العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
(12)
تجمد مكانه وتصلب جسده فجأه وهو يسمع صوتها تصرخ بتعب قائله :
_ افتحي بقي حرام عليكي !!!
ارتسم الذهول والصدمه على ملامحه وحرك رأسه يميناً ويسارا بعدم تصديق ، وصل إلي مسامعه صوتها مره اخرى وهي تصيح بنبره بدت مرهقه:
_ بقولك عايزه اخرج يا ست إنتي، أنا مش مدمنه صدقوني !!!
فاق سريعا من صدمته واشتغلت حواسه وتحرك سريعا يسير بالاتجاه الذي يأتي منه الصوت ، توقف عن السير عند أحد الغرف مد يده وفتحها ولكن كانت فارغه فظهر على وجهه الحيره!!! ٠٠٠
تلفت حوله يتفحص المكان بعيونه فلمح في أحد الجهات غرفة تكاد تكون معزوله عن باقي الغرف فسار باتجاها بتوجس ومد يده على مقبض الباب لكي يفتحها ولكن يبدو أن الباب مغلق ، فهتف بصوت مرتفع :
_ ألماسه إنتي هنا ؟!!
لحظات وسمع صوت” ألماسه” تصيح بلهفه شديده:
_ سفيان أنت هنا؟!! ، أرجوك خليها تفتحلي !!
اهتز شيء بداخل ” سفيان” عندما سمع صوتها مره اخرى وصاح تلقائيا بانفعال متسأل:
_ مين إلي ٠٠٠٠
توقف عن الكلام عندما وجد باب الغرفه يفتح وتخرج منه امرأة بدينه وقصيره بعض الشئ ويظهر على ملامحها الصلابه والشده ابتعد ” سفيان” خطوه عن الباب وهو يتطلع لها باستغراب !! ٠٠
في حين كان صوت ” ألماسه” مرتفع وهي تردد بلهفه :
_ سفيان أنت روحت فين ؟!، ارجوك رد عليا !!!
هتفت المرأه بنبره غليظه متسأله بريبه:
_ أنت مين ؟!
عقد ” سفيان” حاجبه وتسأل بأستنكار:
_ انتي إلي مين ؟!
ردت المرأه بنبره جامده موضحه بتوجس:
_ أنا الممرضه إلي بتعالج ألماسه بناء على طلب دكتور صالح، والمفروض أن محدش يعرف أن هي هنا ! ، دكتور صالح هو إلي بعتك هنا؟! ، ولا أنت مين؟!
عادت ” ألماسه” تهتف بنبره مرتفعه مترجيه:
_ سفيان خرجني من هنا ٠٠
تحرك ” سفيان” سريعا متجاوز المرأه بخفه ودلف الي داخل الغرفه وجد الغرفه عباره عن مكتب ، تجول ببصره بالغرفه وقد ظهرت الدهشه على وجهه من عدم وجود “ألماسه” برغم أن صوتها يأتي من هذه الغرفه !! ٠٠
هتفت المرأه التي دلفت خلفه تصيح بحنق شديد:
_ أنت مين ؟؟ ، وازي دخلت البيت؟!
التفت” سفيان” لكي يرد عليها ولكن قاطعه صوت ” ألماسه” وهي تهتف بتعب:
_ سفيان !!!
فالتفت سريعا وتجول ببصره يتفحص الغرفه بدقه حتي توصل إلي أن هناك باب موجود في أحد الجهات في الغرفه فاقترب منه على الفور وحاول فتحه ولكنه مغلق ،التفت إلي هذه المرأه وقال بنبره قويه:
_ هاتي المفتاح بتاع الباب ده !!
ردت المرأه بأصرار وجديه :
_ مش هتاخد حاجه، غير أما اعرف انت مين ؟! ، ودخلت هنا ازي ؟!
زفر ” سفيان” بشده وقال باختصار:
_ أنا دكتور سفيان ،، دكتور صالح عارف أني جاي هنا!! ٠٠٠
صمت قليلا ثم استرسل بجديه مصطنعه:
_ وجاي عشان اعالج ألماسه !!
نظرت المرأة له بشك وريبه ، فمد ” سفيان” يده قائلا :
_ هاتي المفتاح ،في طرق تانيه لعلاج الأدمان٠٠
قال جملته الاخيره وهو يضغط على حروف كلمة” إدمان” بتأكيد ٠٠٠
فكرت المرأه للحظات فهي تعلم من دكتور صالح أن لا أحد يعلم بموضوع أدمان ” ألماسه” ، ومعني أنه يعلم هذا يعني أنه بالفعل طبيب !! ٠٠٠
وضعت يدها في جيب المعطف الذي ترتدي وأخرجت مفتاح ، التقطه منها ” سفيان” على الفور والتفت وفتح الباب بدون تفكير ٠٠٠
اتسعت عيونه بصدمه وهو يري “ألماسه” الجالسه على الأرضيه تضم ركبتيها إلي صدرها وتخفض بصرها إلي الأسفل وشعرها يخفي وجهها ، رفعت هي بصرها ببطء وتلقائيا ابتسمت بشحوب وهي تردد :
_سفيان ٠٠ أنت هنا بجد !
نهضت سريعا من مكانها واقتربت منه وهي تقول متلهفه :
_ عايزه امشي من هنا ، خدني معاك متسبنيش مع الست دي !!
قال جملتها الاخيره وهي تمسك ذراعه ، بينما هو كان في حاله من الاستغراب الممزوج بمشاعر غريبه لا يريد تفسيرها!! ، كل ما يعرفه هو أنه الآن يشعر براحه شديده ، لم يشعر بها على مدار اسبوعين ٠٠٠
دلفت المرأه الي الغرفه وهي تزفر بضيق قائله:
_ دكتور صالح مبيردش !
انتفضت ” ألماسه” وتمسكت بذراع” سفيان” بشده وهي تهتف بخوف طفولي :
_ قولها تمشي من هنا يا سفيان ، أنا بخاف منها !
وزع ” سفيان” بصره ما بين يدها المتشبثه بذراعه وما بين وجهها الشاحب الذي يظهر عليه الخوف حتي أنها أغمضت عيونها، تلقائياً التفت إلى هذه المرأه وتحدث بجديه :
_ اطلعي من هنا ٠٠٠ وأنا هكلم دكتور صالح واتفاهم معاه ٠٠٠
اومأت المرأه برأسها وخرجت من الغرفه ٠٠٠
فتحت” ألماسه” عيونها ببطء شديد وهي تتمتم بارتياح:
_ الحمدالله
تركت ذراعه وتراجعت الي الخلف قليلا وهي تزيح بيدها خصله من شعرها قد سقطت على وجهها ثم تحدثت بترقب :
_ أنت هتكلم عمي ؟!
هز ” سفيان” رأسه بمعنى نعم وهو يرمقها بنظرات متفحصه ثم تسأل بهدوء مزيف :
_ هي الست دي كانت بتعملك ايه ؟! ، عشان خايفه منها أوي كده !!!
انكمشت ملامح” ألماسه” وعبست وهمست بحنق شديد:
_ حاولت اهرب مره ٠٠ مسكتني ولما قاومتها ٠٠٠ضربتني !!
قالت أخر كلمه وقد احاطت وجنتيها براحتيها وظهر الامتعاض على وجهها وهي تهتف بخفوت :
_ دي ست مرعبه ، مش عارفه اشتغلت ممرضه ازي دي ٠٠٠
أنهت حديثها وهي تنظر باتجاه باب الغرفه بتوتر من أن تكون موجوده ثم عادت تنظر إلى ” سفيان” التي قد تهجمت ملامحه وقد كور قبضته بشده ، فعقدت حاجبها وتراجعت خطواتين للخلف وهي تضع يدها أمام وجهها هاتفه بقلق مصطنع:
_ أنت هتضربني ولا إيه ؟!
التفت “سفيان” يسير باتجاه باب الغرفه وهو يتحدث بنبره جامده:
_ استني هنا ٠٠ شويه وراجع
ركضت ” ألماسه” سريعا باتجاه وتشبثت بخوف في قميصه من الخلف قائله برفض :
_ لا مش هسيبك تسبني لوحدي ثانيه ، والست دي لسه موجوده ٠٠
توقف” سفيان” وهو يشعر بأنمالها التي تمسك بقميصه بشده ،اغمض عينه محاولا التحكم في نفسه ٠٠ ثم التفت لها فجأه عندما شعر بها ترفع يدها عن قميصه مما جعل وجهها قريب لوجهه بشده ، فابتلع ريقه وابتعد خطوه للخلف بارتباك ٠٠ ثم تنفس بشده ووهتف بتنهيده:
_ ماشي تعالى معايا !!٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠
في منزل” مهره”
بعد كثير من التفكير قررت الاتصال به بسبب اشتياقها له ٠٠٠ التقطت هاتفها وبحثت عن رقمه وظلت لثواني تنظر إلي الرقم بتردد ٠٠٠ أغمضت جفونها للحظه ثم فتحتها وضغطت بسرعه على زر الاتصال ٠٠٠ لحظات من التوتر والخجل حتي رد عليها قائلا بدون وعي :
_ ألماسه أخيرا اتصلتي!!!
تقصلت تعابيرها وارتسمت الصدمه على ملامحها ثم أغلقت الهاتف سريعا ثم قذفته بجانبها وقد سقطت دون أن تشعر دمعه ساخنه على وجهها وأخذت تهز رأسها بعصبيه وهي تهمس بنبره مختنقه معنفه نفسها:
_ غبيه يا مهره غبيه !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تقف ” ألماسه” علي مسافه مناسبه من ” سفيان” الذي يتحدث في الهاتف ، ظلت تتجول ببصرها في المكان لتري إذا هذه المرأه موجوده في المكان أم لا ٠٠٠ عندما لم تجدها تحركت ببطء في المنزل حتي وصلت إلى أحد النوافذ ففتحتها وأخذت تنظر بشرود !!!!٠٠٠٠ أخرجها من شرودها صوت ” سفيان” المرتفع وهو يهتف :
_ استاذه منار !!!
عقدت” ألماسه” حاجبها بتعجب والتفت تنظر إلى” سفيان” ٠٠٠
بعد لحظات اتت هذه المرأه والتي تدعي ” منار” ٠٠٠ مما جعل ملامح ” ألماسه” تنكمش بخوف وتحركت بسرعه باتجاه ” سفيان” ووقفت خلفه تحتمي به ثم هتفت بترقب غير مصدقه:
_ متقولش انك هتسبني مع الست دي تاني ؟!
تجاهل” سفيان” ما قالته ثم تحدث وهو يجز على أسنانه:
_ انتي مش دكتور صالح قالك مهمتك تعالجيها من الإدمان بس؟!
ردت السيده” منار” بثقه:
_ بالظبط وده إلي كنت بعمله !!
هتف ” سفيان” بنبره حاده وقد فقد السيطره على نفسه :
_ إنتي ازي تمدي ايدك عليها؟!٠٠٠ هو الضرب كمان من ضمن العلاج؟!
توترت السيده ” منار” لثواني ثم رمقت ” ألماسه” التي تقف خلف ” سفيان” بنظرات شرسه متوعده جعلت ” ألماسه” تتوجس قلقاً ولكن ما يطمئنها ويجعلها تشعر أنها بأمان هو وجود ” سفيان” !!!٠٠٠٠٠
هتفت” مناار” ببرود بعد لحظات من الصمت :
_ والله حضرتك زي ما قولت مهمتي اعالجها من الإدمان ، بس لما الاقيها بتحاول تهرب، وكمان بتقل أدبها يبقي لازم اتصرف !!
رد ” سفيان” باستنكار منفعل:
_ هو التصرف عندك هو الضرب؟!
“مناار” ببرود شديد:
_ الضرب مع أمثالها حلال ، حضرتك بتتكلم عن واحده مدمنه !!
حاول” سفيان” تمالك اعصابه وهتفت بصرامه شديده وهو يضغط على الحروف:
_ طب انتي تقدري ترجعي القاهره ٠٠٠ وعلى فكره ده رأي دكتور صالح أنا لسه مكلمه ، جهزي نفسك وامشي !!، وأنا هتصل بالمستشفى إلي بتشتغلي معاها وهتتحسابي علي انك بتستخدمي الضرب كعلاج !!!
تدخلت ” ألماسه” التي تقف خلفه متسأله:
_ سفيان أنت موجود دلوقتي؟!
عقد ” سفيان” حاجبه وهتف بسخريه:
_ايه السؤال الغبي ده ؟!
تجاهلت ” ألماسه ” رده وتحركت من خلفه واتجهت باتجاه السيده ” مناار” ويظهر عليها الشرسه وارجعت رأسها للخلف ثم ضربت بقوه جبهتها بجبهة ” منار” التي ارتدت الي الخلف وترنحت قليلا فهتفت ” ألماسه ” بلهجه متشفيه:
_ ده عشان الي عملتي فيا !!
أنهت جملتها ولاحظت نظرات” منار” الغاضبه، فذهبت سريعا ووقفت خلف ” سفيان” مره اخرى ٠٠٠
تابع ” سفيان” ما فعلته ” ألماسه” بنظرات مبهمه ، ثم تحدث قائلا بحزم:
_ اطلعي جهزي هدومك وامشي من هنا !!!
هتفت” منار” باعتراض والغضب يظهر بوضوح على ملامحها:
_ بس ٠٠٠
قاطعها ” سفيان” بأشاره من يده وهو يقول بلهجه لا تقبل الجدال :
_ اتفضلي خدي حاجتك وامشي !!!
تحركت مغادره بعد أن رمقت ” ألماسه” نظره غاضبه مغتاظه ٠٠٠٠
صفقت ” ألماسه ” بيدها وهي تضحك بفرحه طفوليه قائله بعفويه :
_ ايوه بقي يا سيفو ، جبتلي حقي !
رفع حاجبه ونظر حوله ثم عاد ينظر لها وهو يقول بتعجب مصطنع:
_ سيفو مين؟!
ضحكت ” ألماسه” بمرح وأشارت له قائله بتأكيد:
_ أنت !!، هي طلعت مني من غير ما أقصد ، بس لايق عليك دلوقتي بس !!
عقد ” سفيان” حاجبه وتسأل بتهكم :
_ واشمعنا دلوقتي بس؟!
ردت ” ألماسه” ببراءه مصطنعه والإبتسامة مرسومه على وجهها :
_ عشان انت دلوقتي دفعت عني ٠٠٠ لكن غير كده انت بصراحه شخص لا يطاق !
هز ” سفيان” رأسه وقد ظهر الغيظ على ملامحه ثم تحدث بنبره مبهمه:
_ إيه إلي عملتيه دلوقتي فيها ده؟!
ردت ” ألماسه” بضحكه:
_ خدت حقي ٠٠
ابتسم” سفيان” ابتسامه طفيفة قائلا:
_ أول مره تعملي حاجه صح !!٠٠
ظل صامت للحظات ثم تحدث بتريث:
_ أنا كلمت عمك واتقفت معه هتفضلي هنا تغيري جو فتره !!
فكرت ” ألماسه” للحظات ثم قالت بابتسامة رقيقه:
_ عادي مفيش مشكله ٠٠ اهم حاجه الست دي هتمشي ، ممكن أقضي كم يوم اتفرج على البلد هنا ٠٠ وبعدين أرجع القاهره!!
قال ” سفيان” ببراءه مصطنعه:
_ عايزه اقولك حاجه !
رد ” ألماسه” والإبتسامة تزين ثغرها:
_ حاجه إيه؟!
رد ” سفيان” بهدوء شديد:
_ جهزي نفسك عشان تروحي الزريبه!!
اختفت ابتسامتها وانكمشت ملامحها غير مصدقه وهي تهتف بعدم تصديق:
_ نعم !!!، زريبه!!، انت بتهزر اكيد
رد هو بنبره حازمه بها بعض البرود:
_ لا بتكلم جد ، إنتي هتروحي الزريبه زي الشاطره تنضفي تحت الباهيم !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ زهره !!!
التفت ” زهره” التي تجلس في احد الكافيهات تسارعت نبضات قلبها على الفور وهي تري ” مراد ” يقف أمامها بجذابيته المعهوده فهمست بعفويه:
_ مراد!!
رد ” مراد ” بحنين ولهفه :
_ وحشني صوتك وأنتي بتقولي إسمي !!
احمرت وجنتيها بشده وخفضت بصرها ٠٠
اتت ” ساره” بهذه اللحظه وهي تهتف معتذره :
_ أسفه يا زهره أتأخر ٠٠٠
قطعت حديثها عندما رأت ” مراد” فهتفت بعدم تصديق :
_ أنت !!
يتبع