العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
تصلب جسده بالكامل وهو يراها تركض باتجاهه بملابس ممزقه ودموعها تتساقط بغزاره على وجنتيها وقفت أمامه تبكي بكاء يمزق القلوب وقالت من بين شاهتقها :
_ قاسم اغتصبني يا سفيان !!
نزلت الجمله عليه كالصاعقه و اتسعت عيونه بفزع و ظل واقف كالتمثال فقط ينظر لها غير مستوعب وعيون تتأملها وهي تتشنج من البكاء الهستيري وصوت شهاقتها كرصاصات تخترق قلبه بلا رحمه وقعت بركبتيها أمامه على الأرض و اخذت عبراتها تسيل بصمت ، و رفعت يدها تحتضن جسدها الذي يهتز بعنف من البكاء ، بينما هو واقف جامد بمكانه غير قادر على الأستعياب و فارت الدماء في جسده الذي ارتجف بشده ثم جثي على ركبتيه أمامها وقد كانت عيونه جاحظه بشكل مخيف ، حاول الحديث ولكن شعر كأن لسانه مربوط ، أخيرا تحدث بذعر وصوت مرتجف وقد خرجت منه الكلمات متقطعه :
_ ده مش ،صح !! ٠٠٠
توقف عن الحديث يبتلع ريقه بصعوبه شديده ، ووضع يده علي قلبه الملئ بوجع لا يوصف وبدي صوت تنفسه غير منتظم وأردف مكملا بنبره متحشرجه ثقليه:
_ قولي أنه كدب ، قولي أنك عايزه تحرقي قلبي بالمقلب ده ، صح ده مقلب يا ألماسه ؟!
قبض بيديه علي ذراعيها وأخذ يهزها بطريقه جنونيه وهو يردد بصوت مرعب:
_ انطقي قولي أنه مش صح ؟! ، انطقي ؟!
حدقت به بعيونها الحمراء التي تذرف العبرات بلا توقف ثم ضحكت ضحكه جنونيه ثم توقفت عن الضحك فجأه وانخرطت في بكاء عنيف وجسدها ينتفض بين يديه ، و تحدثث بصعوبه من بكاءها :
_ أنت السبب ، أنت السبب ، أنت السبب٠٠
رفع ” سفيان ” يديه المرتجفه من علي ذراعيها ببطء شديد وقد فرت منه دمعه حاره الهبت وجهه وأصبحت عيونه حمراء من النيران المشتعله بداخله ، يشعر أن روحه قد انسحبت منه ، أخذ يتأملها وهو يهز رأسه بعنف و يردد بكلمات غير مفهومه متقطعه مليئه بقهر لم يشعر به من قبل:
_ لا ، لا مش ممكن ألماسه، حرام ده يحصل ، ليه كده ،ليييييييييييه
قال الكلمه الاخيره بصراخ هستيري وحسره جعلت حنجرته تنجرح ٠٠
كان الوقت متأخر فلم يكن هناك أحد في الشارع وكان صوت الكلاب والقطط هو السائد مع صوت بكاء ” ألماسه ” الهستيري ، انتبه ” سفيان ” لملابسها الممزقه الذي ينكشف منها بعض أجزاء من جسدها ، تطلع حوله بجنون و فزع من وجود أي حد في الطريق ولكن الشارع كان فارغ من الناس ، عاد ينظر إليها بعيون تلمع بدموع القهر والحسره وشعر بنغزات الألم تنهش قلبه ،وقف علي قدميه التي ترتجف ثم مد يده يقبض على ذراعها لكي تقف ،وقفت هي بصعوبه وجسدها يرتجف من البكاء وجد نفسه يضمها له بقوه ، دفنت هي رأسها في صدره لتبكي اكثر و تشبثت بيه كالغريق ، مما دفعه لينفجر في بكاء مرير وهو يردد بصوت باكي متشنج :
_يااااارب ده فوق طااااقتي
أنهي جملته ووقع هو وهي علي الأرض ومازال يحتضنها بين ذراعيها بقوه تكاد تسكر اضلاعها وصوت بكاءهم يتعالي بطريقه وجعت قلوبهم ، أبعدها عنه و احتضن وجهها بيده وهو يبكي بحراره بكاء جعل جسده ينتفض بشده، وهي تبكي بطريقة مخيفه وتنتفض بعنف، اقترب ببطء منها وبشفتيها المرتجفه قام بتقبيل رأسها عدة مرات متتاليه وأخذ يردد بصوت متحشرج من البكاء :
_ أنا أسف ، انا السبب ٠٠٠
قالت هي من بين شاهقتها العنيفه :
_ أنت إلي سبتني ، أنت إلي سمحتلهم ٠٠
ابتعد عنها ببطء يحرك رأسه بطريقه جنونيه وعبراته تنساب بحراره ثم وضع كفيه على الأرض ليستند بهم لكي يقف ، و ما أن وقف حتي انحني ليحملها بين يديه المرتعشه وتمسكت هي بقميصه ، وسار هو بها وهو يتطلع لها ودموعهم لا تتوقف ونظراتهم لبعضهم هي من تعبر عن مدي وجعهم ، أسندت هي رأسها على صدره بينما تمسك هو بها بقوه ٠٠كان يتحرك بها ببطء باتجاه البنايه وعيونه معلقه بها، همس لها من بين بكاءه:
_ مش قادر اتنفس ، بتخنق يا ألماااسه ٠٠
صعد بها درجات السلم ببطء حتي وصل إلي الشقه الخاصه به ، انزلها ببطء وحرص وهو يحاول التوقف عن البكاء ، ثم رفع يده المرتجفه يضعها على شفتيها قائلا بصوت مرتجف متقطع من البكاء :
_ حبيبتي اهدي ، عشان محدش ، يسمعنا ٠٠
وضعت هي يدها على فمها تكتم شهقاتها ، بينما أخرج المفتاح من جيب بنطاله وفتح باب الشقه ، ثم مال نحوها ليقوم بلف ذراعيه حول جسدها ليضمها لصدره و هو يقوم برفعها عن الأرض ليتحرك بها ويدلف الي الشقه ، ثم انحني يضعها على أحد الأرئك بينما تحاول هي التوقف عن البكاء لكنها لا تستطيع فأصبحت تبكي بحراره شديده وأخذت تلطم فوق وجهها بقهر ،تحرك هو لكي يغلق الباب وهو يعض على شفتيه بقوه لكي يتوقف عن البكاء وبداخله يشعر بوجع وقهر كأن روحه تحتضر ، أغلق الباب ، ثم رفع يده المرتعشه يمسح دموعه واستدار ينظر لها بعيون حمراء مليئه بالدموع و تحرك باتجاها ليجلس بجانبها على الأريكة ، حدقت هي به بدموعها الساخنه المنهمره مما دفعه ليحاوط وجهها بكفيه وهو يهمس لها بصوت مبحوح من البكاء يتوسل لها بشكل يثير الشفقه :
_ متعيطيش ، بالله عليكي ما تعيطي ، ارجوكي كفااايه ، أنا حاسس بنار جوايا و ٠٠٠
لم يستطع أن يكمل حيث انفجر في بكاء عنيف مما دفعها لترفع يدها وتقربها من وجهه ببطء حتى لامست يدها وجهه و بدأت تزيل بيدها المرتعشه دموعه ببطء وهي تشهق بعنف من البكاء ، حدق هو بها من بين دموعه وهو يقول بصوت ملئ بالحرقه شديده و متشنج من البكاء :
_ما دافعتيش عن نفسك ليه؟!
قالت هي ساخره بصوت مرتجف من بين شهاقتها المخيفه :
_ كنت أنت دافعت عني ، عشان أدافع أنا عن نفسي
حرك هو رأسه عدة مرات متتاليه بطريقه هستريه و عبراته تسيل بغزاره ، بينما سحبت هي يدها من على وجهه وأخذت تمسح على جسدها بعنف وهي تقول بشفاه مرتجفه من بين شهاقتها :
_ سفيان اانا كرهت جسمي اوي ٠٠
جذبها من ذراعيها ليضمها إلي صدره بقوه وأمسكت هي قميصه تتعلق به وانكمشت بين ذراعيه وهي تسند رأسها على صدره قائله بصوت تائه متشنج:
_ اغتصبني يا سفيان ،اغتصبني ٠٠
أنهت جملتها وهي تنكمش بين ذراعيه أكثر وتبكي بكاء مرير ، ابتلع غصه مريره في حلقه ومسح بيده على ظهرها وهو يشعر بلهيب حارق بداخله و عبراته تنساب بسخونه لتحرق وجهه ، عض على شفتيه بشده ليحرك شفتيه ببطء ويهمس بصعوبه وثقل وتقطع:
_ قوليلي ، إلي حصل ؟!
ازاحت ذراعيه من عليها و ابتعدت عنه ببطء وهي تزيح خصلات شعرها إلي الخلف ، و تتشنج من البكاء الذي جعل وجهها أصبح أحمر بشده وعيونها متورمه بطريقه مخيفه وقالت بصوت متحشرج مليء بالحسره:
_ احكيلك إيه ؟! ، اقولك ازي لمس جسمي؟! ، ازي اعتدي عليا ؟! ، قولي أقولك إيه ؟!
تأملها بعيونه الحمراء من البكاء وشعر أنه يختنق وهو يقول بصوت مبحوح ثقيل :
_ عمل فيكي ايه؟!
اتسعت عيونها المتورمه بشكل مخيف وانكمشت على نفسها بشده وتسارعت انفاسها بشكل مرعب وهي تري ما حدث معها أمام عينيها وبدأت تقص عليه بصوت مرتجف متحسر وقد عادت بذاكرتها الي ما حدث ٠٠
قبض ” قاسم ” على خصرها بيديه وهي تتلوي بعنف وتصرخ بجنون لكنه رفع أحدي يديه وثبت رأسها بالقوه وحاول تقبيلها لكنها ابعدت رأسها عنه وبصقت في وجهه فتركها هو ورفع يده يمسح وجهه وهو يرميها بنظرات حاده ، بينما ركضت هي بسرعه وكانت على وشك القاء نفسها بالبحر لكنه كبلها بيديه من الخلف وحملها وهي تركل بقدميها في الهواء ، وضعها على الأرض و أمسك يدها الاثنين بيد واحده وهي تتلوي بعنف لكنه ثبتها بجسده وانحني لكي يقبلها لكنها أبعدت رأسها وهي تصرخ باهتياج وتتحرك بحركات عصبيه وهي تصرخ بفزع وقد بدأ جسدها يرتعش بشكل مخيف والهلع مسيطر عليها رفعت يدها وبكل قوتها دفعت جسده بعيد عنها ثم اعتدلت ووقفت على قدميها وهي تترنح من شدة ذعرها وتسارعت انفاسها وهي تطلع حولها تبحث عن شئ تدافع بيه عن نفسها ، جحظت عيونها بفزع وهي تري ” قاسم” يقترب منها والإبتسامه الخبيثه ترتسم على ثغره متأمل إياها بوقاحه ، انحنت سريعا تحمل أحد الزجاجات التي لمحتها على الأرض وضربته بها بعنف وشرسه فأخذ يترنح وهو يضع يديه على رأسه ، واقترب منها بأصرار برغم شعوره بألم كبير يجتاح رأسه ، صرخت هي بذعر حقيقي وهي ترتجف عندما جذبها من خصرها بقوه لتصتدم به و من شدة ذعرها قد ارتخي جسدها بين يديه وغابت عن الوعي و أخر ما رأته هي ابتسامته البغيضه ٠٠٠٠
عادت الي الواقع وهي تبكي بطريقه هستريه وتردد بصوت متقطع من بين شاهقتها :
_ لما ، لما فوقت ، لاقيت ، نفسي ، معاه في العربيه وهدومي متقطعه ، وهو قالي ، قالي أنه خد الي هو عايزوا٠٠اغتصبني ، اغتصبني ٠٠
اخدت تلطم فوق خديها وهي تقول بفزع وهستريا ودموعها تغرق وجهها:
_ اغتصبني
زمجر ” سفيان ” بغضب مرعب وقلبه يتألم بشده ،اعتصر قبضته بقسوه ، ثم هب واقفا وهو يقول بصوت مبحوح مخيف :
_ هو فين ؟! ، عنوانه ايه ؟!
جذبته ” ألماسه ” من ذراعه قائله بتوسل شديد من بين شهقاتها :
_ سفيان متسبنيش دلوقتي ، أنا مدبوحه ، أنا مش عارفه عمل فيا إيه ، دبحني ازي ؟!
وقع ” سفيان ” بركبتيه على الأرض ليشرع في بكاء صامت مرير وجسده يهتز بشده مما دفعها لكي تتحرك من على الأريكة لتجلس هي الأخري بجانبه على الأرضية وتضع رأسها ببطء على ركبتيه وتنكمش على نفسها كالجنين وعبراتها تسيل في قهر، رفع هو يده ببطء ليمسح على شعرها بحركه بطيئه وهو يعض على شفتيه يكابح دموعه بصعوبه ويردد بصوت هامس مكتوم من البكاء :
_مش هسيبك تاني ليهم ، هاخدك ونسافر ، بس قبل ده ٠٠
توقف عن الحديث للحظات وهو ينظر إلي الفراغ ثم تحدث وقد تحول صوته المبحوح إلي القسوه والتوعد وهو يقول:
_ قبل ده ، هقتلوا بأيدي ، مش هخلي فيه حته سليمه ٠٠
انكمشت هي على نفسها أكثر وقالت بصوت متحشرج باكي :
_ أنا عايزه أروح للدكتور يا سفيان ٠٠
انتبه ” سفيان ” لما قالته وخفض بصره ينظر لها بلهفه مثيره للشفقه وتحدث بنبره متلهفه كالغريق الذي يتنظر طوق نجاه:
_ إنتي شاكه أنه معملش ليكي حاجه صح ؟؛
همست هي بحسره من بين شاهقتها الخافته :
_ مش عارفه ، بس أنا عايزه اروح وخلاص ، بس مستحيل يكون سابني سليمه ٠٠
رفع هو رأسها بيده وجعلها تعتدل وامسك أحدي يديها وهو يقول بنبره مرتعشه متلهف بشده :
_ قومي ،قومي ، نروح ، للدكتور يلا قومي ٠٠
تطلع الي جسدها الذي يظهر من ملابسها الممزقه ، ابتلع غصه مريره في حلقه وهو يقول بنبره جنونيه :
_ شاف جسمك ، لمسك ،لمسك يا ألماسه ، قومي ابوس ايدك نروح للدكتور ٠٠
قال جملته الاخيره يتوسل لها بقهر ٠٠
حركت ” ألماسه ” رأسها عدة مرات متتاليه وهي تعض على شفتيها محاوله التحكم في دموعها ، تركها ” سفيان ” وهب واقفا وهو يقول بصوت مختنق :
_ هروح اجيبلك هدوم ٠٠متفتحيش لحد اما ارجع
حركت “ألماسه ” رأسها إيجابا وهي تحاول بشده التوقف عن البكاء الذي جعل انفاسها تتسارع بطريقه مخيفه ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ظلت ” زهره” تتقلب على فراشها والقلق يسيطر عليها من أجل تأخر ” ألماسه” التي لم يعطي أبيها إهتمام للأمر قائلا إنها مع خطيبها ، اعتدلت جالسه على الفراش وهي تقول بحيره :
_ يا تري إنتي فين يا ألماسه ؟!
التقطت هاتفها من على الطاوله التي بجانب الفراش وحاولت الإتصال بها للمره التي لاتعرف عددها ولكن نفس النتيجه الهاتف مغلق ، زفرت بشده شاعره بالقلق عليها !! ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقة سفيان”
عاد ” سفيان ” من الخارج وقد جفت دموعه وأصبحت عيونه حمراء بشده من أثار البكاء وأيضا بسبب نيران الغضب والحزن الذي يسيطر علي كل ذره في جسده ، بحث بعيونه عنها في أنحاء الشقه وقد شعر بالفزع عندما لم يراها فهتف بصوت عالي مفعم بالهلع :
_ ألماااسه
قالها هو يقذف الكيس الذي بيده على الأريكة وتجول في الشقه كالمجنون يبحث عنها ، ولكن توقف أمام باب المرحاض وهو يسمع صوت المياه فتنفس الصعداء ، تحرك لكي يجلب الكيس الذي به الملابس ثم عاد ليقف أمام المرحاض ينتظرها ، سمع صوت شهاقتها المختلط بصوت المياه ، أسند جبينه على الباب وقال بنبره متحشرجه مفعمه بالحزن والوجع :
_ بلاش عياط في الحمام يا حبيبتي ٠٠
ظل دقائق واقف هكذا يستند على الباب وهو يقبض بعنف على الكيس الذي بيده سمع صوت توقف المياه ، ابتعد عن الباب ووضع الكيس على الأرضية وهتف قائلا :
_ جبتلك هدوم ، هسبيهالك على الباب ، أنا همشي من قدام الباب اطلعي خديها ٠٠
انهي جملته ثم تحرك باتجاه صاله المعيشه٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ارتدت ” ألماسه ” بأهمال الملابس التي أتي بها وأخذت تفرك في جسدها بعنف كأنها تمحي أثار لمسات هذا البغيض لها ، خرجت من المرحاض وشعرها يتساقط منه المياه ووجهها متورم من البكاء وشاحب للغايه ، بحثت بعيونها عنه حتي وجدته يجلس على أحد الأرئك وهو يضع رأسه بين كفييه ، نطقت بصوت ضائع مكتوم :
_ سفيان ٠٠
رفع رأسه سريعا ينظر لها بعيون مليئه بدموع الحسره ، اقتربت منه وجلست على الأريكة بجانبه ثم مالت برأسها لتضعها على قدميه وتكورت في نفسها واتخذت وضع الجنين وقالت بصوت غريب مبحوح :
_عايزه اناااام ٠٠
أنهت جملتها ثم اغلقت جفونها ببطء بينما هو ظل يعبث في شعرها وعيونه معلقه بها تتأملها بحزن عميق ، وداخله يشعر كأنه مدبوح ، انتبه إلي انفاسها التي أصبحت منتظمه فعلم أنها غطت في نوم عميق ، انحني برأسه يقبل شعرها وهو يهمس بصوت مختنق :
_ مش هبعد عنك ، مش هبعد عنك ، متخفيش أنا جمبك ، نامي يا حبيبتي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في تمام الساعه السابعه صباحا
صاحت ” زهره ” بقلق بالغ:
_ يا بابا تأخر ألماسه ده مش طبيعي ، وبرضوا قاسم ده قفل تلفونه هو كمان ، افرض حصلهم حادثه أو حاجه ، اتصرف يا بابا شوفهم فين ؟!
بدأ القلق يتسرب إلي ” صالح” وهتف بقلة حيله:
_ أنا كلمت أهل قاسم ميعرفوش حاجه عنه من امبارح ٠٠٠
قالت ” زهره ” بنفاذ صبر ممزوج بالقلق :
_ طب يا بابا هنعمل ايه لازم نعرف هي فين ! ، اتصرف ٠٠اتصل بسفيان يساعدنا ندور عليهم ٠٠
التقط ” صالح” هاتفه وقال بنبره مقتضبه :
_ أنا هكلم سفيان !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان ” سفيان ” يقود سيارته وبجانبه ” ألماسه ” تسند برأسها على نافذة السيارة وملامحها كئيبه وحزينه وقد تجمدت دموعها ، القي هو نظره متألمه عليها ، وصل إلي مسامعه رنين هاتفه ، التقط الهاتف وعندما وجد إسم ” صالح ” تشنجت قسمات وجهه وبدت عيونه مشتعله ، رفض المكالمه ثم أغلق الهاتف ، وأخذ يوزع نظراته ما بينها و بين الطريق ،قطعت ” ألماسه ” الصمت قائله بهذيان :
_ هو ممكن يكون معملش ليا حاجه ؟!
ابتلع ” سفيان ” غصه مريره في حلقه وتحدث بصوت خافت متحشرج والذعر يسيطر عليه:
_ أنا عندي احساس أن ربنا مش هيحرق قلبي عليكي ، يارب
تطلعت له ” ألماسه ” بعيون تلمع بدموع محتجزه في عينيها وهمست متسأله بوجع:
_ سفيان أنت هتسبني بسبب الي حصلي ده ؟!
اوقف هو السياره فجأه وحدق بها قائلا بنبره صارمه للغايه :
_ في حاله واحده ممكن اسيبك فيها ، وهي أني أموت غير كده انسي أني اسيبك ٠٠
كور قبضته بشده واكمل قائلا بغضب مكبوت مليئ بالحسره:
_أنا غلطت مره لما سبتك وبعدت عنك و دفعت تمن الغلطه دي غالي اوي ، عمري ما هسيبك ولا هخلي حد منهم يمس شعره بس منك ٠٠
توقف عن الحديث وقد أصبحت ملامح وجهه قاسيه وهو يردد بقسوه شديده :
_ والحيوان إلي قربلك ده مش هيعيش لحظه واحده بعد كده ٠٠
حركت هي رأسها نافيه بعنف وهي تقول بنبره منفعله متشنجه رافضه ما قاله :
_ لا ، أوعي يا سفيان تودي نفسك في داهيه ، أنا محتاجلك جمبي ،اوعي تأذي نفسك ، اوعدني أنك متعملش حاجه تضرك ٠٠
أشاح ” سفيان ” ببصره بعيد عنها وهو يعتصر قبضته بعنف وقال بصوت خافت ناري :
_ مقدرش اوعدك
التقطت ” ألماسه ” يده وقالت بتوسل شديد وقد فرت منها دمعه :
_ سفيان أنت لسه قايل انك مش هتسبني ، يبقي أرجوك متعملش حاجه تبعدك عني ، كفااايه الي حصلي ٠٠
قالت جملتها الاخيره بصوت مخنتق و قد بدأت عبراتها تنساب لتلهب وجهها ، مما دفع ” سفيان ” ليمد يده يمسح دموعها برفق وهو يتأملها بعجز غير قادر على اعطاءها وعد فهي لا تعلم حجم النيران المشتعله بداخله والوجع الذي يحتل قلبه ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المستشفيات
انتهت الطبيبه من فحص ” ألماسه ” ، وجلست على مقعدها وامامها ” سفيان ” الذي كاد أن يجن ونغزات الألم تنهش قلبه وهو منتظر حديث الطبيبه ، بينما ” ألماسه” أخذت تفرك في يدها بعنف شديد وهي تغمض جفونها بشده منتظره حديث الطبيبه التي أخيرا تحدثت قائله بابتسامة طفيفه :
_اطمن حضرتك هي كويسه و مفيش حاجه حصلتلها تقدر تستريح ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في أحد المنازل القديمة
كان ” قاسم” يجلس على أحد المقاعد مقيد اليدين والقدمين ويقف امامه رجل ما ، أخذ ” قاسم ” يصيح بصوت جهوري :
_ انتوا مين وعايزين مني ايه ؟!
عقد الرجل ذراعيه أمام صدره قائلا بعدم اكتراث :
_ حمزه باشا دلوقتي يجي ويقولك هو عايز منك ايه ٠٠
هتف ” قاسم ” بعصبيه :
_ و مين حمزه ده وعايز مني ايه ؟!
دلف ” حمزه ” وهو يردد بسخريه حاده :
_ حمزه كده من غير ألقاب ، ده جرئ اوي يا فهمي
قال جملته الاخيره وهو ينظر للراجل الواقف والذي هتف بمنتهي الجديه:
_ تحب نقطع لسانوا يا باشا ٠٠
صاح ” قاسم ” باهتياج :
_ تقطع لسان مين يا حيوان منك ليه ، خرجوني من هنا حالا
أغمض ” حمزه ” عيونه للحظات ثم فتحهم وهتف بهدوء متناهي :
_ واحد ، اتنين، تلاته
أنهي حديثه وهو يقبض بقسوه بيده القويه علي عنق ” قاسم ” وقال ببرود شديد :
_انت عامل كارثه إيدك هتتقطع بسببها ، بس شكلك كده عايز راقبتك تتكسر الأول
أنهي جملته ثم ترك عنقه مما دفع ” قاسم ” ليرفع يده يضعها على عنقه شاعرا بألم ، وضع ” حمزه” يديه في جيب بنطاله وحدق به بنظرات بارده لكنها مرعبه وقال وهو يمط شفتيه بأسف:
_ حظك أني مبحبش أمد أيدي على حاجه تخص غيري ، ده مبدأ عندي ، وأنت امانه عندي لحد ما يجي إلي هيقطع إيدك ٠٠
قال ” فهمي ” مؤكد بجديه تامه:
_ طول عمرك صاحب مبدأ يا باشا ٠٠
مال ” حمزه ” علي ” قاسم ” قائلا بصوت خافت جامد :
_ بس اوعدك لو الي جاي مقطعش ايدك ، أنا هقطعها ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان ” سفيان ” يقود السيارة بصمت وابتسامه طفيفه مرسومه علي ثغره، كلام الطبيبه جعله يرتاح لكن نيرانه لم تنطفئ بعد ، كانت ” ألماسه ” جالسه بجانبه تردد بلا توقف :
_ الحمدالله ، الحمدالله ، الحمدالله، الحمدالله
اعتدلت في جلستها وهتفت بعيون لامعه من الفرحه :
_ الحمدالله يا سفيان معملش ليا حاجه ٠٠٠
نظره لها ” سفيان ” بابتسامه وقال بصوت هامس :
_ الحمدالله يا حبيبتي
توقف عن الحديث لدقائق ثم قال بصوت جامد وهو ينظر إلى الطريق :
_ أنا هوصلك البيت ، وهروح مشوار كده مش هتأخر ٠٠
ظلت ” ألماسه” تحدق به للحظات ثم انكمشت ملامحها وهي تردد مدركه :
_ أنت هتروح برضوا لقاسم ؟!
نظر لها ” سفيان ” بصمت ولم يرد ، بينما هي صاحت منفعله :
_ مش هسمحلك تروح يا سفيان لقاسم ، مش هسمحلك، سامع ؟! ، أنا الحمدالله محصليش حاجه يبقي ٠٠
قاطعها ” سفيان ” وهو يصيح بثوره عارمه مليئه بالغل الممزوج بالحرقه :
_ مستحيل أعدي الي عملوا بالساهل ده كفااايه أنه لمسك و سمح لنفسه يكشف جسمك ويشوفوا بعنيه القذره ٠٠
انكمشت ملامحها وابتلعت ريقها بمراره وهي تتخيل لمساته القذره لها ، ارتجف جسدها وانكمشت في نفسها ، ثم قالت بنبره جامده مليئه بالأصرار:
_ لو هتروح يبقي هاجي معاك
هتف ” سفيان” برفض حاد :
_ لا مش هتيجي ، مستحيل ٠٠
صاحت ” ألماسه ” بعند وإصرار منفعله :
_ هاجي معاك يعني هاجي معاك ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
توقف ” سفيان” بسيارته أمام هذا المنزل القديم ، التفتت ينظر إلي “ألماسه ” بضيق شديد وتحدث بتحذير :
_ ممنوع النزول من العربيه
لم تعيره هي انتباه حيث فتحت باب السيارة وترجلت منها، مما جعله يزفر بحنق شديد وترجل من السياره هو الأخر وهو يصيح بعصبيه هادره:
_ ألماااااسه ، اقعدي في العربيه ، اسمعي كلامي بقي ، مش كفايه جبتك معايا ٠٠
توقف” سفيان ” عن الحديث وهو يسمع صراخ ” قاسم ” القوي ٠٠٠
يتبع