لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الثالث والثلاثون..

في مساء يحمل في طياته الكثير ,عندما الهواء يداعب مياة نهر النيل الصافية …وتنطلق نسمات الهواء لتنعش القلوب …

وسط مواكب من البواخر والسفن …وفي يخت خاص بقبطان عائلة الراوي تفتح رقية جفونها وتحرك عدسة عينها في المكان فكانت متواجدة في غرفة ليست صغيرة وليست كببرة وموضوع بها أثاث راقي بسيط ,كانت تحرك عينها في المكان بأستغراب حتي وقع نظرها علي جاسم الجالس على مقعد قبالتها وهو خالع سترته وفاتح نصف إزرار قميصه كعادته ,ضيقت عينها وهي تعتدل من نومتها قائلة بإستفسار :-
-أنا فين ???…

أبتسم هو وقام من مجلسه وتوجه إليها وجلس بجوارها علي الفرأش قائل بهدوء:-
-أنتي معايا يا رقية …

فحصت بعينها المكان مرة أخري ,وأثناء تفحصها سمعت صوت مثل تلاطم الأمواج ,حدقت فيه بعينها بقوة قائلة بتعجب :-
-بحر !!…

أجابها بإبتسامة قائل :-
-لا ده نيل مش بحر ..أحنا في اليخت بتاعي ..

يخت!!كيف هذا فهي تتذكر أنه حملها وتوجهه بها إلي مكان كان متواجد به عمرو دياب حتي أنه قدم لهما أغنية ..كانت سوف تنكمش ملامح وجهها عندما ظنت أنه حلم مثل جميع أحلامها …لاحظ هو شرودها فهز رأسه متفهماً للامر وضع يده علي يدها قائل :-
-مكنتيش بتحلمي ولا حاجه علي فكره ..كل حاجه حصلت زي ما أنتي فاكره بالظبط ..بس اللي حصل إن أغمي عليكي فجبتك هنا …

ثم أقترب من أذانها وهو يهمس بمرح:-
-أول ماعمورة قالك بصي في عينيا لاقيتك وقعتي في حضني ينفع كده بعني الرجل يقول علينا أيه بس ..

أبتسمت وقد توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأشاحت وجهها للناحية الأخري ,,أبتعد عنها وهو يبتسم قائل بزعل مصطنع :-
-ينفع كده يعني تبوظي اللحظة الرومانسية اللي كنت عاملها ليكي ..

نظرت له وفركت كفي يدها معاَ قائلة بأسف :-
-أنا أسف—

وضع يده علي فمها ليمنعها من متابعة حديثها قائل بجدية :-
-أوعي في يوم تتأسفي ليا انا أزعل أضايق بس أوعي تتأسفي ..انتي تعملي اللي أنتي عاوزه وبس ..

أبعد يده ولاحظ تورد وجنتيها أكثر …لاحظ تلك الحروق التي أصبحت كثمرة طماطم ناضجة ,لم يشعر بنفسه إلا وهو يضع يده علي تلك الحروق وأنامله تلمسها,,

شعرت بأنامله تتحرك ببطء علي وجهها وبالأخص علي حروقها ,كان يلمس الحروق ويتأملها ,شعرت هي بقشعريرة تسري في جسدها أثر لمساته ,أبعدت نظرها وأغمضت عينها حتي لاتري تعبيرات الإشمئزاز علي وجهه..غلقت جفونها بقوة وقالت بحزن وإنكسار وهي غامضة العين :-
– ق… قرفان مني مش كده ??..

أبعد أنامله عن وجهها وتنهد بصوت مسموع قائل بنبرة شبه جادة :-
-أه بصراحة أيه ده انا ندمان بجد …

وقعت الجملة علي مسامعها كالصاعقة ,تمنت الأن أن تكون عمياء حتي لاتراه بعد جملته لاتراه وهو ينظر لها بإشمئزاز ,,تمنت أيضاً الصم والبكم تمنت تعطيل كل حواسها الأن …

كانت سوف تسيل دموعها وهي غامضه ,.ولكنها تملكت منها الصدمة عندما شعرت به يتجول علي وجهها بشفتيه ويقبلها بحب كان يقبل كل جزء في وجهها وتحديداً تلك الحروق …ظل يقبلها لفترة طويلة ,أبعد شفتيه عن وجهها وهمس لها قائل :-
-شوفتي بقا أنا قرفان إزاي …ومتخلنيش بقا أخرج عن شعوري وأعمل حاجات متنفعش تتعمل وعم راضي يعلقني ..

ثم أمسك كفيها وقبلهما قائل بحب :-
-أنا لو ندمان يبقي ندمان علي حاجه واحدة ..إني متجوزتيكيش من أول ماشوفتك يا رقية …

أبتلعت ريقها وهي مازالت غامضة ..وفتح جفوتها ببطء شديد وهي تبتسم حتي فتح جفونها بالكامل وظهرت قطعة العسل ..تملك التوتر والإرتباك منها فقامت علي الفور من الفراش قائلة علي عجالة دون أن تنظر له :-
-أنا أتأخرت ولازم اروح عشان بابا مش يقلق عليا …

نهض جاسم من الفرأش ووضع يده في جيب بنطاله قائل بمداعبة :-
-وهو بابا يقلق عليكي وأنتي مع جوزك يعني …

جوزي !!كررت تلك الكلمة عدة مرات بسعادة فهي أصبحت مثل جميع الفتيات تمتلك زوج ,اصبحت لها شريك حياة ونصف تاني ..لم تلتفت إليه بينما هو وقف قبالتها قائل بجدية :-
-انا عارف إني أحنا كروتنا أووي في الجوازه دي ..من غير خطوبة ولاشبكة ولا أي حاجه بس اوعدك إني هعوضك كل ده وانتي هتفضلي زي ما أنتي عند باباكي وكاننا مخطوبين زي أي اتنين ..ولحد يوم فرحنا …

أنفرج فمها بدهشة قائلة :-
-فرحنا !!!

اومأ بإيجاب وتابع حديثه :-
-طبعاً فرحنا اومال هنتجوز سكيتي ..وهيبقي في المكان اللي تختاريه أنتي كمان حتي لو عاوزه يبقي بره مصر مفيش مشكله ..وعاوز أطلب منك حاجه كمان ترجعي تنتظمي في الجامعة ومالكيش دعوة بالشغل والكلام ده انا عاوز مراتي متفوقه دايماً..

اومات رأسها بإيجاب وسعادة ,فهو محق بالفعل فهي أهملت دراسته التي تحبها كثيراً الأيام الماضية وخصوصاً عندما كانت في المستشفي معه .وتذكرت أيضاً دين والدها فشعرت بالحزن وكادت أن تتحدث ولكنها وجدته أنصرف من أمامها وإتجه إلي الأريكة وسحب من عليها سترته ودس يده في جيبها وأخرج منها علبة قطيفة متوسطة الحجم ,وأتجه أيضاً إلي الكومود وفتج أحد أدراجه وأخرج منه ظرف به مال ,وعلبة كرتونية خاصة بالهواتف الباهظة الثمن فقد جلب لها هاتف من نفس نوع هاتفه الذي أخده من امن المستشفي لأنها سلمت الهاتف مع جميع أغراض جاسم ..عاد إليها ووقف قبالتها ووضع العلبة الكرتونية والظرف جانباً ,,ونظر إليها قائل بإبتسامة :-
-هاتي أيدك الشمال …

مدت يدها ببطء ليمسكه هو بكل حب ,ويفتح العلبة ليخرج منها دبلة ذهبية جميلة للغاية بها فصوص..وضع الدبلة في أصبعها ووضع عليها قبلة قائل بحب :-
-مبروووك عليا أنتي ياحبيبتي ..

شعرت بتراقص قلبها وكأنه يتحرك من موضعه ,سحبت كفها بإرتعاش …وحضنت كفها بإبتسامة حب وفجاة هبطت دمعة فرح علي وجنتيها ..أما هو سحب العلبة الكرتونية والظرف ومد يده بالعلبة لها ..قطبت جبينها بتعجب ..ابتسم هو قائل :-
-ده تليفون ليكي عشان أعرف أطمن عليكي …

رقية بإرتباك وهو تنظر إلي علبة الهاتف:-
-ب بس د ده غالي أووي …

جاسم بحب :-
-مفيش حاجه تغلي عليكي في الدنيا دي ..

مدت يدها واخذت العلبة وفتحته فوجدته شبيه هاتفه ولكنه بلون مختلف ,فهاتفه باللون الأسود أما هاتفها باللون الذهبي …

واخيراً ..فتح يدها ووضعه به الظرف قائل بجدية واضحه في نبرته :-
-ده بقا حقك مرتبك بتاع الشهر اللي أشتغلتي في الشركة ..

ثم تابع بمزاح :-
-وحضرتك تعتبري نفسك مرفوده بقا ..وتلتفتي لدروسك وجامعتك …

نظرت له نظرات مليئة بالشكر والإمتنان.. عجزت عن الرد وأكتفت بالنطرات التي تقول كل شئ…

توجهه إلي الاريكة وسحب سترته ووضعها علي يده قائل بنصف عين :-
-يله نروح قبل ماعمو راضي يعلقنا أنا وانتي ..

ثم تابع بتحذيز وتنبيه :-
-بس بكره هنتغدا مع بعض ..

اومات برأسها قائلة بخفوت :-
-ماشي ..

ابتسم قائل بجدية :-
_انا هخرج قدامك بقا لحد ماتظبطي نفسك ..عشان أفرجك علي اليخت كله ..

خرج من الغرفة وهو سعيد للغاية ..استطاع رسم البسمة علي وجهها وعاد لعسليتها نقائها ..وجعلها خالية من الدموع ..بينما تحولت ملامحه فجأة للقسوة عندما تذكر الحالة التي كانت فيها أثناء كتب كتابهم..وتعهد علي علم من تسبب في سوء حالتها لهذه الدرجة …

اما هي وضغت ألأشياء علي الفراش وأخذت تقفز من الفرحة مثل الصغار وهي تدمع فرحاً ..توقفت ونظرت إلي عباءتها السوداء فظهر الضيق عليها قائلة بسخرية:-
-ده منطر واحدة يجبلوها عمرو دياب ده المفروض بالعباية دي يجبلي عبد الباسط حمودة …

-في البناية ..

وقف بيبيرس واضعاً يده في جيبه وتفحص الشقة بعدم إهتمام .فهو هدفه الوحيد هو رقية وجاء هنا من أجلها ..إلتفت إلي راضي الواقف خلفه …والذي قال له بإبتسامة :-
-نورتنا يابيه والله إن شاء الله تكون فتحة خير عليك وتبقي سعيد معانا في العمارة …

أبتسم بيبيرس أبتسامة مصطنعة وقال بجدية :-
_ً ياحاج …وإن شاء الله أكون مبسوط فعلاً ..

ثم دس يده في جيبه وأخرج بعض النقود الورقية ووضعهم في كف راضي ..الذي نظر للمال بفرح ثم نظر إلي بيبرس قائل بشكر وإمتنان :-
-تسلم يابيه ..

أبتسم بيبيرس بصمت ..فتابع راضي بتسائل :-
-متأخدنيش يابيه في السؤال هو حضرتك هتعيش لوحدك هنا ..يعني حضرتك مش متجوز ..

هز رأسه بالنفي ..ثم قال بغموض :-
-لا مش متجوز ..بس هبقا متجوز قريب ..

فهم راضي انه خاطب و سوف يتزوج قريباً وأن هذه شقته الجديدة الخاصة به وبعروسه ..ابتسم راضي قائل بحسن نيه:-
-ربنا يتمملك علي خير يابيه …

-في قصر الراوي …

خرجت مشيرة من غرفتها علي أثر سماع ضجة في الغرفة المجاورة لغرفتها والتي تكون غرفة إبنها الأصغر حازم ..توجهت إلي الغرفة وإدارت مقبض الباب بقوة ,فوجدت حازم يركض علي الجهاز الرياضي الخاصة بالسير (المشايه ) عقدت يدها أمام صدرها قائلة بسخرية :-
-هو البيه لسه فاكر انه عنده بيت زي خلق الله …

توقف عن الركض ..وهبط من الجهاز وامسك المنشفة القطنية وبدأ يمسح حبات العرق من وجهه ثم قال ببرود :-
-إزيك ياماما …

رمقته مشيرة بتهكم قائلة بحدة :-
-كنت فين الفترة دي كلها يا حازم ..

ألقي المنشفة علي الأرضية بإهمال وتسطع علي الفرأش قال بلا مبالاة :-
-ابقي أسألي المحروس إبنك لما يرجع بكره من صباحيته ..

مشيرة بصوت عالي وحده :-
-اتكلم عن اخوك الكبير كويس وبأدب ..وبعدين هو ماله ومال صياعتك دي ,وصباحية إيه دي اللي بتقول عليها …

رمقها بسخرية قائل :-
-اصل الكبير اللي المفروض أحترمه ..راح إتجوز من وراكم وعارفه إتجوز مين إتجوز واحدة مشوهه ..وعارفه ابوها شغال أيه كمان ?? بوااااب إبنك إتجوز بنت بواب…

ثم نهض من الفرأش وأقترب منها قائل بصوت متهكم :-
– يعني عيلة الراوي نسبت بواب…

وقع الحديث عليها كالصاعقة ..وإتسعت عينها بصدمة لاتصدق ماقاله إبنها الأصغر الأن ..فحديثه يعني ان حديث الصحافة صحيح وهو علي علاقة بفتاة مشوهة !!

دلفت إلي مدخل البناية والفرحة واضحة علي وجهها ..كانت تحمل أشيائها بيدها وهي تحجل في سيراميك المدخل وتضحك علي نفسها بقوة ..توقفت عن الحجل عندما وقفت اما الدرج المؤدي إلي غرفتهم . وكادت أن تدلف إلي الداخل ولكنها إستمعت إلي صوت وصول المصعد إلي الطابق الأراضي وصوت أبيها ينبعث من داخله ..فتح الباب ليخرج راضي علي عجالة ويفتح الباب وظل ممسك به حتي يخرج بيبيرس ..قال راضي بأحترام :-
-إتفضل يابيه ..

خرج بيبيرس من المصعد ..وفي نفس اللحظة إلتفتت رقية لتري أبيها وليتها لم تلتفت ففوجئت بذالك السمج يقف بجوار أبيها ,فأتسعت عينها بصدمة ,اما هو فلم تكون مفاجاة بالنسبه له فتوقع رؤيتها في أي وقت .. راقب تعبيرات وجهها بتسلية وهو يبتسم بإنتصار …

error: