العبق الاقحواني ” مي الفخراني”
(14)
خرجت” مهره” من العياده بعد أن أنهت عملها وكان يظهر على ملامحها الحزن ولكن تفاجأت ” بصهيب ” يجلس على الدرج ويظهر على ملامحه الغضب ٠٠٠ تصلبت ” مهره” مكانها ٠٠٠
وقف ” صهيب” واقترب منها متسأل بلهجه غاضبه:
_ مبترديش عليا ليه؟؟، والمره إلي اتصلتي فيها قفلتي بسرعه !! في ايه بقي ؟!، مش اتفقنا انك هتفكري!! ، مالك بقي في إيه ؟!
اغمضت ” مهره” جفونها واحتل الحزن ملامحها ثم فتحت جفونها وتحدثت متسأله باستنكار نابع من حزنها :
_ أنت مش فاكر انت قولت ايه لما كلمتك ؟!
رفع ” صهيب” حاجبه بتعجب وهتف بثقه :
_ هكون قولت إيه!!، هو أنا لحقت اقول حاجه أصلا إنتي قفلتي بسرعه !!
كورت ” مهره” قبضتها وكزت على أسنانها بشده وهزت رأسها قائله بسخريه مريره :
_ ليك حق تنسي !! ، اقولك يا صهيب انا غيرت رأي من غير تفكير مش عايزه اتجوزك !
اكفهرت ملامح ” صهيب” وفقد السيطره على أعصابه متحدث بحده :
_ نعم !!، مش علي أساس بتفكري ؟؟، مراد قالي انك واضح انك موافقه !!، ازي بقي دلوقتي بتقوليلي انك مش عايزه تجوزني ؟! ،
ردت ” مهره” بجمود مزيف محاوله اخفاء مشاعرها :
_ قولتلك مش موافقه مش عايزه اتجوزك هو بالعافيه ، ياريت من غير كلام كتير تسبني في حالي !
شعر ” صهيب” في هذه اللحظه بغضب يسيطر عليه بسبب ما قالته والذي جعله يتذكر رفض “ألماسه” له !، هتف بلهجه قويه بعد لحظات وهو يكز على أسنانه بغضب:
_ مهره !!
ردت ” مهره” بخضه من صوته القوي:
_ نعم!
صمت هو للحظات ثم تحدث بصرامه ومازال الغضب يسيطر عليه لتذكره ما فعلته به ” ألماسه ” سابقآ :
_ جهزي نفسك الفرح الاسبوع الجاي!!
ردت هي ببلاهه وغباء:
_ فرحك ؟! ، هتجوز مين ؟!
ابتسم هو من بين غضبه وتحدث بجديه :
_ فرحنا أنا وأنتي !
أغمضت هي جفونها للحظات ثم فتحتهم ونظرت له غير مستوعبه ولكن دقات قلبها التي ارتفعت استوعبت جيداً ٠٠٠ ظلت صامته للحظات فقط تتطلع له بوجه محمر خجلا ، خرجت من صمتها وتسألت بصوت متحشرج:
_ طب وهي !!
تفهم ” صهيب” ما تشعر به جيدا لذا سيطر على نفسه وتحدث بلهجه عاديه :
_ أنا وهي خلاص كل حاجه انتهت زي ما عرفتي !!!
ارتسمت ابتسامه تهكميه على ملامح ” مهره” وهي تهتف بسخريه حزينه:
_ مش باين يا صهيب أنك هتقدر تنسها ٠٠ أنا كده هتعب وهتعذب معاك اكتر ، وأنا شكلي كده مش هقدر اخليك تنسها !!
ظهر علي ملامح ” صهيب “الضعف و قلة الحيله فهتف بنبره ضعيفه متلهفه:
_ بس أنا محتاجك جمبي يا مهره !!
شعرت ” مهره” بوغزه في قلبها من أجله فحاولت تمالك نفسها وهي تقول بخفوت:
_انا هفضل الدكتوره بتاعتك !
رد ” صهيب” بأعتراض شديد وهو يهز رأسه بشده مؤكد رفضه لما تقوله:
_ لا، مهره عشان خاطر اي حاجه جواكي ليا افضلي جمبي ، وافقي على الجواز يا مهره ٠٠٠
صمت للحظات ثم استرسل بجديه محاولا اقناعها :
_ مش كل الي بيتجوزا بيكونوا بيحبوا بعض ولا بينهم قصه حب عظيمه ٠٠٠ إنتي عارفه كل حاجه عني بصفتك الدكتوره بتاعتي ودي اظن المفروض حاجه تخلكي تثقي اني عمري ما هخبي حاجه عنك !! ، الناس بتجوز وبعدين الحب بيجي بعد الجواز ، وأنتي بتحبني ايه المانع بقي انك تساعدني انسها واحبك زي ما بتحبني واكتر ؟!!!
تأثرت ” مهره” بكلماته وقد اقتنع قلبها على الفور ، ولكن ظل عقلها هو المعارض ٠٠٠ نظرت له وبداخلها صراع كبير ما بين قلبها وعقلها ٠٠٠
فتحدث هو بلطف متمني أن تقتنع:
_ هقولك بلاش جواز على طول ، ممكن نعمل خطوبه شهر مثلاً لحد ما تطمني!! ٠٠ ايه رأيك؟!
فكرت ” مهره” للحظات ثم حسمت الصراع بين قلبها وعقلها و هتفت بصوت خرج متحشرج هامس:
_ موافقه !!
انفرجت اسارير ” صهيب” وزفر بارتياح ثم تحدث بحماس :
_ أن شاء الله مش هتندمي على قرارك ده !!
خفضت” مهره” بصرها بخجل ووهمست بأمل:
_ اتمنى !!
تسأل ” صهيب” باهتمام :
_ إنتي راجعه البيت؟!
رفعت ” مهره ” بصرها وتمتمت:
_ اه
قال” صهيب” بتريث متسأل :
_ ممكن اوصلك لحد البيت؟!
عقدت ” مهره” حاجبها وهتفت باستغراب:
_ توصلني ؟!، صهيب أنت عارف أن العماره إلي ساكنه فيها قريبه من العياده!!
هتفت “صهيب” بابتسامة طفيفه:
_ ايوه ما انا عارف ، بس عايز اوصلك لحد البيت حتي لو كانوا خطواتين !!
ااعتلي ثغرها بسمه طفيفه على اهتمامه هذا اخفتها سريعا وتصنعت اللامباله وهي تقول :
ماشي !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في “المزرعه ”
خرجت ” ألماسه” من الحظيره ووجهها مليء بفضلات الحيوانات وأيضا الجلباب الذي ترتدي ٠٠ أصبحت في حاله مرزيه حتي أن العمال بالمزرعة اخذوا ينظروا لها بنظرات تنوعت ما بين ذهول ، ودهشه ،وتعجب ، اشمئزاز ، قرف ، تقزز ، شفقه ٠٠٠٠
أما “ألماسه ” التي كانت تركض باتجاه المزرعه كانت تصرخ بصوت مكتوم والقرف والتقزز مرتسمين على وجهها الملئ بالفضلات المقرفه اخذت تسب وتلعن في ” سفيان” بكلمات غاضبه غير مفهومه ٠٠٠، أتت أحدي العاملات وذهبت خلفها سريعا لكي تساعدها !!!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تجمع جميع سكان البنايه على صراخ ” زهره” التي تهتف :
_ حد يلحقنا ٠٠ سيبها يا حيوان انت !!
وصراخ ” ساره” التي يصفها ” كرم” بعنف شديد صفعه تلو الاخرى وهو يردد بعصبيه شديده جمله واحده” بتخونيني ٠٠ عايزه تطلقي عشانه !!”
اقترب بعض الرجال وجذبوا ” كرم ” بالقوه ٠٠٠ فانهارت ” ساره” ووقعت على الأرضية البارده وهي تبكي بهستريا ووجهها أصبح متورم بشده من الصفعات التي تلقتها ٠٠٠٠
اقتربت ” زهره” منها على الفور وجلست بجانبها على الأرضية وضمتها بشده والفزع يسيطر على ملامحها !!!!، بكت ” ساره” بانهيار في احضان ” زهره” !! ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور اربع ساعات
عاد ” سفيان” إلي المزرعه بعد أن تابع عمله الذي اتي من أجله اتجه إلى الحظيره وهو متوقع أن ” ألماسه” سوف تكون غير موجوده بها ٠٠٠٠
فتح باب الحظيره ووزع بصره فيها وكما توقع ” ألماسه” غير موجوده ٠٠٠ التفت وسار متجه باتجاه البيت ولكن اوقفه صوت أحد الفتيات التي هتفت قائله:
_ استني يا استاذ !!
التفت ” سفيان” و التقطت عيونه فتاه تسير بأتجاه وعقد حاجبها وأشار إلى نفسه قائلا بتعجب:
_ تقصديني أنا ؟!
هزت الفتاه” رأسها مؤكده وهي تقترب منه بخطوات سريعه حتي وقفت أمامه وتحدثت باستفسار وهي تلتقط أنفاسها:
_ مش انت الي الدكتور صالح أتصل وقال انك هتبقى موجود الفتره دي في المزرعه ؟!
هز ” سفيان” رأسها ورد مؤكداً :
_ ايوه !!
هتفت الفتاه بتردد :
_ أنت يا استاذ كنت طلبت من عم مصطفى أن في بنت هتشتغل في الزريبه !!، والبنت دي هي ست ألماسه بنت اخو دكتور صالح !!
انتبه ” سفيان” لما تقوله وسألها بتوجس :
_ عايزه توصلي لأيه ؟! ، في حاجه حصلت؟!
حركت الفتاه رأسها بمعني نعم ثم هتفت بلهجه سريعه:
_ الست ألماسه وقعت النهارده في الزريبه بعد٠٠٠
قاطعها ” سفيان” متسأل بقلق :
_ حصلها حاجه؟!
ردت الفتاه نافيه:
_ لا هي كويسه ٠٠ بس طبعا اتبهدلت جامد ، وهي من ساعتها في الحمام بقالها حوالي أربع ساعات ومش عايزه تخرج !!
تنفس ” سفيان” براحه ثم تحدث بهدوء شديد :
_ ادخلي البيت وخليها تخرج ، وقوليلها دكتور سفيان مسننيكي بره ٠٠٠ أنا هقعد هناك ٠٠
قال جملته الاخيره وهو يشير إلى احد المقاعد ٠٠
تحركت الفتاه لكي تنفذ ما طلبه ولكن اوقفها ” سفيان” قائلا بجديه:
_ ياريت تديها لبس من عندكم زي إلي كانت لابسه لما وقعت ٠٠٠
هزت الفتاه رأسها وغادرت تاركه ” سفيان ” الذي ذهب وجلس على أحد المقاعد ، لمح زهور الأقحوان فابتسم تلقائياً ٠٠٠
زهور الاقحوان نوع من أنواع الزهور النادره التي تتصف بجمع لونين في زهرة واحده يحدها من الخارج اللون الأبيض بينما من داخلها الأصفر البهيج ذات الرائحه العطره والطيبه٠٠٠ اخذ يتطلع لهم بشرود والإبتسامة الهادئة مرسومه على وجهه ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ إنتي معندكيش لبس غير كده ؟!
تسألت ” ألماسه ” بضجر وهي تقف تحمل الجلباب النظيف التي أتت به هذه الفتاه ٠٠٠
خفضت الفتاه بصرها بأحراج “فألماسه” تلف فقط منشفه حول جسدها ردت بخفوت :
_ عندي بس الاستاذ إلي تحت ده ، هو الي طلب اديكي لبس زي الي كنتي لابسه الصبح!!
اشتعلت عيون ” ألماسه” بغضب وكزت على أسنانها بعنف وكورت قبضتها على الجلباب ثم هتفت متسأله بغيظ :
_ إنتي قولتلي أنه مستنيني ؟!
هزت الفتاه رأسها مؤكده ٠٠٠ اردفت ” ألماسه ” باستفهام :
_ في مقص هنا ؟!
أومأت الفتاه برأسها إيجابا ٠٠٠ فهتف ” ألماسه” وقد لمعت عيونها ببريق غريب:
_ هاتيه !!
اومأت الفتاه برأسها مره اخري وغادرت الغرفه ٠٠
أما” ألماسه” فوقفت أمام المرأه وأخذت تتفحص نفسها محدثه نفسها باشمئزاز:
_ الريحه كده راحت !!!
بعد قليل سمعت.طرقات خفيفه على الباب فهتف :
_ ادخلي
دلفت ” الفتاه” وهي تمسك المقص في يدها التفت لها ” ألماسه” والتقطته منها وهتف بامتنان مزيف:
_ شكرا يا حبيبتي
ابتسمت لها الفتاه ببراءه وغادرت الغرفه تاركه ” ألماسه ” بمفردها !!
٠٠٠٠٠٠٠
تنهدت ” زهره ” بثقل وهي تحكم الغطاء على ” ساره” التي غفت بعد نوبة البكاء الهستيري التي حدثت لها بعد ما حدث ٠٠٠
غادرت الغرفه وهي تفكر بعمق عن ما قاله ” كرم ” عن خيانة ” ساره ” له !!٠٠٠٠بالتاكيد هو لم يكن بوعيه ” ساره” لا يمكن أن تفعل شئ هكذا !! ٠٠٠ هكذا توصل تفكيرها !!!
التقطت هاتفها الموضوع على أحد المقاعد ثم قامت بالاتصال” بسميره” التي ردت قائله بضحكه :
_ إيه يا زهره ده تاني مره تتصلي النهارده !!
هتفت “زهره” بنبره مرتبكه بعض الشئ:
_ عادي يعني ٠٠٠ بس بطمن على ماما حنان !! ٠٠٠ هي هتقعد عندك كم يوم ؟!
ردت ” سميره” بمرح وحب :
_ إيه يا زهره للدرجادي بتحبي ماما؟!!! ، ماما هتجي بعد بكره بس هتقعد معايا يومين عشان إنتي عارفه بقي اول شهور الحمل وهي خايفه الحمل ميكملش زي الي قبله !!!
زفرت ” زهره ” بارتياح وهتفت بلهفه مندفعه :
_ خليها عندك اسبوع ولا حاجه !!!
ضحكت ” سميره” وتسألت بمرح :
_ اشمعنا اسبوع يعني يا زهره؟! ، انتوا عايزين تخلصوا من ماما ولا إيه!
توترت ” زهره” وهتفت متعلثمه :
_ مقصدتش ، أقصد يعني عشان تبقي معاكي وتساعدك عشان ربنا يكملك على خير !!
هتفت ” سميره” بحب:
_ ربنا يخليكي يا زهره ٠٠٠ هي ساره لسه نايمه برضوا؟! ٠٠٠ بتصل بيها بقالي كم ساعه مبتردش ؟!، ماما كانت عايزه تكلمها !
هتفت” زهره” بارتباك:
_ اه ٠٠ ايوه، أصل زي ما قولتلك هي تقريبا منمتش من امبارح ، وأنا سايبها تنام براحتها
هتفت ” سميره” بتفهم :
_ ماشي ، أما تصحي خليها تكلمني !!
هتفت ” زهره” مسرعه:
_ أن شاء الله ، أول ما تصحي هخليها تكلمك ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠
_ قالولي انك عايزني !!
هتفت ” ألماسه” بهذه الجملة بجفاء وهي تقف أمام ” سفيان” الذي يجلس بشرود ٠٠٠
فاق ” سفيان” من شروده ورفع بصره ببطء وتقلصت تعابيره وهو يري ما ترتدي “ألماسه” حيث كانت ترتدي فستان قصير وبدون أكمام ٠٠٠ فهب واقفا على الفور ورمقها بنظرات مشتعله وهي يهتف بحده :
_ ايه اللي انتي لابسه ده ؟!
مطت ” ألماسه” شفتيها وابتسمت ببرود قائله:
_ده الي انت طلبت من البنت أني البسه !!
اكفهرت ملامح ” سفيان” بشده وهتف بانفعال:
_ إنتي بتستهبلي صح؟! ٠٠٠ جبتي الزفت ده منين انطقي ؟!
رفعت كتفيها للأعلي وهتفت ببراءه مصطنعه والابتسامه تزين ثغرها:
_ مالك بس يا دكتور ؟!، مش أنت الي قولت ليها؟!
عقد ” سفيان” حاجبه بشده وهتف باستنكار حاد :
_ أنا قولتلها تجبلك عبايه زي بتاعت الصبح !!
تحركت ” ألماسه” وجلست على المقعد الذي كان يجلس عليه ثم هتفت بفخر مصطنع:
_ تصدق أنا فخوره بنفسي ٠٠٠ شكل شغلي كعارضة ازياء فادني ، الفستان ده !!!
قال جملتها الاخيره بتريث شديد وهي تشير إلي الفستان التي ترتدي ٠٠٠ صمتت للحظات تراقب بتلذذ وجهه المتهجم ، استرخت في جلستها ثم تحدثت ببساطه شديده :
_انا عملت تعديلات بسيطه على العبايه وأصبحت زي ما انت شايف كده !!٠٠٠ إيه رأيك مش حلو؟!
تقلصت تعبيرات” سفيان” وكز على أسنانه وهتف بغيظ شديد :
_ حلو !!، إنتي مجنونه يا بت إنتي ولا عبيطه ؟!
ردت ” ألماسه” بهدوء متناهي :
_ زيك كده !!
انفعل ” سفيان” وهتف مستنكر :
_ نعم ، زي ايه؟!
ردت ” ألماسه” بعدم اكتراث مصطنع :
_ يعني أنت تصرفاتك معايا تصرفات واحد مجنون ومش طبيعي !
أحمر وجهه ” سفيان” بشده واتسعت مقلتاه وصاح بعنف :
_ بقي أنا مجنون ومش طبيعي!!!! ٠٠٠
التقطت عيونه المشتعله على الفور رجل يقف في أحد الجهات يتطلع لهم باستغراب وترقب ومعه كلب ضخم ، و باقي العمال الذي يقفون يتطلعون لهم بفضول واستغراب ٠٠٠
تحرك ” سفيان” باتجاه الرجل الذي معه الكلب ونظرات ” ألماسه ” تلاحقه بريبه وتعجب ٠٠٠ ووقف يتحدث مع الرجل ، وبعد قليل رأت ” ألماسه ” الرجل يشير لهذا الكلب باتجاها ٠٠٠ فابتلعت ريقها بقلق وهي تري الرجل يترك الكلب ببطء فهبت واقفه على الفور وتراجعت الي الخلف بذعر وهي تري الكلب بدء يركض باتجاها ٠٠٠٠ فصرخت بشده وركضت بسرعه والكلب خلفها واخذت تصرخ بفزع :
_ الحقوني ، لا لا ، حد يبعد الكلب ده ٠٠٠ يا سفيان ٠٠ الحقني يا سفيان، هسمع كلامك يا سفيان بس ابعد الكلب ده
كل هذا الحديث وهي تركض بأقصى سرعه لديها والكلب خلفها وقلبها ينبض بذعر شديد وعيونها جاحظه بفزع ٠٠٠٠ اصتدمت بأحد الأشجار فوقعت على ظهرها ٠٠٠ أغمضت عيونها ،وصرخت من ألم ظهرها و هتفت بذعر مستسلمه:
_ اشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمد رسول الله ٠٠ يارب تسامحني ٠٠هموت علي أيد كلب !!!
مرت دقائق ثم سمعت صوت ” سفيان” وهو يهتف بضيق:
_ قومي !!
فتحت عيونها ببطء شديد وهي تهتف بفزع :
_ الكلب فين ؟!
قال ” سيفان” بأيجاز :
_ خلاص مشي !!
أغمضت ” الماسه ” عيونها مره اخرى وهتفت بعدم تصديق:
_ قول والله !!
تحدث ” سفيان” بنفاذ صبر منفعل:
_ ما قولتلك خلاص مشي ، اتفضلي قومي بقي ، ولا عاجبك منظرك وانتي نايمه على الأرض بلبسك ده والعمال بتبص على سيادتك !!
قال جملته وهو يوزع نظرات ما بين العمال يرمقهم بنظرات قويه جعلتهم يخفضوا بصرهم بأحراج ٠٠٠٠
فتحت” ألماسه” عيونها واعتدلت جالسه ثم وزعت بصرها في المكان بريبه وخوف ، اطمئنت عندما تأكدت من عدم وجود الكلب زفرت بشده ثم اعتدلت واقفه ونظرت إلي ” سفيان” بشده وهتفت يصوت متألم وهي تضع يدها على ظهرها:
_ منك لله ياشيخ ٠٠٠
هتفت ” سفيان” بتشفي :
_ إنتي الي جبتي لنفسك
سكت قليلا ثم أردف بحنق:
_ أنت ازي تقعي كده على الأرض قدام الناس
فتحت ” ألماسه” فمها وهتفت متهكمه:
_انت غبي !!
هتف ” سفيان” بشده:
_ احترمي نفسك
ردت ” ألماسه” بسخرية شديده:
_ عايزني اقولك ايه؟!، هو أنا كنت وقعت بمزاجي يعني مش كان في كلب كان بيجري ورايا طبيعي اقع !!!
مسح ” سفيان” علي رأسه بأحراج وقد شعر بمدي غباءه لذا هتف بصرامه مصطنعه مغير الموضوع :
_اسمعي الكلام وروحي البسي لبس محتشم ، انتي مش في القاهره !!
هتفت ” ألماسه ” بعند شديد وإصرار:
_ مش هسمع كلامك ومش هلبس على مزاجك انا حره
أنهت حديثها ثم تجاوزته وسارت وهي تضع يدها على ظهرها وتمتم هامسه:
_ اشوف فيك يوم يا سفيان يا ابن ٠٠٠ هي أمه كان إسمها ايه ؟!٠٠٠٠ااه حنان ، أشوفك فيك يوم يا سفيان يا ابن حنان !! ٠٠٠
بينما كور ” سفيان” قبضته بشده وبرزت عروقه بشده وأخذ يتوعد لها !!٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في منتصف الليل.
كانت ” ألماسه” تتجول في المزرعه بشرود تفكر في استسلامها الغريب وموافقتها على الذهاب الى الحظيره برغم من أنها كان بأمكانها الهروب ولكنها لا تعرف لماذا تترك ” سفيان” يتحكم بها هكذا !!! ، تشعر بشيء غريب بداخلها ، حركت رأسها تنفض هذه الأفكار عندما أتت “زهره” ببالها ٠٠٠
تنهدت بثقل ثم نظرت حولها ووجدت أنها قد ابتعدت عن المزرعه قليلا ٠٠٠
التفت لكي تعود ولكن رأت شاب يقف على مسافه بسيطة منها وينظر لها نظرات غريبه ويعتلي ثغره ابتسامه ملتويه ٠٠٠
شعرت بقلق طفيف وسارت بشجاعه ٠٠٠ لكن هذا الشاب اقترب بخطوات سريعه ووقف أمامها تحدث باعجاب وهو يتفحصها بعيونه بنظرات جريئه:
_ ايه الجمال ده كله!!
دب الخوف أوصالها ولكنها تظاهرت بالشجاعه ورمقته نظره حاده ثم سارت في الاتجاه المعاكس ولكنه أيضا اعترض طريقها مما جعلها تقف وتهتف بشرسه:
_ عايز ايه ؟!
اقترب الشاب منها وهمس بوقاحه :
_ عايزك يا قمر !!
شحب وجهها وانتشر الذعر بداخلها وأشارت بيدها بطريقة عصبية وهي تتحدث بعصبية قلقه :
_ ابعد من طريقي !!
همس الشاب برقه مصطنعه :
_ ولو مبعدتش !!، هتعملي ايه ؟!
تراجعت ” ألماسه” عدة خطوات إلي الخلف وتجولت ببصرها في المكان لم تري أي شخص ابتلعت ريقها بشده والذعر والخوف قد سيطروا عليها ، فكرت للثواني واستغلت أنه يتطلع حوله ، فركضت بسرعه متجاوزه إياه ٠٠٠ فركض هو خلفها ووهو يهتف بضحكه صاخبه:
_ فاكره نفسك هتهربي مني٠٠٠ تعالى هنا يا حلوه !!
استطاع الشاب أن يوصل لها فلف يده حول خصرها من الخلف وحملها وهو يضحك :
_مسكتك !!
أخذت” ألماسه” تركل بقدمها في الهواء وهي تصرخ بذعر شديد :
_ سبني يا حيوان ، سفيااااااااااان ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
“في شقه اهل سفيان”
دلفت ” زهره” إلي غرفة” ساره” وجدتها مازالت نائمه كانت سوف تغادر الغرفه ولكن لمحت هاتفها الموضوع على طاوله بجانب الفراش ٠٠ اقتربت ومدت يدها والتقطت الهاتف بتردد شديد ووزعت بصرها ما بين ” ساره” وما بين الهاتف في يدها ثم حاولت فتحه ولكن كان هناك كلمة مرور فلم تستطع فتحه فوضعته مكانه مره اخرى وجاءت لكي تغادر الغرفه ولكن سمعت صوت وصول رساله فالتفت مره أخري والتقطت الهاتف بحذر، واعتصرت دماغها محاوله توقع كلمة المرور ٠٠٠
بعد محاولات كثيرة انفتح الهاتف ٠٠ فنظرت إلي ” ساره” بتوجس ثم عادت تنظر إلى الهاتف وفتحت الرسالة التي وصلت للتو وقرأتها بعيونها التي اتسعت من الكلام المكتوب فيها !!!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
سمعت” مهره” صوت رساله فالتقطت هاتفها ودق قلبها وهي تري أن الرساله من “صهيب” ومكتوب فيها :
_ مهره عامله ايه ؟!
كتبت هي بأنامل مرتجفه متلهفه:
_ الحمدالله وأنت؟!
_ تمام ٠٠٠ عايز اجي بكره أحدد معاد الخطوبه مع اخوكي ايه رايك؟
ارتفعت دقات قلبها وعضت على شفتيها وهي تكتب :
_ عايز تجي تعالى
_ أنا عايز اجي طبعا يا مهره ، المهم إنتي خلاص موافقه؟!
ارتسم على ثغرها ابتسامه مشرقه وكتبت :
_ أنا مش رديت عليك النهارده؟!
_ لو على آخر كلمه قولتيلها فكانت انك موافقه
عضت على شفتيها بخجل وكتبت ” ما أنت عارف اهو ” وجاءت تضغط على زر الارسال فتردد ومسحت الرساله ولم ترسلها وظلت تنظر إلي الهاتف بلهفة مترقبه ٠٠٠ ابتسمت عندما وجدت أنه يكتب فظل بصرها معلق بالمحادثه مترقبه رسالته بشده وأخيراً وصلت رسالته :
_ مبترديش ليه يا مهره إنتي موافقه اجي بكره ولا لا مع أن من غير نقاش لو وافقتي أو موافقتيش أنا هاجي برضوا
اتسعت ابتسامتها وكتبت :
_وده اسمه ايه بقي ؟! ، أنت فاكر اني هسمع كلامك لما نتجوز من غير نقاش لازم يبقي فيه نقاش بينا
_ يا فرج الله قالت نتجوز يبقي خلاص جهزي نفسك أنا جاي بكره اتجوزك !
قرأت “مهره”هذه الرساله واشتعلت وجنتيها خجلا واغلقت الانترنت سريعا حتي لا يرسل رسائل أخري وضمت الهاتف لها وتسطحت على الفراش ويرتسم على وجهها ابتسامه بلهاء !
٠٠٠٠٠
بعد مرور ساعه الساعه الثانيه بعد منتصف الليل
عاد ” سفيان” بسيارته بعد أن انهي عمله في المستوصف ترجل من السياره ٠٠٠ عقد حاجبه بشده وهو يري تجمع كبير لمحه أحد الرجال الذي هتف بلهفه:
_ الحق يا دكتور الست ألماسه!!!
يتبع