لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الرابع والثلاثون …

ولجت إلي غرفة الحارس سريعاً وهي تكاد تركض ,فقد أفزعها رؤية ذالك السمج الذي كرهته بشده عندما تسبب في فسخ خطوبتها ..تشك كثيراً في أمره حتي إصراره علي صداقتها في الجامعة كان مثير للشك ..وها هو هنا الأن في البناية الذي يعمل بها والدها وتخشي من وجوده هنا ..وأثناء شرودها دلف راضي إلي الغرفة وهو يحمل حذائه الأرضي في يده ,غلق الباب جيداً .ووضع الحذاء أرضاً ورمق رقية بتعجب قائل :-
-مالك يابنتي واقفة كده ليه ..ودخلتي علي طوول كده اول ماشوفتيني واقف مع الراجل ..

أفاقت رقية من شرودها علي صوت والدها ,حاولت ترتيب حديثها قبل أن يخرج من فمها , أبتلعت ريقها وقالت بإرتباك :-
-لا لا اب ابداً يابابا بس أتكسفت لما شوفت معاك واحد غريب ..

تصنعت عدم الفهم وقالت بتسائل :-
-هو صحيح مين ده يابابا ..

إتجه راضي إلي الأريكة وجلس عليها وهو يقول بجدية :-
-ده الساكن الجديد اللي أشتري الشقة اللي في الدور الرابع ..

حملقت به بصدمة قال بنبرة مرتعشة :-
-س س ساكن جديد هنا في العمارة ..

اوما رأضي برأسه ..بينما تابع وهو يغير مجري الحديث قائل :-
-سيبك منه أنتي دلوقتي …

.ثم اشار بعينه علي الفراغ الموجود بجواره علي الأريكة :-
-تعالي أقعدي هنا جمبي خلينا نتكلم شوية …

وبالفعل توجهت رقية إليه وجلست بجواره وهي تبتسم رغم القلق الذي يسيطر عليها من وجود بيبيرس معها في نفس البناية ..تحدث راضي وهو يربت علي كفها بإبتسامة :-
-قوليلي أتبسطي ياحبيبتي مع جوزك ..

عندما ذكر سيرة زوجها أبتسمت بعفوية دون أن تنبث بكلمة واحدة ..ونطرت إلي الأرض بخجل ..

راضي بضحك :-
-ههه خلاص ياست الجواب باين من عنوانه أهو مش عايز أعرف حاجه…

ثم جذبها لتستقر في أحضانه قائل بدعاء:-
-ربنا يكرمك يابنتي ويديكي وكل اللي بتحلمي بيه ..

ثم وضع قبلة مطوله علي رأسها …أبتسمت بحب وأبتعدت عن أحضانه وأنحنت وقبلت كفه الخشن والمجعد :-
-ربنا يخليك لينا بابابا ..ويخلي حسك في الدنيا …

ثم نطرت لا إرادياً إلي غرفة والديها والموجودة بها والدتها فاطمة ..أنكمشت ملامحها وظهر الحزن في عينها ,,لاحظ راضي نظراتها إلي غرفتهما هو وزوجته فتنهد قائل بهدوء:-
-بصي يابنتي أنا مش عارف أيه اللي حصل بينك وببن أمك …ومتأكد إني هي السبب في الحالة اللي أنتي كنتي فيها ساعة كتب الكتاب بس في النهاية دي أمك ..

أجابته بنبرة بها وجع :-
-ماهو أكتر حاجه وجعاني يابابا انها أمي ..الوجع لما بيجي من اللي بنحبهم بيوجع أوووي …

ربت علي كفها قائل بجدية مزدوج بها الضيق:-
-معلش يابنتي ..انا تعبت معاها والله ومش راضية تتغير حنعمل أيه بقا طبعها كده ..

اومات برأسها وقامت من مجلسها قائلة بهدوء:-
-عن إذنك يابابا هدخل أنام بقا عشان رايحه الجامعه بدري ..

هز راضي رأسه بإيجاب وتسطح علي الأريكة ودثر نفسه بالغطاء وهو يقول :_
-طيب يابنتي تصبحي علي خير ..انا هنام علي الكنبة دي النهارة لاحسن المروحه اللي جوه دي بتتعبني …

هزت رأسها بتفهم وكادت أن تدلف إلي غرفتها الصغيرة ,ولكنها تذكرت أمر والدتها هي لاتستحمل خصامها حتي وإن كانت والدتها هي المخطئة ..فقررت إستغلال فرصة عدم وجود والدها في غرفته اليوم لتدلف لكي تصفي مع والدتها…

وبالفعل توجهت إلي والدتها ,فتحت الباب ببطء وولجت إلي الداخل ووضعت الأكياس التي تحملها أرضاً ..وسارت علي إناملها بهدوء حتي وصلت إلي الفرأش حيث تنام والدتها ..نظرت لها بحب ممزوج ببعض من الحزن والالم …خلعت حذائها وازاحت الغطاء بهدوء وتدثرت أسفله وأقتربت من والدتها وإحتضنتها قائلة بحزن :-
-زعلانه منك علي فكرة ..كده تخلي الست دي تشوف جسم بنتك حبيبتك .وانتي تتفرجي كده وتسكتلها ..وكنت مستنياكي النهاردة تيجي تحضنيني وتقوليلي مبروووك بس معملتيش كده ..خلتيني افتكر الموضوع ده واخاف منك ينفع كده ها ..

ثم تابعت ببكاء:-
-عارفه ياماما أنا بخاف من الست دي اووي ..ومن زمان أنا أفتكرتها هي دي الست اللي انتي ودتيني عندها برضه وانا صغيرة وقولتيلي عشان أحفظك من الأولاد وشوفتها وهي بتفتح رجليا وماسكه موس في إيديها ..ساعتها كنت بصرخ واقولك هتعورني ياماما كنتي برضه بتساعديها وبتكتمي بوقي زي المره دي برضه ..

شعرت بيد تتحرك وتضمها أكثر إليها قائلة بنبرة شبه باكية :-
-حقك عليا ياضنايا ..سامحيني والله جهلي هو اللي عمل فيا كده ..اعمل ايه بس اهلنا ربونا علي الجهل ده ..علمونا انتا نستر بناتنا بكده ..كان في بنات بتموت من الموضوع ده ..بس محدش بيتأثر ولا بيتعظ لحد ماكبرنا وكبر جهلنا معانا ..بقينا نعمل في ولادنا اللي أتعمل فينا ..سامحيني يارقية والله أنا كنت عاوزه أطمن عليكي عارفه إني أتصرفت غلط بس كنت خايفه عليكي ..

وقبلت رأس إبنتها وهي تبكي بندم إعتدلت رقية ومسحت دموع والدتها قائلة ببكاء:-
-متعيطيش ياماما ..ومتتأسفيش ليا مهما زعلت منك أوعي تتأسفي ليا انتي
أمي وده يغفر ليكي اي حاجه بتعمليها فيا …ومهما زعلت استني مني اجي أصالحك عشان انا مقدرش ازعل منك مش بقدر والله …

جذبتها فاطمة في أحضانها مرة اخري وهي تقبلها بجب …أبتسمت رقية بسعادة فوالدتها تعني لها الكثير حتي إذا قست عليها لم تقدر علي النفور منها والبعد عنها لفترة طويلة …قالت رقية بمرح :-
-انا هنام هنا بقا طول ماعم راضي مش هينام جمبك النهارده يابطوط …

ضحكت فاطمة وهي تحضتنها بقوة ..

كان راضي يراقب هذا المشهد بسعادة ,فعندما دلفت رقية غرفة والدتها كان مازال مستيقظ ورأها ..فأتجه ووقف علي الباب ليري المحبة والسعادة بين إبنته وزوجته …عاد إلي الأريكة حتي ينام وهو مطمئن علي أسرته الصغيرة ..

في شقة رباب …

فتح محمد باب شقته ودخل وهو يتثاوب ويريد النعاس ,فقد أرهقه العمل طوال اليوم علي التاكسي الخاص به ..عندما دلف وجد إبنه يجلس علي الأرضية وهو يأكل قطعة جاتوه ويبهدل به وجهه وثيابه ..جلس محمد علي ركبتيه امام إبنها قائل بإبتسامة :-
-بتعمل أيه يازيزو ..

مد الصغير يده بقطعة الجاتوه وهو يقول بنبرة طفولية :-
-هد بااا تول توه حو (خد بابا كل جاتوه حلو)

قبل محمد جبين إبنه قائل بحب :-
-لا ياحبيبي كل انت بالهنا والشفا …

نهض من علي الأرضية ,وتوجه إلي غرفة نومهما هو وزوجته ,ولج الغرفة فوجد رباب تحضن رضيعها وترضعه …نظر لها بهدوء وخلع قميصه والقه بإهمال علي الفرأش …رمقته رباب بتهكم قائلة :-
-وعليكم السلام ورحمة الله …

نظر لها بسخط قائل :-
-عاوزه أيه يا رباب علي المسا كده..

تأكدت رباب من نوم رضيعها فأغلقت سحاب عباءتها ووضعته علي الفرأش بحذر ..ونهضت ووقفت أمام زوجها وعي تعقد ساعديها أمام صدرها قائلة:_
-هعوز ايه يعني ..تحب أحطلك تاكل ولا أجبلك جاتوه من بتاع كتب كتاب رقية..

إرتداء تيشرت نصف كم وقال بتهكم :-
-يعني المحروسة أختك أتجوزت خلاص …

نظرت له نظرات ذات معني قائلة :-
-الحمد الله ربنا رزقها باللي يستاهلها راجل مقتدر وهيسعدها ..

محمد بضيق وقد فهم حديثها خطأ :_
-لحقتي قلبتي عليا خلاص ..اول ماعرفتي أني جوز اختك غني هتطبتري علي عيشتك معايا بقا …

فكت رباب يديها عن بعضهم قائلة بقوة :_
اتبطر …بعد ده كله وجاي تقولي اتبطر ..ما انا طول عمري راضية بنصيبي نسيت قبل ماتشتري التاكسي ..وكنت شغال بالأجرة عند غيرك كان حالك عامل ازاي كان يوم معاك وعشرة مش معاك ..بس كنت بصبر واقول بكره ربنا يفرجها كنت بمشي البيت بعشرة جنية في وسط الغلا وجايه تقولي دلوقتي كده ..

ثم تابعت بحزن وهي تقترب منه :-
-أنت ليه بتعمل كده يامحمد ليه عاوزني اكرهك انا عاوزاك تعرف إني معاك علي الحلوه والمره ده أنت جوزي وابو عيالي …

ازاحها محمد من طريقه وتوجه إلي الفرأش وتسطح بجوار إبنه قائل بتهكم :-
-لما نشوفك ياست الصابره لما أختك تتمرمغ في العز هتقولي ايه ..مش بعيد تدوري علي واحد غني أنتي كمان ..

ثم حدث نفسه بتعجب :-
-بس هموت وأعرف البت عرفت توقع راجل زي ده أزاي …وازاي رضي بوشها ده اصلاً ..طب اخويا سامر وكنت عارف هو عايز يتجوزها ليه ..اما ده ليه بقا !!لا ده باين الموضوع كده في إنَ ..صحيح ياما تحت السواهي دواهي …

هزت رباب راسها بخيبة امل ..وخرجت لكي تجلب طفلها الثاني من الخارج …

-في قصر عائلة الراوي ..

دلف جاسم من الباب ..وغلقه خلفه وعندما إلتفت وجد مشيرة تهبط الدرج وهي تنظر له نظرات لم يفهمها …

اقترب هو حتي وصل أمام الدرج قائل بإندهاش :-
-ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ياماما ..

هبطت مشيرة الدرج ووقفت قبالته قائلة بنبرة ذات مغزي :-
-مستنيه العريس يجي …بس غريبة يعني العريس سايب دخلته وعروسته وجاي لأهله ..معقول طفشت من وشها بدري كده ..

وضع جاسم يده في جيب بنطاله قائل بنبرة عادية :-
-إنتي عرفتي …هو البيه لحق يقولك ..

مشيرة بحده :-
-اه عرفت ويارتني ماعرفت ..عرفت إن أبن الأكابر حط إيده في يد بواب …

صعد جاسم الدرج قائل بجمود :-
-اظن الشغل مش عيب ياماما ودي حاجه متعبش الراجل في حاجه …

مشيرة بتهكم :-
-تعيبه ولا ماتعيبهوش دي حاجه تخصه ..احنا مالناش دعوة ..

ثم تابعت بلهجة أمر :-
-أنت هطلق البت دي ..وترميلها قرشين هي وأهلها …

تابع هو صعود الدرج قائل ببرود :-
-اسف ياماما انا مستحيل اطلق مراتي ..

مشيرة بقوة :-
-انت بتتحداني بقا …جاسم هي كلمة واحدة البت دي تطلق ..والبت دي عمري ماهسمح انها تتذكر في عيلة الراوي ..

جاسم بجدية :-
-,بس هي ماتكتبتش في عيلة حد ومش هتتذكر غير في جملة واحدة “دي حرم جاسم الراوي ” وطلاق مش هطلق ياماما ..

وصل الجاسم إلي اعلي . فشعرت مشيرة بالجام الامور سوف ينفلت منها وان إبنها لايتراجع عن رأيه .. فوضعت قدميها علي اول الدرج قائلة بجدية وغموض :_
-خلاص يبقا تجبها بكره تتغدا معانا ونتعرف عليها..

error: