العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
أخذت ” ألماسه ” نفس عميق لتزيل خوفها و توترها ثم حدقته به بقلق بالغ ثم هتفت بنبره سريعه مليئه بالاضطراب:
_سفيان أنا أعرف كرم جوز ساره أختك من زمان كنت بجيب منه المخدرات ايام ما كنت مدمنه زي ما عمي قال ٠٠
توقفت قليلا عن الحديث لتراقب تعبيرات وجهه التي انكمشت وتجهمت ٠٠ ابتلعت ريقها بخوف وخفضت بصرها وضغطت بشده على
هاتفه الذي بيدها ثم استرسلت مكمله بنبره مرتبكه مرتجفه :
_ كرم جالي من فتره وقالي أنه معاه صور ليا أيام الإدمان ، وطلب مقابل الصور دي فلوس، وبدأ يهددني أني لو مدفعتش الفلوس ، هينشر الصور على النت وهيفضحني ٠٠
انهت حديثها ثم التقطت انفاسها اللاهثه وظلت تنظر إلي الأسفل غير قادره علي رفع رأسها وقد شعرت بحراره في جسدها من رعبها من رد فعله ، ابتلعت غصه مريره في حلقها وانقبض قلبها من صمته هذا ٠٠٠
بينما هو واقف كالتمثال جامد فقط ملامحه تغيرات وأصبحت مشتلعه واحتقن وجهه بالدماء وقد بدأ يتنفس بشده كمن يسارع شيء بداخله ، وأخذ يحدق بها وهي تخفض بصرها ثم تحدث فجأه بنبره قاسيه يعنفها بشده:
_ مقولتيش ليه قبل كده ؟! ، كان في ألف فرصه تقوليلي فيها بس مقولتيش ، ليه سيبتي واحد حقير زي ده يهدد فيكي ليه يا ألمااااسه ليييييييه ؟! ردي عليااا ؟!
انتفضت هي وقد ارتجف جسدها بخوف ورفعت رأسها وأخذت توزع بصرها بعيد عنه ،ابتلعت ريقها بصعوبه شديده ٠٠٠
عندما رأي هو حالتها هذه حاول أن يهدئ نفسه وأخذ نفس ليزيل غضبه ثم تحدث برفق عكس ما بداخله من براكين من الغضب :
_ ألماسه إنتي مش بتثقي فيا ؟!
حركت ” ألماسه” رأسها عدة مرات متتاليه وهي تقول بنبره خافته متوتره :
_ أنا مش بثق في حد غير فيك ٠٠
مد هو يده ليعدل رأسها ليجعلها تنظر له وحرارة أنفاسه الغاضبه تلفح وجهها وقال بنبره منفعله يعاتبها :
_ مش باين ، ازي متقوليش ليا حاجه زي دي ؟!، أنا على فكره مش زي عمك وانتي عارفه كده كويس ، ليه مصممه تعملي حواجز بيني وبينك ؟!
تراجعت هي خطوه للخلف وحدقته بنظرات حزينه واستجمعت رباطة جأشها وقالت بسخرية لاذعه :
_ أنا الي بعمل حواجز برضوا ولا أنت يا سفيان ، أنت الي كنت بضيع اي فرصه لينا مع بعض عشان أفكار في دماغك ملهاش لازمه ٠٠ لو كنت قربت مني كنت هحكيلك كل حاجه صدقني ٠٠
قالت أخر جمله بصدق شديد وهو تنظر له بحزن وقد بدأت الدموع تتجمع في عيونها ٠٠
كور قبضته بشده وحاول التحكم في غضبه الشديد من نفسه ومن هذا الحقير ” كرم ” ، تسأل بخفوت من بين أسنانه :
_من أمتي وهو بيهددك ؟!
أجابت هي بنبره مختنقه :
_من فتره كده ٠٠
ابتلع هو غصه مريره بحلقه وقد شعر كم هو عاجز عن حمايتها فها هو ” قاسم ” أخذها الي الأسكندريه وكان من الممكن أن يفعل بها شيء وأيضا ” كرم ” الذي يهددها وهو ماذا يفعل هو مشغول بأبعادها عنه ٠٠ تحدث قائلا بصوت شرس متوعد :
_ كرم و قاسم و عمك الي هيفكر بس ينزل دمعه منك مش هيعيش دقيقه واحده ٠٠
نظرت هي له بتأثر وقد سقطت عبره حاره على وجهها وهي تقول بخفوت :
_ أنا مش عايزك تدافع عني و بس ، أنا عايزك جمبي عايزك تبقي سندي يا سفيان ، هتقدر تبقي سندي ولا لا ؟!
رفع هو يده ليمسح لها هذه الدمعه بأنامله ببطء قائلا بنبره متأثره حاسمه مفعمه بحنان جارف:
_عايزك تطمني ، عايزك متعيطيش تاني لأي سبب لأني هكون جمبك من اللحظه دي ٠٠
أبعد هو يد عن وجهها ليجدها تتأمله بعيون متلهفه وقد هتفت بنبره متحشرجه متأمله :
_ اشمعنا من اللحظه دي ؟؟ ، إيه السبب إلي هيخليك تفضل جمبي ؟!
ابتسم هو ابتسامه طفيفه وتأملها بعيون تلمع بالعشق وهو يقول بوضوح بصوت هامس مشتعل من الحب الكامن بداخله لها :
_ عشان بحبك يا ست ألماسه ٠٠
توردت وجنتيها وقد تراقص قلبها وأشاحت ببصرها بعيد عنه وقد شعرت بحراره شديده في وجهها من فرط خجلها الأن ثم قالت بعفويه :
_ وأخيراً نطق ٠٠بس ناقص حاجه !!
رفع ” سفيان ” أحد حاجبيه وتسأل بتعجب :
_ناقص إيه ؟!
انتبهت ” ألماسه ” لنفسها ووضعت يدها المرتعشه على فمها ثم قالت بنبره مرتبكه بوجه محمر :
_ ها ، لا مفيش حاجه ، خد تلفونك أهو
قالت اخر جمله وهي تمد يدها له بالهاتف ليلتقطه منها ،ثم تجاوزته هي لتسير ببطء باتجاه البحر وقد شعرت كمن أزاحت جبل ثقيل عنها ، وأخذ قلبها يتراقص فرحا من اعترافه الصريح بالحب ٠٠٠تاركه إياه واقف وقد تغيرت معالمه وجهه وأصبحت حاده ومشتعله من الغضب وقد همس لنفسه بتوعد :
_ دورك جاي يا كرم ، دورك جاي ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت ” مهره ” مع ” صهيب ” الي منزله التي أصبحت ” نوال ” تسكن معه فيه مؤخراً ٠٠
وقفت ” نوال ” لترحب ” بمهره ” قائله بابتسامه لطيفه :
_ أهلا يا حبيبتي اتفضلي يا مهره ٠٠
اقتربت ” مهره ” منها ويزين ثغرها ابتسامه هادئه احتنضت ” نوال ” قائله برقه :
_ وحشتيني يا طنط والله
ضمتها ” نوال ” بيدها قائله ببشاشه :
_ وأنتي كمان يا مهره ٠٠بقالي كم يوم مشفتكيش ٠٠
أبتعدت ” مهره ” عن ” نوال ” ليقترب منهم ” صهيب” وبطريقه عفويه للغايه قام بضم ” نوال ” بأحدي يديه وباليد الأخري ضم ” مهره ” التي تفاجأت وقد اتسعت عيونها بشده وارتجف جسدها وشعرت بوجنتيها يشتعلوا من الخجل حاولت أن تبتعد لكن ” صهيب ” كان متشبث بها وقد هتف براحه شديده :
_ انتوا الاتنين أهم اتنين في حياتي حالياً ٠٠
ابتلعت ” مهره ” ريقها ، بينما ابتعدت ” نوال ” عن ” صهيب ” قائله بخبث :
_ هسيبك مع مراتك يا حبيبي وهدخل ارتاح شويه ٠٠
أنهت ” نوال ” جملتها ثم تحركت متجه إلي غرفتها تاركه إياهم بمفردهم ، بينما ابتعدت ” مهره ” عنه وقد أصبح وجهها أحمر بشده ودقات قلبها لا تهدء ٠٠٠ انتبه ” صهيب ” لوجهها الأحمر فارتسمت ابتسامه ماكره على ثغره وهو يقول :
_ مالك يا مهره يا حبيبتي وشك أحمر كده ليه ؟!
رفعت هي يدها تضعها على وجهها وهي تقول متعلثمه :
_ مفيش ، عادي يعني
جذبها هو من خصرها بأحدي يديها لتصبح قريبه منه للغايه ولا يفصل بينهم شئ فشعرت هي أن قدميها لم تعد تحملها وقد شعرت بأن أنفاسها قد هربت منها بسبب هذه القرب ، بينما هو شعر بشئ غريب يجذبه لها وهو يتأمل وجهها المشتعل من الخجل ، اقترب منها أكثر لتلفح انفاسه الحاره وجهها وضمها له أكثر ليقترب منها بوجهه و لكن اتت ” نوال ” بهذه اللحظه وهي تشهق بصدمه مزيفه :
_ايه ده ؟! أنت بتعمل ايه يا صهيب؟!
انتفضت ” مهره ” بشده وابتعدت عنه وقد أصبح وجهها كثمرة الطماطم من شدة الأحمرار من الخجل والأحراج ، بينما أخذ ” صهيب ” يتأملها بشغف كأنه أول مره يراها ثم مال عليها ليقبلها من وجنتيها برقه شديده وهو يهمس لها :
_ بحب الطماطم أوي يا مهرتي ٠٠
تراجعت ” مهره ” خطوه الي الخلف وكاد وجهها أن ينفجر من شدة الأحمرار وأصبحت دقات قلبها غير منتظمه وهي تخفض بصرها ، اقترب منها هو هذه الخطوه ورفع وجهها بيده لينظر لها باستمتاع بخجلها هذا وهو يقول بصوت هامس:
_مهره بتعرفي ترقصي ؟
حدقت هي به بعدم فهم وتسألت ببلاهه والخجل مسيطر عليها :
_ نعم !! ارقص ازي ؟!
لف ” صهيب ” يديه حول خصرها ورفع أحدي يديها ليضعها على صدره وأخذ يتمايل بها وهو ينظر لها قائلا بنبره خافته:
_ ترقصي كده ٠٠
شعرت هي أنها سوف تسقط فاقده للوعي من فرط ما تشعر به من مشاعر وقد شعرت بدفء غريب وهي قريبه منه هكذا حدقت به بنظرات متوسله وقالت بصوت مبحوح :
_ صهيب أبعد عني ، أنا حاسه أنه هيغمي عليا ٠٠
حرك ” صهيب ” رأسه رافضا وهو يركز نظراته على عيونها ثم قال يهمس لها :
_ أرفعي رأسك وبصيلي و بس ٠٠
جف حلقها بشده وهي تحدق به وقد أصبح جسدها يترجف بين يديه من فرط خجلها مما جعله يضمها أكثر له وهو يتمايل بها ببطء شديد ٠٠٠٠
بينما ” نوال ” تقف تنظر لهم براحه شديده ثم تحركت متجه إلي غرفتها وهي تبتسم ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وقف ” سفيان ” يضع يديه في جيب بنطاله وهو يراقبها وهي تقف أمام البحر وقد أحمر وجهه بغضب وهو يتوعد لجميع من تسبب في لحظه حزن عاشتها هي ،أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليقوم بالاتصال على ” صالح ” الذي أجاب على الفور وهو يقول بنبره متوتره :
_سفيان ،ألماسه اختفت هي و قاسم ٠٠
قال ” سفيان ” بجمود شديد :
_ ألماسه معايا يا دكتور ٠٠
ظل ” صالح ” صامت للثواني ثم قال بعدم استعياب :
_ ألماسه معاك أنت ؟ ، أزي ؟
أجاب ” سفيان ” من بين أسنانه :
_ ألماسه معايا يا دكتور في أمان بعيد عنك وعن الحيوان قاسم ٠٠
وصل إلي مسامعه صوت ” صالح ” الغاضب :
_ رجعها حالا ازي تسيب خطيبها وتخرج معاك ٠٠
فقد ” سفيان ” أعصابه وأنفجر ليصيح بعصبيه هادره :
_ خطيبها الي كان عايز يغتصبها ، خطيبها ال*** الي كان مش قد الأمانه ده الي أنت أمنت ليه أنه يتجوز بنت أخوك يا دكتور ٠٠
توقف ” سفيان ” عن الحديث ليلتقط أنفاسه وقد أحمر وجهه بشده من الغضب ٠٠
سمع صوت ” صالح ” يقول بصدمه جاليه :
_ قاسم كان هيغتصبها أزي ؟ ، مش ممكن أنت أكيد فاهم غلط ٠٠
تجاهل ” سفيان ” حديثه وأخذ نفس عميق وقال بفظاظه :
_معنديش وقت اشرحلك يا دكتور ، وأنا بطلب منك أني أتجوز ألماسه ، اه وأحب أقولك أن موافقتك أو رفضك مش هيغيروا في أمر جوازي منها في شيء ، وحاجه كمان ألماسه معايا في اسكندريه ، سلام يا دكتور ٠٠
أنهي حديثه ثم أغلق الخط ورفع بصره ليتأمل حبيبته التي أقسم على حمايتها منهم جميعاً
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست علي الرمال أمام البحر وفردت قدميها لتداعبها المياه شعرت ببرودة المياه على قدميها ، مما جعل وجهها ينكمش قليلا لكنها كانت مستمتعه برغم من ان الجو بارد،استندت بكفيها على الرمال وارجعت رأسها إلي الخلف لتغمض عيونها مسترخيه تستمع إلي صوت المياه ، تشعر براحه الآن لم تشعر بها من قبل ، شعرت به يجلس بجانبها فابتسمت قائله بخفوت :
_ كنت بتكلم مين ؟!
برغم من أنه غاضب ولكن لم يمتلك سوي ان يبتسم وهو يراها مرتاحه لهذه الدرجه، تنهد بحراره وهمس قائلا:
_ كلمت عمك ٠٠
انكمشت ملامحها واختفت ابتسامتها لكنها ظلت مغمضه لجفونها وقالت برجاء خافت :
_ مش عايزه اتكلم في أي حاجه تزعلني دلوقتي ٠٠
حرك رأسه إيجابا ، فاسترسلت هي مكمله ببسمه صافيه :
_ غمض عينك و استمتع بالجو ٠٠
ضيق ما بين عينيه وهو يشعر بالصقيع، ارتسمت ابتسامه على ثغره وتحدث بصوت خافت مهتكم :
_استمتع بجو إيه يا هبله إحنا في الشتا والدنيا برد ٠٠
فتحت جفونها وحركت رأسها باتجاه ولوت فمها وهي تحدق به هاتفه بتبرم :
_ده أحلي حاجه أن إحنا في الشتا ٠٠
توقفت عن الحديث وهي تشعر بقطرات من المياه تتساقط عليها ،تهلهلت اساريرها وفردت كفيها ليتساقط عليهم المطر وابتسمت بفرحه قائلا:
_ بتمطر ،الله ، بتمطر يا سفيان ، بتمطر، ادعي يلا
رفعت يديها الاثنين ونظرت إلي السماء والمطر يتساقط على شعرها ووجهها وهي تضحك بسعاده ، هو يراقبها بعيون مبتسمه ونظرات مليئه بالحب ،برغم من الجو البارد والامطار تتساقط عليهم لتغرقهم إلا أنه كان غير مبالي وهو يري سعادتها هذه ٠٠٠٠
اتسعت عيونه بذهول وهو يسمعها تهتف بدعاء :
_ يارب يارب اتجوزوه يارب ٠٠
رفع أحد حاجبيه وتسأل ببلاهه :
_ هو مين ده إلي إنتي عايزه تجوزيه؟ ٠٠
استندت هي بكفيها على الأرض ووقفت لتدور حول نفسها والمطر يتساقط بغزاره عليها مما جعلها تشعر بالانتعاش برغم من أن الطقس بارد جدا وقد بدأ جسدها يرتجف من البرد لكنها لم تبالي ورفعت يديها ونظرت إلي السماء داعيه بصوت عالي :
_ يارب يعرض عليا الجواز دلوقتي يارب ٠٠
انفجر هو يضحك بقوه وقد لمعت عيونه وهو ينهض ليقف بجانبها ليتأملها وهو يردد بصعوبه من بين ضحكاته :
_ ما تعرضي عليا الجواز افضل ، وأنا اوعدك هفكر ٠٠٠
توقفت عن الدوران حول نفسها ووقفت تنظر له بعيون تلمع بحب نقي ، اعتدل هو في وقفته وتوقف عن الضحك ليبادلها النظرات بعيون مليئه بعشق جارف والمطر يتساقط عليهم بغزاره لكنهم غير مبالين كانوا فقط ينظرون لبعض بصمت وصوت الأمطار هو السائد ،قالت هي بصوت هامس مرتجف من البرد :
_ تتجوزني يا سفيان؟!
ارتسمت الدهشه على وجه ” سفيان ” الذي يتساقط عليه الأمطار وقال بعدم تصديق وقد ابتسمت عيونه ابتسامه لم تصل الي ثغره :
_ إنتي بتعرضي عليا الجواز بجد ؟!
حركت رأسها مؤكده وقد أحمر وجهها بشده من الخجل وشعرت بسخونه شديده في وجنتيها تتنافي مع الأمطار وبرودة الجو وهمست تأكد بصوت متحشرج متعلثمه بشده :
_ ايوه، بعرض عليك ، تتجوزني ٠٠
أنهت جملتها ورفعت يديها الاثنين لتحتضن نفسها وشفتيها ترتجف من البرد وقد شعرت بأنها أصبحت متجمده من البرد القارس والمطر٠٠ بعكس النيران المشتعله في وجنتيها من الخجل ٠
مط هو شفتيه وهو يتأملها بعيون مليئه بحب يعجز اللسان عن وصفه ثم تحدث بأسف شديد:
_ للأسف مش هقدر أقبل عرضك !!
انكمشت ملامحها بشده ونظرت له بخيبه أمل كبيره وانسابت دموعها لتلهب وجهها البارد وخفضت بصرها وانكمشت أكثر على نفسها ٠٠
تأمل هو دموعها التي جعلته يشعر بغصه بقلبه ومد كفه ليرفع وجهها ويتأملها بلوعه وأخذ يمسح دموعها وقال مصحح بصوت دافئ مفعم بالعشق :
_ بتعيطي ليه دلوقتي يا مجنونه ، أنا فعلاً مش هقبل عرضك لأني سبقتك وطلبت من عمك اني اتجوزك ٠٠
اتسعت عيونها بعدم استعياب وحركت رأسها بلامعني وهي تتسأل بصوت متحشرج متلهفه بشده وكادت أن تبكي:
_ بجد طلبت منه ، بجد يا سفيان طلبت منه ؟؟ ، أنت طلبت منه تتجوزني انا ، هتجوزني أنا ، صح طلبت منه ؟؟
ارتسمت ابتسامه على ثغره وحرك رأسه مؤكداً ثم أبعد يده عن وجهها ووزع بصره ليري الأمطار التي تزادد فقال بحزم :
_ تعالى نركب العربيه المطر بيزيد والجو بقي برد جداً
حركت رأسها نافيه وقالت بنبره مرتجفه :
_ قول ، قول يا سفيان ، أنا سمعت صح ، قول أنك فعلا طلبت انك تتجوزني ٠٠
مد هو يده ليمسك يديها البارده ثم ركض بها وسط المطر قائلا بنبره عاليه ملئ بالحب :
_ايوه طلبت اتجوزك ، وهتجوزك غصب عن الكل ، بس يلا إحنا كده هنتجمد من البرد ٠٠
أصبحت دقات قلبها كالطبول وقد ضحكت بصخب وهي تركض معه مردده بصوت عالي سعيده للغايه :
_ هتجوز سفيييييييان يا بشر هتجوز سفيااان يا ناس ٠٠
ضحك ” سفيان ” هو الآخر وقال بصوت عالي يوعد إياها :
_ مش هسيبك غير بموتي ٠٠
توقف ” ألماسه ” عن الركض مما جعله يتوقف هو الآخر و سحبت هي يدها من بين كفه وحدقت به بنظرات حاده ورفعت يدها المتجمده من البرد أمام وجهه وهتفت بانفعال:
_ متجبش سيرة الموت تاني فاهم يا سفيان ٠٠
ابتسم ” سفيان” هو يتأمل أحمرار وجنتيها من البرد وأنفها الذي أصبح أحمر أيضاً من البرد حدق حوله ووجد أن المطر قد توقف ثم عاد ينظر لها وقال بضحكه يشاكسها :
_ المطر وقف قبل ما ندعي نخلف بنتين توأم ٠٠
حدقت هي به للحظات بصمت وقد بدأ جسدها يرتجف بشده من البرد ثم خرجت عن صمتها هاتفه بتذمر :
_لا أنا عايزه ست بنات
اتسعت عيون ” سفيان ” بذهول وهو يردد بدهشه :
_ ست بنات مره واحده ٠٠
حركت رأسها مؤكده ببراءه وقالت برقه :
_ وكلنا هنقولك يا سيفو ٠٠
ظل هو يحدق بها بصمت للحظات ثم قال مستنكر بشده :
_ نعم ياختي سيفو مين ده أنا اعلقك إنتي وعيالك لو قولتوا الإسم ده ٠٠
أخرجت هي له لسانها وهي تقول بتصميم طفولي:
_ اه هنقولك يا سيفو ٠٠
كتم هو ضحكته وتصنع الحزم وهو يقول :
_طب يلا خلينا نمشي ونبقي نشوف موضوع سيفو ده بعدين ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أبتعد ” صهيب بوجهه ” عن ” مهره ” ببطء وهي يتأمل شفتيها التي ترتجف بشده وأخذت هي تعض عليها، وقد رفعت يديها تتحسس شفتيها بيد مرتجفه وقد أصبح وجهها أحمر للغايه كاد أن يقترب منها مره اخري لكنها ابتعدت عنه وهي تتراجع إلي الخلف مسرعه وهي تقول بصوت خرج بصعوبه :
_ إيه إلي أنت، عملتوا ده ؟!
ابتسم ” صهيب ” بهدوء وهو يحدق بها بنظرات شغوفه وقال ببراءه مصطنعه وهو يقترب منها :
_ عملت كده
مال بوجهه اتجاها فوضعت هي أحدي يديها تغطي شفتيها وضعت يدها الأخرى على صدره لكي تبعده عنها قائله بارتباك وخجل شديد :
_ صهيب أبعد ، مينفعش كده ، أنا همشي
أنهت جملتها ثم التفتت مسرعه لتتحرك بخطوات متعثره وتلتقط حقيبتها لتتجه باتجاه باب الشقه وتفتحه لتخرج من الشفه ، فذهب هو خلفها قائلا بضحكه :
_ استني بس يا مهرتي لسه مكملناش كلامنا ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في سيارة سفيان ”
قاد ” سفيان ” السياره وهو ينظر لها وهي ترتجف بشده من البرد و ملابسها مبتله وشعرها الذي يتساقط منه المياه وكانت أسنانها تصطك ببعضها ، نقل بصره إلي ملابسه هو الأخر التي ابتلت من المياه وجعلته يشعر بأنه يكاد يتجمد بالفعل من البرد قال بضيق :
_ هتتعبي يا ألماسه ٠٠
حدقت به ” ألماسه”بوجه منكمش من البرد وقالت بخفوت وهي تبتسم:
_ لو تعبت أنت هتعالجني يا دكتور ٠٠
رفع هو أحد حاجبيها وقال بابتسامه طفيفه :
_ ده استغلال بقي ٠٠
اومأت هي برأسها إيجابا واحتضنت نفسها لعلها تشعر بالدفيء قليلاً ، بينما أوقف هو السياره أمام أحد محلات الملابس وتحدث بنبره جاده :
_ انزلي يلا عشان نجيب لبس ليكي عشان متتعبيش ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفوا الي المحل وتحدث” سفيان ” مشير لها إلي أحد المقاعد قائلا بحنو:
_ أقعدي هنا يا حبيبتي أما اختارلك حاجه تلبسيها ٠٠
قالت ” ألماسه ” بعدم اكتراث :
_ هشوف أنا يا سفيان، اقعد أنت
هز ” سفيان ” رأسه نافيا وهو يقول بأصرار شديد :
_ لا أقعدي إنتي أنا هدور ليكي على حاجه تقيله تلبسيها ٠٠
حركت هي رأسها موافقه بخضوع وتحركت لتجلس على المقعد وهي تحضن نفسها شاعره بالبرد الشديد ، بينما تحرك هو يبحث في المكان لها عن شئ مناسب ،التقط كنزه ثقيله لونها أخضر ،وتجول ببصره حتي عثر على بنطال لونه أسود مناسب ثم أختار معطف لونه أسود وتحرك باتجاه ” ألماسه ” ومد يده لها بالملابس قائلا بهدوء :
_ قومي يلا ادخلي البسيهم ٠٠
التقطت منه الملابس وقلبتهم في يدها وقد انتبهت إلي لون الكنزه فقالت بامتعاض :
_ مبحبش اللون الأخضر يا سفيان غيرها هاتها بيضه أو أي لون تاني بلاش اللون ده ٠٠
عقد ” سفيان ” حاجبيه بشده وقال بصرامه:
_ لا دي حلوه تقيله عشان متبرديش
قالت ” ألماسه ” باستياء:
_ ما أنت جايب جاكت تقيل أهو هات بقي أي بلوزه غير دي ،دي مش عجباني ٠٠
حرك ” سفيان ” رأسه رافضا وقال بأصرار حازم:
_ لا هتلبسي دي مش هغيرها ٠٠
لوت ” ألماسه ” فمها وتحركت على مضض لتذهب إلي غرفة القياس تاركه إياه يقف وقد شعر بجسده قد تجمد من شدة البرد ٠٠
خرجوا بعد مرور بعض الوقت وقد ارتدت ” ألماسه” هذه الملابس وقد شعرت بالدفء يغمر جسدها بعد أن ارتدت هذه الملابس توقفت هي عن السير قائله بصرامه :
_ أقف يا سفيان هنشتري ليك لبس أنت كمان ٠٠
توقف ” سفيان ” والتفت ينظر لها وهو يقول بعدم اهتمام :
_ أنا مش مهم هدومي نشفت شويه ٠٠
حركت رأسها نافيه وقالت بنبره هادئه حازمه :
_ لا برضوا هنجيب لبس ليك عشان مش عايزك تتعب ٠٠
ارتسمت ابتسامه على ثغره وهو يتأملها وقال بنبره هامسه وهو يقترب منها ببطء :
_ خايفه عليا ؟!
حركت ” ألماسه ” رأسها نافيه من شدة ارتبكها وقالت بنبره متعلثمه :
_ لا ، أقصد اه ، لا ، بص أنا اه خايفه عليك ٠٠
ضحك ” سفيان ” ومال عليها قائلا بهمس حنون :
_ أنا بخاف عليكي اكتر يا حبيبتي٠٠
تراجعت ” ألماسه ” خطوه الي الخلف وقد اشتلعت وجنتيها خجلا وقالت بصوت خافت :
_ بقيت تقولي يا حبيبتي كتير !!
شعر ” سفيان ” برغبه قويه في تقبيل وجنتيها التي أصبحوا مشتعلتين من الخجل وتجول بعيونه علي وجهها ليصل الي ثغرها فابتلع ريقه بصعوبه ورفع يده على وجهه ليستغفر بصوت مسموع ثم قال بتوتر :
_ ماشي يلا نروح نجيب هدوم ليا ٠٠
صفقت ” ألماسه ” بيدها وقالت بنبره رقيقه طفوليه:
_ بس أنا إلي هختار ليك الهدوم ٠٠
أشاح هو ببصره بعيد عنها وقال بارتباك :
_ موافق
تحركت هي بحماس باتجاه محل للملابس الرجالي وهو يسير خلفها وهو يغمض عيونه بشده محاول التحكم في نفسه وفي مشاعره التي تكون مبعثره وهي بجانبه ٠٠
بينما هي تسير أمامه وهي تشعر بالسعاده تتسلل إليها ليرتسم على ثغرها ابتسامه جذابه ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور بعض الوقت
كان ” سفيان ” و ” ألماسه ” يجلسون مقابل بعضهم في أحد المطاعم بعد أن أشترت ” ألماسه” ملابس له تأملته هي وقالت بغرور مصطنع :
_ شوفت ذوقي في اللبس حلو اوي أزي ؟! ، اللبس حلو اوي عليك ٠٠٠
رفع هو أحد حاجبيه وقال بخفوت :
_ حلو بس مش في إختيار لبس ليكي ٠٠
ابتسمت هي ابتسامه مليئه بالبهجه وقالت بصوت خافت :
_ ما أنا هسيبك بعد كده تختارلي لبسي ٠٠
أنهت جملتها ثم نظرت إلي الطعام الذي على الطاوله وشرعت في الأكل بشراهه فهي لم تذق الطعام منذ الأمس ، بينما هو أخذ يتأملها بعيونه المبتسمه والتي تلمع دائما بعشقه لها ، رفعت هي رأسها لتلاحظ نظراته لها مما جعل وجنتيها تحمر خجلا وقال بصوت خافت :
_ مش بتاكل ليه ؟!
ابتسم هو وتنهد تنهيده حاره وهو يقول بهمس مفعم بمشاعر :
_ بحبك ٠٠
توردت وجنتيها وخفضت بصرها لتهمس قائله بخفوت متوتره:
_عارفه ٠٠
اتسعت ابتسامته وظل يتأملها بنظرات مليئة بعشق جارف وقعت عيونه علي شفتيها وهي تعض عليهم بشده مما جعله يرتبك بشده ويقول بنبره متوتره :
_ألماسه اتعدلي !!
رفعت هي رأسها ونظرت له بتعجب ووجهها أحمر من الخجل وتسألت بعدم فهم:
_ اتعدل ازي مش فاهمه ؟!
اهتزت حدقتيه بتوتر شديد واستغفر ثم قال بنبره متعلثمه:
_ أقصد ، قصدي كلي ، أنت بطلتي أكل ليه ؟!
حركت “ألماسه ” رأسها وهي مستغربه واستكملت طعامها بصمت وهي تشعر بسخونه في وجهها من الخجل لشعورها بنظراته مسلطه عليها ٠٠٠ أبعد هو بصره عنها بصعوبه شديده وشرع في تناول الطعام ، رفعت هي بصرها ببطء لتتأمله دون أن ينتبه فرفع هو بصره في هذه اللحظه فتقابلت نظراتهم المليئه بالحب ،قطعت هي الصمت عندما اتي ببالها ذكري لها مع والدها الراحل ،تنهدت بشده وهي تقول بحنين :
_بابا كان دايما ياخدني وأنا صغيره و ناكل بره مع البيت عشان ماما كانت مبتعرفش تطبخ ، عاارف يا سفيان كان دايما يأكلني بأيديه ٠٠
لمعت عيونها بحنين لذكريات الماضي ، بينما هو ابتسم بحنو ووجد نفسه يمليء ملعقته بالطعام ويقربها من فمها وهو يقول بحنو :
_ أنا هأكلك يا حبيبتي ٠٠
تفاجأت هي بفعلته وقد شعرت بحراره في وجنتيها ووجدت نفسها تفتح فمها لتأكل ببطء تحت نظراته المشتعله من نيران العشق ، واستمر هو في أطعامها وهم يتبادلون أحاديث العيون٠٠٠
هتفت ” ألماسه” وهي تبتلع الطعام :
_ كفايه شبعت ٠٠
ترك الملعقه ولاحظ بقايا الطعام المتواجد على شفتيها وكاد أن يمد يده ليزيله لكنه تراجع و ابتلع ريقه بصعوبه وقال :
_ ألماسه قومي يلا ٠٠
قالت “ألماسه ” برجاء :
_ خلينا شويه ٠٠
كاد ” سفيان ” أن يرد عليها ولكن تجمدت ملامحه وهو يري ٠٠٠
يتبع