العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
(42)
بهتت ملامحها من الفزع وتصلبت في وقفتها كالتمثال ودق قلبها بخوف وهي تري الشرطه تقتحم المنزل وتبحث في جميع أنحاء المنزل عنه بينما يقف أمامها ظابط يهتف بها بصوت جهوري :
_ فين سفيان مصطفي ؟!
ارتجفت ألماسه أثر صوته لكنها أجابت بصلابه:
_ معرفش
عقد الظابط حاجبيه بشده ينظر لها بتفحص وهو يقول بنبره مرتفعه أكثر وهو يضغط على الكلمات بشده:
_ بقولك فين سفيان ، انطقي !!
تصنعت ألماسه الثبات وهي تنظر له عكس ما بداخلها من ذعر وتوتر ، و هتفت بجمود مزيف:
_ وأنا بقولك معرفش هو فين !!
خرج العساكر من الغرف المتواجده في المنزل وهم يتحدثون بنبره رسميه :
_ مفيش حاجه يا فندم
تسأل الظابط بحنق ونظراته الحاده معلقه بألماسه :
_ متأكد يا بني أنت وهو ؟!!
أجاب أحدهم بتأكيد :
_ ايوه يا فندم، البيت فاضي
بينما خرج عسكري آخر من أحدي الغرف وهو يهتف بنبره جاده خشنه:
_ في يا فندم هدوم رجالي هنا ، وكمان لاقيت دي
قال الجمله الاخيره وهو يمد يده له بالبطاقه الشخصيه لسفيان ، التقط الظابط منه البطاقه وأخذ يقلبها في يده واحتدت عيونه وهو ينظر إلي ألماسه التي أبتلعت ريقها بتوتر وقلق وقد شحب وجهها بشده ،ارتسمت ابتسامه ساخطه على وجهه وهو يقول لها باستخفاف :
_ بقي متعرفيش هو فين !!!
ابتلعت ألماسه غصه في حلقها ، ودق قلبها بعنف من شدة خوفها، وأجابت بتلعثم مرتبكه:
_ ايوه ، معرفش ، ح حاجه عنه
ظل الظابط يرمقها بنظراته المتفحصه بدقه لتعبيرات وجهها ، وكان الشك وعدم التصديق واضح في نظراته تلك ، لكنه قال بعدم اقتناع:
_ هعمل نفسي مصدقك !! ، يلا يا بني أنت وهو
قال الجمله الاخيره وهو يبعد بصره عنها ينظر إلي العساكر التي بدأت تتحرك عقب جملته مغادرين المنزل ، فخرج الظابط خلفهم بعد أن رمق ألماسه بنظره قويه غامضه جعلت الاخيره ترتجف من الخوف !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اغلقت باب المنزل عقب خروجهم ، وركضت سريعا بملامح شاحبه مرتعده إلي غرفتها وفتحت الخزانه وأخرجت حقيبة ظهر وبدأت بسرعه شديده تجمع فيها بعض الملابس القليله وبعض المتعلقات الشخصية الهامه ، ثم أخذت الحقيبه واتجهت إلي غرفة سفيان وجمعت أيضاً بعض الملابس القليله له ومتعلقاته الشخصية أيضاً ، ثم عادت إلى غرفتها بخطوات شبه راكضه وحملت معطفها من على الفراش وارتدته بعجله ، ثم حملت الحقيبه على ظهرها ، وأخذت تلتقط أنفاسها المضطربه القلقه بل والمذعوره وهي تخرج من الغرفه راكضه حافية القدمين ،فتحت النافذه قليلا تري الأجواء بالخارج ، وزفرت براحه عندما اطمئنت من ذهاب الشرطه ، ثم ركضت باتجاه الباب وكادت أن تفتحه ولكن انتبهت أنها حافية القدمين ، فضربت على جبهتها بضيق وعادت تركض باتجاه غرفتها ، ودلفت داخل الغرفه تبحث بعيونها في المكان عن حذائها الرياضي حتي وجدته بجانب الخزانه ، فتحركت سريعا وانحنت بعجله والتقطته ثم جلست على الفراش وارتدته سريعا ،ثم نهضت وخرجت من الغرفة بل من المنزل بأكمله وهي تركض بسرعه في الطرقات وكانت الشمس قد بدأت تغيب والجو قد تحول إلي البرد ٠٠٠
كانت محتاره ماذا تفعل فهي ليس معها هاتف ، فتوقفت عن الركض وهي تلهث بشده وتلتقط أنفاسها بصعوبه واضعه يدها على صدرها ،وقفت على جانب الطريق وهي تدعي ربها أن يأتي سفيان من هذا الطريق ، وكان قلبها يكاد يخرج من مكانه من الهلع وهي تتلفت حولها خائفه من وجود الشرطه أخذت تدعي بصوت مرتجف :
_ يارب ، يارب ساعدنا
وكأن ربها استجاب لها فلمحت السيارة الذي أخذها سفيان من رجال حمزه لكي يستخدمها ، فبسرعه ولهفه ركضت ووقفت في منتصف الطريق تشير بيدها له أن يتوقف ، فوجدت السياره تتوقف بالفعل ،وترجل سفيان منها بسرعه وهو يهتف بقلق بالغ:
_ في إيه يا ألماسه؟؟؟، حصلك حاجه ؟؟
قال الجمله الاخيره وهو يتفحصها بنظراته القلقه ، فصاحت هي مسرعه بلهفه خائفه وهي تلهث :
_ سفيان ، بسرعه ، الشرطه ، لازم نمشي من هنا
لم تكاد تكمل جملتها ،حيث لمحت سيارة الشرطة تقترب ، فصاحت مذعوره بصوت مرتجف:
_ بسرعه الشرطه جات
التفت سفيان ينظر خلفه فوجد بالفعل السياره تقترب منهم فبسرعه وبارتباك وتوتر صاح بها بعجله :
_ اركبي بسرعه
قال تلك الجمله وهو يفتح باب السياره ليقفز بداخلها ، وكذلك فعلت هي ، وبدأ يقود السيارة بسرعة هستريه حيث كانت السياره تتحرك في الطريق من بين السيارات تتفادهم بصعوبه من شدة السرعه فكانت تنهب الطريق نهب ، وكان سفيان يتنفس بطريقه مخيفه وهو يصيح بها بانفعال :
_ حطي الحزام
اومأت ألماسه التي تتنفس بصعوبه من الذعر ، وربطت حزام الأمان بيد مرتعشه واغمضت عيونها بشده من الهلع وهي تري أن السياره كادت أن تنقلب بهم لكن سفيان تفادي ذلك بمهاره ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ زهره أنا بقولهالك لأخر مره ، ها مستعده تتجوزيني وتسافري معايا ؟؟
قرأت زهره هذه الرساله التي اتتها للتو من مراد عبر تطبيق الواتساب ، فعضت على شفتيها بقوه من القهر ،والحيره ،دقائق من التفكير والحيره من بين قلبها الذي يقول لها أنها تستحق السعاده وأن لا تضيع من أحبته من يدها مره اخرى، ومابين عقلها الذي يحثها على أن تظل على موقفها الرافض معارضة والدها ٠٠٠
ظلت هكذا حتي كتبت بأنامل مرتجفه وعيون دامعه :
_ مراد ، أنا مخنوقه ، أنا مش قادره اخالف بابا
ضغطت زر الارسال لحظات ووجدت مراد يكتب ، فضغطت على شفتيها منتظره رده والتي اتي سريعا :
_زهره ، ابوكي مش هيوافق مهما عملنا ، يبقي مفيش قدامنا غير الحل ده ، وبعدين مش هنسافر غير لما نعرف ابوكي بجوزانا وهو حر بقي يا يقتنع يا لا
اعتدلت في جلستها على الفراش وفرت دمعه منها وهي تكتب:
_ بابا يا مراد مش هيسامحني
ضغطت على زر الارسال ، ليأتيها الرد :
_ هيسامحك صدقيني مع الزمن ، بس ارجوكي يا زهره توافقي
زفرت بشده وقد أخذت العبرات الحاره تتساقط على وجهها تعبر عن عجزها ، ظلت تمسك بالهاتف بيد مرتجفه تنظر إلي المحادثه بينهم ، وبعد لحظات وجدت مراد يكتب ثم وصلت رساله منه :
_ زهره معاكي يومين فكري ، مش هضغط عليكي ، بس انتي عارفه قد إيه أنا وأنتي تعبنا في حياتنا ومن حقك وحقي أن إحنا نكمل حياتنا مع بعض ، ابوكي والله هيسامحك ،انتي أكيد غاليه عنده عشان إنتي بنته ، فكري كويس أوي قبل أي قرار تاخديه
أنتهت زهره من قرأة الرساله ثم أغمضت جفونها سامحه للمزيد من العبرات بالسقوط لتلهب وجنتيها، ووضعت الهاتف بجانبها واستندت بظهرها على مسند الفراش ثم وضعت يدها على قلبها المتألم ، وقد بدأ جسدها يهتز من البكاء و يصدر منها شهقات صغيره متقطعه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أخذت ألماسه تلتقط أنفاسها بصعوبه شديده بعد أن توقف سفيان بالسياره أمام البحر في مدينة ساحليه بعد أن استطاع الهروب من سيارة الشرطه ، أستند هو برأسه على عجلة القياده يحاول السيطره على أعصابه ٠٠٠
بينما استندت ألماسه على مسند المقعد وهي تضع يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط بشده، رفع سفيان رأسه وحرك بصره باتجاها وتسأل بصوت متحشرج :
_ إنتي كويسه ؟؟
حركت ألماسه رأسها أيجابا بأنهاك وهي تنظر له ورأسها مستند على المقعد وقالت بصوت خافت :
_وانت ؟
حرك هو رأسه أيجابا بصمت ، ثم فتح باب السياره وترجل منها ، فراقبته هي وهو يقف امام السياره يستند بكفيه عليها ، فزفرت بشده وأخذت شهيق ثم تبعته بزفير عميق لكي تهدأ نفسها ثم فتحت باب السياره وترجلت هي الأخري وشعرت بالبرد والهواء يلفح وجهها فحاوطت جسدها بذراعيها وتحركت لتقف بجانبه ، كان الظلام قد حل ولكن كان هناك عمود إناره وكان صوت الامواج يسيطر على الأجواء ٠٠٠
حرك هو رأسه باتجاها وأخذ يتأملها بعيون تلمع بنظره غريبه لم تفهمها هي فتسألت بخفوت :
_ بتبصلي كده ليه ؟؟
زفر سفيان بشده وأجابها بيأس :
_ بفكر
تنفست هي بعمق وازاحت خصلات شعرها إلي الخلف وهي تنظر لها قائله بنبره هامسه :
_ بتفكر في ايه ؟؟
حدقها سفيان بنظرات جامده وقال بصوت خافت متنهد :
_ بفكر في كل حاجه ، في القضيه ، في أهلي ، أمي ، أخواتي ، انا كان ممكن اتمسك والحكم يتنفذ ، أهلي هيعملوا إيه لو جرالي حاجه !!
ظهر الحزن على ملامح ألماسه وهي تحدقه بعتاب صامت ثم قالت بخفوت جامد تخفي خلفه حزنها :
_ أهلك بس ؟؟ ، طب و أنا ؟؟
ظل سفيان صامت يرمقها بنظرات تعبر عن مشاعر غير قادر على ترجمتها على هيئة كلمات ، فقال بصوت خافت مهتم يتجاهل سؤالها متعمد :
_عرفتي ازي أن الشرطه جات ؟؟
أشاحت ببصرها بعيد عنه بخيبة أمل وظلت صامته وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ثم تحدثت بخفوت :
_ عارف يا سفيان ، أنا فيه أحساس على طول بحس بيه معاك
عقد سفيان حاجبيه وقال بخفوت :
_ احساس إيه ؟؟
حركت ألماسه رأسها باتجاهه وسلطت نظراتها على عيونه وقالت بخفوت ساخر :
_ خيبة الأمل !!
ارتسمت ابتسامه طفيفه متهكمه على ثغر سفيان وركز هو الأخر نظراته على عيونها وقال بسخريه لاذعه :
_ نفس احساسي اتجاهك
عضت علي شفتيها ورمقته نظره حاده وهي تقول بتبرم:
_ القلوب عند بعضها !!
تأملها بنظراته الهادئه ثم تسأل بصوت خافت متوجس :
_ بعد كل الأحداث دي ، إنتي ندمانه على جوازك مني ؟؟
تفاجأت ألماسه من سؤاله ولكن إجابته باقتضاب صادق:
_ لا ، مندمتش
رفع سفيان أحد حاجبيه بتعجب وتسأل بمكر :
_ أمال ليه عايزه تطلقي لما البراءه تظهر !!
حدقته ألماسه بنظره هادئه وأجابت بتنهيده عميقه :
_ دي حاجه ودي حاجه ، مقدرشه أعيش مع واحد معندوش ثقه فيا
نظرت لها سفيان بعيون لامعه بحب لم يستطع أن يخفيه ، فلاحظت هي ذلك لذا تسألت بنبره جامده :
_ عملت كده ليه يا سفيان ؟؟
فهم سفيان سؤالها جيداً لكنه قال باستفهام مزيف :
_ عملت إيه ؟؟
رفعت ألماسه سبابتها أمام وجهه وقالت بسخط :
_ أنت فاهم كويس أنا أقصد إيه !! ، ليه اتعاملت معايا كده وليه قولتلي الكلام الجارح ده، مش شايف أن رد فعلك كان مبالغ فيه !!
اكفهرت ملامح سفيان واعتدل في وقفته وتحدث قائلا بعصبية هادره :
_ كنتي عايزني أعمل إيه وأنا شايف منظرك ده ، عايزني أعمل إيه ها ، عايزني أقولك برفوا واصقفلك
قال الجمله الاخيره وهو يصفق بيده ، ثم استرسل بنفس النبره العصبيه :
_ إنتي دماغك دي فيها إيه !!، غبيه ومتهوره ، فاكره نفسك إيه !!، ايوه اتعصبت واتجننت وأنا شايفك في حضن واحد تاني ، شايفه بيلمسك ،غيرت لا مش غيرت وبس ده أنا اتجننت مراتي في حضن واحد غريب متخيله احساسي وقتها ، ده أنا كل ما بفتكر ببقي هاين عليا اضربك تاني وتالت، الي عملته ده قليل جدا على تصرفك الغبي ، في واحده طبيعيه تروح لراجل زي ده برجليها !!
كان مع كل جمله ترتفع نبرته أكثر وتتوهج عيونه بشده
أنكمشت ملامح ألماسه وصرخت فجأه بهجوم :
_ ليه هو إنتي ضربتني وبس ، ده انت قولت كلام زي السم ، بكرهك وهطلقك !!
حدقها سفيان بنظرات متوهجه من الغضب ثم اقترب منها وجذبها من لايقه معطفها حتي أصبحت قريبة منه ونظر إلى عيونها وقال من بين أسنانه بحقد :
_ عايزيني اقولك ايه ، ها ، أقولك خلاص يا حبيبتي أنا مسامحك ، إنتي بجد شايفه أن ده موقف عادي !! ، أقولك إيه ما أنت تربيتي على كده بقي ، شايفه أن التصرف ده عادي !!
كانت هي تحدقه بنظرات متجهمه وكورت قبضتها ولكمته في صدره بقوه وصرخت من بين أسنانها بشراسه :
_ أنا متربيه غصب عنك
حدقها سفيان بنظرات لا توحي بشئ ،و في لحظه وجدته يطوق خصرها بذراعيه ليقربها منه بشده فأصبح وجهها مقابل وجهه ونظراته الغير واضحه مقابل نظراتها القويه المتحديه ، مال هو على أذنيها يهمس لها :
_ على فكره أنا مقولتش أنك مش متربيه
شعرت هي بحرارة أنفاسه على أذنها ، توترت قليلا وشعرت بقشعريره في جسدها لكنها هتفت بتبرير :
_انت قولت إنتي اتربيتي على كده !!
نظر هو لها بهيام ودفء دون أن يشعر ، فتوردت وجنتيها خجلا وهي تلاحظ نظراته التي أذبتها، فشدد هو من ذراعيه حول ظهرها ، أتسعت عيونها وهي تجده يميل عليها وبصره موجه نحو ثغرها ٠٠فبسرعه وضعت كفيها على صدره تبعده وهي تتلوي بين ذراعيه قائله بعنف :
_ أبعد عني يا سفيان
أحكم سفيان ذراعيه حول ظهرها ، وفي ثواني كان يحملها بين ذراعيه ، مما جعلها تشهق بصدمه و أخذت تركل بقدميها وهي تصرخ :
_انت بتعمل ايه !! ، نزلني ، بتعمل ايه ، بقولك نزلني !
لم يستمع سفيان لها وهو يتجه بها باتجاه البحر ويهتف بنبره عاليه :
_ هربيكي يا ألماسه !!
قبضت ألماسه على قميصه بشده وصرخت بشده :
_ لا يا سفيان ، الجو صقعه وإحنا باليلل، بلااش ، اااه تلج
قالت أخر كلمتين عندما وضعها في مياه البحر البارده بشده حيث شعرت ألماسه بالصقيع وارتجف جسدها بشده داخل المياه المثلجه ، كان سفيان أمامها يعاني أيضا من برودة مياه البحر ، لكنه ابتسم بتشفي وهو يراها ترتجف هكذا واسنانها تصطك ببعضها وشفتيها ترتجف بشده ، لم تكن حالته تختلف عنها كثيرا لكنه كان مستمتع ، ضربت بكفيها في مياه البحر بعنف وهي تحدقه بنظرات غاضبه مرتجفه ٠٠٠
لحظات ووجدته يختفي تحت المياه ، فصرخت بأعلي صوتها :
_ سفيااان، أنت فين ٠٠
لم تكمل جملتها حيث وجدت من يرفعها من ألاسفل حاملاً إياها على أكتافه ، فشهقت بعنف وهي تصيح بقلق:
_ يلهوي ، هقع ، سفيان !!، نزلني يا أبن حنان بقولك !!
خرج بها سفيان من البحر وقد أصبحت ملابسهم مبتله وتقطر مياه وكانت أسنانهم تصطك ببعضها ،،انزلها ببطء فوقفت على قدميها وهي تترنح وترتجف بشده وتحدقه بملامح حانقه ثم في لحظه كانت تقترب منه تهجم عليه تخدش وجهه باظافرها بشراسه تصرخ :
_ حرام عليك ، أنا هموت من البرد
تعرقلت قدميها فوقعت على ظهرها على الرمال فصرخت وهي على وشك البكاء من شدة شعورها بالبرد ٠٠
انحني سفيان بجسده أمامها ومد كفه قائلا بنبره جاده:
_ قومي ، عشان متتعبيش ، تعالى غيري هدومك
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“بعد مرور أربع أيام”
ابتسمت مهره ابتسامه صفرا لتلك الجالسه بأناقه ترمقها بنظرات تقيميه لم تعجب مهره، التي جزت على أسنانها وهي تري نظراتها تحولت إلى صهيب وقد رسمت ابتسامه رقيقه على ثغرها وهي تقول :
_ شكرا على العزومه دي يا صهيب
ابتسم لها صهيب بمجامله وهو يحتضن مهره الجالسه بجانبه على الأريكة ، ويجلس علي باقي المقاعد ،” نوال” عمته ، وتلك “مريم “ابنة عم صهيب ٠٠٠
ابتسمت مهره ابتسامه متشنجه وقالت موجهه حديثها إلي نوال :
_ أنا قولت لصهيب يطلب منك يا طنط ، تيجي تقضي معانا اسبوعين
تأوت مهره مع آخر كلمه حيث قرصها صهيب في ذراعها ، حدقته مهره بنظرات مغتاظه ثم رفعت ذراعه من على خصرها ونظرت إلى نوال التي أبتسمت وقالت بنبره هادئه:
_ لا اسبوعين إيه ، أنا مبعرفش أقعد بره بيتي
تدخلت مريم في الحوار وهي تنظر لمهره قائله بكلمات رقيقة ساخره:
_ هو إنتي تخنتي كده ليه يا مهره عن يوم الفرح !!
ضغطت مهره على شفتيها بشده ونظرت إلي نفسها قليلا ثم عادت تنظر إلي مريم باحتقان وقالت بنبره ناعمه مزيفه :
_صهيب بيحبني كده !!
رفع صهيب حاجب ونزل الآخر وهو ينظر لمهره وقرصها من وجنتيها قائلا باستنكار:
_ مين قال اني بحب التخن يا مهره ، إنتي هتحافظي على جسمك يا حبيبتي عشاني مش كده !!
قال الجمله الاخيره برقه ،جعلت مهره تستشيط غيظا وهي تنظر له شزرا ، ووكزته في ذراعه ومالت عليه تهمس له بتوعد :
_ نام على الكنبه النهارده يا حبيبي
تنحنح صهيب وحرك رأسه ينظر إلى مريم قائلا بخوف مصطنع :
_انا بحب مهرتي في كل حالاتها
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت ألماسه جالسه مع سفيان وحمزه في منزل ريفي تابع لأحد رجال الأخير ، هتف سفيان بتوجس :
_ إيه يا حمزه الموضوع إلي عايز تقولوا ؟؟
هتف حمزه بنبره قاتمه وبصره معلق بسفيان:
_ ماهر اتقبض عليه
ظهرت الدهشة على معالم كلا من ألماسه وسفيان حيث هتف الأخير بعدم تصديق :
_ أمتي ده حصل ، وأزي وبتهمة إيه ؟؟
حك حمزه ذقنه والتقط فنجان القهوه وارتشف منه بتلذذ ، مما جعل ألماسه تتملل في جلستها وتهتف بحنق من بين أسنانها :
_ إحنا مستنين نعرف إيه اللي حصل على فكره !!
نظر لها سفيان شزرا مما جعلها تحدق به بضيق ، بينما وضع حمزه فنجان القهوه على الطاوله بهدوء والقي عليها نظره غير مكترثه ثم نظر الي سفيان وقال بنبره جاده شارحا :
_ماهر ، شغال في كل حاجه ، تجارة اعضاء ، مخدارت ، قتل كل حاجه ممكن تتخيلها ، بعيد عن قضيتك أصلا ماهر ده بقالنا فتره عايزين نقبض عليه ٠٠
زفرت ألماسه بضجر ، بينما قال سفيان بشك وتوجس:
_ طب ، أنت هتقدر توصل لحاجه عن طريق ماهر صح ؟!
ابتسم حمزه بخبث وداعب شاربه وهو يقول بثقه شديده :
_ يومين وهثبت براءتك ، أنا الي هحقق مع ماهر
تدخلت ألماسه الصامته في الحديث وحدقت بحمزه بحاجب مرفوع قائله بريبه وعدم استعياب :
_ايه علاقه ماهر ده بقتل كرم !!، ما هو ممكن يكون ملوش علاقه بقتل كرم و ٠٠٠
حدقها سفيان بنظرات محذره غاضبه جعلتها تبتلع باقي كلماتها وتتراجع في مقعدها تزفر بتأفف ، بينما ألقي حمزه نظره عابره عليها ثم ركز نظراته على سفيان قائلا بتوضيح جامد :
_ أنا متأكد بنسبه كبيره أن ماهر ده عارف القاتل الحقيقي ، ده أن مكنش هو القاتل !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ظل يدور في المنزل يمرر يده في خصلات شعره بعصبية ، وكانت هي تجلس تشاهد التلفاز باندماج وتحمل بيدها كوب شاي ترتشف منه بتلذذ غير مباليه بذلك الذي يكاد يجن من كثرة التفكير في تلك القضية ، توقف فجأه وحدقها بنظرات محتقنه قائلا بغيظ :
_ايه البرود ده ؟؟ ، جايبه البرود ده منين ، قاعده تتفرجي على التلفزيون ولا على بالك أن إحنا هربانين
ردت ألماسه بعدم اكتراث وبصرها معلق بالتلفاز :
_ عايزني أعمل إيه يعني ، وبعدين فكك بقي من الاسطوانه بتاعت إحنا هربانين دي ، ما أنا عارفه إيه الجديد !!
وضع سفيان يده في خصره وحدقها بنظرات حانقه وهو يقول بقتامه :
_ أقولك أنا الجديد ، أن لو سيادتك متحركتيش حالا من مكانك وقومتي عملتي حاجه تتاكل هتشوفي تصرف مش هيعجبك ٠٠
أبعدت ألماسه بصرها عن التلفاز ونظرت له بعيون مبتسمه وقالت ببرود:
_مفيش حد بياكل وهو هربان
رفع سفيان حاحب ونزل الآخر وهو يقول بسخط :
_ هنصوم يعني !!
مطت ألماسه شفتيها وحدقته بنظرات بارده قائله باستفزاز :
_ ابقي اتجوز واحده بتعرف تطبخ لأني مبعرفش
جز سفيان على أسنانه وأشار لها بسبابته قائلا بتوعد :
_ هتجوز فعلاً واحده تكون قد المسؤوليه
ضغطت ألماسه على شفتيها بقوه محاوله التحكم في اعصابها ثم حدقته بعيون تطلق الشرر وهي تقول بفظاظه :
_ طبعاً بعد ما تطلقني
حرك سفيان رأسه نافيا والتوي ثغره بابتسامة جانبيه قائلا :
_ لا ما أنا مش هطلق
التوي ثغر ألماسه بابتسامة متهكمه واتت أن تتحدث ولكن شق السكون صوت فتاه تصرخ بالخارج ، مما جعلها تهب واقفه وهي تتبادل النظرات المندهشه مع سفيان ، فتحرك الاخير باتجاه باب المنزل وفتحه ، وخرج منه وهي خلفه ، أتسعت عيونهم بذهول عندما وجدوا فتاه صغيره في السن كانت تجلس على الأرضيه وبنطها منتفخ وتضع يدها عليها وهي تصرخ بهستريا والعرق يتناثر على وجهها ، فهرول سفيان باتجاها سريعا وجثي على ركبتيه أمامها ، فصرخت الفتاه مستنجده به :
_ الحقني ، بولد
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ حمزه باشا في واحد مستني حضرتك في مكتبك
كان ذلك حديث العسكري الذي يقف أمام مكتب حمزه ، أومأ حمزه برأسه ودلف الي غرفة مكتبه ، وارتسمت معالم الدهشه على وجهه عندما وجد ” صالح ” يجلس بانتظاره، انتبه له الأخير فقال بنبره متجهمه :
_ عايز اتكلم معاك
عقد حمزه حاجبيه والتوي ثغره بابتسامه خبيثه وتحرك ليجلس على مقعده واضع ساق فوق الأخري قائلا باقتضاب :
_ سامعك
نطف صالح حلقه وقال بنبره حاول جعلها ثابته:
_ عايز اعرف أنت عرفت ازي ؟؟
ضيق حمزه ما بين عينيه قائلا ببرود متصنع عدم الفهم :
_ عرفت إيه !!
اشتعل صالح من بروده لكنه تحكم في نفسه وقال وهو يضغط على الكلمات بشده:
_ أني كنت في مصحه للادمان ، الموضوع ده قديم
قهقه حمزه بصوت مرتفع واستند بكفيه على المكتب وحدقه بنظرات ساخطه وهو يقول بنبره غامضه :
_ مصحة إدمان بس يا راجل ، طب دي حاجه بسيطه غير الحاجات الي أنا حاسس أنها هتكشف قريب
ابتلع صالح ريقه بصعوبه شديده وقد اختفي اللون من وجهه ، وحاول الحديث بنبره طبيعيه لكن خرجت مرتبكه :
_تقصد إيه ؟؟
لوي حمزه فمه وهو. يتفحص الآخر بنظرات ثاقبه ورفع يده يداعب شاربه كعادته وقال بنبره ذات مغزى :
_ أنت عارف كويس أوي انا أقصد إيه !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد عدة ساعات
حملت ألماسه الطفله الرضيعه بين ذراعيها وقد لمعت عيونها ببريق اعجاب وفرحه وهي تلتفت إلي تلك الفتاه المتسطحه على الفراش وقد انسحب اللون من وجهها واصبح شاحب ومتعب ، ابتلعت الفتاه ريقها الجاف وقالت بصوت مرتجف متقطع :
_ شكرا ، علي الي إنتي، عملتيه إنتي وجوزك
أبتسمت لها ألماسه برقه وضمت لها الطفله التي تعالي صوتها بالبكاء ، فاقتربت من الفراش ومدت يدها لها بالطفله قائله بحبور :
_ خدي
استندت الفتاه بكفيها بتعب على الفراش واعتدلت بصعوبه وهي تعض على شفتيها ثم مدت يدها تلتقط منها طفلتها ودمعت عيونها وهي تري طفلتها الجميله التي تعض على اصابعها الصغير ٠٠٠
_ ألماااسه
التقطت أذنيها صوت سفيان ينادي عليها فنظرت لتلك الفتاه قائله برقه :
_ براحتك خالص ، أنا طالعه
التفتت ألماسه وتحركت بخطوات هادئه وغادرت الغرفه مغلقه الباب خلفها ، وجدت سفيان يقف عاقد ذراعيه أمام صدره وتسأل باهتمام :
_ عامله ايه دلوقتي ؟؟
حركت ألماسه رأسها قائله بابتسامة واسعه :
_ كويسه ، والبنت الصغيرة زي القمر
تأمل سفيان عيونها التي تشع سعاده ثم قال بلطف :
_ طب الحمدالله
حل سفيان ذراعيه المعقودين وتحرك ليجلس بانهاك على أحد المقاعد ، بين تحركت هي الأخري لتجلس وهي تقول بتعجب شديد :
_ البنت إلي جوه دي ، شكلها صغير أوي على الجواز والخلفه
اومأ سفيان برأسه وقال بلامباله :
_ الناس في الريف بيجوزا البنت في سن صغير
حركت ألماسه رأسها واتت أن تتحدث ولكن وصل الى مسامعهم طرقات عنيفه على الباب ، تبادلوا الاثنين النظرات القلقه، وهبت هي واقفه قائله بارتباك وخوف:
_ أنا هفتح ، ممكن تكون ٠٠
لم تكمل جملتها حيث وجدوا الباب ينكسر ومجموعة من الشباب يقتحموا المكان واحدهم يصيح بصوت عالي :
_ هي فين ، هي فين !!
تحركت ألماسه مسرعه بقلق تقف خلف سفيان الذي نهض من مكانه بملامح مكفهره وصاح بعنف:
_ انتوا مين ؟؟
أجاب شاب كانت ملامحه جامده متهجمه وهتف بنبره خشنه فظه :
_ أنا أخوه ال**** عايده، هي فين ؟؟
زفر سفيان وتجول ببصره بين الشباب الاربعه الواقفين بملامح قاتمه ثم قال بانفعال :
_ في حد يدخل بيوت الناس بالشكل ده !!
تأفف أحد الشباب وحك فروة رأسه قائلا بضجر :
_ أنجز يا أخ أنت ، أختي فين ؟؟
تحركت ألماسه من خلف سفيان ووقفت بجانبه وتسألت بانفعال :
_ عايزينها ليه ؟؟
رمها سفيان بنظره حارقه محذر إياها ، فصاح أحد الشباب وهو يدقق بنظراته في ألماسه وقال بتذكر :
_ افتكرتك ، إنتي البنت إلي كانت مصاحبه كريم الله يرحمه ، وكنتي معاه وقت الحادثة ٠٠
يتبع