العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(7)

دلف” سفيان” إلي الشقه واتسعت عيونه بصدمه وهو يري” زهره” ترتدي بدلة رقص و” ألماسه ” ترتدي هي الأخري بدلة رقص ويبدو أنها تعلم ” زهره” الرقص ٠٠٠٠ !!!!

تتمايل ” ألماسه” بخصرها بطريقة محترفة وهي تهتف بنفاذ صبر:
_ ركزي يا زهره ، اعملي زي كده

انتبهت” زهره” لحركات ” ألماسه” وبدأت تقلدها ببطء ٠٠٠ مما جعل” سفيان” يكاد يصاب بنوبه قلبيه من الذي يري، فقد احمرت عيونه بشكل يدعي للقلق وهو يري زوجته الرقيقه تفعل هذه الحركات وترتدي ه‍ذه البدله الفاضحه ،زوجته الخجوله ترتدي بدلة رقص!!! ٠وبسبب من !!، بسبب هذه” ألماسه”٠٠٠٠

اتجهت عيونه تلقائيا إلي ” ألماسه” التي تقف تتابع” زهره” مشجعه إياها ٠٠٠ شعور تملكه بشده أن يقترب منها ويفصل رقبتها عن جسدها ليتخلص منها ! ٠٠٠

صفقت” ألماسه” بيدها وهي تقول بحماس مشجعه ” زهره” :
_ ايوه كده برفوا يا زهره

تحدث” سفيان” اخيرا وهو يكز على أسنانه بشده مانع نفسه بأعجوبه من الفتك” بألماسه” :
_شاطره يا زهره !!!!

توقفت” زهره” عن التمايل وقد اتسعت عيونها بقلق وهو تلتف الي مصدر الصوت ، ابتلعت ريقها وهي تري نظرات” سفيان” القويه , حاولت الحديث ولكن لم تسعفها الكلمات فصمتت واخفضت بصرها بخجل شديد ٠٠٠

اما ” ألماسه” التفت له ورمقته بنظرات بارده للغايه غير مباليه ثم تحدثت بنبره هادئه مستفزه :
_ ايه اللي جابك دلوقتي؟!

رفع” سفيان” حاجبه مستنكر هذا البرود الذي يطل من ملامحها ، أغمض عيونه بشده ثم استغفر بهمس ، محاول السيطره على غضبه ثم فتحهم ، ورمقها بنظره حاده مغتاظه تحدث اخيرا بنبره سخريه غاضبه بعض الشيء:
_ يا برودك يا شيخه ٠٠٠ جبتي البرود ده منين ؟! ، فاتحه كباريه في بيتي!!! ٠٠ وكمان بتتكلمي ببرود ٠٠٠ قوليلي أعمل فيكي ايه ؟! ٠٠٠مش كفايه انك رقاصه ، لا كمان عايزه تعلمي مراتي الرقص !!

ظهر الغضب على ملامحها بسبب كلمة ” رقاصه” التي أطلقها عليها ٠٠ تنفست بعمق محاوله عدم اظهار غضبها ثم تحدثت بنبره بارده مصطنعه وهي تضغط على الحروف:
_ الحق عليا اني بعلمها حاجه تنفعها ٠٠٠٠٠ ثم إني مش رقاصه ، أنا عارضة أزياء ناجحه ٠٠

قالت جملتها الاخيره بكبرياء وعيونها تلمع بالتحدي ٠٠٠

انكمشت ملامح ” سفيان” في بشده ،ثم حاول التحلي بالصبر قبل الفتك بها الذي بات وشيك وتحدث بسخريه لاذعه مستنكر :
_ حاجه تنفعها؟!٠٠٠ هو الرقص حاجه علميه نافعه وانا معرفش؟! ، ده منظر؟! مخليها تلبس بدلة رقص زي الراقصات وتقوللي بعملها حاجه تنفعها ؟!

قال جملته الاخيره بنبره منفعله قد ارتفعت معنف إياها ٠٠٠

عندما تحدث” سفيان” عن “بدلة الرقص” حتي انتبهت” زهره” الخافضه لبصرها ،ورفعت يدها سريعا تلفها حول جسدها وقد أحمر وجهها خجلا وعضت على شفتيها بشده , ثم ركضت الي غرفتها سريعا شاعره بالخجل والحرج الشديد من هذا الموقف ٠٠٠٠٠

أشار ” سفيان” إلي المكان الذي كانت تقف فيه” زهره” قبل لحظات وهو يقول موضح :
_ هو ده الفرق بينك وبين زهره ٠٠٠ زهره انسانه طبيعية بتخجل عشان بس حست أنها لابسه لبس مكشوف ٠٠٠

سكت لثواني ثم أردف بسخط :
_ لكن إنتي مفيش أي خجل, ليه؟!, عشان إنتي متعوده على كده ، متعوده على اللبس المكشوف و٠٠٠٠

قاطعته ” ألماسه” بعصبية تخفي خلفها حزن انتشر بداخلها أثر كلماته التي جرحتها :
_ بقولك إيه أنت مش كل شويه هتعملي فيها مصلح اجتماعي ٠٠٠ انت ميخصكش في حاجه تصرفاتي ٠٠٠٠

رد عليها” سفيان” بصياح عنيف:
_ انتي ولا تفرقي عندي , إلي يفرق عندي زهره إلي إنتي بطريقتك وتصرفاتك الزباله عايزها تبقي زيك ٠٠٠للمره الاخيره بحذرك ابعدي عن زهره ، لو فكرتي بس تغيري تفكير زهره وتعلميها تاني الحاجات دي ، وقتها هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتي ٠٠٠ ودلوقتي اطعلي بره بيتي انا ميشرفنيش أن بيتي يدخله واحده زيك

قال جملته الاخيره وهو يشير لها باتجاه الباب الشقه وبدي على وجهه الغاضب الجديه الشديده

اظلمت عيون” ألماسه” بشده وكورت يدها بشده واغمضت عيونها بطريقة عصبية محاوله استعياب هذه الإهانات الذي تفوه بها , تقدمت باتجاه باب الشقه ، توقفت للحظه وهي تحاول تكوين جمله، ثم قالت بعصبية بدت مخنوقه كمن وشك على البكاء:
_ أنا الي ميشرفنيش أفضل في بيتك ٠٠٠
قالت جملتها وفتحت الباب وخرجت مغلقه إياه خلفها بعنف ٠٠٠

وقف” سفيان” جامد الوجه ولا يشعر بذرة ندم بما قاله لها فهي من جعلته يقول هكذا بتصرفاتها ٠٠٠ تنهد بشده يشعر بثقل شديد بداخله ، جلس على أحد المقاعد وهو يغمض عيونه بشده شاعر بأنهاك من الذي حدث الآن ٠٠ شرد مفكر لماذا تكون” ألماسه” هكذا لماذا لا تشبه” زهره ” ؟؟ ٠٠٠ ولماذا يشعر بوغزه في قلبه الآن ؟! ٠٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“شقه دكتورصالح”

دلفت ” ألماسه ” الي غرفتها مغلقه الباب خلفها ، صدرها يعلو ويهبط , ظلت تدور بالغرفة وبداخلها نيران تكاد تخنقها ، سقطت دمعه منها ، مسحتها سريعا بعنف وهي تقترب وتقف أمام المرآه محدثه نفسها ببنره مختنقه بها بعض القوه الهشه :
_ أنا طول عمري قويه , عمري ما هسمحله يهني تاني , ولا هسكتله تاني ٠٠٠ ومش هينزل مني ولا دمعه تاني

قالت أخر جمله وهي ترفع يدها تزيل دمعه أخري قد سقطت على وجهها ، ثم رفعت يدها الأخري تضعها على قلبها الذي يخفق بطريقة غريبة لم تعدها من قبل ، اغمضت عيونها محاوله استراجاع قوتها وسيطرتها ثم فتحتهم وهي تنظر لنفسها بالمرآه قائله بأصرار :
_ مش هسمح لأي حاجه تضعفني أو تكسرني مهما كانت!!!! ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ وأخيراً يا مراد رجعت مصر !

قالت هذه الجمله ” مهره ” التي تجلس في منزلها ويجلس أمامها المدعو ” مراد” ٠٠٠

ابتسم” مراد ” وهو يهتف :
_وحشتني يا حبيبتي والله

رفعت” مهره” حاجبها وهي تقول بعتاب مزيف :
_ لو كنت وحشتك كنت رجعت من زمان

” مراد” موضح :
_ انتي عارفه ظروف الشغل يا مهره ٠

هتفت ” مهره” بلوم :
_ خمس سنين يا مراد , بعد ما اتعالجت بقيت تقولي ظروف شغل ٠٠ نسيت أن عندك أخت وركزت في شغلك حتي كنت بتكلمني قليل جداً

“مراد” بنبره لطيفه مرحه:
_ هو أنا أقدر انسي أن عندي أخت جميله زيك ٠٠٠ وكمان دكتوره شاطره وناجحه

ابتسمت” مهره” وسكتت قليلا و اختفت ابتسامتها وهي تتذكر شئ ما، وسألت بتوجس متصنعه المرح:
_ قولي بقي مفيش حب جديد؟!

ظهرت معالم العشق والشوق والحنين على وجه ” مراد” وقال رافضا ما قالته:
_ وتفتكري أقدر أنسي زهره !!! ٠٠٠ استحاله طبعا ده أنا سافرت عشان ارجع واستحقها ٠٠

ظهر الارتباك الملحوظ على وجه ” مهره” شاعره بغصه في حلقها مشفقه على أخيها العاشق وما سوف تقوله الآن ويدمره , تنحنحت ثم قالت بتردد شديد :
_عايزه أقولك حاجه يا مراد

انتبه ” مراد” وهو يقول مستفهم بابتسامه :
_ حاجه إيه؟!

ابتلعت ” مهره”ريقها بصعوبه وهي تحاول إختيار كلمات مناسبه ،حركت شفتيها لكي تتحدث ولكن لم يطاوعها لسانها فصمتت لثواني ، ثم تنفست بشده ، ثم قالت بلهجه سريعه متوجسه :
_ زهره اتجوزت ٠

صمت سيطر على الأجواء بعد جملتها ، التي جعلت ابتسامه ” مراد تختفي ببطء غير مستوعب ثم تقلصت تعابيره ٠٠ وردد بعدم تصديق :
_ اتجوزت!!!!

هزت ” مهره” رأسها مؤكده بقلق عليه ٠٠٠

انطفئ بريق عيونه واكفهرت ملامحه ،وشعر بطعنه قويه اخترقت قلبه ، ألم فظيع كمن فقد عزيز عليه ٠٠ انتشر الحزن في خلايا روحه الهائمه بها ٠٠٠ ضم يده بشده , وبرزت عروقه , طوال سنين بعده عنها كان يمني نفسه ويطمئنها بعشقها له وأنها لم ولن تتخلي عن عشقه بهذه السهوله ٠٠٠ كان سعيد للغاية بعودته إلى وطنه ،بعودته أليها فيها وطنه الحقيقي٠٠٠ كان ينتظر بشوق ولهفه رؤيتها واكثر ما كان ينتظره هو أن يستطيع اقتطاف هذه الزهره والزواج بها بعد طول عذاب ومعاناه ٠٠٠٠ ولكن تحطمت أحلامه الآن وتدمرت ٠٠٠
أظهرت عيونه وملامحه حجم معاناته وعذابه ,مما دفع ” مهره” للقيام من مكانها والجلوس على طرف المقعد الذي يجلس عليه” مراد” ورفعت يدها تربط على كتفه وهي تنظر له بشفقه ممزوجه بالحزن ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد الأيام

تخرج ” زهره” سريعا من البنايه وهي تلحق ” بألماسه” هتفت” زهره” مسرعه:
_ ألماسه استني

زفرت” ألماسه” بشده والتفت لها وهي تقول باقتضاب:
_ زهره أنا مش فاضيه ، اتاخرت على الجامعه

اقتربت منها ” زهره” وهي تقول بتعجب ممزوج بالضيق:
_ مالك يا ألماسه؟! ٠٠٠ بقالك كم يوم بتتهربي مني ؟! ٠٠٠ من يوم موضوع الرقص ده ، هو في ايه؟! ، إنتي زعلانه مني في حاجه ؟!

شعرت ” ألماسه ” بالغضب من ” سفيان” فهو من طلب منها الابتعاد عن ” زهره ” , تنفست ببطء ثم ردت بابتسامة مصطنعه :
_ مفيش حاجه يا زهره ٠٠ انا بس مشغوله شويه عشان الدراسه

ظهر علي ملامح” زهره” عدم التصديق وردت بشك :
_ متاكده يا ألماسه أن مفيش حاجه ؟!

هزت ” ألماسه” رأسها مؤكده ثم قالت بأختصار :
_ ايوه يا حبيبتي ٠٠ سلام بقي عشان اتاخرت

قالت هذه الجملة ثم ركبت السياره وغادرت سريعا ٠٠٠ تاركه” زهره” تقف مكانها تشعر بالحيره ، تنهدت والتفت لكي تدلف إلي البنايه ولكن تجمدت مكانها وهي تسمع صوت مألوف يقول بلوعه :
_ زهره !!!

اغمضت” زهره” جفونها وقد خفق قلبها بشده مصدومه وهي تفكر هل هو هنا الآن؟!٠٠٠٠ مجرد التفاته سوف أري وجه الذي اشتقت إليه بشده ٠٠٠ ولكن هل يحق لي أن أنظر له وأتأمله؟! وأروي اشتياقي له ؟! هكذا فكرت٠٠٠٠٠٠٠ استجمعت نفسها٠٠٠ووضعت يدها على قلبها شاعره بالخيانة بمجرد أن دق قلبها لشخص آخر غير زوجها , ضربت بيدها على قلبها لعل خفقاته تهدأ ٠٠٠ثم ركضت سريعا تصعد الدرج هاربه منه ومن نفسها وقلبها الذي ضغطت عليه بشده ومنعته من رؤية من عشقه؟! ٠٠٠٠٠

أما هو فخفض بصره بأحباط وحزن ووجع كان يتمنى فقط أن تلتفت له يري وجهها الذي يتلهف لرؤيته بعد كل هذه السنين ثم بعد ذلك تذهب لكنها لم تفعل !! ٠٠٠٠٠

كان يود فقط رؤيتها لو لمره واحده ، و يبتعد بعدها عن حياتها بقلب مكلوم ، سقطت دمعه منه وهو يتطلع للمكان التي كانت تقف فيه بألم ٠٠ !!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في مستشفى الزهره”
في الساعه الثانيه ظهرا

دلف ” سفيان” إلي مكتب دكتور صالح ولكنه لم يجده فجلس على أحد المقاعد التي أمام المكتب ينتظره ولكنه سمع هاتف “دكتور صالح” يرن في البداية تجاهله ، ولكن مع الاستمرار في الرنين مد يده والتقطه من على المكتب وجد المتصل ” ألماسه” انكمشت ملامحه وتلقائيا ضغط على زر الرد وقال باقتضاب:
_ عمك مش فاضي ٠٠٠٠

سمع صوت أنثوي غير مألوف يقاطعه عبر الهاتف قائلا علي عجله :
_ دكتور صالح الحق ألماسه خبطت واحد بعربيتها وهي في القسم دلوقتي ٠٠٠

تسأل” سفيان” تلقائيا وقدت ظهرت الصدمه
على وجهه:
_ قسم ايه؟!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في شقه” سفيان”

تجلس” زهره” على الفراش ضامه ركبتيها إلي صدرها ودموعها تتساقط بصمت ، اغمضت جفونها تتذكر ،اول لقاء لها مع مراد , اعجابها به الذي وصل الى عشق سيطر على كل ذره بداخلها، ثم سفر ” مراد” فجأه ٠٠٠ وحزنها ووجعها بسبب تركه لها ٠٠٠ ثم علمها بأنه كان مريض سرطان ٠٠٠ ثم محاولاتها الفاشله في الوصول إليه ٠٠٠ وانتظارها له لسنوات!! ٠٠٠ ثم علمها أنها قد ارتبط بأخرى!!! ٠٠٠٠ ومع ذلك ظلت ترفض الزواج بغيره !!, ولكن كانت قد فقدت الأمل ، وبالنهاية وافقت على الزواج وتزوجت من سفيان!!!٠٠٠٠٠ وقد عاد هو الأن ولكن بعد أن فات الآوان !!!!!

٠٠٠٠٠٠٠٠
ترجل ” سفيان” من سيارته ودلف إلي داخل “قسم الشرطه” وهو يشعر بالضيق الشديد من هذه الفتاة وهذه المشاكل التي دائماً تحدث بسبها ٠٠٠٠

وصل أخيراً إلي مكتب الظابط الذي يحقق معاها بعد أن سأل علي مكانه ٠٠٠ طلب من العسكري الذي يقف أمام المكتب أن يخبر الظابط بوجوده كأحد أقاربها ٠٠٠٠
فدلف العسكري لكي يخبر الظابط تاركا”سفيان” ينتظره ٠٠٠ بعد لحظات خرج العسكري وسمح له بالدخول ٠٠٠٠

دلف” سفيان” الي الداخل وتفاجيء ” بألماسه” تبكي بهستريا شديد ٠٠٠ أقترب منها متسأل بقلق واضح وهو يتفحصها بعيونه شاعر بنغزه في قلبه :
_ بتعيطي ليه ؟! ، حصلك حاجه؟! ،حد عملك حاجه؟!
قال جملته الاخيره وهو يرمق الظابط بنظرات شك

رفعت” ألماسه” بصرها وارتفعت شهاقتها أكثر وهي تقول متمتمه من بين بكائها :
_الحقني يا سفيان أنا خبطت صهيب بالعربيه ٠٠٠ وحالته خطيره !!!

يتبع

 

error: