العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
_ حلمت أنك طلقتني يا مراد
نطقت زهره بتلك الكلمات بعبوس ، لتصدح ضحكات مراد العاليه وهو يحدق بها ليزداد عبوسها أكثر وهي تجلس بجانبه على الأريكة تلكمه في كتفه ، ليتوقف هو عن الضحك بصعوبه يقول باستخفاف مشاكس إياها :
_ احنا لسه اتجوزنا عشان نطلق ، طب اصبري شويه !!
فركت زهره كفيها بتوتر لتنظر له بعينيها الواضح فيهم الترقب و القلق وهي تسأله بارتباك :
_ يعني مش فارق معاك موضوع جواز ٠٠
لم يدعها تكمل باقي حديثها حيث وضع انامله على شفتيها هامس بتحذير رقيق :
_ مش عايز اسمع كلام في الموضوع ده يا زهره لو سمحتي
قال تلك الكلمات وهو يحاول أن لا يظهر مشاعره الحقيقة تجاه هذا الموضوع حيث الغيره تكاد تفتك به كلما تذكر هذا الشئ الذي يجعله يخشي الاقتراب منها ٠٠
بينما أغمضت زهره جفونها ببطء متذكره بعض تفاصيل حلمها القصير ٠٠٠
_ أنت مضايق يا مراد ؟؟
سألت زهره مراد ذلك السؤال ، وهي تجلس بجانبه على الأريكة في الصاله ، ليحرك هو رأسه وينظر لها بجمود قائلا بقسوه :
_ إنتي طالق !!
نفضت رأسها وفتحت جفونها سريعا تحدق بمراد الذي نهض من مكانه وهو يقول بابتسامة صفرا :
_ زهره أنا هنزل مشوار وراجع
استغربت زهره لكنها اومأت براسها ونهضت هي الأخري لتقف أمامه تحدقه بنظرات صافيه متأمله في حياه أفضل ، ليظل هو لحظات يتأملها بعشق واشتياق متناسي افكاره للحظات ، نعم هو يغار عليها و يشعر بالغضب من زاوجها من غيره لكن عشقه لها فاق كل شئ ، لذا وجد نفسه دون أن يدري يجذبها من مرفقها يقربها منه ليميل على وجهها لتختلط انفاسهم الحاره ٠٠ ليترك هو نفسه ليغرق في بحور عشقها متناسي كل شيء٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في شقة أهل سفيان
جلست حنان على الأريكه تفك حجابها ، وبجانبها ساره تحتضن بطنها وتبتسم قائله باشتياق :
_ البيت كان واحشني أوي
انفتح باب الشقه ودلفت سميره تصيح ببهجه وشوق :
_ سااااره
قذفت حقيبتها على أحد المقاعد وهي تقترب من ساره التي هبت واقفه عقب دلوفها ، ضمتها سميره باشتياق وحنو وهي تصيح بصوت مرتفع مشع بالفرحه :
_ وحشتني يا حبيبتي أوي
لتندس ساره في أحضانها وتشدد من ذراعيها حول الأخري قائله بحنو وراحه :
_ وأنتي كمان يا حبيبتي
راقبتهم حنان بابتسامة صافيه وهي تمتم بدعاء :
_ ربنا يخليكم لبعض
لتبتعد الفتيات عن بعضهم لتحدق سميره ببطن شقيقتها المنتفخ بتفحص ، لترتسم ببطء ابتسامه رقيقه على ثغرها وقرصت ساره من وجنتيها قائله بصوت مرح :
_ هتخليني خالتوا يا صغنن
لتنطلق ضحكه خافته من ساره قائله بأستياء مزيف :
_ أنت لسه فاكره كلمة صغنن دي !!
اومأت سميره براسها وهي تضحك بصوت مرتفع وتعاود احتضان ساره التي ضحكت هي الأخري بمرح تربت على ظهر شقيقتها٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان سفيان يمسك يد ألماسه وهو يدلف بها الي أحد الكافيهات وكانت عيونهم لامعه بسعاده وخصوصا هو كان كل لحظه والاخري يختلس لها النظرات الشغوفه ٠٠ تقدموا من أحدي الطاولات ليترك يدها ثم سحب لها مقعد لتجلس هي ، وتحرك هو ليجلس مقابلها وعيونه تتأملها بدقه وهي تضع هاتفها على الطاوله ، ثم استندت بمرفقيها على الطاوله تحدقه هي الأخري بعيون تشع حب خجول ، لحظات واتي النادل ليحرك سفيان رأسه باتجاهه قائلاً بنبره جاده :
_ قهوه مظبوط ، وأنتي يا ألماسه تاخدي إيه ؟؟
نطق بأخر جمله وهو ينقل بصره إلي ألماسه التي قالت بنبره رقيقه :
_ قهوه برضوا بس زياده
اومأ النادل برأسه ودون طلبهم وقبل أن يتحرك هتف بنبره رسميه :
_ مش عايزين حاجه تانيه ؟؟
نفي سفيان وهو يحدق بألماسه قائلا بإيجاز :
_ لا ، شكرا
تحرك النادل تارك إياهم ،اطلق سفيان تنهيده عميقه وهو يتأملها ، فمطت هي شفتيها متسأله بتعجب ناعم :
_ليه مرجعناش البيت مع طنط وساره ؟؟
عقد سفيان ذراعيه أمام صدره وتأملها لعدة لحظات ثم قال ببساطه:
_ عادي ، قولت أخرجك قبل ما ابدأ شغل
تكونت ابتسامه صافيه على ثغر ألماسه وهي تسأله باهتمام بالغ:
_ لاقيت شغل ولا لسه ؟؟
حل سفيان ذراعيه المعقودين ومال للأمام قليلا وهو يحدقها بنظراته مجيب برضا :
_ لاقيت شغل مع واحد صاحبي في مستشفى ، لسه مكلمني دلوقتي
صفقت ألماسه بيدها بعفوية وقالت بحبور :
_ مبروك يا سيفو
أرتسمت ابتسامه حانيه على ثغر سفيان ، لتبتسم هي بشده ولكن تلاشت سريعا عندما سمعت انثوي رقيق يقول :
_ ألمااااسه
التفتت إلي مصدر الصوت لتجد ثلاث فتيات، تحدثت أحدهم وهي تقترب من طاولتهم اكثر مدققه النظر إلي سفيان بتشبيه قائله :
_ عامله ايه يا ألماسه ؟؟
لاحظت ألماسه نظراتها الي سفيان فشعرت بالحنق لتجيب عليها من بين أسنانها :
_ الحمدالله
تحدثت فتاه أخري مشيره الي سفيان قائله بتذكر :
_ أنت تبقي جوز زهره مش كده !!
لتجيبها الفتاه المدققه في ملامحه قائله بتأكيده مدركه :
_ ايوه تصدقي كنت بشبه عليه
اشتعلت عيون ألماسه بغضب مكبوت وهي توزع نظراتها بينهم وبين سفيان الذي عقد حاجبيه منزعج عندما تحدثت أحدي الفتيات موزعه بصرها بينه وبين ألماسه قائله باستغراب :
_ هي زهره مش معاكم ؟؟
لتطلق الأخري ضحكه مستهزءه قائله بلؤم ناعم:
_ هي زهره ازي سبيتك قاعدة مع جوزها كده !!
لتتدخل الفتاه الثالثه قائله بمكر :
_مش خايفه عليه منك !!
اشتعلت نظرات سفيان من تلميحتهم وتشنجت قسمات وجهه ،بينما ألماسه كانت عيونها تطلق الشرر وهي تحدق بالفتيات بغل وأتت أن ترد عليهم رد لاذع ، ولكن سبقها سفيان هاتفا من بين أسنانه بتأكيد فظ :
_ ألماسه تبقي مراتي
عجز لسان الفتيات عن الحديث واتسعت عيونهم بذهول غير مصدقين لتهتف أحدهم غير مصدقه :
_ازي !!، طب وزهره !!!
اتها الرد من ألماسه التي وزعت بصرها بينهم بغضب وقالت ضاغطة على الكلمات بشده حانقه :
_ سفيان طلق زهره من زمان
ظلوا الفتيات لحظات يحاولوا الاستعياب ، ليرتسم ببطء على ملامحهم النفور ، لتشير واحده منهم إلي الباقي قائله باقتضاب :
_ يلا يا بنات
تحركوا الفتيات ونظراتهم فيها استهزاء وشك ، لتعض ألماسه على شفتيها بغيظ شديد قائله بنزق :
_ أشكال حشريه
ابتسم سفيان نصف ابتسامه وحدقها بنظراته المحبه قائلا بخشونه :
_ كبري دماغك يا حبيبتي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ليه بتعامل بنت أخوك كده؟؟
كان ذلك سؤال الطبيب الشاب الجالس على مكتبه يدون في ملف ما ، ونظراته تتمعن بدقه في صالح الجالس على أحد المقاعد أمام المكتب بملامح مقتضبة ٠٠
تنفس صالح بعمق ونظر إلى الفراغ قائلا بصدق مفعم بالحقد الدفين :
_ بسبب أبوها
ضيق الطبيب ما بين عينيه ليسأله باستفسار وتركيز :
_ ليه بسبب ابوها ؟؟
لاحظ الطبيب اهتزاز حدقتي صالح بتوتر ملحوظ وهو ينظر له بتردد كبير وعدم اطمئنان ،ليشجعه قائلا بنبره مطمئنه موثوقه:
_ أنا وعدت حضرتك أن كل الي هتقوله سر بينا
ظل صالح يحارب ذلك الصراع والتردد بداخله ليحدق الطبيب بنظره متهجمه قائلا بسرعه مقتضبة:
_ كنت مدمن مخدرات
حرك الطبيب رأسه وقد بدي متفاجيء لكنه رسم تعبير الهدوء على وجهه ليقول بابتسامة تشجعيه :
_ كمل يا دكتور!!
أسند صالح رأسه الي المقعد الجليدي الجالس عليه ليحدق في الفراغ وبدء يقص عليه بشرود :
_ اخويا كان هو الكبير وكنت أنا اتجوزت قبله بنت عمي كنت بحبها من أيام الدراسة ٠٠ كنت عايش في شقه فوق شقه أمي واخويا ٠٠
توقف صالح عن الحديث وبدي على معالم وجهه الحقد ، لينقر الطبيب بقلمه على سطح المكتب متسأل باهتمام يحثه على الاكمال :
_ إيه سبب ادمانك للمخدرات؟؟
ظهر تعبير حزين على ملامح صالح الذي صر على اسنانه مكمل بشرود مفعم بالغل :
_اليوم ده كنت متخانق مع مراتي خناقه كبيرة سابت البيت بسبها بسبب غيرتي عليها من اخويا ٠٠
قطب الطبيب حاجبيه ليسأله مستفهم بنبره جاده متعجبه :
_ ايه سبب غيرتك عليها من اخوك ؟؟
زفر صالح بشده وبدت ملامحه خطيرة وهو يكتف ذراعيه أمام صدره موجه نظراته إلي الفراغ واجاب بنبرة مقتضبة :
_ أنا كنت بغير عليها جدا حتي من اخويا برغم أني عارف اخلاقها وأخلاقه بس كنت بغير
بدي على الطبيب القليل من التعجب لكنه معتاد علي تلك الحالات لذا فضل الصمت تاركا للآخر الفرصه في الحديث ، ليزفر صالح بشده مسترسل بجمود شارد :
_ اليوم ده خرجت من البيت بعد ما هي سابت البيت ، وروحت لواحد صاحبي قديم في بيته ، وتفاجئت لما لاقيت معه شاب تاني قاعدين بيتعاطوا المخدرات ، قعدت معهم شويه ، لحد ما صاحبي قالي أجرب ، في الأول رفضت رفض قاطع ، وبعد إصرار من صاحبي أني اجرب فجربت لاني كنت مخنوق على أساس أن مره مش هتأثر ٠٠
توقف عن الحديث للحظات يراقبه فيها الطبيب بدقه ، ليحل الآخر ذراعيه من أمام صدره ويغمض جفونه ، لتزداد ملامحه قساوه وهو يكمل بنفس النبره الجامده:
_ بس مكنتش اعرف أني هبقي مدمن بالسرعه دي ، كان أي مشكله تحصلي اجري على صاحبي ده وبعد إصرار وكلام كتير من صاحبي نتيجته أني بستستلم وبجرب مره في التانيه في االتالته لحد ما بقيت مدمن٠٠٠
زفر الطبيب بشده يتابع تشنج عضلات وجهه وهو يكمل بتشنج ومازالت جفونه مغلقه :
_ مراتي خلفت زهره بنتي ، لما بدأت تلاحظ عليا علامات الادمان ، لحد ما اكتشفت ده ، نصحتني كتير وبقت تتحايل عليا ابطل، وهددتني تسيب البيت ، فوعدتها أبطل بس مقدرتش ٠٠
ارتدي الطبيب نظارته الطبيه وتلاعب بقلمه متسأل بدقه واهتمام:
_ برضوا مش قادر أوصل لسبب ملموس لتصرفاتك مع بنت اخوك ؟!!
فتح صالح جفونه واعتدل في جلسته ودس يده في جيب معطفه ليخرج علبة سجائر واخرج منها واحده ليشعلها غير مبالي بنظرات الطبيب الممتعضه ، نفث دخان السيجاره وهو يسترسل بطريقه سريعه مختصر الاحداث :
_ اخويا سافر ، وأنا بدأت فلوسي تخلص بسبب المخدرات ، بعت دهب مراتي من وراها ، وكنت بسرق فلوس من ورا أمي كان اخويا ببيعتهم ليها ، وصلت لمرحلة اني في يوم كنت سكران والمخدرات لحست عقلي ، ولاني عارف أن أمي كان عندها دهب ، قلبت الشقه كلها عشان ادور عليه ،امي صحيت من نومها لاقتني بفتش في حاجتها ٠٠٠
توقف للحظه عن الحديث لتفر دمعه ندم منه ، مسحها سريعًا بانامله ثم رفع السيجارة إلي فمه ٠٠ نفث دخان السيجارة واسترسل بنبره متوتره للغايه :
_ وصل بيا الحال أني ضربتها وأنا مش واعي ، في اللحظة دي مراتي شفتيني وأنا بضربها صوتت واتخانقت معايا فضربتها هي كمان وخدت الدهب ٠٠
كتف الطبيب ذراعيه أمام صدره متراجع إلي الخلف في مقعده وعيونه ترصد كل تعبير من صالح ، ظل صامت للحظات ليبادر بسؤال دقيق :
_ اخوك عرف ؟؟
ارتسم تعبير قاسي مفعم بنيران لم تنطفئ بعد وهو يحدق به قائلا بسخرية متشنجه :
_ مراتي اتصلت بيه عرفته ، ونزل من السفر طردني من البيت الي هو المفروض بيتي وبيت أهلي ،و مرضيش مراتي وبنتي يجوا معايا ٠٠٠ومراتي طلبت الطلاق
توقف قليلا ليلتقط أنفاسه الغاضبه ليكور قبضته بشده حتي ابيضت مفاصله وهو يسطرد بنبره مغلوله :
_ اخر كلمه قالتها ليا مراتي ياريتك زي أخوك ، فضلت كذا شهر بعيد عنهم ، ورجعت طلبت ارجع البيت هو وافق بس بشرط اتعالج ، وافقت زي المذلول بس الي دبحني أني شوفت نظره اعجاب في عين مراتي لاخويا ، واصرارها على الطلاق خلاني اتجنن اكتر ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الكافيه
عدلت ألماسه من وضع ملابسها وخرجت من “دورة مياه السيدات “متجهة إلي مكان جلوسها مع سفيان ولكن ابطئت من خطواتها وهي تستمع إلى صوت أنثوي يقول بسخرية :
_ أكيد طلق زهره بسببها
لترد أخري بضحكه متبرمه :
_ ألماسه طول عمرها قادره
لتقول الثالثه بحقد دفين :
_ طول عمرها كده ، فاكرين صهيب !!
ردت الأخري بنبرة مستهجنه :
_ الا فاكره ، فضل يجري وراها لحد ما سابته ، و دلوقتي راحت تسرق من بنت عمها جوزها
غمزت الثانيه لهم قائله باعجاب ناعم :
_ بس الصراحه هو يستاهل
كانت ألماسه متصلبه مكانها تكور قبضتها بشده ، ضاغطه على شفتيها بقوه وقد أصبحت عيونها كتليتن مشتعلتين من الغضب ، استدرات لهم بنظرات شرسه حانقه ، لتنطلق ضحكات الفتيات العاليه ليزداد غضب ألماسه ويزيد توهج عيونها ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جالس سفيان يعبث في هاتفه بانتظار ألماسه التي تأخرت قليلا ليصله صوتها المرتفع الشرس وهي تصيح :
_ شكلك نسيتي يا حلوه منك ليها مين هي ألماسه
اتسعت عيونه ببطء وهو يتجول ببصره في المكان سريعا ليجد الأنظار موجهه الى أحد الاتجاهات ، لينظر فيه ويجد ما جعل فاهه فاغر بدهشة حيث ألماسه تجذب أحدي الفتيات من شعرها بشراسه ، والفتيات الأخريات يحاولون تخلصها منها ٠٠٠ استغرق إدراكه للأمر عدة ثواني ثم هب واقفا وهرع باتجاههم ليهتف بصوت مرتفع منفعل :
_ألمااااسه ، بتعملي إيه ؟؟؟
كانت ألماسه تتمسك بشعر الفتاه بقوه والشراسه تطل من عيونها لترعب اصدقاء الفتاه الذين تملكهم اليأس من تخليصها منها ، لتصيح بصوت مغلول :
_ العقارب دول بيغلطوا فيا
تجمع من في المكان ليراقبوا ما يحدث بفضول وترقب وحده ليشعر هو بالغضب يتملكه حين سمع أحد الشباب يهتف باعجاب رجولي :
_ لسه فيه بنات بالشراسه دي ومزه كمان
استدار سفيان سريعا ليرمق ذلك الشاب نظره حارقه مقتربا منه بسرعه البرق ليمسكه من تلابيبه ناظرا له بغضب مفعم بغيرته النارية ، فشحبت ملامح الشاب وارتعد من سفيان الذي هتف من بين أسنانه بجمود قاسي يحذره :
_ أنت قولت إيه !!!
ابتلع الشاب ريقه بصعوبه وقال معتذراً بتلعثم شديد:
_ أسف
تركه سفيان بعد أن سمع صياح ألماسه تهتف بشراسه :
_ سيرتي أنا و زهره متجيش على لسانك يا شملوله منك ليها
التفت سفيان لها سريعا ، واحتدت عيونه أكثر وهو يراها تقبض على شعر الفتاه اكثر حيث أخذت الفتاه تصرخ وتسبها بحنق ليصيح فيها بنبرة حازمه عصبيه :
_ ألماااااسه ، سبيها
لم تستمع له ألماسه حيث صاحت أحدي الفتيات الأخري بانفعال أنثوي :
_ سبيها يا ألمااسه بقولك
زفر سفيان بشده واقترب من ألماسه ليخلص شعر الفتاه من بين يدها ثم ادرها له لتصيح بانفعال شرس :
_ سيبني يا سفيان اربيها
جذبها سفيان من مرفقها ونظراته الموجهه لها حاده صارمه ، فتحركت معه لكن اوقفها صراخ الفتاه التي قالت بصوت مرتفع حاقد :
_ بتضربيني عشان بقول الحقيقية
لتنزع ألماسه مرفقها من سفيان وتسدير لها عازمه على تلقينها درس ، لكن سفيان لم يسمح لها باكمال خطواتها حيث حملها على كتفه فجأة لتصبح رأسها تحت وخصلات شعرها تتطاير وهي تصيح بغيظ :
_ نزلني يا سفيان سيبني اتعامل معاهم
خرج بها من المكان تحت أنظار الفتيات التي اشتعلت بغضب وغيره انثويه ، بين توزعت نظرات باقي الموجودين ما بين متعجب و فضولي ٠٠
خارج الكافيه
انزلها سفيان لتقف على قدميها ترتب خصلات شعرها وهي تنظر له بضيق ، ليقابل هو نظراتها بحزم وتحذير ، ليشير لها بسابته :
_ أقعدي في العربيه متتحركيش لحد ما أدخل أدفع الحساب وارجع
أنهي جملته تلك وهو يفتح لها باب السيارة مشيرا لها ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ سفيان رد عليا !!
صاحت ألماسه بتلك الجمله وهي تجلس بجانب سفيان في السيارة تنظر إلى جانب وجهه , ليحرك رأسه وينظر لها قائلا بتبرم :
_ هرد أقول ايه !! ، اقولك شطوره يا حبيبتي !!
عقدت ألماسه ذراعيها أمام صدرها ونظرت له بحنق قائله بأصرار :
_ على فكره أنا مش غلطانه ، هم البنات دول استفزوني
تأملها سفيان للحظات ثم حرك رأسه بيأس ليعود يركز نظراته على الطريق تاركا إياها تستشيط غيظا ٠٠٠
بعد مرور بعض الوقت
كان سفيان يصف السيارة أمام البنايه ، ليترجل منها بدون حديث ، فترجلت هي الأخري صافعه الباب حتي تلفت انتباهه ، لينظر له من طرف عينه بلامباله مزيفه ثم تحرك باتجاه البنايه ، لتذم هي شفتيها بحنق وتلحقه بخطوات سريعه لتصعد خلفه الدرج ٠٠٠
راقبته وهو يخرج المفاتيح من جيب سترته ليفتح باب الشقه ويدلف بنفس الصمت ، لتدلف خلفه صافعه الباب بغيظ، ليستدير هو لها بعدما تجول ببصره في الشقه لم يجد أثر لوالدته أو شقيقاته ٠٠٠ تقدم منها بخطوات متمهله لتتراجع هي إلي الخلف حتي استند ظهرها على باب الشقه ، ليستند هو بكفيه على الباب محاصر إياها يتأملها بنظرات لم تفهمها ، لتشعر ببعض القلق وهي ترمش بعيونها ، لتجده يقول لها بخفوت معاتب إياها برفق :
_ مش نقعل شويه بقي !!،ألماسه كفايه تهور ،خليكي عاقله وهاديه بلاش تسرع
زفرت ألماسه براحه من حديثه الهاديء معاها ، لترفرف بعيونها قليلا قائله بتوجس متسأله برقه :
_ أنت مش زعلان مني ؟؟
حرك سفيان رأسه نافيا ببطء ورفع أحد كفيه ليتلاعب بخصلات شعرها برقه قائلاً بخفوت :
_ مقدرش ازعل منك
قال جملته ليخفض بصره وعيونه مصوبه باتجاه شفتيها ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
قذفت ياسمين الكتب على الفراش لتجلس على طرفه تخلع حذائها ، لتستمع الي رنين هاتفها فتركت حذائها وأخرجت الهاتف من جيب سترتها ، لتعقد حاجبيها مستغربه من ذلك الرقم الغريب الذي اتصل بها أيضا وهي في المحاضرات لتتجاهله وقتها ٠٠ حكت ذقنها لتجيب على الهاتف واضعه إياه على اذنها قائله بصوت رقيق:
_ الو ، مين ؟؟
اتها صوت خشن تعرفه جيداً :
_انتي فين ؟؟
أتسعت عيون ياسمين بذهول وارتعشت يدها الممسكه بالهاتف وهي تسأل بعدم استعياب متوتر :
_ مين ؟؟
اتتها الاجابه منه بعد صمت دام للحظات ليقول بجفاء:
_ حمزه !!
رمشت بعيونها عدة مرات لتصبح نظراتها حاده قليلا وهي تهتف بانفعال مندفع مرتبكه :
_، أنت ، جبت رقمي منين ؟!!
اتها رده الفظ سريعا حيث قال:
_ مش شغلك ، جاوبي على سؤالي إنتي فين؟
تشنجت قسمات وجهها أكثر وضغطت على الهاتف بأناملها الرفيعه تهتف باستنكار حاد :
_ وأنت مالك !!
أتها رد على الفور حازم بارد لا يقبل النقاش :
_ساعه بالظبط تكوني تحت السكن بتاعك
أنهي ما قاله لتجد الخط يغلق قبل أن ترد عليه رد لائق ، قذفت الهاتف على الفراش والغيظ الغاضب يحتل ملامحها ، لتضغط على أسنانها قائله باستخفاف حانق :
_ ده مجنون ده ولا ايه !!!، فاكرني هنفذ كلامه ، هيعملي إيه يعني !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
نهض مراد من جانب زهره النائمه بسلام كانت ملامحه متشنجه بغيره ونيران تتأكله ، فغيره امتلكها قبله ، كور قبضته وهو يتخيل مئات السيناريوهات لهم معا مما جعله كالمجنون تكاد النيران تحرق جسده ، التقط قميصه الموجود على الأرض ، ليزرر أزرار القميص بسرعه ،ثم التقط سترته ووضعها على كتفه ليخرج من الغرفة بل من الشقه بأكملها بعد أن التقط هاتفه من على الطاوله ليقوم بالاتصال علي شقيقته مهره التي أجابت بصوت مبهج :
_ مراد أنا حامل ، فرحانه أوي يا مراد
لحظات حتي استوعب ثم ارتسمت ابتسامه صغيره على ملامحه المختنقه ليقول بصوت حاول جعله مرح :
_ مبروك يا حبيبتي
سمع مهره تهتف بأصرار رقيق :
_ هتيجي النهارده بقي عشان صهيب عازمك بالمناسبة دي لازم تيجي ٠٠
هبط مراد درجات السلم وحرك رأسه قائلا بخشونه :
_ أنا جايلك أصلا ، في موضوع عايز اكلمك فيه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء
اتسعت عيونه ببطء عندما دلف إلي الشقه وهو يسمع اصوات الموسيقى الصاخبة ،لتقع نظراته عليها تقف تممايل بخصرها بطريقه متملهه وبجانبها شقيقته سميره تحدق بخصرها بتركيز تحاول تقليدها ، وساره التي تضحك بصخب واضعه يدها على بطنها المنتفخه ، ومازاد إتساع عيونه هو والدته إلي خرجت من المطبخ لتقترب منها ألماسه الغير واعيه لوجوده بعد حيث صاحت بحماس :
_ تعالى يا طنط أعلمك الرقص
_ تعالى يا طنط أعلمك الرقص !!
كرر سفيان جملتها باستنكار مذهول وهو فاغر الفاه ٠٠
لتتسمر هي مكانها ،ووصل إلي مسامعها ضحكات ساره وسميره ، ووجدت حنان تضحك هي الأخري ضحكه خافته قائله بمرح :
_ مراتك كتر خيرها ، بتدينا كورسات في الرقص
استدرات ألماسه ببطء وقد أحمر وجهها قليلا حرجا وخجلا وحدقته بنظرات قلقه لرد فعله وقالت مرتبكه بشده :
_ إيه إلي جابك دلوقتي !!
_يخربيتك ، بتعلمي أمي الرقص !!، نهارك مش فايت
ابتلعت ريقها ببطء ، ورسمت ابتسامه متوتره على ثغرها قائله بارتباك شديد :
_ طنط عايزه تخس ، والرقص مفيد
يتبع