لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل السابع والأربعون ..الجزء الثاني

-في قصر الراوي ..

أنهي الطبيب الكشف علي رقية وألتفت برأسه “لجاسم “الذي يقف وعلي وجهه علامات القلق ..

الدكتور بلهجة تقرير:-
-المدام اتعرضت لإرهاق وضغط عصبي شديد مستحملتهوش وده سبب الأغماء ..

رمقها “جاسم “بأسف وهو يتنهد ويغلق عينه ويفتحها مجددا ..

وضع الطبيب سماعته في حقيبته العملية ونهض بوقار قائل بجدية :-
-ياريت تبعد عن اي ضغط الفترة اللي جاية دي لأنه مش كويس عشانها خالص ..

أومأ “جاسم “برأسه أيجابا دون أن يتفوه بكلمة ..

أستاذن الطبيب وانصرف في الحال ….جلس “جاسم “بجوارها علي الفراش وقبل جبهتها بملامح تحتوي علي اللاسف .فك لها حجابها الذي وضعه عليها عندما جاء الطبيب ليكشف عليها وفرش شعرها علي الوسادة ونهض وهو يضع عليها الغطاء ويلقي عليها نظرة أخيرة قبل أن يغادر ..

-في الأسفل…

هبط “جاسم “الدرج منادي علي الخادمة صباح .والتي جاءت مسرعة له قائلة :-
-أؤمرني ياجاسم بيه..

جاسم قائل بجدية :-
-الامر لله وحده .أنا عاوزاك تحضريلي اأكل مغذي وصحي وتخلي حد يطلعه فووق بس ياريت قبل مايطلع تبلغوني انا في المكتب…

أومات صباح برأسها ثم رحلت لتنفذ المطلوب منهااا..

سار جاسم عدة خطوات ولكنه وقف عندما أستمع صوت والدته من أعلي الدرج قائلة بفضول ونبرة جادة:-
-دكتور أنيس كان بيعمل أيه هناااا …

زفر جاسم بضيق وهو يستدير لمواجهتها قائل:-
-يعني الدكتور هيكون جاي ليه مثلا!!مراتي تعبت وانا طلبته ..

ضيقت عينها وهي تقول بتفحص:-
-وتعبت ليه دي بقااا ..

ثم تعبت بحذر :-
-أوعي تكون حااامل ..

جاسم بتهكم قائل :-
-لا مش حااامل .وبعدين لو حامل مفروض تفرحي أنك هتبقي جده ..

مشيرة وقد قامت بتكشير وجهها بإستحقار:-
-وفكرك إني هقبل أكون جدة لعيال جايين من بطن واحدة زي دي …

جاسم بنبرة شبه منفعله :-
-العيال دووول هيكونوا جايين من أبنك كمان ..

ثم نظر لها نظرة ذات معني قائل:-
-هو انتي ممكن ماتقبليش ولادي!!..

رمقته بصمت وهي تشيح بوجهها ..

تنهد جاسم قائل بجدية :-
-علي العمووم ياريت تتطلعوها من دماغكم ..

ثم غمز بعينه قائل :-
-وبلاش تلعبوا في مستقبلها كتير ..لأني انا علي طووول هبقا معاها وبلاش تستخدمي رقية في نجاح حااازم …

مشيرة وقد ظهر الأرتباك علي وجهها قائلة:-
-قصدك آآ أيه ..

جاسم بإبتسامة ساخرة:-
-حضرتك عارفة قصدي كوويس جدا .واكيد حازم هيبلغك باللي حصل …

لم ينتظر جاوبها وأتجه إلي مكتبه .ضربت مشيرة بيدها بقوة وحنق …

ولج إلي مكتبه وأتجه ليجذب اللوحة العجيبة من خلف الأريكة ..ثم جلس وهو يتأملها بأبتسامة رغم عدم معرفة هوية اللوحة …

فتحت جفونها اللامعة بإرهاق وهي تشعر بالم في رأسها .أعتدلت وهي تمسك رأسها وتضغط عليهااا ..لم تتذكر سوي أخر محادثة لها مع”جاسم”وبعد ذالك أحاط بها الظلام ..أزاحت الغطاء من عليها ونهضت بثقل وسارت نحو الشرفة .لتتدلف وتقف بصمت وتترك الهواء ينعش جسدها …ويمزح مع خصلات شعرها التي تطير في الهواء ..

دلف هو الغرفة وخلفه صباح وأحدي الخادمات تحمل صنية الطعام مع كأس العصير الطازج .بحث بعينه عنها عندما وجد الفرأش فارغ .فوقع بصره عليها وهي تعطيه ظهرها وتسرح في لاشئ وكأنها لم تنتبه لدخول أحد الغرفة.أبتسم وهو يشير بعينه للخادمات أن يضعوا الطعام علي الطاولة ويغادروا الغرفة ..

وضعت الخادمة الطعام علي الطعام كما أمر رب العمل “جاسم “وخرجت مع الخادمة صباح قائلة بتهكم :-
-فعلا الدنيا حظوظ ياست صباح .بقا جاسم بيه القمر يتجوز واحدة زي دي ..وكمان يطلعلها الأكل لحد عندها..

صباح وهي تسير قائلة بعتاب :-
-ملناش دعوة ياصفاء ..أحنا هنا خدامين للقمة عيشنا وبس .والشهادة لله احنا مشوفناش حاجة منها لحد دلوقتي دي متعرفش غير أوضتها وباب الخروج وبس..

ضحكت الخادمة صفاء قائلة :-
-عندك حق ده البنات تحت مسمينها سيدة الغرفة ..

لوت صباح فمها قائلة بنزق وهي تجذبها عنوة :-
-طب يله ياأختي أحسن تترفدي ويبقا مصيرك زي قمر كده ..

“يحسدونا علي شئ ..دون أن يعلموا ما أخذ الله مننا في سبيل ذالك .فربما ذالك الشئ تعويضا من الله ..الله العادل ”

جذب حجابها من علي الفرأش .وسار نحوها ليضع الحجاب علي شعرها قائل بغيرة :-
-أفرضي حد شاف شعرك دلوقتي!! ..

أفاقت علي صوته فإلتفت إليه بصمت وهي ترمقه بعتاب ..

أبتسم جاسم قائل بجدية :-
-كويس أنك صحيتي عشان تأكلي ..لاحسن تقعي من طولك تاني ..

رقية بتهكم :-
-مش عاوزة أكل، مش عاوزة حاجة منك..

جذبها لتصتطدم في صدره قائل بأستفزاز:-
-تؤتؤ معندناش عيال صغيرين بيقولوا لا للأكل ..

رقية بغضب :-
-أنا مش صغيرة علي فكرة .وبلاش طريقتك المستفزة دي ..

جاسم بنبرة ذات مغزي وهو ينظر لشفتيها بخبث:-
– أكيد مش صغيرة هو في صغيرين بيتجوزو برضه..

ضربته في صدره قائل بصياح:-
-أنت قليل الأدب علي فكرة ..

ضحك وهو يضع يده أسفل ركبتيها ويحاوط خصرها بيده ويحملها قائل بغمزة:-
-أنا هوريكي دلوقتي قلة الأدب علي أصولها..

ركلت بقدميها وهي تعترض .فأحكم هو قبضته عليها ووضعها علي الفرأش ..ثم أتجه نحو الباب وأغلقه جيدا .

أبتلعت ريقها قائلة بهلع :-
-أنت هتعمل أيه ..

أقترب منها وهو يخلع تيشرته قائل بغمزة ماكرة:
-أنتي وعدتيني ولازم توفي بوعدك بقاا..

نهضت من علي الفرأش سريعا وأسرعت نحو الطاولة الموضوع عليها الطعام التي لمحتها قائلة بكذب:-
-أيه ده أنا أكتشفت أني جعانة اوووي ..

عقد ساعديه أمام صدره ..وهو يشاهدها تأكل بنهم شديد مزيف ..أبتسم لأنه أراد أن يخرجها من حالة الغضب و الأرهاق التي سببها لها وليس أكثر ..

مرت دقائق كثيرة وهي تأكل فأوشك الطعام علي الأنتهاء ..شعرت بألم في معدتها ولكنها أبت أن تظهر ذالك..فرغت الأطباق من الطعام فأمسكت كأس عصير المانجو الطازج .وظلت ترتشف منها وهي تتصنع عدم الأهتمام ..

زفر جاسم بضيق وهو يتجه نحوها ويأخذ من يدها الكأس ويضعه علي الطاولة وحملها
وهي تقول بفزع وأرتباك:-
-أستني أنا آآآ لسه مخلصتش آآكل ..

رمقها بتهكم وسخرية ..وهو يضعها علي الفرأش ويجثي فوقها قائل:-
-تأكلي أيه تاتي ده انتي غسلتي الأطباق للخدامين ..

ثم تابع بمداعبة :-
-وبعدين أنتي آآكلتي ولازم تحلي دلوقتي ..

ثم ألتهم شفتيها في قبلة ..لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح…

بعد مرور ساعات وضعت رأسها علي صدره العاري وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل فأغمضت عينها ..عبث هو بأبتسامة في خصلات شعرها السوداء ثم هبطت يده علي وجهها لتلمس تلك الحروق المنتشرة بكثرة علي وجهها .ولأول مرة يريد معرفة سبب تلك الحروق والتشوه ..تنهد قائل بجدية :-
-من أيه ده يارقية ..

لم تنكر أنها تفأجئت من سؤاله ولكنها كانت تنتظره من زمااان ..أعتدلت وهي تخفي جسدها بالملاءة قائلة بنصف أبتسامة :-
-أتأخرت أووووي ياجاسم..

عقد جاسم مابين حاجبيه بإستغراب ..

فتابعت هي قائل بنبرة حزينة :-
-أتأخرت في سؤالك لأني ده أول سؤال بشوفه في عيون الناس ..

تنهد بأسف وقبل أن يتفوه بكلمة دفنت رأسها في صدرة قائلة بألم :-
-هحكيلك كل حاجة ..

-flash Back..

فتاة صغيرة تمتلك من العمر خمس سنوات.تجلس أمام بيتهم القديم الهائل للسقوط وتمسك بدوميتها المصنوعة من الخيط وهي تنتظر خروج والدتها لتذهب معها الي بيت خالتها حيث “بسمة”التي تعشق اللعب واللهو معاها فهي تنتظر تلك الزيارة منذ زمن ..وبعد دقائق خرجت “فاطمة” فأبتسمت الصغيرة وهي تنهض وتنظف ردائها .ووتستعد للذهاب ولكن تلاشت الأبتسامة من علي وجهها عندما قالت فاطمة :-
-خشي غيري هدومك يارقية أحنا مش هنروح عند خالتك النهاردة..

لمعت عين الصغيرة بالدموع وأحتضنت دميتها وهي تهز رأسها بالأيجاب وتتدلف وهي تمط شفتيها بزعل ..

دلفت فاطمة المطبخ حيث يتواجد راضي يقوم بتبديل أسطوانة الغاز ..

تحدثت بتهكم قائلة :-
-أخلص ياراضي في يومك ده ..

مسح راضي حبات عرقه .ثم أعتدل قائل :-
-خلاص الأنبوبة اتركبت أستني أنا هجربها.

تحدثت بجدية وهي تسير نحوه قائلة :-
-لا أروح أنت بس أشتري الخضار وانا هجربها ..

أومأ برأسه ثم غادر المطبخ متجه إلي السوق ..أمسكت فاطمة بالعلبة الصغيرة الخاصة بأعواد الكبريت وأخرجت عود كادت أن تشعله ولكنه أستمعت صوت أبنتها رباب تطلب منها أن تجلب لها ملابس وهي تستحم .زفرت فاطمة بضيق وهي تغادر قائلة:-
-أنا مش عارفة أنتو ليه مش بتأخدوا هدومكم معاكم وانتو بتستحمو ..

ولم تنتبه أنها تركت أعواد الكبريت في مكان تصل له الأيادي الصغيرة ..دلفت رقية بنفس ثيابها إلي المطبخ فقد شعرت بالجوع فتحت البراد وأخرجت صحن به جبن وأخرجت رغيف وأغلقت بظهرها الباب .سارت ببطء وهي تحمل الصحن حتي وضعته علي الأرضية وجلست لتأكل ..أمسكت بالرغيف لتبدء بالأكل ولكنها وجدته بارد زمت شفتيها الصغيرتين بضجر .ولكنها لمعت بعقلها فكرة عندما رأت أعواد الكبريت .نهضت سريعا وهي تتجة وتمسك علبة الأعواد .فأبتسمت وهي تقف بجوار اسطوانة الغاز(أنبوبة) أشعلت النار وجاءت تلتفت لجهاز التسخين (البوتجاز)..لم تشعر إلا بنيران تمسك بجسدها الضئيل ..صرخت بقوة وهي تشعر بجلد وجهها وكأنه يتساقط .والنيران تشتعل في جديلتها الناعمة ..أزداد صراخها بقوة وكأن أنفأسها سوف تخرج منها ..أشتعلت النار بجسدها وقد أحترقت بعض من ملابسها والبعض الأخر ألتصق بها ..قوة النار جعلت باب المطبغ ينغلق بقوة وهي تحترق بالداخل ..

….back.

شعر بسخونة دموعها علي جلده وسمع صوت شهقاتها وهي لم تقدر علي متابعة سرد مأساة الماضي ..أعتدل وهو يحتضنها بقوة كاد أن يدخلها بداخله كاد أن يكسر عظامها وهو يعناقها بكل قوته ملس علي شعرها وهو ينظر أمامه ويقسم علي إن يعيد لها السعادة مرة أخري ..سيبذل كل جهده في سبيل حذف كلمة مشوها من قاموس حياتها..

error: