لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل العشرون

قامت رقية من مجلسها وتعبير الأندهاش مرسومة علي وجهها قالت بتعجب :-
-انت ايه اللي جابك هنااا..

بيبرس وهو ينظر لسامر بتحدي :-
-انا جااي هنا عشانك أنتي ..

نظر كلا من سامر ومحمد لبعضهم في دهشة وقف سامر قائلا:-
-وحضرتك بقاا تعرفها منين ..

رقية وهي تجيبه بصدق :-
-ده ياسامر زميلي في الجامعة ..

نظر لها بيبيرس بحب :-
-زميلها في الجامعة ..وكمان حبيبهاا ..

أتسعت عين رقية بذهول وهي تسمع حديثه نظرت سريعا إلى رباب التي كانت في صدمة هي الأخري ..كور سامر قبضة يده بغضب ونظر إلي رقية بأعين مشتعلة كالجمر ..شعرت رقية بالخوف يتسلل إليها رويدا رويدا .

.أمسك سامر يدها وهو يقول بغضب :-
-ماتردي ياست هانم علي حبيب القلب ..الكلام اللي بيقوله ده صح..

هزت رقية رأسها عدة مرات بالنفي ..واخذت الدموع تنساب علي وجنتيها ..عاود سامر النظر لبيبيرس الذي يقف ببرود وهو واضع يده داخل جيب بنطاله ..اقترب سامر منه ولكمه في وجهه مماجعل بيبيرس ينزف دماء من أنفه ..مسح بيبرس الدماء ونظر بغضب لسامر ثم قال ببرود عكس مابداخله :_
-متشكرين ياسيدي ..لولا بس انك صاحب مرض كأن زماني دلوقتي دفنك مكانك ..

احتلت معالم الصدمة وجه سامر وهو يسمع بيبيرس وهو يؤكد له أنه حديثه صحيح .فلا احد يعلم بمرضه سوء الاقارب فقط فبالتاكيد رقية هي التي أخبرته..شعر بالغضب الشديد من رقية فهي علي علاقة بهذا الشخص وتنكر ذالك ..استطاعت ببراعة ان ترسم قناع البراءه لتنال شفقة الجميع ..نظر لها بعيون غاضبة اراد في هذه اللحظة ان يفتك بها هي وحبيبها .فهم بيبرس نظراته فاقترب منه بهدوء وبدون سابق إنذار رفع عن سامر القبعة ليكشف عن شعره الاصلع ..ابتسم بيبيرس وقال بإستفزاز:-
-ماتبوصلهاش كده هي مقالتليش حاجه ..اظن الجواب باين من عنوانه ..

قال ذالك وهو يشير إلي شعره الأصلع ..شعر سامر بالإهانة الشديدة له ..وكذالك محمد قام محمد وامسك بيبيرس من تلاليبه وهو يجذبه له ويسدد له اللكمات في مختلف جسده ,انضم له سامر واخذا الاثنان يسددوه له اللكمات المتتتالية ..بينما كانت رباب تصرخ بزوجها ان يتركه ولكن دون جدوي ..اجتمع الناس المتواجدين بالحديقة حولهم وبعض منهم حاول ان يبعدهم عن بعضهم ,كانت رقية تنظر للناس بدموع وتذكرت نفس اللمة حولها عندما كان حازم يهينها بالجامعة ,ونفسها أيضا عندما تعاركت معه بالشركة ,فالناس دائمة المشاهدة عليها .اخذت تسب وتلعن بيبيرس الذي جاء ليقضي علي فرحتها ويخرب عليها حياتها..وينهي علي خطوبتها ,نظرت لهم ولكن كانوا مستمرين في العراك .صرخت لهم لكي يتوقفوا عن العراك ولكن بدون فائدة ,فلم يسمع لها أحد مطلقا .. تشوهت الصورة أمامها واصبحت الارض تدور بها وماهي إلا ثواني وكانت ملقاة بالأرض بجوار قدم أختها ..صرخت رباب وهي تجد أختها ملقاة علي الأرض ..

سطحت رباب أختها علي الفراش بمنزلها ..خلعت لها حجابها لينسدل شعرها الاسود الحرير علي الوسادة ,كما خلعت لها حذائها ودثرتها جيدا أسفل الغطاء ..اغلقت الأنوار وخرجت من الغرفة بحزن ..خرجت لصالة المنزل حيث يوجد زوجها وسامر ,كانوا ينظرون لها بتهكم وغضب ,جلست رباب علي الأريكة بجوار زوجها وهي تقول بحذر :-
-علي فكره ده شكله بيكدب يامحمد متصدقهوش ..

محمد بتهكم :-
-بيكدب ازاي وهو جه ورانا ايه اللي عرفه اني أحنا هناك ..

رباب بتوتر :-
-ي يمكن تكون صدفة عادي يعني..

محمد بغضب :-
-صدفة !!هو انتي واختك شايفينه عيال ولا ايه ..اكيد المحروسة أختك هي اللي قالتله يجي ..

صمتت رباب لم تعرف بما تجيبه ,لم تعلم هل هو صادق ام لا ..ولكنها تثق في شقيقتها ولكن الشك يراودها …نظرت إلي سامر الذي كان جالس بصمت ولم يشاركهم في الحديث .كان حزين للغاية معتقد انها خدعتها اوربما استغلت مرضه ..ولم مره في حياته يشعر بأنه حقا مريض ..فقد اهانه بيبيرس وبشدة ..تنهد بألم وهو ينظر إلي دبلته الفضية تردد قليل أن يخلعها ولكن لامجال للتردد والتراجع فهي لاتستحق ..فأنها حتي لم تشكره انه رضي بها رغم تشوه وجهها ..خلع دبلته ببطء وهدوء ووضعها علي الطاولة الصغيرة .وقام من مجلسه وهو يقول بجمود :-
-ياريت تبلغي أختك أن الخطوبة اتلغت ..واديها دبلتها ..

وقفت رباب بصدمة وهي تقول :-
-سامر متتسرعش استني بس تصحي وبعدين نعرف منها الحكاية ..والله هي اكيد مظلومة رقية عمرها ماهتعمل كده ..
نظر لها بخيبة أمل وخرج من الغرفة ..بل من المنزل باكمله .مدت رباب يدها وامسكت دبلته بحزن ..نظرت إلي زوجها وجدته ينظر لها بشماته ..أقترب منه وهو يقول بسخرية :-
-لما تصحي الهانم اللي جوه خليها تمشي ..وابقي أمشي معاها عشان تسليها ..

نظر لها نظرة أخيرة وخرج هو الاخر ..وبقت رباب بمفردها تستقبل الصدمات المتتالية ..فالأن طردها زوجها من منزلها ..وسوف تعود مع أختها إلي بيت أبيها ..

القت جسدها بثقل واخذت تبكي علي حالها وحال شقيقتها …

“ااااه براحه ياماما..خفي أيدك شويه”

قالها بيبيرس بتذمر لولدته وهي تضمم له جروحه الناتجة عن إشتباكه مع سامر ومحمد .. تركت ماجدة مافي يدها وعقدت ساعديها أمام صدرها وهو تقول بتسائل :-
-مش هتقولي برضه ..مين اللي خرشمك كده ..

بيبيرس وهو يضع يده علي الجرح :-
-خرشمك !!بقا في أم وأستاذة جامعية تقول الالفاظ دي بس ..

ماجدة بجدية :-
-انا كنت استاذه جامعية يعني في الماضي ..لكن انا دلوقتي ربة منزل بربي شحط مابيترباش اصلا ..

بيبيرس وهو يشعل سيجارته :-
-لازمته أيه بس الكلام ده ..ما انتي عارفه اني متربي احسن تربية .

ماجدة بسخرية :-
_طب هو اللي متربي احسن تربية بيشرب سجاير كده عادي قدام امه هو ده الأحترام ..

بيبيرس وهو يطفئ سيجارته :-
-اهو السيجارة اللي مضايقاكي خلاص كده ..

ماجده بحنان :-
-يابني انا نفسي ترجع زي زمان..أبني الجدع الطيب اللي الكل بيشكر فيه ..مش الإنسان اللي عاوز يأذي الناس وراجع ليا مضروب النهاردة ..

ثم تابعت بحزن :-
-منها لله اللي كانت السبب ..

بيبيرس بإنفعال :-
متجبيش سيرتها قدامي ..خلاص هي غارت وخلص الموضوع خلاص ..

ماجده محاولة لتهدئته :-
-خلاص يابني أهدي كده ..تغور في داهية أهم حاجة انت ..

بيبرس وهو يحاول السيطرة علي أعصابه :-
لا متخافيش انا كويس ..وقريب هبقي كويس أوووي …

ماجدة بحذر:-
-طب ه هي م مين يارقية دي ..

أبتسم بخبث وهو يجيبها :-
-ده واحد أبن حلال رماها في سكتي ..وقريب هتبقي مرات أبنك ..

ماجدة بسعادة :-
-بجد هتتجوز بجد يابيبيرس ..اخيراً يابني هفرح بيك ..

بيبيرس بإبتسامة :-
-اه هتجوز بس ادعي يكون خطيبها خلي عنده دم وسابهاا ..

شهقت بصدمة :-
– هي مخطوبة ..ده كلام برضه يابني ..

بيبيرس بشرود :-

-كانت مخطوبة ..أكيد سابها ..

وضع الهاتف علي المائدة بصدمة .لم يتوقع أن أخيه وصل به الشر لهذا لحد ..كور قبضة يده بغضب حتي برزت عروقه ..بينما معتز يأكل وهو ينظر له بتعجب ..

معتز وهو يلوح بيده :-
-أيه يابني روحت فين..الرنجه مش عجباك ولا ايه ??

ثم تابع بمرح :-
-معلش يا أبن العز ده الموجود عندنا بقاا..

جاسم وهو يحدق في الفراغ قائل بشرود :-

-حازم هو اللي كان عاوز يقتل رقية ..

فتحت عينها تدريجياً وهو تنظر حولها بتركيز تحاول معرفة أين هي الأن ..وضحت لها الصورة وتبينت لها انها غرفة شقيقتها ,اعتدلت في نومتها وهي تتذكر أخر مشهد كان بين سامر وبيبيرس خفق قلبها بشدة وهي تفكر ماذا يفعل بها سامر وما الذي حدث بعد ان فقدت ووعيها ,نظرت حولها بحثا عن شقيقتها لتروي لها ماحدث, وجدت الصغير جالس بجوار الفراش يلعب بحصانه الخشبي وهو يبتسم لها ..أبتسمت له ونزلت من الفراش وجلست بجواره علي الأرضية ..

رقية وهي تعبث بخصلات شعره القصير :-
-ماما فين يا حبيبي??

الصغير بنبرة طفولية وهو يشير إلي حقيبة ملابس موجودة جانبا :-
-ما إنا إنا إنا (ماما هنا هنا )

رقية بإبتسامة :-
-طب قولي ماما هتبقي ازاي في الشنطة بقا ..

دخلت رباب وهي تحمل رضيعها وطفلها الثاني قائلة بجمود :-
-قومي البسي يله ..راجعين بيت أبونا ..

error: