لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الحادي عشر

شخص ملثم يدخلها بقوة داخل حفرة ويضع الرمال عليها..بينما هي كالجثه الهامدة داخل هذه الحفره نائمة بإستيسلام تاام..لاتحاول المقاومة ولاتسعي للنجاة …مازال يضع عليها
الرمال حتي اختفت اسفل الرمال ..أبتسمت بإطمئنان وسعادة وهي تري نفسهاا تفارق الحياة ألي الابد ..وبدون أنذار وجدت الرمال ترفع من عليها ..لتكشف عن وجوه ثلاث أشخاص ينظرون إليها بإبتسامة ..وعيونهم خالية من أي شر …امتدت لها الثلاث أيادي .وكل يد تتمني ان تمسك بها ..لكي تنجو بها ..وتصبح ملكا له مدي الحياة …
اخذت تهز رأسها عدة مرات بالنفي وهي تضع الرمال عليها مره أخري ..حتي تحدث أحدهم قائل بتوسل:
-قومي يارقيه ..قومي وانا مش هخليه يتعرضلك تااني ..
وتحدث الثاني قائل بخوف واضح:
-متعمليش كده يارقيه ..تعالي معايا وهنمشي من هنا ..

لم يتحدث ثلاثهم ولكن أخذ يتطلع إليها بوجه خالي من أي تعبير ..وعينه محدقه بها وكأن زرقته تحكي الكثير ..نظر إلي الشخص الاول نظره غريبة لم تستطع رقية فهمها …
لم تسمع لهم رقية واخذت تتدفن نفسها مرة أخري ..وهي تنظر لهم نظرات صامتة منكسرة …أختفت من أمامهم وبعد ثواني,صعدت روحها إلي السماء..

ابتسمت بفرحة عارمة وهي نائمة علي فرأشها الصغير وكان تتمتم مع نفسها :
-اناا جتلك ياارب ..جتلك عشان انت هتبقي احن عليا منهم .انا مش عايزهم ومش عايزه الدنيا دي ياارب
عقد راضي حاجبه بتعجب وهو يضع علي جبهتها قطعة من القماش مبتله بالماء بما يسمي” بالكمادات “وضع القماشة بمكانها في الماء…وملس علي شعر إبنته المنسدل علي وسادتها :
-رقيه يا رقيه قومي يابنتي خدي علاجك ..

تململت في فراشها بتعب وهي تحاول بصعوبة فتح جفينها ….فتحت عينها بتعب لتري والده أمامها …اعتدلت من نومها وهي تتألم ساعده والده علي النهوض و..جلست علي الفراش وهي تنظر حولها بدهشة ..تذكرت عندما كانت السماء تمطر ..وهي تجلس في إحدي الشوارع تبكي واخر ماتذكرته عندما فقدة وعيها في الطريق ..دقت ساعة الحائط تعلن عن الساعة الثانية صباحاا ..تكلمت بصعوبه وهي تشعر بألم في رأسها:
-بااابا هو انا ميين جابني هناا!!

راضي وهو يتناول علبة الدواء من الرف:
-ده انا اللي عايز اسألك حصل ايه ومين جابك هنا ..انتي اتأخرت في الجامعة..روحت عشان اصلي العشاء وادور عليكي ..رجعت لقيتك متغطيه ونايمة في سريرك والسخونه في كل جسمك ..شكله دور برد من الجو ده…

نطرت إلي أبيها بتجعب وهي عاقده حاجبيها قائله في نفسها :
-ايوة يعني مين جابني هناا ..انا مش فاكره اني جيت لوحدي ابداا..

راضي وهو يناولها كأس الماء وقرص الدواء:
-يله ياحبيتي خدي الدواء عشان تبقي كويسه ..
نظرات إلي كأس الماء والدواء نظرات فهمها راضي علي الفور وتحدث بمرح:
-معلش نسيت ..اني بنتي لسه صغيره مبتعرفش تبلع البرشاام ..
مسك حبة الدواء وقام بتفتتيها داخل كأس الماء واعطي لها الكأس ..لتشرب منه ببطء… راضي قائلا بهدوء:
-قوليلي يارقيه مين جاسم وحازم االلي عامل تصدعيني بيهم وانتي نايمة.
اتسعت عينهاا بصدمة وهي تتصنع عدم الفهم :
-جااسم وجازم ميين يابابا اكيد بيتهيألك..
نظر لها بعدم أقتناع بينما هي أخفضت رأسها ارضا ..
تحدث بشك:
-طب ياابنتي ..نامي انتي دلوقتي ..وانا هقفل باب العمارة واجاااي
نهض من مكانه متجه إلي الخارج ..بينما هي أخذت تفكر كيف جأت إلي منزلها ..
زفرت بضيق قائلة:
-ماهو اكيييد مش بمشي وانا نايمة يعني…
اهتز هاتفها معلن عن قدوم الرسالة المعتادة “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ♥”

قرأتها اكثر من مره ..فقد ارتااح قلبهاا بعد هذه العبارة لاول مرة يرسل لها شئ قيم مثل هذه الاية ..قبلت هاتفها ووضعت اسفل وسادتهااا .قبل ان تغمض عينها وتستسلم إلي سلطان النوم

اخرج راضي من جيب جلبابه سلسلة المفاتيح الخااصة بالباب الحديدي للبناية ..وقبل أن يغلق الباب رأي “شيري”في سيارة احد الشباب أمام البناية ..يتبادلون القبل بشئ مثير للاشمىئزاز ..غض راضي بصره سريعا وهو يستغفر ربه:
-استغفر الله العظيم ..بنات معندهاش حياء ..هنلاقيها منك ولامن امك ..امتي العمارة تنضف من أشكالكم ”

اغلق الباب بعنف واخرج منه المفتاح ودخل غرفته …

دلف حازم إلي القصر وهو غاضب للغاية القي بسلسلة مفاتيحه بإهمال .وجلس علي الاريكة وهو يهز قدمه بتوتر وغضب ..فتذكر حديثه مع أخيه في الشركة وإهانته إمام جميع الموظفين وتذكر صفعة رقيه له مماجعله يريد الانتقام منها اكثر من الاول …و رفض أخيه أن يعطيه المال الذي يحتاجه ..فكر في خطة ماكرة لكي يحصل بها علي مال وينتقم من أخيه بها ..ويكسر عينه ..ظل علي هذه الوضعية لفتره طويلة ..لمعت عينه فجأة بمكر وبريق شر ..وهو يتتطلع إلي أعلي حيث توجد حنين ..ابتسم أبتسامة عريضة برزت اسنانه ..وقال في نفسه :
-هي دي اللي هتجيبك الارض ..واقدر اكسرك بيهاا”
ابتسم بخبث واخرج من جيب بنطاله هاتفه وارسل رسالة نصية ألي أخيه”تعالي يااسبع الرجال وشوف حبيتك وبنتك هههه زي مابتقول وهي ناايمه في حضن اخوك”.ثم القي الهاتف علي الارض ..وفرك يده بحماااس قائل :

-استعنا علي الشقا بالله ..نصيبك بقاا ياحنين ..

بينما جاسم يقود سيارته عاد إلي القصر سمع رنين هاتفه يعلن عن وصول رسالة ..احتلت معالم صدمة وجهه بعد قرأته للرسالة ..اوقف السيارة بصورة مفاجئة ..يحاول تكذيب االرسالة التي قرأها الان ..ضغط علي زر الإتصال بعجالة ولكن لم يوجد رد ..اعاد تكرار المحاولة عدة مرات وكانت نفس الاجابة ..اخذ يصرخ بشده :

والله ياحازم لو عملت كده هقتلك ..إلا حنين يااحازم ثم صرخ بصوت أعلي إلا بنتي ياحازم ..ثم قاد السيارة بسرعة جنونية وكادت السيارة قد تنقلب به عدة مرات إلا انه يتفاد الحوادث ببراعه أخذ طوال الطريق يصرخ بألم ..وهو يتخيل المشهد الذي سوف يقتله الالاف المرات ..زاد من سرعة السيارة أكثر عندما تخيل ذالك…

-في غرفة حنين

وقفت امام المراه تنظر لنفسها نظره اخيره ..لم تنكر انها خجلت عندما رأت إنعكاس صورته في المرآه ..ولكن حاولت إقتاع نفسها بالحجج الزائف..ه تنهدت بسعادة قائله:
-اتأخرت كده ليه بس ياجاسم ..احلي اني مامي وطنط مشيره راحو المزرعه النهارده عشاان ابقي علي راحتي ..

ارادت تسلية نفسها فقامت بتشغيل بعض الاغاني .واخذت تتمايل عليها بخفة وحاولت تقليد صافي ام صديقتها ..ولكنها فشلت وبينما هي تتراقص وتتمايل ..فتح حازم الغرفة بقوة ..توقفت عن الرقص ووضعت يدها علي جسدها وهي تنظر له بإرتباك :
-ف –في ايه حازم بتدخل الاوضه عليا كده ليه ”
لم يجيبها بل ظل محدق بها برغبة شديدة وهو يراها بهذه الوضعية .. لقد تغيرت كثير عن الفتاة الصغيره المدلله واصبحت أنثي في كامل زينتها … مسح شفتيه بطرف لسانه واقترب منها .واخذت هي تتراجع للخلف وهي تقول بلهجه خائفه :
-ف ف في ايه بتقرب ك ك كده ليه.ها ..
خلع قميصه وألقي علي الارضية ..وجذبها من خصلات شعرها بعنف ..وهي تصرخ وتبكي بأعلي صوت .
-ألقاها بعنف علي الفراش وهو يحاول نزع ملابسها عنهاا بقوة .بينما هي كانت تتوسل إليه ..وتنحني لكي تقبل يده وقدمه بأن يتركها دون أن يفعل معها شئ,بينما هو لايهتم بحديثهاا ..واخذ ينزع عنه ملابسه ..واقترب منها يحااول تقبيلها ..عندما رأته يقترب منها بشدة… صرخت بكل ما أوتيت من قوة:

_لااااااااااا والنبي لاااااااا يااحازم

صف جاااسم سيارته أمام القصر وترجل منها علي عجاله ..دلف إلي الداخل .واستمع صوت صراخ حنين ..جز علي اسنانه بغصب وصعد الدرج في ثواني قليلة .وصل إلي غرفة حنين ووجد الباب مفتوح دخل وهو يركض إلي الغرفة ..ولكن وقف في مكانه وهو يري حنين مسطحه علي الفرأش وحازم فوقها يحاول الاعتداء عليها بصورة وحشية .صرخ بصوت كاد ان يخلع جدران المنزل :
حااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اازم
التفت حازم إليه..واستغلت حنين إنشغاله وقامت من علي الفرأش وذهبت أختبأت خلف ظهر جاسم ..خلع سترته والبسها إياها و دفعها بخفه خارج الغرفة …اوصد الباب عليه هو وحازم .وإنطلق ناحية أخيه وجذبه إليه بقوة واخذ يسدد له اللكمات المتتاليه ..وهو يصرخ في وجه أخيه :
_دي بنت عمك انت كماان ياوسخ..لحمك وعرضك انت كماان ..سدد له العديد من اللكمات حاول حازم الدفاع نفسه وكاد ان يلكم أخيه لكن لم يستطع بفعل اللكمات التي يسدده له جاسم.. مماجعل حازم ينزف بشده من أنفه وفمه .وقف جاسم وخلع حزامه الجلدي و قام بلفه حول يديه ..واخذ يضرب حازم علي جسده بشده
استمر علي ذالك لوقت طويل وحنين كانت تتطرق علي الباب وهي تبكي:
-خلاص سيبه يااجاسم
هيموت في ايدك..سيبه..
لم يستطع حازم التحمل بعدما أمتلأ جسده كله بالدمااء ..غاب حازم عن الوعي ..وفي هذه اللحظه اهتزت يد جاسم الممسكه بالحزام ..حتي وقع من يده وجثي علي ركبته أمام اخيه قال بهلع وخوف :
-ح حازم قوم ياحازم ..قوم يا اخويا رد عليا …
ولكن لم يفيق حازم .وقف جاسم وخرج من الغرفة ..حنين وهي تنظر له بترقب :
-ايه يااجاسم حازم حصله حاجه ..
لم يجاوبها جاسم وسحبها إلي غرفته وادخلها .. قال دون وعي :
-نامي هنا يااحنين ..نامي دلوقتي..
لم يستمع جاوبها وخرج وأغلق الباب عليها من الخارج..بينما هي ارتمت علي فراشه واخذت تبكي وتشهق بقووة …
رجع إلي غرفة حنين حيث يوجد بها حازم ..أخرج هاتفه وضغط علي زر الاتصال وانتظر الرد :
“معتز ..هاتلي دكتور علي القصر حالا ..متسألش اخلص”
ألقي هاتفه وجلس بجانب أخيه .. منع دموعه من النزول بصعوبه وهو يري أخيه في تلك الحاله …منع نفسه من البكاء فمنذ وفاة أبيه وهو أقسم بأن لاتدمع عينه ..سقطت دمعه علي خده فمسحها بسرعه ..وتحدث قائلا:

شووفت ووصلتني لايه عجبك كده يعني ..متخافش هتقووم وهتبقي كوويس “

-في منزل رباب
كانت جالسه علي فرأشها تنظر إلي زوجها النائم بجوارها وهي تحدث نفسها:

ياتري هتعمل معايا ايه يامحمد لو روقية اختي موفقتش علي اخوك ..ده انت ممكن تتطلقني فيها .ولا ترجع تمد إيدك عليا زي زمان .انا كنت بتحامي في أبني اللي في بطني عشان متضربنيش دلوقتي مليش حجه ..ولو رقيه وفقت هتعيش ازاي مع واحد حياته مهدده بالموت في أي لحظه .هو سامر كويس بس …استغفر الله العظيم ياارب ..ياغلبك يارباب “

كان جالس في غرفته يقرأ في مصحفه كعادته اليومية ..وينتظر أذان الفجر حتي يصلي قبل ان ينام ….كان يبكي وهو يقرأ القرآن .احساس الموت قريب منك اصعب انواع العذاب ..ظل يقرأ ويبكي حتي سمع صوت أذان الفجر ..فغلق المصحف ووضعه جانبا واخذ يدعي ربه ببكاء:

-يااارب اشفيني من المرض ده ..ياارب انا طمعان في رحمتك ياارب ..انا مش بعترض علي مرضي ياارب ..اللهم لاعتراض ياارب بس انا طمعان اووووي في رحمتك اووي يارب “انتهي من دعائه ..وذهب لكي يستعد للصلاة

كان راضي جالس بجانبها وهي نائمه علي فراشها ..طوال الليل لم يفارقها ويقيس حرارتها .تنهد بإطمئنان وهو يري إنخفاض درجة حرارتها …سيطر عليه النوم ولكن قاوم شعوره هذا ..لم يغمض له جفن وهو قلق علي إبنته نظر إليها قائلا :
_ربناا يديكي يابنتي ويرزقك بالزوج الصالح ..وافرح بيكي كده زي أختك “

error: