العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
توقف ” سفيان” بسيارته أمام هذا المنزل القديم ، التفتت ينظر إلي “ألماسه ” بضيق شديد وتحدث بتحذير :
_ ممنوع النزول من العربيه
لم تعيره هي انتباه حيث فتحت باب السيارة وترجلت منها، مما جعله يزفر بحنق شديد وترجل من السياره هو الأخر وهو يصيح بعصبيه هادره:
_ ألماااااسه ، اقعدي في العربيه ، اسمعي كلامي بقي ، مش كفايه جبتك معايا ٠٠
توقف عن الحديث وهو يسمع صراخ ” قاسم ” القوي ٠٠
تبادل كلا من ” ألماسه ” و ” سفيان ” النظرات ، ثم اقترب هو منها و جذبها من ذراعها باحدي يديه وباليد الأخري فتح باب السياره قائلا بنبره صارمه لا تقبل النقاش :
_ اقعدي في العربيه متتحركيش ، فاهمه ؟!
أنهي حديثه وهو يدفعها لتجلس في السياره ٠٠ ثم التفت يتحرك متجه الى الداخل وقد أصبحت نظراته مظلمه بشكل مخيف واحتلت القسوه ملامحه ، دلف إلي الداخل فوجد ” حمزه ” يقوم بركل ” قاسم ” في معدته بعنف تحت صراخ الأخير ، فصاح ” سفيان ” بصوت غاضب مرعب :
_ قااااااسم
التفت ” حمزه ” سريعًا إلي” سفيان” وابتسم له قائلا بنبره جاده :
_ لما اتأخرت قولت اتسلي شويه ٠٠ وفكيته عشان تعرف تضرب براحتك
زمجر ” سفيان ” بحده وهو يقترب من ” قاسم ” بخطوات سريعه وعيونه قد تحولت لجمرتين من النار ، هجم على ” قاسم ” وظل يضربه بطريقه عنيفه وقاسيه للغايه وهو يصيح بصوت متوحش :
_ هقتلك يا*** هموتك مش هتعيش لحظه ٠٠
وقف ” حمزه ” يتابع ما يحدث وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويظهر على وجهه الاستمتاع و تحدث قائلا بهدوء متناهي:
_براحتك خالص يا سفيان ، خلص وأنا عليا دفن الجثه ٠٠
لوي ” سفيان ” يد ” قاسم ” بقسوه شديده بأحدي يديه ، بينما رفع يده الأخري وقبض علي عنقه بشرسه وصاح بجنون بصوت هز ارجاء المكان من شدة قوته وقسوته :
_ لمستها بايديك ديه ، قربت منها بانفاسك القذره دي ٠٠
ضغط ” سفيان ” علي عنقه أكثر حتي كاد الأخر أن يختنق وأحمر وجهه بشده وجحظت عيونه بذعر حقيقي٠٠٠
بينما التقط ” حمزه ” سكينه كبيره ثم مد يده بها الي ” سفيان ” قائلا بصوت جامد :
_ خد يا سفيان ايدك كده هتتعبك ، السكينه دي هتجيب من الأخر ٠٠
دلفت ” ألماسه ” في هذه اللحظه ، وجحظت عيونها بشده وهي تري وجه ” قاسم ” الذي بدأت الدماء تسيل منه من عنف الضرب التي تلقاه من ” سفيان ” ، و ما جعل الدماء تفور في جسدها هو رؤية ” سفيان ” يمسك هذا السكين وقد بدت ملامحه متوحشه للغايه كأنه أصبح شخص أخر ، صاحت بانفعال هادر :
_ سفيااان أنت اتجننت بتعمل ايه ؟!
انتبه ” سفيان ” لوجودها فزمجر بشده وهو يصيح بعصبيه شديده معنف إياها :
_ أنا مش قولت متزفتيش تنزلي من العربيه ، اتفضلي اطلعي من هناااا حالا ٠٠
ارتجفت أوصالها من صوته وابتلعت ريقها وهي تتحرك باتجاه والقت نظره على ” قاسم ” الذي يزحف مبتعد وهو يتاؤوه بشده ، ثم نظرت إلى ” سفيان” وهتفت بنبره متوتره مليئه بالأصرار:
_ مش هتحرك من هنا غير أما تسيب السكينه الي في إيدك دي ٠٠
صرخ ” سفيان ” بغضب ناري يعبر عن حجم البراكين الكامنه بداخله :
_ قولت بررررره ، اطلعي بره دلوقتي يا ألماسه احسنلك
وقفت ” ألماسه ” أمامه وهي ترمقه بنظرات مرتعبه خوفاً عليه ، فهتفت تتوسله بنبره منفعله :
_ عشان خاطري ، مينفعش إلي أنت بتعملوا ده ، سفيااان الي بتعملوا ده ممكن يضرك أنا خايفه عليك ، عشان خاطري سيب السكينه دي ٠٠
تدخل ” حمزه ” قائلا بنبره عاديه كأنه يتحدث عن أمر عادي للغايه :
_ متخفيش يا انسه ، هو بس يخلص عليه والجثه أنا هدفنها ٠٠
شهقت ” ألماسه ” بعنف وهي تحدق ” بحمزه ” وفتحت فمها ببلاهه غير مستوعبه ما يقوله ، بينما التصق” قاسم ” بالحائط وانكمش على نفسه قائلا بنبره مذعوره هستريه :
_ ارجوكي خليه يسبني يا ألماسه ،انا ٠٠٠
لم يدعه ” سفيان ” أن يكمل حديثه حيث وضع السكين على عنقه وركله بقسوه في معدته وهو يصيح بطريقه مرعبه :
_ متفكرش بس تنطق إسمها يا **** ، فاهم ٠٠
وضعت “ألماسه ” يدها على فمها بفزع من تحول ” سفيان ” هذا كأنه أصبح شخص أخر لا تعرفه ٠٠
حدق بها ” حمزه ” بنظرات ثاقبه ثم مط شفتيه وهو ينقل نظراته ” الي ” سفيان ” الذي التفت لهم بنظرات المتوحشه وصاح بعنف شديد :
_ خدها بره يا حمزه ، وخلي الراجل بتاعك يجي يمسك أيديه عشان هقطعها ٠٠
صرخ ” قاسم ” قائلا بجنون وهلع وجسده يرتعش من شدة ذعره :
_لا ، والله ما عملتلها حاجه ، سيبني ٠٠
أشار ” حمزه ” الي ” فهمي ” قائلا بنبره حازمه :
_ خدها بره يا فهمي ، وخلي بالك منها ٠٠٠
اقترب ” فهمي ” منها قائلا بهدوء :
_ اتفضلي حضرتك معايا أما يخلصوا شغلهم ٠٠
هتفت ” ألماسه ” بانفعال معترضه:
_ أنا مش متحركه من مكاني قبل ما تيجي معايا يا سفيان انا بقولك اهو٠٠
استغفر ” سفيان ” بصوت مسموع وهو يرمقها بعيون تلمع بنيران الغضب ، قذف السكين على الأرض ثم اقترب منها وجذبها من ذراعها وتحرك مغادرا المنزل وهو يجرها خلفه وصدره يعلو ويهبط بشده ، ترك ذراعها عندما وصلوا أمام السياره ، عقدت هي حاجبيها بشده ، بينما حدقها هو بنظرات حاده لدقائق ثم كور قبضته بشده وضرب بها على السياره بقسوه وهو يصرخ بثوره عارمه :
_ إنتي مبتسمعيش الزفت الكلام ليه ؟، قولت اترزعي في العربيه ، ايه جايه تدافعي عن الحيوان ده ، أحب اقولك متتعبيش نفسك عشان أنا هعمل الي في دماغي مش هتردد لحظه أني اقطعلوا أيديه الي اتمدت عليكي و اقتلوا كمان ٠٠
كتفت ” ألماسه ” ذراعيها أمام صدرها وقالت بعند وإصرار شديد :
_برضوا لا مش هتدخل تاني جوه يا سفيان ومش هتعملوا حاجه ، سيب الي كانوا جوه دول هم يتصرفوا معاه ٠٠
مال ” سفيان ” عليها وهمس لها بنفاذ صبر منفعل:
_ اتنيلي اقعدي في العربيه لأحسن اخلي حمزه ياخدك يوصلك البيت وبرضوا هعمل إلي في دماغي يا ألماسه ٠٠
دبت ” ألماسه ” بقدميها في الأرض وقالت بحنق :
_ لا يا سفيان والله ما أنت داخل تاني جوه ، سيب الزفت ده يمشي ٠٠
مسح ” سفيان ” على وجهه بعصبيه ثم القي عليها نظره محتقنه وتحرك متجه الى المنزل مره اخرى وهو يصيح بفظاظه :
_ خليكي إنتي حره ، اهو تشوفيني وانا بقطع أيديه ال ***
تحركت ” ألماسه “خلفه وهي تصيح بعصبيه متشنجه :
_ سفيااان تعالي هنا ، يا سفيان بقي ٠٠
دلف ” سفيان” الي الداخل ووجد ” حمزه ” يضع يد ” قاسم ” علي طاوله ويثبتها بأحدي يديه تحت صراخ الآخر المتشنج من الرعب والهلع وقد كان وجهه المشوه من الضرب شاحب للغايه وصدره يعلو ويهبط بشده ويتلوي بجسده بطريقه هستريه وبدأت عبراته تسيل على وجهه ٠٠٠٠
التفت ” حمزه ” الي ” سفيان ” قائلا بابتسامة عريضه :
_ خد السكينه من فهمي وتعالى يا سفيان شوف شغلك ٠٠
ارتسمت ابتسامه قاسيه على ملامح ” سفيان ” الغاضبه والتقط السكين من ” فهمي ” ووجه نظراته القاسيه الي ” قاسم ” وقال بنبره جامده :
_ طول عمرك بتفهمني يا حمزه ٠٠
دلفت ” ألماسه ” وجحظت عيونها بذعر ووقفت أمام “سفيان ” ومدت يدها تحاول التقاط السكين من يده وهي تصرخ بحده :
_ هات البتاع الي في ايدك دي متجننيش يا سفيان ٠٠الموضوع مش مستاهل ٠٠
ازاحها ” سفيان ” من أمامه وتجاهل حديثها وهو يتقدم من ” قاسم ” وصك أسنانه بعنف وهو يرميه بنظرات مرعبه فصرخ الأخير بصوت مرتجف:
_ مقربتش ليها ، والله ما قربتلها ، والله والله٠٠
اقترب ” فهمي ” يقيد ” قاسم ” من الخلف بينما رفع ” سفيان ” السكين للأعلي فجحظت عيون ” قاسم ” برعب وارتجف جسده بشده وصرخ بصوت هز ارجاء المكان وفقد الوعي في الحال ، واغمضت ” ألماسه ” عيونها بشده وضربات قلبها تتسارع بخوف٠٠٠٠
أنزل ” سفيان ” السكين بقسوه على الطاوله بجانب يد ” قاسم ” ، مما جعل ” حمزه ” يرفع يده قائلا ببرود :
_ كفايه عليه الرعب يا سفيان ، إحنا برضوا مش جزارين يا أخي ٠٠بس لو فكر بس بدماغه مجرد تفكير يقرب تاني من حاجه تخصك هخلصلك عليه في ساعتها ٠٠
قال ” سفيان ” بشرسه و هو يلهث من فرط انفعاله :
_ وأنا روحت فين ، أنا الي هخلص عليه بأيدي ٠٠
ترك ” فهمي” جسد ” قاسم ” يسقط على الأرض وقال باشمئزاز :
_ اهو عملها علي نفسه الله يقرفه عيل خرع٠٠
بينما فتحت ” ألماسه” عيونها ببطء وخوف وزفرت بارتياح عندما وجدت يد ” قاسم ” سليمه ، رفعت يدها تضعها على صدرها الذي يعلو ويهبط ، ونظرت إلى ” سفيان ” الذي نظر لها بعيونه الحمراء بشده من الغضب وأشار لها قائلا بصوت جامد :
_انا سبته بس عشان إنتي موجوده ٠٠عشان سيادتك متشوفيش منظر وحش قدامك ٠٠
ارتسمت ابتسامه صغيره على ثغرها وهتفت براحه شديده :
_ شكراً ٠٠
عقد ” سفيان ” حاجبيه بشده وقال بسخريه حاده :
_بتشكريني عشان سبت ال ***ده ؟؟
تلاشت ابتسامه ” ألماسه ” وقالت بامتعاض :
_ أنت اتعلمت الألفاظ دي منين ؟!
لكم ” حمزه ” سفيان ” في كتفه ووجه نظراته الي ” ألماسه” قائلا ببساطه شديده :
_ الألفاظ دي بتطلع لوحدها يا انسه ٠٠
انتبهت ” ألماسه ” الي ” حمزه ” وأشارت له قائله بنزق مستفسره:
_ مين بقي البلطجي ده يا سفيان ؟!
انكمشت ملامح ” حمزه ” وجز على أسنانه بشده ثم قال ببرود :
_ بلطجي ، مقبوله منك يا انسه
ارتسمت ابتسامه صغيره باهته على ملامح ” سفيان ” الحاده وأحاط كتف ” حمزه ” بذراعه قائلا بفخر :
_ ده صديق من أيام الثانويه ، حمزه ده من اجدع الشخصيات الي عرفتها ٠٠
رفعت ” ألماسه ” أحد حاجبيها وقالت ساخره:
_واضح جداً أنه جدع ٠٠
تحرك ” سفيان ” باتجاه ” ألماسه ” وقال بنبره جامده للغايه :
_ يومين يا حمزه وبعدين سيبوا يمشي ٠٠
حرك ” حمزه ” رأسه قائلا بهدوء شديد:
_اطمن يا سفيان هيقضي أحلي يومين مع فهمي هنا ٠٠
قال ” سفيان” بثقه:
_ واثق من ده يا حمزه ٠٠
خرجت ” ألماسه ” الي الخارج وخلفها ” سفيان ” وخلفه ” حمزه ” فهتف ” سفيان ” بنبره حازمه :
_ روحي استنيني في العربيه ، هتكلم مع حمزه شويه وجاي
تحركت ” ألماسه ” على مضض بعد أن رمت ” حمزه ” بنظره عدم ارتياح ٠٠٠
راقبها ” سفيان ” وهي تركب السياره ثم التفت إلى” حمزه ” متحدث بنبره مقتضبه:
_ حمزه أنا جاي بالليل تاني ٠٠
ابتسم ” حمزه ” قائلا بنبره عاديه :
_ تشرف يا عم سفيان ، اهو حتي اتسلي بيني وبينك شغل القسم بقي مش قد كده ٠٠بس أنت إيه يا عم سفيان طلعت فظيع ، صحيح الحريم بيعملوا المعجزات ٠٠
قال أخر جمله وهو ينقل بصره الي ” ألماسه ” التي تقبع في السياره ٠٠
تنهد” سفيان”تنهيده عميقه وتحرك باتجاه السياره وهو يقول :
_سلام يا حمزه ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
نزلت ” زهره ” الي الشارع وهي ترتدي فستان بالون الاسود وعليه حجابها وتحمل هاتفها بيدها تحركت تسير في الشارع وهي توزع بصرها هنا وهناك محدثه نفسها بقلق بالغ:
_ فينك يا ألماسه ، يارب تكوني بخير يا حبيبتي
_ زهره استني راحه فين ؟!
كان هذا صوت ” مراد ” الذي كان يسير بخطوات سريعه لكي يلحقها ، توقفت “زهره ” عن السير والتفت بططء إليه ويظهر على ملامحها القلق وجدت نفسها تهتف بلهفه مستنجده به :
_ مراد ، ألماسه مختفيه من امبارح ومنعرفش عنها حاجه ، وأنا مش عارفه أعمل إيه ؟! ، خايفه اوي عليها ٠٠
توقف ” مراد” أمامها وقد عقد حاجبيه بشده وتحدث باستغراب :
_ مختفيه ازي يعني ؟!
ابتلعت ” زهره ” ريقها وتحدثت شارحه له بنبره سريعه :
_ كانت خارجه مع خطيبها ومن وقت ما خرجت معاه من امبارح لحد دلوقتي وهي مختفيه حتي تلفونها مقفول ٠٠
ضيق ” مراد ” ما بين عينيه وقال مستفهم :
_ طب مكلمتيش خطيبها تسألي عنها ليه ؟!
لوت ” زهره ” فمها وقالت موضحه بأستياء :
_قاسم تلفونه كان مفتوح شويه وبعدين اتقفل وأهله كمان ميعرفوش عنه حاجه ٠٠
ظهر على ” مراد ” الحيره وهو يقول متسأل :
_ وابوكي فين مدورش عليهم ليه ؟!
أجابت” زهره ” باقتضاب :
_ بابا مش عارفه ماله ، قاعد في البيت ومش عايز يتحرك ولا يعمل اي حاجه ٠٠
قال ” مراد ” بامتعاض :
_ هو ابوكي ماله قاسي كده ليه على ألماسه ، الماسه حكتلي أنه عايز يجوزها غصب ٠٠
زفرت ” زهره ” بشده وقالت بضيق :
_ مش وقته تحليل لتصرفات بابا، أنا خايفه يا مراد يكون حصل لها حاجه ٠٠
تأملها ” مراد ” وتسأل بحيره :
_هدوري عليها فين بس يا زهره ؟!
حركت ” زهره ” رأسها بلا معني وقالت بقلة حيله :
_ مش عارفه بس أنا لازم ادور عليها ،قلقانه أوي يا مراد
فكر ” مراد ” للحظات ثم قال بهدوء :
_طب تعالي معايا، أنا هاجي معاكي ندور عليها ٠٠
خفضت ” زهره ” بصرها وقالت رافضه بخفوت :
_ مفيش داعي تتعب نفسك ، أنا هدور عليها لوحدي ٠٠٠
قال ” مراد ” بصرامه :
_ مش هسيبك لوحدك كده ،انا جاي ادور عليها معاكي يعني جاي ، وبعدين ألماسه مهمه عندي برضوا ٠٠
رفعت ” زهره ” بصرها ونظرت له بحرج وخجل وقالت متعلثمه :
_ بس يعني بابا ، أصل لو عرف اني روحت معاك في اي مكان هيبهدلني ٠٠
تقلصت تعابير ” مراد” وقال بنبره جامده يعاتبها :
_ وأنا أصلا من أمتي يا زهره وأنا بروح معاكي في مكان لوحدنا ، أنا راحين ندور على بنت عمك مش خارج اتفسح معاكي عشان ابوكي يضايق ، أنتي عارفه أنا بخاف عليكي ازي؟!
عضت ” زهره ” علي شفتيها وقالت بحرج:
_ عارفه يا مراد والله بس أنت عارف بابا
تأملها هو بنظراته للحظات ثم تحرك وأشار إلي أحد سيارات الأجره ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المطاعم الكبرى
دلفت ” مهره ” مع” صهيب ” الي هذا المطعم واندهشت أن جميع العاملين يعرفونه ، فقالت بخفوت مستفسره:
_صهيب هم كلهم عارفينك ليه ؟! ، أنت بتيجي هنا كتير ؟!
مد ” صهيب ” يده يمسك يدها مما جعلها تشعر بقشعريره تسري في جسدها و نظرت له على استحياء وقد توردت وجنتيها ، مال هو عليها هامس لها بنبره هادئه :
_ المكان ده بتاعي ٠٠
حدقت هي أمامها كالتهائه وهي تشعر بدفء يده الممسكه بيدها وقد شعرت بحراره في وجنتيها من الخجل وهمست مرتبكه :
_ اه ، كويس، أقصد حلو ، حلو أنه بتاعك
تقدم بها ” صهيب ” الي أحد الطاولات ، ترك يدها وسحب لها أحد المقاعد قائلا بابتسامه جذابه :
_ اتفضلي اقعدي يا مهره ٠٠
جلست هي وحدقت به وهو يجلس هو الآخر في المقعد المقابل لها ، تحدث هو بابتسامه :
_ ايه رايك في المكان عجبك؟!
حركت ” مهره ” رأسها إيجابا وقالت بخفوت :
_ حلو اوي بس أول مره أعرف أنك عندك مكان زي ده ٠٠
قال هو شارحا بعدم اهتمام :
_ عادي أنا أصلا مكنتش باجي هنا كتير ٠٠
مطت “مهره ” شفتيها وقالت بتعجب :
_ غريبه مع انك بتحب الأكل
حدق هو بها بحنان وقال بابتسامه طفيفه :
_ مهره أنا اه بحب الأكل جدا، بس عمري ما كلت قد الفتره الي خطبتك فيها ٠٠
ذمت شفتيها وقالت بأستياء :
_ يعني تقصد اني السبب انك بتاكل كتير الفتره دي ٠٠
أطلق ” صهيب ” ضحكه خافته وهو يقول بتأكيد :
_ بالظبط كده ٠٠
رمقته هي بنظرات حانقه مما جعله يهتف قائلا :
_ إنتي عامله زي الدوا الفاتح للشهيه ٠٠
رمقته ” مهره ” بنظرات مغتاظه وقالت بخيبه أمل :
_ يعني أنا بالنسبالك زي الدوا ؟!
مد ” صهيب ” يده ليضعها على يدها التي تضعها على الطاوله وتأملها بعيون لامعه وقال بنبره صادقه:
_ مهره أنا كنت عبيط لما فكرت في حد تاني غيرك، أنا حاسس اني مرتاح أوي معاكي ، عشان كده عايزك تسامحيني اني روحتلها أيام وفاة أبويا ٠٠
انكمشت ملامح ” مهره ” وسحبت يدها وهي تقول باقتضاب وضيق :
_ لو سمحت يا صهيب مش عايزه أسمع كلام في الموضوع ده تاني ٠٠
حرك ” صهيب” رأسه أيجابا وهو يقول بنبره هادئه :
_ حاضر يا مهره ، ولا تحبي اقولك يا أم علي ؟!
قال الجمله الاخيره وهو يغمز لها بمشاكسه ٠٠
رفعت ” مهره ” أحد حاجبيها وتسألت باستغراب :
_ مين علي ده ؟!
ابتسم ” صهيب” وقال ببساطه :
_ ابننا يا حبيبتي ٠٠
دق قلبها بعنف وهي تنظر له ببلاهه غير مستوعبه أنه نطق كلمة ” حبيبتي ” بالتأكيد غير مقصوده لكنها لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور وتوردت وجنتيها ، و قالت بخفوت متوتره:
_ اشمعنا إسم علي يعني ؟!
قال ” صهيب ” ببراءه مصطنعه :
_ عشان اسم أكلة أم على ٠٠
تقلصت تعبيرات ” مهره ” وهي تردد بعدم فهم مصطنع :
_ نعم ، هتسمي ابنك على اسم أكله ؟!
اومأ” صهيب” برأسه إيجابا وقال بلامباله :
_ فيها ايه ، اسم على أصلا اسم موجود بس ده مش الغرض الي عايز إسمي الإسم عشانه٠٠
تسألت هي بتهكم :
_ وايه غرضك يا استاذ صهيب ؟!
أجاب ” صهيب ” بنبره جاده للغايه :
_ هسمي علي عشان كل ما حد يقولك يا ام علي تعمليلي أكله أم علي عشان بحبها ٠٠
فرغت ” مهره ” فمها ببلاهه وقالت باستنكار :
_ ده أنت على كده عايز تاكل أم علي طول الوقت ٠٠
حرك ” صهيب ” رأسه أيجابا قائلا ببراءه :
_ أعمل إيه يا مهرتي بحب أم علي اوي ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في سيارة سفيان
هتفت ” ألماسه ” بنفاذ صبر:
_ سفيان رد عليا إحنا راحين فين ؟!
ظل ” سفيان ” يقود السيارة بصمت وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق ، مما جعلها تهتف بضيق :
_ سفيان قولي أي حاجه أتكلم ، أنت ساكت من وقت ما ركبت العربيه ٠٠
القي ” سفيان ” نظره عليها وقال بهدوء شديد :
_ هتعرفي إحنا رايحين فين أما نوصل ٠٠
ذمت ” ألماسه ” شفتيها وقالت بحنق :
_هتخسر إيه أما تقولي إحنا رايحين فين ؟!
أجاب ” سفيان ” بحزم :
_ قولت هتعرفي أما نوصل ٠٠
زفرت ” ألماسه ” بشده وقال مستائه :
_ مش عايزه اعرف أصلا ، خليك كده عامل زي الراجل الغامض كده ٠٠
أنهت جملتها ثم أشاحت ببصرها لتنظر الي الطريق من نافذه السياره ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور ساعه ونصف
وصلت سياره ” سفيان “الي مدينة الاسكندريه
القي نظره على ” ألماسه ” النائمه بعمق و شعرها يغطي وجهها ، ابتسم ابتسامه دافئه و ظل يتأملها بنظرات مليئة بالحب ثم مال باتجاها وقال بصوت هادئ :
_ ألماااسه ، وصلنا يا ألماسه ٠٠
تحركت ” ألماسه ” وفتحت عيونها بصعوبه ثم اغلقتهم مره اخرى ثم فتحتهم وعدلت من وضعيه جلوسها وهي تنظر له باستغراب وتحدثت بصوت متحشرج من اثار النوم :
_ إحنا فين ؟!
أجاب ” سفيان ” بنبره دافئه :
_ إحنا في اسكندريه
تغيرت ملامح” ألماسه ” وقالت بضيق :
_ ايه الي جابنا اسكندريه ؟! ، يلا رجعنا القاهره تاني ٠٠
حرك ” سفيان ” رأسه رافضا وقال بصرامه :
_ مش هنرجع إحنا هنقضي اليوم هنا ٠٠
قالت ” ألماسه ” منفعله بشده :
_ سفيان بقولك عايزه أرجع القاهره ، أنا كرهت البلد دي ٠٠
قال ” سفيان ” بنبره جاده :
_ ما هو أنا جايبك هنا مخصوص عشان اعوضك عن الي حصل امبارح ٠٠
عقدت ” ألماسه ” يدها أمام صدرها وتسألت بحده غير مقصوده :
_ هتعوضني ازي يا دكتور سفيان ، هتمحي ازي الي حصل امبارح من ذاكرتي ؟!
فتح” سفيان” باب السياره وقال وهو يترجل منها :
_ هتعرفي دلوقتي همحيه ازي ٠٠
دار حول السياره وفتح لها الباب قائلا بنبره عاديه :
_ انزلي يلا ٠٠
ترجلت ” ألماسه ” من السياره بملامح متهجمه ، مما دفع ” سفيان ” ليرسم ابتسامه حنونه على وجهه وهو يقول :
_ تعالى يا ألماسه وفكي التكشيره دي ٠٠٠
تحركت ” ألماسه ” خلفه وهي تقول بحنق مزيف :
_ أما نشوف اخرتها ٠٠
توقف ” سفيان ” عن السير عندما تذكر شيء جعل ملامحه تتهجم التفت لها فتوقفت هي ونظرت له بتعجب ، فهتف هو بنبره محتقنه :
_ صحيح ايه يا هانم الصوره الي نزلتيها على النت دي ؟!
قالت ” ألماسه ” بعدم فهم غير متذكره:
_ صورة إيه مش فاهمه ؟!
أجاب ” سفيان ” بنبره حاده :
_ صورتك إنتي وسي زفت ٠٠
تذكرت ” ألماسه ” فقالت بإدراك :
_ اااه صورتي مع قاسم
صاح ” سفيان ” بعصبية والغيره مرتسمه على ملامحه :
_ متجبيش إسم اي راجل على لسانك وخصوصاً لو الحيوان ده ، امحيه خالص من حياتك كأنه مكنش موجود أصلا ٠٠
حدقت به ” ألماسه ” وقالت وهي تمط شفتيها بحيره :
_ مش أنت الي سألت عن الصوره عايزيني اقول عليه إيه ؟!
قال ” سفيان ” بفظاظه :
_ تقولي زفت اي حاجه الا أنك تنطقي إسمه ، والقاعده الأولي الي هتتعلميها هي أنك ممنوع تجيبي سيرة راجل تاني ولا تتكلمي مع راجل تاني ٠٠
عقدت ” ألماسه ” حاجبيها بشده ، بينما هتف هو من بين أسنانه متسأل :
_ نزلتي الصوره ليه بقي ؟! ، واتصورتي ازي أصلا معاه؟
أجابت ” ألماسه” بصدق ووضوح:
_ هو الي صور الصوره دي ، ونزلتها ليه فعشان كنت عايزك تشوفها وتضايق ٠٠
ظل ” سفيان” ينظر لها بدون حديث ، ثم اشاح ببصره بعيد عنها وتصنع انها ينظر بأعجاب إلي أحدي الفتيات التي ترتدي فستان قصير للغايه٠٠
لاحظت ” ألماسه ” نظراته لهذه الفتاه فاشتلعت عيونها بغيره وغضب ووكزته في كتفه قائله بنبره حاده مليئه بالغيره الناريه:
_ما تروح تتعرف عليها أحسن ما تفضل واقف تبص عليها من بعيد كده٠٠
أبعد “سفيان ” نظراته عن الفتاه ونظره لها ثم ابتسم وهو يري الغيره الواضحه على وجهها ، و تحدث قائلا بهيام مزيف :
_ أصلها حلوه اوي يا ألماسه ، و لبسها فظيع ٠٠
ألقت ” ألماسه ” نظره محتقنه على الفتاه ثم نظرت له وكورت قبضتها ولكمته بغل في صدره وهي تقول بانفعال مفعم بالغيره والغيظ :
_لبسها إيه إلي حلو دي لابسه فستان قصير يا دكتور ، ولا أنت فجأه بقي بيعجبك اللبس ده ٠
اتسعت ابتسامة ” سفيان ” هو يتأمل ملابس ” ألماسه ” فهي ترتدي بنطال وعليه بلوزه بأكمام طويله ، تحدث قائلا بنبره هادئه:
_ أنا بصلتها وغيري هيبصلها بنظرات وقحه عشان لبسها مش محتشم وملفت للنظر ، يبقي القاعده التانيه نتعدل في لبسنا بدل ما اعلقك
قال أخر جمله بصرامه شديده ٠٠ لكمته هي مره اخرى في صدره وهي تقول بنبره مشتعله من الغيره :
_ يعني سيادتك بتعترف انك كنت بتبصلها نظرات وقحه و ٠٠٠
قاطعها “سفيان ” قائلا بحزم شديد:
_ القاعده التالته غلط تلمسي راجل غريب عنك ،عارفه يا ألماسه لو شفتك بتهزري مع أي راجل ٠٠٠
قاطعته ” ألماسه ” قائلا بشرسه وهي تدب بقدميها في الأرض :
_ متغيرش الموضوع كنت بتبص على البت دي ليه ؟! ، أسمع بقي يا بابا القواعد بتاعتي أنا ٠٠
رفعت يدها تعد على اصابعها قائله بصرامه :
_ أولا عينك دي متبصش على أي حد غيري حتي لو كلبه ، ثانياً لو شفتك بس يا سفيان بتعلق لبنت على الفيسبوك هولع فيك انت وهي ، اه والي إسمها سلوي الي بتعلقك على كل البوستات دي تشيلها من عندك خالص ٠٠
أخرج ” سفيان ” هاتفه من جيب بنطاله ومد يده به لها قائلا بمزاح:
_لو هنفذ كل طلباتك دي يبقي خدي افتحي صفحتك من عندي عشان نقفلها خالص ٠٠
التقطت ” ألماسه ” منه الهاتف وهتفت قائله باندفاع :
_ بس كده نقفل الصفحه أصلا مليش في جو النت ده اوي
رفع ” سفيان ” أحد حاجبيه قائلا بضحكه :
_ أنا بهزر يا مجنونه ٠٠
لم ترد عليه ” ألماسه” التي تنظر إلي الهاتف باهتمام وهي تعبث به،وفتحت صفحتها بالفعل ولكن تصلبت ملامحها وهي تري العديد من الرسائل من ” كرم ” ، فشحب وجهها ورفعت بصرها تنظر إلي ” سفيان ” ثم ابتلعت ريقها بتوتر وظلت صامته للحظات ثم قالت أخيرا بعد أن حسمت أمرها:
_ سفيان في حاجه لازم تعرفها ٠٠
يتبع