العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
(24)
اغمضت عيونها بشده وضربات قلبها تتعالي ٠٠ تنفست بصعوبه ثم قالت بصوت مبحوح :
_ سفيان أنا بحبك ٠٠٠
دق قلبه بعنف وهو ينظر لها وهي تغمض جفونها وقد أحمر وجهها بشده ٠٠ ابتلع ريقه بصعوبه ، لا يصدق ما قالته ،فتح فمه لكي يتحدث ولكن توقف غير قادر على الحديث ،ظل صامت وصدره يعلو ويهبط بسرعه ،ثم همس أخيرا بصوت متحشرج :
_قولتي إيه؟!
فتحت هي جفونها ببطء شديد وقد شعرت بحراره شديده في وجهها من فرط خجلها ،و حركت شفتيها تهمس مره اخرى :
_ بحبك٠٠٠
تأمل وجهها الأحمر وخجلها الذي يراه للمره الاولى بهذه الطريقة ، دون ان يشعر عيونه كانت ترسل لها رسائل اعتراف بحب قد تيقن منه الأن ٠٠٠ فتح فمه ليترجم ما يشعر به على هيئة كلمات ولكن عقله نبهه ان هذا خاطئ ٠٠ ، لذا خالف رغبة قلبه وهمس بصعوبه و مراره :
_ إنتي أكيد غلطانه ، انتي بتعتبرني زي أخ كبير ليكي اكيد ٠٠
نظرت له ” ألماسه ” وقد ضحكت ضحكه ساخره رافقت دمعه ساخنه قد سقطت على وجهها ثم همست مردده بشفاه مرتجفه :
_ أخ ؟!! ٠٠٠ عارف كنت متوقعه ردك ده٠٠
توقفت عن الكلام وحركت كتفيها للأعلي ودموعها تنساب على وجنتيها وابتسمت بمراره وهي تكمل هامسه بكلمات مهزوزه متقطعه :
_ أنت ، أصلا ، هت ، هتحبني ازي ٠٠ أنا في نظرك ، شيطانه ٠٠٠
نزف قلبه بشده على مظهرها الضعيف هذا وعلى حديثها الذي مزق قلبه ، نطق بكلمات خرجت ثقيله منه لكنها قاسيه عليه قبلها:
_ ألماسه ، أنا مش شايفك شيطانه ، بس أنا مش حاسس بأي حب تجاهك ٠٠ انتي بالنسبالي ٠٠
توقف عن الكلام واغلق جفونه ثم ابتلع ريقه بصعوبه وساد الصمت للحظات إلا من صوت شاهقتها الخافته وصوت تنفسه العالي ٠٠٠ثم أكمل قائلا بصعوبه بالغه :
_انتي بالنسبالي ٠٠مجرد انسانه عايز أنها تتغير ، يعني ٠٠ يعني لا بحبك ولا بكرهك ٠٠
ارتجف جسد ” ألماسه ” وشعرت أن قدميها لم تعد تحملها ، قالت بنبره متحشرجه مردده بألم :
_ لا بحبك ولا بكرهك !!٠٠٠انا أصلا مطلبتش منك تحبني ٠٠ أنا مش عايزه منك، حاجه٠٠٠
توقفت عن الحديث وأخذت تحرك رأسها يميناً ويسارا ودموعها تسيل بغزاره ثم ضحكت بطريقه جنونيه ورفعت يدها المرتجفه تشير له قائله بحرقه :
_ لو انت زي ما بتقول ، أخ كبير ليا ، أنا عايزك تشهد على كتب كتابي ٠٠
انكمشت ملامحه بشده ، وصك أسنانه بعنف وهو يقول بنبره خرجت حاده مذهوله :
_ اشهد على كتب كتابك ؟!٠٠ انتي هتجوزي برضوا ؟!
رفعت يدها تمسح دموعها بعنف وهي تقول بنبره متشنجه :
_وانت عندك سبب أني امنع الجواز عشانه ؟!
تشنجت عضلات وجهه وظل ينظر لها لا يعرف بما يرد ٠٠ظل يتأملها لثواني ثم تحدث وقد خرجت نبرته ضعيفه:
_انتي لسه صغيره٠٠٠
حركت ” ألماسه” رأسها للأعلي والاسفل وتنساب منها دموع حاره وهي تقول بنبره مرتجفه:
_ سفيان أنت أناني ٠٠
رفع ” سفيان” أحد حاجبيه وقد كان قلبه ملئ بألم وقال متسأل بصوت هامس مختنق :
_ أناني ليه ؟!
ابتلعت ” ألماسه ” ريقها بصعوبه وهي تتشنج من البكاء وقالت بصوت باكي :
_مبتحبنيش وبرضوا مش عايزني اتجوز ٠٠ وده ليه عشان تبيع وتشتري فيا أنت وعمي ٠٠
أشار ” سفيان” الي نفسه وقال بذهول :
_ أنا ببيع وبشتري فيكي !!٠٠٠
توقف عن الكلام لثواني يتنفس بصعوبه ثم قال بكلمات عفويه خرجت من اعماق قلبه:
_ إنتي اكتر حد بخاف عليه ٠٠٠
ضحكت ” ألماسه ” ضحكه مقهوره وقالت بنبره مهزوزه باكيه متعجبه :
_ أنت متناقض يا سفيان ٠٠ أنت قولت أنك لا بتحبني ولا بتكرهني يعني بالنسبالك ولا حاجه ٠٠ ازي بقي بتخاف عليا؟!٠٠٠ أنا مش عيله صغيره قدامك يا سفيان هتضحك عليا بكلمتين٠٠٠
تأملها ” سفيان ” بعيون مليئه بكثير من المشاعر ألم ،حيره ، قلة حيله ، عذاب، نطق بكلمات خافته مؤكدا بمراره :
_ انا فعلاً متناقض ٠٠٠ أنا معاكي متناقض ٠٠
مسحت ” ألماسه ” دموعها بعنف وهي تقول بصوت متحشرج ساخر :
_متناقض معايا بس ٠٠
توقفت عن الحديث وهي تتأمله بعيون حمراء مليئه بالدموع ، ثم همست بعد لحظات بصوت مبحوح :
_ سفيان أنت عايز ايه مني ؟!
أجاب ” سفيان” متصنع عدم الفهم :
_ مش فاهم ؟!
قالت ” ألماسه ” بنبره متحشرجه واضحه :
_ يعني ليه عايزني اتغير وأنت مش بتحبني ٠٠
في هذه اللحظه كان يود ” سفيان” أن يصرخ بحبها ولكن منع نفسه بصعوبه وقال بجمود مزيف :
_انا لازم أمشي ٠٠
همست ” ألماسه ” بيأس ودموعها قد انسابت مره اخرى :
_امشي يا سفيان ٠٠٠
تأملها ” سفيان بنظرات متألمه ثم التفت مغادر بخطوات بطيئة ثقيله ورفع يده يضعها على قلبه وهو يقول بصوت هامس مبحوح لا يسمعه غيره:
_ بحبك ٠٠
أخذت هي تمسح دموعها بعنف شديد وهي تكتم باقي الدموع المتجمعة في عيونها تمنعها من السقوط ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في المساء
تقف ” ألماسه ” أمام البحيره صامته وشارده بملامح مقتضبه ، تذكرت حديثها مع ” سفيان ” اليوم وتنهدت بحراره، ركزت نظراتها الشارده على مياه البحيرة وقد بدأت اوراق الأشجار بأصدار الاصوات بفعل الرياح ،احتضنت نفسها لشعورها بالبرد ٠٠٠
وصل إلي مسامعها صوته البغيض وهو يقول :
_ واقفه لوحدك ليه يا ٠٠ يا ألماسه ٠٠
اتسعت عيونها والتفت له بملامح متهجمه وهي تردد :
_ إيه إلي رجعك تاني يا كرم ؟!
ارتسمت ابتسامه ماكره على وجه ” كرم ” الذي هتف وهو يقترب منها :
_ إنتي نسيتي صورك الي معايا ولا ايه ؟!
انكمشت ملامح ” ألماسه “وهتفت من بين أسنانها :
_ لا فاكره كويس ، واظن أني قولتلك هات الصور كلها وهتاخد الفلوس الي انت عايزها ٠٠
غمز لها ” كرم ” قائلا بخبث :
_ كده الموضوع يفقد متعته ، لازم تاخدي صورك واحده واحده ٠٠وانا اخد فلوسي واحده واحده ٠٠
تذكرت ” ألماسه ” شيء جعل ملامحها تتهجم اكثر وقالت بحده :
_ أنت تعرف نورا منين ؟!
مط ” كرم ” شفتيه وأجاب ببساطه :
_ شغل ، بينا شغل ٠٠
قالت ” ألماسه ” بانفعال:
_ قصدك بينكم إتفاقات عشان ترجعوني للأدمان ٠٠
ضحك ” كرم ” قائلاً بتريث :
_ لا احنا مش متفقين ٠٠ أنا فعلاً عايزك ترجعي للأدمان ، بس هي بتتمني موتك ٠٠
رمقته ” ألماسه” نظرات حاده مذهوله وهي تردد بعدم تصديق :
_ موتي !!٠٠ بتتمني موتي ،ليه كل ده ؟!
لوي ” كرم ” فمه وتحدث قائلا بلامباله متهكم:
_ أنا مش جاي هنا عشان اشوف صدمتك في صااحبتك ٠٠ أنا جاي هنا عايز فلوس ٠٠٠ والمره دي مش مقابل صور ٠٠
توقف عن الحديث لثواني وهو يرمقها نظرات خبيثه ، ثم قال ببطء:
_ أنا جاي عشان عرفت حاجه تانيه عنك ٠٠
رفعت ” ألماسه ” أحد حاجبيها وتسألت بنبره محتقنه مترقبه:
_ عرفت ايه ؟!
أجاب ” كرم ” بنبره ماكره :
_ شوفتك النهارده وانتي واقفه مع ٠٠٠
سكت للحظات يتأمل التوتر الذي ظهر على ملامحها ، ثم قال بعدم تذكر مزيف :
_ إسمه إيه يا كرم ٠٠ اه الي كان متجوز بنت عمك ده ٠٠ اااه افتكرت إسمه سفيان ٠٠
اهتزت حدقتيها بتوتر وقالت بارتباك:
_ و ايه المشكله في ده ؟!٠٠٠واقفين عادي ٠٠
ضحك ” كرم ” وهو يردد بخبث :
_ وااقفين عادي قولتلي ٠٠ بس أنا سمعت حاجه كده ٠٠
ظهر القلق على ملامح ” ألماسه ” وقالت بخوف متعلثمه :
_ س ، سمعت، إيه؟!
رد ” كرم ” بابتسامه ملتويه :
_ سمعتك وانتي بتقوليلوا ،بحبك ٠٠
قال الكلمه الاخيره مقلد إياها بصوته الخشن ٠٠
شحب وجه ” ألماسه” وقالت بنبره مرتبكه نافيه :
_ أنت كداب ٠٠ أنا مقولتش حاجه زي دي ٠٠
قال ” كرم ” بسخط مردد :
_ كداب، طب انا بقي هروح أقول لعمك انك السبب في طلاق بنته ٠٠
صدمت ” ألماسه” من ما قاله و انفعلت قائله باندفاع بصوت عالي مدافعه :
_ أنا مش سبب طلاق حد يا مريض ٠٠ أنت إيه التخاريف الي بتقولها دي؟! ٠٠٠
وضع ” كرم ” يده في جيب بنطاله وهتف ببرود متناهي :
_ وحتي لو مش السبب في طلاقهم ٠٠ عمك أما يعرف انك بس بتحبيه هيفتكر انك السبب ٠٠
ظلت ” ألماسه ” متجمده لثواني ، حاولت عدم اظهار ضعفها ، و تحدثت بضيق متسأله :
_ عايز كم أخلص ؟!
_ كررررم !!! بتعمل ايه عندك؟!
قال ” سفيان” هذه جملة وهو يتقدم باتجاهم ٠٠
ارتعبت ” ألماسه ” وشعرت أن قلبها قد توقف من فرط خوفها ٠٠ مالت على ” كرم ” هامسه بنبره سريعه محذره :
_ أوعي تقول اي حاجه سامع !!!
ابتسم ” كرم ” بحماس ، ونظر إلي ” سفيان ” الذي وقف أمامهم ووزع بصره بينهم ثم ركز نظراته على ” كرم” وقال بتساؤول منفعل:
_ إيه إلي موقفك معها؟!
ابتلعت ” ألماسه ” ريقها الذي جف وهتفت بنبره سريعه متوتره :
_كان بيسألني علي مكانك ٠٠
نقل ” سفيان ” بصره بينهم وقد شعر بشئ غريب لذا تسأل بعدم اقتناع:
_ ويسألك إنتي عني ليه ؟!
لم تجد ” ألماسه ” أجابه مقنعه فصمتت والتوتر يسيطر على ملامحها ، و أبعدت بصرها عنه ٠٠٠
قال ” كرم ” بنبره جاده تخفي الكثير خلفها:
_اه فعلا ، كنت بسأل الانسه عنك ٠٠٠
هدأت ” ألماسه ” قليلا وتنفست براحه٠٠٠
عقد ” سفيان” حاجبيه وهو ينظر إلي ” كرم” وقاال بنبره خرجت حده :
_مفيش كلام هيتقال بينا ، أنت هطلق ساره ٠٠
تصنع ” كرم ” اليأس وهو يخفض بصره بحزن مزيف ثم قال بقلة حيله مزيفه:
_ انا جيت عشان أقولك اني موافق أطلقها ٠٠
ضيق ” سفيان” ما بين عينيه غير مصدق ثم قال بتعجب :
_ غريبه !!
قال ” كرم ” متصنع الجديه:
_ شوف عايزني أطلقها أمتي؟! ٠٠٠حدد معاد واتصل بيا عرفني ٠٠
أنهي “كرم ” حديثه ثم رمق ” ألماسه ” نظره ذات مغزى ثم تحرك تاركا إياهم بمفردها ٠٠
تنفست ” ألماسه ” الصعداء ثم رمقت ” سفيان ” نظره بارده ،وتحركت لكي تتجاوزه لكنه قال بنبره خافته مستوقف إياها :
_ استني ٠٠
توقفت ” ألماسه ” ونظرت له بنظرات خاليه من اي تعبير ٠٠٠ تنهد ” سفيان ” وقال بنبره هادئه :
_ هتعملي إيه في موضوع قاسم ؟!
أجابت ” ألماسه ” بنبره جليديه :
_ قاسم وأهله جاين بكره عشان نتفق على كل حاجه ٠٠
صعق ” سفيان ” وتقلصت تعابيره وقال باندفاع منفعل :
_ الجوازه دي مش هتنفع ٠٠
ردت ” ألماسه ” بجمود متناهي :
_ ليه مش هتنفع يا دكتور ؟!
توتر ” سفيان ” وقال مبرر بكلمات غير مقنعه :
_ عشان قاسم مش هيعرف يتعامل معاكي ٠٠
عقدت” ألماسه” ذراعيها أمام صدرها وقالت ساخره بنبره بارده :
_ حد قالك اني عيله ، عشان مش هيعرف يتعامل معايا ٠٠٠
قال ” سفيان ” بانفعال متوتر يخفي خلفه مشاعره:
_ ألماسه اسمعيني ، إنتي لسه صغيره ، وقاسم ده مش هيعرف يسعدك ٠٠
رفعت ” ألماسه ” أحد حاجبيها وقالت بنبره تهكميه :
_ ومين بقي الي هيسعدني بنظرك ؟!
سكتت قليلا ثم اردفت بسخريه لاذعه :
_ايه عندك عريس ليا شايف انه هيسعدني ؟! ٠٠ لو عندك قول وانا اوعدك هفكر ٠٠
لم يستطع ” سفيان ” أن يسيطر على أعصابه أكثر من ذلك لذا قال بعصبية :
_ ايه إلي بتقولي ده ، انتي ملهوفه اوي على الجواز كده ليه ؟؟
ابتسمت ” ألماسه ” ببرود وقالت ساخره وهي تبتلع غصه مريره في حلقها :
_ عايزه اكون عيله تحبني ، مش أفضل عايشه حياتي على أمل أن حد يحبني وهو اصلا ولا على باله ٠٠
وصلت قدرة تحمل ” سفيان ” الي ذروتها وفقد السيطره على نفسه وهو يصرخ باهتياج :
_ مين قال انك مش في بالي ٠٠ ها مين قالك ،اه أنا متناقض ، وأنتي ليكي مكانه عندي ٠٠ بطلي بقي تقولي انك مش علي بالي ٠٠ انتي مش فاهمه حاجه ، مش فاهمه ، أنا مش هقدر اقولك الي إنتي عايزه ، مينفعش ٠٠
توقف عن الحديث وصدره يعلو ويهبط ٠٠٠
كانت ملامح ” ألماسه ” متبلده ، و قالت بنبره بارده :
_ عارف الفرق بيني وبينك ايه ؟!
قال ” سفيان ” بخفوت :
_ إيه ؟!
أكملت ” ألماسه ” بنفس النبره البارده:
_ الفرق انك جبان مش عارف انت عايز إيه ٠٠ لكن أنا مش جبانه زيك ٠٠
اشاح ” سفيان ” ببصره بعيد عنها وقال بتنهيده حاره :
_ جايز انتي شايفه كده ، بس صدقيني أنا معايا حق في موقفي ده ٠٠انا خايف من إلي ممكن يحصل بعد كده
حركت ” ألماسه ” رأسها نافيه ما يقوله وفقدت السيطره على نفسها وقالت معاتبه إياه بانفعال :
_ خايف من ايه ؟! ٠٠ خايف من تصرفاتي الزباله مثلاً ٠٠
نهرها ” سفيان” قائلا بعنف :
_ ألماااااسه ، متقوليش على نفسك كده ٠٠ إنتي عمرك ما كنتي انسانه سيئه ، يمكن خدت عنك فكره مش حلوه في البدايه ، بس بعد كده فهمتك ٠٠٠
قالت ” ألماسه ” بنبره منفعله :
_ لو كنت فهمتني زي ما بتقول كنت على الأقل مصدقتش الكلام الي عمي قاله ، لكن أنت كنت مستعد انك تصدق ٠٠٠
رد ” سفيان ” بانفعال شديد وقد فقد اي ذرة سيطره على نفسه :
_ أنا كنت بحاول أبعد عنك ، ولاقيتها فرصه تخليني ارجع زي الأول معاكي ، فهمتي بقي ، أنا عمري ما حكمت على حد من غير ما اسمع ، بس أنا كنت زي الغرقان ، لاقيت كلام عمك زي طوق النجاه بالنسبالي عشان احط حدود بيني وبينك تاني ٠٠
رددت ” ألماسه ” بصوت خافت متألم معاتبه إياه :
_ غرقان !!! ٠٠٠ ليه يا سفيان هو أنا مستهلش أنك تبقي قريب مني ٠٠٠
صمتت قليلا ثم قالت بنبره خافته متردده:
_ سفيان هسألك سؤال وياريت تجاوب بوضوح !! ٠٠
نظر لها “سفيان ” بصمت مترقب وعيونه تلمع وهو يتأملها ٠٠٠
استرسلت ” ألماسه ” مكمله بصعوبه خائفه من الأجابه :
_ بتحبني ؟!
كور ” سفيان ” قبضته بشده وقد برزت عروق عنقه ٠٠٠ ظل صامت لفتره ثم ابتلع ريقه قائلا بضعف شديد:
_ اااه
اغمضت ” ألماسه ” عيونها وقد شعرت بقلبها يدق بعنف معلنا سعادته ٠٠ سقطت دمعه حاره على وجهها وافرج فمها عن ابتسامه وقالت هامسه :
_ أنا مش عايزه حاجه غير كده ٠٠ أنا هرفض قاسم ٠٠
شعر ” سفيان ” براحه عقب جملتها الاخيره ولكن قال بنبره متوتره :
_ بس رفضك لقاسم مش هغير حاجه ٠٠
تلاشت ابتسامة ” ألماسه ” ببطء وقالت بتعجب قلقه :
_ مش هيغير حاجه ازي ؟!
أشاح ” سفيان ” ببصره بعيد عنها وقال بنبره حزينه :
_ يعني ، مش هينفع نكون لبعض ٠٠
انكمشت ملامح ” ألماسه ” وقالت بعدم فهم :
_ليه ؟!٠٠ مش أنت كمان بتحبني ؟!٠٠٠ فين المشكله ؟!
أخذ ” سفيان ” نفس عميق وتأملها بعيونه الحزينه ثم قال بحسره :
_ عشان فرق السن ، وعشان كنت متجوز زهره ٠٠٠٠ واكتر حاجه خايف منها أن مشاعرك تجاهي تكون مش حب، إنتي لسه صغيره وبكره تندمي لما العمر يجري وتلاقي نفسك مع واحد عجوز وانتي لسه في صغيره ٠٠ ألماسه مستحيل أن إحنا نبقي مع بعض ٠٠
حركت ” ألماسه ” رأسها تنفي بشده وقالت بلهفه نافيه :
_ لا ، أنا مش صغيره واعرف أحدد كويس مشاعري تجاهك دي حقيقه ولا لا٠٠ أنا لما بشوفك بحس بضيق تنفس ، وجسمي كله بيرتعش ، قلبي بيدق بسرعه ٠٠ كل ده وتقولي مشاعري تجاهك مش حب ٠٠٠ سفيان أنا هقولهالك لأول مره ٠٠ أنا من أول مره شوفتك فيها وأنا حاسه اني بتشد ليك ٠٠ يمكن معرفتش ده غير دلوقتي ، بس أنت حالياً كل حاجه في حياتي ٠٠
تأثر ” سفيان “وقد لمعت الدموع في عيونه وقال وهو يتنهد بحراره:
_ ياريت أقدر اقولك الي جوايا ٠٠ بس مش هينفع ، مش هينفع ٠٠ كل الي عايزك تعرفي اني جمبك مهما حصل هتلاقني جمبك ٠٠٠
نظرت له ” ألماسه ” وقد لمعت عيونها بالغضب من موقفه هذا وقالت بنبره غاضبه مرتجفه :
_ كويس اوي يا سفيان ، اقولك قد إيه بحبك وانت خايف ، خايف حتي تنطقها ، أنت ليه جبان ومتخاذل كده؟ ٠٠ افتكر يا سفيان اني وقفت قدامك وقولتلك اني بحبك افتكر كويس انك خذلتني عشان وقت ما تندم هكون روحت من إيدك ٠٠٠
اخفي ” سفيان ” ألم قلبه بصوت خافت مصره :
_ مستحيل يا ألماسه افهمي ٠٠٠
أخذت ” ألماسه ” نفسها بصعوبه وخفضت بصرها بيأس شديد ثم تجاوزته وهي تركض ودموعها قد بدأت تسيل على وجنتيها تحرقهم ٠٠
راقبها ” سفيان ” وهي تركض مبتعده وهمس لنفسه بألم :
_ ياريت كان ينفع ، مكنتش سبتك لحظه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالى
دلفت ” مهره ” الي أحد العيادات النفسيه ٠٠ اقتربت ” مهره ” من السكرتيرة واخبرتها بأن لديها موعد ٠٠٠
بعد لحظات كانت تدخل إلي مكتب الطبيب ٠٠
ابتسم الطبيب ووقف مرحباً بها وهو يقول بعدم تصديق :
_ وأخيراً دكتوره مهره افتكرتني ٠٠
ابتسمت ” مهره ” ابتسامه طفيفه واقتربت منه وقالت بهدوء :
_ ازيك يا فاروق ؟!٠٠٠
ابتسم ” فاروق ” قائلا بنبره لطيفه :
_ الحمدالله ، اقعدي يا مهره ٠٠
قال جملته الاخيره وهو يشير إلي أحد المقاعد ٠٠
تنفست ” مهره ” بعمق ثم قالت بنبره غامضه :
_ فاروق انا عايزه منك خدمه ٠٠
قال ” فاروق ” والإبتسامة تزين ثغره :
_ أمري يا مهره ٠٠ قولي الي إنتي عايزه وانا انفذه
اخذت “مهره ” نفس عميق ثم قالت بجديه تامه :
_ عايزك تحجزلي غرفه عندك في المستشفى ٠٠
عقد ” فاروق” حاجبيه وتسأل بنبره جاده :
_ لمريض عندك ؟!
حركت “مهره” رأسها مؤكده وقالت :
_ ايوه مريض عندي ، وعايزه أكون أنا المشرفه على علاجه ٠٠
قال ” فاروق ” بهدوء :
_ مفيش مشكله ، إسم المريض ايه ؟!
زفرت ” مهره ” بشده ثم قالت بجمود متناهي :
_ صهيب ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج ” سفيان ” من غرفته بملامح صلبه ، جحظت عيونه بشده وهو يري ” ألماسه ” في أحضان ” قاسم ” وجميع العمال متجمعين حوالهم ٠٠٠٠
يتبع