العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

العبق الاقحواني ” مي الفخراني”

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة مي الفخراني

(1)
تلك المنصه المصقوله بالزجاج الملئ بالاضاءه من الأسفل ….
كانت تلك الأنثى الجميله بطولها الفارع وجسدها المتناسق تتهادى بخطواتٍ متغنجه تجبر الأنظار على إختراقها بسهام الإعجاب ….

خصرٌ يتمايل بإحترافيه جعل من أحد القابعين يحترق من ألسنة نيران العشق التي تشتعل بداخله …..

إلى جانب تلك الأدخنه التي ينفثها من أنفه و مقلتيه تطالعان التي تتحرك بخطواتها المتقنه متمايلةً بخصرها يميناً و يساراً …..
أدخنه سببها نيران الغيره التي تأكله بشراهه و هو يعي بأن جميع الأعين باتت معلقه بتلك الشعله الأنثويه و التي ترتدي فستان احمر قصير …….

تحركت عينيه على خصلاتها المصففه التي تهتز إثر كل حركةٍ تخطوها ببطئ و كأنها تتعمد إذاقته اللوعه بفتنتها الطاغيه …
.
إنتقل بعينيه إلى معالم وجهها الرائعه ٠٠٠٠أغمض جفنيه بقوه و هو ينفث لهيباً من فمه هامساً بداخله ” اكيد هقتل حد النهارده بسببها !!!!”

وعلي أحد المقاعد التي تحيط بالمنصه كانت هي تجلس بملابسها الراقيه كانت تتطلع علي ابنة عمها تلك الفاتنة التي تتمايل بطريقة مدروسة وهي تعرض أحد الفساتين …..

كان الضيق يظهر على ملامحها من هذا الفستان الاحمر القصير الذي ترتديه هذه المجنونه و يجعل الجميع يلتهمها بأعينهم …

تلقائيا وضعت يدها على حجابها , نظرت الى ساعة يدها الانيقه ثم رفعت بصرها, ….
اتسعت عينيها فجأة وهي تري هذا القابع على أحد المقاعد ٠٠

وجدت عيونه تلمع بالعشق و بعض الحده … أو بالأحرى الكثير و الكثير …. فإن لم تكن مُخطئه فالسبب الرئيسي ” الغيييره “…

عينيه موجهةً الي ابنة عمها التي عادت مره أخرى مع باقي العارضات فالعرض قد انتهي ٠٠٠ عادت بأنظارها نحوه لتتنهد بعمق وهي تري هذا العاشق يسير متجهاً الى الخارج!!!!

……………………..……………..

في أحد المستشفيات الخاصة ” مستشفى الزهره ”
كان يجلس رجل يبدو أنه علي وشك اتمام سنوات عمره الستين ….

كان ينظر إلى بعض الأوراق حينما وصل لمسامعه صوت دق على باب الغرفه فقال بصوته الرزين:
_ ادخل ….

فُتح الباب ودلف شخصٌ يمتلك ملامح صلبه يبدو عليه أنه شديد الحزم والإبتسامة مرسومه على ملامحه ….
وقف الرجل مرحب به قائلا بابتسامة عريضة:
_ أهلا أهلا دكتور سفيان …!

قام “سفيان” بمصافحته وهو يقول:
_ قولت أسأل انا٠٠ طالما الدكتور صالح مشغول ومبيسألش…

ابتسم”صالح” وأشار له قائلاً:
_ اقعد يا سفيان٠٠كنت لسه هكلمك عشان عايزك في موضوع…
جلس “سفيان” وهو يقول بتساؤل:
_ عايزني ليه ؟!

هتف “صالح” :
_ تشرب إيه الاول؟!
“سفيان” بنبرة جاده:
_ ولا اي حاجه انا جاي أشوفك بس وهمشي علي طول عشان عندي شغل ٠٠٠قولي بقي ايه الموضوع الي عايزني فيه؟!

هز ” صالح” رأسه متفهم وقال بحزم :
_ بص يا سفيان يا بني انا كلمتك في الموضوع ده قبل كده وانت رفضت وانا احترمت رأيك ، بس المره دي مش هقبل اي اعتراض , انا بجدد عرضي ليك وعايزك تجي تشتغل معايا هنا في المستشفى

فتح”سفيان” فمه ليتحدث ولكن قاطعه ” صالح” بإشارة من يده وتحدث مكملا بنبره صارمه لا تقبل النقاش:
_ الموضوع منتهي أنت خلاص هتيجي تشتغل معايا هنا, ما هو مش معقول هبقي عارف جراح كبير زيك كده واسيبه،انت من بكره تقدم استقالتك في المستشفى الي انت شغال فيها وتيجي تشتغل هنا ….

تنهد “سفيان” مُبتسماً بهدوء ، تحدث قائلا بقلةِ حيله مصطنعة:
_مقدرش اقول حاجه بعد كلامك يا دكتور ,هظبط اموري والي في الخير يقدمه ربنا ‘ مقدرش ارفضلك طلب….

زفر “صالح” بارتياح وهتف قائلا:
– أنت كده ريحتني يا ابني
تنحنح ” سفيان” قائلا :
_ انا بصراحه كنت جاي النهارده عايز اطلب من حضرتك طلب ….

“صالح” باستفسار:
_ طلب ايه؟!
“سفيان” بنبرة متزنه:
_ كنت عايز اشتري الشقه بتاعت حضرتك الي قدام شقتنا ،عشان قررت اتجوز ….

” صالح” بعدم تصديق:
_ معقول أخيرا قررت تجوز يا سيفان !! …. و مين بقي سعيدة الحظ الي قدرت تخلي الدكتور سفيان يقرر يتجوزها؟!

ابتسم” سفيان” متحدثاً بنبره عاديه:
_ الحقيقة لسه ملاقتش العروسه بس امي هدور علي واحده مناسبه
عقد”صالح” حاجبه”وتحدث متعجب:
_ معقول يا سفيان هتجوز جواز صالونات !!! … ده أنا كنت بقول سفيان مش هيتجوز الا عن حب!!!

“سفيان”بقناعه:
_ أنا مقتنع أن الحب بيجي بعد الجواز, وأنا خلاص اخواتي اتجوزوا ،وامي عماله تقولي أنت خلاص كبرت ولازم تتجوز ،وبصراحه عندها حق انا بقي عندي ٣٥ سنه !

ابتسم ” صالح” وقال بدعاء:
_ ربنا يرزقك الزوجة الصالحه يا بني
“سيفان” متمتم :
_ امين ٠٠٠ها قولت إيه بخصوص موضوع الشقه؟!

” صالح” بابتسامة:
_ تقدر تعتبر الشقه بتاعتك من دلوقتي, أنا أصلا اشترتها مستخدمتهاش وفضلت مركونه زي ما انت عارف ….

“سفيان”بامتنان:
_ شكراً يا دكتور , حضرتك تقدر تشوف السعر المناسب وانا هدفع
” صالح” بنبره معاتبه:
_ ايه الي أنت بتقولو ده ،مش هاخد فلوس منك يا سيفان …..

“سفيان”بحزم :
_ لا طبعا مش هينفع يا دكتور معلش الحق حق ،وانا مش هقدر أخدها من غير ما ادفع فلوسها
“صالح” بحنان أبوي:
_انت عارف أني بعتبرك زي ابني، انسي ان اخد منك بفلوس ,الشقه دي هديه مني ليك …..

“سفيان” باعتراض:
_ يبقي اعذرني مش هاخد الشقه
” صالح”بضيق:
_ يعني أنت مصمم برضوا تدفع تمنها؟!

“سفيان” باصرار حازم :
_ ايوه مصمم جدا
زفر ” صالح” وقال بتنهيده :
_ زي ما تحب براحتك
ابتسم” سفيان” ابتسامه رجوليه هادئه ووقف وهو يمد يده ” لصالح” قائلا :
_ يبقي اتفقنا,انا همشي انا بقي
صافحه ” صالح” و تمتم:
_ اتفقنا !!!!

……………………..…………

تقود السيارة بسرعه عاليه كعادتها وهي مستمتعه وتستمع الي أحد الاغاني الصاخبه وبجانبها ابنة عمها التي هتفت بحده خفيفه وهي تتمسك بمعقد السياره :
_ هدي السرعه يا بنتي هتموتينا يخربيتك …..

تحدثت هي ضاحكه بلامباله :
_زهره بطلي شغل الخوف ده يا جبانه,و بعدين أمتي بقي هتتعودي علي طريقتي ، جمدي قلبك ……

وما أن أنهت جملتها حتي زادت من سرعتها وهي تردد كلمات الاغنيه بصوت عالي ٠٠٠

” زهره” وهي تتشبث بالمقعد اكثر وتغمض عيونها والخوف قد ظهر على ملامحها ،تحدثت بصوت مرتفع مرتجف من الخوف :
_ انا عارفة أن نهايتي على ايدك ,هدي يا ألماسه الزفت انا عايزه اروح سلميه ، حرام عليكي أنا لسه متجوزتش

التفت” ألماسه” لها وضحكت على مظهرها وهتفت قائله:
_ تصدقي صعبتي عليا , خلاص ههدي اهو ٠٠٠ وخففت من السرعه ثم هتفت “بزهره” التي مازالت تغمض عيونها:
_ افتحي عينك يا هبله خلاص خففت السرعه
هدأت ” زهره” وفتحت عين واحده مما جعل ” ألماسه تنفجر ضاحكه عليها , ففتحت ” زهره”عينها الأخري ورفعت يدها تمسح على وجهها وهي تقول ببكاء مصطنع :
_ منك لله يا بعيده ,ليكي يوم يامفتريه ، هدي صوت الزفت ده كمان

“ألماسه” هاتفه بصوت عالي نسبياً :
_ بتقولي ايه؟!
“زهره”وهى ترفع من صوتها مكرره :
_ بقولك هدي الزفت ده
هزت “ألماسه ” رأسها ومدت يدها وخفضت من صوت الاغنيه٠٠٠٠ فزفرت “زهره” وهي تقول متمتمه :
_ الحمدالله الواحد جالو صداع ,واعصابه باظت ٠٠٠ اقفي بقي عند اي مسجد

نظرت لها ” ألماسه” وقالت بنبره متعجبه وهي تنظر في ساعة يديها :
_ هتصلي ايه دلوقتي،ده احنا الساعه ١١
” زهره” بوجه باكي:
_ ما انا مش هروح أصلي، انا هروح الحمام ،عشان بسبب الي عملتيه عايزه اروح الحمام

“ألماسه” بمشاغبه وهي تضع يدها علي أنفها وتقول بقرف مصطنع:
_ و انا اقول الريحه المقرفه دي منين , شكلك عملتيها
وكزتها “زهره” في كتفها وهي تقول بغيظ :
_ تصدقي بالله انك عيله سخيفه ،يلا يا بت اركني عند أي مسجد خلصي يلا ٠٠٠٠
______
_كنت عايز أموت كل الي بيبص عليها النهارده
نطق هو بهذه الجملة وهو يزمجر بغضب
ردت عليه الجالسه علي أحد المقاعد أمامه تدون ما يقوله:
_ صهيب ممكن تهدي و

” صهيب” مقاطعا باختناق :
_ انا مش قادر اعيش من غيرها يا دكتوره
الدكتوره متسأله بترقب :
– امال هتعمل ايه لو اتجوزت و
قاطعها مره أخري قائلا بغضب هادر وهو يشعر بالاختناق من مجرد الفكره:
– مستحيل تتجوز غيري ٠٠٠ انا ممكن اموت فيها يا دكتوره مهره

” مهره” بنره رقيقه هادئه:
_ ليه متجربش تاني وتتقدملها ٠٠يمكن عمها يوافق المره دي
وضع رأسه بين يديه وهو يقول بيأس وحزن :
_ استحاله يوافق ٠٠٠ هو شايفني مجرد مدمن

“مهره”بنبره ذات مغزي:
_ أوعي تكون رجعت للأدمان تاني يا صهيب
هز رأسه بمعنى لا وهو يقول بصدق:
_ والله أبدا من ساعة ما خرجت من المصحه وانا بقيت إنسان تاني صدقيني

ابتسمت” مهره”ووقالت بتفهم :
_ مصدقاك سكتت قليلا ثم اردفت بتعجب:
_ بس الي مش قادره أفهمه لحد دلوقتي ازي هو رفضك عشان موضوع الأدمان علي الرغم أن هي كمان كانت مدمنه وكانت بتتعالج من الأدمان معاك في نفس المستشفى ؟!
“صهيب” بتعب وارهاق ذهني :
_انا مبقتش عارف حاجه خالص

“مهره” بأشفاق:
_ كفايه كده تقدر تروح نكمل بعدين
“صهيب” بامتنان :
_ شكرا بجد يا دكتوره
“مهره” برقه:
_متشكرنيش علي واجبي
“صهيب”معتذراً:
_ وانا اسف أن كنت جيت في وقت متأخر ، وجبتك من بيتك في الوقت ده

“مهره” بهدوء:
_ولا يهمك وبعدين يا سيدي العياده قدام البيت يعني خطواتين واكون في البيت ٠٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وفي تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل كانت سياره”ألماسه” تعبر من بوابة المنزل ,ترجلت “زهره”من السياره ٠٠٠وكادت أن تسير متجهه الي الداخل ولكن التفت مره اخرى وهي تري” ألماسه”مازالت قابعه في السيارة فسألتها بتعجب:
_ منزلتيش ليه ؟!

نظرت لها ” ألماسه”ببرأه وهي تقول بترقب :
_ هو هيحصل حاجه لو روحت سهرت مع صحابي يا زهره؟!

تلقائيا نظرت”زهره” في ساعتها ثم عادت تنظر لتلك المجنونه كما تطلق عليها وفجأة انفجرت متحدثه بصياح:
_ نعم ؟!! إنتي اتهبلتي في عقلك لسه هتخرجي في الوقت ده يا بايظه ,مش كفايه الفساتين المكشوفه الي لبستيها النهارده في
٠٠٠ قطع حديثها “ألماسه” التي ترجلت من السياره ووضعت يدها على فمها هاتفه بها بغيظ :
_ بس يخربيتك ايه راديوا واشتغل ٠٠٠ خلاص مش هخرج يا ختي٠٠٠ ورفعت يدها من على فمها فتحدثت” زهره” بحزم طفولي:
_ ايوه كده ناس متجيش غير بالصوت العالي

رفعت” ألماسه”حاجبها قائله بتساؤول مصطنع:
_انتي متأكده يا بنتي انك عندك ٢٩ سنه ؟!

” زهره” بغيظ وهي تضربها علي رأسها:
_ إنتي مستفزه ٠٠ لازم يعني كل شويه تفكريني بسني يا بارده

ضحكت ” ألماسه” وهي تنظر لها بتفحص مصطنع ابتداء بقامتها القصيرة ووجهها الطفولي وقالت بمرح :
_ بحسك طفله مش عارفه ليه
قرصتها ” زهره” من وجنتيها وهي تقول بحنق:
راعي فرق السن الي بينا ،ده انتي مولوده على أيدي
“ألماسه”وهي تشيح بيدها :
_ مكنوش١٠ سنين فرق يعني ٠٠٠ وحيث أن مفيش خروج فتعالي بقي بسرعه ندخل عشان أنا جعت٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلف سفيان الي غرفة والدته وجدها تجلس على أحد المقاعد تتحدث في الهاتف واما أن رأته حتى ابتسمت بحب وأشارت له أن يجلس فجلس علي الفراش فهتفت هي منهيه المكالمه:
_اعملي زي ما قولتلك ٠٠٠٠يلا يا حبيبتي ٠٠٠٠ مع السلامه٠٠
وأغلقت الخط واضعه الهاتف بجانبها ,والتفت إليه مبتسمة ببشاشه وتحدثت بحزم مصطنع:
_ كنت فين يا واد كل ده ؟!

ضحك”سفيان ” وقال:
_ إيه يا” حنان” هتمارسي عليا الي كنتي بتعملي في ساره وسميره !

قامت من مكانها واتجهت ناحيته وجلست بجانبه وهي تقول بترقب:
_ قولي عملت ايه في موضوع الشقه؟!

وضع”سفيان”يده على كتفها وهتف قائلا:
_ الحمدالله وافق يا أمي
زفرت “حنان” بارتياح وقالت بحماس:
_ كويس جدا ،من بكره هبدء ادورلك على عروسه كويسه

رفع هو حاجبه وقال بضيق مصطنع:
_ بالسرعه دي ،شكلك عايزه تخلصي مني بسرعه
لوت” حنان” فمها وقالت بسخريه:
_ ده على اساس أنك لسه صغير وعايزه اخلص منك ٠٠٠ وبعدين ما انت هتسكن قابلي يا حبيبي

نهض “سفيان” وسار قاصد الخروج من الغرفه وهو يهتف :
_ كل شويه تفكريني اني عجزت ٠٠٠ أنا هروح انام احسن ،تصبحي علي خير يا حنون
ردت عليه”حنان “متمتمه :
_ وأنت من أهله يا حبيبي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تسطحت على الفراش واغمضت عيونها في محاوله منها للنوم ٠٠٠انفتح باب الغرفه ودلفت “زهره” هاتفه بصوت عالي نسبياً:
_ ألماسه ، نسيت اقولك علي حاجه قومي .

فتحت جفنيها وتتطلعت إلي”زهره” التي جلست على الفراش ،اعتدلت “ألماسه” ووضعت يدها على خدها وقالت متسأله :
_ حاجه إيه دي ؟! ، الي عايزه تقوليها ٠

تحدثت “زهره” بنبره مترقبه :
_ صهيب !!!
” ألماسه” بضجر :
_ ماله ؟! ٠٠٠عمل إيه تاني ؟!٠٠٠متقوليش أنه اتقدملي تاني !!!

هزت “زهره” رأسها بنفي وقالت بخفوت :
_ شوفته النهارده في عرض الازياء ٠
“ألماسه”بتأفف:
_ يوه هو مبيزهقش ؟! ٠٠٠هو الحب بالعافيه ٠

“زهره”مدافعه :
_ يا بنتي حرام عليكي ٠٠انا شوفت منظره النهارده عنيه كانت بتلمع من كتر العشق ، صهيب بجد انسان كويس يا ألماسه ،مش زي ما انتي وبابا فاكرين !

“ألماسه” بتنهيده عميقه:
_ عارفه يا زهره أنه بيحبني ،بس أنا لا، زهره انا مش قادره أحبه ٠٠٠وكمان أنا مش هتجوز،انا مبسوطه بحياتي كده

“زهره” بنبرة منفعله :
_ قولتي إيه؟! ، يعني إيه مش هتجوزي؟! ،هو إيه اللي مبسوطه كده !! , بطلي هبل و
قاطعتها “ألماسه” متهكمه :
طب ما انتي عايشه من غير جواز اهو يا زهره !

ارتبكت “زهره” وظهر حزن طفيف على ملامحها وهي تقول بخفوت :
_ انا لسه ملقتش الشخص المناسب ٠

نظرت لها “ألماسه” بنظرات ذات مغزي ، جعلت”زهره” تشيح ببصرها بعيد عنها ،ونهضت وهي تهتف :
_ نكمل كلامنا بكره , تصبحي على خير
تمتت”ألماسه”:
_ اهربي اهربي!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الصباح

يقف أمام المرآه يهندم ثيابه ٠٠حين وصل إلي مسامعه صوت والدته تهتف قائله :
_ سفيان، يلا عشان تفطر

تحدث “سفيان” وهو يسير متجه إلي خارج الغرفة :
_ جاي اهو ٠٠٠اتجه الي المطبخ وجد والدته تحمل أطباق الطعام ، فاقترب منها وقبل رأسها وقال وهو يأخذ منها الاطباق :
_ صباح الخير يا حنان
“حنان” ببشاشه :
_ صباح النور يا حبيبي

دلف ” سفيان”خارج المطبخ ,وضع الطعام على الطاوله وجلس وجلست أمامه حنان وبدأوا يتناولون الطعام وهم يتبادلون بعض الأحاديث , وصل إلى مسامعهم صوت جرس الباب , فنهض ” سيفان” ،وفتح الباب فطالعه وجه فتاه محجبه تبتسم وهي تقول بمرح :
انا جيت

ارتسمت ابتسامه تلقائيا على وجهه وهو يجذبها من يدها إلي الداخل ويغلق الباب قائلا:
_ إيه يا بنتي, هو انتي كل يوم عندنا

قبلته هي من وجنتيه وهي تقول بابتسامة مرحه:
_ يعني عايزني أعمل ايه ؟! ,بعد ما جوزي سافر ، وقاعده لوحدي ،لازم طبعاً اقرفكم ٠٠٠ ازيك يا حنان؟!

تحدثت والدتها بتبرم :
_ حتي انتي يا سميره ، بتناديني بإسمي ٠٠٠انا مش عارفه امتي هتقتنعوا اني امكم ؟!

اقتربت” سميره” منها وانحنت تقبل يدها وغمزت لها قائله :
_ بقي معقول يبقي عندنا أم عسل كده، ومش باين عليها السن ونقولها يا ماما ٠٠٠ده إنتي الناس بيشوفكي بيفتكروكي أختي الصغيرة

ضحكت” حنان” قائله:
_ يا بت يا بكاشه

تحدث” سفيان” مشيرا إلى ” سميره” وهو يجلس مكانه مره اخرى:
_ اقعدي كلي

قالت “سميره” وهي تجلس على أحد المقاعد :
_ انا كلت قبل ما اجي ، و فتحت حقيبتها وأخرجت منها مجله واكملت قائله بهدوء :
_ كملوا انتو اكلكوا ، انا هتسلي في المجله دي أما تخلصوا اكل

هز” سفيان” رأسه بتفهم وهو يستكمل طعامه هو ووالدته, رن الصمت لفترة حتي قطعته “سميره ” فجأة وهي تتطلع إلى المجله و تقول بانبهار :
_ الله الفستان ده جميل اوي

” حنان” مستفهمه :
_ فستان ايه؟!
مالت ” سميره” على ” حنان” ووضعت المجله أمامها وهي تشير لها على فستان ما , تطلعت “حنان ” له ، وقالت باعجاب :
_ حلو فعلا ٠٠ بس قصير اوي ممكن يتلبس في البيت

هزت ” سميره” رأسها موافقه وقالت :
_ وكمان لونه حلو , أنا بحب اللون الاحمر أصلا ٠٠٠والعارضه زودته جمال

لمح ” سفيان” الفستان فتحدث بلامباله :
_ انا مش فاهم ازي في بنات بتقبل انها تعرض فساتين مكشوفه زي دي

ردت ” سميره” بهدوء:
_ هم بيشفوا أن دي الموضه
سحب” سيفان” المجله وأشار إلى الصوره قائلا بنفور :
_ بقي الفساتين دي موضه؟! ، ممكن يعملوا عروض ازياء للمحجبات مثلا ، أو اللبس يبقي محتشم شويه

” سميره”مؤيده :
_ عندك حق يا أبيه ٠٠٠٠ثم التقطت المجله ونظرت فيها مره اخرى وهي تقول بتأمل :
_ بس العارضة دي جميله ، لذيذه كده

تطلع لها “سفيان” قائلا بسخريه :
_ شوف انا بقول إيه وانتي بتقولي ايه ,طول عمرك هايفه
” سميره” بخفوت وهي مازالت تنظر في المجله:
_ سبتلك انت العقل يا دكتور

حمل” سفيان” هاتفه ووضعه في جيب معطفه وقال بنبره عاديه:
_ انا همشي بقي , عايزين حاجه؟!

“حنان ” بابتسامة دافئه :
_ لا يا حبيبي عايزين سلامتك ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في الساعه الثالثه عصراً”

تقود سيارتها متجه الى احد الكافيهات لمقابلة أصدقائها وكالعاده صوت الموسيقى عالي وهاتفها موضوع علي المقعد بجانبها ويضيء معلن عن مكالمه ، لكنها شارده مع كلمات الاغنيه ،حانت منها التفاته فانتبهت الي الهاتف ، قللت مستوي صوت الأغاني ، والتقطت الهاتف وأجابت قائله بصوت رقيق:
_ الو ٠٠٠ اه ازيك يا دكتوره مهره ٠٠وانتي كمان وحشتني ٠٠٠اكيد هيجي أشوفك قريب ٠٠٠ أن شاء الله ٠٠٠مع السلامه

أغلقت الهاتف وقذفته على المقعد وقامت بتزويد السرعه مما جعل شعرها يتطاير بشده فابتسمت هي بانتعاش ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
” مستشفى الزهره”
دقت على باب مكتب ” دكتور صالح” فتحت الباب بعد أن وصل الى مسامعها صوته يأذن لها بالدخول ودلفت وهي تهتف:
_باابا انا جيت اشوف ، قطعت حديثها عندما وقع بصرها على الشخص الجالس مع والدها وخفضت بصرها وهي تقول بحرج:
_ مكنتش اعرف ان في حد موجود مع حضرتك

ابتسم” صالح” وقال بحب:
_ تعالي يا زهره يا حبيبتي
“زهره” بخفوت :
_ انا هروح استني بره أما تخلص يا بابا شغلك

هتف “صالح” :
_ تعالى يا زهره أنا فاضي ٠٠٠اعرفك دكتور سفيان ، قال هذا وهو يشير إلي سفيان بيده
تقدمت ” زهره” قليلا وهزت رأسها كتحيه

اكمل ” صالح”مشيراً إلي زهره قائلا :
_ ودي زهره بنتي يا سفيان

ابتسم “سفيان”بمجامله ، فأشار “صالح ” الي زهره ووقال بابتسامة :
_ اقعدي يا زهره يا حبيبتي

تقدمت “زهره” وجلست على المقعد المقابل للمقعد الجالس عليه ” سفيان ” ، تنهد ” صالح” وقال محدث ” سفيان ” :
_ زي ما اتفقنا عايزك تظبطلي الموضوع ده

هز “سفيان” رأسه وقال بتفهم :
_تمام و بالنسبة لموضوع ٠٠٠ واستمروا في حديثهم٠٠ و”زهره” تعبث في هاتفها بملل ٠٠٠
٠٠٠٠٠
ترجلت من سيارتها أمام الكافيه وسارت متجه إلي الداخل، ولكن وصل إلى مسامعها صوت رجولي تعرفه جيدا يأتي من خلفها يهتف بها قائلا:
_ ألماسه استني

توقفت عن السير وارتسم الضيق على ملامحها ، زفرت بشده والتفت اتجاه الصوت وقالت بضيق:
_ عايز إيه يا صهيب؟!

اقترب منها ” صهيب ” وعيونه تلمع بالعشق وتكاد تلتهمها من شدة عشقه ارتسمت ابتسامه على ملامحه الرجوليه وهو يقول بخفوت:
_ كنتي زي القمر امبارح في العرض٠٠٠

صمت قليلا ثم زفر بلهيب حارق مفعم بنيران الغيره وهو يتذكر نظرات الناس لها بالأمس فتحدث بحزم :
_ بس بلاش تلبسي فساتين مكشوفه تاني , وحاولي تغيري من طريقه لبسك

ظهر الغضب على ملامحها وهي تسمع كلام هذا المعتوه من هو حتي يطلب منها ان تغير من طريقة لبسها ؟!! ٠٠٠٠ تحدثت من بين أسنانها محاوله السيطرة على اعصابها :
_ وانت مالك ؟! انت فاكر نفسك مين ؟!

“صهيب” بصرامه تتنافي مع نظراته المتأمله لها بعشق :
_ حتي لو أنا بالنسبالك ولا حاجه، بس مقدرش اشوف الناس بتبصلك بالطريقة دي واسكت ٠٠٠ بيتأملوا في شكلكك وجسمك الي بيبان في الفساتين دي ٠٠٠٠ اتعلمي من بنت عمك و ٠٠٠

قطعت حديثه وهي تتحدث بنبره مشتلعه من الغضب :
_ أنت ازي تتكلم معايا كده يا جدع انت ٠٠٠ ما تشوف نفسك الأول يا فاشل , وبعدين تعالي هنا انت نسيت نفسك ولا ايه يا ابن الرقاصة و ٠٠٠
توقفت عن الكلام عندما وجدته يكاد ينفجر من الغضب الناري الذي لا يوصف بعد حديثها الجارح له لو النظرات تقتل لكانت ماتت في الحال

تراجعت للخلف بخوف وهي تري يكور قبضته بشده ووجهه الأحمر بفعل الغضب ٠٠٠

وبدون مقدمات وجدته يمسك يدها الرقيقة بعنف جعلها تتألم

حاولت هي التحلي بالشجاعه الهاربه منها وسط دقات قلبها التي تنبض بالخوف تحدثت بقوه زائفه :
_ سيب أيدي يا بني ادم انت ٠٠٠

في نفس اللحظة كانت فتاه ما تجلس في سيارتها تتحدث في الهاتف وهي تقول :
_ الحقي يا زهره ألماسه وصهيب تقريبا كده هيولعوا في بعض ٠٠٠٠٠ تعالي بسرعه ٠٠٠ قدام كافيه**** !!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠
أغلقت” زهره” الهاتف والتفت لوالدها الذي يتناقش مع “سفيان”و تحدث بعجله والقلق يرتسم على ملامحها:
_ بابا انا لازم امشي

“صالح” باستفسار:
_ حصل حاجه يا بنتي؟!

ردت “زهره” شارحه بنبره سريعه:
_ ألماسه بتتخانق هي وصهيب ولازم اروحلها حالا

” صالح ” بنفاذ صبر :
_ مش هنخلص من صهيب ده بقي ؟!

” زهره” بيأس :
_ معتقدش يا بابا ثم اردفت متعجله وهي تتجه نحو الباب :
_ انا همشي بقي
هتف”صالح” :
_ السواق معاكي ؟!
التفت له وقالت بنفي :
_ لا بس هاخد تاكسي

“صالح” بحزم :
_ مينفعش تروحي لوحدك ، لازم حد يوصلك عشان يبقي معاكي ، وأنا عندي عملية دلوقتي

تنحنح ” سفيان” قائلا بجديه:
_ اسف لو بدخل ، بس أنا ممكن اوصل الانسه
، أنا كده كده كنت ماشي

فكر ” صالح” لثواني ثم قال باستحسان :
_ ممكن اهو تبقي معاها ، عشان لو الولد ده عمل حاجه

“زهره” باعتراض :
_ بس يا بابا ٠٠٠
قاطعها ” صالح” بحزم :
_ مفيهاش بس يا زهره خلاص سفيان هيوصلك

نهض” سفيان” وقال بنبره جاده :
_ اتفضلي يا انسه زهره ٠٠ثم التفت إلي ” صالح” قائلا” :
_ بعد اذنك يا دكتور
هز ” صالح” رأسه بابتسامة هادئه ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠
طوال الطريق كانوا صامتين لم يتحدثوا مطلقا غير بسؤاله عن المكان الذاهبة إليه فأجابته بخفوت وبعد مرور بعض الوقت اوقف “سفيان” السياره وترجلت ” زهره” سريعا وهي تري هذا التجمع حول ابنة عمها و صهيب الذى يقف ينظر لها بغضب شديد ، واذا اقتربت قليلا منه سوف تري لمحة انكسار علي وجهه ٠٠٠٠ اقتربت”زهره”منهم وخلفها”سفيان” الذي ترجل هو الآخر من السياره ٠٠٠٠٠

كان الموقف مشتعل “صهيب “أمام “ألماسه” يرمقها بسهام من الغضب وهي ترمقه بنظرات لامباله مصطنع بالطبع فهي تشعر بالخوف الممزوج بالندم على ما تفوهت بيه تحدث “صهيب” وهو يجز على أسنانه :
_ قولتلك تعالى معايا ألماسه

“ألماسه” منفعله :
_ اجي معاك فين ؟! ٠٠٠ أسمع انت تحمد ربنا أني عديتلك مسكتك لأيدي بالطريقة الهمجية دي

تدخلت ” زهره” سريعا وهي تقف بجانب” ألماسه” هاتفه بنبره مهدئة:
_ مالكوا في إيه اهدوا شويه ، فرجتوا الناس عليكوا

تقدم ” صهيب” من “ألماسه ” وقبض على يدها مره اخرى وهو يقول باستفزاز :
_ عديتها طب اهو مسكت ايدك تاني ٠٠٠ وبرضوا بطريقه همجية!

توهجت عيونها بنيران الغضب إلي جانب شعورها بالألم من قبضته نزعت يدها منه بعنف وفكرت في فعل شيء ما ، في اللحظة التي قرر فيها” سفيان” التدخل لحل هذه المشكله , في حين أرجعت هي رأسها للوراء لتفاجئ الجميع بمحاولتها لضرب جبهتها بجبهته إلا أن الحظ لم يكن حليفها ليتفادى الآخر تلك الضربه لينالُها شخصٌ آخر …. أو بمعنى أصح لينالُها حائط بشري !!!!
يتبع

error: