العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(28)

رسمت “ألماسه” ابتسامه واسعه علي ثغرها ورفعت فستان الزفاف بيدها قائله :
_ شوفت يا سيفو فستان فرحي اشتريته النهارده انا و قاسم ٠٠

تغيرت ملامح ” سفيان ” وأصبحت مظلمه وهو يوزع بصره بين وجهها و بين الفستان ، تحدث بنبره مفعمه بالغيره:
_انتي شوفتي قاسم النهارده ؟!

اومأت ” ألماسه ” برأسها إيجابا وهي تبتسم متصنعه السعاده وهتفت قائله :
_ أنا وهو روحنا النهارده نشتري الفستان خلاص الفرح قرب ٠٠

شعر ” سفيان ” بحرقه شديده وقد اشتعلت الغيره بداخله وتحدث قائلا بصوت متحجر:
_ إنتي هتجوزي بجد بقي ؟!

اطلقت “ألماسه ” ضحكه متهكمه وهتفت قائله :
_اه هتجوز بجد ، شوفت بقي !!

اخفي غضبه وغيرته وتصنع الثبات وتحدث بصلابه :
_ مبروك !!

طوت ” ألماسه ” الفستان ثم قالت بفتور :
_ الله يبارك فيك ، عقبالك ؟!

قال ” سفيان” من بين أسنانه :
_ أنا لو اتجوزت هتجوز واحده بس ٠٠

ارتسمت ببطء ابتسامه على ثغرها وهي تتسأل بأمل :
_ مين هي ؟!

قال ” سفيان ” باقتضاب وعيونه معلقه بعيونها :
_ زهره !!

تلاشت ابتسامتها وارتسمت خيبة الأمل على وجهها وهتفت قائله بسخريه :
_ واضح يا سفيان اني عمري ما هعرف أحس اتجاهك غير بخيبة الأمل ٠٠

قال ” سفيان ” بنبره خاليه من أي تعبير :
_ محدش قالك تحسي اتجاهي بحاجه

رفعت ” ألماسه” حاجبيها ثم أطلقت ضحكه ساخره وقالت :
_ها ، وايه كمان ؟! ، واضح أنك مدرب نفسك كويس ٠٠

عقد حاجبيه بشده وقال متسأل بعدم فهم:
_ مدرب نفسي على إيه ؟!

وضعت ” ألماسه ” الفستان على المقعد ثم أشارت له بيدها قائله بابتسامه متشفيه :
_ نظراتك ليا عكس كلامك ، أنت حاسس دلوقتي بغيره وغضب بس مش عايز تبين ٠٠

توقفت قليلا عن الحديث تراقب قسمات وجهه التي تشنجت و ظهر عليه كأنه على وشك الانفجار ، مما جعلها تكمل قائله بثقه وقوه:
_ أنا متأكده انك مش قادر تتقبل جوازي وأنك موجوع ، وأنا هوجعك اكتر هخليك تدفع تمن كل لحظه وقفت فيها قدامك وكنت بشحت منك الحب ٠٠٠

كاد ” سفيان ” أن يرد عليها ، لكنها سمعت رنين هاتفها فأشارت له بيدها قائله بجفاء :
_ هرد علي التلفون عشان المكالمه دي مهمه ، أهم من أي كلام عايز تقولوا ٠٠

أنهت جملتها ثم وضعت يدها في جيب بنطالها وأخرجت هاتفها و قامت بالرد على الإتصال قائله برقه :
_ قاسم ٠٠

عندما سمع ” سفيان ” إسم قاسم حتي أصبحت مقلتيه حمراء من الغضب و قد أصبح وجهه مخيف وهو يراها تتحرك بدلال وهي تتحدث في الهاتف وقد خفضت من نبرة صوتها ، كور قبضته بشده وضرب الحائط بعنف وهو يزمجر بحده قائلا :
_ اطلعي بره ، اطلعي كلميه فوق ، بررررره ٠٠

صاح بالكلمه الاخيره بصوت مخيف يدب الرعب في النفوس ٠٠

انتفضت ” ألماسه ” وانهت المكالمه سريعا وهي تنظر له بخوف وتوتر ، بينما أتت” حنان ” وخلفها ” ساره” وقالت الاخيره متسأله بقلق:
_في إيه يا أبيه ؟!

بينما راحت ” حنان ” ترميهم بنظرات ثاقبه بها بعض الحزن ٠٠

استعادت ” ألماسه ” رباطة جأشها ورمت ” سفيان” بنظره قاسيه وقالت بعدم اكتراث :
_ معلش يا ساره سفيان ضغط الشغل شديد عليه ، ياريت لو في عصير ليمون يروق دمه ٠٠

رمها ” سفيان ” بنظرات متوحشه بفعل نيران الغيره المشتعله بداخله ثم قال وهو يتنفس بصعوبه:
_ اطلعي برررره ٠٠

خرجت” حنان ” عن صمتها وقالت بصرامه:
_ أنت اتجننت يا سفيان ، بتطردها قدامي ٠٠

قال “سفيان ” بشرسه وهو يحدق” بألماسه “:
_ ايوه اتجننت وهي السبب !!

قالت “ساره ” بدهشه :
_ أنا مش فاهمه حاجه ، هو في إيه ؟!

تحركت ” ألماسه ” بهدوء متناهي والتقطت الفستان ثم تحركت باتجاه باب المنزل الذي يقف بجانبه ” سفيان” ، مالت عليه وهمست بفحيح :
_ أجمد كده ، سيب الجنان ليوم فرحي٠٠

أنهت جملتها ثم غادرت الشقه مغلقه الباب خلفها بهدوء ٠٠ووقفت خارج الشقه تستند على الباب وقد تحولت ملامحها الي الضعف وهي تهمس لنفسها :
_ أنت الي عملت فينا كده ، استحمل بقي ٠٠

سمعت رنين هاتفها الذي كان بيدها تحركت من أمام الباب و قامت بالرد على الاتصال وتنهدت قائله:
_ ايوه يا مرام ٠٠ قاسم ده خطيبي يا بنتي ٠٠ يوووه يا مرام عمي كان قاعد و كان لازم ارد عليكي على أساس أنك قاسم ٠٠ لا مبتكلمش معاه ٠٠٠ مرام اقفلي عشان أنا مش فايقه دلوقتي ٠٠ماشي هبقي اكلمك ٠٠سلام بقي ٠٠

أغلقت الهاتف ثم جلست على السلم وهي تمسك الفستان بقوه ٠٠ تنهدت تنهيده عميقه بثت فيها كل أحزانها ، شعرت بشخص يجلس بجانبها ولم يمكن هذا الشخص سوي ” مراد ” ، قالت هي باهتمام مستفسره :
_ عمي وافق علي جوازك انت و زهره؟!

قطب ” مراد ” حاجبيه قائلا من بين أسنانه :
_عمك رفض يجوزهالي ، عارفه ليه ؟!

تسألت “ألماسه” بتوجس :
_ ليه ؟!

قال ” مراد ” بنبره مليئه بالحقد:
_ عمك عايز زهره ترجع لجوزها تاني

وقع الخبر على ” ألماسه ” كالصاعقه وقد ظلت تنظر له وهي متجمده ، ثم ابتسمت فجأه بسخريه وهي تقول بيأس:
_ عمي مش هيتغير ، فاكر أنه هيقدر يخلي زهره تنفذ الي يقول عليه ٠٠

قال ” مراد ” بانفعال حانق:
_ هتنفذ لو طليقها ده بيحبها ٠٠

ابتلعت ” ألماسه ” غصه في حلقها وقالت بجمود :
_ متخفش هو بيحب غيرها ، بس ممكن يرجع ليها كل شئ جايز ٠٠

قال ” مراد ” بعصبية خافته بها بعض الخوف :
_ لا عمك يهمني ولا طليقها يهمني ، الي يهمني زهره يا ألماسه خايف تخذلني، لكن أنا مش هسيبها و عمك لازم يفهم كده كويس ٠٠٠

قالت ” ألماسه ” بيقين تشجعه :
_ مراد أنت بتحبها وهي بتحبك دي حاجه أنا متأكدة منها ، يبقي أنت مش لازم تسيبها ، اقولك حاول مع عمي اكتر من مره لو موافقش ، أنا هقف جمبك لحد ما زهره تبقي مراتك ٠٠

توقفت عن الحديث ونظرت أمامها قائله بأصرار وحزم :
_ مش هسمح لعمي يعمل مع زهره زي ما عمل معايا ٠٠

انتبه ” مراد ” لما قالته ونظر لها متسأل بتعجب :
_ هو عمل معاكي ايه ؟!

أخذت ” ألماسه ” نفس عميق وقالت بنبره مقتضبه :
_هيجوزني !!

قال ” مراد” باهتمام بالغ وقد انتبه للفستان الذي بيدها :
_ هيجوزك ازي ؟! ، إنتي مش موافقه ؟!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
” داخل شقة أهل سفيان”

قالت ” حنان ” تنهره بشده :
_ إيه بقي يا دكتور سفيان بتطرد البنت من البيت ليه ؟! ،مش قادر تتحمل أنها هتجوز غيرك ما أنت السبب في ده ٠٠

أسند ” سفيان ” رأسه على المقعد الذي يجلس عليه ثم رفع يده يمسح على وجهه بشده وهو يقول بصوت متشنج:
_لو سمحتي يا أمي ، سيبني في حالي دلوقتي ٠٠

قالت ” حنان” بصوت عالي :
_ لا مش هسيبك في حالك يا سفيان ، ليه بتعمل في نفسك وبتعمل فيها كده ؟! ، ما ترد بتعذبها و تعذب نفسك ليه ؟!

أجاب ” سفيان ” بنفاذ صبر منفعل :
_ انتي عارفه أنا اكبر منها بكم سنه ؟ ، ١٦سنه ، بلاش فرق السن هقول لعمها ايه؟ ، أنا اتجوزت بنتك فتره وطلقتها و دلوقتي عايز اتجوز بنت اخوك ، تقدري تقوليلي رد فعله هيكون ايه ؟ ، أول حاجه هيقولها اني كنت بحب ألماسه وقت جوازي بزهره ، واظن إنتي شوفتي بنفسك معاملته ليها ، مش هيصدق أني مكنش في حاجه بينا وقتها ، بلاش ده كله لو كنت اتقدمتلها قبل ما اتجوز زهره خالص تفتكري كان هيوافق أو أصلا كان هينفع ،انا أكبر منها بكتير هي نفسها اه بتحبني بس هل بعد ١٥ سنه مثلا هتفضل تحبني ولا هتحس أنها أقل من غيرها و هتكرهني وقتها ٠٠

توقف عن الحديث وهو يلهث من فرط الانفعال أغمض جفونه للحظات ثم فتحهم واسترسل مكمل بأرهاق مفعم بالحزن:
_ أنا خلاص تعبت ، كل ما أغمض عيني أشوفها قدامي ، بتخيل بس يوم فرحها بتخنق ،مش عارف هعمل إيه يومها ٠٠

نظرت له ” حنان ” بحزن ثم قالت بنبره هادئه بسيطه :
_اكبر منها ب١٦ سنه !، طب ما ابوك كان أكبر مني ب ١٧ سنه اتجوزتوا وعمري ما ندمت ، يا بني فرق السن ده يكون مقياس أمتي لو هتتقدم لوحده لا تعرفك ولا تعرفها ساعتها ممكن تترفض لأن أصلا مفيش سبب قوي لجوزكم ، لكن أنت و هي بتحبوا بعض يعني ده سبب كافي أنك تشيل فارق السن من دماغك٠٠

قاطعها ” سفيان ” قائلا بتهكم :
_ ده حبي ليها سبب كافي أني أبعد عنها ، أنا مكنش ينفع أحبها أو حتي اقرب منها ٠٠

لوت ” حنان ” فمها وقالت بنفاذ صبر شديد :
_ أنت عايز تجبلي شلل صح ، يا بني إيه التفكير ده هي مشاعرك بأيدك ؟!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“خارج شقه أهل سفيان”

كانت مازالت ” ألماسه ” تتجاذب الأحاديث مع “مراد” حين وقع بصرها على” قاسم” الذي يصعد درجات السلم فقالت بصوت خافت ممتعض:
_ كانت ناقصك !!

لمحها ” قاسم ” هي و ” مراد ” فصاح بفظاظه:
_ الله الله، حضرتك قاعده هنا مع الاستاذ ، وسايبه خطيبك مش معبراه طول اليوم ٠٠

استغفرت ” ألماسه ” بصوت مسموع ، بينما مال ” مراد ” عليها قائلا بخفوت :
_ هو ده المحروس خطيبك ٠٠

حركت ” ألماسه ” رأسها إيجابا بأسف وهي تردد بسخريه:
_ ايوه هو ده سيد الرجاله ٠٠

كتم ” مراد ” ضحكته بصعوبه وهو ينظر إلي ” قاسم” قائلا :
_ مالك يا كابتن مضايق ليه ؟!

قال ” قاسم ” بانفعال :
_خطيبتي قاعده مع واحد غريب وتقولي مضايق ليه ؟!

أكمل حديثه هو يصيح بصوت عالي:
_ فين عمك يجي يشوف المهزله دي ، شويه مع إلي اسمه سفيان ودلوقتي ظهر الأخ ده ، إنتي في إيه بالظبط ؟!

هبت ” ألماسه ” واقفه وانفجرت فيه هاتفه بعصبية هادره :
_ ما تلم نفسك يا بتاع أنت ، اقف معوج وأتكلم عدل ٠٠

وقف “مراد ” وهو يهتف مهدئ إياهم :
_ اهدوا يا جماعه في إيه ؟!

خرج ” سفيان ” من شقتهم و خلفه ” حنان ” و ” ساره ” ، عندما وقع بصره عليهم قد احمرت عيونه بشده بفعل غضبه الذي لم يهديء بعد وقد اشعله أكثر هذا المشهد صك أسنانه بعنف وهو يقول :
_ اتنين مره واحده لا دي عايزني ارتكب جريمه ٠٠

أنهي جملته وهو يتحرك باتجاهم بخطوات غاضبه وهو يقول بصوت مخيف :
_ في إيه هنا ؟!

نظروا جميعاً الي ” سفيان ” ، وقال ” قاسم ” بسخريه حاده :
_ أهلا بالعشيق التاني للهانم ٠٠

التفت ” ألماسه ” سريعًا إلى ” قاسم ” وقد حجظت عيونها بشده رفعت يدها بدون تفكير وصفعته بكل قوتها وهي تصيح بمنتهي العصبيه :
_ مش هتبقى اغلي من إلي أضربوا بالقلم مني ، لكن أنا مش هكتفي بقلم واحد ٠٠

رفعت يدها مره اخرى وصفعته صفعه أقوي من السابقه وهي تقول بغضب شديد :
_ قبل ما تكلم يا بابا أبقي فكر قبلها ٠٠

تشنج وجه ” سفيان” بالكامل وأحمر بشده من البركان الكامن بداخله صاح بصوت عنيف مرعب :
_ ابعدي انتي يا ألماسه ٠٠

انتفضت ” ألماسه ” من صوته وابتعدت من أمام” قاسم ” الذي كان غير مستوعب بعد أنه تلقي صفعتين ٠٠ اقترب منه ” سفيان ” وجذبه من قميصه بشرسه و لم يتردد لحظه عن ضربه بمنتهي العنف لكمه في وجهه ومعدته ظل يسدد له اللكمات بطريقه وحشيه تحت هتاف ” حنان ” و ” ساره ” الذين يطالبون منه التوقف عن ما يفعله ٠٠٠ بينما ” مراد ” حاول جذب ” سفيان ” بعيد عن ” قاسم ” لكنه لم يستطيع ، بينما هي وقفت بثبات تنظر بنظرات جليديه ٠٠٠٠

كان ” سفيان ” بالفعل كالثور الهائج لم يري أمامه غير صورة ألماسه مع قاسم ٠٠ أخذت الدماء تتساقط من وجه “قاسم ” الذي كان يصرخ متألم بشده كان ” سفيان ” سوف يسدد له لكمه أخري ولكن اوقفه صوت ” صالح” العالي :
_ سفياااان كفاااايه٠٠

سدد له ” سفيان” آخر لكمه وتركه مما جعل الآخر يسقط على الأرض والدماء تسيل منه وقد أصبح وجهه مشوه ، وضع يده على وجهه وهو يتأوه بألم ٠٠٠

وضعت ” ساره ” يدها على فمها لأول مره تري أخيها في هذه الحاله ٠٠بينما أصبحت ملامح” حنان ” متهجمه من أفعال ابنها التي تعرف جيدا سببها٠٠

صاح ” صالح ” بصوت جهوري :
_ ايه الي أنت عملتوا في قاسم ده يا سفيان ؟!

قال ” مراد ” بحده والغيره تتأكله :
_هو أنت سفيان الي كنت متجوز زهره ؟!

انتبه ” صالح ” أن ” مراد “مازال موجود فقال بتهجم :
_ أنت لسه بتعمل هنا ايه أنت كمان ؟!

قال ” قاسم ” الذي كان يجلس على الأرض يمسح بيده الدماء من على وجهه :
_ ينفع الي حصل ده يا دكتور ، أنا جاي لخطيبتي عشان مبتردش على اتصالاتي خالص طول اليوم بكلمها ومبتردش ، ومشفتهاش من أخر مره كانت هنا ، يقوم هو يضربني ٠٠٠

لوت ” ألماسه ” فمها وهمست ممتعضه :
_ أنت لسه فيك نفس تتكلم ٠٠

بينما انتبه ” سفيان ” لما قاله “قاسم “، فتحرك باتجاه ” ألماسه ” ووقف بجانبها وهمس لها بغضب مكبوت :
_ بتمثلي عليا انك بتكلميه ، وقال إيه روحتي تجيبي معاه الفستان عايزني اتجنن صح ٠٠

همست له ” ألماسه ” ببرود متناهي :
_ مش محتاجه أمثل ، الفرح مش هيبقى تمثيليه ٠٠

همس لها هو بحده خافته مستنكر :
_ إنتي برضوا هتجوزيه بعد إلي أنا عملتوا فيه ده ؟!

همست ” ألماسه ” له قائله بلامباله :
_ انا بحب الراجل المهزق ، أنا حره ٠٠

أخذ ” صالح ” نفس عميق وقال بأسف :
_ معلش يا قاسم حقك عليا أنا ٠٠٠

كان ” مراد ” ينظر إلي ” سفيان ” بغضب مكبوت ، بينما” قاسم” كان ينظر إلى ” سفيان ” بخوف ولكن تحدث بتوتر :
_ أنا عايز أقولك حاجه يا دكتور بس الاول اديني الأمان ٠٠

همس ” سفيان ” الي ” ألماسه ” قائلا بسخريه :
_ ده خايف مني ،راجل أوي أنا كده اطمنت عليكي ٠٠

نظرت” ألماسه ” الي ” قاسم ” بحنق ، بينما هتف ” صالح” قائلا :
_ قول يا قاسم متخفش ٠٠

ابتلع ” قاسم ” ريقه ثم قال بنبره مليئه بالحقد:
_بنت أخوك و سفيان على علاقه ببعض ٠٠

شهقت ” ألماسه ” بعنف وهي تقول بغل :
_ يا ابن ال ٠٠٠

بينما شهقت ” ساره ” مصدومه ، و لم تبدي ” حنان ” أي رد فعل ، وتصلب جسد ” سفيان” و رمق ” قاسم ” بنظرات مرعبه ٠٠٠

ظل “صالح” صامت للحظات ثم قال بهدوء متناهي :
_ أنت أكيد فاهم غلط يا قاسم ، سفيان مستحيل يكون في حاجه بينه وبين ألماسه ، سفيان أكبر منها ب١٧ سنه يعني زي أخته الصغيره ٠٠وهو الي هيشهد على جوازكم ٠٠

قال ” قاسم ” :
_ لا أنا صرفت نظر ٠٠

ابتسم ” سفيان ” متوقع أنه صرف نظر عن الجواز ، ولكن تلاشت ابتسامته عندما أكمل “قاسم” قائلا بحزم :
_ أنا عايز الفرح يوم الجمعه الجايه ، وبنت أخوك أنا هربيها ٠٠

لوت ” ألماسه” فمها وهمست إلي نفسها :
_ ده أهبل ده ولا إيه ٠٠

بينما صك ” سفيان ” أسنانه بشده واعتصر قبضته بشده مانعا نفسه بصعوبه من الفتك بيه مره اخرى ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالي
” في شقه دكتورصالح”

قالت ” زهره ” باستغراب شديد :
_ الي مش قادره افهموا سفيان اتعصب ليه على قاسم وضربوا ؟!

ارتبكت ” ألماسه ” وقالت مغيره الموضوع وهي تتسأل :
_ بس إنتي غريبه منزلتيش ده الصوت كان عالي ؟!

زفر ” زهره ” بشده وقالت بكأبه:
_ أنا اضايقت من كلام بابا مع مراد و قعدت مخنوقه مش عايزه اعمل حاجه ، حتي لما سمعت الصوت العالي مهتمتش ٠٠

قالت ” ألماسه ” وقد ابتسمت ابتسامه باهته :
_ مراد ساب الخناقه كلها و مسك أن سفيان هو إلي كان متجوزك ، مراد كويس جدا يا زهره أوعي تخسريه تاني ولا عشان حتي ابوكي ٠٠

ذمت ” زهره ” شفتيها قائله بحيره وقلق :
_ أنا خايفه من مراد ، خايفه اتعب معاه بسبب موضوع أني اتجوزت ٠٠

وضعت ” ألماسه” يدها على كتفها قائله برزانه :
_ سفيان لما تجوزي إنتي وهو مش هيفكر غير في حبك وبس٠٠

عقدت ” زهره ” حاجبيها بشده وقالت مصححه :
_ تقصدي مراد مش سفيان ركزي ٠٠

ارتبكت ” ألماسه ” بشده واشاحت ببصرها بعيد عنها وهي تقول متعلثمه :
_ أا أنا مش مركزه ٠٠

انفتح الباب ودلف ” صالح ” الذي قال بفظاظه :
_ هي غلطت في الإسم يا زهره عشان بتحب سفيان ٠٠

شهقت ” زهره ” بصدمه وقالت غير مصدقه :
_ بابا أنت بتهزر ؟!

جحظت عيون ” ألماسه ” وشحب وجهها بشده وهي تنظر إلي “زهره ” بفزع بينما بادلتها الأخري النظرات غير مصدقه ٠٠٠هتف “صالح” بقسوه :
_ الي آخرها تشتغل في كباريه كانت بتحب جوزك يا زهره، الي بدفعي عنها كانت على علاقة بجوزك ، كانت بتضحك في وشك وهي بتخونك ٠٠

وقفت ” ألماسه ” وقد ارتجف جسدها و سيطر عليها الغضب الممزوج بالقهر ، تكونت الدموع في عينيها ، و تحدثت بعصبيه مهزوزه :
_ أنا أخري كباريه يا عمي ؟!، أنا خونت زهره؟!، أنت بس عايز ترمي عليا اي تهمه ليه مش عارفه ، انا بنت أخوك على فكره يعني المفروض أني ابقي زى بنتك ، أنا مش عدوتك والله ٠٠

توقفت عن الحديث وشفتيها أصبحت ترتجف بشده والتفت إلي ” زهره” التي كانت جامده كالتمثال ، أكملت حديثها بنبره مرتجفه صادقه مدافعه:
_ زهره انا والله ما كان في حاجه بيني وبينه أيام جوازكم ، والله العظيم يا زهره انا عمري ما أعمل كده، ده انتي أختي يا زهره٠٠

اكفهرت ملامح” زهره” و قالت بصدمه جاليه:
_ليه تعملي كده يا ألماسه ؟!، ليه ؟!

صرخت ” ألماسه ” عالياً عندما جذبها ” صالح ” من شعرها بقسوه وهو يصيح :
_ واطيه طول عمرك ، تعملي كده في بنتي يا زباله ٠٠

خلصت ” ألماسه ” نفسها باعجوبه من بين يديه تحت نظرات ” زهره ” المتبلده ٠٠ ركضت “ألماسه ” الي الخارج ، فذهب ” صالح ” خلفها وهو ينعتها بأفظع الألفاظ ، فتحت باب الشقه ووقفت وهي ترتجف وصاحت بصوت عالي للغايه مستنجده :
_ سفياااااااااااان

جذبها ” صالح ” من ذراعها بقسوه شديده مما جعلها تصرخ بشده من الألم ، صاح” صالح ” بغضب هادر :
_ أنا هربيكي يا زباله ٠٠

توقف عن الكلام عندما وجد ” سفيان” يسحب ” ألماسه ” من بين يديه اوقفها ” سفيان ” خلفه ، تمسكت هي بتشيرت “سفيان ” بيدها المرتعشه وهي تقول بنبره متحشرجه من العبرات التي سقطت على وجهها:
_ سفيااان

صاح ” صالح ” قائلا بغضب ناري :
_اهلا بالدكتور العاقل الرزين الي سمح لبتاعت الكباريهات تضحك عليه ٠٠

جذبه ” سفيان ” من قميصه بقسوه ورمقه بنظرات متوحشه وصاح بصوت مخيف :
_ أنا محترمك ومحترم سنك، بس كله الا ألماسه ، أيوه بحبها و مش هرحم اي حد يقربلها ٠٠

أنهي ” سفيان ” حديثه ثم تركه وكان ” صالح ” كالقنبله التي تستعد للانفجار وهو يرمي ” سفيان ” بنظرات حارقه ٠٠

لم يعيره ” سفيان ” أي انتباه حيث التفت إلي ” ألماسه ” التي كانت تقف تبكي وترتعش بذعر ٠٠ شعر بغص مؤلمه في قلبه و همس لها قائلا:
_ خلاص يا حبيبتي خلاص محدش هيقربلك طول ما انا موجود ٠٠٠

حركت ” ألماسه ” رأسها عدة مرات والعبرات تنساب منها بغزاره وقالت بنبره مرتعشه :
_ متسبنيش ٠٠

لمح ” صالح ” ” قاسم ” الذي خرج للتو من المصعد ثم فكر لثواني وصاح بغضب مكبوت:
_ اهو قاسم جيه اهو ، أنا بقي هكون طيب معاكي هديكي فرصه تختاري بينه وبين الدكتور المحترم ٠٠

انتبه ” سفيان ” إلي “قاسم” ورمقه إحدي نظراته الناريه ، بينما قالت ” ألماسه ” بنبره باكيه مرتعشه متلهفه :
_سفيان إنتي مش هتخذلني صح؟!، لو اخترتك مش هتخذلني صح ؟!

يتبع

error: