكيس قائلاً بغمزه :
_ محدش يقول للمزاج لا
قال هذه الجملة ثم التفت مغادرا دون أضافت أي شئ٠٠٠٠

نظرت” ألماسه” للكيس بيدها ، وابتلعت ريقها الذي جف ، وأخذت تحارب أفكارها , التي تحثها على تجربة هذا السم مره اخرى ، وبلحظه ضعف فتحت الكيس ببطء شديد ، اهتزت يدها من فرط توترها فوقع الكيس منها وتناثرت محتوياته على الأرض ، انحنت ووضعت يدها الاثنين على الأرضية ، تلملمه بيدها ٠٠ ثم رفعت يدها إلي أنفها بتردد شديد وبدأت تشم هذا السم ٠٠

لمحت أقدام شخص يقف أمامها ،شحب وجهها للغايه والذعر ارتسم على وجهها الذي رفعته ببطء ، لتتسع حدقتها بذهول وهي تري هذا الشخص التي تشاجرت معه قبل ذلك ٠٠٠ ما كان إسمه ؟! , دكتور سفيان ٠٠٠٠٠ نظرت له بوجه باهت ٠٠٠ بادلها هو بنظرات ثاقبة مندهشه !٠٠٠٠
يتبع

error: