لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الثامن والأربعون والأخير…(بداية ونهاية )

مرت عدة أيام كانت تدرس رقية بجد وإجتهاد حتي تجتاز الأمتحانات خاصتها .وتحقق تقديرا عاليا حتي يكون دفعه لها في الوصول إلي حلمها وهو لقب “سفيرة”..مرت الأيام وها هو اليوم الأخير في إمتحاناتها وهذا العام لم يشارك حازم في الأمتحانات وقد أضاع سنة من عمره ..وبعد الإنتهاء من الأمتحان وقفت أم اللوحة العريضة المدون عليها أسم كليتها “كلية الأقتصاد والعلوم السياسية “..

تنهدت وهي توجه حديثها إلي “سارة “التي تقف خلفها قائلة بشرود:-
-تفتكري ممكن حلمي يتحقق وأتخرج وأبقا سفيرة ..

إبتسمت سارة بتمني قائلة :-
-يااارب ياروكا تطلعي سفيرة ..

إلتفتت لها رقية قائلة :-
-وأنتي مش عاوزة تبقي سفيرة ..

ضمت سارة شفتيها للأمام قائلة بنفي :-
-تؤتؤ أنا عايزة أتخرج وأشتغل معيده..

ثم تابعت بمرح :-
-عشان أبقا علي قلب رامز في البيت وفي الجامعة ..

سارت رقية سنتيمترات ووضعت يدها في يد رفيقتها قائلة بإبتسامة :-
-أخيرا هتتجوزي بقاا وأخلص منك ..

سارة بزعل مصطنع :-
-أخص عليكي ياروكا تخلصي مني ..

رقية بإبتسامة حب :-
-ربنا يهنيكي ياقلبي ده أنتي صاحبتي الوحيدة ..
ربتت سارة علي كفها بحب ..وتابعا الفتاتان سيرهما ..

-في منزل خالة رقية ..

تتزين بسمة للعريس القادم لها .ويجلس في الخارج مع أبيها ..عزمت علي نسيان “معتز”فهو لم يكن جد في حبه أبدا .متشتت الأفكار والأراء لاتعرف يحبها أم لا ..يريدها زوجة له أم لا ..لاتعرف شئ غير أنها أوهمت نفسها بحب عبارة عن سراااااب!!!

إنتهت من وضع اللمسات الأخيرة ..وقد زينت حجابها بتاج به فصوص للامعة ..نظرت إلي هيئتها برضا ثم فركت كفيها معا بتوتر فزفرت بإرتباك حتي إستحوذت عليها بعض من الشجاعة وفتحت باب الغرفة وسارت بإستحياء وهي مطرقة الرأس ..حتي وصلت لهما فجلست دون أن تلقي نظرة ..إبتسم هو من زاوية فمه علي حيائها وعلي إرتباكها الواضح من فرك يديها معا .تنحنج وهو يوجه حديثه لعم رضا قائل بجدية :-
-ياريت ياعم رضا لو تسمحلي أقعد مع الإنسة لوحدنا ..

نظر رضا إلي إبنته التي فرت من عينها دمعة ندما وحبا علي معتز ..فتنهد بصوت مسموع وهو يؤمي برأسه بالأيجاب ثم نهض ..

بينما هي تدمع لاحظت إنها سمعت صوت المتحدث في السابق فرفعت عينها الدامعة وهي تقطب جبينها بتعجب لمعرفة هوية صاحب الصوت ..فأتسعت عينها بذهول عندما رأته فهو صاحب رب عمله التي لم تعرفه سوي أيام قليلة ..أفترب هو منها مسافة ما ..

بسمة بذهول وعدم تصديق:-
-آآ أستاذ بيبيرس ..

-في البناية …

أزدات صافي في الإساءه إلي راضي وزوجته ..وظلت توبخهم بشدة بسبب وبدونه …وفي المرة الأخيرة عندما كان راضي ينظف درج البناية ..إنتظرت عندما إنتهي وقامت بإلقاء دلو المياه في طابقها أمام شقتها ..ثم صاحت قائلة:-
-راضي أنت ياللي أسمك راضي ..

صعد الدرج سريعا وهو يلهث قائل بتهذيب:-
-أومري ياست صافي ..

صافي وهي تشير بسبابتها إلي الماء الملقاة قائلة بغضب :-
-أنت منشفتش الأرض كويس ..

راضي وهو يفرد يديه قائل بصدق وعينه علي المياه :-
-والله ياست صافي نشفت الأرض كويس بالخيشة ..

وضعت يديها في خصرها قائلة بتهكم:-
-أومال أيه الميه دي تكونش المطرة بتمطر وأنا معرفش …

راضي بإستسلام وخضوع وهو يرفع أكمامه :-
-حاضر ياست هانم هنشفها تاااني ..

نظرت له بتعالي ثم ولجت إلي شقتها وقد صفعت الباب في وجهه بقوة ..لوي فمه بحزن وهو يبدأ في تنشيف الماء مجددا …

_ولجت هي إلي غرفة نومها وهي تحل رابطة روبها لتظهر عن منامتها الحريرية التي تظهر وتشف جسدها ومفاتنها بوضوح ..كان حازم يجلس علي الأرضية وبستنشق تلك البودرة المخدرة وبعد ثواني ثم أعاد برأسه للوراء وهو يستنشق بواقي البودرة..ثم إلتفت برأسه قائل بصوت غائب :-
– برااافو عليكي أنا عاوزك تربي الراجل ده كويس ..مش كفاية أنا مش قادر أعمل حاجة في بنته وهي معايا في بيت وااحد ..

نزعت روبها عنها وألقتها ثم سارت نحو وجلست بجواره قائلة بتهكم:-
-وانت بقا مش عارف تأدب البت دي ..

حازم بسخط:-
-المشكلة مش فيها .المشكلة في جاسم مش هيسكت لو حصل حاجة عشان كده أنا سايبها ..

ثم تابع بإبتسامة شر :-
-بس أمي ومرات عمي قايمين بالواجب معاها ..

صافي وهي تلف خصلة من شعرها علي أصبعها قائلة :-
-طب ياريت متجيش هنااا تاني بقا .لاحسن حد يشوفك أوبنتي تيجي تلاقيك في الشقة وساعتها مش هيحصل كوويس..

أعتدل وهو يرمقه بإعياء قائل :-
-متخافيش ما أنا باجي الفجر ومحدش بيشوفني ..

ثم تابع بإبتسامة بلاهة:-
-وبعدين أنا مقدرش أستغني عنك أوعن كيفك..

تركت خصلة شعرها من يدها وقد ضيقت عينها وهي تفكر بخبث قائلة وهي تضع يدها علي قدمه :-
-عاوزني أبقا معاك دايما وتيجي ليا في أي وقت؟؟..

أومأ برأسه سريعا بالأيجاب ..أبتسمت بإنتصار وهي تحرك شعرها بإغراء قائلة بدلال:-
-يبقي خلاص نتجوز يازوما …

وكأن دلو ماء مثلج وقع عليه اللتو أتسعت عينه وأشاح بوجهه للجهة الأخري قائل بتلعثم :-
-آآآ ن نتجوز إزاي يعني !!..

ثم تابع بإستنكار :-
-أنتي ناسيه إنك أكبر مني ولا أيه ..

صاحت “صافي”وهي تلوح بيدها قائلة :-
-نعم !!دلوقتي أفتكرت إني أكبر منك ماكنتش بتقول كده ليه لما كنت بتترمي في حضني ..

حازم بلين يحاول تسهيل الموقف:-
-أنا قصدي إن محدش هيرضا بكده لا أهلي ولابنتك !!..

صافي بجدية وهي ترفع أحد حاجبيه :-
-وهما دوول مالهم بينا .هو أنت محتاج موافقة حد…

شعر بأنه سوف يزج إلي زيجة مشئومة .فقال بإبتسامة وهو يملس علي شعرها:-
-لزومه إيه بس الجواز ده ما أحنا كويسين وحلووين مع بعض أهوو ..

أزاحت يده بغضب قائل بتهكم :-
-يبقي يفتح الله ياخويااا …

حازم بإرتباك :-
-ي ي يعني أيه ..

نهضت صافي ووقفت عاقده ساعديها أمام صدرها قائلة بتحدي :-
-يعني مش هتلمس مني شعره تاني .وأبقا دور علي اللي يجبلك كيفك أتفضل من غير مطرود..

وقف حازم سريعا قائل بتوسل وهو يمسح أسفل أنفه بكفه :-
-لالا إلا كده أنا مقدرش أستغني عنك خلاص ..

نظرت من زواية عينها ثم فكت يديها ثم سارت نحو الكومود وأخرجت ورقتين من اللون الأبيض
وعادت إليه ووضعت الورقتين أمامه قائل بنبرة جادة :-
-هيبقا بينا ورقتين عرفي وده أخر كلام عندي ..

وضع تحت تأثير الضغط ولا داعي للفر ..وكأن الحل الإستسلام والخضوع …

جاء اليوم المنتظر وهو زفاف رفيقة رقية “سارة “فقد قضت رقية معها يومين في تجهيز أغراضها ومستلزماتها فهي أقرب صديقة لها ولا أبالغ إذا قولت إنها الرفيقة الوحيدة لها ..أرتداءت رقية في هذا اليوم رداء سهرة من اللون الذهبي وحجاب نفس اللون وقد وضعت تاج فوق رأسها فكانت هيئتها محتشمة ورقيقة ..وقد أسعدها أن زوجها سوف يذهب معها إلي هذا الزفاف ..كان ينتظرها في بهو القصر في كامل أنقته ووسامته الطاغية .نظر في ساعة يده بترقب .فسمع صوت حذائها وهي تهبط الدرج فرفع رأسه ببطء وكأنه رأي أجمل جميلة أمامه.لم تضع أي شئ في وجهها ومازالت حروقها بارزة ..ولكن كأن لها إطلالة مميزة عنده تقدم من الدرج ليمد يده ويمسك كفها ويقبله قائل بغمزة:-
-أنا بقول نطلع نريح فووق شوية ..

تلونت وجنتيها بالحمرة وقد هبطت الدرجتين الأخيرتين وهي تنظر في عينه مبأشرة وهي ترمش ..

أقتربت منه وهؤ تقفل قيصه الذي يكشف عن صدره قائلة بعتاب :-
-نفسي مره في حياتي أشوفك لابس كرافته ..
جاسم بإبتسامة :-
-بتخنوقني .وبعدين أنا متعود إني أمشي بالقميص مفتوح كده …

رقية وهي تضيق عينها قائلة بتفهم :-
-عشان البنات تعجب بفورمة الساحل وتعاكسك ..
أقترب منها هامسا قائل بخبث:-
-وهو أنا مش أتعاكس يعني ..

رمقته بحب وهي تتحسس بيدها لحيته الخفيفة قائلة بتأمل وحب :-
-ماتجيب شوية من حلاوتك دي ..

آبتسم وهو يهبط علي شفتيها ويلتهمهما في قبلة مطولة فقد عشق ملمسهما وكأن لهما طعم ليس له مثيل ..

“كيف تقولين علي نفسك دميمة .وأنتي أمتلكتي قلب رجل لاتقدر علي إمتلاكه أجمل جميلة ”

_هبطت دمعة ساحنة علي وجهها بعدما رأت هذا المشهد بين حبيب عمرها وزجته ..كانت تراقبهما في أعلي الدرج وتختلس النظر حتي لاتكشف ..هي لاتجرأ علي أذيتها برغم حبها الكبير لجاسم شئ بداخلها يمنعها من الأحتكاك برقية .فتعمدت عدم التواجد في القصر لفترة أطول حتي لا تحتك بها ..فهي ذات حظ عالي حصلت علي أحن رجل في العالم ..إنسحبت ببطء فهي تأكدت من عشق جاسم لتلك “المشوهة “عادت إلي غرفتها وهي تقرر لم تخسر جاسم كأب كما خسرته كحبيب .فهنيئا لكي يارقية أمتلكي حب زوجك بمفردك ..

-في إحدي قاعات الزفاف المتوسطة …

يدلف جاسم وبيده زوجته وعلي ثغرهما إبتسامة حب جعلت كل الحاضرين ينظرون لهما بحقد وبالتحديد رقية تلك االمشوهة التي كانت تحضر حفلات الزفاف وهي تخفي وجهها من أعين ناس .كانت لاتشارك في الرقص وتكتفي بالتصفيق من خلف الجميع .كان الجميع يعلمون هوية زوج رقية ﻻنه من أشهر رجال أعمال العالم وحديث الأعلام بأكمله ،أقبل عليه عدد كبير من الرجال ليقومو بالسلام عليه وإستقباله .إبتعدت رقية عنه وقد شعرت أنها ممكن تتسبب في إحراجه أمامهم .ولكنه جذبها من خصرها وهو يتحدث معهم وقام بتقديمها بإنها زوجته بكل فخر ..فرمقته بكل حب …

سلما الأثنين علي العروسين ..وقامت رقية بعناق سارة وهي تدمع فرحا من قلبها …ثم أبتعد سنتيمترات قائل بنبرة شبة باكية :-
-مبرووك ياحبيتي الف مليون مبروووك ..

سارة وهي علي وشك البكاء :-
-الله يبارك فيكي ياروكا…

رقية وهي تدمع :-
-أوعي الجواز يبعدك عني !!!..

سارة بنفس حالها :-
-مفيش حاجة هتبعدني عنك يارقية ..

ثم بدأ الأثنين في البكاء مجددا..

رفع جاسم حاجبيه بإستنكار قائل بإبتسامة مصطنعة وهو يجذب زوجته من يده وينظرإلي رامز :-
-أحنا أسفين علي حملة النكد دي والله عيش حياتك ياعريس ..

رامز بضحك :-
-ولايهمك ياجاسم بيه أنا أتعودت علي شغل أمينة رزق ده من أول سنة في الجامعة…

أبتسم جاسم وهو يسحب زوجته ويسير بها بعيدا…

جلست سارة وهي تمسح دموعها وتزم شفتيها بضجر ..

رامز بتهكم :-
-أفردي وشك والنبي بلاش كرمشه في يوم زي ده ..

سارة وهي ترمقه بسخط :-
-أنا مولوده وشي مكرمش كده عاجبك ولا لا ..

رامز بضجر :-
-عجبني ياختي ما أنا شكلي أتدبست وأنا مش واخد بالي ..

. ..

أجلس جاسم زوجته علي أحدي الطاولة وجلس بجوارها قائل بتهكم :-
-عليا النعمة أنا لو مكان العريس كنت ضربتكم بالنار وطردتكم طردت الكلاب..

مسحت دموعها بكفها وهي تقول بسخط:-
-ميقدرش !!..

جاسم بضجر :-
-وميقدرش ليه ده ممكن يقطع علاقتكم دي بعد الجواز ..

رقية بأعين تلمع بالشر :-
-ميقدرش برضه ،دي سارة كانت قطعته وحطيته في كياس سودا..

أشاح بوجهه وهو يقول بشفقة مصطنعة :-
-ياعيني الراجل بدل مايدخل دنيا هيدخل كياس سودا !!..

….

جاءت فقرة إلقاء باقة الورد الخاصة بالعروس .فتقدمت جميع الفتيات من الساحة فنهضت رقية سريعا ولكن أمسك جاسم يده قائل بسخرية:-
-عايزه عريس ولا أيه ،أصلا أنا كيس جوافة قاعد قدامك !!

تملمصت منه قائلة علي عجالة :-
-أوعي بس ياجاسم متبوظش الخطة ..

ثم أسرعت ووقفت خلف سارة مباشرة.إلتفتت سارة لها ثم غمزت لها،أومأت رقية برأسها وهي تبتسم بخبث ..

إستدارت سارة للامام ورفعت يدها بباقة الورود عاليا ثم ألقتها بخفة حتي تكون مصيرها فيي يد رقية التي أبتسمت بإنتصار وسط تزمر بعض الفتيات لانهم يعلمون أن رقية متزوجة ..

قالت فتاة ما وهي تهمس لرفيقتها بحقد :-
-معاها واحد يقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك .وهي عايز تتجوز تاني ..

ردت رفيقتها بغل واضح :-
-نسيت نفسها لما كانت بتتكسف تقف معانا في أي مناسبة وضلها كان بيختفي معاها ..

رأت رقية نظرت الحقد والكره ،فتصنعت عدم الأهتمام وهي تبتسم وتسير نحو جاسم الذي يقف عاقد ساعديه أمام صدره وينظر لها بتعجب علي فعلتها ..أقتربت منه وهي تلوح ب بباقة الزهور قائلة بسعادة:-
-أنا اللي أخدته ونجحت الخطة ..

فك ساعديه قائل بنبرة ساخرة :-
-مبروووك العريس بقا هيجي أمتااا ..

زمت رقية شفتيها بضجر :-
-عريس أيه ياجاسم ..

ثم أبتسمت بخجل وهي تعبث بقميصه :-
-أومال أنت بتعمل أيه هنااا ..

أبتسم جاسم بإستخفاف قائل :-
-لا أنا جاي هنا عشان آكل جاتوووه ..

ضحكت رقية قائلة :-
-بص أنا هقولك الموضوع ..بس فينا مين يكتم السر ..

أومأ برأسه بالأيجاب .فتلفتت حولها بحذر ثم أشارت له بالأنحناء قليلا قائلة بهمس :-
-هات ودنك ..

لم يفهم شئ ولكنه أنحني ..فقالت بهمس في إذنه :-
-أصل البنات اللي كانت واقفة دي في منهم بنات عم سارة وأنت عارف بقا عيلة الأب حاجة أستغفر الله العظيم يارب .وطنط هالة اللي هي تبقي مامت سارة العروسة وصتنا بكده ..وبعدين البنات التانين دوول معانا ورخمين اووي وأحنا مش بنحبهم ..

ثم تابعت بإستنكار :-
-وبعدين أحنا تعبنا في تنقية الورد ده عاوزنا نفرط في حقنا لأي واحدة كدة..

إبتعد عنها قليلا وظل ينظر لها نظرات مستتكرة وضرب كفا علي كف ورحل…

ومن أجمل الفقرات التي قدمت كانت فقرة الراقصة الرومانسية التي تعرف slow..

_حيث حاوط “رامز”خصر سارة وتمايل بها بعشق وهي تحاوط عنقه بيدها ..كانت رقية تقف علي مسافة قريبة منهم وهي تصفق بحب وعيون مبتسمة لرفيقتها .جذبها جاسم علي غفلة ولم تشعر بنفسها إلا وهي علي الساحة” الأستيدج” في أحضانه وتتمايل معه أتسعت عينها بذهول ولكنها أبتسمت وحاوطت عنقة رغم حيائها من الموجودين ..كانت الفتايات تلعن حظهن ألف مرة وتمنوا تبديل حظهم بحظ تلك المشوهة ….

غمزت لها سارة بينما ضحكت هي رافعه رأسة لزوجها الذي يبتسم لها بعشق …تشعر أنها في حلم لاتريد أن تستيقظ منه أبدااا ..هي ترقص في العلن مع زوجها وسط فتيات يحسدونها الأن وهي كانت تتمني في يوم أن تمتلك حياة بسيطة مثلهمن …

-في قصر الراوي ..

_عاد جاسم وزوجته إلي القصر بعد إنتهاء زفاف رفيفتها وودعهما الحار …يقف جاسم أمام غرفة حنين ينتظر خروج الدادة صباح ..خرجت وأغلقت الباب بهظوء ووقفت أمام جاسم قائلة بتهذيب :-
-نايمة ياجاسم بيه ..

أخرج جاسم يده من جيب بنطالة قائلة بجدية :-
-شوفتيها متغطية كويس يادادة ..

إبتسمت صباح قائلة :-
-ما أنت عارفها يابية بترفس الغطا برجليها .ده أنت بنفسك كنت بتدخل بعد مابتنام عشان تغطيها تاني ..

أبتسم جاسم لذكرياته قائل بهدوء:-
-زمان كانت صغيرة يادادة لكن دلوقتي كبرت ومبقاش ينفع أدخل أوضتها ..

أومأت برأسها قائلة بجدية :-
-عندك حق يابيه الست حنين بقت عروسة خلاص..

كانت سوف تتحدث ولكنها صمتت بإستحياء ..

إبتسم جاسم قائل بتفهم :-
-عاوزة تقولي حاجة يادادة ..

صباح بتردد:-
-بصراحة أه بس متأخذنيش يعني ..

جاسم وهو يرمقها بإيجاب وتركيز..

صباح بحذر :-
-ياريت يابيه يعني تبقي تأخد بقالك من معاملتك مع ست حنين قدام الست هانم مراتك ..

جاسم وقد عقد حاجبيه بتعجب :-
-هي رقية حكتلك حاجة يادادة ..

ضحكت صباح قائلة :-
-ضحكتني يابيه هي مرات حضرتك بتتطلع من الأوضة أصلا ..

ثم تابعت بجدية :-
-أنا أخدت بالي قبل كده وانتم بتفطروا تحت .حسيت ملامحها أتغيرت وكأنها غيرانة وكمان ست حنين كأنها كانت بتتعمد أنها تزعلها ..

تنفس جاسم الهواء وزفره بضيق وهو يهز رأسه قائل :-
– إنك نبهتيني يادادة ..

صباح بإبتسامة :-
-علي أيه يابيه ده واجبي …

ثم أستأذنت وأنصرفت .كان حازم يصعد الدرج وهو في حالة إعياء وليس سكر ..إلتفت إليه جاسم ثم قال بصوت جهوري:-
-حااازم ..

وقف حازم في مكانه وهو علي قرب من غرفته .إتجه إليه جاسم ووقف قبالته ثم قال وهو يتفحصه :-
-أيه هو البيت خلاص بقا لوكندا تجيها وقت ما أنت عاوز ..

حازم بعين باهتة :-
-أناا ب باااجي عع علي طوول ..

وضع جاسم يده في جيب بنطاله قائل بسخرية :-
-علي طوول إزاي ،ده أنا بشوفك صدفة كل سنة مرة في البيت ..

ثم تابع بجدية :-
-أنت فاكر أخر مرة شوفتك فيها كانت أمتاا..

حازم وهو يستنشق لاشي عدة مرات قائل يإبتسامة باهتة :-
-معلش بقا أنت الكبير ،وأنت اللي دايما بتدور عليا ..

جاسم بقلق من هيئتها المزرية وقد ضيق عينه وأخرج يده :-
-مالك ياحازم ،أنت تعبان أجيبلك دكتور ولاحاجة ..

هز حازم رأسه عدة مرات بالنفي قائل :-
-تؤتؤ ده أنا بس عاوز أنام تسمحلي أدخل ..

أبتسم جاسم وأقترب منه ووضع كفه علي كتف أخيه قائل بصدق :-
-حازم لو في حاجة قولي أنا أخوووك الكبير ،وأكيد هقف معاك في أي حاجة ..

شعر حازم بصدق حديثه فقال بنبرة حزينة :-
-ربنا يخليك ليا يا أخوويا ..

أومأ جاسم برأسه وقد أفسح له الطريق .وسار حازم وهو يمسح بكفه أسفل أنفه عدة مرااات ويستتشق لاشئ ..

ضيق جاسم عينة ثم قال بنبرة جامدة :-
-أنت بتشم !!!!!

-أستيقظت في صباح يوم ما وبعد ذهاب جاسم للشركة دلفت لتنعم بحمام ساخن وبعد الإنتهاء إرتداءت رداء محتشم ثم مشطط شعرها ووضعت الحجاب بعشوائية عليه ثم دلفت للشرفة فهي مكانها الوحيد في هذا القصر الوااسع ..ضيقت عينه بتعجب وهي تري حقائب سفر توضع في سيارة كبيرة ..وبعد دقائق دلفت مشيرة للسيارة وخلفها هدي والممرضة الخاص بمشيرة …

من خلف الزجاج ..

مشيرة ل صباح بجدية :-
-أنا مسافرة المزرعة يومين .وفي خلال اليومين دوول عاوزة أعرف دبة النملة ..

أومأت صباح برأسها …فإرتداءت مشيرة نظارتها الشمسية وتحركت السيارة بعيدا ..

-فكرت رقية في الهبوط إلي أسفل والتعرف علي أجواء القصر ..فأبتسمت وقررت إستغلال الفرصة فركضت سريعا وخرجت من الغرفة وهي تهبط الدرج علي عجالة .دلفت صباح في هذا الوقت فوقفت رقية بإستحياء.أبتسمت “صباح” وهي تذهب نحوها حتي وقفت قبالتها قائلة بمرح :-
-تسمحيلي أقولك كفارة بقااا ،أخيرا خرجتي ونزلتي بره الأوضة …

أبتسمت رقية بخفة ثم قالت بخفوت :-
-هما راحوا فييين ..

صباح بإبتسامة:-
-راحو المزرعة لأنهم بيزورها كل شهر لأن الجو هناك ممتع وكمان دكتور مشيرة هانم طلب كده عشان صحتها ..

أبتسمت رقية بسعادة ،سوف تقضي أيام دون أن يتعكر مزاجها وصفوها ،أستمعت إلي صوت أغاني شعبية تأتي من مكان مجهول المصدر ،فنظرت إلي صباح بإستفسار.فتحدثت الأخيرة بحرج :-
-معلش ياست هانم أصل البنات جوه مابيصدقوا الهوانم يمشوا ،عشان يفكوا عن نفسهم شوية ..

ثم تابعت بجدية :-
-بس أنا هاروح أدبهم ..

أوقفتها رقية وهي تقول علي عجالة :-
-لا أستني ،أنا جاية معاكي أفك أنا كمان ..

رمقتها صباح بتعجب ولكنها في النهاية أستجابت لطلبها …

-داخل المطبخ …

الفتيات تجمعن في ساحة واحدة وهن برقصن ويطبلن علي الأواني ..دلفت رقية مع صباح فهي لأول مرة تري المطبخ فكان كبير للغاية به أدوات وأجهز كثيرة ..وقفت بجوار الحائط بإبتسامة سعادة وهي تتفرج عليهن ..وأخذت تصفق وهن لايشعرون بوجودها …رمقتهن صباح بغضب ثم تنحنت بصوت عالي ..جعلهن يلتفتون بفزع وفزع أكبر لما وقعت أعينهن علي رقية ،أستغربت رقية من فعلتهن فقالت بإبتسامة وهي تتابع التصفيق :-
-كملو وقفتوا ليه..

لم تجرأ أي واحدة منهن علي الحديث فأقتربت منهن قائلة برجاء :-
-بجد أنا مخنوقة أوووي ومحتاجه للجو ده كمان .ياريت تكملوا ..

تقدمت واحدة منها ثم نظرت إليهن بإيجاب ،فرفعت كفيها وبدأت في الغناء والتصفيق مجددا وشاركتهم رقية أيضا …

_هبطت الدرج بفزع وهي تسمع أصوات مثل الصراخ تأتي من مطبخ القصر أصوات تسبب تلوث سمعي ..

دلفت المطبخ فوجدتهن يتابعن الغناء وهن يصنعون انواع مختلفة من الحلويات ومن ضمنهن رقية التي تصنع قالب كيك مغطي بالشيكولاتة ..أرجعت “حنين”رأسها للخلف بعصبية ثم صاحت بصوت جهوري :-
-أنتو بتعملوا أيه …

توقفن عن الغناء سريعا ..وهبت صباح قائلة بأسف :-
-أسفين يا أنسة حنين مش هتتكرر مرة تانية ..

حنين بضيق:-
-دادة أنا عندي صداع ومش قادرة بجد ،ياريت مسمعش الأصوات الغريبة دي تاني ..

صباح بجدية :-
-حاضر ياست حنين ..

كانت رقية تختلس النظر عليها من بعيد .فهي لم تلاحظها ..

كادت أن تغادر فأستغلت صباح الموقف قائلة :-
-طب ماتستني معانا ،أحنا بنعمل حلويات وكريم كراميل من اللي أنتي بتحبيه ..

لمعت عين حنين بفرحة وأستدارت قائلة :-
– بجد ،طب في كيكة …

أومأت “صباح “برأسه قائلة بإبتسامة :-
-مدام رقية بتعمل كيكة أهي ..

ثم أشارت بيدها عليها ..تصنعت رقية الإنشغال ،وتغيرت ملامح حنين إلي الأقتضاب قائلة :-
-خلاص مش عاوزة حاجة ..

إلتفتت حنين لكي تخرج ولكنها سمعت صوت خافت خلفها ..

رقية وهي تقدم الكيك بإبتسامة :-
-طب ماتجربي دي حلووة بالشيكولاته ..

وصلت رأئحتها سريعا إلي معدة “حنين “فإستدارت ببطء وهي توزع أنظارها بشهية بين قالب الحلوي وبين رقية …

قالت بتردد وهي تضبق عينه :-
-شيكولاته ..

هزت رقية رأسها سريعا بإيتسامة إيجاب ..

-في الحديقة..

تجلس رقية مع حنين علي الأرجوحة .وتنظر بإبتسامة إلي حنين التي تأكل كطفلة صغيرة ،فهي تشبه الأطفال إلي حد كبير ،فهي أقصر من رقية وبعيون رمادية وشعر ناعم ليس قصير وليس طويل وذات جسد نحيل ..أخذت رقية تتسائل كيف لهذا الوجه البرئ يعاشر الوجه القاسي الحاد “شيري”..فشخصية حنين تظهر فيها الطيبة والسذاجة مرة واحدة…إنتهت من إلتهم قالب الكيك ثم نظفت فمها ووضعت ثم وضعت الطبق المذهب علي الطاولة بجوارها ،إلتفتت حنين لها قائلة بشكر:-
-تسلم إيديك حلوووة اوووي ..

رقية بسعادة :-
-بالهنا والشفا ..

رمقتها بتفحص ثم قالت بغموض :-
-أنتي أكلتيني من الكيكة بتاعتك ليه ؟؟وأنتي عارفة ومتأكدة إني مش عاوزاكي هنا ..

رقية بإبتسامة :-
-أصل أنا حبيتك من حب جاسم ليكي .وبعدين أنا بحب أي حاجة من ريحة جاسم ..

ثم تابعت بخبث :-
-ومش بعيد نكون صحاب كمان …

هزت حنين طرف ذقنها وهي تردد:-
-صحاب !!..

فتابعت بجدية :-
-يعني أعتبر إن الكيك عربون محبة وتقديم للصحبية !!..

رقية بإبتسامة وهي تنظر الي الطبق الفارع وهي تضيق عينها :-
-وأظن إن العرض كان مغري شوية ،وانتي وفقتي عليه بجدارة ..

فهمت حنين مقصدها فتعالت ضحكتهما ..

حنين قائلة بجدية ونظرات ثابتة وسؤال مصير:-
-بتحبي جااااسم ؟؟؟…

توقفت رقية عن الضحك وقد تورت وجنتيها قائلة بخفوت :-
-أبقا كدابة لو قولتلك إني مش بحبه ..

إبتسمت حنين بوجع قائلة :-
– وهو كمان ببعشقك ..

رقية وهي تضع يده علي كتفها قائلة بإبتسامة :-
-وبيحبك أنتي كمان أوووي ياحنين ..

قم تابعت برجاء :-
-حنين ممكن متكرهنيش لأني أنا مش وحشه عشان أستاهل الكره ده ..

حنين بإبتسامة :-
-وأنا مش بكرهك يارقية طول ما أنتي شايلة أسم بابا “جاسم ” عمري ماهكرهك ..

ثم قالت بمرح :-
-أومال أنا ساكته عليكي كل الفترة دي ليه ومورتكيش البنات بيعمله أيه في مرات أبوهم ..

ضحكت رقية قائلة بتهديد مزيف :-
-طب كويس إنك معملتيش كده ،عشان ساعتها كنت هوريكي شغل مرات الأب عامل إزاي ..

ثم تعالت ضحكاتهما مرة ثانية …وهو يقف من بعيد يراقبهما بسعادة فأغلي حورتين في قلبه من الممكن أن يصبحا أصدقاء بالقريب العاجل..

-عندما زادت “صافي ” في إيذاء راضي قرر آتأخذ موقف وبينما هو جالس أمام البناية أخرج من جيب جلبابه المفتاح المعدني ثم تأمله لوهلة قبل أن يرفع رأسه عاليا ويتأمل تلك الشقة وهو يقنع نفسه إنه القرار الصائب ..ربما يكون القرار بداية وربما يكون نهاية…

في ذات يوم سافرت فيه حنين إلي المزرعة فقد إشتاقت إلي مهرتها الصغيرة “حنه”وعرضت علي رقية الذهاب معها لكنها أبت بشدة فلا تستطيع التواجد مع مشيرة وهدي في مكان واحد بعيد عن الإنظار خصوصا بعد زيادة مدة المكوث هناك ..فشعرت رقية بالململ من جديد وأصبحت سجينة الغرفة مرة أخري .دلف جاسم إلي الغرفة فكانت متسطحة علي الأريكة وهي تقرأ رواية رومانسية ومندمجة بها بقوة حتي أنها لم تشعر بتواجد جاسم ..خلع سترته ووضعها علي الفرأش وهو مثبت النظر عليها .أقترب منها وسحب من يدها الرواية ووضع قبلة صغيرة علي شفتيها قائل بعتاب :-
-أيه اللي واخدك مني ..

أعتدلت قائلة بضيق :-
-أنا مخنوقة اوووي ياجاسم .أنت علي طوول بره وسارة في شهر العسل حتي حنين اللي لسه بكون معاها صداقة جديدة راحت المزرعة كله سافر إلا انا بس اللي هنا في الأوضة..

جاسم بتعحب ومرح:-
-أنتي هنااا ،تصدقي كنت فاكرك هناك ..

أشاحت وجهها بضجر ،فجلس بجوارها وهو يلفها لتكون في وجهه قائل بإبتسامة :-
-ينفع يعني تبوظي المفأجاة اللي أنا عاملها ..

ضيقت مابين حاجبيها بتعجب ..فملس علي كفها بحنان قائل :-
-هنسافر تركيااا أنا وانتي …

أنفرج فمها بصدمة قائلة بعدم تصديق :-
-تركيااا !!!..

اومأ برأسة ثم تابع بجدية قائل :-
-أحنا هنسافر عشان أنفذ وعدي ليكي وهخليكي واحدة تانية .هنسافر تركيا عشان نمسح كل أوجاعك ..

نظر في عينها مباشرة قائل بإبتسامة :-
-هنساافر عشاان عملية التجميل يارقية ..

صدمة صدمة لها لاتعلم تحزن أم تفرح .نهضت كالمغيبة وهي تبتسم بأمل ممزوج بدموع فرحة وهي تتخيل نفسها بهيئتها الجديدة..سارت بعيد عنها وهي تبتسم وتبكي سعادة .ثم أفاقت لنفسها وهي تتذكر حديث الاطباء الذبن كانوا ينفون شفائها وتردد جملة لايوجد أمل ،أستدارت برأسها وقد تلاشت الأبتسامة قائلة بحزن:-
-متتعبش نفسك ياجاسم مفيش أمل ..

نهض هو ووقف قبالتها ومسح بسبابته الدمعة الهاربة من عينها قائل بعتاب :-
-مفيش حاجة أسمها مفيش أمل ،ربنا لما بيخلق مرض بيخلق دوائه مفيش حاجة ملهاش علاج يارقية …

ثم تابع بخبث :-
-وبعدين السفرية دي هتبقي شهر عسل برضة يعني فرصة ندلع نفسينا وسط الأتراك ..

لم تبتسم ولم تصدر إي رد فعل لاتريد أن تعلق نفسها بأي أمل …

أقترب منها وهمس لها قائل :-
-صدقيني السفرية دي هتكون بمثابة شهر عسل يعني مش مرتبطة بالعملية ك شئ أساسي…

رقية بنبرة حزينة وهي تمني نفسها :-
-تفتكر هيبقي فيه أمل ..

ملس علي شعرها بحنو قائل :-
-قولي يااارب يارقية يااارب ..

ثم تابع بشرود:-
-أحنا هنسعي ونطلب الشفا وربنا معانا ،حتي لو هنلف العالم كله …

رقية وهي تقول بتعجب :-
-بس أنا مش معايا جواز سفر ولاحاجة ،أزاي هسافر …

ابتسم وهو يطمنها :-
-هنسافر في طيارتي الخاصة متقلقيش ..

أبتسمت وهي تحاول تقنع نفسها بأي امل جديد .بأي بداية أوربما نهاية ..

-علي متن الطائرة الخاصة بالراوي…

سيطرت عليها حالة من الفزع عندما لمست قدميها الطائرة وجلست علي المقعد وبجوارها جاسم الذي يقوم بربط حزام الأمان لها تعمد العبث في الحزام حتي يري عينها التي تتحرك بفزع وجسدها الذي يرتعش أبتسم بتسلية قائل :-
-يابنتي أهدي مش كده الطيارة لسه متحركتش،أومال لما تتحرك هتعملي أيه …

تمتمت بهلع وخوف :-
-لما أنا حالتي كده وهي علي الأرض أومال لما تبقا في السما ،يااارب…

ثم قالت بضجر وهي ترتعش :-
-وبعدين أخلص ده كله بتربط الحزام ..

جاسم بتهكم :-
-أثبتي أنتي بس بدل ما أنتي عمالة تتهزي كده ..

زفرت بضيق ..فأعتدل هو وأرجع ظهره للخلف قائل :-
-خلاص خلصت ..

حاولت إشغال نفسها فتسائلت بجدية وحزن:-
-هي العملية لو منجحتش آآ أنت ممكن تسبني ؟؟…

جاسم وهو يتصنع التفكير :-
-والله أنا هبقي مضطر ساعتها إن..

أغمضت عينها قائلة بألم مقاطعة :-
-تسبني صح ..

أقترب منها بوجهه هامسا :-
-هبقي مضطر أعشقك أكتر وأكتر أعمل أيه في حبك بقااا ..

فتحت عينها وهي تعض علي شفتيها بخجل وهي تشيح بصرها عنه بعد إحمرار وجهها خجلا ،وتحرك يدها علي أحشائها بسعادة فهي تحمل نطفة في رحمها .تحمل نطفة سوف تصبح جسد صغير في يوما ما ،جسد سوف يسبب في إنتفاخ باطنها ،قررت عدم الأفصاح عنه حاليا وسوف يكون “وصلة سعادة”فحين فشل أو نجاح عمليتها …سوف تنجب روح تكونت من توحد أرواحهمهما وجسدهما ..سوف تحصد نتيجة عشق هذا الجاسم لها …رمقته بعشق وهي تمسك كفه الخشن وتضعه علي أحشائها بحركة عفوية منها ..لم يفهم حركتها فعقد حاجبيه بتعجب قائل بإستفسار :-
-أيه جعانة يارقية ..

لوت فمها بتهكم ولكنه صمتت .وأغمضت عينها لتسبح في هذا الأحساس التي تعيش فيه ..تعيش الحلم الذي كان مستحيلا لها .سبحت في أحلامها وهي تتخيل نفسها بوجه جديد تحمل رضيع ويحاوطها جاسم بيده ،حلمت بسعادة غمرت في قصر الراوي ،سعادة مجهولة الهوية وربما تكون سعادة مع وقف التنفيذ، فتحت رقية عينها وهي تشعر بالطائرة تتحرك تشبثت في جاسم بقوة لتنطلق الطائرة في الهواء وينطلق الأمل معها، ولم تعلم رقية هل دي نهاية أم بداية لها ..

“مايربط الحلم بالواقع إرادة الله،فسبحانك يالله تجعل مجرد حلم واقع جميل من أجل إسعاد عبد بكي وهو يتمني سعادة تغمر قلبه وروحه ،لايوجد شئ أسمه حلم مستحيل فإن ربي علي كل شئ قدير ”

تم بحمد الله الجزء الأول من لم أكن دميمة يوما..

 

error: