لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الخامس والأربعون.. الجزء الثاني

سئمت سارة من الإنتظار فكانت تنظر إلي ساعة هاتفها بترقب شديد لوت فمهما بضيق فرفيقتها لأول مرة تتأخر علي موعدهما، حاولت الإتصال بها ولكن لا تتلقي جواب، أخذ تهز ركبتيها بتوتر وهي تتطلع إلى الأمام فأنكمشت ملامحها فجأة وهي تري ذالك البغيض الذي يدعي “حازم” زفرت بغضب وهي تشيح بصرها للجهة الأخري قائلة بسخط :-
-أيه اللي رجعك تاني ياشيخ ده أحنا كنا مرتاحين..

رمقها بإبتسامة سخيفة وهو يرفع يده لأعلي ويشير إلي ملف بحث..لوت فمها بتهكم وعادت الإتصال مجدداً بها، أقترب منها قائل بتاسف مزيف:-
-متحاوليش أصلها ياعيني مش هتيجي..

أنزلت الهاتف من علي أذنها وهي تضيق عينه بإستغراب كادت أن تتحدث ولكنها وجدته أختفي من أمامها وهو يبتسم بسخرية…نظرت نطرة أخيرة في إتجاه البوابة الرئيسية ولكنها لم تري طيف رفيقتها تنهدت بضيق ثم سارت إلي الداخل لتقدم بحثها….
.

كانت واقفة خلف الباب وهي تبتسم بفرحة جالية وهي تستمع أنين رقية وبكائها، أعتدلت في وقفتها ورمقتها من خلف الباب بشماته وهي تسير بسعادة في الممر لتتدلف غرفة مشيرة، التي كانت هي الأخري تبتسم بشماتة وثقة أسرعت هدي في خطواتها حتي جلست بجوارها علي الفرأش الوثير الناعم ثم هتفت بفرحة قائلة :-
-برااافو عليكي يامشيرة دي البت هتموت جوه من العياط..

تنهد مشيرة وهي تتوعد شراً قائلة:-
-ولسه لما تشوف اللي هيحصل ليها تاني، هي بنفسها اللي هتهرب من هنا..

هدي متسائلة بجدية :-
-تفتكري يامشيرة ،أصل حاسه إني البت دي عمرها ماهتتطلع من هنااا…

غمزت بعينها وهي تهز رأسها نافياً قائلة:-
-متهيالك البت دي مش هتتستحمل شكلها خوافه وضعيفه أوووي..

هدي وهي تهز كتفيها :-
-لما نشوووف…

ثم قالت ببعض من الإرتباك :-
-بس جاسم لو عرف…

مشيرة بهدوء :-
-متخافيش أنا عاملة حساب كل حاجه، حتي الشغالة اللي خليتها تسرق البحث مشيتها من القصر وأديتها أجازة الفترة دي ..

ثم شاردت في خطتها الثانية قائلة بعمق :-
-المهم الخطة الجاية لازم تتنفذ صح…

ثم فكرت لوهلة وقالت :-
-وهتتنفذ النهاردة دي فرصتنا نلحق الفرخة وهي بتفرفر…

نظرت لها هدي قائلة بإستفسار :-
-هتعملي أيه يامشيرة..

نهضت مشيرة من علي الفرأش قائلة بمكر :-
-لازم نروح نقف جمبها أكيد محتاجنا دلوقتي…

ضحكت هدي بقوة قائلة:-
-ههههههههههه عندك حق وأنتي حماتها…

إبتسمت مشيرة وسارت رغم الأعياء البادي عليها،، حاولت الممرضة المسئولة عنها منعها بسبب مرضها ولكن مشيرةً وبختها بشدة فصممت مجبره علي ذالك…

كانت تجلس تدفن وجهها في كفها وهي تندب حظها على مجهودها وسهر وتعب الليالي، فتحت مشيرة الباب بهدوء ونجحت في رسم القلق علي وجهها قائلة :-
-في أيه يارقية صوت عياطك طالع لحد بره ليه…

رفعت رقية وجهها وهي تقول بشهقات متتالية :-
-آآآ البحث بتاعي ضاع ومش لاقيته ياطنط وميعاد تسليمه خلاص فات…

رغم سعادة مشيرة ولكنها تصنعت الغضب قائلة بصوت جهوري :-
-يعني أيه ضاع أحنا قاعدين في شارع هنا ولاأيه…

ثم إستدارت لهدي التي تقف خلفهاوغمزت لها قائلة بصياح :-
-تتصرفي ياهدي مع كل الخدم علي الإهمال ده، والنهاردة البحث يكون هنا بدل ما أتصرف معاهم أنا، وبلغي قمر تطلع هنا …

حاولت هدي كتم ضحكتها فقالت بجدية مصطنعة :-
-حاضر يامشيرة أنا هنزل أتصرف معاهم علي الإهمال ده…

ثم غادرت الهدي وهي تضحك علي تمثيل مشيرة الهائل…

أقتربت مشيرة منها وإنحنت وجذبتها من يدها لتقف على قدميها وهي تقول بحنان مزيف :-
-متعيطيش بقا يامرات أبني ده مهما كان حتة بحث يعني..

رقية وهي تهز رأسها بأعتراض قائلة بنبرة باكية :-
-ده مهم أوووي ياطنط، وأنا تعبت فيه وتعبي خلاص راااح…

مشيرة وهي تمسح لها دموعها قائلة بنبرة شبه جادة :-
-مفيش حاجة أسمها خلاص راحت، انتي بقيتي من عيلة الراوي يعني مش حاجه تافهه زي دي تخليكي تعيطي..

رقية وهي تبكي:-
-طب أعمل أيه طيب ده مجهودي كله فيه..

مشيرة وهي تتحدث بثقة:-
-متخافيش أنا أعرف أكبر ناس في جامعتك وكمان في هيئة التدريس كلها، يعني تليفون واحد مني يحل الموضوع..

رمقتها رقية بعدم فهم قائلة :-
-إزاي والميعاد النهائي كان النهاردة..

مشيرة وهي تمسك كتفيها :-
-قولتلك متخافيش ،لو الشغالين ملقوش البحث أنا هخلي الدكتور اللي عاوز البحث ده يستني لحد ما أنتي تكتبي واحد غيره..

رقية بنفي قائل بطيبة :-
-مش هينفع ومش هيرض—

قاطعتها مشيرة بشراسة :-
-مفيش حاجة اسمها مش تنفع مع عيلة الراوي، اسمعي اللي أنا قولتلك عليه وبس..

هزت رقية رأسها بإستسلام ،فأبتسمت مشيرة بانتصار…

دلفت الخادمة التي تدعي “قمر” وهي تقول بأدب :-
-تحت أمرك ياهانم ..

إستدارت لها مشيرة بجمود ثم إلتفتت إلي رقية قائلة بإبتسامة مزيفة :-
-عاوزكي دلوقتي تتدخلي تاخدي شاور حلو وتفوقي كده عشان لما جاسم يجي مش يشوفك بالمنظر ده كده ..

مسحت رقية دموعها وهي تهز رأسها بإيجاب وسارت في إتجاه الخزانة، إلتفتت مشيرة سريعاً إلي الخادمة وغمزت لها قائلة بلهجة ذات معني :-
-خشي حضري الحمام لرقية هانم…

أبتلعت الخادمة ريقها بتوتر ثم أومأت بإيجاب وهي تذهب في إتجاه المرحاض لتنفذ الخطة الماكرة كما أمرتها سيدة عملها، دلفت إلي المرحاض وهي تفرك كفيها بتوتر لاتريد إذاء زوجة رب عملها الكريم جاسم ولكنها لم تستطع الرفض فمشيرة لاترحمها،مدت يدها وهي ترتعش لتملأ المغطس “البانيو” بالماء الساخن للغاية حتي تحرق جسد تلك المسكينة كما تريد والدة زوجها، ملأت الماء الساخن المغطس فاغلقت قمر الماء وخرجت بحزن وهي تشاور برأسها لمشيرة بأنها فعلت ماتريد .. أمرتها مشيرة بالإنصراف فأسرعت قمر للخارج وضميرها يؤنبها بشدة، أخذت رقية ملابسها وهي تبتسم بهدوء لمشيرة وكادت أن تدلف المرحاض فنادت عليها مشيرة قائلة بإستعطاف مزيف مثلها :-
-ياريت ماتشغليش جاسم بموضوع البحث ده عشان هو عنده مسؤليات كتير في الشركة..

ثم تابعت بمكر وهي تقول :-
-وكمان ممكن يطرد الخدم بسبب الإهمال ودوول غلابة واكيد مش هيرضيكي كده…

أومأت رقية بإيجاب قائلة بإبتسامة هادئة :-
-حاضر…

ثم دلفت إلى المرحاض، فعقدت مشيرة ساعديها أمام صدرها قائلة بإبتسامة خبثة:-
-حمام سعيد يامرات إبني…

ثم عضت علي شفتيها بمكر وهي تسير ببطء وتخرج من الغرفة وتوصد الباب جيدا علي رقية من الخارج، وقبل أن تذهب إستمعت إلي صوت صراخ فأبتسمت بإنتصار وهي تسير بفخر..

error: