لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل التاسع والعشرون ..

هبط جسدها علي الأرضية بقوة ونزفت منها الدماء بغزارة كأنها ذبيحة ذبحت اللتو .شعرت بروحها تخرج منها وتقابل ربها ,فكيف تقابل ربها وهي لم تنتظر قضائه وقتلت نفسها بأيدها,ماذا تقول له عندما تقف أمامه تقول له أنها لم ترضي بقضائه, تقول له انها لم تنتظر رحمته عليها وإنتحرت ….

فاقت رقية من خيالها وفتحت عينها سريعاً وهي تستغفر ربها بنبرة باكية :-
-استغفر الله العظيم ,سامحني يارب
ايه رقية خلاص ضعيفتي للدرجة دي وعايزة تموتي نفسك ,خلاص الحمل تقيل عليك اصبري اكيد ربنا شايل ليكي حاجه أحسن ..

ثم نظرت إلي أسفل بحزن وهي تري المراءة العجوز تخرج خارج ابواب المستشفي بعيداً عن الكاميرات والإسئلة التي تلاحقها ,كانت تصرخ بأعلي صوت علي فراق حفيدتها العزيزة ,نظرت لنفسها فوجدت أنها مازالت واقفة علي حافة النافذة إلتفتت وهي تمسك بجدار حتي لتفقد السيطرة علي نفسها وتنزلق ..كادت أن تهبط ولكن وجدت باب الغرفة ينفتح فجاة لتدلف منه “ماريان “وهي تقول بسعادة :-
-رقية جاسم بيه فاق ف—–

ولكن بترت كلامها فجاة وهي تري رقية اعلي النافذة صاحت بهلع :-
-ررررررررقية انتي هتعملي أيه يامجنونة ..

نظرت لها رقية نظرات خالية من أي تعبير وهبطت من النافذة ووقفت علي ارضية الغرفة وهي تمسح دموعها :-
-متخافيش مش هعمل حاجه,ده أنا بس حبيت أتجنن شويه ..

وضعت ماريان يدها علي صدرها بإطمئنان قائلة :-
-يالهوووي وقعتي قلبي في رجليا ياشيخه ..

ثم صمتت قليلاً قبل أن تردف بحذر:-
-اوعي يارقية تكوني كنتي عاوزة تنتحري ..

أبتسمت رقية بوجع قائلة :-
-انتحر !!وانتحر ليه وعشان أيه ماهي الدنيا حلوة اهي ,اه حلوة واووي كمان هو عشان مش بنفرح ,,وفيها أيه علي الأقل هي بتفرح فينا كفاية علينا والله .المهم تبقي الفرحة موجودة بينا مش مهم بقا احنا اللي نفرح واحنا عايشين فيها ,ولا هي اللي تفرح باللي بتعمله فينا..

ثم أقتربت رقية من ماريان قائلة بإبتسامة مصطنعة :-
-متخافيش يا ماريان مش هنتحر ,هو يعني هيبقي نار في الدنيا وفي الأخره كمان ,,ده احنا نبقا فقر أووي بقا ..

رمقتها ماريان بشفقة ووضعت يدها علي كتفها بإبتسامة قائلة :-
-طول ما ربنا موجود ,,يبقي الإمل أكيد موجود يارقية ..

هزت رقية رأسها بإيجاب ,وارجعت خصله من شعرها خلف أذنها وهي تقول بتسائل :-
-أنتي بقا سايبه شغلك وجايه دلوقتي ليه ??..

تذكرت ماريان امر جاسم وهتفت بسعادو قائلة:-
-اصل جاسم بيه فاق وخلاص هيتنقل لغرفة عادية فجيت أفرحك ..

تنهدت رقية وابتعدت عن ماريان وجلست علي الأرضية قائلة بهدوء :-
-طب الحمد الله ,حمد الله علي سلامته ..

تعجبت ماريان من ردها هذا فكانت تظن انها سوف تتطير من الفرحة ,فالفتاة التي كانت تبكي عليه بإنهيار عندما جاءت معه إلي المستشفى يوم حادثته تستقبل خبر إيفاقته بهذه الطريقة العادية ..

قطبت ماريان جبينها بتعجب قائلة :-
-نعم ياختي هو ده اللي قدرك عليه ربنا ,,ده انا قولت هتقومي تجري عليه ..

.أبتسمت رقية بسخرية وهي تجيبها :-
-واجري عليه بمناسبة ايه بقا ,,انا مجرد واحدة شغاله عنده عارفة يعني شغالة عنده يعني أخري أعمل شاي وقهوة ليه بس .. واتحبس عشان خاطره هنا في المستشفي ومعرفش اشوف ابويا اللي بيموت بسببه عادي ما هو انا اصلا شغاله عنده يعمل اللي هو عاوزه بقا..

ماريان بصدمة من حديثها :-
_اوعي تكوني بتحمليه ذنب اللي انتي فيه ده ,,يبقي انتي اتجننتي بقا ..

ثم تابعت بتلقائية وجديه :-
-رقية أنتي بتحبي جاسم ??..

حملقت بها رقية وهي تبتلع ريقها بصعوبة وحاولت ان تبدو طبيعية أمامها ,استعادت شجاعتها قائلة بعند :-
-لااااا ,بقولك انا شغالته في واحد بيحب شغلته ..

ابتسمت ماريان فهي فهمت ما تخفيه رقية,اتجهت إليها وإنحنت تهمس بأذانها :-
-قبل ما تكدبي وتقولي مابحبهوش ,ابقي أطفئ لمعة عينك لما سمعتي أسمه..عينك فضحتك يارقية .

نظرت لها بصدمة وهي تقول بإرتباك :-
-انا اص—-

ولكن بعدت عنها ماريان وهي تلوح بيدها :-
-أشوفك بالليل بقا انا عندي شغل سلااام …

فتحت باب الغرفة وخرجت منه ,وتركت رقية بمفردها تحدث نفسها :-
-بحبه ,,,ممكن اكون بحبك ياجاسم ,انا فعلاً لما بكون معاك بحس بإحساس غريب بس لالا اكيد مش حب ,يمكن عشان انا عمر ما راجل قالي كلمة حلوة قبل كده …اه هو عشان كده ..

ثم تابعت بجدية :-
-بس انا لازم اخرج من هنا اه النهاردة بالليل هاخرج من هنا لازم …

-في غرفة جاسم

خرج الطبيب من الغرفة بعدما إطمئن علي حالة جاسم وإستقرارها واصبح بإمكانه ان يخرج غداً اذا اراد ذالك …

جلست مشيرة بجواره وهي تقبل وجنتيه قائلة بحب :-
-حمد الله علي السلامة ياحبيبي ..

جاسم بإبتسامة :-
-الله يسلمك ياماما ..

اقتربت هدي منه ووضعت يدها علي كتفه قائلة بجدية :-
-الف حمد الله علي السلامة ياجاسم ..

كان جاسم مازال غاضب منها بعد حديثها الاخير عنه ولكن لايستطيع ان يحرجها فهي فرد من عائلته ومسئولة منه كما اوصاه عمه الراحل ..

جاسم بهدوء:-
-الله يسلمك يا مرات عمي ..

أقتربت حنين من الفراش بخطوات بطيئة وهي تعض علي شفتيها السفلي وتنظر إلي الأرض بحرج:-
-سلامتك يا جاسم ..

نظر لها مطولاً فهو حقاً أشتاق لها ,أشتاق بشده لصغيرته المدللة ,رغم غضبه الاخير منها ولكن ابتسم لها بحب وهو يقول :-
-تسلميلي يااا ااا اااا بنتي ..

رفعت رأسها سريعاً وهي تحاول تصديق ما قاله الأن قال لها إبنتي يعني ذالك انه غفر لها وسامحها علي غلطتها ,ابتسمت بفرحة وكادت ان تركض وتحضتنه ,ولكن رفع جاسم إصابعه بتحذير :-
-إياكي تعمليها انا بقولك أهو ..

ابتسمت له بحب قائلة بخفوت :-
-حاضر ..

نظر جاسم إلي معتز الواقف عند الباب وقال بتهكم :-
-جري ايه هو انا كنت بايت في حضنك ولا ايه ..مش ملاحظ اني لسه فايق من غيبوبه وكنت هموت مفيش الف سلامة عليك ياصحبي …

اقترب منه معتز وهو يقول بمرح :-
-ياعم هو انت بيأثر فيك حاجه طول عمرك عضمك ناشف ..

جاسم بضجر :-
-انت شكلك جاي تحسد بقا يله من هنا يامعتز متشكرين ..

معتز بضحك وهو يقول :-
-بهزر ياعم الف سلامة عليك ياصاحبي ..

وضعت مشيرة يدها علي كتله وهي تقوز برجاء:-
-جاسم بكره إن شاء الله ترجع القصر كفايه بعد عننا بقا ..مش كفايه اخووك حازم اللي كأنه ملوووش اهل وصايع كده في الدنيا ده حتي مجاش عشان يطمئن عليك ..

برق جاسم بصدمة عندما ذكر امامه اسم اخيها فهو نسي امره تماماً ,فدخل هو غيبوبته دون ان يهاتف المكلفين بالمكوث مع حازم تتمتم مع نفسه :-
يالهوووي ده انا نسيته خالص ده زمان اتنفخ منهم هناك ربنا يستر ..

خرجت فاطمة من القسم وهي تندب حظها وتبكي بحرقة بعدما علمت من الظابط انهم لم يجدوا لها إبنتها ,كانت تسير وهي تتحدث مع نفسها بصوت عالي حتي ظن بعض الناس انها مختلة عقلياً:-
-روحتي فين يارقية ,,روحتي فين يابت طفشتي ولا روحتي فين ,طب حتي غواكي وهربتي معاه ولا ايه بس ,اقول ايه لابوكي دلوقتي اقوله اني احنا معرفناش نربي ياراضي اقوله بنتك حطط راسك في الطين ,واختك ده جوزها مش بعيد يطلقها في عملتك دي ,ايه اللي خلاكي تمشي وتسيبينا بس ,ماهو لو هربتي مع واحد هياخد اللي هو عاوزه وهيرميكي هيعمل ايه بواحدة محرو—-

بترت باقي كلمتها وهي تقول بدعاء :-
-يارب رحمتك ,رحمتك بينا …

ثم سارت في طريقها إلي المستشفي الذي يركض بها زوجها ..

-في كافيه علي النيل..

تجلس سارة مع خطيبها يتناقشون في امر زواجهم ولكن سارة كانت شاردة تماماً كانت في عالم أخر ,كانت شاردة في اختفاء صديقتها المفاجئ ..لاحظ رامز انها لم تنصت له فقال بخشونة:-
-سارة ..سارة

انتبهت له وهي تبتسم قائلة :
-نعم يارامز ..

رامز بنبرة عادية :-
-في ايه مالك سرحانه في ايه كده ,سايبني بتكلم مع نفسي ..

تنهدت بصوت مسموع وهي تقول بأسف :-
-انا اسفة يا رامز اصل في حاجه شغلاني اوووي ..

رامز بقلق :-
-خير في ايه مالك ..

سارة بضيق :-
-رقية يا رامز بقالها فترة مختفية ومش بتيجي الجامعة حتي وانا قلقانه عليها اووي ,ده انا حتي روحت ليها العمارة امها قالتلي انها عند اختها ..

رامز بهدوء:-
-ماهي ياست اهي عند اختها قلقانه ليه بقا ..

سارة بعدم إقتناع:-
-اصل يا رامز امها كانت بتتكم بإرتباك كده ,وطريقتها ماكنتش مريحاني خالص ..وبعدين عرفت إني ابوها في المستشفي كمان معقول في واحدة تسيب ابوها وهي تعبان وتروح عند أختها يعني دي حاجه تدخل العقل بذمتك ..

رامز بتفكير :-
-عندك حق فعلاً ,بس ياحبيبتي عشان انتي بتحبيها اوووي حاسه اني فيها حاجه متقليش كده ,إن شاء الله تكون بخير ..

سارة بتمني :-
-ياااارب

رامز بغيرة :-
-وبعدين انا لاحظت إنك بتحبي رقية دي اكتر مني وانا كده ممكن اتهور انا بقولك اهو ..

ضحكت سارة قائلة بحب :-
-ياحبيبي انت هتبقي جوزي وكل حياتي …

ابتسم رامز وهو يقول بمرح :-
-طب بلوولييف بلوولييف بقااا ..

في غرفة جاسم ..

كان متسطع علي الفرأش وهو يفكر في في صاحبة العيون العسلية ,يتذكر انه قال لها انه يحبها قبل ان يدخل في غيبوبته ,لم يندم علي ذالك بل هو سعيد انه اعترف لها بحبه الذي يكمن لها داخل قلبه ,كان يفكر في الحلم الذي كان عايش معه في غيبوبته يتذكر الحلم كاملاً ,شعر بالغيرة وهو يتذكر انها كانت لم ترتدي حجاب غير مكترث بأنه مجرد حلم لا أكثر ..ولكن اخذ يتسأل نفسه هل اتت معه إلي المستشفي وحدث لها ما قصته عليه في الأحلام ,ربما تكون واقعه في مشكلة ربما تكون هي هنا الأن !!نظر سريعاً إلي معتز المنحني ليأكل من الثلاجة الصغيرة الموضوعة بجوار الفرأش فالجميع رحل إلا هو .. نظر له جاسم بتهكم قائلاً:-
-انت يازفت بطل طفح وتعالي اقعد ..

معتز والطعام في فمه :-
-اااصل الشيكولات ه د ي حل ووه

جاسم بقرف :-
-يامعفن أبلع الأول الأكل وبعدين اتكلم .

ابتلع معتز الطعام وسحب مناديل ورقية لينظف بها يده جلس بجوار جاسم قائل :-
-ايه عاوزه انت ..

جاسم بتسأل:-
-قولي هو في صحفين هنا في المستسفي ..

معتز بسخرية :-
-صحفييين !!ده في فضيحة هنا حضرتك بس انت كنت في دنيا تانية ..

جاسم بتعجب :-
-فضيحة !!ليه هو حصل أيه ??..

معتز بإيجاب :-
-انا هقولك اصل البت رقي—-

ولكن قطع حديثم طرقات الباب وبعد ثواني دلف الطارق بعدما سمع الأذن ,فهي كانت ماريان واقفت ماريان وهي تقول بهدوء:-
-عايزة أتكلم مع حضرتك شوية يا جاسم بيه ..

بعد مرور نصف ساعة خرج جاسم من الغرفة وهو يرتدي سترته علي عجالة وخلفه ماريان ومعتز سار دون أن يلتفت :-
-انزل يا معتز هات العربية قدام المستشفي بسرعة ..

معتز وهو يقول :-
-طب اجي معاك طيب ,وبعدين نبقي ننزل سوا ..

تذكر جاسم امر حجاب رقية فربما يكون حقيقة مثل باقي الأحداث التي سردتها عليه ماريان ..فشغر بالغيرة من معتز إن يري شعر محبوبته فقال بإصرار :-
-لا هاروح لوحدي انزل يله ..

معتز علي مضض :-
-ماشي ..

سار جاسم وماريان في الممر الطويل حتي وقفت ماريان بالقرب من الغرفة وهي تشاور بيدها :-
-الأوضة دي ياجاسم بيه ..بس متجبش سيرتي ارجوك انا عملت كده عشان حبيتها وصعبت عليا ..

هز جاسم رأسه بالموافقة وهي يقول بإبتسامة مصطنعة :-
-متقلقيش وً ليكي مرة تانية ..وهتلاقي مبلغ في الحسابات ياريت تقبليه ..

ماريان بإعتراض :-
-لا يا جاسم بيه انا مش بعمل كده عشان خاطر الفلوو–

جاسم مقاطعاً:-
-معلش اعتبريها هدية جوازي انا ورقية ..

فرحت ماريان بشدة لفرحة تلك المسكينة قائلة بسعادة :-
-حاضر يابيه ..

ابتسم وسار في إتجاه الغرفة قلبه ينبض بشدة إشتياق لصاحبة العيون العسلية ,وقف امام الغرفة وطرق الباب بخفوت وفتحه ودلف إلي الداخل ,إلتفتت رقية وهي تقول :-
-اتأخرتي ليه كده ب—

ولكن بترت باقي الجملة وهي تري جاسم واقف امامها يرمقها بنظرات عاشقة ,وقفت من علي الإرضية بحرج وهي تنظر في الأرض ,تقدم هو منها وهو يقول بعتاب :-
-كده برضه ماتجييش تشوفيني ..

فركت كفها معا وهي تسمع صوته,فهي كانت تريد الإطمئان عليه ولكن عزة نفسها منعتها من ذالك فهي تري انه المتسبب في ذالك ..حافظت علي جمودها قائلة :-
-الممرضة طمنتني عليك ,,واظن كده كفايه وده اللي المفروض يبقا بين المدير والشغالة بتاعته ..

شعر بوغزة في قلبه اثر جملتها فهي تلقي اللؤم كله عليه ,حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول بهدوء:-
-طب يله عشان اروحك ..

رقية بسخرية :_
-تروحني !!لا اتفضل حضرتك انت وخد الصحفيين اللي تحت دوول معاك ..وانا همشي بالليل في الضلمة ..عشان اللي زينا يابيه بيعيش في الضلمة

كور جاسم قبضة يده بغضب وخلع سترته والقها علي الأرضية وفك باقي ازار قميص ,شهقت رقية وهي تراه عاري الصدر وكانه الحلم يتكرر فمزق جاسم القميص واقترب منها ووضعه علي رأسها .وعاد ليجلب سترته من الارضية ارتدي سترته علي عجالة دون اي شئ اسفلها ..واقترب من رقية ووضع يده اسفلها وحملها بين يديه فجاة وخرج به خارج الغرفة..

رقية بهلع وهي تتضرب بقبضتها في صدره :-
-نزلني انت مجنوون ..رايح فين هيشوفونا ..

جاسم وهو يسير بها قائل بعناد :-
-انا عاوزهم يشوفونا بقا ,يامراتي المستقبلية هااا ايه رايك بقا..

error: