لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الثلاثون ..

سار بها في ممر المستشفي وسط أنطار الجميع الذي تختلف نظراتهم فالبعض ينظر بإعجاب وبعض بحقد وبعض بسعادة ,كانت عين ماريان تتابعهم بحب وسعادة ,فهي رأت الحب في عين الأثنين ..

كان يحملها رغم شعوره بالإلم الفظيع في جسده خصوصا ً صدره فكانت رقية تضربه بشده في مكان الطلقة لكي يتركها ناسيه تماماً امر عمليه ,وبينما هي تتضرب بصدره شعرت بشئ لزج يخرج من صدره ويلمس كفها نظرت إلي كفها فوجدت دماء فنظرت سريعاً إلي صدر جاسم فوجدته يتدفق منه الدماء ,رفعت رأسها لتنظر إلي وجه جاسم الذي واضح عليه الأعياء الشديد ,ثم قالت بهلع :-
-جااسم في دم بيخرج من صدرك..

سيطر الألم بشده علي جاسم ,فإضطر أن ينحني قليلاً ويجعل رقية تقف علي قدميها ,اعتدل في وقفته بتعب ثم مد يده واخذ رقية من يدها وأسندها علي الحائط وقف امام وجهه وهو ينظر إلي صدره قائلاً بعتاب مزيف رغم ألمه الشديد :-
-ينفع كده تعوريني يعني ..

ابتلعت ريقها وتوترت من قربه الشديد منها حاولت التراجع ولكن إصطدمت بالحائط ,لاحظ هو إرتباكها فأبتسم بتسلية واقترب منها اكثر و مسك قطعة القماش الموضوعه علي رأسها وأرجعها للخلف وربطها بلين وقام بتعديلها من الأمام لأنها كانت علي جبهتها فأصبحت تشبه الحجاب ,نظر إليها بعجب وقال لها بإبتسامة :-
-قمر ياناس ,,عروسة حلوة ..

لم تفهم مغزي كلامه ولكن حاولت السيطرة علي نفسها فدفعته برفق وتقدمت امامه وهي تقول بجدية :-
-احنا مش هنمشي ولا ايه ,,شكلك بقيت كويس ..

اقترب منها وسار بجوارها قائل بسعادة :-
-طبعاً هنمشي ..

ثم غمز لها :-
-بس علي المأذون ,يا ام العيال ..

ثم ابتسم لها بحب واستقلوا المصعد هابطين إلي أسفل ..

-امام المستشفي

صف معتز عربيته وانتظر مجئ رفيقه مع تلك التي يكرها بشده والذي يري انها تريد أن تنول علي قلب جاسم واهتمامه لتأخذ منه ماله ..فجاسم اصبح متيم بها بالفعل فبدأت خطتها في النجاح ..

فتح جاسم الباب الأمامي وولج إلي الداخل ,ورقية في الخلف ..
تعجب معتز من هيئة جاسم فهو لا يرتدي قميص اسفل سترته ,وبعض الدماء متجمعه علي صدره ..

معتز بتعجب :-
-أيه يابني اللي عمل فيك كده ..وايه الدم ده انت مش كنت كويس ..

جاسم بإيجاز :-
-بعدين اطلع بس انت الأول..

نظر معتز لها من المرأة وقال بتهكم وهو يوجه حديثه إلي جاسم :-
-علي فين إن شاء الله كده ..

جاسم بجدية :-
-هنروح القصر العيني عند ابو رقية ..

ادار معتز السيارة وتحرك به قاصد إتجاهه ,بينما رقية تعجبت من جاسم كيف عرف المستشفي الذي يرقد بها أباها وهي لم تخبره ,فتذكرت ماريان التي سردت لها مواضيع كثيرة عن حياتها ,فتملك منها الشك انها هي التي أخبرت جاسم عن الغرفة الموجودة فيها وعن المستشفي ايضاً ,لامت نفسها سريعاً علي الظن بها دون دليل فهي احسنت معاملتها خلال مكوثها في المستشفي ..ثم قالت لنفسها بعتاب :-
-إن بعض الظن إثم يارقية ..

واخذت تفكر في مقابلة اهلها وماذا سرف تقول لهم عن غيابها فأنقبض قلبها وكادت أن تبكي ولكن نطرت في ارضية السيارة لتمنع نفسها من ذالك ولكنها فشلت ,لاحظها جاسم في المراة فتنهد بحزن فهو المتسبب في أحزانها واوجاعها وعن بعدها عن أهلها ,اما معتز كان ينظر لها بحنق ويعتقد انها دموع مزيفة لكي تثير شفقة جاسم …

-في منتصف الطريق ..

جاسم وهو يلتفت إلي معتز:-
-انا عايز اشتري قميص مش هينفع اروح بالمنظر ده ..

نظر معتز من الزجاج فلمح محل لبيع البدل الرجالي قريباً منهم فشاور معتز بعينه قائلاً:-
-اهو في محل هناك اهو ..

جاسم بجدية :-
-تمام اقف عنده بقاا..

وبالفعل توقفت السيارة أمام المحل ..كان جاسم سوف يترجل من السيارة ولكن رأي رقية تضع رأسها علي قدمها وتبكي ,ففكر سريعاً انه لايترجل ويبعث معتز فهو لايتركها مع معتز ,ولايتركها بمفردها داخل السيارة ..نظر إلي معتز وهو يقول بتعب مزيف :-
-معلش يامعتز انزل انت اشتري عشان انا مش قادر ,وانت عارف مقاسي ..

فهم معتز صديقه انها يمثل التعب من اجل البقاء معها فوافق علي مضض وترجل من السيارة متجه إلي المحل..

وبقي جاسم مع رقية في السيارة بمفردهم اخذ جاسم يحدث نفسه قائل بحيرة :-
-اشمعنا انتي اللي دخلتي قلبي ,قلبي ده اللي عمر مافي واحدة عرفت تدخله ,وانتي مش دخلتي وبس لا ده انتي اصبحتي جزء منه ,دخلتي جوايا من غير ما احس فجاة لاقيتك جوايا ..انا بقيت بعشقك يارقية ..نفسي نبقا مع بعض دايماً نفسي تكوني مراتي وام عيالي .وعهد علي نفسي ارجع الضحكة تاني لي وشك خليكي عايشه في فرح بس هنسيكي كل حاجه شوفتيها في حياتك ..اوعدك والله ..

قطع شردوه صوت طفلة صغيرة تمسك بيدها مجموعة من عقود الفل ,تقول له من خلف الزجاج المفتوح برجاء :-
-خد مني فل يابيه ..الله يكرمك يارب ده فل المحبة يابيه …

ابتسم لها ووضع يده في جيب بدلته واخرج منه عدة ورقات مالية من فئات المائة جنيه ومد يده لها واعطاها المال ,اخذت منه المال بفرح وهي تري المبلغ الذي اعطاه له قالت بسعادة :-
-ربنا يخليك يابيه ويكرمك وينولك كل اللي في البالك ..

نظر إلي رقية التي مازالت علي وضعها قائل بحب :-
-يااارب ..

خلعت من يدها جميع العقود واعطتهم له ,لكن هو اخذ عقد واحد قائل بإبتسامة :-
-لا واحد بس عقد المحبة لواحدة بس ..

ابتسمت له قائلة :-
-ماشي يابيه ..

القت له الطفلة مائة جنية علي بدلته وركضت وهي تقول بصوت عالي :-
– عشان تشتري قميص للبدالة يابيه..

مسك جاسم الورقة المالية وإنفجر في الضحك حتي تألم ومسك صدره نظر إلي المرأة وجد رقية مازالت كماهي وصوت بكائها يعلو .تنهد وأمسك عقد الفل وإلتفت إليها رفع رأسها وجدها منهارة من البكاء والدموع تسيل من عينها علي وجنتيها دون توقف ,شعر بالندو والاسف وضع يده علي كفها قائل بأسف :-
-سامحيني انا عارف إني انا السبب ..

نظرت له بدموع وهي تشهق ولم تجيبه ..
نطر إلي العقد الذي في يده وابتسم واقترب منها وضعه حول عنقها قائل بإبتسامة عشق :-
-ده عقد المحبة ..

أبتسمت من بين دموعها ,بينما هو اخذ يتأمل بها وبحروقها تبدو جميلة وبسيطة فرغم تشوهها فوجهها ينير سعادة ,وعينيه تبعث جمالاً ,توترت من نظراته وادارت وجهها للناخية الأخري ..

فتح معتز باب السيارة وهو يحمل شنطة رقيقة في يده تخص المحل وضعها علي قدم جاسم وهو يقول :-
-اتفضل القميص ياعم ..بس هموت واعرف قميصك راح فين ..

لم يجيبه جاسم وفتح غلاف القميص واخرجه كاد ان يرتديه ولكنه تذكر امر رقية التي تخجل منه ,ولكن وجد حل سريعاً ففكر ان يخلع الذراع الاول لسترته ويلبس ذراع القميص وهكذا ,وبالفعل نجح دون أن يخلع سترته بالكامل ..

-امام المستشفي ..

وقفت السيارة امام المستشفي التي يرقد بها راضي فتملك من رقية الخوف وهي تتخيل موقفها امام اهلها وبدون وعي وضعت يدها علي كتف جاسم الذي تعجب من فعلتها وإلتفت إليها ,اخذت تبكي قائلة بخوف واضح في نبرتها :-
-أنا خايفه ..

ابتسم لها وربت علي كفها برقة قائلاً:-
-متخافيش طول ما انا معاكي .انا هطلع وانتي هتفضلي هنا ..

نظرت له بعدم فهم فكيف يصعد لهم دون أن يعرفهم .وماذا سيقول لهم كانت ستعترض ولكن وجدت انه حل جيد شئ ما ,كانت سوف تسأله كيف سيعرف اباها ولكن سبقها هو بالأجابة قائل:-
-انا عارف باباكي متقلقيش ..انا شوفته قبل كده ولا انتي ناسيه ..

تذكرت يوم حفل ميلاد شيري عندما جاء إلي البناية …وهبط من اعلي وهو يجذب فتاة..

هزت راسها بالموافقة ,وكاد ان يترجل ولكن تذكر امر معتز فهو رفض في الاول ان يتركها معه .ولايستطيع ان يتخذه معه إلي اعلي فهو مجبر ان يتركها معه ولكن لايتركها لكي يهينها اويسخر منها . شاور برأسه لمعتز ان يترجل هو الأخر ,ترجل معتز وسحب مفاتيح سيارته ودار ووقف قبالته وهو يقول بتسائل :-
-في ايه ياجاسم ..

جاسم وهو يمد يده :_
-هات مفاتيح العربية ..

معتز بتعجب :-
-ليه ??..

جاسم بجدية :_
-رقية هتفضل جوه وانا هقفل عليها بالمفتاح وهيبقي معايا ,وانت هتقف بره العربية لحد ما انزل ..

معتز بتهكم :-
-وده ليه بقا إن شاء الله ,

جاسم بجمود :-
-ميخضكش انا عايز كده ..هات المفاتيح ..

معتز بضجر وهو يعطيه المفاتيح:-
_طب اقفل العربية وخلي معايا المفتاح ..عشان لو حد عاوز يطلع ولا حاجه وانا ياشيخ ورحمة امي ماهقرب منها ..

نظر جاسم إلي السيارات المصفوفة خلف معتز فربما شخص يريد ان يستقل سيارته ولايستطيع بسبب جاسم ,هز راسه بإيجاب وضغط علي الزر ليغلق ابواب السيارة جميعاً عليها تعجبت هي من ذالك ولكن لم تعقب ..

وضع جاسم المفاتيح بيد معتز وهو يقول بتحذير :-
-ياريت ما أزعلش يامعتز ..عشان انت عارف زعلي كويس ,ملكش دعوة بيها سامعني ..

معتز علي مضض:-
-حاضر ..

نظر لها جاسم بإبتسامة لكي يطمنها قبل ان يصعد ..كانت تتابعه من خلف الزجاج وكانه طوق النجاة لها ,استدار وصعد درجات السلم الرخامية ..

بينما وقف معتز أمام السيارة وهو يزفر بضيق :-
-ناس ليها شمس وحار وناس ليها تكييف ..

نظر لها بغضب وكان سيذهب ولكن تذكر انه وعد صديقه فلم يفعل ..

مر كثير من الوقت ورقية جالسة داخل السيارة علي أعصابها ,تريد تفهم ما الذي يحدث في الأعلي فركت يدها بتوتر ,وتظرت إلي المرأة فوجدت امها قادمة وهي تركض وهي تمسك اكياس فاكهة بيدها ابتسمت بفرحة وهو يتقول بإشتياق :-
-ماما ..

حاولت فتح الباب ولكنه كان مغلق إلكترونياً ,خبطت علي الزجاج بقوة لكي تلفت أنتباه معتز ..

نظر لها معتز بتعجب وهو يقول بضيق :-
-مالها دي في ايه !!..

تقدم من السيارة وراها وهي تشاور لها ليفتح الباب قطب جبينه بتعجب ولكن ضغظ علي الزر لينفتح الباب ترجلت رقية سريعا ودفعته بيدها وقفت امام والدتها وهي تقول بصدق :-
-وحشتيني يا ماما ..

نظرت لها فاطمة بصدمة ولم تتحدث ولكن فرح قلبها بشدة لرؤية ابنتها ,لم تتحرك وظلت ثابتة في مكانها ونظرت إلي السيارة التي ترجلت منها ابنتها وإلي الشاب الواقف بجوار السيارة .وتحولت فجاة ملامحها إلي الغضب فألقت الأكياس ارضاً وتقدمت من إبنته تعجبت رقية من تحولها المفاجئ ,ولكن اعتقدت انها اقترب منها لتحتضنها بحنان اموي بعد هذه الفترة من الغياب ولكنها فوجئت بوالدتها تنحني لتلتقط حذائها الأسود من قدمها وتجذب رقية من حجابها وتنهال عليها بالضرب المبرح امام الجميع وهي تقول بغضب :-
-فضحتينا يا بنت الكلب خلتي راسنا في الطين ..

القت الحذاء وجذبتها من عقد الفل الذي ترتديه في عنقها لينقطع عقد الفل وتنقطع محبتها مع جاسم ..

error: