العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(48)
_ وحشتني !!
اتتها تلك الرساله عبر تطبيق الواتساب من رقم غريب يبدو أنه دولي، لتعقد حاجبيها بتعجب ناقله بصرها الي سفيان الذي عقد حاجبيه هو الأخر وقد انكمشت ملامحه قليلا لكنه احتفظ بالصمت وإزاح بصره عن الهاتف ناظرا إلي الكتاب الذي أمامه متلاعب بالقلم ، بينما هي ردت على الرسالة كاتبه :
_ مين ؟؟

بعثت تلك الرساله ثم القت نظره خاطفه على سفيان ثم عادت تنظر إلى المحادثه لتنفرج أساريرها عندما وجدت رساله مكتوب بها :
_ أنا زهرة يا ألماسه ، وحشتني

نقلت بصرها إلي سفيان الذي كان يركز نظراته عليها بترقب صامت ، فهتفت تخبره بسرور متعجب :
_ زهره يا سفياان ، زهره !!

هدأت تعبيراته وارتسمت ابتسامه طفيفه على ثغره قائلا بحنو :
_اهي كلمتك أهي ، اطمني بقي

هتفت وهي تكتب إلي زهره قائله بحماس وسرور:
_ كانت واحشني أوي

أرتسمت ابتسامه دافئه على ثغره وهو يتأملها بصمت وهي تكتب إلي زهره بحماس ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أنهت حديثها عبر تطبيق الواتساب مع ألماسه ، وحركت رأسها لتحدق بمراد الذي يجلس ممسك بهاتفه يحدق به بتركيز فزفرت على مهل واضعه الهاتف علي الطاوله محدقه اياه بنظرات هادئه لتسأله بملل :
_ بتعمل ايه ؟

رفع مراد رأسه محدق إياها بذهن مشوش قائلا بعدم تركيز :
_ كلمتي ألماسه ؟

حركت رأسها أيجابا ، ليعاود هو النظر إلى الهاتف قائلا بتقرير :
_ أنا هنزل الشغل بكره

ظلت دقائق تحدقه بنظرات صامته حتي هتفت بقليل من الضجر :
_ هقعد لوحدي هنا ليل نهار

رد مراد عليها بنبره غير مكترثه وبصره معلق بالهاتف :
_ بكره تتعودي ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“بعد مرور شهرين”

في تلك البلد العربية

شعرت زهره بتشنج في جسدها وقد احتدت ملامحها عندما رأت ذلك الرجل الذي خرج للتو من شقته المقابله لشقتهم ،لتلتهب عيونها رامقه إياه نظره حاده قابلها هو بنظره عابثه متسليه وعيونه تكاد تجردها من ملابسها ، أبعدت بصرها عنه وقد شعرت بحراره في جسدها من الغضب واتت أن تهبط درجات السلم ، ولكن اوقفها صوته البغيض يقول بنبرة ملتويه:
_ راحه فين يا ٠٠٠

تعمد التوقف عن الحديث بخبث ، لتدير هي رأسها له قائله بحده مبرره :
_وانت مالك !!

قالت تلك الكلمات رامقه إياه نظره قاتله تود الفتك بذلك اللعين الذي يلاحقها بكلمات الغزل منذ اسبوعين فهو مصري يعمل هنا منذ سنوات يسكن في الشقه المقابله لشقتهم ومنذ أن رأته ولم ترتاح إلي نظراته حتي بدأ في التمادي معها بالقاء كلمات الغزل بعد أن عادت زوجته و أطفاله إلي مصر منذ اسبوعين فهي امرأه لطيفه فقد تعرفت عليها لا تستحق أن تكون زوجه لذلك البغيض٠٠

القت عليه نظره ناريه ثم هبطت درجات السلم سريعا تاركه إياه خلفها يرمقها بنظراته الوقحه ، ضغطت على حزام حقيبتها شاعره بنظراته المصوبه اتجاها وقد تلون وجهها بشده بفعل الغضب ، تخشي اخبار مراد بهذا الشخص خوفاً من المشاكل التي قد تحدث ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
زفرت بضجر عندما لمحت نظرات الحنق وعدم الرضا عن ما ترتديه ، فهتفت بانزعاج :
_ سفيان دي تاني مره اغير واللبس برضوا ميعجبكش ، ماله ده ،بلوزه طويلة أهو والطرحه مظبوطة اهي، إيه المشكلة بقي !!

قالت أخر كلماتها محدقه بما ترتديه ، ليرتشف هو من كوب القهوه الذي بيده قائلا بتملك وصرامة :
_ قولت تنسي موضوع البنطايل ده ، اتفضلي أدخلي البسي فستان واسع من إلي اشترتهم ليكي

ذمت شفتيها بحنق ودبت بقدميها في الأرض قائله بتأفف :
_ يوووه بقي ، الفساتين مش عمليه في المشي ، أنا برتاح في البناطيل اكتر

تجاهل حديثها ووضع فنجان القهوه على الطاوله وهو يقول بنره حازمه خشنه :
_ سمعتي أنا قولت إيه ، حالا تدخلي تغيري ، وبسرعه عشان كده اتاخرتي على كليتك

قال الجمله الاخيره ناظرا إلي ساعة يده الانيقه ، لتزفر هي بضيق واستدارت متجهه إلي غرفة نومهم بأستسلام ٠٠

تنهد هو تنهيده عميقه والتقط هاتفه من على الطاوله وبحث في قائمة الأسماء حتي توصل إلي رقم شقيقته سميره وقام بالاتصال عليها وقام بوضع الهاتف على أذنه ليأتيه ردها بعد لحظات قائله بصوتها الرقيق :
_ السلام عليكم ، ازيك يا أبيه

ارتسمت ابتسامه حانيه على ثغر سفيان هاتفا بحنو واهتمام :
_ عامله ايه يا حبيبتي ؟؟

لحظات من الصمت حتي سمع تنهيداتها المحمله بالحزن قائله باحتياج :
_ محتاجك يا أبيه ، محتاجه اتكلم معاك أوي

شعر سفيان أن شقيقته تعاني من شيء ما لذا قطب حاجبيه بشده قائلا باهتمام بالغ :
_ مالك يا حبيبتي ؟؟ ، جوزك زعلك ؟؟

اتي سريعا ردها النافي قائله :
_ بالعكس يا أبيه ده بيتعامل معايا كويس جدا ما أنت عارف هو بيحبني أزي

شعر سفيان بالحيره ومسح على وجهه متسأل بنبره هادئه :
_ أمال مالك يا حبيبتي ؟!

استشعر غصه البكاء التي تخنقها وهي ترد بتحشرج :
_ أنا محتجالك وبس

تقلصت تعابير سفيان وقد خمن ما يضايق شقيقته ليقول بأدراك محتقن :
_ حماتك بضايقك مش كده !!

لحظات من الصمت حتي اتي ردها الكاذب المتحشرج المفعم بالتوتر :
_ لا ، مش كده

أدرك هو صدق إحساسه ليخبرها بصوت حازم خشن مفعم بالدفيء :
_ أنا جايلك ، هوصل ألماسه الكليه وهجيلك

لحظات حتي اتي صوتها المتأثر :
_ ربنا يخليك ليا يارب

ارتسمت ابتسامه طفيفه على ثغره قائلا بحنان :
_ ويخليكي ليا حبيبتي

أتت ألماسه على اخر جمله لتشتعل عيونها بالغيره وتصيح بحنق :
_ مين دي إلي حبيتك يا دكتور ؟؟

رفع سفيان بصره ليحدق بها وهو يهتف لشقيقته بهدوء :
_ سلام يا حبيبتي

أنزل الهاتف من على أذنه مغلق المكالمه وبصره معلق بتلك الحانقه التي نفذت ما طلبه منها وارتدت فستان فضفاض طويل ، لتصيح مره اخرى بغيره واضحه :
_ كنت بتكلم مين ؟؟

رفع حاجب ونزل الآخر قائلا بخبث :
_ وأنتي مالك !!

أنكمشت تعابير ألماسه أكثر لتتحرك وتلتقط منه الهاتف بعنف لتبحث فيه مما جعل الراحه ترتسم على ملامحها قائله بعبوس زائف :
_ عارف يا سفيان لو مكنتش اختك إلي بتكلمك وكانت واحده تانيه كنت هعمل فيك إيه !

وقف سفيان ليصبح أمامها والتقط منها الهاتف واضعا إياه في جيب سترته ورفع أحد حاجبيه متسأل بتسليه :
_ كنتي هتعملي إيه !!

قال تلك الكلمات وهو يميل عليها يداعب أنفها كعادته ، لتتصنع هي الحنق قائله بحيره :
_ مش عارفه الصراحه كنت هعمل إيه ، بس اكيد كنت هاخد موقف

مال عليها سفيان ليقبل وجنتيها بدفيء بالتبادل ، لترتسم ابتسامه مبهجه على ثغرها ، ابتعد هو عنها قرصا أحدي وجنتيها وهو يقول بثقه:
_ متقدريش تاخدي مني موقف يا قرده

وضعت هي يديها في خصرها هاتفه باعتراض :
_ ليه بقي أن شاء الله !!

نظر سفيان الي ساعة معصمه ثم نظر لها قائلا ببسمه مشاكسه :
_ لما نرجع ابقي أقولك ليه ويلا عشان اتاخرنا على الكليه بتاعت سيادتك

انتبهت هي سريعا وضربت على رأسها قائله بادراك :
_ اه صحيح يلا اتاخرت

قالت تلك الكلمات وهي تنحني لتلتقط الكتب الخاصة بها من على الطاوله ثم التقط حقيبتها الصغيره واضعه إياها على كتفها ، وتحركت خلف سفيان الذي التقط مفتاحيه وتحرك ليفتح باب الشقه وخرج وهي خلفه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أحمر وجهها بغضب شديد وقد تلون بشده وشعرت بالخوف يزحف الي جسدها وهي تحدق بتلك الفتاه إلي تعرفت عليها حديثاً واتت إلي شقتها كم ادعت من أجل أن تزورها ولكن الحقيقة شئ آخر أن تلك الشقه لم تكن سوي شقه مشبوهه، وها هي توزع بصرها باشمئزاز وغضب بين هولاء الفتيات الذين يرتدون ملابس تكشف أكثر ما تستر ويضعون مساحيق التجميل بطريقه مبالغه ، وهناك بعض الرجال أيضاً يحتسون الخمر كأنه ماء محدقين بالفتيات الذين يتمايلون أمامهم بطريقه تثير التقزز في النفوس ناهيك عن ضاحكتهم المرتفعة الرقيعه ٠٠

ضغطت ياسمين بشده على حزام حقيبتها وقد شعرت بأنها على وشك التقياء من هذه المناظر ، لتدور بعيونها الغاضبه المشمئزه في المكان باحثه عن تلك اللعينه التي خدعتها ، فباب الشقه مغلق بالمفتاح ولا تستطيع الخروج من هنا كأنه فخ ونصب لها باحترافيه !! ٠٠

لمحت تلك الفتاه تخرج من احد الغرف ترتدي ملابس خليعه جعلت ياسمين كالتمثال فكيف استطاعت تلك الفتاه أن تمثل عليها الاحترام والأخلاق بل كيف خدعت هي بتلك السهوله ، اقتربت منها ياسمين بعيون تطلق شرارات الغضب لتصيح بشراسه :
_ اه يا زباله ، افتحي باب الزفت المخروبه دي خرجيني من هنا

تسلطت جميع أنظار المتواجدين باتجاه ياسمين ، لتلمع عيون أحد الرجال باعجاب وخبث متفحص بتعجب تلك المحجبه بملابسها المتحشمه التي لا تتناسب مع ذلك المكان بالمره عقد حاجبيه بتركيز وهو يراها تشوح بيدها وتصيح بغضب ناري مفعم بالقلق :
_ بقولك افتحي الباب ٠٠

ضحكت تلك الفتاه بخلاعه وغمزت بعيونها لياسمين قائله بنبره مائعه ذات مغزى وهي تتلاعب بخصلات شعرها المصبوغ بالون الأصفر:
_ مش هفتح قبل ما تبقي واحده مننا

ارتجفت ياسمين قليلا وعقدت حاجبيها بشده وقد أصبحت عيونها كتليتن من النيران الغاضبه وهي تصيح بريبه وغباء مفعمه بالعصبية :
_ تقصدي إيه ؟؟

أتت الفتاه أن تجيبها ولكن ساد جو من التوتر والفزع حين صاحت أحدي الفتيات بصوت مرتفع مذعور :
_ الشرطه جات

جمله كانت كفيلة بشل جسد ياسمين وشحوب وجهها وتراخي اطرافها وقد سيطر عليها الذعر بل الهلع وهي توزع نظراتها الزائغه الفزعه بين الفتيات والرجال التي يركضون في بفزع يحاولن الهروب ولكن هيهات فالشرطه قد وصلت في الوقت المناسب !!٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ مالك يا ألماسه ؟؟

نطقت بتلك السؤال صديقه ألماسه الجالسه بجانبها في المدرج ، زفرت ألماسه الممسكه بهاتفها تحدث ابنة عمها زهره عبر تطبيق الواتساب ، ردت على صديقتها دون أن تنظر لها :
_ مفيش يا بسنت ، بكلم بنت عمي

قالت تلك الجملة وهي تكتب الي زهره :
_ زهره قولي لمراد على تصرفات المتخلف ده

بعثت تلك الرساله منتظره رد زهره الذي اتي سريعا حيث كتبت :
_ خايفه من المشاكل يا ألماسه

أصبحت ملامح ألماسه صارمه وهي تكتب :
_ زهره اسمعي كلامي ، لازم تقولي لمراد

_ ألماسه الدكتور جيه

نطقت بسنت بتلك الكلمات وهي تلكز ألماسه في ذراعها ، لتنهي ألماسه سريعا المحادثه مع زهره كاتبه :
_ الدكتور جيه ، هكلمك بعدين

أغلقت الهاتف ثم وضعته أمامها رافعه بصرها باتجاه ذلك الدكتور ، لتميل علي رفقيتها بسنت محدثه إياها بصوت خفيض مفعم بالضجر :
_ أنا مبفهمش ولا كلمه من الراجل ده

لوت بسنت فمها هامسه لها هي الأخري قائله بحسره :
_ سيبك من الفهم ، مش كانوا يجبلونا دكتور مز كده

كبتت ألماسه ضحكتها بصعوبه قائله بخفوت :
_ هو ده الي همك يا شيخه اتلهي ٠٠اسكتي ده أنا حلمت حلم عجيب امبارح ، لا قولي كابوس

قالت تلك الكلمات بعبوس ، لتسألها بسنت باهتمام :
_ حلم إيه ؟؟

تنفست ألماسه وشردت بعقلها متذكره تفاصيل حلمها العجيب ٠٠٠٠

_ نتيجة التحليل بتقول أن المدام بتتعاطي نوع من المخدرات !! ، وده غلط على الجنين

شعر كأن دلو ماء بارد قد سكب عليه وتقلصت تعابيره بشده لتصبح ملامحه قاتمه حاده وهو يوزع بصره بعدم تصديق بينها وبين الطبيب الممتعض ، ابتلعت هي ريقها ببطء غير مستوعبه لحديث الطبيب الذي صدمها بشده وشل تفكيرها لتثبت نظرها عليه محركه رأسها عدة مرات متتاليه نافيه جملة الطبيب ٠٠٠

فاقت من تذكرها وبدأت تقص لصديقتها احداث الحلم ، لتطلق بسنت عقب انتهائها ضحكه خافته قائله بسخرية خافته:
_ إنتي مخك فوت يا ألماسه يا حبيبتي

لتشاركها ألماسه الضحك الخافت قائله بتأكيد مرح :
_ عندك حق أنا شكلي اتجننت
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جالسه على الفراش تحتضن طفلها الرضيع الذي وضعته الشهر الماضي ، أقترب منها صهيب ليجلس بجانبها على الفراش يداعب طفله النائم قائلا بضيق زائف :
_ هو أنت على طول نايم كده يا واد يا يزيد

حدقت مهره بطفلها ببسمه حانيه ، لتضعه على الفراش بجانبها بحرص محكمه غطاءه الصغير عليه ، ثم عادت تنظر إلي صهيب قائله براحه شديده :
_ الحمدالله أن العقربه بنت عمك حست على دمها ومشيت

انطلقت ضحكه خافته من صهيب قائلاً باستسفار مازحا :
_ أنا مش عارف إنتي مش بتحبيها ليه؟؟

عبست مهره بملامحها ولوت فمها بحركه شعبيه قائله بنبره مستائه :
_ وهي الحربايه دي فيها إيه يتحب !!!

اتي صهيب أن يرد عليها ولكن قاطعه رنين هاتفه فاخرجه من جيب سترته ليجدها ابنة عمه مريم ليعقد حاجبيه ناظرا إلي مهره قائلا بعبث :
_ أهي مريم بتتصل

انكمشت ملامح مهره بشده واحتدت ،وفي لحظات كانت تخطف الهاتف من صهيب لتضغط على رز الرد واضعه اياه على اذنها لتستمع إلي صوت مريم الرقيق تقول :
_ صهيب مجتش الشغل ليه النهارده !!

أتت مهره أن ترد عليها لكن لاحظت نظرات صهيب المتوجسه الموجهه لها لتلمع فكره في ذهنها نفذتها سريعا حيث فتحت مكبر الصوت واضعه الهاتف على الوساده ، ثم اطلقت ضحكه أنثوية عاليه قائلا بدلال أنثوي :
_ ربنا يخليك ليا يا صهيب يا حبيبي

قطب صهيب حاجبيه بشده ووزع بصره بين مهره و الهاتف حيث الخط مازال مفتوح وقد هتفت مريم بغضب غير مبرر :
_ صهيب ، رد عليا

مد صهيب يده والتقط الهاتف مغلقا المكالمه ثم قذف الهاتف جاذبا مهره من ذراعيها لتصبح في أحضانه قريبه منه ليهتف بتسليه :
_ أحبك وأنت بتغير

وانحني على وجهها وكاد أن يصل الى مبتغاه ولكن قاطعه بكاء يزيد ،لتدفعه مهره بعيد عنها سريعا وتعتدل على الفراش حامله رضيعها بحذر وهي تقول بحنو :
_ بس يا حبيبي بس

بينما صهيب قد أصبحت ملامحه متهجمه ، ليزفر بانزعاج متأمل مهره وهي تحاول أن تهدأ الصغير ليتبدل سريعًا انزعاجه إلي ابتسامه دافئه عندما رأي ملامح صغيره المحببه إلي قلبه وكيف تضمه مهره إلي صدرها لتجعله يشعر بالسعادة من أجل ابنه الذي حصل على أم مثل مهره ليصبح حظه أفضل من حظ أبيه !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ سفيان يلا هنخرج

نطقت ألماسه بتلك الكلمات وهي تخرج من غرفتهم مرتديه ثياب مناسبه للخروج ، ليرفع سفيان رأسه ممرر يده في خصلات شعره وقد عقد حاجبيه متسأل باستغراب :
_ هنخرج !!، دلوقتي؟؟

أجابت بنبرة جاده وهي تعدل من وضع حجابها مقتربه من مكان جلوسه :
_ إيوه دلوقتي ، الساعه لسه ٨

مط سفيان شفتيه محدق إياها بنظرات متعجبه قائلا بارهاق :
_ أدخلي غيري هدومك يا حبيبتي ، أنا لسه راجع من المستشفى ومهدود حيلي

حدقته ألماسه بنظرات مصره قائله بحزم لا يقبل النقاش :
_ قولت هنخرج يعني هنخرج ، عايزين نتعشا برا

ضيق ما بين عينيه متسأل بتخمين :
_ إنتي متبخطيش ؟؟

هزت رأسها نافيه قائله ببراءه مزيفه :
_ لا ما أنا قولت جوزي حبيبي هيخرجني النهارده

ارتسمت ابتسامه ساخره على ثغره واضعا ذراعيه خلف رأسه قائلا بادراك متبرم :
_ قولي كده بقي ، خشي حضري أكل يا حبيبتي واتهدي كده

اقتربت منه أكثر لتجلس على الأريكة بجانبه ووضعت كفها على صدره محركه انامله بحركات دائرية على قميصه وعيونها تحدقه بنظرات تشع دلال لتقول بنعومه شديده :
_ يرضيك يعني يا حبيبي ، مراتك الحامل يبقي نفسها تخرج ومتخرجهاش دي حتي عيبه في حقك ، وبعدين ابنك ولا بنتك هيزعلوا على زعلي لو مخرجتش

أبتسمت عيون سفيان ابتسامه لم تصل الي ثغره ليقرب وجهه من وجهها لتشعر بحراره أنفاسه ، قبل أنفها قائلا بخفوت فظ :
_ ماتخفيش يا حبيبتي مش هيزعل على زعلك ولا حاجه ، وبرضوا مش هنخرج

أرتسمت معالم الغيظ على وجهها هاتفه بعند واصرار :
_ ورحمه بابا يا سفيان هتخرجني

عندما نطقت إسم والدها المتوفي حتي وجد نفسه دون أن يشعر يمرر أنامله على وجنتيها بدفيء قائلا بحنو مفعم بالأسي من أجلها :
_ طيب يا ستي هنخرج ، بس متتعوديش على كده

تفاجئ بها تقفز واقفه على قدميها عقب انتهاء كلماته لتصفق قائله بانتصار وغرور مزيف :
_ ايوه كده ، قوم بقي

أرتسمت ابتسامه صغيره على ثغر سفيان ونهض من مكانه جاذبا سترته من على المقعد ليرتديها ثم التقط هاتفه ومفاتيحه ، وأشار لها باتجاه باب الشقه قائلا بنفاذ صبر مبتسم :
_ يلا يا ختي

سبقته ألماسه باتجاه باب الشقه لتفتحه وهي تقول بمرح :
_ بحبك يا سيفو

اغلق باب الشقه خلفه عقب خروجه ثم هبط درجات السلم معها وقد تأبطت في ذراعه ليبتسم هو لها قائلا بقلة حيله :
_ مطلعه عيني معاكي على طول كده

تفاجئ سفيان عندما وجد ساره تقف في مدخل البنايه وقد هتفت باستسفار :
_ اتاخرتوا كده ليه ؟؟، أنا ما صدقت عائشه نامت وسبتها مع ماما
قالت تلك الكلمات بتقرير ٠٠

إجابتها ألماسه وهي تحدق به قائله بأستياء مزيف :
_ أما اقنعت اخوكي بالخروجه

نقل سفيان نظراته بينهم بإدراك متعجب برفعه حاجب :
_ ده انتوا مخططين للخروجه بقي !!

ابتسمت كلا من ساره وألماسه بعبث لتقول الاخيره بغرور :
_ طبعاً يا حبيبي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في قسم الشرطه

حاوطت ياسمين جسدها بذراعيها وهي جالسه على الأرضية البارده الصلبه ودموعها تسيل بصمت وقد تمكن الخوف واليأس منها وهي تنقل بصرها بين هولاء الفتيات الجالسين بلا مباله يثرثون بضحكاتهم الوضعية تلك كمن اعتادوا على ذلك ، أغمضت عيونها بشده والدموع تنهمر منهم بلا توقف وبدأ جسدها في الارتجاف وقد مر ما حدث معاها كشريط سينمائي بدايه من اقتحام الشرطه لتلك الشقه ودفع العسكري لها بطريقه مهينه ناهيك عن حديثه اللاذع الجارح غير مبالي بدافعها عن نفسها كونها بريئه ، وأخيراً وصولهم إلى القسم ونظرات جميع من به لهم فتنوعت النظرات ما بين اشمئزاز ، احتقار لتطعنها في مقتل هي ياسمين المثال للأخلاق الحسنه تأتي إلي مكان كهذا بتلك التهمه الشنيعه والسبب من !، السبب فتاه وثقت بها بسرعه شديده وكونت صداقه معاها كأنها تعرفها منذ مئات السنين ، هذه هي طبيعتها تتعامل بحسن نية مع الجميع وتثق بالجميع بسهوله وها هي النتيجة المخزيه !!

فتحت عيونها الحمراء التي تذرف الدموع لتلهب وجهها ثم لمحت تلك الفتاه التي ادعت صداقتها جالسه بكل اريحيه تتلاعب بخصلات شعرها بشرود لتغلي الدماء في عروقها فمسحت دموعها بظهر كفها بعنف ، لتسلط نظراتها الملتهبه على تلك الفتاه ، لتنهض فجأة واقفه على قدميها ثم وبسرعه البرق كانت تتقدم كالاعصار باتجاه هذه الفتاه لتقبض بكفيها بعنف على ملابس الأخري لتجعلها تقف وأخذت تهزها بطريقه شرسه عنيفه لتتسع عيون الأخري ببطء محاوله التحرر منها وكان قد سيطر التوتر وبعض الخوف عليها من ياسمين التي تحولت لشخص آخر وهي تصيح بصوت جهوي شرس مليء بالعنف :
_اه يا بنت الكلب ، إنتي **** ، ربنا ينتقم منك أنا عملتلك إيه عشان تعملي فيا كده، ها ردي عليا

أنهت كلماتها وهي تلقي الآخري أرضا لتجلس فوقها تكيل لها الضربات بغل وعنف قاسي وعيونها كالجمراتين وقد سقطت عبراتها لتزيد من حرقان عيونها٠٠٠

بينما تجمعت باقي الفتيات حولهم يتبادلون النظرات المدهوشه لتتقدم واحده منهم محاولة أزاحت ياسمين من فوق الفتاه التي أخذت تصرخ صراخ أنثوي شق سكون المكان محاولة الدفاع عن نفسها ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ هات يا بني الي جم في دعاره دول

نطق حمزه بتلك الكلمات يأمر العسكري بخشونه مفعمه بنفاذ الصبر ، ليتحرك الأخير لكي ينفذ أمره تاركا حمزه يزفر بضيق مستند بمرفقيه على سطح المكتب ، دقائق وسمع طرقات على الباب ليوجهه بصره باتجاه الباب قائلا بصوت خشن :
_ أدخل

دلف العسكري ومعه هولاء الفتيات ومن ضمنهم ياسمين التي كانت تتخفي خلف أحدهم ، فهي عندما علمت أن الظابط الذي سوف يجري التحقيقات معهم حمزه حتي تمكن منها الذعر وتجمدت الدماء في عروقها شاعره بالذل لأول مره في حياتها ٠٠٠

مرر حمزه بصره بين الفتيات بملامح مقتضبة بارده حتي توقف عند تلك الفتاه الواقفه خلفها ياسمين ، فضيق ما بين عينيه هاتفا بنبره قاسيه فظ :
_ مستخبيه ليه يا ****، تعالى يا بت قدام هنا

ارتجفت ياسمين بشده وتلاحقت على وجهها العبرات الحاره ، لتتحرك بخطوات بطيئة متقدمه للأمام وهي تخفض بصرها بخزي ، اتسعت عيون حمزه ببطء وقد تصلبت ملامحه عندما تعرف عليها ليردد بعدم تصديق :
_ياسمين !!

رفعت ياسمين رأسها ببطء وحدقته بعيونها الحمراء بفعل البكاء ضاغطه على شفتيها المرتجفه بقوه ثم حركتهم محاوله تكوين كلمه مفيده قائله بضعف متحشرج :
_ م مظلومه

استغرق الأمر بضع لحظات حتي أدرك حمزه الموقف لتتحول ملامحه سريعا إلي القسوه والغضب الناري المتمثل في عيونه السوداء المخيفه التي كانت كمن يندلع منها نيران وهو يحدق بها ، لتشعر هي بتصلب جسدها الذي يهتز من البكاء وقد شحب وجهها بطريقه مخيفه وأصبحت نظراتها مذعورة ، أشار هو إلي العسكري قائلا بنبره عنيفه من بين أسنانه :
_ رجعهم تاني على التخشيبه يا عسكري ، وسيب دي

قال الجمله الاخيره مشيراً إلي ياسمين وعيونه ترسل لها نظرات تكاد تقتلها وهي واقفه لتنكمش على نفسها وهي تعض على شفتيها محاولة التوقف عن البكاء٠٠ نفذ العسكري أمره سريعا لتصبح الغرفه خاليه إلا من ياسمين وحمزه ليرن الصمت القاتل للحظات ونظرات حمزه المخيفه موجهه لها تجعلها تكاد تسقط فاقده للوعي من فرط فزعها وقد تجمدت الدموع على وجهها كم تجمدت نظراتها على ملامح حمزه القاسيه ليقطع هو ذلك الصمت قائلا بنبرة غليظه عنيفه بثت الرعب في نفسها :
_بتهببي إيه هنا ؟؟

ذادت حالتها سوء لتنهار باكيه بشده وشهاقتها ترتفع وقد أصبح جسدها بأكمله يهتز من البكاء بشده ٠٠٠

صاح هو ضاربا بكفيه على سطح المكتب بعنف شديد ، وكانت عيونه قاسيه بشده وملتهبه من شدة الغضب وهي يحدق بتلك الواقفه ترتجف وتتشنج من البكاء وقد انتفضت أثر صوته الذي دب الرعب في جسدها ، لتقول من بين شهاقتها المخيفه بنبره متحشرجه متلعثمه:
_م ، مظلومه

_ جايه في دعاره يا استاذه يا محترمه

نطق هو الكلمات الاخيره من بين أسنانه بقسوه هادره تشع بالاتهام وقد فقد السيطرة على نفسه ، ليرن الصمت للحظات وهو يدقق بنظراته المتفرسه بعنف فيها بدايه من ملابسها المحتشمه وطرحتها التي انزاحت قليلا عن شعرها ليشعر بشئ في الموضوع ، فهو يفهم في الناس جيداً وياسمين ليست من نوع تلك الفتيات بالتأكيد هناك خطأ بالموضوع ، لذا حاول السيطرة على غضبه الناري الذي سيطر عليه بمجرد رؤيتها متهمه بشئ هكذا ، رفع كفه يمسح على وجهه عدة مرات متتاليه ليقول بهدوء مفعم ببعض الحده الفظه :
_ إيه إلي حصل بالظبط ؟؟

توقفت ياسمين قليلا عن البكاء تحدقه بعيون باكيه متأمله في مساعدته لها ولكن كان هناك بعض الخوف منه لكنها تشجعت ورفعت كفيها تكفف دموعها سريعا ،وحاولت تهدأت نفسها للتوقف عن البكاء ثم تحدثت بنبره مرتجفه مبحوحه :
_ مظلومه والله ، هي ، هي الي عملت فيا كده

تحفزت جميع حواس حمزه وقد شعر بالريبه ليسألها بترقب جامد :
_ هي مين ؟؟

تنفست ياسمين بشده وقد هدأ بكاءها تماماً إلا من بعض الشهقات الخفيفة للغايه وشعرت أن قدميها لم تعد تحملها ، فشعر هو بذلك لذا قال بخشونه :
_ أقعدي

تقدمت سريعا لتجلس على أحد المقاعد الموجودة أمام المكتب ورفعت بصرها تنظر له وقد لاحظت نظراته الحاده المتمعنه بها مترقب لحديثها ، هربت بنظراتها بعيد عنه وبدأت تقص عليه قائله بنبرة مبحوحه خافته :
_ في بنت من البنات إلي جم هنا هي السبب في ده ٠٠ اتعرفت عليها من شهر تقريبا٠٠٠ ووثقت فيها وبقت صاحبتي وجات بيتي ٠٠٠ وبعدها عزمتني على بيتها وروحت بحسن نية٠٠٠ ولاقيت أن هي شقه مشبوهه ٠٠٠ وحصل إلي حصل ٠٠

قالت أخر كلماتها وغصه البكاء تخنقها وقد بدأت تفرك كفيها بشده ، ليدقق حمزه في حديثها بشده وقد استشعر بفطنته صدق حديثها ولكن غضبه منها لم ينتهي فهي مندفعه للغايه وقد اوصلها اندافعها إلي هنا ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ متزعليش يا حبيبتي من حماتك ، هي برضوا أمه ونفسها تشوف حفيد ليها

نطقت حنان بتلك الكلمات بعقلانية وهي تضع الهاتف على اذنها محدثه ابنتها سميره التي اتي صوتها قائله بهدوء شديد:
_ مش زعلانه يا ماما ، أصلا أبيه جيه النهارده واتكلمت معاه وارتحت شويه

نظرت حنان إلي حفيدتها عائشه النائمه في حجرها ثم أبتسمت وقالت بحنو :
_ ربنا يخليكم لبعض

اتها صوت سميره قائله برقه :
_ أمين ، بقي ألماسه وساره خرجوا مع سفيان !!

أبتسمت حنان وهي تداعب وجه الرضيعه بحنو قائله ببسمه جميله :
_ ايوه يا ستي ، اخوكي رجع من الشغل من هنا وخدهم وخرجوا

رن الصمت للحظات ثم هتفت سميره بتذكر :
_ ايوه صحيح يا ماما ، قولي لساره تجيلي بكره عشان عايزها تساعدني في نتضيف الشقه واهي عائشه تقعد معاكي

تنهدت حنان قائله بهدوء :
_ حاضر يا بنتي ، أهم حاجة متزعليش نفسك

قالت الجمله الاخيره بحزم حنون ، ليأتيها صوت سميره القائله بخفوت :
_ ماشي يا ماما

هتفت حنان بنبرة رزاينه دافئه :
_ ربنا هيكرمك وهتحملي و حملك هيكمل أن شاء الله وهتبقي أحسن أم في الدنيا

اتها صوت سميره الراجي متمنيه بحرقه :
_ يارب يا ماما يارررب

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ أنا غلطان أني خرجتك

نطق سفيان بتلك الكلمات بضيق زائف وهو ينظر إلي ألماسه التي تسير بجانب ساره وهم يتحدثون بصخب وهو يسير بجانبهم قائلا بنزق :
_ يعني يا قرده مخلينا نمشي في البرد في الوقت ده

حركت ألماسه رأسها باتجاهه قائله ببساطه والبسمه تزين ثغرها :
_ استمتع معانا يا سيفو ده الجو فظيع

انطلقت ضحكه من ساره وهي تقول باعجاب ناعم :
_ يعجبني فيكي يا ألماسه طريقه دلعك لسيفو، قصدي سفيان

قالت أخر كلمتين مصححه عندما لاحظت نظرات سفياان المحذره ،بينما تبأطت ألماسه ذراعه ليلوي هو فمه ثم مال يهمس لها بوعيد :
_ عجبك كده ، منظري بقي مزهق قدام الناس بسبب كلمه زفت سيفو دي

انطلقت ضحكه من ألماسه لتقول بمشاكسه وهي تراقص حاجبيها:
_ عجبني جدا جدا جدا

قالت تلك الكلمات وهي تسحب يدها مبتعده عنه لتنظر لساره قائله بشقاوه :
_ تيجي نجري لحد البيت

أنهت كلماتها وهي تنطلق راكضه بحريه ، ليحدق سفياان بها بضع لحظات ، ثم أدرك الموقف ليركض خلفها قائلا بانفعال صارم :
_ يخربيتك إنتي حامل

قال تلك الجملة وهو يحاوط خصرها من الخلف ليجعلها تتوقف ، بينما ساره تضحك بصوت مرتفع على جنون ألماسه ، ضحكت الاخيره قائله بتذمر طفولي :
_ ما تسبني اخد حريتي يا عم ، لعلمك إبنك هو الي عايز يجري

لفها سفياان له ليصبح وجهها مقابل وجهه ثم رفع كفه ضاربا جبينها بلطف قائلا بصرامه ينهرها :
_ إنتي حامل يا بنت المجانين ، يعني شغل الهبل بتاعك ده بلاش منه

ابتسمت ألماسه بشده قائله بنعومه شديده :
_ خايف عليا !!

رد سفيان عليها بمشاكسه قائلا :
_ لا خايف على ابني طبعا

ذمت شفتيها بشده ولكمته في صدره قائله بغيظ :
_ مستفز

ابتعد سفيان عنه ليقترب من شقيقته يحاوط كتفيها قائلا بعبث :
_ اكدب عليكي يعني

وضعت ألماسه يديها في خصرها محدقه اياه بنظرات عابسه شريره ، أزاحت ساره برفق ذارع شقيقها من عليها قائله بمرح :
_ ألماسه إنتي هتتحولي ولا إيه !!

قالت تلك الكلمات وهي تقترب منها لكن الأخري تحركت فجأة باتجاه سفيان لترتمي في أحضانه قائله بصياح مرتفع :
_ لا مطلقينش ارجوك طب و عيالنا

التفتت جميع الماره على إثر صوتها ليحدقوا بهم بنظرات مستسفسره متعحبه ، بينما أرتسم الذهول على ملامح ساره ، أما هو فقد قطب حاجبيه بشده مدهوش حيث دفنت رأسها في صدره صائحه مره اخرى برجاء مزيف :
_ مش عايزه اطلق لا، حرام عليك ، مطلقينش عيالك كده هيضعوا ، يرضيك العيال تتشرد !!

ليتجمع مجموعة من الناس حولهم حيث ضربت سيده كفيها ببعضهم قائله بضيق:
_ هطلقها ليه يا بني ؟

تصلب سفيان في وقفته بعيون متسعه بذهول وهو يحدق بألماسه التي ابتعدت عنه محدقه بتلك السيدة قائله باستعطاف تمثيلي :
_ ارجوكي يا طنط قوليوا عيالنا هيروحوا فين كده هيشردهم ، عايز يطلقني ويرميني في الشارع

تحدث أحد الرجال ناظرا إلي سفيان قائلا بنبره احتقار :
_ أكيد في واحده لفت عليه وعايزه تاخده منك

تحول ذهول سفيان الي غضب ومرر نظراته بينها وبين الواقفين ثم سلط نظراته عليها يرمقها بوعيد غاضب ٠٠

كبتت ساره ضحكتها بصعوبه واقتربت من ألماسه تربط على كتفها هامسه لها :
_ سفيان هيولع فيكي ، لمي الموضوع بسرعه

لمحت ألماسه نظرات سفيان الغاضبه فابتلعت ريقها ببطء وقالت ببسمه مرتبكه موزعه بصرها بين الواقفين :
_ شكرا يا طنط شكرا يا عمو ، شكرا ليكم كلكم أنا هظبط الدنيا مع سيفو ، اااه سفيان

قالت أخر كلمتين مصححه عندما وكزتها ساره في ذراعها ، لوت السيده فمها قائله بدعاء ناصحه إياه :
_ ربنا يهديلكم الحال ، الأمور تتحل بالعقل يا بني

تحركت تلك السيدة مع جميع الواقفين بهدوء وهناك منهم من يشعر بالسخط على سفيان ، تراجعت ألماسه خطواتين إلي الخلف وهي تلاحظ نظرات سفيان الحاده الموجهه لها لتقف خلف ساره تحتمي بها ، في حين تحدث هو من بين أسنانه ساخرا :
_ بقي مش عايزه تطلقي !!

انهي تلك الجملة وهو يتجاوز شقيقتها ليقبض على خصر ألماسه حاملا إياها بسرعه كالشوال لتصبح رأسها عند ظهره لتضربه بقبضتيها قائله بقلق متوتر :
_ سفيان نزلني ، سفيان الناس بتتفرج علينا ، أنت هتعمل فيا إيه !!

قالت الجمله الاخيره بتوجس وهي تركل بقدميها في الهواء ، ليصك هو أسنانه قائلا بتوعد :
_ هوريكي بقي الجنان على أصوله

أنهي حديثه وتحرك مشيراً إلي ساره الضاحكه أن تلحقه ، فصاحت ألماسه باستنجاد:
_ ساره قولي لاخوكي ينزلني

ضربت بقبضتيها على ظهره بشده وهي تحدق بساره التي تسير خلفهم وتتبسم قائله بقلة حيله :
_ إنتي الي جبتيه لنفسك

كانوا جميع الماره يحدقون بهم بنظرات تنوعت ما بين تعجب ، حالميه ، استغراب ، استنكار ، استياء والكثير و الكثير من النظرات ٠٠٠

أما هو فكان غير مبالي بتلك النظرات فكان لديه هدف واحد فقط هو تلقين تلك الصغيرة درس لطيف على ما فعلته من جنون ٠٠ بينما هي قد أصبح وجهها أحمر بشده من الخجل والاحراج من النظرات المصوبه باتجاههم ٠٠

لتصيح به بشراسه مفعمه بخجلها وهي تضربه على ظهره بشده :
_ نزلني بقي ، منظرنا بقي زفت

تمسك بها أكثر وهو يرد عليها بصرامه مفعمه بالقوه :
_مش قبل أما أعلمك الأدب

صرخت ألماسه بنبره مستائه :
_ ادب !!، طب ازاي !! ، وأنت قليل الأدب

انطلقت ضحكه من ساره وهي تقول بتحذير مرح :
_ يا بت أهدي ، إنتي عايزاه يموتك النهارده ؟

كز سفيان علي أسنانه قائلا بوعيد حاد :
_ وحياة أمي هخلي ليلة أهلك سودا النهارده

قال تلك الجملة وهو يتوقف عن السير حيث وصلوا أمام البنايه ليشير الي شقيقته قائلا بهدوء مصطنع :
_ خدي المفاتيح من جيبي ده واطلعي افتحيلنا باب الشقه

يأست ألماسه من أن ينزلها لذا قالت تستفزه بنبره بارده _ ميرسي يا سيفو أنك شيلتني ، مكنتش اعرف أنك خايف عليا حتي من المشي

_ وحياة أمك !!

نطق سفيان تلك الكلمات من بين أسنانه بغيظ ، لتنفجر ساره ضاحكه وهي تخرج المفاتيح من جيب سترته ثم غمزت الي ألماسه بشقاوه وسبقتهم الي الاعلي ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جالسه على الأريكة تقضم اظافرها بحنق بانتظار صهيب الذي خرج للذهاب إلي مريم التي اتصلت تستنجد به بعد أن تمت سرقة منزلها ،نهضت من مكانها وبصرها معلق بالساعه فقد تأخر كثيرا وعندما هاتفته كان الهاتف مغلق ، لتشتعل النيران بجسدها متخيله جميع السنياروهات لهم معا ليتأكلها قلبها من الغيره ٠٠ كورت قبضتها بشده والتقطت هاتفها من على الطاوله تجرب الإتصال به مره اخرى ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بينما في قسم الشرطه

كان عامر جالس على مكتبه وأمامه كلا من صهيب ومريم لتخبره الاخيره بنبرة انثويه رقيقه مفعمه بالانفعال :
_ ارجوك يا حضرت الظابط ترجعلي الحاجات الي اتسرقت فيها حاجات مهمه بالنسبالي

تأمل عامر ملامحها قليلا ثم تنحنح شابكا كفيه في بعضهم قائلا بنبره جاده :
_ اطمني يا انسه

نهض صهيب من مكانه قائلا لعامر برازنه :
_ ياريت لو في جديد تبلغنا ، يلا يا مريم

قال الجمله الاخيره مشيراً إلي مريم التي نهضت ليغادورا المكتب مغلقين الباب خلفهم ، ليسترخي عامر في جلسته بعدها٠٠٠٠

دقائق ووجد حمزه يقتحم مكتبه كالاعصار لينتفض واقفا على الفور محدق بتعبيرات حمزه التي لا تبشر بالخير ليصيح الاخير يأمر إياه :
_ اطلع أنت مكاني الصعيد

قال تلك الكلمات ثم غادر كما دلف تاركا عامر في حيره من أمره ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
سار حمزه في ممرات القسم عائد إلي مكتبه فهو ترك ياسمين في مكتبه دون أن ينطق بشئ عقب أن قصت عليه ما حدث ، ادي العسكري الجالس أمام مكتبه التحيه العسكريه له ، ليدلف حمزه الي مكتبه وقد تفاجئ عندما وجده خالي من ياسمين ، لتصبح ملامحه أكثر حده وهو يصيح قائلا بصوت جهوري :
_ يا عسكري

اتي العسكري على الفور قائلا بخنوع :
_ أمرك يا باشا

_ فين البنت إلي كانت هنا ؟؟

نطق حمزه بتلك الكلمات متسأل بغضب مكبوت ، ليجيب العسكري مبتلع ريقه :
_ رجعتها التخشيبه يا ٠٠

ابتلع باقي كلماته عندما صاح به حمزه بنبرة متعصبة :
_ مين الي قالك ترجعها ، أنا مقولتش ليك حاجه زي كده ، بتصرف من دماغك ليه !

قال تلك الكلمات متجاوز العسكري سريعا ٠٠ليزفر الاخير وقد أحمر وجهه من خوفه من حمزه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت جالسه في أحد الأركان تضم ركبتيها إلي صدرها وقد جفت دموعها وأصبحت ملامحها واجمه صلبه للغايه ، لمحت نظرات تلك الفتاه المحتقنه لها وهي تتلمس وجهها مكان ضربات ياسمين لها لترمقها الاخيره نظره حاده ثم دفنت وجهها بين ساقيها وظلت هكذا للحظات حتي سمعت صوت الباب الحديدي يفتح يعقبه صوت حمزه الفظ يقول:
_ قومي

رفعت ياسمين رأسها ببطء لتجده يقف بملامح مقتضبة يحدقها بنظراته، لتحرك فمها متحدثه بصوت مبحوح منهك :
_ بتكلمني أنا !!

حرك حمزه رأسه أيجابا بصمت ، لتنهض ببطء واقفه علي قدميها بتعب وهي توزع بصرها بينه وبين الفتيات المتربصين لها وخصوصا تلك الفتاه التي تحدقها بنظرات غل واضحه ،اشار لها حمزه بيده بصمت للخروج ، فتحركت مسرعه بلهفه ، وتحرك هو خلفها بعد أن وزع نظراته الغاضبه بين باقي الفتيات ٠٠

أخذها إلي مكتبه ليشير لها بالجلوس عقب دلوفهم الي المكتب ، لتجلس هي بارهاق وبصرها معلق به لتسأله بصوت متحشرج متأمله :
_ صدقتني ؟!

لم يجيبها حمزه فقد اكتفي بالصمت ليتحرك يجلس على المقعد الذي أمامها ومال للأمام قليلا مستند بكفيه على ساقيه قائلا بنبره هادئه للغايه :
_ تفتكري كنتي هتبقي قاعده كده لو أنا مش واثق أنك معملتيش حاجه

سرعان ما أرتسمت بسمه متلهفه على ثغرها قائله بامتنان :
_ شكرا ، ممكن أمشي بقي

قالت الجمله الاخيره بلهفة ، ليحرك هو رأسه نافيا قائلاً بنبرة لا توحي بشيء :
_ مش دلوقتي

انقبض قلبها واختفت البسمه من على وجهها لتقول ببهوت :
_ ليه !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ركضت ألماسه إلي غرفة نومهم عقب أن انزلها سفيان ، ليشمر هو اكمام قميصه لاحقاً إياها إلي الغرفه ، لتتراجع هي في خطواتها الي الخلف ليصبح ظهرها مستند على خزانة الملابس وهي تحدقه بنظرات قلقه مرتابه قائله:
_بهزر والنعمه ، أوعي تتهور ، أنا حامل

قالت أخر جمله بتحذير طفولي ، ليمسح هو على وجهه بقلة صبر متحرك باتجاها سريعًا ، لتركض هي سريعا متهربه منه لكنه قبض على معصمها يسحبها لتصبح أمامه بملامحها المتوترة قائله بثرثره مدافعه:
_ والله كنت بهزر معاك ، وحياة أمك ما تزعل مني ، عشان خاطر إلي في بطني ٠٠٠

توقفت عن الحديث عندما وجدت ملامحه جامده لا تلين وقد جذبها من معصمها ليجلسها على طرف الفراش ثم وقف أمامها عاقدا ذراعيه أمام صدره يحدقها بنظرات صامته ليهتف بسخرية :
_ قولي بقي تاني كده ، مين الي كان هيطلقك !!

ظلت ألماسه للحظات تحدقه بنظرات محتاره نادمه ثم وقفت فجأة واقتربت منه قائله بغنج :
_ بهزر بقي الله

التوي ثغره بابتسامة جانبيه قائلا ببرود مستفز :
_ حركات الدلع دي مش هتاكل معايا

أقتربت منه أكثر وحاوطت عنقه بذراعيها واسبلت عيونها قائله بصوت أنثوي رقيق للغايه :
_ فك التكشيره بقي عشان خاطري ، أنا حبيت اهزر معاك
وبس ، وبعدين أنت بقي بجد إلي عصبتني ، بقي أنت خايف على إبنك ومش خايف عليا

لم يبدي على سفيان أنه تأثر بتصرفاتها ليبعد ذراعيها من حول عنقه محدق إياها بابتسامة بارده قائلاً باستفزاز :
_ هربيكي يعني هربيكي ، بقي أنا قليل الادب وهطلقك واشرد العيال ده أنا هوريكي التشرد على حق دلوقتي يا حبيبتي

توجست ألماسه من حديثه وابتلعت ريقها قائله بريبه :
_ أنت ناوي على إيه !!

اتسعت ابتسامه سفيان ليقول بنبرة بارده متسليه يأمرها :
_ الشقه كلها تتنضف وتبقي بتلمع كده من النضافه ، وبعد ما تخلصي تعمليلي محشي ورق عنب عشان نفسي فيه ، دلوقتي حالا

اهتزت حدقتيها بتوتر وقالت باحتجاج :
_ إيه ده !!، أنا حامل

مط شفتيه قائلا باستخفاف مستنكر :
_ هم الحوامل بيفضلوا طول فترة الحمل من غير ما يعملوا حاجه !

ذمت شفتيها بضيق قائله باحتجاج :
_ بس أنا ٠٠

أشار لها سفياان بسابته قائلا بنبرة صارمه لا تحمتل النقاش :
_ كلامي يتنفذ من غير نقاش ، أنا هدخل دلوقتي أخد دش ، عايزه الشقه بتلمع كده من النضافه ، وعلى الله يا ألماسه كلامي ميتنفذش

قال أخر جمله بتحذير قوي ليتحرك باتجاه خزانة الملابس ليفتحها باحثا عن ملابس له ، بينما هي دبت في قدميها في الأرض قائله بانزعاج :
_ متسلط ورخم

التقط سفيان ملابس مريحه ومنشفه وهو يرد عليها قائلا بهدوء متناهي :
_ عارف اني متسلط ورخم ، عشان كده لو الكلام متنفذش ٠٠

ترك اخر كلمه تاركا لها حرية التفكير في عقابه ، ألقي عليها نظره متلسيه قبل أن يدلف إلي المرحاض مغلق الباب خلفه ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت زهره إلي غرفة نومهم لتجد مراد يغط في نوم عميق فرفعت الغطاء قليلا لتنام بجانبه ثم اندست في أحضانه كالقطه ، ليتملل في نومه قليلا متمتم بين اليقظه والنوم :
_ زهره

نطق إسمها محاصرا خصرها بذراعيه ليكمل نومه براحه على عكسها فكانت تفكر في أمر ذلك اللعين المزعج ,ارتفعت براسها قليلا لتحدق بمراد النائم بسلام ، مررت أناملها على وجهه بببطء مفكره بشرود !!

لحظات حتي وجدته يفتح جفونه ببطء محدق إياها بنظرات يغلب عليها النعاس ليبتسم لها بحب قائلا بهمس متحشرج :
_ منمتيش ليه !!

أزاحت خصله من شعرها إلي الخلف قائله بهدوء مصطنع :
_ مش جيالي نوم

قالت تلك الكلمات وهي تعتدل لتستند براسها على كتفه ، ليضم خصرها أكثر قائلا بخفوت خشن :
_ مش جيالك نوم ليه بقي ؟؟

توترت زهره و دفنت وجهها في صدره دون أن تجيب ، ليشعر قلبه بوجود شئ يزعجها لذا سألها بأصرار هادئ وهو يتلاعب بخصلات شعرها :
_ في إيه يا زهره بجد ؟!!

فكرت زهره أن تخبره لكنها تراجعت خائفه من تهوره ، فقالت بارتباك :
_ مفيش حاجه يا مراد والله

سألها مراد بعدم اقتناع :
_ متأكده !!

اغمضت جفونها مستنده بكفيها على صدره قائله بتوتر ملحوظ :
_ ايوه متأكدة ، تصبح على خير بقي

بدي على مراد عدم التصديق لكن تظاهر بالاقتناع قائلا بهمس حاني :
_ وأنتي من أهل الخير

قال تلك الجملة ليغمض جفونه لسيتكمل نومه عازماً بالغد علي معرفة ما يزعج زوجته ٠٠٠ بينما هي تصنعت النوم ولكن هيهات يأتيها النوم وهي تفكر بالتصرف السليم مع هذا الرجل !!٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج من المرحاض وهو ينشف خصلات شعره بالمنشفه وقد تفاجئ بتلك الجالسه على الفراش تتألم ، ليفذف المنشفه سريعا من يده على الفراش مقترب منها قائلا بلهفه :
_ مالك يا ألماسه ؟؟

لترسم هي علامات الألم على وجهها باتقان قائله بخفوت:
_ حاسه بوجع بسيط ،متقلقش يروح بس وهقوم أعمل الي انت قولت عليه

قالت الجمله الاخيره بوادعه مترقبه ، ليجلس بجانبها على الفراش وملامح القلق واضحه على وجهه قائلا برفق :
_ مش عايزك تعملي حاجه يا حبيبتي ، بس قوليلي حاسه بأيه ؟

تصنعت ألماسه الألم واضعه رأسها على الوساده قائله برقه :
_ أنا هنام شويه وهبقي كويسه ، متقلقش يا سفيان

ملس سفيان علي خصلات شعرها برفق ثم نهض من على الفراش قائلا باهتمام حاني :
_ هروح اعملك حاجه دافيه تشربيها

قال تلك الكلمات وهو يتحرك مغادر الغرفه ، لتتصنع هي الوادعه قائله :
_ متتعبش نفسك

لم يستمع لها حيث غادر الغرفه ، لتقفز هي واقفه على الفراش مبتسمه بمكر وأخذت تقفز عدة مرات والانتصار مرتسم على ملامحها ،سرعان ما تحول إلي توتر وقد تصلبت عندما عاد سفيان مره اخرى ليراها هكذا ليدرك سريعا حيلتها ليعقد حاجبيه بشده قائلا بادراك مغتاظ :
_ والله !!

عادت تجلس على الفراش وتصنعت الألم مره اخرى قائله بتعلثم :
_بعمل تمارين عشان الألم

اقترب منها سريعًا ليقف بجانب الفراش محدق إياها بنظرات مستهزءه قائلا باستهجان :
_ لا يا شيخه !!

رفرفرت بجفونها قائله بانفعال مزيف :
_ أنت شكلك بتتريق على وجعي ، أخص عليك يا سفيو مكنش العشم

رفع كفه الخشن يعد على أصابعه قائلا ببرود مبتسم :
_ أولا تنضفي المطبخ كويس جدا ، وبعدين باقي الشقه وبعدين تكوي هدومي كويس جدا ، مش عايز اشوف حاجه مش نضيفه في الشقه ، وحاجه كمان أنا جعان اعمليلي أكل ٠٠

قفزت ألماسه من فوق الفراش واضعه يديها في خصرها قائله بحنق :
_ أنت بتحلم يا أبن حنان ، أنا هنام بدري

وضع هو الآخر يديه في خصره قائلا بتحدي بارد :
_ وحياة الغاليه أمي لهتعملي إلي قولت عليه أما أشوف أنا ولا إنتي

شعت عيونها بتمرد قديم لتقول باصرار شديد :
_ قولتلك مش عامله حاجه

_ دي واجباتك يا هانم ولازم تتعمل ، لو معملتيش إلي قولتلك عليه هسيبك و اروح ابات الليله عند امي حبيبتي

قال سفيان تلك الكلمات بحزم محدق إياها بنظراته المستخفه بها ، لتركل بقدميها في الأرض بعصبية قائله بتذمر :
_ أوف بقي ، وسع كده من قدامي

استدار يحدق بها وهي تخرج من الغرفه قائلا بتساؤول مصطنع :
_ راحه فين !!

إجابته وهي تخرج من الغرفه قائله بتأفف :
_ راحه أعمل إلي قولت عليه يا ابن حنان٠٠

يتبع

error: