لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الخامس والأربعون.. الجزء الأول

صعد الدرج وهو يضع سترته علي كتفه فلمح طيف زوجة عمه تخرج من غرفته إتسعت عينه غضب وأسرع في خطواته حتي وقف قبالتها قائل بغضب :-
-كنتِ بنتعملي أيه عند مراتي يامرات عمي..

إرتبكت لوهلة ثم قالت بإبتسامة مزيفة :-
-أنا لسه جايه من عند مشيرة دلوقتي وو—..

قاطع حديثها بحده:-
-أنا سؤالي واضح كنتِ بتعملي أيه عند مراتي..

هدي بتوتر :-
-آآ أنا كنت عاوزاك أنت بس ملقيتكش فطلعت على طوول..

جاسم بإبتسامة ساخرة :-
-لا والله..

جاسم وهو يضع يده في جيب بنطاله قائل بجدية :-
-ياريت يامرات عمي متدخليش الأوضة من غير علمي مرة تانية..

ثم تابع بنبرة خبيثة ذات معنى :-
-وبعدين يامرات عمي أفرضي كنت مع مراتي جوه كان هيبقي أيه الموقف ساعتها، وبعدين حضرتك واحدة كبيرة واكيد تعرفي إيه اللي يصح وإيه اللي مايصحش..

ثم نظرة نظرة أخيرة وإستدار لكي يدلف إلي غرفته فسمع صوتها قائلة بجدية :-
-عاوزاك في حاجة تخص حنين..

زفر بهدوء وقال بنبرة جادة دون أن يلتفت :-
-طب أتفضلي حضرتك أستنيني في المكتب تحت وانا هنزلك..

نظرت له بضيق ثم أنصرفت، مسح علي شعره بضيق وادار المقبض ودلف لكي يطمئن علي زوجته..

عندما سمعت صوت حذائه أصطنعت النوم سريعاً حتي لايري القلق والفزع الظاهر علي هيئتها بعد حديث زوجة عمه، جلس بجوارها علي الفرأش وملس علي شعرها بحنان وهو يبتسم وكأنها تراه ثم هبط بيده إلي وجهها ليظهر علي وجه الحزن ولكن حزن عليها وليس منها، كانت تشعر بلمساته وكانت سوف تفضحها إهتزازها من أسفل الغطاء، إبتسم إبتسامة حزينة قائل بصوت هامس دافئ وهو يتجول بيده علي حروقها :-
-وعد مني إني ارجع النور تاني لوشك..

ثم وضع قبلة طويلة علي شعرها ونهض وغادر الغرفة..

وكأن جملته قللت من فزعها بعد حديث هدي..

-في الأسفل..

دلفت حنين من بوابة القصر الداخلية بعد عودتها من جامعتها الأن،كانت سوف تصعد الدرج ولكنها لمحت باب مكتب جاسم مفتوح دققت النظر فوجدت والدتها تجلس منتظرة جاسم وهي تهز ساقيها بغضب، أنكمشت ملامح حنين وأبتلعت ريقها وهي تتخيل والدتها تسرد علي جاسم أمر السجائر خاصتها وماذا سيكون رد فعل جاسم، فهروالت سريعاً إليها…

وبينما تجلس هدي في إنتظار جاسم فوجئت بإبنتها تقتحم غرفة المكتب دون سابق إنذار.. نظرت لها بسخط وأشاحت وجهها للناحية الأخرى، وقفت حنين أمامها وهي تلتقط أنفاسها سريعاً قائلة بنبرة خائفة :-
-ماما هو أنتي جاية تقولي لجاسم علي موضوع االس السجاير..

رمقتها هدي ببرود قائلة:-
-اه هقوله عشان هو زي مابيعرف يدلعك بيعرف يربيكي برضه..

حنين برجاء :-
-ماما أوعي والنبي تعملي كده، جاسم لو عرف حاجه زي دي رد فعله هيبقي وحش أووي..

هدي بغضب :-
-ماهو عشان كده هقوله عايز أتفرج علي رد فعله…

ثم تابعت بتهكم :-
-وبعدين إنتي خايفه ليه مش إنتي كبرتي وبقيتي مش بتخافي من حد، لدرجة أنك بتشربي السجاير قدامي..

حنين بنبرة شبه منفعلة :-
-أنا كبرت لكن مقدرش أكبر علي جاسم هفضل طول عمري طفلته، جاسم مينفعش يزعل مني تاني ياماما..

وبينما هي تحادث والدتها أستمعت إلي صوت حذائه،، أقتربت من والدتها سريعاً قائلة بجدية :-
-ماما أحسبيها كويس، جاسم لو زعل مني خصوصاً في الوقت يبقي خلاص كده، ويبقي سبنا بنت البواب سيطرت عليه بجد، لكن طول ماهو مش زعلان مني أقدر أطفش البت اللي فوق دي بإستغلال حبه ليا.. صدقيني..

نظرت لها هدي بعمق وكأنها أكتشفت إن إبنتها علي حق، وأنها لو فعلت ذالك سوف تمنح فرصة أكبر لتلك المشوهة..

حنين بتلهف :-
-هاااا يا ماما؟؟..

دلف جاسم في هذه اللحظة ورمقهما بتعجب ثم سار وجلس خلف مكتبه ووزع نظره بينهما قائل :-
-خير يامرات عمي موضوع أيه ده اللي يخص حنين..

أبتلعت حنين ريقها بخوف وهي تفرك كفيها معاً بتوتر وتنظر إلي والدتها بترقب شديد،،صمتت هدي قليلاً ثم إبتسمت بخداع قائلة :-
-آآآ أصل ياجاسم حنين كانت عاوزه تطلع الرحلة اللي في الجامعة مع أصحابها وكده، لكن جأت دلوقتي بتقول أنها إتلغت ياخسارة…

تنفست الصعداء وظهر شبح الإبتسامة علي وجهها وهي تنطر لوالدتها بسعادة،، راقب جاسم تعبيرات ووجها، فأبتسم نصف إبتسامة قائلاً :-
-أيه ياحنين هو أنتي فرحانه إن الرحلة أتلغت ولا أيه..

أفاقت لنفسها فأبتسمت بلطف قائلة ببعض من التوتر :-
-آآآ، لا أصل صحابي كانوا مُصرين إني أطلع معاهم لكن أنا مكنتش عاوزه، فالحمد الله أنها إتلغت…

ثم رسمت الجدية علي وجهها قائلة :-
-وبعدين أنا عاوزة أركز في دراستي الأمتحانات خلاص قربت..

أومأ جاسم برأسه ساخراً، ثم إلتفت إلي هدي قائل وهو يضيق عينه بخبث:-
-قوليلي يامرات عمي هي بنتك بتكدب ولابتقول الحق وإن ده الموضوع اللي أنتي عاوزاني فيه..

أرتبكت هدي وهي توزع أنظارها بينه وبين حنين قائلة بإرتباك :-
-ب بنتي لالا دي بتقول الحق طبعاً وهي هتكدب ليه..

جاسم بنظرة جامدة :-
-أيوة بقا هتكدب ليه؟؟ هو ده اللي أنا عاوزة أعرفه منك..

وقفت هدي غاضبة قائلة :-
-في أيه ياجاسم هو أنا تلميذة عندك ولا عيله عشان تستجوبني بالمنظر ده..

وقف جاسم قائل بجدية :-
-العفو يامرات عمي مقامك محفوظ عندي..

سار عدة خطوات حتي وقف في المنتصف بينها قائل بجمود :-
-بس أنتي لو عاوزة حنين تكدب ، ياريت متخليهاش تكدب عليا..

ثم تابع بثقة :-
-لأني أنا أعرف حنين أكتر منك، أينعم أنتي أمها لكن مش حافظها زيي..

ظهر الأرتباك علي وجههما، أبتسم جاسم بثقة وهو يغلق سترته ويتجه نحو الباب قائل بجدية دون إلتفات :-
– خدو المهلة اللي أنتو عاوزنها عشان اعرف الموضوع الحقيقي ومن غير كدب من غير كدب ها لأني رد فعلي لما أعرف منكم هيبقي أهون من رد فعلي لما أعرف من نفسي..

ثم خرج خارج المكتبة، لوت هدي فمها بسخط وهي تنظر إلي أبنتها التي أصبح وجهها مثل الليمونة…

مر يومين علي وجود رقية في القصر ولم يحدث شئ يذكر منهما، فكانت رقية لاتحاول الأقتراب منهما وتأخذ حظرها وهي تتناول معهم وجبات الطعام اليومية، حتي حازم لاتراه فهو يعود المنزل في الصباح الباكر، ويستيقظ في المساء ويذهب إلي أماكن ملذاته وقد شحب وجهه نوعاً ما نتيجة تعاطيه للهيروين،، وحنين لم تمر اي طعام بدون المرح والضحك مع جاسم بطريقة تثير غيرة رقية، وبرغم ذالك كان القصر يتسم بالهدوء مماجعل رقية تتطمئن نوعاً ما.. ولكنها لاتعلم أن هذا الهدوء هو الهدوء الذي يسبق العااصفة..

إنشغلت رقية في دراستها فكانت تقضي معظم أوقاتها في الجامعة داخل المكتبة من أجل أخذ المعلومات المفيدة للبحث الهام المطلوب منها في ميعاد معين لتسليمه، فكانت تجتهد بكل قوة ونشاط حتي تحقق أعلي الدرجات كعادتها، فهي دائماً صاحبة الدرجات العالية والتقديرات الهائلة، فقد حصلت في الفرقة الأولي علي تقدير إمتياز، وتسعي لفعل ذالك مجدداً في الفرقة الثانية حتي تصل إلي هدفها التي إلتحقت من أجله في كلية الأقتصاد والعلوم السياسية،،،كما زاد تقربها من ربها وكانت تشجع زوجها وهو يشجها أكثر، إنتهى نصف الأسبوع وقد أقترب موعد تسليم البحث فضعفت رقية وقتها أكثر في البحث عن المعلومات..

عادت مشيرة إلي القصر مرة أخرى،، وهي تنوي علي إيذاء رقية بشدة، كما فرحت هدي لأنها وجدت من يقف معها في طرد هذه المشوهة من قصرهم…

-في غرفة مشيرة..

قامت الممرضة المسئولة عن الإعتناء بمشيرة في القصر بإعطاء دوائها في ميعاده المحدد،، فدلفت هدي فأشارت مشيرة بعينها إلي الممرضة لكي تتركهما علي إنفراد وبالفعل إستجابت الممرضة لطلبها وخرجت من الغرفة…

وبعد خروجها تحدثت هدي بغضب :-
-أنتي مش شايفه إني أحنا سكتنا كتير علي وجود البت دي معانا هنا وانا اللي كنت فاكره أول ماهترجعي من المستشفى هترميها برا القصر..

مشيرة وهي تعتدل قائلة بجدية ونبرة بها إعياء :-
-وتفتكري جاسم هيسكت لما نرميها برا القصر، اصبري ياهدي أنا عارفة هعمل أيه كويس..

هدي بسخط:-
-مش قادرة يامشيرة مش طايقه أشوفها قاعده علي الأكل معانا مش طايقه اتنفس الهواء اللي هي بتتنفسه..

مشيرة بنفاذ صبر :-
-ياهدي قولتلك أصبري ومتخافيش قريب أول هنفذ أول خطتتي..

هدي بأهتمام :-
– وهي أيه خطتك دي؟؟..

مشيرة وهي تبتسم بشر :-
-أنا عرفت إن البت دي مع حازم في الكلية، وبما إن حازم مدة الفصل بتاعته إنتهت من زمان فهو يقدر يرجع الكلية تاني في أي وقت وهو اللي يساعدنا بقا..

هدي بعدم فهم :-
-أيوة يعني هتعملي أيه؟؟..

مشيرة بإبتسامة خبيثة :-
-متستعجليش ياهدي ،هتعرفي قريب أووي أنا قصدي أيه، وزي مادخلت إبني بأقل مجموع كلية مجتهدين، أعرف أديله أكبر مجموع بمجهود غيره..

لم تفهم هدي شئ ولكنها إطمئنت نوعاً ما، فقامت بتغير الموضوع قائلة بجدية :-
-هو حازم مجاش يشوفك ولا أيه، ده حتي مجاش المستشفى..

أبتلعت مشيرة ريقها بمرارة قائلة بنبرة متهكمة حزينه :-
-ولا كأني ليه أم المفروض يطمن عليها..

  • في منزل رباب،،

كانت تجلس تمسك ورقة وقلم وتحسب ميزانية المنزل وهل ستكفي لعزومة شقيقتها وزجها التي تنوي عليها،، وبعد طرح وجمع الميزانية أصبحت لاتكفي بالفعللعزومة كبيرة،، زفرت رباب بضيق قائلة:-
-ياربي أعمل أيه دلوقتي بس، أنا عاوزة أعمل عزومة أشرف أختي بيها قدام جوزها..

خرج محمد من الغرفة وجلس بجوارها قائل بسخرية:-
-أيه رجعتي المدرسة تاني ولا أيه…

ألقت رباب الورقة وهي تقول بتهكم:-
-والنبي بلاش تريقتك وسبني في حالي..

ثم تابعت بضيق :-
-يارب أعمل أيه دلوقتي بس البيت مفيهوش مليم زيادة..

ثم نظرت إلي زوجها بمكر فأقتربت منه بدلال وهي تحيط عنقه قائل بدلع:-
-حمووو حبيبي هو أنا ينفع أطلب منك طلب صح..

محمد وهو يلوي فمه بتهكم :-
-عاوزة أيه يارباب أصل أنا عارف الدلع ده مش بيطلع غير لما تكوني عاوزة مصلحة..

رباب بنبرة رقيقة غير عادتها:-
-أخص عليك ياحموووو ده أنا علي طول بدلعك تنكر ده..

محمد وبدأ يتأثر بيها وحاوط ظهرها :-
-أيوة يعني عاوزة أيه..

رباب بإبتسامة ماكره:-
-عاوزاك تزود مصروف البيت الأيام الجايه..

أبتعد عنها قائل بنزق:-
-وده منين إن شاء الله..

رباب وهي تقول بميوعه وتلقي نفسها في أحضانه:-
-عشان خاطري ياحبيبي، أنا عارفة إني مش ههون عليك أنا وولادك..

كاد أن يعترض ولكنها وضعت قبلة علي وجنتيه، مما جعله يتراجع وهو يبتلع ريقه قائل بإستسلام:-
-حاضر هزود فلوس البيت..

إشرق وجه رباب فرحاً فأحتضنته أكثر ، مماجعله يجذبها إليه أكثر،، أبتسمت بإنتصار وهي تحدث نفسها :-
-عارفاك دنئ مش بتيجي غير بكده لو كنت قولتلك إني في عزومة لأختي كان زمانك رميني في الشارع بدل ماأنا في حضنك كده، وحياتك لأفضل أدلع فيك كده وأسحب الفلوس اللي أنا عاوزاها…صبرك عليا يامحمد..

-في قصر الراوي…

خرج من المرحاض وهو يلف منشفة علي خصره وعاري الصدر،فوقف أمام المرآة يمشط خصلات شعره المبتل وهو ينظر بابتسامة إلى رقية التي تجلس علي الاريكة وهي تزرع عينها في ورق البحث الذي أمامها كان وجهها مرهق بسبب ساعات النوم القليلة التي تحصل عليها وتستيقظ مجدداً لكي تتابع عملها في البحث، خلعت نظارتها الزجاجية وفركت عينها بإرهاق.. ثم إلتفتت إلي جاسم وهي تسند وجهها علي كفها وتتأمل وسامته بحب وأحياناً بخجل لأنها مازالت تخجل منه وخصوصاً وهو عاري الصدر بهذا الشكل، نطر لها جاسم بنصف عين قائل بمداعبة :-
-ركزي في دراستك ياماما وعيب تبصي علي الولاد كده احسن اقول للميس..

نهضت ضاحكة وهي تنهض وتسير في إتجاهه قائلة بخفوت وخجل :-
-طب إلبس تيشرت بقا عشان إنت عارف إني بتكسف أشوفك كده..

ترك الفرشاة من يده وأقترب منها قائل بإبتسامة ماكرة:-
-طب إيه رأيك بقا إني هفضل قاعدلك كده ليل ونهار عشان تتعودي عليا وتقتنعي إني بقيت جوزك خلاص مش راجل غريب عايش معاكي…

ثم تابع بغمزة:-
– وبعدين بتتكسفي إزاي!! أومال مين اللي بيفضل يتأمل فيا وانا نايم….ما أنا بكون نايم من غير تيشرت برضه. .

عضت علي شفتيها بخجل وهي تعود مكانها لحق بها وحاصرها بيده وأداخلها في أحضانه وهو يقول بإبتسامة :-
-إتأملي زي ما أنتي عاوزة ياحبيبتي.. براحتك..

ثم أضاف بمكر :-
-بس تأمل بس بلاش حاجة تانية ماشي..

أبتسمت بخجل ورمقته بحب، فخرجت منها جملة غريبة قائلة بهدوء وهي تتأمل في وجهه الوسيم :-
-عارف علي طوول بسمع مثل شعبي أوول مره أعرف أنه صح دلوقتي.. بيقولك إن المخدة مستحيل تشيل إتنين حلويين وفعلاً…

جاسم وهو يقربها إليه قائل بجدية :-
-اهو المثل ده أكبر غلط عادي جدًا المخدة تشيل أتنين حلويين، ساعات يارقية الأتنين بيكونوا حلويين من جواهم وده أهم من إنهم يكونوا حلويين من بره، وساعات يكون واحد حلو من بره والتاني حلو من جوه، الروح هي اللي بتتقبل مش الشكل ..

ثم تابع بجب :-
-كفاية يارقية إن قلب كل واحد شال التاني، تفتكري المخده بقا مش هتقدر تشلهم..

أومأت برأسها قائلة بخفوت:-
-صح..

أبعدها جاسم عنه وهو يقول بغضب مصطنع :-
-وبعدين إنتي هتسيبي المذاكره بتاعتك وتشغلي بالك بمخداد وبطاطين يله ياحبيتي أرجعي علي مكانك…

أبتسمت بخفة ثم عضت علي شفتيها بحرج وهي ترفع قدمها وتقف علي أناملها وتضع قبله علي وجنتيه،إبتسم بنصف عين قائل :-
-أعتبر إن دي رشوة يعني..

رقية وهي تنطر أرضاً قائلة بخفوت :-
-حاجة زي كده..

جاسم وهو يجبرها علي السير معه ليجعلها تجلس كما كانت قائل بجدية :-
-مش هقبل برشوة في مستقبلك يارقية.. أنا عايزك تنجحي وبتفوق كالعادة..

ثم همس بجوار أُذنها قائل بمكر :-
-وبعدين لما تنجحي أنا مش هقبل برشوة صغيره زي كده، أنا هكون عاوز حلاوه النجاح فهماني طبعاً…

أتسعت مقلتيها بخجل فقامت بإرتداء نظارتها سريعاً وهي تضع بصرها في أوراق بحثها.. ضحك هو علي حيائها فأبتعد عنها حتي تنعم بالتركيز التام..

وتمر أيام أخري ويقترب الموعد أكثر ويزداد إرتباك رقية وخوفها وإجتهادها أكثر وأكثر، وكان الشك يزداد بداخل جاسم من هدوء أهله الغير متوقع بالمرة حتي عندما تحدث مع والدته حاولت إقناعه بشتي الطرق إنها لاتريد إيذائها..

مشيرة وهي تتصنع التعب :-
-أنا خلاص يابني مش هعمل حاجة تضايقك مني تاني، أينعم أنا مش طايقه وجودها هنا لكن هي خلاص بقت واحدة مننا وهي في حالها وأحنا في حالنا..

هدي وهي تؤمي برأسها قائلة بجدية مزيفة :-
-مشيرة عندها حق ياجاسم أهي خلاص عاشت معانا ومش بنشوفها غير علي الأكل،، شوفت أنت بقا حاجة صدرت مننا ضايقتها..

هز جاسم رأسه بالنفي بينما قال بشك:-
-ماهو ده اللي قلقاني أكتر أنكم مابتعملوش حاجة والهدوء الغريب ده وراه سر، بس ياريت يطلع كلامكم صح لأني زعلها بقا من زعلي…

تبادلا مشيرة وهدي النظرات الغريبة وجاسم يحدق بهما..

جاء اليوم المنتظر لتقديم البحث إستيقظت رقية باكراً لتؤدي فريضتها وتطلب من الله الوقوف معها اليوم فهي بذلت جهد كبير من أجل درجات هذا البحث.. ودعت جاسم الذي ذهب إلى عمله وإستعدت هي الأخري لتذهب إلي كُليتها بعدما قامت بإبلاغ صديقتها المقربة سارة وأخبرتها عن مكان لقائهما عبر الهاتف.. إرتداءت حذائها سريعاً ثم ذهبت وجذبت حقيبة يدها لتتأكد من وجود ملف البحث كما وضعته ليلة أمس، وعندما فتحت الحقيبة كانت خالية من الملف إتسعت عين رقية بهلع فجلست علي الفرأش وهي تفتش عن البحث جيداً فلم تجد شيء تحدثت بهلع:-
-البحث راح فين ده كان هنا ..

قامت سريعاً لكي تبحث عنه في الغرفة فلم تجد له أثر هبطت دموعها وهي تقف حائرة لاتعلم ماذا تفعل فكرت في محادثة جاسم ولكنه بالطبع لايعلم شئ عن هذا الأمر ، بحثت مرة أخري ولم تجد شئ فهي تتأكد أنها وضعته داخل الحقيبة أمس والغرفة لم يدخلها أحد من الخدم، جلست علي الأرضية ودموعها تسقط بغزارة فنظرت إلي الساعة فلم يتبقى إلا وقت قليل علي ميعاد تسليم البحث،، بكت بحرقة وهي تدفن رأسها في كفها..

error: