لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الخامس والثلاثون …

أشرقت الشمس وبعثت أشعتها الذهبية في كل مكان ..وتسللت من النافذة الصغيرة الموجودة في غرفة الحارس ..وكأنها جأت لكي توقظ رقية …فتحت رقية جفونها إستعداداً ليوم جديد في حياتها ,نظرت في الطرف الخالي علي الفرأش فلم تجد والدتها ..أعتدلت في نومتها وغادرت الفرأش وهي تتثاوب …فتحت باب الغرفة وكادت أن تخرج ولكنها تذكرت هدايا جاسم أمس .فإلتفت برأسها لتبحث عنهم فوجدت الأكياس جانياً كما تركتهم أمس ..أبتسمت بسعادة وإلتفتت بجسدها بالكامل وإتجهت إليهم .وجثت علي ركبتيها وهي تفتح الأكياس فأخرجت العلبة الكرتونية الخاصة بالهاتف وفتحتها وأخرجت الهاتف بفرحة …ضغطت علي الزر الخاص بالفتح وبعد ثواني أضاء الهاتف وأصبح جاهزاً للتشغيل والأستعمال …وبينما الهاتف في يدها أهتز وهو يصدر رنيناً عالياً ..كاد أن يقع من يدها عندما إنتفضت من الفزع ولكنها أمسكته جيداً نظرت في الشاشة المضيئة لتجد أسم جاسم المتصل …زادت سعادتها وابتلعت ريقهها ردت وهي تجيب بخفوت :-
-الووو..

جاسم مهاتفاً بإبتسامة:-
-صباح الخير ..حبيت أكون اول اسم يظهر عندك في التليفون الجديد ..زي ما انتي اول واحدة دخلتي قلبي كده …

اتسعت عينها بسعادة وهي تسمع كلامه المعسول عضت علي شفتيها بحرج ولم تجيب ..

جاسم وهو يعلق سترته علي كتفه ويخرج من الغرفة مهاتفاً بمرح :-
-أهو انا نفسي اكون قدامك دلوقتي عشان أشوف الطماطم …

رقية مهاتفه بتعجب :-
-طماطم !!.

جاسم بإبتسامة وهو يهبط الدرج :-
-الطماطم اللي بتبقي علي وشك لما بتتكسفي …ايه ماشوفتهمش قبل كده ..

وكأنه يراها بالفعل فتلونت وجنتيها بلون الأحمر ,,,صمتت أيضاً وهي عاجزه عن الرد من الخجل ..

جاسم مهاتفاً:-
-خلاص ياست هسكت عشان الطماطم متكترش اكتر من كده ..انا عاوز افكرك بس بميعادنا النهارده هنتغدا مع بعض ..

اجابته بخفوت :-
-فاكره …

جاسم بهدوء:-
-ماشي يبقي اتفقنا ..

وقام بتوديعها وأغلق الخط ..قفزت رقية عدة مرات وظلت تدور حول نفسها بسعادة وهي تحتضن الهاتف ..

-في قصر الراوي ..

عندما هبط جاسم ووجد والدته “مشيرة “تعطي اوامر للخدم والطباخين في القصر بأن يقدموا أحسن ماعندهم اليوم..

مشيرة بتحذير :-
-مش عايزه اي غلطة النهارده مفهوم ..

اومأ الخدمين رأسهم بأيجاب وأنصرفوا من امامه ,إلتفتت لتجد إبنها يرمقه بتعجب قائل :-
-لازمته ايه ده كله !!..

جلست علي المقعد المنقوش وهي تضع ساق فوق الأخري قائلة بغرور :-
-هو انت ناسي إحنا مين ?? وده بيحصل في اي عزومه بتبقي في قصر الراوي ..

ثم تابعت بسخرية :-
-ولا تحب أجبيلك فول وطعمية عشان يليق ببنت البواب …

ظهر الغضب علي وجه جاسم تقدم خطوات من والدته قائل بإنفعال بسيط :-
-ماما انا هجبها النهاردة عشان أعرفها عليكم ..وخلي في علمك مش هسمح لحد يضايقها وانا معاها ولا يقولها كلمة مش تعجبها …

رمقته بتهكم وأشاحت بوجهها للناحية الأخري ..اما هو فسحب سترته من علي كتفه وإرتدائها وهو يخرج من القصر غاضب ..

وفي ذالك الحين ..هبط حازم هو الاخر بالزي الرياضي ..نظر إلي والدته بنصف عين ثم تابع سيره إلي حديقة القصر ..

وعندما خرج إلي الحديقة ..وجد حنين تجلس أمام حمام السباحة وتضع قدمها بداخله وهي شاردة وتبكي بصمت ..رمقها بأسف فهو اول مرة يراها منذ تلك الليلة المشئومة الذي حاول فيها الاعتداء عليها ..قرر الذهاب إليها لكي يعتذر عن ما بدر منه ,,.

كانت تجلس تحرك قدمها في الماء وتبكي بحزن ,فعلمت بالزيجة المشئومة الخاصة بجاسم ..فمنذ امس لم يغمض لها جفن ,تبكي علي ضياع حب طفولتهاعلي حب شبابه وحب مراهقتها,هي لم تكره يوماً واحداً حتي عندما تحدثت مع وائل من أجله هو ,كانت تريد انه يعلم بهذا,,ويغضب عليها ويثور وتدفعه غيرته وعصبيته علي الزواج منها هكذا تمنت ,ولكنها كانت مجرد أوهام فأنثي غيرها حملت أسمه واصبحت زوجته وسوف تأتي هنا اليوم ..تبأ لهم لا استطيع أن اري عشقي الوحيد مع زوجته لا استطيع لا أستطيع ..بكت بحرقة عندما تخيلت المشهد الذي سوف يعرض اليوم علي مائدة الطعام ..وبينما هي تبكي شعرت بيد توضع علي كتفها بهدوء ويصدر صوت قائل بأسف :_
-أسف ياحنين ..

إلتفتت إلي مصدر الصوت ..لتتحول نظراتها إلي غضب وخوف عندما رأت حازم أمامها نهضت سريعاً وحاولت الهروب من أمامه ولكنه كان الاسرع فأمسك به وحاصرها بين يديه حاولت تحرير نفسها ولكنها عجزت عن ذالك ..نظرت له بعين حمراء منتفخة من اثر البكاء قائلة :-
-سيبني انت عاوز ايه بقا …

مسح حازم دموعها قائل بهدوء:-
-اهدي انا مش عاوز حاجه و مش هعملك حاجه متخافيش ..

شعرت بالصدق في نبرته ..ومسحت دموعها بكفها قائلة بخفوت :-
-طب أبعد أيدك عني عشان اصدقك ..

حازم وهو يحذر :-
-هسيبك بس مش تجري ماشي ..

اومات برأسها ..فحل هو يده عنها وتركها تذهب وتجلس كما كانت وتتابع البكاء مجدداً..تنهد بصوت مسموع تقدم منها وجلس بجوارها قائل بإستفسار :_
-ايه اللي مخليكي تعيطي كده …

حنين وهي تقول بحزن من بين شهقاتها :-
-ج جاسم ا ا اتجوز ياحازم ..

حازم بإبتسامة :-
-وده اللي مخليكي تعيطي كده ..

ثم تابع بجدية :-
-انا عارف إنك بتحبي جاسم ياحنين ..بس إنتي فهمتي حبه ليكي وأهتمامه بيكي غلط ..جاسم مش عاش فترة شباب زينا جاسم فجأة لاقي نفسه مسئول عن أسرة بعد موت ابوكي وابويا الله يرحمهم ..فاكيد كان نفسه يبقي زي اي شباب اوحتي يتجوز ويبقي عنده عيلة زي كتير من سنه ..هو لاقي ده فيكي …وهو بيحبك من صغرك فعشان كده هو حاسس إنك مسئولة منه وإنك بنته ..بإختصار ياحنين إنتي عوضتيه عن إنه يتجوز ويخلف ..

ثم قال بمكر :-
-بس انتي دورك لسه منتهاش في حياته ..

رفعت حاجبها بتعجب ..بينما تابع حازم قوله :-
-اقصد إني أكيد بنت البواب مش هتنتصر عليكي ..وخليكي عارفة سلاحك انتي اقوي منها احنا هنا كلنا ضدها واحتمال يبقي النهارده اخر يوم تشوف فيه عيلة الراوي …

مازال علامات التعجب علي وجهها ,ولكنها اقسمت علي إزاحة هذه الفتاة من طريق حبيبها …

في البناية …

خرجت رقية من الغرفة وهي تمسك بيدها الظرف الذي اعطاه جاسم لها ..بحثت بعينها عن مكان والدتها فوقع نظرها عليه تقف في المطبخ لتجهز لهم فطارهم ..توجهت إليها بخطوات بطيئة ..فأسندت ظهرها علي الحائط وهي تقول بهدوء:-
-صباح الخير ياماما ..

نظرت لها فاطمة بإبتسامة :-
– ..يله اجهزي لحد ما ابوكي يجيب الفول ويجي ..

أومات رقية برأسها ,ولكنها لم تتحرك فظلت واقفة وهي تنظر بتردد إلي الظرف …عقدت فاطمة حاجبيها بتعجب قائلة :-
-في ايه مالك واقفه كده ليه ..

رقية وهي تمد يدها بالظرف قائلة بإرتباك:-
خ خ خدي ياماما الفلوس دي أديها لبابا ..

أخذت فاطمة الظرف وهي متسائلة :-
-بتوع ايه دوول يارقية ..

رقية قائلة بخفوت :-
-دي فلوس الدين اللي علي بابا ..خليه يديهم للرجال صاحب معرض الموبليا..

نظرت له بحب وهي تضع الظرف في كف رقية قائلة :_
-خليهم معاكي ياحبيبتي ..دين أبوكي خلاص إتسد …

رقية بإندهاش :_
-إتسد ومين اللي سدوه ياماما …

نظرت فاطمة أمامها قائلة بهدوء :-
-انا اللي سديته ..بعت الغويشه اللي كانت معايا وسديته واهو الحمد الله جابت المبلغ المطلوب بالظبط ..

رقية متفاجئة بحديث والدتها فأقتربت منها ووضعت يدها علي كتفها قائلة :-
-بس الغويشه دي ياماما أنتي كنتي سايبها وقت زنقه ..

إلتفتت فاطمة لها وامسكت وجهها قائلة بإبتسامة حب :-
-وانا هستخسر في ابوكي غويشه يارقية …

ثم تابعت بنبرة باكية :-
-انا مش وحشه زي ما انتم فاكرين يارقية ..بس طبعي حامي شويه وبتصرف بعفوية بس بحبكم والله ..

أحتضنتها رقية قائلة بحب :-
-أنتي أحلي أم في الدنيا ..

ابتعدت فاطمة عنها وهي تمسح دمعه هبطت من عينها قائلة :-
-يله روحي البسي عشان تلحقي تفطري معانا قبل ماتروحي جامعتك ..

رقية وهي تقبل رأسها :-
-حاضر ياماما …

وقبل ان تنصرف إستدارت قائلة بغرور مصطنع :-
-اه علي فكره متعملوش حسابي في الغدا النهارده ..اصلي هتغدا مع …

ثم تابعت بخجل :-
-جوزي ..

بعد مرور نصف ساعة ازاحت رقية الستار لتخرج وهي تضع الظرف في حقيبة يدها وتنظر إلي ساعة هاتفها الجديد فوجدت أنها سوف تتأخر علي ميعاد اول محاضرة بعد غياب فترة ..اسرعت في خطواتها ..وفتحت الباب وهي تقول علي عجالة وبصوت عالي :-
-إتأخرت ومش هلحق افطر معاكم بقا ..

ثم غلقت الباب خلفها سريعاً ,قبل ان تسمع إعتراض والدتها ..صعدت الدرج علي عجالة وسارت في مدخل البناية ولم تشعر بنفسها إلا وهي تصطدم بجسد قوي رفعت عينها لتري ذالك السمج الذي تبغضه ..انكمشت ملامحها وابتعدت عنه وهي تنوي الذهاب ولكنها فوجئت بيده تمسكها بقوة تمنعها من ذالك …

نطرت له بقوة اكتسبتها الان قائلة :-
-أوعي كده عاوز أيه ..

بيبيرس بإبتسامة سخيفة :-
-عاوزك تبقي مراتي ..وشقتك موجوده اهي ..

قال هذا وهو يشير إلي أعلي حيث شقته الجديدة ..

حاولت التحرر ولكنها فشلت فقالت بغضب :-
-تتجوز مين ..أيه اللي انت بتقوله ده ..

قربها اكثر منه وهو يقول بجدية :-
-هتجوزك انتي ومش هيبقي ليكي مساحة تهربي مني فيها خلاص بقينا مع بعض في نفس المكان يعني بقيت ملكي وتحت عيني ..

أغتاظت من حديثه المستفز فرفعت يدها وهي تشير إلي خاتم زواجها قائلة بجمود :-
-انا ملك جوزي وبس ..انا ملك صاحب الدبلة دي ..

أتسعت عينه بصدمة ..ورخي قبضة عنها ..تأمل يدها اليسري حيث مكان خاتم زواجها فقال بصدمة :-
-جوزك !!!

ثم تابع بقوة وعينه يتطاير منها الشر :-
-أنتي اتجوزتي المريض ده ولا أيه ..

دفعته بصدره قائلة بسخط :-
-مفيش حد مريض غيرك ..انت مش طبيعي انت لازم تتعالج ..

ثم نظرت له بحده ..وإنصرفت متجهه إلي جامعتها وهي تتنفس الصعداء ..

راقب هو طيفها وهو يختفي قائل بدون وعي :-
-كلكم خاينين ..كلكم خاينين ..

ثم تابع بحده :-
-بس انا هندمك يارقية هندمك انتي وجوزك اللي بتقولي عليه ده …

في الجامعة ..

بعد إنتهاء أول محاضرة لرقية , تقدمت بالشكر إلي دكتور رامز علي تقبله موضوع غيابها ومساعدتها في تحسين درجاتها مع باقي الدكاترة والمعيدين ..جلست مع صديقتها المقربة لتسرد لها ماحدث معها …

سارة بشهقة :-
-معاكي في العمارة ..

اومأت رقية برأسها قائلة بأسف :-
-للاسف وقال بيقولي عاور يتجوزني ..

سارة مضيقة عينها :-
-الواد ده وراه حاجه كبيرة زي ماقولتلك قبل كده ..

غيرت سارة مجري الحديث قائلة بمكر :-
-سيبك من سيرة الزفت ده ..عملتي ايه مع ابو الجسوم …

تنهدت وهي تضع رأسها علي الطاولة قائلة بهيام :-
-جااااسم …

قامت سارة بتقليدها قائلة بنفس النبرة :-
-ايوة سي جاسم …

سردت لها أيضاً مافعله معها ..وعن عمرو دياب الذي غني لها ..

وعند هذه النقطة صرخت سارة قائلة بعدم تصديق :-
-عمرو دياب يعني أنتي شوفتي عمورة ..

اومات رقية برأسها وهي تخرج نصف لسانه بغيظ …

رمقتها سارة بتهكم وأدارت وجهها للناحية الأخري ..

ضحكت رقية علي منظرها ..وفجاة تذكرت موعد جاسم ..فأرادت ان تقدم له شئ في هذا الموعد ..نظرت إلي سارة قائلة بجدية :-
-سارة تعرفي محل دهب قريب ..

-امام محل للمصوغات بجوار الجامعة ..
وقفت رقية تنظر بسعادة إلي العلبة القطيفة دات اللون الاحمر والتي تحتوي علي دبلة فضية خاصة بالرجال واساور ذهبية للنساء أشترتهم من أجل والدتها كهدية لها ..

اغلقت العلبة ووضعتها في حقيبتها ..وهي تبتسم بخجل وهي تتخيل نفسها تلبس له الدبلة التي جلبتها له وتلمس يده ..

افاقت من شرودها علي صوت سارة وهي تقول بفضول :-
-هتلبسيها ليه النهارده ??..

اومات براسها وجهها محمر من الخجل …
وضعت سارة يدها علي كتفها قائلة بمداعبة :-
-ده الحب ولع في الدره بقا ايوة ياسيدي دبل وإيفونات وعمورة اخر حلاوة يعني..

وضعت رقية أصابعها الخمسه في وجه سارة ..بينما اغتاظت سارة قائلة :-
-بتخمسي في وشي يارقية ..طيب روحي انتي الجامعة لوحدك انا هروح بقا ..

رقية بإستنكار :-
-هتروحي إزاي بس ولسه هنرجع عشان محضرة دكتور رامز ..

ضحكت سارة بميوعة قائلة :-

-لا متخافيش انا هبقي أصالح رامز في التليفون بطريقتي ..

رقية بضيق مزيف :-
-بقيتي سافلة ..

ثم ودعت صديقتها ..وأمسكت حقيبتها جيداً وخفت وجهها بحجابها وسارت في أتجاه الجامعه …

في قصر الراوي ..

ولجت مشيرة إلي المطبخ بتكبر وهي تشرف علي الطعام بنفسها ..ثم وقفت امام الفرن الكهربائي وضغطت علي عدة مفاتيح رقمية لتزيد من درجة إشعاله وهي تبتسم بمكر ..جاءت إليها خادمة تعمل في القصر والذي انتبهت إلي اللوحة الرقمية وإلي زيادة درجة الحرارة ..فشهقت قائلة :-
-يالهووووي المكرونه كده هتتحرق ..

مدت يدها لتقلل الدرجة ..ولكن امسكت مشيرة يدها بقوة قائلة بحده :-
-سبيها تتحرق انا عاوزها محروقة زيها ..

بعد مرور ساعتين امام الجامعة ..

خرجت رقية سريعاً بعدما قرأت رسالة جاسم والتي يعرفها فيها بوجوده امام الجامعه ..وعندما وقفت امام الجامعة وقعت عينها عليه وهو يقف امام سيارته بجاذبيته الدائمة ..ووسامته الكاملة ..خلع نظارته الشمسية وأشار لها بعينه لكي تأتي ..تنهدت وهي تمسك دفترها بقوة وتسير بإستحياء حتي وصلت امامه رفعت رأسها وهي تبتسم فأقترب منها وهمس بجوار اذنها :-
-وحشتيني ..عاوز أشوف الطماطم بقا..

اهتزت يدها الممسكة بدفترها وهي تبتسم بحياء وظهرت لون ثمرة الطماطم علي وجنتيها …

ضحك بقوة وهو يتأمل وجنتيها .. وعندما لاحظ حيائها الزائد فتح الباب الامامي لها لتجلس فيه علي أستحياء ..

وجلس هو في الجهة الأخري ..وادار المقود وغادر بالسيارة ..

في الطريق ..

كانت ترمقه بنظرات متردده تريد ان تلبسه دبلته الأن ..ولكن لم تملك الجراة لفعل ذالك ..

وبعد مرور بضعه من الوقت ابتلعت ريقها قائلة بتوتر :-
-هو انا ممكن أديك حاجه ..

نطر لها بطرف عينه قائل بخبث ومداعبة :-
-هتدديني بوسة ولا ايه ..

اتسعت مقلتيها بصدمة ..ونظرت من النافذة بخجل ..

جاسم ضاحكاً وهو يقود السيارة :-
-هههه خلاص مش عاوز بوسه ولاحاجه ..اصل انا بقيت ضعيف قدام الطماطم ..

إلتفتت إليه وهي تبتسم واخرجت من حقيبتها الدبلة الفضية وقالت له :-
-اديني أيدك ..

تعجب من طلبها ولكنه اوقف السيارة في جانب من الطريق ..ومد كفه لها ..فأمسكت الدبلة بيد ترتعش من الخجل والبسته إياها في يده ببطء وهي تحاول تجنب نظراته.. وبعدما انتهت ابعدت يدها عنه قائلة بخجل وخفوت :-
-انا عارفه أنها رخيصة ومش اد مقامك ..بس دي اللي قدرت اجبها و—

قاطعها هو بقبلة علي شفتيها وكانه يصحح لها فكرتها الخاطئة ويقول لها انها اغلي ماقدم له …وقدم الشكر لها بطريقته …

تفأجات هي بفعلته وظلت متسعه العين بصدمة وهو مستمر في تقبيل شفتيها … وبعد مرور ثواني أبتعد عن شفتيها وهو يلهث ثم قال بإبتسامة وهو علي مسافة قريبة منها :-
-دي اجمل واغلي حاجه جاتلي في حياتي كفاية انها منك ياغالية ..

error: