العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

(25)

خرج ” سفيان ” من غرفته بملامح صلبه ، جحظت عيونه بشده وهو يري ” ألماسه ” في أحضان ” قاسم ” وجميع العمال متجمعين حوالهم ٠٠٠٠ظل واقف مكانه للحظات وقد شعر ببراكين من الغضب بداخله ، تحرك بخطوات سريعه باتجاههم وعيونه تطلق شرارات ناريه بفعل الغيره المخيفه ، ولكن شعر بالقلق عندما سمع أحد العمال يقول بشفقه :
_ الدكتور سفيان اهو يا جماعه خليه يشوف مالها ٠٠٠

التقطت عيون ” سفيان ” علي الفور طبيعة الوضع ” ألماسه” مغمضة الجفون ووجهها شاحب ٠٠٠ اقترب وقد انكمشت ملامحه وبدي الهلع على ملامحه ٠٠٠

وفي ثواني كان ينتشلها من بين يد ” قاسم ” الذي اندهش وقال بنبره منفعله :
_ سيبها يا متخلف ٠٠

لم يعيره ” سفيان ” انتباه حيث حملها بين يديه و تجاوز الجميع وقد كان الخوف مرسوم بوضوح على ملامحه ، همس لها قائلا باختناق :
_ ليه الضعف ده يا حبيبتي ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور ساعه

“داخل بيت المزرعه”

صاح ” قاسم” بصوت عالي مغتاظ قائلا :
_ يعني إيه إلي إسمه سفيان ده ياخدها مني ويمشي وكمان البيه لسه مجاش ٠٠٠

ردت” زهره ” منفعله ويظهر على ملامحها القلق:
_ أكيد خدها المستشفى ، بنقولك سفيان دكتور ، وبعدين انت كل الي همك أنه خدها منك بس ، مش بتفكر هي عامله ايه ؟؟ ٠٠٠

قال ” صالح ” بنبره جاده :
_ أنت لاقيتها واقعه فين يا قاسم ؟!

أجاب ” قاسم ” شارحا بحنق :
_ لاقيتها واقعه عند البحيره ٠٠ بس برضوا إلي اسمه سفيان ده زودها ، مش كفايه الي عملوا قبل كده ٠٠

تسأل ” صالح” باستغراب:
_ هو عمل حاجه قبل كده ؟!

رد ” قاسم ” قائلا بنبره محتقنه :
_ لما خرجت أنا وهي جيه وخدها بالقوه، انسان همجي ٠٠

ظهر التعجب على ملامح ” صالح” وقد بدأ يشعر بشيء مريب لكنه قال بعدم اكتراث مزيف :
_ عادي يا قاسم ، سفيان بيعتبرها أخت ليه ٠٠

قال ” قاسم ” بفظاظه :
_ هو مش طلق زهره ٠٠ ليه بقي لسه في حياتكم وبيتعامل كأنه واحد من العيله ؟!

قالت ” زهره ” بضيق :
_ وأنت مالك ؟

نظر لها ” صالح” نظرات قويه ثم قال بجديه موضح :
_ سفيان قبل ما يكون جوز بنتي هو كان ابني و انا بعتبره واحد من عيلتي ٠٠

شعر ” قاسم ” بالغيظ ولم يعلق ولكنها كان يفكر في تقديم موعد الزفاف لذا قال بحسم :
_ أنا عايز فرح على طول بلاش خطوبه ٠٠٠

نظر له ” صالح” بحيره ومط شفتيه قائلا بتعجب :
_ احنا مش اتفقنا هنعمل خطوبه والفرح بعدين ، ايه بقي الي جد؟!

أجاب ” قاسم ” بنبره غامضه :
_ غيرت رأي وبعدين أنا هسافر وعايزها معايا وخلاص فيه موافقه يبقي ليه نستني؟!

ظهر علي ” صالح ” الإقتناع ولكن قال:
_ سيبني شويه أفكر ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت ” مهره” من عيادة الطبيب ” فاروق ” ثم أخرجت هاتفها من الحقيبه وأجرت إتصال بأحدهم لحظات واتها الرد قالت بنبره صلبه :
_ ايوه يا طنط ، متقلقيش عملت زي ما طلبتي مني ٠٠٠ بس أنا مش فاهمه انتي هتعملي كده فيه ليه؟! ٠٠٠ يتعدل ازي يا طنط ؟!، مش بالطريقه دي ٠٠٠ خلاص يا طنط أنا طلبت من الدكتور أني ابقي المشرفه على حالته زي ما قولتي ٠٠٠ بس أنا متأكدة أن صهيب عمره ما هيحبني ٠٠٠ ماشي مع السلامه ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المستشفيات

فاقت ” ألماسه ” بملامح شاحبه وحركت رأسها باعياء وجدت ” سفيان ” يقف وينظر الي الخارج من خلال النافذه ، ثواني وأدركت ما حدث ٠٠ ظلت دقائق تنظر له وهو يعطيها ظهره ولم يدرك أنها فاقت بعد ٠٠٠

قالت ” ألماسه ” بنبره باهته :
_ مش ملاحظ أني بقيت بتعب كتير بسبك ٠٠

التفت ” سفيان ” علي الفور واقترب منها سريعا وهو يقول بلهفه شديده:
_ حاسه بأيه دلوقتي ؟!

ردت ” ألماسه” بنبره مرهقه متهكمه :
_ مبقتيش حاسه بحاجه خالص ٠٠

انكمشت ملامح” سفيان ” وتفحصها بعيونه ثم قال بريبه وقلق :
_ يعني إيه مش حاسه بحاجه؟! ٠٠

قالت ” ألماسه ” بنبره جامده ذات مغزي :
_ يعني فقدت الإحساس بأي حاجه حتي التعب ٠٠

فهم ” سفيان ” مقصدها لذا قال بصوت قوي ينهرها :
_ ليه مبتهتميش بأكلك؟! ٠٠انتي عارفه أنك تعبتي بسبب قلة الأكل ؟! ٠٠ لازم تهتمي بنفسك ، دي صحتك ٠٠٠

أشاحت ” ألماسه ” ببصرها بعيد عنه وقالت بنبره مقتضبة :
_اطلع بره ٠٠

عقد ” سفيان ” حاجبيه بشده وقال بدهشة :
_ نعم ؟! ، اطلع بره ليه ؟!

حركت ” ألماسه ” رأسها ونظرت له قائله ببرود :
_ أنت بضر صحتي ٠٠ اطلع بره ، عشان لازم ابعد عن الحاجات الي بتتعبني ٠٠

رفع ” سفيان ” أحد حاجبيه وقال مستنكر :
_ أنا بتعبك ؟!

قالت ” ألماسه” بنبره بارده متعجبه :
_ أنت مش حاسس بنفسك ؟!٠٠ ده انت سبب تعبي كله ٠٠

تهجمت ملامح ” سفيان ” وقال مردد بخفوت :
_ عارف أني ممكن اكون سبب تعبك، بس ده عشان إنتي ضعيفه ٠٠

ظهر الغضب على ملامح ” ألماسه ” الشاحبه وقالت بحده تهاجمه:
_ أنا مش ضعيفه وأنت عارف كده كويس ٠٠انت الي ضعيف مش أنا ٠٠

تحرك ” سفيان ” و سحب مقعد ووضعه بجانب الفراش وجلس عليه ثم قال بضيق شديد:
_ ولو إنتي مش ضعيفه ، بتهملي اكلك وصحتك ليه ؟! ٠٠٠بتعملي في نفسك كده ليه ؟!٠٠٠

نظرت له ” ألماسه ” بقوه وقالت بنبره جامده:
_ معاك حق بهمل نفسي ليه ؟! ٠٠ بس اوعدك هبقي اهتم بنفسي اكتر ٠٠

توقفت عن الحديث لثواني ثم قالت بتحدي :
_ قاسم هيساعدني اهتم بنفسي ويهتم بيا و بصحتي٠٠

اشتعلت عيون ” سفيان ” بغضب و غيره لم يخفيها ومال في جلسته ووضع يده على الفراش قائلا بعصبية :
_ قاسم !!٠٠٠ وهو يهتم بيكي ليه أن شاء الله كان دكتور وأنا معرفش ٠٠٠

مطت ” ألماسه ” شفتيها قائله ببرود :
_ لا مش دكتور، بس هيبقي جوزي ٠٠

قال ” سفيان ” مندفع بنبره عنيفه :
_ هقتله في اليوم الي هيتجوزك فيه ٠

لوت ” ألماسه ” فمها وقالت بهدوء متناهي :
_ سفيان اطلع بره ٠٠

جز ” سفيان ” علي أسنانه قائلا:
_ مش طالع ٠٠

ردت ” ألماسه ” قائله بلامباله متناهيه :
_ أنت حر

أنهت جملتها ثم أبعدت بصرها عنه ٠٠ظل الصمت سائد للحظات ،وقد عقد ” سفيان ” ذراعيه أمام صدره وهو يراقبها بنظرات غاضبه ٠٠٠

حركت ” ألماسه ” رأسها ونظرت لها قائله بخفوت :
_سفيان ٠٠٠

قال ” سفيان ” بخفوت :
_ نعم

رمشت ” ألماسه “و قالت بنبره هادئه:
_ عايزه قاسم ٠٠

فقد ” سفيان ” اعصابه وقال بانفعال هادر :
_ عايزه مين يا ختي ؟!

قالت ” ألماسه ” ببراءه مزيفه :
_ ايه مسمعتش بقولك عايزه قاسم ٠٠ هو مش خطيبي برضوا ٠٠

كور ” سفيان ” قبضته بشده والغيره واضحه على ملامحه ٠٠ وقال بنبره شرسه :
_ اتجوزي يا ألماسه ، اتجوزي بس لما يوم فرحك كده تلاقي الناس بيقولوا الطبيب الذي قتل عريس في ليلة زفافه مبتقيش تزعلي ٠٠

قالت ” ألماسه ” بجديه مصطنعه :
_ بس انت كده هتتحبس ٠٠

هدأ ” سفيان ” قليلا وقال متسأل :
_ خايفه عليا ؟!

قالت ” ألماسه ” بهدوء متناهي :
_ لا خايفه على قاسم طبعاً ٠٠٠

أحمر وجه ” سفيان ” بشده من غضبه وقال بعصبية هادر:
_ إنتي عايزه يجرالي حاجه صح ؟! ٠٠ أنا قربت أفقد عقلي بسببك ٠٠

قالت ” ألماسه ” ببساطه :
_افقد عقلك عادي ٠٠ مستشفيات المجانين مفيش اكتر منها ٠٠

نظر لها “سفيان ” بغيظ وقال بحده ينهرها :
_ ألماااسه اتعدلي ٠٠٠

قالت ” ألماسه ” ببرود متصنعه التعجب :
_ اتعدل ازي مش فاهمه ٠٠ أنا واحده مريضه وراقده على الفراش ٠٠٠

تأملها ” سفيان ” للحظات ثم قال بخفوت :
_ حضرتك بتهزري ؟!

نفت ” ألماسه ” قائله بجمود:
_ لما اهزر مع حد بيكون قريب مني وأعرفه ٠٠٠ لكن انت مين عشان اهزر معاك ؟!

عقد ” سفيان ” حاجبيه بشده وقال بحنق :
_ إنتي زعلانه مني عارف ، بس بلاش البرود الي في كلامك ده ، أنا مبحبش حد يكلمني كده ٠٠

لوت ” ألماسه ” فمها قائله بجفاء ساخره:
_ انت عادي تتكلم بطريقه تشل وعادي تعمل اي تصرف ٠٠٠ وانا بقي لما اعمل رد فعل ده مش عادي أصل ألماسه مش من حقها تعترض ، تقولي إحنا مش هينفع نكون لبعض المطلوب أن اقولك حاضر يا سفيان ولا يهمك ، بس ترفضي العريس يا ألماسه و تفضلي قاعده جمبي اقولك حاضر ٠٠٠سفيان أنا مش لعبه في إيدك ، أنا ألماسه ولو كنت نسيت مين هي ألماسه أنا هفكرك الأيام الجايه ، أنا عمر ما حاجه كسرتني ومش هسمحلك انت تكسرني ٠٠

تنفس ” سفيان ” بعمق ثم قال بنبره هادئه :
_ بس أنا مش عايز اكسرك ولا عايزك ضعيفه بالعكس أنا عايزك قويه ٠٠٠ على العموم لو انتي شايفه أني السبب في الي بيحصلك أنا هبعد عنك خالص ٠٠

قالت ” ألماسه ” بنبره فظه :
_ يكون احسن برضوا ٠٠ اطلع بره بقي واتصل بخطيبي يجي ياخدني ٠٠

انكمشت ملامح ” سفيان ” بشده وقال بغيره وحنق :
_ هتصل بعمك ،عشان إنتي أصلا مش مخطوبه ٠٠

رفعت ” ألماسه ” أحد حاجبيها وقالت بعند شديد:
_ مش بمزاجك ، قاسم خلاص بقي خطيبي ٠٠ وأنت قولت هتبعد عني خالص يبقي ملكش دعوه بيا بقي ٠٠

كور ” سفيان ” قبضته بشده وقال من بين أسنانه :
_ماشي يا ألماسه ٠٠ إنتي حره

أنهي حديثه ثم وقف وتحرك مغادرا الغرفه وهو مشتعل من الغضب ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور أسبوع
في القاهره

خرجت ” ألماسه ” من الشقه ونزلت درجات السلم ، قابلت ” سفيان ” الذي كان يخرج من شقته وكعادتها منذ اسبوع تجاهلته واشاحت ببصرها بعيد عنه ٠٠

تجاهلها “سفيان ” أيضاً ، واقترب من باب شقه أهله ثم دق على الباب٠٠ فتحركت ” ألماسه ” هي الأخري ووقفت بجانبه ٠٠ كان كل واحد منهم ينظر في جهه مختلفه ٠٠ ولكن “سفيان ” القي عليها نظره خاطفه دون أن تنتبه فهو يشتاق لها بشده ٠٠٠

انفتح الباب وقالت ” زهره ” بابتسامه رقيقه:
_ اتاخرتوا كده ليه ؟! ٠٠ ماما حنان مجهزه الأكل من بدري٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد مستشفيات العلاج النفسي

دلفت ” مهره ” الي أحد الغرف بملامح صارمه ،وجدت ” صهيب ” يجلس ويظهر على ملامحه الغضب ٠٠٠

لمحها ” صهيب ” فوقف على الفور وصاح بنبره حاده :
_ مهره إنتي عايزه توصلي لأيه ؟! ، ليه عمتي بتعمل كده فيا ؟! ٠٠٠ أنا مش مجنون !!

عقدت ” مهره ” ذراعيها أمام صدرها وقالت بلامباله متناهيه :
_ أنا هنا دكتوره وظفتي اعالج المرضي مش وظفتي اجاوبك عمتك جبتك هنا ليه ٠٠ ده شئ ميخصنيش ٠٠

اقترب ” صهيب ” منها بخطوات بطيئه قائلا بتساؤول :
_ فين مهره الي بتحبني ؟!

تراجعت ” مهره ” خطوه إلي الخلف وقالت بثبات :
_ معدتش موجوده ٠٠قدامك مهره تانيه ٠

تكونت ابتسامه على ثغر ” صهيب ” ووقف على بعد مسافه قريبه منها وقال بثقه وهو يتأملها :
_ إنتي لسه بتحبني يا مهره ٠٠

ارتسمت ابتسامه تهكميه على وجهها وقالت ساخره :
_ الغرور اخرته وحشه يا صهيب ٠٠

توقفت ” مهره” عن الحديث لثواني ثم قالت بنبره جاده كاذبه :
_ أنا نسيتك ، اسبوع واحد كان كفيل أني امحيك من حياتي ٠٠اصلي اكتشفت أني مكنتش بحبك بدرجه كبيره ٠٠

اتسعت ابتسامه ” صهيب ” و مال عليها يهمس باستخفاف :
_ كدابه ٠٠

اهتزت حدقتيها بتوتر وقد دق قلبها ، تحكمت في نفسها وقالت بتحدي:
_ أنا فعلاً كدابه ٠٠٠ عشان كده خطوبتي الاسبوع الجاي ٠٠

اختفت ابتسامة ” صهيب ” وتقلصت تعابيره وقال غير مصدق :
_ إنتي بتقولي كده بس عشان تثبتلي أنك مبقتيش تحبيني!! ٠٠

مطت ” مهره ” شفتيها ثم قالت بهدوء متناهي :
_ مش مجبره اثبت ليك حاجه يا صهيب ٠٠اه طنط نوال هتحضر الخطوبه أبقي تعالى معاها ٠٠٠ خلاص قررنا انك تخرج كمان يومين ٠٠عن اذنك

أنهت حديثها ثم غادرت بهدوء ٠٠

شعر ” صهيب ” بضيق غريب يتسلل إليه ٠٠مما جعله يهمس لنفسه قائلا :
_ أكيد مش صح !!٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقه أهل سفيان”

تجمع الجميع على طاوله الطعام ” صالح” ، ” زهره ” ، ” حنان ” ،” ساره “،”سفيان “،” ألماسه”

كان ” سفيان ” يجلس بمقابل ” ألماسه” ٠٠٠ بدأ الجميع في تناول الطعام وهم يتبادلون الأحاديث العاديه ٠٠٠

رفع ” سفيان ” بصره و نظر إلي ” ألماسه ” يتأملها بعيونه ٠٠ نظرت ” ألماسه ” باتجاهه فتقابلت نظراتهم في صمت ، نظره اشتياق منه مقابل نظره بارده منها ٠٠٠

قالت ” حنان ” بنبره حنونه مستنكره :
_ إيه دي يا ألماسه يا حبيبتي ، هم مكنوش بيعملولك اكل في المزرعه دي ٠٠جسمك خس خالص و وشك متغير ٠٠

القت ” ألماسه ” نظره على “سفيان” ثم قالت بنبره ذات مغزى :
_ أصل يا طنط كان في ناس هناك متعبه أوي ٠٠٠

قال ” صالح ” بنبره جاده :
_ جهزوا نفسكم بقي فرح ألماسه الشهر الجاي٠٠ إحنا جينا من المزرعه عشان تجهيزات الفرح

تصلب ” سفيان” واكفهرت ملامحه وقد شعر بألم في قلبه ٠٠ نظر لها نظرات مختنقه تطلب منها عدم الموافقة على الجواز ، فهمت هي نظراته جيداً لذا قالت بسعاده مزيفه :
_ وأخيراً بقي هتجوز ٠٠

ضحكت ” زهره ” قائله بعدم تصديق مصطنع :
_ أنا مش مصدقه يا ألماسه أنك خلاص هتجوزي وتكوني أسره ويبقي عندك أولاد ٠٠

قالت ” ساره” باهتمام وهي تبستم :
_ إنتي إيه احساسك وانتي خلاص هتبقي عروسه وتجوزي ؟!

القت ” ألماسه ” نظره مليئه بالحزن على ” سفيان ” الذي كاد يحترق بالفعل من حديثهم، الفكره فقط تجعله يختنق من فرط غيرته والنيران التي بداخله ٠٠

نظرت ” ألماسه” الي ” ساره” وتود أن تقول لها أنها تشعر بألم وجرح كبير بداخلها لكن تصنعت البسمه وقالت بحماس مزيف :
_ حاسه أني فرحانه جدا ٠٠٠

توقفت عن الكلام للحظات تبتلع غصه في حلقها ثم اغمضت جفونها وتخيلت نفسها بفستان زفاف رائع وكان هو حبيبها ” سفيان” يقف ينظر لها بنظرات مفعمه بالعشق ٠٠ ثم اقترب منها وقبلها من جبينها برقه وتمسكت هي بذراعه بتملك والإبتسامة لا تفارق وجهها ٠٠ هتفت ” ألماسه ” بابتسامة واسعه وهي مازالت تغمض جفونها وتتخيل :
_ هكون فرحانه جدا اليوم ده ٠٠هبقي طايره من الفرحه اني أخيرا بقيت معاه ، أنا مش عايزه في حياتي حاجه غير اني أبقي معاه هو و بس ٠٠

كاد ” سفيان ” يفقد عقله وهو يري ابتسامتها وحديثها الذي واضح أنه نابع من قلبها في هذه اللحظه شعر أن قلبه ينزف وأن وجعه فاق أي شيء ها هي حبيبته سعيده بزواجها بغيره ٠٠٠كور قبضته بعنف وتشنجت قسمات وجهه بشده٠٠٠

فتحت ” ألماسه ” جفونها ببطء والقت نظره حزينه علي ” سفيان ” ثم خفضت بصرها بأحباط ٠٠

قالت ” زهره” بدهشه :
_ إيه الكلام الحلو ده يا ست ألماسه ، إنتي بتحبي قاسم ولا إيه ؟؟ ، أمال كنتي في الأول رافضه ليه ؟! ٠٠

رفعت ” ألماسه ” بصرها ونظرت إلى ” زهره” ورسمت ابتسامه باهته على ملامحها قائله بعدم اكتراث تخفي خلفه حزنها :
_ عادي يعني مش هيبقي جوزي ٠٠٠

هب “سفيان ” واقفا في هذه اللحظه قائلا بنبره مختنقه :
_ الحمدالله

تحرك ” سفيان ” باتجاه المرحاض تحت هتاف “حنان” المستنكره :
_ طبقك زي ما هو يا سفيان ٠٠٠ تعالى كمل أكلك ٠٠

هتف ” سفيان ” من داخل المرحاض :
_شبعت يا أمي

لوت ” حنان ” فمها وقالت باستياء :
_ هو أنت كلت حاجه يا بني ٠٠

أنهي الجميع طعامه و جلس ” سفيان ” مع ” صالح ” ودلفت ” حنان ” الي المطبخ لتعد الشاي بينما أصرت ” ألماسه” أن تساعد ” زهره ” و ” ساره” في جمع الاطباق من على الطاوله ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرجت ” حنان ” من المطبخ وقدمت إلي ” سفيان ” ، و “صالح” الشاي ٠٠٠ واتت كلا من ” و ” زهره ” و ” ساره ” و هم يتحدثون فيما بينهم بمرح ٠٠٠

تسأل ” صالح ” قائلا :
_ فين ألماسه ٠٠

قالت ” زهره ” بمرح متعجبه :
_ أصرت أنها تنضف هي المطبخ ٠٠ تصور يا بابا ألماسه الي مكنتش بتعمل حاجه ، أهي بتغسل في الأطباق زي اي ست بيت ٠٠

قالت ” حنان ” بابتسامة :
_ تلاقيها عايزه تتعلم عشان لما تتجوز ٠٠

قالت ” ساره ” ضاحكه بمرح :
_ شكل قاسم مسيطر ، أنا ملاحظه أنها اتغيرت ٠٠
تمتم ” صالح ” قائلا :
_ ربنا يهديها

وقف ” سفيان ” فجأه وقال بجمود:
_ هعمل مكالمه وجاي ، عن اذنكم ٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف ” سفيان ” بتردد الي المطبخ وجدها تقوم بغسل الأطباق وهي شارده ٠٠٠٠ اقترب منها بخطوات بطيئة وعيونه تتأملها بلهفه ،هتف قائلا :
_ ألماسه ٠٠

انتفضت ” ألماسه ” والتفت له وكانت تمسك طبق بيدها وقع منها على الأرض بفعل الخضه ٠٠٠٠زفرت بشده والقت نظره حانقه عليه ثم انحنت تجمع اجزء الطبق المكسوره ، تحت نظرات ” سفيان ” الذي قال بصعوبه :
_ إنتي بتتجاهلني ليه كده يا ألماسه ؟!

ارتبكت ” ألماسه ” وهي تجمع الأجزاء المكسوره مما أدى إلي أنها جرحت يدها فصرخت صرخه مكتومه ، جعلت ” سفيان ” ينتفض وينحني وهو يقول بلهفه :
_ ايه إلي حصل ؟!، وريني إيدك ٠٠

وقفت ” ألماسه ” واخفت يدها خلف ظهرها قائله بفظاظه :
_ ملكش دعوه ٠٠

وقف ” سفيان ” هو الآخر قائلا بصرامه :
_ ألماسه وربيني إيدك مش وقت عند ٠٠

ابتعدت ” ألماسه ” قائله بنفاذ صبر و جفاء :
_ أخرج يا سفيان خليني أكمل تنضيف ٠٠٠

قال ” سفيان ” بأصرار شديد:
_ مش خارج قبل ما أشوف ايدك ٠٠٠

تأففت ” ألماسه ” وأخرجت يدها من خلف ظهرها وفردتها قائله بعدم اكتراث :
_ حاجه بسيطه ٠٠

نظر ” سفيان ” الي الجرح البسيط الذي في يدها٠٠٠

رمقته ” ألماسه ” نظره ممتعضه ثم تحركت في المطبخ تبحث عن شيء ما وهي تقول متهكمه :
_ اديك اطمنت مفيش حاجه ، أطلع بره بقي يا دكتور سبني أكمل الي بعملوا ٠٠

قال ” سفيان ” بحزم :
_ ألماسه تعالى ، انتي ملكيش في شغل التنضيف وبعدين هتعوري نفسك تاني ٠٠ماما و ساره يبقوا يكملوا ٠٠

التفت ” ألماسه” له ووضعت يدها في خصرها قائله بحنق شديد :
_ ليه أن شاء الله شايفني مش هعرف اغسل كم طبق و كم كوبايه ٠٠وبعدين أنا قولتلهم أني هنضف انا يبقي خلاص لازم انفذ كلامي وكل حاجه تبقي مظبوطه

فكر” سفيان ” للحظات وقد اتي بباله شئ جعله يتحرك باتجاه باب المطبخ ينظر إلى الخارج ، ثم عاد مره اخرى وهو يقول بنبره جاده :
_ أنا هغسل وانضف مكانك ٠٠وانتي هتقعدي تشربي كوباية اللبن٠٠

عقدت “ألماسه ” حاجبيها بشده وقالت ببلاهه :
_ بتهزر أكيد ٠٠

تحرك ” سفيان ” و فتح البراد والتقط زجاجه مليئه باللبن ثم تنقل في المطبخ تحت نظراتها الغير مستوعبه ما يفعله ٠٠٠سكب لها اللبن في أحد الاكواب ، ثم حمل الكوب وسار باتجاها قائلا بصرامه مصطنعه:
_ الكوبايه دي تتشرب كلها إنتي صحتك مش عجباني ، وخسيتي زي ما امي قالت ٠٠٠

نقلت ” ألماسه ” بصرها بين كوب اللبن الذي بيده وما بين وجهه وهتفت قائله بعدم استعياب :
_ ده انت بتكلم جد بقي ٠٠

حرك ” سفيان” رأسه مؤكدا ثم قال بنبره لا نقبل النقاش :
_ و يلا زي الشاطره كده اقعدي اشربي اللبن ، وانا هكمل الي كنتي بتعملي ، بسرعه يلا قبل ما حد يجي

قالت ” ألماسه ” بنبره محتنقه :
_ ومين قالك أني هشرب اللبن ولا حتي هوافق انك تنضف مكاني ٠٠

رمقها ” سفيان ” نظره قويه وهو يقول بثقه :
_ هتوافقي يا ألماسه ٠٠٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد دقائق كان ” سفيان ” يقف يرتدي مريول المطبخ ويغسل الاطباق بسرعه و دقه تحت نظرات ” ألماسه ” التي تجلس وتحمل بيدها كوب اللبن وتشرب منه ببطء وعيونها معلقه ” بسفيان ” ، دون أن تدري اتي ببالها أن ” سفيان ” زوجها ويساعدها في المنزل ويعشون حياه سعيده ترجمت أفكارها على هيئة كلمات قائله بشرود :
_بتخيل دلوقتي أنك جوزي وبتساعدني في شغل البيت ٠٠٠

توقف ” سفيان ” عن ما يفعله وتصلب جسده ثم التفت لها ببطء وتأملها بصمت وقلبه يتمني حدوث ما قالته بشده فترجم رغبه قلبه على هيئة كلمات قائلا بأسف:
_نفس أمنيتي ، بس أنا للأسف اضعف من أني احققها ٠٠

انتبهت ” ألماسه ” لما قاله وسيطرت على مشاعرها هاتفه بسخرية لاذعه:
_ نفس امنيتك!! ٠٠خليك اتمني وبس يا سفيان لحد ما تلاقي غيرك بيحقق إلي أنت كنت بتتمناه ٠٠٠

عض ” سفيان ” علي شفتيه بشده وهو يقول بانفعال مختنق :
_ كفايه بقي تكلمي عن جوازك ، كفااايه ، أنا أصلا مش عارف هستحمل ازي ٠٠

دلفت” حنان” في هذه اللحظه بملامح مصدومه وهي تردد :
_ انتوا بتحبوا بعض ؟!

انتفضت ” ألماسه” و تغير لون وجهها ، بينما “سفيان ” أغمض عيونه وجز على أسنانه بشده ٠٠٠

وضعت ” ألماسه ” كوب اللبن على الطاوله ثم وقفت وأخذت تفرك يدها بتوتر ٠٠٠

أغلقت ” حنان ” باب المطبخ ثم اقتربت من ” سفيان ” قائله بنبره خافته منفعله:
_ ساكتين ليه جاوبوني ؟! بتحبوا بعض ؟!

نظر ” سفيان ” لها بصلابه و حرك شفتيه لكي يتحدث ، ولكن سبقته ” ألماسه ” قائله بجمود و شجاعه :
_ أنا بس يا طنط الي بحبوا ، سفيان مش بيحبني

نظر” سفيان” إلي ” ألماسه ” وشرد دون أن يشعر في وجهها الجامد وشجاعتها ٠٠٠

نقلت ” حنان” بصرها بينهم ودققت النظر إلي ” سفيان ” الذي يتأملها بعيون تلمع بحب دفين فهمته جيدا لذا قالت بتنهيد مستغربه :
_ مش لوحدك الي بتحبي وهو كمان واضح أنه بيحبك ، ازي مخدتش بالي من لمعت عينك وأنت بتبصلها ٠٠٠

فتحت ” زهره ” باب المطبخ واستغربت من وجود ” سفيان ” في المطبخ وما زاد استغربها أنه يرتدي مريول المطبخ ولكن قالت بعقل مشوش :
_ ألماسه قاسم جاي عشان يقعد معاكي ، بابا بيقولك اطلعي حضري نفسك ٠٠٠

قالت ” حنان ” بجمود وهي تنقل بصرها بين “سفيان” و ” ألماسه”:
_ قولي لأبوكي يا زهره ميخليش قاسم يجي ٠٠٠ عشان في موضوع مهم اوي لازم نتكلم فيه٠٠٠

يتبع

error: