العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(22)

اقتربت” نوال” من ” مهره” وضمتها لها واغمضت عيونها بألم على فقدان أخيها وما سوف يحدث” لصهيب” بعد موته ٠٠٠٠

همست “نوال” الي ” مهره” التي تبكي بلا توقف:
_ مهره الي مات ده اخويا ٠٠٠ بس مع ذلك قويه وصلبه ، اه عارفه أن صهيب هتبقى حالته صعبه ، بس لازم اكون قويه عشانه ، صهيب مبقاش ليه غيري وغيرك ٠٠٠ عارفه أنك بتحبي لدرجة أنك تعيطي عشان زعله ، بس يا مهره الراجل بيحب الست القويه الي تقف جمبه وتسنده وقت حزنه ، مش تقعد تعيط وتبقي ضعيفه كده ٠٠

ابتعدت ” مهره” عن ” نوال”ومسحت دموعها الغزيره وهي ترتجف من البكاء وقالت بنبره مرتجفه باكيه:
_ عايزه اشوفه ، عايزه اقف جمبه ، راح فين؟؟٠٠ مين هيقف جمبه غيرنا ؟!!!

نظرت لها ” نوال ” بعيون معذبه والدموع متجمعه في عيونها ولكنها تمنعها من النزول ٠٠ ابتلعت غصه مريره في حلقها وقالت بنبره خافته مطمئنه اياها :
_ متخفيش يا مهره هخدك ليه ٠٠٠ هقلب الدنيا عشان نلاقيه!!

مسحت ” مهره” بعض الدموع الساخنه التي سقطت على وجهها وهتفت بنبره متلهفه مرتجفه :
_ صحيح هتلاقي صهيب ٠٠٠

أكدت ” نوال ” بحركه من رأسها ٠٠٠ مما جعل” مهره” تشعر بالاطمئنان قليلا وحاولت التوقف عن ذرف الدموع ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
راقب ” محمد” ” ألماسه” حتي ابتعدت ثم التفتت إلي ” سفيان” قائلا بثقه :
_ أنت بتحبها !!!

صعق ” سفيان” وتصلبت ملامحه لثواني ثم رمق ” محمد” نظره عنيفه وقال ينفي بشده دون تفكير:
_ أنت اتهبلت ، انا أحب ألماسه ازي ، لا طبعاً !!!

تكونت ابتسامه علي ثغر ” محمد” الذي رمي ” سفيان” بنظره ساخره ٠٠٠ ثم قال بهدوء متناهي:
_ بس أنا مقولتش انك بتحب ألماسه !!٠٠٠ أنا قولت انك بتحبها فقط محددتش مين!!٠٠٠

اهتزت حدقت عيون ” سفيان” وظهر التوتر على ملامحه ، ولكن سيطر على نفسه ورمق ” محمد ” بنظره حاده وقال متسأل بعنف :
_ أنت عايز إيه ؟! ٠٠انت تعرفني عشان تتكلم معايا ؟! ٠٠

حافظ ” محمد” علي ابتسامته وهو يرد بنبره ودوده:
_ مش محتاج اني اكون عارف الشخص عشان اكتشف أنه بيحب ٠٠٠ وأنت باين في طريقتك وكلامك وحتي نظراتك ٠٠٠ و غيرتك انك بتحبها ٠٠٠

أنهي “محمد ” حديثه ونهض وسار مغادرا وهو يطلق صفيرا عالياً ٠٠٠٠توقف عن السير والتفت قائلا ببسمه ماكره:
_ على فكره ألماسه زي أختي ، يعني مش أنا الي تغير منه ٠٠٠ مكنش فيه داعي تخليها تروح تعمل قهوه، الماسه مبتعرفش تعمل حاجه ٠٠٠

قال ما يريد قوله وسار مبتعدا تاركا ” سفيان” في حاله من الصدمه وقد تجمدت ملامحه ٠٠٠ وأخذ يهز رأسه رافضا بعنف وهو يقول باختناق وتشتت :
_ أكيد ده مجنون ٠٠ استحاله أحبها ٠٠لا ، أنا بس مشفق عليها عشان فقدت أهلها في سن صغير ٠٠٠ ايوه الي أنا حاسس بيه ده شفقه بس مش اكتر ٠٠٠

اغمض عيونه بشده فظهرت صورتها أمامه وتخيل أنه يضمها بين يديه ٠٠٠ فتح عينيه سريعا ونظر حوله بفزع ٠٠ وقلبه يدق بطريقة مخيفه!!!

أتت ” نسمه”تحمل في يدها فنجان القهوه وهتفت بصوت هادئ:
_ دكتور سفيان ؟؟

لم يرد عليها ” سفيان” حيث كان ينظر إلى البحيره وهو يتنفس بصعوبه ٠٠٠

هتفت” نسمه” مره اخرى قائله بنبره أعلي :
_ دكتور سفيان ؟؟

انتبه ” سفيان” واستدر قائلا بدون وعي :
_ نعم يا ألماسه ٠٠

عقدت ” نسمه” حاجبيها وقالت بنبره مهذبه:
_ أنا نسمه ، الست ألماسه قالت لي اعملك القهوه ، اتفضل ٠٠

أخذ منها ” سفيان” القهوه وقال بانفعال طفيف :
_ و معملتش هي القهوه ليه ؟

قالت ” نسمه” شارحه :
_ دكتور صالح طلب منها تجهز عشان تخرج مع الاستاذ قاسم ٠٠٠

اظلمت عيونه وشعر بغصه في قلبه وقال بنبره غليظه :
_هتخرج معاه لوحدهم ؟!

هزت ” نسمه ” رأسها وقالت بأدب:
_ اه ٠٠٠ هتعوز حاجه تاني يا دكتور؟!

هز ” سفيان ” رأسه نافيا وعيونه تلمع بالغيره والغضب ٠٠ضرب بقبضته علي صدره بعنف ٠٠

ثم وقف سريعا وأخذ يدور في المكان وبداخله رغبه في ضرب ” قاسم” بقسوه حتي يبتعد عنها ، لا يريد الاعتراف بشئ يعرف أنه خاطئ ، لكنه أيضا لا يستطيع روؤيتها مع شخص أخر ٠٠٠

صرخ فجأه بحرقه شديد ويأس :
_ ااااااااه

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ارتدت ” ألماسه ” فستان يصل الي ما بعد الركبه ووقفت أمام المرأه وزفرت بحنق قائله :
_ سفيان هيبهدلني علي اللبس ده ، لازم اشتري لبس جديد ٠٠٠

دلفت ” زهره ” الي الغرفه وهتفت قائله بابنهار :
_ إيه الحلاوه دي يا ألماستي ؟!

نظرت ” ألماسه” لها عبر المرآه وذمت شفتيها قائله بضجر :
_ حلاوة ايه بس ؟!٠٠٠ الفستان قصير وكمان الكم قصير خالص أنا مضايقه ٠٠٠

رفعت ” زهره ” حاجبها مدهوشه واقتربت منها وأشارت لها قائله بذهول :
_ ألماسه أنتي سخنه ؟! ٠٠ ده يعتبر أطول فستان عندك ٠٠ انتي بتلبسي أقصر من كده ،ده إنتي كده تعتبري محتشمه ٠٠

وقفت ” زهره ” أمامها ووضعت يدها على جبينها تتحسسه ، ومطت شفتيها قائله بتعجب :
_ مش سخنه ، أمال مالك ؟! ٠٠٠ حد ضربك على دماغك؟!

تأففت ” ألماسه ” وقالت باستياء:
_ أنا قررت البس لبس محتشم شويه

فرغت ” زهره ” فمها وهتفت بنبره مذهوله:
_ تلبسي إيه ؟!

قالت ” ألماسه” ببساطه :
_ البس لبس محتشم !!

ضيقت” زهره ” ما بين عينيها وتسألت بريبه :
_ ألماسه إنتي بتحبي حد؟!

اتسعت عيون ” ألماسه” بفزع وقالت بارتباك و قلق :
_ انتي جبتي الكلام ده منين؟! ٠٠٠ إيه إلي خلاكي تقولي كده ؟!

مطت ” زهره” شفتيها قائله بلا مباله:
_ عادي أصل اي واحده بتبدأ تغير في نفسها وطريقة لبسها بتبقي بتحب ، أو في حد في حياتها ٠٠٠

تنفست ” ألماسه ” براحه واشاحت ببصرها بيعيد عنها وقالت بتوتر متعلثمه :
_ لا طبعا ، حب إيه؟! ، مفيش الكلام ده !!

حركت ” زهره ” رأسها بلا معنى وقالت بمكر :
_ ايوه اضحكي عليا ٠٠٠ بكره اعرف هو مين !!٠٠

نظرت ” ألماسه” لها بعيون متألمه وقالت بصوت خافت ضعيف :
_ مفيش حد صدقيني ٠٠٠

تأملتها ” زهره ” غير مقتنعه ثم قالت متسأله باهتمام :
_ ما علينا ، إنتي ازي وافقتي تخرجي مع قاسم بسهوله كده ؟!

نظرت ” ألماسه” في المرآه وفكت شعرها وقالت بنزق :
_ إنتي مشفتيش عمي أصر ازي ، مقدرتش أرفض ٠٠

استندت ” زهره” بظهرها على الحائط وهي تقول بحيره:
_ أنا مش عارفه بابا عايز يجوزك قاسم ليه ؟!

قالت ” ألماسه” بعند شديد:
_ عمي يعمل الي هو عايزه ٠٠٠ بس في الأخر القرار قراري أنا صاحبة الشأن ٠٠

قالت ” زهره ” بهدوء متسأله:
_ افرضي أصر ؟!

هتفت ” ألماسه ” باندفاع :
_ سفيان هيقف جمبي ٠٠٠

ضحكت “زهره ” وقالت متهكمه:
_ سفيان مين؟؟!٠٠٠ ده سفيان مش بيرتحالك خالص ٠٠ولا بيحب يشوفك ٠٠٠

انتبهت ” ألماسه ” لما قالته ونظرت لها وتسألت بحزن غريب :
_ هو قالك كده؟!

أكدت ” زهره” قائله بعدم اكتراث :
_ اه قالي ٠٠٠ انا هروح اشوف طنط هيام سبتها لوحدها ٠٠٠

تحركت ” زهره” مغادره الغرفه تاركه ” ألماسه “تنظر إلي الفراغ بعيون معذبه ضعيفة وقد فرت دمعه منها دون أن تدري !!٠٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ركن ” سفيان” سيارته أمام المستوصف ٠٠٠ أسند رأسه على المقعد والنيران تنهش في قلبه ، وظهر على ملامحه حجم معاناته وعذابه ٠٠٠٠

اغمض عيونه بشده ومر أمامه مشاهد لها مع” قاسم ” مما جعل ملامحه تتشنج و تصبح مظلمه ، تخيل أن ” قاسم ” يغازلها ويضع يده على وجهها الناعم وهو ينظر إلي عينيها وتبادله هي النظرات وهي تبتسم ٠٠٠

فتح عيناه وقد أصبحوا مشتعلتين وشعر بحراره تسري في جسده من شدة النيران التي تغلي بداخله وهمس بنبره مختنقه متقطعه :
_ ايوه بحبهااا ، بس مش هينفع ٠٠٠

ترددت بباله جملة ” نسمه ” (دكتور صالح طلب منها تجهز عشان تخرج مع الاستاذ قاسم)

اظلمت عيناه أكثر والتقط الهاتف بعنف لكي يتصل بيها ولكن وجد رساله منها قرأها بعيونه المشتعله (سفيان أنا خرجت مع قاسم في *** تعالي أرجوك أنا مش قادره استحمله )

قذف ” سفيان” الهاتف على المقعد الذي بحانبه ٠٠٠٠ثم تحرك بالسياره بسرعه عاليه غير معتاده منه ، لكنه الآن ذاهب الي معذبته التي تيقن للأسف أنه يحبها بكل جوارحه ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد الكافيهات

كانت ” ألماسه ” تجلس مع ” قاسم” الذي يتحدث مثرثرا عن حياته وأمجاده متباهي بنفسه٠٠٠

تأففت ” ألماسه” الذي بصرها معلق بلهفه بمدخل المكان وقالت بملل :
_ كفايه يا قاسم كلام عن نفسك ٠٠٠

توقف ” قاسم” عن الحديث وابتسم قائلا برقه :
_ خلاص اتكلمي إنتي عن نفسك ؟!

نظرت له ” ألماسه”بملامح ممتعضه وقالت بفظاظه:
_ متعرفش تقعد ساكت؟!

عقد ” قاسم ” حاجبه وقال بضيق مردد:
_ اقعد ساكت ؟!

ابتسمت ” ألماسه” من بين أسنانها قائله ببرود :
_ أصلي بحب الهدوء ٠٠٠

قال ” قاسم ” بسخريه ضاحكا :
_ ألماسه والهدوء ٠٠ طب ازي؟!

لوت ” ألماسه ” فمها وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائله بفتور :
_ايوه بحب الهدوء فيها حاجه دي!!

حرك ” قاسم” رأسه أيجابا قائلا بتفهم وهو يبتسم :
_ فهمت أنك بتحبي الهدوء ، بس لازم نقعد مع بعض شويه نتكلم٠٠٠

نقلت ” ألماسه” بصرها تنظر إلى مدخل المكان مره اخرى وقالت بنبره فظه :
_ مش عايزه اتكلم و ٠٠٠٠٠٠

توقفت عن الكلام ولمعت عيونها بفرحه وتهلهلت اساريرها عندما لمحت ” سفيان” يدلف الي المكان ٠٠٠

كان ” سفيان” يتجول يعيونه في المكان وملامحه متهجمه ٠٠٠ لمحها بدون تفكير اقترب منهم بخطوات سريعه ٠٠٠

ابتسمت ” ألماسه “قائله بدهشه مزيفه :
_ إيه ده سفيان ؟!

انتبه ” قاسم ” ونظر بالاتجاه الذي تنظر له وجد ” سفيان” يأتي باتجاههم ٠٠٠

تقلصت تعبيرات ” قاسم” وقال بصوت خافت مليء بالغيظ :
_ إيه إلي جابه ده؟!

وقف ” سفيان” أمامهم ورمق ” قاسم ” نظره متوحشه ، ثم هتف من بين أسنانه يأمر ” ألماسه “:
_ قومي يا ألماسه ٠٠٠تعالي معايا

وقفت ” ألماسه” علي الفور والابتسامه تزين ثغرها ٠٠٠

قال ” قاسم ” بنبره منفعله وقد وقف هو الأخر:
_ ايه ده تقوم فين ؟! ٠٠ وتجي معاك فين ؟!

عض “سفيان” علي شفتيه بعنف مانعا نفسه بصعوبه من الفتك به وقال وهو يجز على أسنانه بقوه:
_ في واحده صاحبتها تعبانه طالبه تشوفها ٠٠

تصنعت ” ألماسه” الخوف وتسألت بقلق مصطنع :
_ مين يا سفيان؟!

أجاب ” سفيان” قائلا باقتضاب وبصره معلق ” بقاسم” يرميه بسهام ناريه :
_ ملك ٠٠٠

شهقت ” ألماسه” بصدمه مصطنعه :
_ ملك يا حبيبتي يا ملك خدني ليها يا سفيان ٠٠

قال ” قاسم ” بنبره حازمه :
_ أنا هخدك ليها ٠٠٠

رمقته ” ألماسه” نظره مفعمه بالغل وقالت رافضه:
_ لا سفيان هو الي هيخدني ٠٠٠يلا يا سفيان

قال ” قاسم” بأعتراض:
_ بس إنتي جايه معايا أنا ٠٠

فقد ” سفيان” جزء من سيطرته على نفسه وقال بغضب مكبوت :
_ ألماسه روحي على العريبه استنيني ٠٠

اومأت ” ألماسه ” برأسها إيجابا وابتسمت بطفوله وتحركت على الفور بعد أن التقطت حقيبتها ٠٠٠

مال ” سفيان” علي ” قاسم ” وقال محذرا بنبره مفعمه بالغضب والغيره الخفيه :
_ أنت لسه مفيش حاجه بينك وبينها رسمي ٠٠ اشوفك بقي بتسلم عليها بس أو بتضحكلها ٠٠ هعملك عاهه مستديمه ٠٠٠

احتدت نظرات ” قاسم” الذي هتف بانفعال :
_ أنت بصفتك ايه بتكلمني كده ؟! ، تقربلها ايه ؟! ٠٠٠ أنت مالك يا بني ادم انت ؟!٠٠٠ أنا هقول لدكتور صالح علي كلامك ده !!

رمقه ” سفيان” أحدي نظراته الحاده وتاركه وغادر غير مبالي بالرد عليه ٠٠٠ مما دفع الآخر لكي يضرب بقبضته بقوه على الطاوله ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وقفت ” ألماسه ” أمام سيارة ” سفيان” والإبتسامة مرسومه على ثغرها ٠٠٠

قال أحد الشباب بوقاحة غامزا لها :
_ ايه يا مزه واقفه كده ليه ؟!

رمته ” ألماسه ” بنظره حاده وقد تلاشت ابتسامتها ، ثم عادت تنظر أمامها متجاهله إياه ٠٠٠

لكن الشاب لم يصمت فأكمل وهو يتفحصها بعينه باعجاب :
_ مستني مين يا جميل قولي ؟!

_ أنا الي هقولك مستنيه مين ٠٠٠

كانت هذه جملة” سفيان” العصبيه والذي جذبه من قميصه ولكمه بمنتهى العنف لكمه جعلته يسقط على الأرض ٠٠٠

ثم استدار الي ” ألماسه” التي شهقت بصدمه واضعه يدها على فمها ٠٠٠ جذبها من ذراعها وفتح باب السيارة وقال بنبره حاده :
_ اركبي ٠٠

ركبت ” ألماسه ” السيارة ، و اغلق ” سفيان” الباب بعنف ٠٠ ثم دار حول السياره وفتح الباب القي نظره شرسه على الشاب الذي كان يضع يده على وجهه بألم ٠٠٠ثم دلف داخل السياره ، وانطلق بسرعه كبيره !!٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في سيارة سفيان”

ألقت ” ألماسه ” نظره على” سفيان” الذي ينظر إلى الطريق بصمت وملامحه غاضبه ٠٠٠

تمللت ” ألماسه” في جلستها وقالت بخفوت:
_ سفيان ٠٠

اغمض ” سفيان” عيونه للحظات ثم فتحهم والقي عليها نظره مفعمه بالمعاناه والعذاب ثم قال بصوت خافت فظ :
_ عايزه إيه؟!

وضعت ” ألماسه ” يدها على قلبها الذي يدق بعنف وهي بجانبه، وقالت بخفوت متسأله:
_ ضربت الشاب ليه ؟!

اظلمت عيون ” سفيان” ونظره لها قائله بعصبية:
_ هو إيه إلي ضربته ليه ؟!، الباشا كان بيعاكسك عايزني اسكتله يعني؟!

نظرت ” ألماسه ” له بعيون لامعه فخوره وقالت بعفويه:
_انا بحترمك اوي يا سفيان ، أنت مش زي الي إسمه قاسم ده٠٠٠ تخيل أنا اتعاكست برضوا وانا داخله معه الكافيه عمل نفسه مش واخد باله ٠٠

اوقف ” سفيان” السياره فجأة ونظر لها متسأل بغضب مستنكر:
_ نعم اتعاكستي ٠٠ ومعملش حاجه!! ، لا ونعمه الرجوله ٠٠

اعتدلت ” ألماسه” في جلستها وقالت بأستياء:
_ ده عيل جبان٠٠

التقطت عيون ” سفيان” ما ترتدي ،فقال فجأه بعصبية شديده معنف إياها:
_ طبعاً لازم تتعاكسي يا هانم ، ما إنتي لابسه لبس زي الزفت ، إيه مش كنتي قولتي هتغيري طريقة لبسك ؟! ٠٠٠ فين ده مش شايف ؟!

توترت ” ألماسه” وفركت يديها في بعضهم ٠٠وأجابت مدافعه :
_ والله كنت عايزه البس حاجه طويله ، بس معنديش ، وكمان أنا مجبتش حاجه مناسبه غير الطقم الي اشتريته معاك بس ٠٠٠ بس أنا هروح أشتري لبس كويس ٠٠

هدأ ” سفيان” قليلا وتأملها بنظرات مفعمه بمشاعر كثيره غضب ، حيره ، لهفه ، حب ٠٠٠ قال بخفوت متعجب:
_ انتي اول مره متجادليش معايا ٠٠ إنتي فيكي حاجه ؟!

عضت ” ألماسه” علي شفتيها وقالت بحنق مصطنع:
_ يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب !!

ابتسم ” سفيان” ابتسامه خفيفه ٠٠٠ مما جعل ” ألماسه ” تهتف قائله :
_ ابتسمت اهو ، بشرة خير

تلاشت ابتسامه” سفيان” ببطء عندما نظر إلي فستانها وقال بحزم :
_ هروحك تغيري الزفت ده ، البسي أي حاجه من عند زهره أما تشتري ٠٠

حركت ” ألماسه ” رأسها إيجابا قائله بطاعه:
_ ماشي ٠٠

انكمشت ملامحها عندما تذكرت شيء ما ، وقالت بنبره خافته حزينه :
_ أنت صحيح مش بترتحالي ولا بتحب تشوفني؟!

شعر ” سفيان” بنبضات قلبه تتسارع ،وقال بنبره خرجت مهزوزه مرتبكه:
_ مين قالك كده ؟!

عقدت ” ألماسه” يدها أمام صدرها وقالت باقتضاب:
_ زهره ٠٠صحيح الكلام ده ؟!

سيطر ” سفيان” علي نفسه بصعوبه ، وابتلع ريقه ، ثم اشاح ببصره عنها قائلا بخفوت:
_ هوصلك البيت ٠٠زمان عمك قلق عليكي ٠٠

خفضت ” ألماسه ” بصرها بحزن وقالت هامسه بتنهيده حاره :
_ يبقي كلام زهره صح٠٠٠

لم يرد ” سفيان”. وبدأ بقيادة السيارة وتصنع انه لم يسمع ما قالته ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ترجلت ” ألماسه” من سيارة ” سفيان” بملامح حزينه شارده ٠٠٠

أنطلق ” سفيان” بالسيارة سريعا عقب نزولها ٠٠
اقترب أحد ” العمال ” من “ألماسه” وهتف قائلا:
_ في واحد عايز حضرتك ، ومستنيكي عند البحيره٠٠

عقدت ” ألماسه” حاجبيها وتسألت :
_ هو مش قال إسمه إيه؟!

رد العامل نافيا :
_ لا ، بس قالي أنه عايزك ضروري ٠٠٠

توجست ” ألماسه ” وشعرت بالخوف من أن يكون ” كرم ” !!!٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

وصلت ” ألماسه” الي البحيره وتفاجأت حين وجدت ” صهيب ” يقف بملامح جامده ٠٠٠

اقتربت ” ألماسه” منه وقضبت حاجبيها متسأله باستغراب :
_ صهيب جاي تعمل إيه ؟؟، وعرفت منين أني هنا؟!

نظر لها ” صهيب” وقد ظهر الضعف في عيونه وقال بصوت مختنق :
_ أبويا مات يا ألماسه ٠٠٠٠

شهقت” ألماسه”بفزع ورددت بصوت خافت مفعم بالأسي :
_ امتي حصل ده ؟!

لمعت عيون ” صهيب ” بالدموع التي يحبسها رافضا نزولها ٠٠ زفر بشده وقال بحسره :
_ مات امبارح يوم كتب كتابي على مهره ٠٠

رددت ” ألماسه” بحزن :
_ الله يرحمه يا صهيب ،البقاء لله ٠٠

تنفس ” صهيب ” مختنق وكتم دموعه بصعوبه وتحدث بقهر والكلمات تخرج بصعوبه منه :
_ أنا ،جاي، النهارده ، عشان أنا محبتش بعد حبي لأبويا غيرك ٠٠ألماسه أنا محتاجك ٠٠

انكمشت ملامح ” ألماسه ” وقالت مستنكره :
_ صهيب أنت بتقول ايه؟؟٠٠٠ أنت مش خلاص قررت تكمل حياتك مع مهره !!٠٠٠ وزي ما قولت امبارح كان هيبقى كتب كتابكم ، يعني الي بتقوله ده مينفعش ٠٠

صرخ ” صهيب” فجأه بحرقه معترض :
_ ألماسه أنا عايزك انتي ٠٠ عايزك جمبي ، مش قادر أعيش حياتي مع حد غيرك ، ألماسه بترجاكي للمره الاخيره ٠٠٠

سقطت دامعه حاره من ” صهيب” أثناء حديثه ٠٠٠مما دفع ” ألماسه ” لتهتف معنف إياه بنبره قويه :
_ دموعك بتنزل عشاني يا صهيب ؟! ٠٠٠ لا أنا مستهلش ده ، أنا مستهلش حبك ده ٠٠٠ مهره هي إلي تستاهل أنك تحبها مش بس تحبها ده انت تحطها فوق راسك كمان، مهره وقفت جمبك كتير متستاهلش منك كده ،صهيب فوق من وهم حبي ده ، أنت عايش في وهم ٠٠ أنا منفعكش ٠٠٠

حرك ” صهيب” رأسه بعنف وأخذ يضرب بيده على قلبه قائلا بنبره متألمه مرتجفه :
_ أعمل إيه في قلبي الي بيحبك ٠٠٠ مش بأيدي ، والله ما عايز اجرح مهره ، بس مش قادر ٠٠

تنفست ” ألماسه ” بعمق وقد شعرت بالشفقة عليه ،ثم فكرت في كلمات مناسبه ثم قالت بنبره جاده :
_كمل جوازك بمهره يا صهيب ، أسمع مني أنا عارفة أنك لما تتجوزها وتعيش معاها هتحبها وهتلاقي أن حبك ليا كان مجرد وهم ٠٠ أنا وأنت مستحيل نكون لبعض ٠٠ مهره هي إلي تنفعك كمل معاها وهتيجي في يوم من الايام تحمد ربنا انك اتجوزتها هي ٠٠٠

اغمض ” صهيب” عيونه بشده ثم فتحهم وقال بنبره خافته حزينه مفعمه باليأس:
_ يعني مفيش أمل ؟!٠٠

حركت ” ألماسه” رأسها نافيه وقالت برفق:
_ الأمل مع مهره يا صهيب ٠٠٠

تأملها ” صهيب” بصمت وعيونه تتفحص جميع ملامح وجهها بدقه ، ثم تحرك ببطء متجاوز إياها وقد بدأت دموعه تتساقط واحده تلو الأخرى ٠٠٠

اكتسي وجه ” ألماسه ” بالحزن والأسي من أجله ٠٠

التفت ” صهيب ” نصف التفاته ينظر لها بعيون تذرف الدموع ثم عاد ينظر أمامه واكمل طريقه مسرعا ودموعه الحاره تتساقط بلا توقف ٠٠٠٠

تمتمت ” ألماسه ” هامسه لنفسها بشفاه مرتجفه:
_ مش لوحدك الي بتحب حد مبيحبكش يا صهيب!! ٠٠ واضح أن ده ذنبك ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في منزل نوال”

_ أنت متأكد أنه راح ليها ؟! ٠٠ هاتلي رقم عمها ٠٠ اتصرف عايزه الرقم حالا٠٠

أنهت ” نوال” المكالمه وجلست على أحد المقاعد بملامح حزينه ،ودموعها متحجره تأبي النزول ٠٠٠

خرجت ” مهره” من أحد الغرف وقالت بصوت مبحوح :
_ مفيش اخبار عن صهيب ؟!

توترت ” نوال ” وقالت كاذبه :
_ لا مفيش يا حبيبتي ٠٠٠ ادخلي بس كملي نومك وانا لما اعرف حاجه هقولك ٠٠

شعرت ” مهره” بخيبة الأمل وقالت بخفوت:
_ مش عارفه انام ٠٠٠

قالت ” نوال ” بحنو مصره :
_ معلش يا حبيبتي حاولي ٠٠٠ انتي منمتيش من امبارح !! ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اطمئنت ” نوال ” أن ” مهره ” قد نامت وتاكدت من تنفسها المنتظم ٠٠٠

خرجت ” نوال ” من الغرفه واتصلت بالرقم الذي وصل لها للتو في رساله ٠٠٠ دقائق واتها الرد فقالت :
_ السلام عليكم حضرتك دكتور صالح عم ألماسه؟! ٠٠

وصل الي مسامعها صوت ” صالح” وهو يقول :
_ايوه أنا ٠٠خير في حاجه؟!

أخذت ” نوال ” ثم هتفت قائله بنبره جاده قويه :
_ ايوه في ، في أن بنت أخو حضرتك بتقابل صهيب ابن اخويا بعد ما خطب،هي عايزه منه ايه تاني ؟!٠٠٠ أنا اخويا مات امبارح وبدل ما ابن اخويا يبقي جمب خطيبته وخطيبته تقف جمبه ، لا بنت أخوك سيطرت عليه لدرجة أنه ينسي خطيبته ويروحلها هي ٠٠٠ أبعد بنت أخوك عن صهيب يا دكتور ٠٠٠

أنهت” نوال ” ما تود قوله ثم اغلقت المكالمه دون أن تسمع رده ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠
في الغرفه

وقعت ” مهره” بركبتيها على الأرضية البارده وقد تبلدت ملامحها وأصبحت كالتمثال بعد أن سمعت حديث ” نوال ” ، همست بوجع معنفه نفسها:
_انتي الي رخصتي نفسك!!

نظرت للفراغ لدقائق بملامح متجمده ثم قالت هامسه لنفسها بتوعد وشرسه :
_ ماشي يا صهيب انا بقي هخليك تلف حوالين نفسك ٠٠

سقطت منها دمعه ساخنه الهبت وجنتيها وهي تهتف مكمله بكسره وقهر:
_ هخليك تحبني واوجعك زي ما انت وجعتني ٠٠
صمتت قليلا تاركه لدموعها العنان وقالت بصوت مرتجف مليء بالوجع والألم :
_ أنت بس حبني وأنا هسامحك يا صهيب ٠٠٠ هو أنا وحشه ، حبني يا صهيب ،ااااااااااه يا صهيب اااه

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في المساء ”

دلف ” سفيان” إلي البيت بملامح مقتضبه وجد ” ألماسه” و ” زهره” ، فهتف قائلا بجمود:
_ السلام عليكم

ردت ” زهره” قائله بنبره عاديه :
_ وعليكم السلام

وردت ” ألماسه” باقتضاب :
_ وعليكم السلام

دلف ” صالح” بملامح غاضبه وصاح بصوت قوي:
_ أنت مش هتتلمي بقي ٠٠ دايما فضحاني كده !!

عقد ” سفيان ” حاجبه وتسأل بريبه:
_ في ايه ؟!

وقفت ” زهره ” وقالت مستفهمه:
_ في ايه يا بابا؟!

بينما وقفت ” ألماسه” تنظر الى “صالح” بثقه متعجبه ٠٠٠٠

قال “صالح” بعصبية هادره:
_ الهانم الي قدمكم بعد ما رفضت صهيب وقرر هو يتجوز ويستقر وده ضايقها أنه معدتش هيجري وراها ، قامت جيباه هنا وراها المزرعه عشان تاخده من خطيبته ٠٠

صعقت ” ألماسه ” بكل هذه الاتهامات وهتفت مصدومة:
_انا معملتش حاجه!!

بينما كان ” سفيان” قد اعتلت معالم الصدمه وجهه وتحولت ملامحه الي الغضب وهو يلتفت إلى ” ألماسه ” قائلا بشك من بين أسنانه:
_ هو صهيب جيه هنا ؟!

شحب وجه ” ألماسه”ونظرت إلى ” سفيان” و و قالت بوضوح مدافعه عن نفسها:
_ اه جيه بس ٠٠٠

شعر” سفيان” بنيران قد اشتعلت بداخله وقاطعها قائلا باحتقار :
_ عايزه كله يجري وراكي ٠٠ أنا غلطت أما افتكرتك اتغيرتي ٠٠

اهتزت ” ألماسه ” في وقفتها وشعرت بألم شديد بداخلها وقالت بنبره مختنقه غير مصدقه والرؤية مشوشه أمامها:
_ أنت صدقت الكلام ده ، بسهوله كده!!

أنهت جملتها ثم سقطت فاقده للوعي ٠٠٠

يتبع

 

error: