العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
(21)
وصل ” سفيان” الي المزرعه بعد أن أنهي عمله ٠٠٠
دلف إلي داخل المنزل كان ” صالح ” يجلس مع شاب ما ٠٠٠٠
لمحه ” صالح” الذي هتف قائلا :
_ تعالى يا سيفان اعرفك
اقترب” سفيان” ووزع بصره بين الشاب و” صالح” الذي هتف بحماس:
_ اعرفك يا سفيان ، ده قاسم الي هيتجوز ألماسه ٠٠٠وده دكتور سفيان يا قاسم
تقلصت تعابير وجه ” سفيان” وتهجمت ملامحه وردد بصدمه:
_ يتجوز ألماسه؟!
ابتسم ” صالح” قائلا بنبره جاده :
_ يعني إذا ألماسه وافقت ٠٠٠
رمق ” سفيان” ” قاسم” نظره تقيميه حاده وهناك نيران مشتعله بداخله ، حاول عدم اظهار مشاعره و قال باقتضاب:
_ فين ألماسه ؟!٠٠٠
أجاب” صالح” شارحا بعدم اكتراث:
_ جات هي وزهره سلموا على قاسم ، ومش عارف راحوا فين بعد ٠٠٠
قطع ” صالح” حديثه عندما لمح ” زهره ” و ” ألماسه” ، أردف بنبره عاديه:
_ تعالوا ، كان لسه سفيان بيسأل ٠٠٠
اقتربت ” ألماسه” هي و ” زهره” وهم يتهامسون ويظهر على وجه ” ألماسه” الأمتعاض٠٠٠٠
استدرا ” سفيان” ونظر إلى ” ألماسه” بضيق ،قابلت ” ألماسه” نظراته بنظره مستنجده ٠٠٠٠
وقفت ” ألماسه” بجانب” سفيان”٠٠٠٠ بينما ذهبت” زهره” وجلست بجانب والدها ٠٠٠
همست” ألماسه” الي ” سفيان” قائله بحنق:
_انت مش اتكلمت معاه يصرف نظر عن الجوازه ؟!
قال ” سفيان” بخفوت وهو يوجه بصره إلي” قاسم” يرمقه نظرات محتقنه :
_ قولتوا والمفروض أنه وافق !!
قال” صالح” بنبره هادئه:
_ تعالي اقعد يا سفيان ٠٠٠ تعالى يا ألماسه اقعدي هنا على الكرسي ده ٠٠٠
قال أخر جمله وهو يشير إلى المقعد الذي بجانب مقعد ” قاسم” ٠٠٠
عبست” ألماسه” ومالت علي ” سفيان” الذي كان وجهه مكفهر وقالت بهمس :
_ سفيان أنا خايفه اتدبس في الجوازه٠٠٠
لم يرد عليها ” سفيان” حيث تحرك بخطوات هادئه عكس النيران المشتعله بداخله ، جلس بهدوء على المقعد الذي بجانب ” قاسم ” ٠٠٠
غمز له ” صالح” لكي يقوم ويترك المقعد إلي” ألماسه” ولكن “سفيان” تصنع عدم الفهم ٠٠٠
اخفت” ألماسه” ابتسامتها وذهبت وجلست بجانب ” زهره”٠٠٠
رمق ” قاسم ” سفيان” نظره عدم ارتياح ثم نظر إلي ” ألماسه” وابتسم قائلا برقه:
_ عامله ايه يا ألماسه ٠٠
لم يسمح ” سفيان” لها بالرد حيث قال بارهاق مزيف:
_ معلش ممكن يا الماسه تعمليلي فنجان قهوه ٠٠
نظرت له ” ألماسه” باستغراب ٠٠ مما جعل ” سفيان” ينظر لها بنظره ذات مغزى ٠٠٠
وقفت” ألماسه” علي الفور وهي تخفي ابتسامتها ٠٠٠
قال ” صالح” بجديه مستوقف ” ألماسه”:
_ استني يا ألماسه ٠٠٠ البنت الموجوه هنا هي الي تعمل ٠٠٠
رد ” سفيان” بهدوء مزيف:
_ البنت الي هنا اكيد مشغوله ٠٠٠ خلي الماسه تعملها هي ٠٠٠
قالت ” زهره” هذه المره بنبره جاده :
_ بس ألماسه مبتعرفش تعمل قهوه يا سفيان ٠٠
اغمض ” سفيان” عيونه ثم فتحها وقال بنفاذ صبر:
_ خليها تتعلم ٠٠
قال ” قاسم” مؤيدا بابتسامة سمجه:
_ ايوه تتعلم عشان لما نتجوز ٠٠٠ اعمليلي قهوه أنا كمان يا ألماسه ٠٠٠ عايز ادوق القهوه الي من ايديكي ٠٠٠
انكمشت ملامح” سفيان” ونقل بصره إلي” قاسم” يرمقه نظره غاضبه مغتاظه ثم قال بنبره خرجت منفعله:
_ ألماسه روحي هاتي ليا حبايه للصداع ٠٠٠ وخلي أي حد يعمل القهوه زي ما عمك قال
نظر ” صالح” و” قاسم” الي” سفيان” بتعجب ٠٠٠
أما ” ألماسه” فتحركت سريعا مغادره المكان وارتسمت ابتسامه رائعه على وجهها شاعره بالاطمئنان أن” سفيان” موجود بجانبها٠٠٠
قال ” صالح” بابتسامة مجامله:
_ إنت قولتلي أن أهلك هنا يا قاسم؟!
بادله ” قاسم” الابتسام قائلا بنبره مهذبه:
_ ايوه يا عمي ٠٠٠
تسأل” صالح” باهتمام:
_ و محمد كمان جيه معاكم ؟!
أجاب ” قاسم ” قائلا باختصار:
_اه جيه يغير جو ٠٠
ظل ” صالح” يتبادل الأحاديث مع ” قاسم” تحت نظرات ” سفيان” القويه٠٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ صهيب مش جاي ٠٠٠
ظلت الجمله تتردد في عقل ” مهره” وهي تنظر الى ” نوال “وأصبحت الرؤية ضبابيه أمامها بسبب الدموع التي تجمعت في عينيها ٠٠٠
نظرت ” نوال” حولها والحزن يسيطر على ملامحها وقالت بصلابه:
_ صهيب مش جاي بسب موت أبوه ٠٠٠
صعق جميع الموجودين بهذا الخبر٠٠٠
أما ” مهره” قد اتسعت عيونها بصدمه جاليه وشعرت بأن روحها تسحب منها وانفجرت باكيه بحرقه وهي تردد بصوت متقطع:
_ صهيب ميستهلش كده ٠٠٠ ليبيه يحصله كده ٠٠
قامت من على مقعدها وركضت باتجاه” نوال” ومسكت يدها قائله بنبره مترجيه متقطعه من بين شاهقتها :
_ خديني ،لصهيب، ارجوكي ٠٠٠انا ، عارفه، هو ، قد إيه، بيحب أبوه ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ أنا مش عارف ألماسه اتأخرت كده ليه ؟!٠٠٠ كل ده بتجيب الحبوب ٠٠٠
قال ” صالح” هذه الجمله بحيره واحراج وهو ينظر إلى” قاسم”٠٠٠٠
رد ” سفيان” ببرود متناهي :
_ أصل تقريبا راحت تجيب من الصيدليه ٠٠٠
نهض ” قاسم” وقال بنبره جاده:
_ أنا همشي بقي يا دكتور صالح ٠٠٠ الوقت أتأخر ٠٠٠
وقف ” صالح” هو الأخر وقال بابتسامه :
_ أنا عازمك انت واهلك بكره هنا زي ما اتفقنا ٠٠٠
وقف ” سفيان” هو الآخر ورمق ” صالح” نظره مغتاظه ٠٠
قال ” قاسم” بهدوء:
_ أن شاء الله هنيجي ٠٠٠
أتت” ألماسه” في هذه اللحظه و مطت شفتيها وهتفت قائله بقله حيله مصطنعه :
_ قعدت ادور على الحبوب ومش لاقيها ٠٠
رمق ” صالح” ألماسه” نظره صارمه ٠٠٠بينما نظر لها ” سفيان” نظرة رضا ومازالت ملامحه متهجمه من وجود ” قاسم” ٠٠٠
أما ” زهره” فغمزت إلي ” ألماسه” وهي تخفي ابتسامتها بصعوبه٠٠٠٠
تحرك ” قاسم” مغادرا ورافقه ” صالح” الي الخارج ٠٠٠
انفجرت ” زهره” ضاحكه بعد مغادرته وقالت :
_ يخربيتك يا الماسه ٠٠٠ بتهربي من الراجل ؟!
قالت ” ألماسه” ببراءه مصطنعه :
_ يعني اسيب سفيان عنده صداع واقعد معاه ٠٠
ابتسم ” سفيان” ابتسامه طفيفه وهمس الي ” ألماسه” التي تقف بجانبه:
_ جدعه !!
نظرت” زهره” لهم باستغراب وتسألت:
_ قولت حاجه يا سفيان؟!
تنحنح ” سفيان” وقال بعدم رضا مصطنع:
_ لا ده أنا بقولها إن عيب الي هي عملته ده ٠٠ ده إسمه قلة زوق ٠٠٠
رفعت ” ألماسه” حاجبيها بذهول وقالت بغيظ:
_ والله ، انت قولت اني ٠٠٠
قاطعها ” سفيان” وهو ينظر لها محذرا:
_ كنت بقولك انك قليلة الذوق ٠٠٠
دلف ” صالح” وهتف مؤيداً بضيق:
_ عندك حق يا سفيان يا بني ٠٠٠ بقي ينفع تحرجني كده قدامه ٠٠٠
جاءت ” ألماسه ” لكي ترد ولكن قاطعها ” صالح” قائلا بحزم :
_ ولا كلمه ٠٠٠ اسمعي قاسم واهله جاين بكره ٠٠ممنوع تتحركي من مكانك طول ما الناس موجودين ٠٠٠ عن اذنك يا سفيان هروح أكلمهم في المستشفى أشوف شويه حاجات كده٠٠٠
أنهي ” صالح” حديثه وتركهم وغادر دون إضافة أي كلمه أخري ٠٠٠
تحركت ” زهره” خلف” صالح” قائله:
_ استني يا بابا عايزك في موضوع ٠٠٠
التفت ” ألماسه” الي ” سفيان” ووضعت يدها في خصرها قائله بحنق:
_ بقي أنا قليلة الذوق ٠٠٠ مش أنت الي ساعدتني عشان اهرب من القاعدة معه لما قولتلي هاتي حبوب ٠٠
رفع ” سفيان” حاجبه قائلا بتعجب مصطنع:
_انا ساعدتك ؟!٠٠٠ لا أنا فعلاً كنت مصدع وعايز حبوب ٠٠
رفعت ” ألماسه” حاجبها مقلده إياه قائله بغيظ:
_ لا يا راجل بقي أنت تعبان ٠٠ أنت هتمثل عليا ؟!
عقد ” سفيان” حاجبه قائلا ببرود:
_ ايوه تعبان ٠٠ ثم تعالى هنا اساعدك ليه ؟!
ردت ” ألماسه” بثقه :
_ تساعدني عشان انت ٠٠٠
صمتت قليلا تفكر ثم قالت بمكر:
_ تساعدني عشان انت سيفو ٠٠٠
زمجر ” سفيان” بضيق وقال بنفاذ صبر شديد:
_ اموتلك نفسي عشان ترتاحي ٠٠٠٠ارحميني كفااايه تقولي زفت سيفو دي ٠٠٠
ضحكت ” ألماسه” بمرح ثم قالت بحيره :
_ أنا دلوقتي بفكر في حاجه مهمه ٠٠
تسأل ” سفيان” قائلا باهتمام:
_ بتفكري في إيه؟!
ردت ” ألماسه ” بقلة حيله:
_ اطفش العريس ازي؟!!!
شعر ” سفيان” بالضيق وقال بفظاظه:
_ متخفيش هيطفش لوحده ٠٠ هو إنتي حد عاقل يتجوزك ٠٠٠
رمقته ” ألماسه” نظره شرسه ثم دارت في المكان وهي تقول بصوت عالي مفكره:
_ تعملي ايه يا ألماسه ٠٠ اطفش العريس ازي ٠٠ أعمل ايه٠٠٠
التفت ” ألماسه ” الي ” سفيان” قائله باستفسار:
_ هو هيجي هو واهله كلهم ؟
ضيق “سفيان” ما بين عينيه وقال باستغراب:
_ اه ، اشمعنا؟!
قالت ” ألماسه” مستفهمه بلهفه:
_ متعرفش لو اخوه جاي معاهم ؟!
قال ” سفيان” بنبره محتقنه:
_ بتسألي علي اخوه ليه ؟!
ردت ” ألماسه” قائله بتوضيح:
_ أصل محمد اخوه ده كان زميلي في الثانويه العامه ٠٠ شخصية لذيذه جدا ٠٠٠ ياريت كان هو العريس كنت واقفت علي طول ٠٠٠
زمجر ” سفيان” بضيق وقال بانفعال مندفع :
_ نعم يا ختي ٠٠٠ مين ده الي لذيذ ؟!
قالت ” ألماسه” بعفويه غير منتبه الي انفعاله:
_ محمد ، تعرف يا سيفان أن محمد ده كان على طول بيقف جمبي في أي حاجه ٠٠٠
قاطعها ” سفيان” قائلا بحنق شديد:
_ وايه كمان ٠٠ كملي
ركزت ” ألماسه” علي تعبيرات وجه ” سفيان” قائله باستغراب:
_ مالك يا سفيان ؟!
زفر ” سفيان” بشده وتجاوزها قائلا بجمود:
_ مفيش ٠٠٠ أنا رايح أنام ٠٠٠ تصبحي على خير ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في صباح اليوم التالي
وصلت عائلة ” قاسم ” الي المزرعه رحب بيهم ” صالح ” وجلس معهم بانتظار قدوم ” ألماسه” و” زهره”٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان ” سفيان”يقف أمام زهور الأقحوان وبداخله مشاعر متضاربة لا يفهمها ٠٠ شعور بالضيق والاختناق من فكرة زواج ” ألماسه”٠٠
ترواده فكره مجنونه أن يذهب الي ” صالح”ويعارض هذا الزواج ولكن بأي حق ٠٠٠ والأهم من ذلك لما يشعر بالاختناق من موضوع زواجها؟!!!٠٠٠٠
هو قرر عدم الذهاب الي العمل اليوم لعلمه أن أهل هذا ” قاسم” سوف يأتون اليوم !!٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
نزلت ” ألماسه” الي الأسفل ومعها “زهره” رحبت بالجميع ما عدا” قاسم” رمقته نظره حانقه ٠٠٠
جلست ” ألماسه” علي مقعد بجانب ” مقعد ” محمد” ٠٠٠
قال ” محمد” باشتياق للذكريات:
_ وحشتني ايام المدرسه يا ألماسه ٠٠ فاكره ؟!
قالت ” ألماسه” بحنين:
_ ايوه طبعاً فاكره دي كانت أيام جميله ٠٠٠
تدخلت” السيده هيام” “والدة قاسم ومحمد” وقالت بحنو:
_ عامله ايه يا الماسه يا حبيبتي؟! ٠٠٠
ابتسمت ” ألماسه” قائله برقه:
_ الحمدالله تمام يا طنط
ابتسمت” هيام ” بحب قائله:
_ لسه برضوا بتعرضي ازياء؟!
أجابت ” ألماسه” قائله:
_ الفتره دي بطلت عشان المذاكره ٠٠٠
قال ” محمد ” بسخربه مازحا :
_ طبعا لازم تركز في الدراسة يا ماما ، مش كفايه ضيعت سنه !!
نظرت له” ألماسه ” قائله بغيظ :
_ علي فكره ضيعت السنه دي بمزاجي ٠٠
قال “السيد سامي” بلطف :
_ انتي دخلتي آداب صح؟
حركت ” ألماسه ” رأسها قائله بتأكيد:
_ ايوه يا عمو
قال ” قاسم ” بابتسامة :
_ انا بحب الست الي بتشتغل وخصوصاً لو شغلنا مشرفه زي عرض الازياء٠٠
رمقته ” ألماسه” نظره مشمئزه واتي ببالها ” سفيان” وحديثه عن عرض الازياء ٠٠مما جعلها تقول من بين أسنانها :
_ أنا اعرف شخص لو سمعك بتشكر في عرض الازياء كده هيلعقك من رجليك ٠٠٠
انفجر كلا من” زهره” ومحمد في الضحك ٠٠٠
بينما كلا من ” صالح” و” سامي” و” هيام” نظروا لها بدهشه ٠٠٠ ورمقها” صالح” نظره تحذريه ٠٠٠
بينما ” قاسم” أحمر وجهه بالغضب والاحراج الذي جعله يهتف بنبره متعاليه:
_ أكيد الشخص إلي بتكلمي عليه ده جاهل ٠٠
عقدت ” ألماسه” حاجبها وقالت بفظاظه :
_ أنت الي جاهل و متخلف و ٠٠٠
قاطعها ” صالح” قائلا بحده :
_ ألماااسه ٠٠٠
انتفضت ” ألماسه” وتوقفت عن الحديث ورفعت حاجبها بعبوس ٠٠٠
رمقها ” قاسم” نظره مغتاظه وقال بتعجب :
_ أنا مستغرب أنتي ازي اضايقتي عشان بشكر في حاجه إنتي بتشتغلي فيها ؟!
وزعت ” ألماسه” بصرها بين عمها الذي ينظر لها بتحذير وما بين ” قاسم ” ٠٠٠ اخذت نفس طويل ثم قالت ببرود :
_ أنا مش هشتغل في عرض الازياء تاني٠٠
اعترض ” قاسم ” بشده قائلا:
_ اوعي ، ده شغل مميز وجميل
نظرت له ” ألماسه ” نظره مستغربه وهمست لنفسها:
_ اه لو سفيان سمع الي بيقوله ده ٠٠
نهضت ” ألماسه ” قائله بابتسامة مزيفه:
_ عن اذنكم دقيقة وراجعه ٠٠٠
نظر لها ” صالح” بحده ولكنها لم تبالي وغادرت ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلس ” سفيان” أمام البحيره وهو يكور قبضته بشده ووجهه أحمر بشده ٠٠٠ يود أن يذهب إليهم ، ولكن بأي صفه سوف يحضر ٠٠٠
وضع رأسه بين كفيه بتعب وجميع المواقف التي جمعته بها تمر أمام عينيه ٠٠٠ ثم قال محدث نفسه بحرقه:
_ أنت بتغير عليها اعترف ٠٠٠ اااه عملتي في إيه يا ألماسه؟!! ٠٠٠
رفع ” سفيان” رأسه وهز رأسه بشده وقال باختناق :
_ مينفعش يا سفيان ، مينفعش ، مينفعش ٠٠
_ سفيان أنت اتجننت بتكلم نفسك ؟!
كانت هذه جملة ” ألماسه” التي اقتربت وجلست بجانبه ٠٠
تفاجئ” سفيان” بوجودها وحاول السيطره على نفسه وتسأل بصوت خرج متحشرج :
_ ايه إلي جابك يا عروسه ؟!
اقتربت ” ألماسه” وجلست بجانبه على بعد مسافه مناسبه وقالت باهتمام :
_ هو إيه إلي مينفعش؟!
اشاح” سفيان” ببصره بعيد عنها وقال بجمود :
_ وانتي مالك ؟!
ضيقت ” ألماسه” ماا بين عينيها وتسألت بأصرار مثرثره:
_ مالك بجد يا سفيان ؟!٠٠٠ وقاعد لوحدك ليه ؟! ٠٠ وليه مجتش تقعد معانا؟!, ده الضيوف هنا ٠٠ وليه مروحتش شغلك؟!
نظر لها ” سفيان” وقال بضجر :
_ كل دي اسئله ؟!
حركت ” ألماسه ” رأسها قائله بحزم:
_ ايوه كل دي اسئله وعايزه اجابه عليها كلها ٠٠
تأملها ” سفيان” وقد ظهر في عيونه حيره وتعب وحزن وقهر وخوف اخفي مشاعره، و ابعد بصره عنها وقال وهو يبتلع غصه في حلقه :
_ و أنا مش عايز أجاوب ٠٠٠ قومي روحي اقعدي مع عريسك ٠٠٠٠
تأففت ” ألماسه” قائله بانفعال :
_ متقوليش عريسي دي ٠٠٠ أنا استحاله اوافق عليه ٠٠ ثم اني لسه صغيره ٠٠
ابتسم ” سفيان” بسخريه وهمس قائلا بتنهيده حاره:
_ انتي فعلا صغيره أوي ٠٠٠
نظرت ” ألماسه” أمامها الي البحيره وقالت بشرود حزين :
_ بابا لو كان عايش مكنش اجبرني على الجواز ٠٠
انتبه ” سفيان” لما قالته وشعر بوغزه في قلبه من نبرتها الحزينه ، تأملها بعيونه وقال بخفوت:
_ انتي ليه مش موافقه على العريس ده ٠٠
نظرت له ” ألماسه” بعيون تلمع بدموع حبيسه وقالت بخفوت :
_ عشان مبحبوش ٠٠
_ ألماسه انتي هنا وانا بدور عليكي ٠٠٠
التفت كلا من ” ألماسه” و ” سفيان” الي مصدر الصوت وجدوا ” محمد” يقف وهو يبتسم ٠٠٠
أشارت له ” ألماسه” ورسمت ابتسامه مزيفه على وجهها ومنعت دموعها بصعوبه من السقوط وهي تقول بصوت متحشرج:
_ تعالى يا محمد اقعد معانا ٠٠٠
رمقها ” سفيان” نظره قويه متسأله ٠٠٠
حركت ” ألماسه” رأسها قائله بصوت مكتوم:
_ ده محمد أخو قاسم ٠٠٠ وده دكتور سفيان يا محمد ٠٠٠
جلس “محمد ” قائلا بابتسامة :
_ أهلا تشرفنا ٠٠٠انا وألماسه كنا صحاب أيام الثانويه ٠٠٠
تقلصت تعابير ” سفيان” وقال بفظاظه:
_ نعم !!! ، صحاب ازي يعني؟! ٠٠٠
ابتسمت ” ألماسه” وقالت موضحه بعفويه وهي تنظر إلي ” محمد” :
_ أنا مش قولتلك يا سفيان أن محمد وقف جمبي كتير !!٠٠٠٠ إحنا كنا صحاب كان أقرب صديق ليا ٠٠٠
اشتعلت نيران الغيره بداخل ” سفيان” الذي هتف بنبره حاده واضح فيها الغيره:
_ صديق !!٠٠٠اممم وايه كمان ، مكنتوش بتحبوا بعض كمان ؟!٠٠٠
انتبهت ” ألماسه” لنبرته الحاده ونظرت له قائله بتعجب:
_ مالك يا سفيان؟!
زفر ” سفيان” بشده وحاول بكل طاقته السيطره على غضبه وغيرته وقال بنبره مقتضبه:
_ مفيش ٠٠٠
تسأل ” محمد ” بفضول:
_ في حاجه مضايقك ؟! ٠٠٠انا لاحظت انك بتكلم بحده ؟!
قال ” سفيان” بنبره فظه :
_ وأنت مالك ؟! ٠٠٠ قومي يا ألماسه عايز أشرب قهوه ، اعملهالي ٠٠
شعر ” محمد ” بالأحراج من رده ٠٠٠ وقالت ” ألماسه” وهي تنظر إلى ” سفيان” بعتاب :
_ خلي اي حد في المزرعه يعملك القهوه ٠٠ أنا هقعد مع محمد ٠٠٠
رمقها ” سفيان” نظره ناريه وقال بأصرار حاد:
_ وأنا قولت هتقومي تعملي قهوه يعني هتقومي ٠٠٠
عقدت ” ألماسه” حاجبها وقالت متعجبه بشده:
_ مالك يا سفيان ايه الاصرار ده ؟!
أجاب ” سفيان” قائلا بعصبية مفاجئه:
_ ليا مزاج اشرب قهوه ٠٠٠ وعايزك تعمليهالي ٠٠ قومي يلا
انتفضت ” ألماسه” وقالت مهدئه إياه :
_ خلاص خلاص هقوم اعملك ، مالك متعصب ليه ؟؟!!!
انهت حديثها ووقفت قائله الي ” محمد”:
_ هعمله قهوه وارجع ٠٠
حرك ” محمد” رأسه وهو ينظر إلي” سفيان” نظرات ثقابه ٠٠٠ راقب ” محمد” ” ألماسه” حتي ابتعدت ثم التفتت إلي ” سفيان” قائلا بثقه :
_ أنت بتحبها !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ يعني ايه ؟! ٠٠٠ صهيييب اختفي؟!
صرخت ” مهره” بهذه الجملة بانهيار ودموعها تنساب على وجهها ٠٠٠٠
يتبع