لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل السابع
-كانت تجلس مع أبيها علي مائدة الطعام الصغيرة التي تسمي (الطبلية ).,كانت شارده في حياتها الحالية والقادمة كيف تعذبت في هذه الحياة .كيف دهستها الحياة بأقدامها حتي حتي اصبحت مجرد فتات انثي ,كم مره سمعت سخرية من اجل وجهها .وجهها الذي تشوه منذ كانت في الخامسة من عمرها ,طفلة حكم عليه بالموت النفسي والجسدي منذ بداية حياتها .مع اول خطوة خطتها قدمها ,حرق قلبها قبل وجهها ,فأصبحت ذات وجه دميم ,هبطت دمعه ساخنه علي وجهها فمسحتها بسرعة قبل ان يلاحظها والدها .افاقت من شروده علي صوت ابيها:-
_راضي بشكر :الحمد الله .اللهم مادمها نعمة واحفظها من الزوال ..
رقية وهي تنظر إلي الطعام :-
_ماكلتش ليه يابابا ده الاكل زي ماهو ..
راضي وهو ينظر إلي طبقها :-
انا برضه اللي مأكلتش ..ولا اللي قاعده بتعد حبات الرز ..
ابتسمت بهدوء فعندما كانت شارده كانت تقلب الطعام دون ان تأكل منه
قام راضي من مجلسه ثم تابع قائلا :-
-الحقيني بقا بكوباية شااي من ايدك الحلوه دي ..
قامت هي الاخري من مجلسها لتجمع الاطباق الفارغة وباقي الطعام .وقالت بإبتسامة :
-كوباية شااي واحده .قوول مليون انت تؤمر بس ..
راضي بإمتنان وهو ينظر لها :
الامر لله يابنتي ..ربنا يخليكي ليا يارقيه ..
_إبتسمت له رقيه بحب وذهبت لتعد له الشاي. ..بينما هو خرج الي خارج الغرفه
ينما هي تقف تضع محتويات الشاي في الاكواب اهتز هاتفها معلنا عن قدوم رساله ,اخرجت هاتفها من جيب قميصها القطني المنزلي فوجدت نص رسالة من رقم مجهول المصدر .وكانت الرسالة تحتوي علي جملة واحدة هي “الحلو والنبي ..تبسم والنبي ����”
هزت رقية راسها عدة مرات بحيره :-
ياتري مين ده ..
وضعت هاتفها في جيبها بعدم اهتمام ,واكملت ماكانت تفعله …
انتهت رقيه من إعداد الشاي لوالدها وارتدات حجابها ..وكانت سوف تخرج من الغرفة إلا انها استمعت إلي صوت نزاع حاد يأتي من الخارج
انقبض قلبها فجأه ..وشعرت ان اصيب والدها بمكروه :-
رقيه بفزع :ب .ب بابااا
ثم ذهبت ونظرت سريعا من الشرفة الموجودة بداخل الغرفة ..رأت رقيه رجل ضخم البنيه يقف امام والدها ويتحدث بصوت مرتفع حاااد :-
بقولك ايه ياراضي ..انا صبرت عليك كتير .يتدفع باقي الفلس والوصلات اللي عليك ياما هسجنك ..
شهقت رقية بصوت منخفض ووضعت يدها على فمها ,..
راضي بنبره منكسره :-
_اجيبلك منين بس يامعلم عوض ..مانت عارف البير وغطاه …
عوض بنبره قاسية غاضبة :-
-مليش فيه انت قولتلي هتخلص الاقساط اول مابنتك تتجوز واهي بنتك اتجوزت بقالها 3سنين ومعها عيلين اهي …
راضي بنبرة توسل :
طب اصبر عليا شهرين كماان ..
عوض بجفاء وحده :
هو شهر واحد ..يا اما هروح ازورك بعيش وحلوة ..
ثم تركه ورحل ,,جلس راضي بتهالك علي المقعد الخشبي امام البنايه قائل بحزن :
يارب انت عالم بيا وبحالي ..
بينما جلست رقية علي الارضية ببطء وإنكسار ودموعها تنزل بغزاره علي وجنتيها ..لتزيد إلتهاب وجهها من ألم الحروق …
-في قصر الراوي
كانوا يجلسون يتسامرون ويمزحون وهم يشاهدون مسرح كوميدي يعرض علي التلفاز ..
جاسم وهو ينظر إلي اخيه بخبث :-
-اخبار دراستك وجامعتك ايه ياحازم
حازم بتوتر واضح :-
-تمام ..ادعيلي بس انت..
جاسم بمكر :-
_ربنا معاك ..بس صحيح بتروح الجامعة ازاي وانت مفصول ..
مشيره بتعجب :-
مين ده اللي مفصول ياجاسم
نظر جاسم إلي اخيه بإنتصار .بينما كان الاخر مشتعل من الغضب ..وتمني ان
تتفتح الارض وتبتلعه..
حازم بكذب وإرتباك :-
اصل ياماما ..اللي ح-
مشيره مقاطعة بصوت غاضب :
رد عليا انت اتفصلت ..
حازم احس ان لا فائده من الكذب :
ايوة ياماما
مشيره بحده بالغه :-
انت تتفصل ليه ..عاوزهم يقولوا ابن احمد الراوي و مشيره السلماوي اتفصل ..
هدي متدخلا بالحوار :-
اهدي بس كده يامشيره خلينا نفهم منه الموضوع ..
مشيره متجاهله حديثها ث قائلا بلهجه غرور :-
وانت مقولتليش ليه ..هما مايعرفوش
انت إبن مين ??..
حازم بتهكم :-
والله أسالي البيه ابنك ..جه الجامعه وبهدلني قدام العميد ..
كان جاسم مشغول بإطعام “حنين ” بحبات الفشار بفمها .رغم بلوغها من العمر تسعة عشر عاماً ,لكنها دائماً يعتبرها اخته الصغيره وبنته الوحيدة ..حتي بعد ما صارت فتاه كبيره بالغه
مشيره وهي تنظر إلي جاسم :-
انت كنت عارف الموضوع ده وسكت ..يرضيك اخوك يتفصل وانت تسكت متعملش حاجه …
جاسم ببرود وهو مازال يطعم حنين :-
اه يرضيني اللي غلط لازم يتحاسب ويتعاقب ..واحمد ربك اني اكتفيت
بفصلك ..ومعاقبتكش انا..
حازم بلهجه ساخره :-
كنت هتعمل ايه يعني ..كنت هتحبسني مع الفيران ..زي ماعملت مع حنين ..
ج
اسم وهو ينظر بطرف عينه:-
تؤتؤ الحاجات للعيال لكن انت راجل كبير وعارف عقاب .الكبار ازاي ..
ثم نظر إليه نظره ذات معني
إبتلع حازم ريقه الذي جف فجأه .. ونظر إلي جاسم بغضب شديد .وارد ان يأخذ السكين الموضوع عالطاوله امامه ويقوم بتقطيع له التي يطعم بها حنين …
جاسم وهو ينظر إلي حنين بإبتسامة :-
-كفايه كده فشار بقا..
ثم نظر إلي الطعام الموضوع علي الطاولة بحيره بالغه .قال بتسائل :
-ايه رأيك …نديها شيبسي وبطاطس بقا..
هزت رأسها بأيجاب وسعادة ..
_في منزل شقيقة رقية “رباب”
كانت تجلس مع والدتها وحماتها بعد ما استعاده صحتها واصبحت قادره علي التحرك في المنزل دون مشقه ..واثناء حديثهم قالت حماتها التي تدعي “عفاف ”
عفاف بخبث وهي تنظر إلي فاطمة:-
هي رقية يافاطمة ..لسه مجاش نصيبها
فاطمة بتهكم وهي ترتشف الشاي :-
نصيبها يجيلها ايه بس ومين هيبص ليه ..خليني ساكته احسن ..
رباب مدافعه عن شقيقتها :-
-والله رقية 100واحد يتمناها ده كفايه اخلاقها ..وطيبة قلبها ..
فاطمة وتلوي فمه بسخريه:
-وهو ياختي الراجل هيعمل ايه بأخلاقها ولا طيبة قلبها .الراجل عاوزه واحده ست تكون معاه في البيت ..عارفه يعني ست .انتي متجوزه وعارفه قصدي ..
نظرت رباب إلي أمها نظرات عتاب علي حديثها عن شقيقتها بهذا الشكل امام حماتها دون حرج ..
عفاف بلهجه معاتبه مزيفه :-
-اخص عليكي يافاطمة دي رقية ست البنات ..وبكره يجلها عدلها
فاطمة وهي تلوح بيدها :-
-ياختي ولاست بنات ولاست كوبايات ..
إبتسمت عفاف بمكر عندما سمعت حديث فاطمة عن إبنتها .بهذا الشكل وقررت تنفيذ خطتها الماكره عن طريق “فاطمة “والدتها….
كانت تجلس حنين في غرفتها مسطحه علي الفراش وتهاتف صديقتها وهي تحرك ساقيها في الهواء ..قالت شيري هاتفيا بغضب:-
-يعني ايه يحبسك انتي كبرتي مش لسه عيله..
حنين بهيام :-
-يعمل اللي هو عايزه ..انا اصلا ملكه هو وبس .طب تعرفي انه مارداش يخليني زعلانه منه .واخدني سهرني بره انا وهو لوحدنا بس كان حاجز لينا باخره مخصوص لينا وجابلي سلسله دهب مكتوب عليها “طفلتي”بالاتيني ووكمان جاب مو….
حنين مقاطعه بحقد :-
-خلاص كفايه كلام عن شهريار بتاعك
ده
ثم اكملت حديثها قائله بخبث:-
-بس الواد فادي اللي كان في بارتي عيد ميلادي هيموت عليكي وعايز يكلمك ..
حنين قائله بعدم اهتمام :-
I don’t care بالموضوع ده ..وبعدين- انتي عارفه مفيش في حياتي غير جاسم وبس
شيري بضيق:-
-طب اكيد هتيجي بكره النادي..
حنين بنبره عادية :-
-اوووك بس هشووف جاسم الاول ..بااي بقاا..
شيري وهي تلقي الهاتف علي الفراش بتأفف:
-كل حاجه جاسم جاسم زهقتني من سي روميو بتاعها ده ..وهو ولا معبرها..
دخلت “صافي “وهي تدخن بطريقه مقززه:-
-ايه مالك بتكلمي نفسك ولا ايه ياشيري ..
شيري بضيق بالغ :-
-حنين ياماما كل شويه .جاسم قالي جاسم عملي ..قرفتني بجد ..
-صافي بهيام وهي تكرر الاسم عده مرات :
-جااسم .جاسم وهو فعلا جاسم ..
ثم انتبهت لحديث إبنتها قائله بهدوء مزيف وهي تجلس جانبها علي الفراش:-
-قوليلي ياشيري ..هو جاسم بيحب حنين ??
شيري بسخريه :-
-بيحبها ده بيعشقها ..ده بيعتب–
قطعت صافي حديثها وهي تقف قائله بغضب :-
-بيحبها ازاي يعني بقا واحد زيه رجل اعمال وجنتل مان كده يحب عيله زي
دي.
قالت شيري بتعجب من رد فعل ولدتها :
-ماما ,,انا لسه مكملتش هو بيحبها وبيعتبرها زي اخته عشان هو المسئول عن عيلة الراوي .عشان كده هو بيحبها
وبيحافظ عليها …
شعرت “صافي “بالاطمئنان بعد حديث إبنتها ..واقسمت لن يكون هذا الوسيم من حق احد إلا هي فقط ..
-في احدي الاحياء الشعبيه
عزمت رقيه علي مساعدة ابيها دون معرفته .فقرررت الذهاب إلي بيت خالتها وطلب من زوج خالتها ان يجد لها وظيفة مناسبة .بحكم وظيفته كساعي في إحدي اكبر شركات مصر والوطن العربي
بسمة وهي تربت علي كف رقية بخفه :-
-يعني يارقية متسأليش عليا كده خالص ولا كأني بنت خالتك ..
رقية وهي تبتسم بحرج :
معلش سامحيني ..والله انا عارفه اني مقصره
ثم نظرت إلي زوج خالتها قائلا بإستعطاف:
-ها ياعم رضا هتساعدني ولا لا …
رضا وهي يحرك رأسه بحيره :_
-والله يابنتي انا عندي شغلانه مش هتنسبك ك بنت في الشركة بس عشان انتي محتاجها يابنتي معنديش مانع ..
رقيه وهي ترد بلهفة واضحة :-
موافقة ..ياعمي مهما كانت الشغلانه انا موافقه ..
بسمة بسعاده وهي تحضتنها :-
ايوة يابابا ..وياريت يكون نفس الفرع اللي انا شغاله فيه ..ثم نظرت إلي رقية قائلة :
-اصل انا بشتغل في نفس الشركه مع بابا .ابقي سكرتيرة صاحب الشركة
هزت رقية رأسها بتفهم ولم تتفوه بكلمة
جاءت من الداخل خالتها وتدعي “فاتن “فاتن وهي تنظر إلي رقية بإبتسامة صفراء :-
ازيك يارقية ..وازاي امك ..
اجابتها رقية بإبتسامه :-
الحمد الله ياخالتو ..ماما بتسلم عليكي..
فاتن بتهكم وسخريه واضحة :-
بتسلم علياا اه قولتيلي ..طب ابقي قوليلها اني انا هاخد الاسم ده في الجمعية .عشان هشتري حاجات في جهاز بسمة ..وامك مش محتاجه معندهاش حد هيتجوز تاني بعد رباب..
ثم نظرت إلي رقية نظرات ذات مغزي
اختفت الابتسامة من علي ثغرها وهزت رأسها بإيجاب ونظرت ارضا محاولة منع دموعها من النزول..
بينما نظر رضا وبسمة نظرات نارية ل”فاتن ”
رضا بجمود :-
-روحي يافاتن ..خشي جوه اعملي شاي ..
نظرت لهم ببرود ورحلت إلي المطبخ .
روقية وهي تقول بخفوت :-
هي ايه الشركه اللي انا هشتغل فيها ..ياعمي
أجابها رضا بثبوت:-
شركة الراااااااوي يابنتي …